اخبار الوطن ملك الجميع
1.39K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
إعادة الزخم الشعبي للمعركة

🖌 #سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
كان اليمنيون متحمسون لمواجهة مليشيا الحوثي عندما أكملت سيطرتها على صنعاء وبعض المحافظات تشكلت مقاومة شعبية. معظم المواجهات كانت على هذا النحو بصورة جزئية قبل الانتفاشة الكبيرة، واجه الحوثي السلفيين في دماج، واجهته القبائل، وفي معظم الأحيان كانت الصحف التي تختلف سياسياً مع التجمع اليمني للإصلاح، تعلن أن الحوثي يواجه الحزب. حتى أتت اللحظة التي يواجه فيها اليمنيين كلهم..

من امتلك بندقيةً حملها ونشر صورته متفاخراً بمواجهة مليشيا الحوثي.. كان الزخم في بدايته مشجعاً، ورغم أن المليشيا كانت في ذروة غطرستها وامتلاكها للسلاح بعد السيطرة على المعسكرات وتحالفها مع الرئيس الراحل علي صالح، إلا أن توحد اليمنيين حشرهم في الزاوية، الجميع يواجه ويتفاخر، الجيش والمدنيين، المشائخ والرعية، الأفراد والجماعات، الأحزاب والمكونات. «حين تسمع طلقة الخصم لا تملك إلا أن تحمل بندقيتك وتذهب لمساندة صاحبك، وهكذا»..

تتخذ الحروب طابعاً شعبياً للقضاء على العصابات الكبيرة التي تجتاح البلدان، أو من أجل الصمود في وجهها وإرهاقها، وتأطيرها بالطابع الرسمي يفقدها الزخم الشعبي أو يدني مستوياته، لو كانت المؤسسات الرسمية متينة لما قامت الحرب أصلاً..

بدأت عملية التأثير على معركة اليمنيين ضد الحوثي، بصبغ المواجهة بالهيكل الرسمي لإضفاء الطابع العسكري عليها، العملية هذه هدفها الظهور أمام المجتمع الدولي ظهوراً لائقاً. «في الحرب اجمع من حولك، أنت قوي بالمجتمع المحلي في الأساس، لن يسندك المجتمع الدولي بأكثر من بيانات الإدانة»!.

وهكذا انشغلنا بتنظيم الصف أكثر من مواجهة الحوثي. وفي الأثناء انتبهنا للكثير من السفاسف التي تخيف المدنيين، وصار الجميع مهتماً بالقبول الدولي وإبعاد نظرته عليك كمسلح يواجه أرعن مليشيا في التاريخ اليمني ـ لها رعاة لا يحظون بأي قبول في العالم، ولديهم طموحات تتجاوز المحلية..

بدأ بعض المدنيين يبتعدون عن ضوء المواجهة المباشرة مع الحوثيين، كي لا نُصنف. انتقلت موضة إرضاء المجتمع الدولي إليهم.. مع انهماكنا بتنظيم الصف بطريقة عسكرية، بدأنا ننشغل بأحلام غير المواجهة، كيف نصل إلى العالم دون عرقلة، ومن هنا أتت الفكرة: لا تنشر صورتك وأنت تحمل السلاح. وأتى هذا التنبيه مصاحباً لمعايير مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك..

مع تقدم الطابع الرسمي صار بعض المدنيين الذي حاربوا الحوثيين بحماسة، مسكونين بـ "إرضاء المجتمع الدولي" و "إبعاد النظرة عليك كمسلح في المطارات" و "الفزعة والنكز.. الصفحة ثقيل". وليت الأمور توقفت هنا، صرنا مؤمنين بذلك حقيقة، ولهذا بدأ الحس النقدي يرتفع تجاه الأبطال ومن ثم التشويه..

