اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
‏في وقت يسقط الآف القتلى في معركة مأرب، واثنين مليون نازح وجدوا انفسهم عالقون في صراع دامي، دفع بعضهم للنزوح للمرة الثالثة أو الرابعة، ينشغل انصار صالح بهاشتاج ‎#ارفعوا_العقوبات_عن_احمد_علي، حقيقة تفاجئني وقاحة الأولويات والاهتمامات.

#ميساء_شجاع_الدين

#الوطن_ملك_الجميع
رابط القناة على تليجرام http://telegram.me/watYm
حركة الأقيال اليمنية.. إحياء هوية أم عنصرية مضادة؟

http://telegram.me/watYm
كتب/ #ميساء_شجاع_الدين

أصبح لخطاب الهوية اليمنية الصاعد، والذي تبنى مفردة الأقيال التي كانت تطلق على الملوك اليمنيين القدامى، شعبية، وصارت مضامينه تثير جدلا كثيرا.

 وبالطبع، فكرة اللجوء للتاريخ وعظمته هرباً من نكبات الواقع ملازمة لكل الأمم، خصوصا في أوقات الصراع والحروب، حيث يلعب التاريخ دوراً مهماً في تحفيز القتال وتحديد هوية الأعداء والحلفاء.

 ومن يتجول في مواقع المجموعات الفيسبوكية لهذه الحركة لا يأخذ وقتاً طويلاً حتى يلاحظ أنها تمجّد التاريخ اليمني القديم قبل الإسلام وتعادي الإمامة، وربما المرحلة الإسلامية كلها في التاريخ اليمني، إضافة إلى عدائها الصريح للهاشميين.

لطالما كانت مرحلة تاريخ ما قبل الإسلام محلّ تجاهل أو إنكار من القوى الإسلامية، فمثلاً كان مؤسس جماعة الحوثيين، حسين الحوثي، يسخر من كل محاولات الفخر بالحضارة اليمنية قبل الإسلام، واعتبرها فكرة معادية للهوية الإسلامية، في تطابق كلي مع السلفيين وبقية تيارات الإسلام السياسي السني في معاداتها التاريخ السابق للإسلام والتقليل من شأنه.

 هذا وكلهم يحاولون صياغة تاريخهم الخاص، نقطةً مرجعيةً يرتكز عليها وجودهم.

 فالإمامة مرجعية تاريخية واضحة لدى الحوثيين، تُذكر بشكل تمجيدي في محاضرات حسين الحوثي.

 شيء مشابه تقوم به جماعات الإسلام السياسي السني في استلهام مرحلة الخلافة.

 إذن، يمكن اعتبار فكرة الأقيال مجرد ردّة فعل لهذه الجماعات، إذ أخذت السياق الانعزالي نفسه، والمنقطع عما سبقه أو لحقه زمنياً.

التاريخ من مكوّنات أي هوية جمعية، حتى لو كانت متخيّلة، لكن معاداة مرحلة تاريخية قد تتسبّب في إشكالات كبيرة، خصوصا أنها مرحلة قائمة.

 فالتيارات الإسلامية تعادي مرحلة ما قبل الإسلام، أما الأقيال فهم يعادون مرحلة الإسلام الذي هو من مكوّنات الهوية اليمنية، وهي هويةٌ تربط اليمنيين بشعوبٍ أخرى، وتفكّك أي حالة عزلة ونرجسية قد تكون نتاج الهويات الوطنية المتطرّفة.

 وبالطبع، صارت مرحلة ما قبل الإسلام محورية في تأسيس هوية الدول القُطرية في المنطقة، بعد أن كان الجامع الإسلامي الرابط الأساسي بين شعوب المنطقة.
واللافت أن في كل محاولات إحياء تاريخ مرحلة ما قبل الإسلام أوقعت هذه الدول القُطرية في عدة إشكالات، أبرزها معاداة المرحلة الإسلامية والوقوع في خطيئتي العزلة والنرجسية. 

والأخيرة تكمن في إشكالية التعامل مع مرحلة ما قبل الإسلام كأنها منفصلة عما يحيطها من جغرافيا، ومنقطعة زمنياً عما يسبقها أو يليها، فكل محاولات استدعاء تلك المرحلة فيها عداء مبطن أو ظاهر مع قلب الجزيرة العربية، باعتبارها منطقة بدوية نشرت بداوتها مع نشر الإسلام. 

