يوسف الدموكي
34K subscribers
568 photos
3 videos
35 links
لأن الكلمة مقاومة.
Download Telegram
هذا هو المستقبل، لا سواه.

رحم الله الثائر الأجرأ؛ صاحب العصا المباركة.
هوس بعض العرب برد فعل الغرب حين نأخذ حقنا مبالغ فيه، وأحيانًا يصل لدرجة قميئة، فورًا نضغط زر نظرية المؤامرة، وأن العدو هو المستفيد الأكبر، وأنه سيستغل ذلك في توسيع دعايته، وأن علينا التصرف بتأدب حتى يحترمنا العالم، وشكرًا لهم استفاقتهم أخيرًا تجاه ما يفعل نتنياهو.
..
والحقيقة أن الغرب الذي يعني لك كل شيء أنت لا تعني له شيئًا، وأي تغير في سياساته تأكد أنه خشية ضرر لمصالحه أولًا بعيدا عن دمائك وأشلائك، وأن عملية مبرورة لأخينا رودريجيز خير مليون مرة من ألف موقف غربي من غزة؛ ذلك هو الحل لا سواه.
..
لن ترتدع "إسرائيل" الوحشية بخطب برلمانية عصماء، مهما كانت تحت أكبر قبة وفوق أوسع ساحة، بقدر رصاصة يتيمة يطلقها ذئبٌ سنوارٌ على "إسرائيل محتل" حقير في أي مكان على وجه الأرض؛ ذلك ما يهدد مشروعهم وما ينبئهم بالزوال؛ أن تتقيأهم الأرض، فلسطين، والكوكب كله.
في أمان الله الدكتور زكريا.. لحق بيحيى.. عساهما اليوم في صحبة محمد صلى الله عليه وسلم.
الطبيبة بمستشفى ناصر في غزة د. آلاء النجار، تفاجأ خلال عملها باستقبال أطفالها الثمانية متفحمين وأشلاء.

انتهى الخبر.
تنجب الأم أطفالها قطعةً قطعة، يكبرون أمامها شبرًا شبرًا، ينضجون يومًا بيوم، شهرًا بشهر، عامًا بعام، يملك كل منهم خصوصيته في ذاته، وخصائصه في قلبها، وذكرياته وضحكته وبصمته وحياته، وكل حياة لكل منهم حياة لكل قطعة منها؛ فكيف تخبرها في لحظة واحدة أن كل قطعة منها هي تلك القطع المشوية أمامها في أكياس سوداء؟
معلش لا عذر على قسوة المشهد؛ فقلوب أنجاس الأرض أقسى، رحل مصطفى وفي جسده النحيل ألف لعنة عليكم، مخطوطة على جلده الملتصق بعظمه أسماؤكم واحدا واحدا، هؤلاء منعونا الغذاء والماء والدواء، وظللتُ يا ربي مادًّا يدي، فاغرًا فمي، عشرين شهرًا، ولم يمدد لي كلبٌ لقمة واحدة، بينما يعدون المآدب لكل خنزيرٍ عابر.
..
يا رب رحلت وقد كنتُ أتلوى جوعًا، يبكي لي الصادق في ميادين أوروبا، وينفق لأجلي المعسر في حارات مصر وأزقة الأناضول والشام والمغرب العربي، ويكتب عني اللاتيني كأنني ابن أخيه، ويثور لي الأفريقي في المحاكم كأن هذه مجاعته أيضًا، بينما كان حراس البوابات الذي سلطتهم أو وُلوا علينا، بكل ما ملكوا من قوة وزاد، لا يحيدون فتح هوة في جدار العار تدخل الأكل إلى وريد غزة!
..
يا رب جئتك وأنا ميت جوعا لا ألوي على شيء من الدنيا، كان جسمي حيويا لا يهدأ، نشيطا لا يحب السكون، أجوب غزة طولا وعرضا فلا يوقفني أحد، وسيمًا على ثناياي السرور وفي وجنتيّ أسراره، حتى انقطعتُ من الزاد يومًا فظننت أني لن أبيت بلا عَشاء.. خمسمئة يوم، وجئتك خرقةً، باليةً، محمولة على الأكتاف، ميتًا، من دون عشاء.
..
يا رب أعلم أن بطونهم ملأى وموائدهم عامرة، وصعب على خيال الإنسان أن يتصور كيف يهلكون جوعى، ولكن، على ذلكم يا رب وليس عليكم بعزيز.. أهلكهم جوعى، أهلكهم مرضى، أهلكهم عطشى، أهلكهم غرقى، أهلكهم وهم يرون صورتي في كل زاوية سنين حتى الموت، أهلكهم عاجلا بحقي وحق مئة ألفٍ من إخوتي، أهلكهم، أهلكهم، واحشرهم يا رب هلكى!
تلكم الأيدي الكريمة، والأرجل الطاهرة، والقلوب التي تحمل البأس، والسواعد التي تحمل الحديد، رجال لم يبرحوا الثغور ولم يعطوا الدنية ولم يشتروا الدنيا بعرض زائل منها قليل، فوجئوا ذات صباح بداعي الله فأجابوا دون سؤال، وقيل لهم كونوا في الحراسة فكانوا في الحراسة، وقيل كونوا في الساقة فكانوا في الساقة.
‏..
‏أبناء غزة، أهلها ورمالها، عليلها وجلاء علتها، لا يحتكرون اسمها ولا سماها، وإن حُقت غزة كلها لسموهم، وهم آل أهلها، وهم بنو الشهداء وآباؤهم، وهم المواكب المحتملة، والجنازات المؤجلة، والمرتقون المقبلون، المقبلون.
‏..
‏ثبتوا لله فما كلت أيديهم ولا خارت عزائمهم، فقدوا ما فقدوا ومن فقدوا فملكوا كل شيء وكل شيء دون الله زائل، وكل شيء هالك إلا وجهه، فلم يشتروا من الحياة إلا نور الله، ولنور الله وحده قضوا سنين المر في العتمة، يجلبون الضحى بأظفارهم المتكسرة، ولحومهم المساقطة، وعيونهم التي تبكي عن الدموع دما.
‏..
‏الله أكبر الله أكبر ما قدَّم المغوار ثم ما هو أقدما..
‏الله أكبر كلما طلع الصباح حمل السلاح وهمهما!
والله والله والله لو لم ينتظرنا يوم الحساب غير هذه لكفتنا وكفتهم.


ياااااااااا حي يا قيوم
لا أفهم سر الحرص على "اقتلاع" كلمة من أم فقدت للتوّ أبناءها التسعة ورأتهم بأم عينيها رمادا، أو الظفر بإجابة نارية من طفلة بعثت من النار، ما الذي تعنيه كلمة منهم بعد ما تجرعوه؛ فقدان أبناء، وتجربة شواء! باللهِ لا تجرحوا الفاجعة.
لا يعمل القرآن كمخدرٍ لعقول المبتلين، وإنما تبيانٌ يبصرهم بحقيقة ما هم فيه، ويسلمهم مفاتيح الاختبار وعواقب الاختيار، ويريهم مواضعهم منه، فيلج المرء الصفحة ليسكن القرآن قلبه، ولا يكاد يقرأ إلا وهو ساكنٌ في قلب القرآن.
ها هي مدن الضفة جميعًا تقتحم في دقائق معدودة، يُقتل الأهالي ويروع الأطفال وتُنهب محلات الصرافة وتصادر أقوات البشر، على مرأى من حامية الحمى، البعيدة عن أي "مؤامرات كونية" في يوم سابع أو ثامن، السلطة التي لا تستطيع حماية شبرٍ ولا عرض، ولا اعتراض طريق جندي ولا مدرعة، فقط الفلسطينيين من تجيد مواجهتهم.
..
أين السلطة ابنة الحرام التي يتغنون بها؟ يقدسون أبقارها؟ يلتقطون الصور مع خنانيصها؟ يتواطؤون مع ما تفعله بالضفة أو لا تفعله، بينما "تتفنجل" عيونهم على غزة كأن شرفها خطيئتها؟ أين حراس الأمن رجال العهد أمناء السلم متعهدو الكضية؟ أين أذنابهم النجسة في كل وادٍ ذميم؟
..
ليخرس الذين يتحدثون عن غزة ولا يجرؤون على الحديث عن الضفة، من يهاجمون رجال الله في رفح وجباليا ولا يذكرون أنصاف الذكور في نابلس ورام الله، ولتبقى غزة المشهودة، شاهدةً على الجميع؛ غزة ابنة فلسطين، وأم الأرض.
أهالي غزة الذين توجه بعضهم لنقطة المساعدات الأمريكية سيطروا على كل شيء في المكان، أولا عبوات المساعدات كلها، ثم بما في ذلك الطاولات والكراسي وغيرها.. فهل تبقى من الخطة الأمريكية العائمة الجديدة شيء؟
غزة
الثانية عشرة بمنتصف الليل.
بينما تفاوض أمريكا، سيدة أشرار الدنيا، الأم الروحية لكل أولاد الحرام على كوكب الأرض، بكل ما أوتيت من قوى، تفاوض غزة، التي لا تشغل 2% من مساحة فلسطين، وحدها، وحدها، وحدها، كأن تضع ورقة شجر يتيمة في وجه إعصار أهوج؛ لكن حسبها الله، أن الله وكيلها، وحده، وحده، وحده، لا شريك له.
غدًا إذا قتلت المقا"و"مة ياسر أبو شباب، زعيم قطاع الطرق في غزة وتاجر الحرب العميل لإسرائيل، تأكدوا أن سيخرج من بين ظهرانينا من يجعله بطلا، ويتهم قاتليه بقمع معارضيهم، وهو الذي سفك من دم الفلسطينيين ما سفك وبقر من البطون المجوَّعة ما بقر! ثم ستجد من البقر من يتخذ أي جرو ضد أسيادنا إلهًا لدناءته.
هي العقلية ذاتها، وقلب 2013 نفسه، وعيونه الوقحة، التي يناصب بها السيسي العداء لسيدة ضعيفة، في أضعف حالاتها، ويدخل معها تحدي السلطة وأمهات المعتقلين وذويهم؛ هم يموتون لأجل أبنائهم الذين يموتون بحد ذاتهم أصلا، وهو يحلف بالطلاق أنه لن يرضخ لأي صورة يراها مهما بدت للعالم قاسية، ولسان حاله: "اتدلعي اتدلعي.. لو السما اتطربقت على الأرض مش هيشوف النور".
..
أستاذة جامعية وعالمة ذائعة الصيت وراسخة العلم، يرى النظام الجاهلي روحها مثل غيرها أسهل عليه ضياعها من ضياع "قصافة" الرئيس ذات صباح مدهنن كوجهه، والحقيقة أن لا روحها ولا روح غيرها من أمهاتنا أمهات عشرات آلاف المعتقلين في مصر برخيصةٍ عن الله مثقال ذرة، ولا عابرة في ميزان التاريخ.
..
حفظ الله الدكتورة ليلى سويف وسناء عبدالجواد ومئة ألف أم مصرية يكوى كبدها أمامنا على الهواء مباشرةً، وأمام السفاح النجس، لكني أماك برودةً غريبة في صدري، تيقنني من أن نهاية المشهد ستكون قاصمةً لظهره، بعدد ما قصم ظهورنا، وسنرى الشيطان اللعين صريعًا، والناس تبصق من علٍ "أتعبتنا وأراحنا الله منك.. لا أم لك".