تستعير بندقية وتواجه مليشيا الحوثي الإيرانية، انتبه، سيؤثر هذا على مستقبلك في مطارات العالم، والمجتمع الدولي سيتوقف عن إسنادك ببيانات الشجب والتنديد. بعد أن وصلت لهذه المرحلة، ستشعر أنك انسلخت عن واقعك، أن المعركة ليست معركتك، أنت مدني، مواجهة المليشيا عليها أن تسير بخط عسكري رسمي. يتدنى تفاعلك مع الأبطال إلى أسوأ مستوياته، أنت.. أنتِ.. أنا.. هو.. هي. نتكاثر ونصنع الموضة.. نحن في عالم بعيدين عن المعركة.. يجب أن نبقى بعيدين، المجتمع الدولي يتربص بنا، وشُرط الجوازات ستُدَقِّق في جوازاتنا حين نعمل لفة حول العالم.. ياللسذاجة!.

ما يحدث في أوكرانيا، يعلمنا أن الرهاب من المجتمع الدولي وهم.. المجتمع الدولي يشجعك حين تقف بشموخ أمام عدوك، حين تعرف تُسوِّق دفاعك. «أنت بطل ما دامت مهمتك دفع الشرور عن الناس والأرض».

الزخم الشعبي يعطيك القوة التي تربك الخصم وتجعله يشك بقدراته الهائلة.

ملكة جمال في أوكرانيا تحمل السلاح.. ممثلون يقاتلون.. الجيش ينشيء مراكز تدريب للمدنيين.. الدفاع توزع الأسلحة على المواطنين، الصورة تعلمنا ألا نخاف.. أن نحارب لإيجاد دولة.. وبعدها تأتي المطارات..
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
مأساة جواس!!

🖌 #سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
يرتبط اسم جواس بأحداث مثيرة، بنيته الضخمة وكثافة شاربه مع سمعة شجاعته تمنحه هيبة إضافية تتناغم مع شخصيته كبطل نحتاجه كثيراً. المؤسسة العسكرية تحتاج هيّابين يجلبون لها الاحترام والقوة، هذا ما كان عليه جواس.

في 94، رفض أوامر صالح، فاحتجزه بطريقة مذلة حسب ما كشفه مراسل البي بي سي أنور العنسي. من مميزات الجنرال علي محسن، تقديره للرجال، واستلقافه لبعض من يتخلى عنهم صالح، اختلفت أو اتفقت مع محسن، أو كثرت عندك سلبياته، لن تستطيع أن تنكر تلك الميزة، استلقاف من يتخلى عنهم صالح، أو محاولة الإصلاح بينهم وبين الرجل الأول على الأقل.

لم يتحطم جواس، هو الضابط الذي يثبت مكانته في الميدان، هذا ما جعله قائدا لأحد الألوية العسكرية القوية، وفي حرب صعدة الأولى، بلغت سمعته أرجاء اليمن بصفته الضابط الذي قضى على مؤسس مليشيا الحوثي، حسين بدر، وبمسدسه الشخصي. مع أن هذه الرواية يصعب التحقق منها، إلا أنها ظلت تنتشر يُضاف إليها شيئاً جديداً كل حين، وكلها ـ الروايات الشعبية ـ تضفي الصرامة والهيبة على شخص جواس: وصل إلى الكهف الذي يختبئ فيه حسين، طلب منه حسين أن يسلمه للرئيس، فأخرج مسدسه ووجه له أربع رصاصات: إن وصلت لصالح سيمنحك رتبة وتعود لتقتل اليمنيين، وتقتل الجنود.

في تحقيق استقصائي للجزيرة، قبل فترة، بثت مقطعاً من الحرب الأولى في صعدة، يظهر فيه اللواء الأحمر يتفقد المواقع العسكرية في جبل مران، قادة المواقع تلك، أبرزهم: حميد القشيبي، وثابت جواس، وبعض القادة الآخرين. لعل هذا المقطع هو الذي جعل الانتهازي الكبير منير الماوري يقول بعد استشهاد جواس: لم يتبق من قتلة حسين الحوثي، غير علي محسن!.