وهذا غير دقيق تاريخياً، لأن الإسلام ظهر في مركز تجاري وسياحي ديني، وهي مكة، مع عدم إنكار تأثير عامل البداوة والقبيلة، وهما حاضرتان في كل المنطقة، الشام ومصر والمغرب العربي. المقصود هنا أن إشكالية البداوة ليست قاصرة على منطقتي نجد والحجاز. 

من جهة أخرى، لا تزدهر الحضارات منفردةً في أي بلد، فحضارة اليمن كانت ضمن امتداد حضاري لمناطق في آسيا وأفريقيا، تأثرت وأثرت، ازدهرت وتعثرت.

 قراءة التمجيد لا تنفع كثيراً في فهم عوامل الانحطاط والازدهار، ولا في إدراك أهمية ما يدور حولنا في المنطقة مؤثراً علينا وبنا.

ويأتي الانقطاع الزمني ضمن تصوّر أن الإسلام جاء لحظة حاسمة أدّت إلى سقوط الحضارة اليمنية، وأنها مرحلة مظلمة بالكامل.

 هذا في الواقع سردية متأثرة بشدة بالكتابة الاستعمارية لتاريخ المنطقة، وتواترت بين مؤرّخي المنطقة حتى أصبحت مقاربة للحقيقة، على الرغم من مجافاتها التاريخ.

الفترة الإسلامية هي حلقة وصل بين تاريخي اليمن، القديم والحاضر، فالتاريخ لا يعرف الانقطاع.

لم يتعرّض اليمن للاستعمار، لذا عمليات التنقيب التاريخي والاستكشاف الأثري التي ارتبطت بالاحتلال بسيطة نسبياً باليمن، ما أدّى إلى كتابة تاريخية منقوصة لتلك المرحلة التاريخية في اليمن، لكن التأثر بالمنهج الغربي يظل الغالب في كتابة مرحلة ما قبل الإسلام.

 ويعاني هذا المنهج من بعض الاختلالات، خصوصا المتعلقة بالتعامل مع حضارات المنطقة كأنها جزر منفصلة عن بعضها بعضا، وفي تضاد وصراع مفتعل مع المرحلة الإسلامية لتعزيز فكرة العزلة، وتقويض أية احتمالية للترابط الأممي المطلوب في أي منطقة، لأن النهوض بأية دولة لا يمكن أن يتم في معزل عن محيطها.

لا يزال الإسلام دين معظم اليمنيين، وهو جاء بعد فترة انحطاط حضاري حقيقي لليمنيين، وأدّى إلى مراحل ازدهار، حتى جاءت مرحلة الإمامة بعد طرد العثمانيين في القرن السابع عشر، وهي مرحلة انحطاط إقليمي، غرقت فيها المنطقة بأكملها بالعزلة، وهذا لا يعفي الإمامة من مساوئ اللحظة التاريخية تلك، بصفته منظومة حكم كانت تعاني من اضطرابٍ مستمر بسبب إجازة التمرّد ضد الحاكم.
لحظة أفول الأحزاب اليمنية!!

