ومضات
1.71K subscribers
12.7K photos
4.47K videos
120 files
5.68K links
قناة دعوية تربوية تهتم بنشر تعاليم وقيم المشروع الإسلامي
تابعونا:
wmdaat.com
فيس بوك:
fb.me/wmdaat
Download Telegram
#سر_من_أسرار_غزة

غزة ‏مدينة بلا مساجد
مدينة الشهيد الساجد
صارت اليوم بلا مساجد
لقد فهم الاحتلال الصهيوني أهمية المسجد أبلغ مما فهمناها نحن .

فهمَ أن هذه المآذن هي رماح حامية
وأن وجوده لن يكون بمأمن ما دامت واقفة شامخة .
وفهم أن هذه القباب هي خوذات تحمي العقيدة
وأنه لن يهزمنا إلا إذا هدمها .
وفهم أن المنابر لم تكن تؤدي وظيفة وعظية فقط ،
وإنما كانت على مدار أعوام تصنع هذا المجتمع المقاوم التي احتضن المقاومة ،
والأهم من هذا كله أنه فهم أن الخطر على وجوده لا يبدأ من أنفاق غزة وقوات النخبة ،
وإنما ينتهي هناك وأن الخطر على وجوده بدأ من حلقات تحفيظ القرآن ، وبرنامج صفوة الحفاظ ،
مئات من أبطال طوفان الأقصى والعبور المجيد في السابع من أكتوبر كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، وكانت كتيبة الحفاظ أشد الكتائب بأساً في القتال ، لهذا لم يترك الاحتلال مسجداً واحداً في غزة إلا وقصفه ، ولم يكن يستهدفُ جدراناً فحسب ، وإنما كان يستهدف هذه الروح التي بثتها المساجد في الناس .

المشهد الذي أذهل الاحتلال ، وأذهلنا نحن أيضاً ، هي صور حلقات التحفيظ في مخيم النازحين الغارقة بالمطر والطين،
وصور صلوات الجماعة في مراكز الإيواء ، فقد تبين أن المآذن والقباب والمنابر كانت في صدور أهل غزة،
وأنهم حملوها معهم في صدورهم أينما ارتحلوا ، لقد دمر الاحتلال جدران المساجد أما روح المساجد وقدسيتها بقيت شامخة في قلوب أهل غزة .

هذه المقاومة المذهلة لم تكن تصنع سلاحها فقط،
وإنما كانت تصنع المجتمع المقاوِم ،
لقد صنعت الإنسان المقاوم الذي لا يمكن هدمه .

لا أحد يمكنه أن يقتل فكرة ، وهنا يكمن سر غزة
أنّها اليوم فكرة أكثر منها مدينة ، وأجمل ما في هذه الفكرة أن غزة صنعتها
ثم صدرتها للعالم أجمع .

نحن جميعاً اليوم نؤمن أن الاحتلال زائل لا محالة،
وأنه إلى هذا الزّوال المحتوم اليوم أقرب منه إلى الأمس !

كل هذا يدعونا نحن أن نتعلم الدرس الذي كشفته لنا غزة بدماء أبنائها وإيمانهم، وهو أن المساجد مؤسسة تربوية وليست جدران من الأحجار ،
وأشد بهاء من ارتفاع المآذن ،
وأكثر جمالاً من زخرفة القباب ، ووظيفتها أسمى من أداء الصلوات ثم الانصراف ،
هذه المساجد روح فينا ، فالمسجد في عهد النبوة كان أول بنيان شيده الرسول قد حمل الصحابة منه النور إلى كلِ العالم ، وخرجتْ منه جيوش الفاتحين،
وكان اللبنة الأولى لبناء الأمة ،
وهذه الأمة لن تعود سيرتها الأولى حتى تعي دور المسجد الحقيقيِ .

هذه الحربُ ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، ولا شكَّ أن غزة ستخرج منها مكلومة مثقلة بالجراح تحتاج إلى التضميد والتشييد ، ولكنها بالمقابل ستخرج شامخة وعصية على الكسر،
وستتعافى بإذن الله بوقت لا يتخيله إنسان ، وحين تنتهي الحرب علينا أن نعيد بناءها أجمل مما كانت عليه،
وستكون مساجدها أمانة في أعناقنا جميعاً .
ولكن أين مساجدنا نحن ، فليكن اهتمامنا نحن كذلك من هذا المنظور .
فلنهتم بمساجدنا كل في مسجده ولتنتظم فيه دورات تحفيظ القرآن ومدارسته ودورات الألعاب الرياضية في فنائه ودورات التخييم والكشافة حول أرجائه .

كل الأعمال العظيمة بدأت بفكرة، فتعالوا
نبدأ ولكن الآن وليس غداً.