ظل القشيبي يواجههم حتى آخر طلقة، واستشهد في عمران، عند ذروة انتفاشة الحوثي بمساعدة من رأس النظام الذي حاربهم لستة حروب وفقد الحكم الذي أراد أن يتخلد فيه، قبل أن يكشف خطأه، وينتفض في وجههم ليختم حياته باستشهاد أمام الجماعة الكهنوتية..

واصل جواس مقارعة المليشيا وقد اقتحمت معظم المحافظات اليمنية، الشجاع لا يرضى بغير الميدان، واجههم وأصيب، يضع الضمادات ويستريح قليلاً ليلوك أوراق القات، ثم يعيد الكرة ليحرر المناطق، ومع ذلك، ظل المولعين بالتصنيف، يحسبونه على محسن، على الشرعية، على الرئيس هادي.

وجد جواس نفسه محاصراً من القريب والعدو، مع كثرة تشكيلات الانتقالي وارتفاع نبرة المشروع المدعوم من الإمارات في تلك المناطق، ومحاصرة الدعم لمحور العند الذي يقوده، لم يجد بدًّا من أن يعلن تأييده للمشروع المدعوم، لكنه لم يستطع أن يزيل نظرة الآخرين عنه: محسوب على الشرعية، وعلى محسن تحديداً. إضافة إلى حسابات مناطقية أخرى تتعلق بين ردفان ويافع..

من أمامه الحوثي، ومن خلفه رفاق منطقته، ومن خلفهم الشرعية.. كلهم تركوه، هذه هي مأساة جواس: كل يحسبه على الآخر، هذا ما يكشفه المشهد الأخير من حياة بطل اليمنيين في الشمال والجنوب: كيف لجواس البطل، الذي قضى على مؤسس مليشيا إيران، أن يمشي بسيارة هايلوكس، يرافقه ابنه وصهره فقط؟ كيف لكم أن تتركوه هكذا وهو قائد محور وقائد لواء، وأبسط ضابط في الانتقالي وغير الانتقالي يمشي بموكب من المسلحين، وكل ما فعله هو البسط على أرضية.. الجميع أسلموا بطلنا للخصم.

رحم الله جواس
ولا نامت أعين الجبناء..
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
تعز.. ربع ساعة.. !!

🖌 #سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
قبل سبع سنوات، في رمضان، كان الواحد يصوم في القرية وبعد أن يفطر ويتناول العشاء، يتجه إلى المدينة واشترى قاته، ثم عاد إلى القرية ليصلي التراويح بعد إمام المسجد. كان التنقل سهلاً وسريعاً، تحديداً لأبناء الريف القريبين من المدينة.

الآن تحتاج إلى سبع ساعات على الأقل، لتقطع الجبال والنقاط، حتى تصل، هذا إذا لم يحتجزك الحوثيون ويغيبونك في معتقلاتهم، ما أثر على التنقل إلا لمن استطاع إليه سبيلاً، انقطع التواصل بين الأقارب، وتفاقمت مأساة المرضى ومن يتلمسون خدماتهم البسيطة في المدينة، لا أحد ينظر لأحد، ولا أحد يشعر بأحد.

وعورة الطريق، وبطش نقاط المليشيا، وارتفاع الأجرة، وإغلاق منافذ المدينة، قسمت محافظة تعز إلى شطرين أشبه بدولتين، صار السفر من المدينة إلى السعودية أسهل من العودة إلى القرية، والسفر من القرية إلى عمان أسهل من القرية إلى المدينة.

ماتت امرأة من القرية بسبب الكلى، واحتاجت الأسرة إلى مغامرة حتى تصل بجثتها من مركز غسيل الكلى في المدينة إلى القرية..

وماتت امرأة أخرى بسبب السرطان، ولم يستطع الكثير من أقاربها من الدرجة الأولى، من زيارتها إلى المدينة حيث ستدفن..