http://telegram.me/watYm
كتب / #ميساء_شجاع_الدين

من مشهد القيادات الحزبية اليمنية، وهي تنتظر في قصر الرئاسة ساعات طويلة منذ الصباح حتى المساء، عندما يحضر الوفد الحوثي بعد إحكام سيطرته على العاصمة صنعاء، لتوقيع اتفاق السلم والشراكة في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، مضفياً صبغة شرعية على سلاح المليشيات، إلى مشهد القيادات الحزبية التي تنتظر أيضاً في قصر بالرياض في 7 إبريل/ نيسان 2022 وفي ساعات ليل طويلة حتى الفجر، لكي توقع على بيان تشكيل مجلس رئاسة، كان الحاضر الأهم فيه القوى المسلحة التي أفرزتها الحرب، لم يكن هناك شيءٌ خارج منطق الأحداث الطبيعية التي رسمتها القيادات الحزبية، وقرّرت مصيرها للاندثار.
قبل 11 عاماً فقط، وفي أثناء الربيع العربي عام 2011، كانت اليمن وحدها، ضمن دول ما يعرف بالربيع العربي، تمتلك تجربة حزبية قوية وأحزاباً حاضرة في الشارع ولديها إرث سياسي. ساندت الأحزاب اليمنية الحراك الشعبي، ثم استحوذت عليه، وبالأخص حزب التجمع اليمني للإصلاح، بقدراته التنظيمية الهائلة.
لم تكن هذه مشكلة، بل كان من المفترض أن يكون عامل قوة ضرورياً لهذا الحراك، تنتج عنه تغييرات حقيقية نحو الأفضل، لكنّ الأحزاب، بخطابها الثوري وسلوكها السياسي البراغماتي، وقعت في تناقضات هائلة، وعرقلت كلّ المسارات، سواء الثورية التي كانت تتخلق في عقول الشباب ووجدانهم أو الإصلاحية التي كانت ممكنة ومتاحة. وقد قبلت الأحزاب بالمبادرة الخليجية، وهو مسار أقل من إصلاحي بقليل، حتى أنّه لم يتضمّن بنداً يمنع الرئيس السابق، حينها، علي عبد الله صالح من مزاولة العمل السياسي.
كلّ المسارات كان من الممكن إنجاحها لو كان هناك أقل قدر من الجدّية، لكنّ سلوكيات الأحزاب اليمنية الغارقة في منطق المكايدة ظلّت المهيمنة، وأفشلت العملية الانتقالية برمتها. اجتاح الحوثي صنعاء، وأنهى كلّ ذلك الهزال السياسي. والأدهى هو توقيع الأحزاب اليمنية على اتفاق السلم والشراكة مع الحوثي، ما يكشف غياب مفهوم الدولة لهذه الأحزاب التي لم تتردّد في توقيع هذا الاتفاق الذي يضفي شرعية على سلاح غير سلاح الدولة.
تهاوت أكبر الأحزاب اليمنية، التجمع اليمني للإصلاح، والاشتراكي، والمؤتمر الشعبي العام. وكان "الإصلاح" الذي استفاد من قربه من السلطة، واستطاع من خلال نفوذه في قطاع التعليم الانتشار لتصبح لديه قاعدة شعبية في كلّ اليمن، وبمئات آلاف من الكوادر، يعدّ حالة إخوانية متقدّمة جراء ممارسته السياسة وعدم اضطهاده كنظرائه في بقية الدول العربية، وأدّى إلى تخليه عن الشعارات الدينية بشكل مبكر في تسعينات القرن الماضي، ليتبنّى شعاراتٍ تتعلق بالعدالة الاجتماعية والحقوق والحريات، إضافة إلى دخول الحزب في تحالفاتٍ مع قوى سياسية علمانية، مثل الحزب الاشتراكي. وكان بالإمكان لهذه التجربة الإخوانية في بلد محافظ مثل اليمن أن تلعب أدواراً مهمة، خصوصاً أنّه لا يوجد ما يستدعي الانخراط في الجدل الاجتماعي المعتاد للحركات الإسلامية عن حقوق المرأة وغيرها من قضايا مثيرة للجدل بين التيارات الإسلامية وغيرها في الدول العربية، لكنّ الفئوية في الممارسة السياسية وبمنطق انتهازي قصير الأفق تظلّ أكبر آفات هذا الحزب.
منذ عام 2012، عند بدء العملية الانتقالية في اليمن، أثبت حزب الإصلاح أنه مهووس بالحفاظ على نفوذه بالسلطة وتوسيعه من دون إصلاح مؤسسات الدولة التي قد تعيق نزعته الاستحواذية. لهذا، أصرّ الحزب على التمسّك بشخصيات فاسدة ومكروهة شعبياً، لأنّها تمثل صلة وصل مهمة للحزب داخل السلطة. وفي عشرة أعوام من تزايد خصوم الحزب المحليين والإقليميين، لم يكترث الحزب بتغيير سياساته أو الانفتاح على غيره، ولو بتنازلات قليلة في تطلعاته السلطوية ونزعته إلى الاستحواذ. لم يراجع سياساته، وهو حزبٌ بالقيادة نفسها منذ تأسيسه قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وهذه ليست سوى واحدةٍ من بين مفارقات كثيرة لحزبٍ كان يطالب بالديمقراطية وتداول السلطة خارجه.
أما الحزب الاشتراكي، وهو من أعرق التجارب اليسارية في الوطن العربي، وكانت لديه قواعد شعبية في المدن والأرياف، وحتى بعض المناطق القبلية النائية، إضافة إلى تجربة حكمه اليمن الجنوبي. تعرّض هذا الحزب لعملية انتقامية واسعة، كادت تطيحه كلياً بعد حرب صيف 1994. ومن أكبر مفارقات السياسة اليمنية أنّ الحزب الاشتراكي الذي كان الحامل السياسي الأهم للوحدة اليمنية، ولولاه لما كان يمكن لها أن تكون، جرى التنكيل به بدعوى أنّه حزب انفصالي. وفي الواقع، الأزمة القيادية للحزب هي ما أطاحته أكثر مما فعل به خصومه. كان آخر قيادات الحزب المهمة، والتي اعتنت بأطره التنظيمية رغم الظروف الصعبة، هو علي صالح عباد مقبل، ثم بعد تنحّيه عن قيادة الحزب في 2005، لم يحظَ الحزب سوى بقيادات تميل إلى العمل الفردي، ومنشغلة بالتنظير، وكأنّهم ناشطون سياسيون وليسوا قيادات عليهم العمل ضمن إطار تنظيمي حزبي.
على هامش الحوار الجنوبي اليمني!

