#فى_قيام_الليل_زاد
قال تعالي: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً, وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً﴾ (الفرقان:63-64)
من صفات عباد الرحمن أنهم يأخذون نصيباً وافراً من قيام الليل، يقضونه بين الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وطلب العلم. يقول الشيخ عبد المنعم تعيلب رحمه الله: "أهل العبودية الصادقة لربنا الرحمن يقضون معظم ليلهم يصلون، ويتلون آيات الله آناء الليل قياما، ويعبدون ربهم ركعا سجدا تتجافى جنوبهم عن المضاجع. وقد شهد الله تعالى وكفى به شهيدا أن نبينا صلى الله عليه وسلم وصفوة الصحب الكرام رضي الله تعالى عنهم كانوا يصلون بالليل أوقاتا طويلة ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك﴾﴿أممن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾"(تفسير فيض الرحمن). وهؤلاء هم المثل الأعلى الذى يحتذى والقدوة الحسنة التى تلتمس، وهكذا يجب أن يكون كل من وطن نفسه على حمل الأمانة التى حملوها والقيام بالمهمة العظيمة التى قاموا بها فى دعوة الناس إلى ربهم.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: "والتعبير يبرز من الصلاة السجود والقيام لتصوير حركة عباد الرحمن، في جنح الليل والناس نيام.فهؤلاء قوم يبيتون لربهم سجدا وقياما، يتوجهون لربهم وحده، ويقومون له وحده، ويسجدون له وحده.هؤلاء قوم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ، بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم قائمون ساجدون ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن، ذي الجلال والإكرام.وهم في قيامهم وسجودهم وتطلعهم وتعلقهم تمتلىء قلوبهم بالتقوى، والخوف من عذاب جهنم يقولون﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَغَراماً. إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً﴾.. وما رأوا جهنم، ولكنهم آمنوا بوجودها، وتمثلوا صورتها مما جاءهم في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله الكريم. فهذا الخوف النبيل إنما هو ثمرة الإيمان العميق، وثمرة التصديق.وهم يتوجهون إلى ربهم في ضراعة وخشوع ليصرف عنهم عذاب جهنم. لا يطمئنهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما فهم لما يخالج قلوبهم من التقوى يستقلون عملهم وعبادتهم، ولا يرون فيها ضمانا ولا أمانا من النار، إن لم يتداركهم فضل الله وسماحته وعفوه ورحمته"(فى ظلال القرآن).
#لماذا_فى_قيام_الليل_زاد؟
الصلاة لها خصوصية من بين العبادات؛ لأنها الصلة المباشرة والمستمرة بين العبد وربه كما أنها المظهر المباشر للعبودية لله تعالى، وصلاة الليل لها خصوصية أكثر لبعدها عن مظنة الرياء"فالصلاة زاد ولكنها فى جوف الليل يزداد بها القرب و الزاد و العطاء، يحن العاشقون الى الليل، والمتهجدون أشد حنيناً إليه فالذين آمنوا أشد حباً لله، فى ثنايا الليل قيام وركوع وسجود وذكر وتسبيح وقرآن وتوبة واستغفار ومناجاة ودعاء وبكاء من خشية الله وفى كل ذلك زاد:﴿ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً﴾.الذين يسلكون طريق الدعوة أحوج ما يكونون الى قيام الليل لما يعطيه من زاد، فقد وجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم فى الأيام الأولى للدعوة إلى قيام الليل ليعده لتحمل أمانات الدعوة الثقيلة فقال تعالى:﴿يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلاً﴾. فى قيام الليل مجاهدة وتقوية للإرادة و العزيمة ومغالبة للشيطان وترويض للنفس على الخضوع لله، فمن يترك النوم و الراحة و الفراش و الدفء ويقاوم رغبات الجسد ويقوم ويتطهر ويؤثر التعبد لله و التقرب إليه، لاشك فى أن ذلك زاداً وإعداداً له وعوناً على طريق الدعوة.القيام بالليل و الناس نيام فيه خلوص وتجرد وإخلاص لله وتخلية للقلب من أى أثر للرياء، والإخلاص من ألزم الصفات للداعى إلى الله وبدونه تحبط الأعمال"(مصطفى مشهور، زاد على الطريق).