في ظرف الموت، لا أحد يزور أحد؛ علماً أننا لم نكن نحتاج لأكثر من خمسة عشرة دقيقة في الوضع العادي..

معاناة أبناء تعز بسبب حصار الحوثي، أكبر مما يتصورها المسؤولين الذين يسمعون عنها أو يطالعون التقارير التي تتحدث عن المأساة .
باختصار لا المسؤولين الدوليين، مثل المبعوث الأممي، أو مسؤولي الشرعية، بل ولا مسؤولي محافظة تعز يحسون بالأوجاع الحقيقية للمواطنين في محافظة تعز، نتيجة هذا الحصار.

ومع إطالة فترة الحصار واشتداده، صرنا نتعايش معه. التعامل معه كأمر واقع خفّف من تصوير بشاعته للعالم، ما جعل مناقشته في أي مفاوضات، محل تساهل واستخفاف، بدلاً من الضغط على مليشيا الحوثي لرفع الحصار..

في الحديث عن الهدنة الجديدة، تظهر تعز ومأساتها على الهامش، مقابل تقديم خدمات للحوثي وبرعاية دولية، في الهدنة المعلنة، سيتم فتح مطار صنعاء الدولي بواقع رحلتين في الأسبوع إلى مصر والأردن، وكذلك السماح لاستقبال شحنات النفط في ميناء الحديدة..

أي اعتراض على أي أعمال تُخفف من معاناة اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي، هو اعتراض لا إنساني، حتى ولو كانت مليشيا الحوثي هي المستفيد الأكبر من فتح المطار والميناء.

التحالف استجاب للهدنة، بل كان المبادر في إيقاف أي عمل عسكري، وذلك لإنجاح مشاورات الرياض..

والحوثيون، رغم خروقاتهم المتكررة، رحبوا.. بحسابات الحرب سيقبلون من أجل التقاط الأنفاس والتجييش، إضافة إلى تحقيق أجزاء من شروطهم التي يتاجرون بها أمام اليمنيين: فتح مطار صنعاء، والسماح لميناء الحديدة باستقبال السفن. جرى تحسين ظروف المليشيا في مناطقها بذريعة العمل الإنساني، وفي مناطق الشرعية، لا أحد نادى بتخفيف المعاناة عن أبناء تعز مثلاً، على الأقل مقابل الميناء والمطار.

انظروا كيف ظهرت تعز في الهدنة: اتفق الأطراف على الالتقاء تحت رعاية المبعوث الأممي، للبحث في فتح منفذ لتعز..
عادهم اتفقوا للبحث حول ربع ساعة طريق!.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
المجلس الرئاسي إحدى تقنيات الحرب وابراء للذمة أمام المجتمع الدولي..!

🖌 #سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
الملاحظ في تشكيلة المجلس الرئاسي، أنها تشكيلة لإدارة معركة متوقفة منذ 2018..

الحديث عن توجيه المجلس لمفاوضات سلام مع مليشيا الحوثي، هو إحدى تقنيات الحرب، وابراء للذمة أمام المجتمع الدولي..
كل المؤشرات تؤكد تعنت الحوثي أمام أي خيار للسلام، وقد ظهر هذا بردة فعل قادة المليشيا مثل محمد عبدالسلام ومحمد علي الحوثي.

ينظر الحوثيين إلى المجلس، أو أغلب أعضاء المجلس الرئاسي، بأنهم أقوى من وقف ضدهم..

رشاد العليمي: رئيس المجلس، رجل دولة صارم، وصاحب خبرة، كان الحوثيون وجناح صالح قبل افتراقهما، كانوا يتهمون العليمي بأنه من يدير الاحداثيات العسكرية للتحالف العربي، ووصفوه بعميل السعودية ورجل الاستخبارات، وحملوه مسؤولية سقوط الضحايا، كما نشرت صحيفة اليمن اليوم في 2015..