#ميساء_شجاع_الدين
http://telegram.me/watYm
منذ مؤتمر القاهرة للحوار الجنوبي (اليمني) عام 2011 حتى المؤتمر الجنوبي أخيرا في شهر مايو/ أيار الحالي، وقعت تغييرات جوهرية كبيرة في الجنوب اليمني تستحق التأمل والفهم، ففي 2011، كان الجنوب يشهد حراكا سياسيا وشعبيا سلميا استمرّ سنوات قبلها من أجل المطالبة لاستعادة دولته التي انتهت بالوحدة عام 1990، وكان مشابها لعديد من الحركات الشعبية التي تتميز بالشعبية والسيولة السياسية أيضاً، فلا قيادات أو تنظيمات سياسية واضحة أو مؤثّرة.

انعقد مؤتمر القاهرة خارج اليمن، وكان كثيرون من قيادات الجنوب في المنفى ضمن مرحلة تحوّل كبيرة داخل البلاد التي كانت تشهد حراكا شعبيا واسعا ضد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، بينما كان الجنوب أعزل، ووصلت كل محاولات إصلاح مسار الوحدة إلى طريق مسدود مع النظام السابق. بينما انعقد قبل أيام مؤتمر للحوار الجنوبي - الجنوبي في عدن، بلا سيطرة دولة مركزية لا في الشمال ولا في الجنوب، وبوجود قوى جنوبية مسلّحة متعدّدة وتكوينات سياسية مختلفة، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي مع وجود مكوّنات سياسية لبعض مناطق الجنوب مثل مؤتمر حضرموت الجامع.

لكل مرحلة تحدّياتها ومخاطرها، ففي عام 2011 كان أبرز إشكالات الجنوب هو التعامل الأمني القمعي للدولة ضد الحراك الجنوبي، بكل انعكاساته السياسية والاجتماعية الخطيرة على الجنوبيين، بينما حاليا في عام 2023 تعقدت الأمور وصارت لا تقلّ خطورة، فالجنوب اليوم بلا قوى شمالية مهيمنة عليه، لكن مخاطر تعدّد القوى المسلحة، وكذا تعدّد ولاءاتها الإقليمية يهدد بأن يتحوّل الجنوب إلى ساحة صراع إقليمية، وينقسم تبعاً لانقسام القوى الإقليمية المتدخلة. وهنا، تكون الدعوة إلى الحوار ضرورية لتقريب وجهات نظر القوى الجنوبية السياسية والمسلحة والمتباينة أيضاً، إذا كان الهدف فعلاً هو النقاش بشفافية بشأن قضايا الخلاف، وليس الهدف صناعة الإجماع لإنتاج شرعية لمكوّن بذاته وقيادة سياسية بعينها.

لا إمكانية لمواجهة الواقع من دون التعامل مع الماضي، فالجنوب اليمني مثل الشمال عانى من دورات عنف بينية كثيرة، إضافة إلى دورات العنف بينه وبين الشمال، وهذا لا يمكن معالجته من دون إجراءات عدالةٍ انتقاليةٍ فعلية، وليس مجرّد دعواتٍ مطلقةٍ من دون خطواتٍ حقيقية. دعا الميثاق الوطني الصادر عن هذا المؤتمر إلى العدالة الانتقالية، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في التطبيق وعدم تسويف هذا المطلب الذي لا غنى عنه لمنع تكرار دورات العنف في الجنوب، بسبب بقاء ضغائن الماضي الذي لم تُعالج جراحه. وتعدّ أيضاً إشكالية التعامل مع الشمال خطيرة، فقد تجاهل الميثاق ومعظم الخطب والنقاشات في أثناء المؤتمر وجود الحوثيين في الشمال، بشكلٍ يثير القلق بشأن مدى إدراك الموجودين، ولو كانوا ساعين إلى تأسيس دولة مستقلة، أبسط المفاهيم السياسية المتعلقة بالجغرافيا الثابتة والتي لا يمكن تغيير حقائقها.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ الرابط
http://telegram.me/watYm
وضع قبيلة حاشد في الوقت الحاضر!