قال تعالي: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً, وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً﴾ (الفرقان:63-64)
من صفات عباد الرحمن أنهم يأخذون نصيباً وافراً من قيام الليل، يقضونه بين الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وطلب العلم. يقول الشيخ عبد المنعم تعيلب رحمه الله: "أهل العبودية الصادقة لربنا الرحمن يقضون معظم ليلهم يصلون، ويتلون آيات الله آناء الليل قياما، ويعبدون ربهم ركعا سجدا تتجافى جنوبهم عن المضاجع. وقد شهد الله تعالى وكفى به شهيدا أن نبينا صلى الله عليه وسلم وصفوة الصحب الكرام رضي الله تعالى عنهم كانوا يصلون بالليل أوقاتا طويلة ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك﴾﴿أممن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾"(تفسير فيض الرحمن). وهؤلاء هم المثل الأعلى الذى يحتذى والقدوة الحسنة التى تلتمس، وهكذا يجب أن يكون كل من وطن نفسه على حمل الأمانة التى حملوها والقيام بالمهمة العظيمة التى قاموا بها فى دعوة الناس إلى ربهم.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: "والتعبير يبرز من الصلاة السجود والقيام لتصوير حركة عباد الرحمن، في جنح الليل والناس نيام.فهؤلاء قوم يبيتون لربهم سجدا وقياما، يتوجهون لربهم وحده، ويقومون له وحده، ويسجدون له وحده.هؤلاء قوم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ، بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم قائمون ساجدون ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن، ذي الجلال والإكرام.وهم في قيامهم وسجودهم وتطلعهم وتعلقهم تمتلىء قلوبهم بالتقوى، والخوف من عذاب جهنم يقولون﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَغَراماً. إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً﴾.. وما رأوا جهنم، ولكنهم آمنوا بوجودها، وتمثلوا صورتها مما جاءهم في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله الكريم. فهذا الخوف النبيل إنما هو ثمرة الإيمان العميق، وثمرة التصديق.وهم يتوجهون إلى ربهم في ضراعة وخشوع ليصرف عنهم عذاب جهنم. لا يطمئنهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما فهم لما يخالج قلوبهم من التقوى يستقلون عملهم وعبادتهم، ولا يرون فيها ضمانا ولا أمانا من النار، إن لم يتداركهم فضل الله وسماحته وعفوه ورحمته"(فى ظلال القرآن).
#لماذا_فى_قيام_الليل_زاد؟
الصلاة لها خصوصية من بين العبادات؛ لأنها الصلة المباشرة والمستمرة بين العبد وربه كما أنها المظهر المباشر للعبودية لله تعالى، وصلاة الليل لها خصوصية أكثر لبعدها عن مظنة الرياء"فالصلاة زاد ولكنها فى جوف الليل يزداد بها القرب و الزاد و العطاء، يحن العاشقون الى الليل، والمتهجدون أشد حنيناً إليه فالذين آمنوا أشد حباً لله، فى ثنايا الليل قيام وركوع وسجود وذكر وتسبيح وقرآن وتوبة واستغفار ومناجاة ودعاء وبكاء من خشية الله وفى كل ذلك زاد:﴿ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً﴾.الذين يسلكون طريق الدعوة أحوج ما يكونون الى قيام الليل لما يعطيه من زاد، فقد وجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم فى الأيام الأولى للدعوة إلى قيام الليل ليعده لتحمل أمانات الدعوة الثقيلة فقال تعالى:﴿يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلاً﴾. فى قيام الليل مجاهدة وتقوية للإرادة و العزيمة ومغالبة للشيطان وترويض للنفس على الخضوع لله، فمن يترك النوم و الراحة و الفراش و الدفء ويقاوم رغبات الجسد ويقوم ويتطهر ويؤثر التعبد لله و التقرب إليه، لاشك فى أن ذلك زاداً وإعداداً له وعوناً على طريق الدعوة.القيام بالليل و الناس نيام فيه خلوص وتجرد وإخلاص لله وتخلية للقلب من أى أثر للرياء، والإخلاص من ألزم الصفات للداعى إلى الله وبدونه تحبط الأعمال"(مصطفى مشهور، زاد على الطريق).