هذه الطرفة على مذهب بعض الفقهاء.

.
يقول بعض الأحباب:
"المعنى: من أحب الجليلَ أبغَضَ القليل.
ومن أحبَّ القليلَ فهذه علامة البعد عن الجليل. والله تعالى أعلم وأحكم".

يقول الله تعالى: {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}.
.

علماء السوء أضر على الناس من إبليس، يلبسون الحق بالباطل، ويزيدون الأحكام على وفق الأغراض والأهواء بزيغهم وجدالهم، فمن أطاعهم، ضل سعيه، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، فاستعذ بالله منهم، واجتنبهم، وكن مع علماء الصادقين.

...
سيدي علي وفا
قدس سره

سيدي علي وفا الإمام الشاذلي المعروف رضي الله عنه
وليس ذنب التصوف أن عينك وقعت على غير الصوفية!

.
المصائب التي تقع لإخواننا في فلسطين ليست اختبارًا لهم فقط، بل هي اختبار في (العقيدة) لكل مسلم!
وقد سقط في هذا الاختبار العقدي من قال: "لولا جهاد المجاهدين لَمَا حصلت كل هذه الكوارث في غزة".
لأن الأبعد حاكى قول المنافقين الخالصين في النفاق!
كأنه لم يمرَّ على قول الله تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو ‌أطاعونا ‌ما قتلوا قل فادرؤا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين * ولا تحسبن الذين ...}.
أوْ لم يرَ قول الله تعالى: {يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل ‌إلى ‌مضاجعهم وليبتلي الله ...}.
وماذا يجب أن نعتقد؟ الواجب أن نعتقد:
-أن كل هؤلاء الشهداء كانت آجالهم مقدَّرة مكتوبة في هذه المواقيت.
-وأن جهاد المجاهدين لم يقدِّم في آجالهم شيئًا.
وإنما كل ما هنالك أن الله شرَّفهم بأن جعل هذه الآجال تنقضي في سبيله تعالى؛ ليكون أصحابها في حياة كاملة عند ربهم يُرزقون.
فإما أن نصدِّق الشيطان في هذه الوساوس فنسيء الظن بأقدار الله، وإما أن نصدق الله في قوله تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}، {وإن جندنا لهم الغالبون}، {ولينصرنَّ الله من ينصره}.
.

.
ولم تكتف هذه البهائم بالتفرُّج والمشاهدة لافتراس واحدة منهنَّ!
بل إن إن بهيمة تجرَّأت فحاولت أن تركل حجرًا صغيرًا على رأس المفترس، فما كان من القطيع إلا أن حمى المفترس أن يصيبه ذلك الحُجَير، قائلين بصوت واحد: نرفض التصعيد، وندين العنف والإرهاب، يحيا السِّلم والسَّلام! فلنحاول فقط إلقاء بعض الطعام والدواء لأختنا حال افتراس السَّبُع لها!
.

.
قال: أُفتيك بقول مالك أم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
.

إذا سمعتُ الرجلَ ينال من أبي حنيفة لم أحبَّ أن أراه ولا أن أجالسَه مخافةَ أن ينزلَ به آية من آيات الله، فيُجعَل بي معه!

ابن المبارك رحمه الله.

#المذهب_الحنفي
#منهجيات

وهكذا يُفعل مع كل مبتدع يُضلِّل علماء الأمة -سواء أكانوا أئمة علم الإيمان (العقيدة والتوحيد)، أو أئمة علم الإسلام (الفقه والأحكام)، أو أئمة علم الإحسان (السلوك والتصوف)؛ لا يُجالس ولا يُخالط قدر الإمكان؛ ففي مجالسته مَحق وشؤم! وحاله السيئ يَسري كنافخ الكير!

.
من وصايا سيدنا الشيخ العلامة عبد العزيز الشهاوي-حفظه الله- في كيفية حفظ العلوم ومذاكرتها:

-احفظ متنًا في كل علم.
-لا تجعل حفظ المتون يؤثر على مراجعة القرآن.
-اجعل المجهود الأكبر في مراجعة المحفوظ، لا حفظ الجديد.
-طالب العلم عليه مجهود كبير جدًّا في المراجعة والمذاكرة المستمرَّة، وإلا فلن يحصِّل أي فائدة.
-أكثر الطلاب ينسون بسبب اهتمامهم بالحفظ، فيحفظون وينسون وكأنهم لم يفعلوا شيئًا، وكما قال الشاعر: (متى يبلغ البنيان يومًا تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ).

-خذ المتن الأسهل عليك.
-لا تبحث عن متن كبير إذا كان صعبًا عليك، يمكنك الاكتفاء بمتن صغير مع الشرح والحاشية.
-إذا كان النثر هو الأسهل فاحفظه، وإن كان النظم هو الأسهل فاحفظه. المهم أن تأخذ متنًا يجمع لك المسائل.
-قلِّل من المحفوظ إلى أدنى حد يمكنك فعله مع انشغالك بحسب ظروفك، لكن بشرط أن تواظب على حفظ جديد كل يوم، وتكثر من مراجعته باستمرار.
-حاول أن تأتي على المتن من أوله إلى آخره في فترة قصيرة كأسبوع مثلًا، ثم تكرِّر هذا كثيرًا.

-اعلم أن مذاكرة العلم من أشرف الأمور؛ قال الشاعر: (مَن في طريق للتعلُّم يسلُكُ* فإلى الجنان له طريق سُهِّلَا ** وملائكٌ تضع الجناحَ له إذا* يَسعى رضًا بمَرامه مُتقبَّلَا ** وتعلمٌ للباب مِن علمٍ له* فضلٌ على مئة الرُّكَيعة نافلَا).
-خذ هذه القاعدة: (حافظ) + (غير مراجِع) = غير حافظ.
-قال الشاعر: (إذا لم يُراجع ذو العلوم بعلمِه * ولم يستفدْ علمًا نَسِيْ ما تعلَّما** فكم جامعٍ للكُتْب في كل مذهب * يزيد مع الأيام في جمعِه عَمَى).

-النسيان ليس بعيب، قال الشاعر: (وما سُمي الإنسان إلا لنَسيه ** ولا القلب إلا أنه يتقلَّب).
-النسيان نعمة عظيمة، ومن حِكَمه أن ينال الإنسان الأجر في المراجعة، ولذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعهُّد القرآن، فعندما نراجع يكون لنا ثواب على ذلك.
-عليك بأدعية الحفظ والفهم، ومنها: (اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا)، (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت إذا شئت جعلت الحَزَن سهلًا)، (اللهم افتح علينا فتوح العارفين بحكمتك، وانشر علينا رحمتك، وذكِّرنا ما نسينا يا ذا الجلال والإكرام).
.

.
قال نجم الدين ابنُ الرفعة رحمه الله: الحساب والمساحة آلة القِسْمة، كما أن الفقه ‌آلة ‌القضاء.
كفاية النبيه 18/ 331

الفقه آلة القضاء!
.

.
هل الفصل بين النساء والرجال الأجانب عادة لا علاقة لها بالدين؟ وهل هذا تشدد ابتدعه بعض الجماعات؟ (4)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير ‌صفوف ‌النساء آخرها وشرها أولها).
صحيح مسلم (440)

قال القطب النواوي رحمه الله ورضي عنه: "وإنما فُضِّل آخرُ ‌صفوف ‌النساء الحاضرات مع الرجال: لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند ‌رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك، وذُمَّ أول صفوفهن لعكس ذلك".
شرح مسلم 4/ 159، 160

هذا كله في الصلاة، وصفوف النساء خلف ظهور الرجال!
.

.
هل الفصل بين النساء والرجال الأجانب عادة لا علاقة لها بالدين؟ وهل هذا تشدد ابتدعه بعض الجماعات؟ (5)

عن السيدة ‌عائشة رضي الله عنها قال: «إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفِّعات بمروطهن ما يُعرَفن ‌من ‌الغلَس». متفق عليه
(متلفعات بمروطهن): مُشتمِلات متلفِّفات بالأكسية.
(الغلس): الظلمة.