د. #ميساء_شجاع_الدين
http://telegram.me/watYm
تُوفي زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر في 6 يناير/ كانون الثاني 2023، ومثّل غياب القيادات الحوثية في مراسم تشييع جنازته في صنعاء دليلًا واضحًا على التوتر القائم بين القبيلة وسلطات الحوثيين. اعتُبر موقف الحوثيين تجاوزًا للخطوط الحمراء وعدم احترام للتقاليد اليمنية التي تدعو إلى نبذ الخلافات في أوقات الحداد، وتنامت مشاعر الغضب والاستياء بين أبناء حاشد ضد حُكم الحوثيين الأحادي والقمعي، وأساليب الإهانة المتبعة من قبلهم. رثى رجال القبائل “الأيام الخوالي” لفترة حُكم صالح وبيت آل الأحمر رغم تذمرهم منها فيما مضى، فهُم على الأقل لم يتعرضوا “للإذلال والترهيب” الذي يواجهونه اليوم -على حد تعبيرهم.

وهذا ما قد يُفسر -إلى حد ما -الحضور الجماعي اللافت لرجال القبائل في جنازة الشيخ صادق، والذي لا يُمكن أن يُعزى فقط إلى إرثه، فهو في نهاية المطاف لم يتمكن من حلحلة أو تخفيف حدة الانقسامات داخل نسيج القبيلة. بعد وفاته، بُويع سريعًا حمير الأحمر -نجل الشيخ عبدالله الوحيد الذي لا يزال يقيم في اليمن -كشيخ مشايخ قبيلة حاشد. سيَترتب على اختيار “حمير” لزعامة القبيلة تداعيات عديدة، كونه لا يتمتع بحضور كاريزمي قوي أو بشخصية مؤثرة، إلا أن مبايعته جاءت لضمان الحفاظ على وحدة القبيلة، وكرسالة أيضًا للحوثيين باعتبار أن آل الأحمر يشكلون تهديدًا للجماعة وهو ما نوّه إليه أحد رجال قبيلة حاشد ممن بايعوا حمير رغم معارضته الشخصية لآل الأحمر، بُغية تحدي الحوثيين.

بالكاد مضت ستة أشهر فقط على مبايعة حمير زعيمًا لقبائل حاشد، حتى بدأت الأخبار تنتشر حول احتمال استبداله بالشيخ أمين عاطف.
وفي حين لم تنفِ القيادات الحوثية أو تؤكد الخبر، عبّر شيوخ ورجال من قبائل حاشد عن دهشتهم من الأنباء، نافين ذلك ومُشيرين إلى كونها مجرد شائعات. لا يُستبعد وقوف الحوثيين وراء انتشار هذه الأخبار لجس النبض وممارسة مزيد من الضغط على قبائل حاشد، أو على الأقل لدفع حمير -الذي يرفض الاعتراف بشرعيتهم -إلى قبول بعض مطالبهم، كالعودة للعمل في مجلس النواب.

خلاصة القول، أدت التحولات السياسية المهمة في المشهد اليمني خلال العقد الأخير إلى أفول اتحاد قبائل حاشد الذي لم يُعد يمسك بزمام السلطة في اليمن، إلا أن القبيلة لا تزال تُمثل قوة سياسية مهمة تستحق المراقبة. فلا ينبغي نسيان انتفاضة حاشد عام 1959 ضد نظام حُكم الإمام أحمد[51] إبان تنامي مشاعر الغضب والاستياء من اضطهاده للقبائل، لتصبح لاحقًا الحليف الأوثق لأقطاب الثورة الجمهورية التي أعقبت تلك المرحلة. مع وضع هذا الحدث التاريخي في الحسبان، تتبادر تساؤلات إلى الأذهان حول ما إذا كانت قبائل حاشد تشكل تهديدًا لسلطة الحوثيين في صنعاء.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك و المتابعة إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm