#سر_من_أسرار_غزة
غزة مدينة بلا مساجد
مدينة الشهيد الساجد
صارت اليوم بلا مساجد
لقد فهم الاحتلال الصهيوني أهمية المسجد أبلغ مما فهمناها نحن .
فهمَ أن هذه المآذن هي رماح حامية
وأن وجوده لن يكون بمأمن ما دامت واقفة شامخة .
وفهم أن هذه القباب هي خوذات تحمي العقيدة
وأنه لن يهزمنا إلا إذا هدمها .
وفهم أن المنابر لم تكن تؤدي وظيفة وعظية فقط ،
وإنما كانت على مدار أعوام تصنع هذا المجتمع المقاوم التي احتضن المقاومة ،
والأهم من هذا كله أنه فهم أن الخطر على وجوده لا يبدأ من أنفاق غزة وقوات النخبة ،
وإنما ينتهي هناك وأن الخطر على وجوده بدأ من حلقات تحفيظ القرآن ، وبرنامج صفوة الحفاظ ،
مئات من أبطال طوفان الأقصى والعبور المجيد في السابع من أكتوبر كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، وكانت كتيبة الحفاظ أشد الكتائب بأساً في القتال ، لهذا لم يترك الاحتلال مسجداً واحداً في غزة إلا وقصفه ، ولم يكن يستهدفُ جدراناً فحسب ، وإنما كان يستهدف هذه الروح التي بثتها المساجد في الناس .
المشهد الذي أذهل الاحتلال ، وأذهلنا نحن أيضاً ، هي صور حلقات التحفيظ في مخيم النازحين الغارقة بالمطر والطين،
وصور صلوات الجماعة في مراكز الإيواء ، فقد تبين أن المآذن والقباب والمنابر كانت في صدور أهل غزة،
وأنهم حملوها معهم في صدورهم أينما ارتحلوا ، لقد دمر الاحتلال جدران المساجد أما روح المساجد وقدسيتها بقيت شامخة في قلوب أهل غزة .
هذه المقاومة المذهلة لم تكن تصنع سلاحها فقط،
وإنما كانت تصنع المجتمع المقاوِم ،
لقد صنعت الإنسان المقاوم الذي لا يمكن هدمه .
لا أحد يمكنه أن يقتل فكرة ، وهنا يكمن سر غزة
أنّها اليوم فكرة أكثر منها مدينة ، وأجمل ما في هذه الفكرة أن غزة صنعتها
ثم صدرتها للعالم أجمع .
نحن جميعاً اليوم نؤمن أن الاحتلال زائل لا محالة،
وأنه إلى هذا الزّوال المحتوم اليوم أقرب منه إلى الأمس !
كل هذا يدعونا نحن أن نتعلم الدرس الذي كشفته لنا غزة بدماء أبنائها وإيمانهم، وهو أن المساجد مؤسسة تربوية وليست جدران من الأحجار ،
وأشد بهاء من ارتفاع المآذن ،
وأكثر جمالاً من زخرفة القباب ، ووظيفتها أسمى من أداء الصلوات ثم الانصراف ،
هذه المساجد روح فينا ، فالمسجد في عهد النبوة كان أول بنيان شيده الرسول قد حمل الصحابة منه النور إلى كلِ العالم ، وخرجتْ منه جيوش الفاتحين،
وكان اللبنة الأولى لبناء الأمة ،
وهذه الأمة لن تعود سيرتها الأولى حتى تعي دور المسجد الحقيقيِ .
هذه الحربُ ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، ولا شكَّ أن غزة ستخرج منها مكلومة مثقلة بالجراح تحتاج إلى التضميد والتشييد ، ولكنها بالمقابل ستخرج شامخة وعصية على الكسر،
وستتعافى بإذن الله بوقت لا يتخيله إنسان ، وحين تنتهي الحرب علينا أن نعيد بناءها أجمل مما كانت عليه،
وستكون مساجدها أمانة في أعناقنا جميعاً .
ولكن أين مساجدنا نحن ، فليكن اهتمامنا نحن كذلك من هذا المنظور .
فلنهتم بمساجدنا كل في مسجده ولتنتظم فيه دورات تحفيظ القرآن ومدارسته ودورات الألعاب الرياضية في فنائه ودورات التخييم والكشافة حول أرجائه .
كل الأعمال العظيمة بدأت بفكرة، فتعالوا
نبدأ ولكن الآن وليس غداً.
