يوسف الدموكي
33.8K subscribers
545 photos
3 videos
34 links
لأن الكلمة مقاومة.
Download Telegram
أقيلوا عثراتكم؛ في طريقكم للاستعمال زكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم ونظفوا جوارحكم، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ولا تركنوا إلى العبادة وحدها أو العمل وحده، فإنهما متلازمان، فـ"من المؤمنين رجال"، فلا إيمان منفردا ولا رجولة بذاتها.

وإن الواحد ليُستعمَل في إنفاذ مراد الله طاهرًا كان أو فاجرًا؛ فانظروا موضعكم الذي تحبون أن تكونوه من إرادة الله ومحبته.
وحيدون، وما ضرهم من خذلهم، ولا شمت بهم من غدر بهم، ولا قهرهم من عاداهم، رجال الله، أهل المولى وخاصته، ثابتين على الحق، قابضين على الجمر، مقبلين على السجال؛ ولذرة غبار عالقة بنعل أحدهم في فتحة نفق بباطن الأرض هي أثقل من الأرض بمن عليها.
فجرًا استهدف العدوان الأمريكي المجرم سوقا شعبيا في صنعاء، واستشهد 12 يمنيا؛ هل خرج بيان عربي أو دولي واحد يقول لأمريكا ماذا تفعلين بغارة في سوق شعبي؟ دمنا الرخيص في عيونهم هذا لا بد أن يقابله ثمن باهظ من قرات عيونهم؛ فذلك الإبليس الأبيض لا يردعه إلا من يقارعه.
عودة فيديوهات المقاومة لا تعني رجوع مسلسلك المفضل، وإنما هي أيام جديدة من إقامة الحجة علينا جميعًا، وهم من قلب الدم والطين والعرق والظمأ يواصلون حلقات الصبر المر والشرف المجيد!
ذاك بيت حانون، وتلكم أعمدته.
مجموعة من رجال غزة وهم في طريقهم لتسليم سلاحهم استجابةً للمقترح المصري والإسرائيلي وبعض النشاز الفلسطيني.
في أرض غزة
هكذا تنمو السنابل
وبكل سنبلةٍ
سيزهر
ألف وابل!
كأنما هو العبور المجيد يستدرك مشهدًا فاته.
https://sotour.net/9671/

لم أستطع الاقتباس، ربما ليُقرأ دفعةً واحدة.
ذلك الزخم مع الفلسطيني حين يحارب، لا ينبغي أن يكون أقل حين يجوع ويعرى ويظمأ ويحرق حيا، الجريمة هي فصل هذا الفلسطيني عن ذاك الفلسطيني، كلاهما واحد في غزة، المحارب الجائع، والجائع الذي يحارب، كل بطريقته، وفي غزة من الحروب ما يسع مآسي الجميع ومآثرهم.
يحايلني النوم وأتحايل عليه، أشعر بخدرٍ في يديَّ، وبتنميلةٍ في رأسي، وغشاوةٍ على عينيَّ، أريد أن أقوم وأن لا أقوم، أن أتحرك بشرط أن تحملني قدماي لثغرٍ أو جبهة، وأن تتشقق كفّاي ببندقية، وأن تتغبر قدماي في رحلة، وأن تجمعني مع غزة غارة واحدة، فتتطفئ نار صدري بنار فوق رأسي، حيث لا تجتمع على مؤمن ناران، وإني أفضِّل تلك التي أكوي بها عدوي، أو أفدي بها أهلي، على أن أسلَم ببرودٍ وبرَد دون حرارة في دار نكد لا راحة، فإن ارتحت، فلمتى أجلت النكد؟ ألبعد الموت يا قاعد؟ بالله قم، لله قم.
"وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ
وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ".
نعل أصغر مقاتلٍ في غزة أعز وأجل وأشرف وأعظم من مليار رأسٍ فيما سواها، وفضل أهليها على سائر المسلمين والعرب لا يضاهيه فضل ألف مسلم ولا عربي عليها، هذا إن تفضلوا بشيء، حتى لا تظن بعض الأنظمة الوظيفية أن لها قدرًا أكبر من وظيفتها، وكي لا تتوهم أن لها سيادةً فعلا لا سمح الله، وكما تعلمت في المعتقل من النبطشي الجنائي الحكيم: "كل قرد يلزم شجرته".
الدنيا كلها أوهن من كل استعراضات الإنسان بالقوة، وأهون من أي تعالٍ أو عصيان أو تكبر، وثوانٍ معدودات من الزلزلة تذكره بموقعه من الكون ومن نفسه، وأن لا تمهله الدنيا دقيقةً واردٌ جدا أن لا تكون مبالغة، ودنوّ حالنا من حال أهل غزة ولو لساعةٍ أو ليلةٍ هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، حيث لا جهة مقاربةٍ دقيقةٍ ووافية بين "هزةٍ" و"قيامة"، يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
معلش.. ليس كل من يقال له "يابن الكلب" يوقِّع.
يا رب، أطفال غزة، يا رب، صغارها المساكين، يا رب، جيلٌ كامل يباد ويقطع، ويظمأ ويجوَّع، وكبار السفلة في الجوار يمنعون عنهم الغوث والنجدة، فاللهم أرنا كبار السفلة صاغرين، اللهم قريبًا صاغرين، اللهم عاجلًا صاغرين.
عمليات رجال الله في غزة هذه المرة تكاد تكون أدق هدفًا وأعظم تأثيرًا من أي وقت مضى، خاصةً مع توفيق الله لها في الضرب بمقتل، ومفاجأة الاحتلال الذي ظن الأمر انتهى مع نقضه الاتفاق، ثم إنها مخرسةٌ لكل تلك الأصوات التي راهنت على فراغ، وتخيلت نفسها تحكم غزة من ظهر دبابة إسرائيلية. مجددًا رجال الله يعلمون الدرس، ومجددًا كلاب أهل النار لا يتعلمون.
أمام هؤلاء المقهورين النازفين، أتخيل طاولةً في عالم موازٍ، يجتمع عليها مسؤولون عرب، لا تغريهم فكرة أن الوقت من دمٍ ليفعلوا شيئًا للتاريخ، وليس لله بالضرورة لأنه لا يمثل طرفًا في المعادلة عندهم، جل جلاله وتنزَّهت صفاته وأسماؤه، يتحلقون في دائرة مشابهة، لا تشبه هذه في أي شيء، لا البساطة، ولا البراءة، ولا الرجولة، ولا الشرف؛ منزعجين من غزة هذه، تلك الفاضحة التي كشفت سوءاتهم، والمتدثر بينهم بأخيه عارٍ، وعارٌ، حيث تملكهم السوءات نفسها.
..
أتخيل أصحاب العالم الموازي يناقشون فكرة المقاومة من الأساس، وكيف تجتث غزة، وكيف نقتلع أهلها، لمَ لا تحصل معجزة وتكب المدينة المزعجة في البحر؟ يتحدثون كأنهم المتعقلون الوحيدون في الوطن المتهور، ويتبادلون الخبرات في كبح الحشود واعتقال الغيورين وزرع السرطان في خلايا المناعة، ويستعرض كل منهم جهوده في النجاسة، تخيل كل من في اللقاء على جنابة منذ نحو عشرين سنة.
..
يتغامزون ويتلامزون، بثياب ناصعة مقززة، وبدلات أنيقة مبتذلة، وبزات عسكرية لزجة، يتقاسمون بينهم على خيانة غزة، على حسر طوفانها، على تقدير عدوها، على مدِّ قاتلها بالبترول والبندور والمريول، وخنقها هي بألف سلسلة وأسورة وسور، ينتهون من اللقاء وفي فم كل منهم تفاحة، إذا دققت وجدتها تفاحة آدم، يرسل المندوب محضر الاجتماع، فيصل مباشرةً إلى طيار إسرائيلي من أوروبا الشرقية، يضغط على الزر، قاصفًا بعربيَّةٍ مكسرة مقهى الصفطاوي في غزة، ليقتل جميع هؤلاء.
..
تعانق المسؤولون وانصرفوا، خلع الطيار بزته سريعا ليلحق بعطلة نهاية الأسبوع في دبي، وتصلي غزة جنازة متصلة بربع مليون تكبيرة لم تتوقف ولو لنصف يوم.
كل تلك القوات المتطورة، المدججة، الأحدث في العالم، المنفق عليها مئات المليارات سنويا، السفاحة المجرمة المتوغلة في دماء الملايين من أمتنا.. ليسوا سوى مارد مهزأ، وعملاق صاغر، أمام رجل يحمل بندقية في يده، وكرامة في نفسه، وإيمانا في قلبه، وعنادا في عقله، وصلابة في ساعده، وهو يمرغ بأنف أمريكا وأم أمريكا التراب.