قال الإمام أبو الحسن ابن بطَّال: "هذه السُّنة المعمول بها: أن تنصرف النساء فى الغلَس قبل الرجال؛ ليُخفين أنفسهنَّ، ولا يتبيَّنَّ لمن لقيهنَّ من الرجال.
فهذا يدل أنهن لا يُقمن فى المسجد بعد تمام الصلاة.
وهذا كله من باب قطع ‌الذرائع، والتحظير على حدود الله، والمباعدة بين الرجال والنساء؛ خوف الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم فى الاختلاط بهن".
شرح صحيح البخاري 2/ 473

تأمل: (ليُخفين أنفسهنَّ، ولا يتبيَّنَّ لمن لقيهنَّ من الرجال).
فما بال حفيداتهنَّ اليوم تقبل بمزاح الرجال وملاطفتهم؟! وما بال حفيداتهن اليوم يفرحن بالتجمُّل والتزيُّن والتقاط الصور لنشرها على مواقع التواصل؟!
.

.
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
قال مجاهد: (بذكر الله) بمحمَّد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه.
ففي ذكره صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: الشفاء والدواء والغذاء والغَناء.
.

.
وأيضًا قال بعض من المفسرين في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذِكرًا}: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورد عن ابن عباس وابن زيد وثعلب.
لأن تمام الآية: { قد أنزل الله إليكم ذكرًا (10) رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور}.
فقال هؤلاء: (رسولًا) بدل من (ذكرًا).
وفاعل (يخرج) إما ضمير الباري، أو الرسول، أو الذِّكر، كما في الدر المصون 10/ 358، 359
.

من جميل لطف الله بعباده أن عبده مأجور رغم أنفه، ومن مظاهر ذلك ما قاله ابن مفلح الحنبلي رحمه الله:
"لا يُحزنك قول الناس فيك؛ فإن كان كذباً كانت حسنة لم تعملها، وإن كان صادقا كانت سيئة عُجلت عقوبتها"

[الآداب الشرعية ١٢/١]

وقوله تعالى ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا﴾ أي: عظِّموه في الخطاب، واحفظوا في خدمته الأدب، وعانِقوا طاعته على مراعاة الهيبة والتوقير.
ثم حذَّر اللهُ سبحانه بعدها فقال ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ لأنّ سعادة الدارين في متابعتهﷺ، وشقاوة المنزلين في مخالفتهﷺ، ومِن أيسر ما يصيب من خالفهﷺ حرمان الموافقة!

- أبو القاسم القُشيري

هذا من حيث الشكل
أما من حيث الموضوع والمضمون فسبب ضلال الخوارج ورد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم).
كيف؟
لو أنهم وقفوا عند آيات القرآن وقفة تدبُّر لوجدوا القرآن يضيف الصفة الواحدة والفعل الواحد إلى الله تعالى، ويضيفها إلى المخلوق أيضًا، على معنى مختلف، ولو عرفوا هذا لَما رموا الصحابة بـ الشرك والكفر!
تأمل:
-{الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}.
-{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور}.
فمن الذي يخرج من الظلمات إلى النور؟!
من حيث الخلق والقدرة والمشيئة المطلقة: هو الله تعالى، فهو الفاعل لكل شيء.
ومن حيث الأسباب الظاهرة، وصور التجلِّياتِ والحكمةِ الإلهية: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووارثوه رضي الله عنهم، بالأقوال والأفعال والأحوال.

فهذه مشكلة من يتوسَّع في دعاوى الشرك في كل زمان، أنه لا يريد أن يراعي المعنى المختلف في الألفاظ المشتركة، فأول ما يتبادر إلى ذهنه إذا سمع شخصًا يضيف شيئًا إلى مخلوق هو مضاف إلى الخالق، قال: شرك أكبر! دون أن يستفصل عن مقصده، بل لو أقسم له بالأيمان المغلَّظة أنه لا يقصد وجود معنى مشترك بين الخالق والمخلوق لكان الأبعد أصم!
.