غزة مدينة بلا مساجد
مدينة الشهيد الساجد
صارت اليوم بلا مساجد
لقد فهم الاحتلال الصهيوني أهمية المسجد أبلغ مما فهمناها نحن .
فهمَ أن هذه المآذن هي رماح حامية
وأن وجوده لن يكون بمأمن ما دامت واقفة شامخة .
وفهم أن هذه القباب هي خوذات تحمي العقيدة
وأنه لن يهزمنا إلا إذا هدمها .
وفهم أن المنابر لم تكن تؤدي وظيفة وعظية فقط ،
وإنما كانت على مدار أعوام تصنع هذا المجتمع المقاوم التي احتضن المقاومة ،
والأهم من هذا كله أنه فهم أن الخطر على وجوده لا يبدأ من أنفاق غزة وقوات النخبة ،
وإنما ينتهي هناك وأن الخطر على وجوده بدأ من حلقات تحفيظ القرآن ، وبرنامج صفوة الحفاظ ،
مئات من أبطال طوفان الأقصى والعبور المجيد في السابع من أكتوبر كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، وكانت كتيبة الحفاظ أشد الكتائب بأساً في القتال ، لهذا لم يترك الاحتلال مسجداً واحداً في غزة إلا وقصفه ، ولم يكن يستهدفُ جدراناً فحسب ، وإنما كان يستهدف هذه الروح التي بثتها المساجد في الناس .
المشهد الذي أذهل الاحتلال ، وأذهلنا نحن أيضاً ، هي صور حلقات التحفيظ في مخيم النازحين الغارقة بالمطر والطين،
وصور صلوات الجماعة في مراكز الإيواء ، فقد تبين أن المآذن والقباب والمنابر كانت في صدور أهل غزة،
وأنهم حملوها معهم في صدورهم أينما ارتحلوا ، لقد دمر الاحتلال جدران المساجد أما روح المساجد وقدسيتها بقيت شامخة في قلوب أهل غزة .
هذه المقاومة المذهلة لم تكن تصنع سلاحها فقط،
وإنما كانت تصنع المجتمع المقاوِم ،
لقد صنعت الإنسان المقاوم الذي لا يمكن هدمه .
لا أحد يمكنه أن يقتل فكرة ، وهنا يكمن سر غزة
أنّها اليوم فكرة أكثر منها مدينة ، وأجمل ما في هذه الفكرة أن غزة صنعتها
ثم صدرتها للعالم أجمع .
نحن جميعاً اليوم نؤمن أن الاحتلال زائل لا محالة،
وأنه إلى هذا الزّوال المحتوم اليوم أقرب منه إلى الأمس !
كل هذا يدعونا نحن أن نتعلم الدرس الذي كشفته لنا غزة بدماء أبنائها وإيمانهم، وهو أن المساجد مؤسسة تربوية وليست جدران من الأحجار ،
وأشد بهاء من ارتفاع المآذن ،
وأكثر جمالاً من زخرفة القباب ، ووظيفتها أسمى من أداء الصلوات ثم الانصراف ،
هذه المساجد روح فينا ، فالمسجد في عهد النبوة كان أول بنيان شيده الرسول قد حمل الصحابة منه النور إلى كلِ العالم ، وخرجتْ منه جيوش الفاتحين،
وكان اللبنة الأولى لبناء الأمة ،
وهذه الأمة لن تعود سيرتها الأولى حتى تعي دور المسجد الحقيقيِ .
هذه الحربُ ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، ولا شكَّ أن غزة ستخرج منها مكلومة مثقلة بالجراح تحتاج إلى التضميد والتشييد ، ولكنها بالمقابل ستخرج شامخة وعصية على الكسر،
وستتعافى بإذن الله بوقت لا يتخيله إنسان ، وحين تنتهي الحرب علينا أن نعيد بناءها أجمل مما كانت عليه،
وستكون مساجدها أمانة في أعناقنا جميعاً .
ولكن أين مساجدنا نحن ، فليكن اهتمامنا نحن كذلك من هذا المنظور .
فلنهتم بمساجدنا كل في مسجده ولتنتظم فيه دورات تحفيظ القرآن ومدارسته ودورات الألعاب الرياضية في فنائه ودورات التخييم والكشافة حول أرجائه .
كل الأعمال العظيمة بدأت بفكرة، فتعالوا
نبدأ ولكن الآن وليس غداً.