.
وقال العلامة المُناوي: "نعم محل ندب اتخاذها فيمن يعُدها للذِّكر بالجمعيةِ، والحضورِ، ومشاركةِ القلب للسان في الذكر، والمبالغةِ في إخفاء ذلك.
أما ما ‌ألِفَه ‌الغفَلة ‌البطَلة من إمساك سُبحة يغلب على حبَّاتها الزينة وغلوُّ الثمن، ويمسكها من غير حضورٍ في ذلك ولا فكرٍ، ويتحدَّث ويسمع الأخبار ويَحكيها وهو يُحرك حبَّاتها بيده مع اشتغال قلبه ولسانه بالأمور الدنيوية: فهو مذموم، مكروه، من أقبح القبائح".

فيض القدير 4/ 355

ويمكن إذا رأيت إنسانًا يحرِّك السبحة بيده دون ذكر بلسانه، أن يقال: هو يُجري الذكر على قلبه؛ تحسينًا للظن بالمؤمنين. وكذلك إذا رأيته ينتقي سبحة غالية الثمن يمكن أن يقال: هذا لتكون معمِّرة لا تنكسر حباتها ولا ينفرط خيطها. ويكون كلام العلامة المناوي في ذم الغفلة أو التظاهر والرياء بالأعمال. {بل الإنسان على نفسه بصيرة}.
.

.
والسؤال لسيدنا أبي هريرة رضي الله عنه: مِن أين أتيتَ يا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن تجعل عدد الاستغفار على قدر ما ذكرته من الدِّية؟!
ولماذا التخصيص بهذا العدد؟! أليس تخصيص أعداد معينة للأوراد بدعة مخترعة؟!
ثم كيف لك أن تضاهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم مئة مرة)، وأنت تقول: (اثنتي عشرة ألف مرة)؟!
وهل سبقك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عقد التسبيح على خيط به ألفا عقدة؟ أليس لو كان خيرًا لسبقك إليه؟! أو دل الأمة عليه؟! وإلا كان بدعة!


ظلمات بعضها فوق بعض من الجهل المركَّب تتبدَّد أمام عينك يا صديقي، وأنت تقف على سُنة سادات الأمة، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
.

.
حكاية مِن زمن فات ... !

قال الإمام محيي الدين النووي رحمه الله ورضي عنه: «وكان بعض المتقدِّمين إذا ذهب إلى مُعلِّمه تصدق بشيء، وقال: اللَّهم استر عيب معلِّمي عني، ولا تُذهب ‌بركة ‌علمه مني».
التبيان ص47

الله يرحمكم!
في زماننا ... ربما يتصدق مريض القلب من أجل الكشف عن أخطاء المُعلِّم، أو إشاعة الزلات والتشهير بها، وغض الطرْف عن مئات الحسنات! ولا يكفي عند الأبعد بحر الخيرات والفضائل لكي تختفي فيه سيئة!
وليس المطلوب أن ترى العيبَ فضيلة، ولا أن تقلب الخطأ صوابًا؛ فتكون محرِّفًا لدين الله تعالى، وإنما (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، وليس: قفوا لذوي الهيئات على عثراتهم، ولا فتشوا عنها وشنِّعوا بها!
.

فتح المعين.

ترشيح المستفيدين

قال السعد التفتازاني: ليس الإدراك بكثرة النظائر؛ فالفَهِمُ الذكي يدرك بنظر واحد ما لا يدركه البليد بألف شاهد.

وقال الحجة الغزالي: والبليد لا يغنيه مزيد الاستقصاء ولو استوعبت له آحاد الصور.

"والصوفي من يزاحم بالصدق لا بالدعوى، وعند الكي بالنار تُعرف العبيد من الأحرار"

- العارف الشاغوري

"ولقد كان أجلف العرب يُسلم ويُشاهد طلعته العلية، فيَفيضُ من حينه بحقائق العلوم الجمة وغرائب الحكم الفاخرة، ويَرِقُّ طبعه وتتهذب أخلاقه من نوره صلى الله عليه وسلم"

ــ الإمام السنوسي رضي الله عنه

(الاستغفار ختام الأعمال الصّالحة)
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر فإنّ صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
والإستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث ".

لطائف المعارف ص(٣٧٧)

[جمال الفقه، وحسن الاستنباط وعظمة الفقهاء]

يقول الإمام الشعراني في (الميزان) عن مكان صلاة العيد:
قول الأئمة: إن فعلها بالصحراء بظاهر البلد أفضل من فعلها في المسجد، مع قول الشافعية: بأن فعلها في المسجد أفضل إذا كان واسعًا.
فالأول: مشدّد بالخروج إلى الصحراء، وفيه تخفيف بالنظر لعدم حصر النفوس في المسجد، وهو خاصٌّ بالأصاغر.
والثاني: مخفف، وهو خاص بالأكابر؛ وذلك لأن الأصاغر لا يقدرون على حصر نفوسهم في المسجد يوم العيد إلا بمشقة؛ لأنه يوم زينة وأكل وتعاطي شهوات أباحها الشارع فيه، فكأن صلاتهم للعيد في الفضاء أرفق بهم.
وأما الأكابر فإنهم يَرَون مكثهم بين يدي الله في بيته أوسع مما بين السماء والأرض، وقد قالوا:
...... سُمُّ الخياطِ مع الأحبابِ ميدانُ
فافهم.

ضرب إمام المسجد 😂😂

قال سيدي إبراهيم الخواص: "دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ ، وَخَلاءُ الْبَطْنِ ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ ، وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ السَّحَرِ ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ" .

«مَن استغنى بالله أغناه، ومَن تعزز بالله لم يفقره، كما أن مَن اعتز بالعبيد أذَلَّه».

- روضة العقلاء.

قال الإمام النووي رحمه الله:
( . قال الشافعي رحمه الله: (وبلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال : ليلة الجمعة والعيدين , أول رجب , ونصف شعبان, قال الشافعي : واستحب كل ما حكيته في هذه الليالي والله أعلم).

روضة الطالبين(2/274)

.
ومن الزلات التي يقع فيها بعض طلاب الفقه:

أن ينتزعوا من كتب الفقهاء نصوصًا في إباحة أنواع التزيُّن للمرأة، فالمذهب الفلاني أجاز لها التزيُّن بكذا، والمذهب العلاني أجاز لها التزيُّن بكذا، وحينها تتلفَّق صورة مركَّبة من البهرجة أو الافتتان لا يجيزها أيُّ مذهب! وهذه مصيبة!
وأيضًا: الذين أجازوا لها كذا وكذا، هم أنفسهم من منع المرأة من الخروج من بيتها في بعض الحالات، وكرهوا لها ذلك في حالات أخرى، حتى أفتى جمع وافر من الفقهاء بوجوب ستر وجهها عن الأجانب، وكذلك أفتى جمع وافر بكراهة خروج الشابة لصلاة العيد ومجالس العلم والذِّكر! وكذلك أفتى جمع وافر بحرمة سلامها على الأجانب ابتداءً وردًّا!
ستقول: ولكن هذه أحكام شديدة صعبة التطبيق؟
إذن فلا تُخرجوا للنساء رُخَص الفقهاء، وأنتم تكتمون عزائمهم يا مشايخ، واتقوا الله ولا يستعملنَّكم الشيطان!
ولا يستهوينَّكم الرد على المتشددين إلى أن نؤمن ببعض الفقه ونكفر ببعض!
.