سلطان العرادة:محافظ مأرب، القوي، الذي وقف أمام مليشيا إيران سدا منيعاً منذ الطلقة الأولى، ليحرمهم من مورد اقتصادي يساعدهم في تغذية حروبهم وتوسعها الاقليمي تحقيقاً لحلم ايران، فشلت محاولاتهم لاستهدافه بشتى الوسائل، استطاع تصدير مأرب للواجهة، ولملمة مجتمعها حول هدف واحد.

طارق صالح:المدعوم بقوة من قبل الإمارات، لديه قوة مجهزة بعتاد هائل، وهو المتحمس لقتال المليشيا لعوامل منها: تأخره في قتالهم، وادراكه لخارطة المليشيا ومكامن قوتها لقربه منها ذات يوم، إضافة إلى الثأر لعمه، وهذه العوامل تجعل المليشيا تنظر لطارق بخوف أكثر من العوامل الوطنية ذاتها..

أبو زرعة المحرمي: قائد قوات العمالقة، وهي قوات قوامها 15 لواء تقريباً، مدعومة بعتاد كبير وبرواتب منتظمة، مايخيف الحوثي منها، هو التركيبة السلفية لهذه القوات، التي تحارب بعقيدة..

عيدروس الزبيدي: رئيس المجلس الانتقالي، أو كما يصفوه قائد قوات المسلحة الجنوبية، وهي ألوية كثيرة تشكلت بدعم إماراتي، وتوقفت عن قتال الحوثي بشكل رسمي، بعد أن ارتأت أنها غير معنية بمواجهته في مناطق جنوبية أو متاخمة للجنوب.. إلخ..توجه هذه القوات نحو المعركة يصيب الحوثي بالرعب..

إذا لم يرغب الحوثي بالسلام، وهذا المتوقع
وكانت هناك جدية لهزيمة الحوثي، فسيتحرك الجميع وينتهي الكابوس المخيف بسرعة..
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
توقعات المطر!!

🖌 #سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتزايد المستخدمين، بدأنا نهتم بالطقس، ونراقب درجات الحرارة الكبرى والصغرى، وكلما أقبل الصيف انتابنا الفضول لمعرفة حركة الرياح وتحركات السحب..

تزداد المتابعة في الصيف اهتماماً بالمطر، في ريفنا يهتمون لمعرفة التوقعات لتهيئة الأنفس للفرح والأمزجة للروقان والأرض للخضرة، من لا يملك صفحة في مواقع التواصل يسأل أولئك الذين يجولون العالم بسبَّابَاتهم، القدامى يسألون الشباب والآباء يسألون الأبناء..

والد صاحبي عنتر، يتصل بعنتر ليسأله: موقال صاحبك؟
وعنتر يسرد ما قاله جميل الحاج، الشاب الذي ينقل لنا التوقعات: هذي السنة سنة الخير إن شاء الله..
كان ذلك قبل سنتين تقريباً.. عندما مشي والد عنتر خلف الثيران وهو يرمي الحَب، ويهجل:
ـ الرعوي المتوكل يتلم لَجُودِ الله.
*
رعية من البلاد، يتواصلون مع جميل الحاج، ليعرفوا ما قالته محطات الأرصاد وما تشير له الأقمار الصناعية.
أولئك الذين لا يؤمنون بتنبؤات التكنلوجيا، يتحفزون لسماع الأخبار عن الرياح اللواقح التي تسوق السحب.
الأولون الذين يتخذون من النجوم معالم للزمن، تخمل أعينهم بالنظر للسماء وهم يجدون توقعات الانترنت تزاحم نبوءات النجوم، لا يكفون عن عملهم، ولا يرتبطون بتاريخ من هذا الذي نعرفه، توارثوا المعرفة كابراً عن كابر وعمقوها برؤوس أقلام من أوراق ينشرها الفلكي الجوبي كل سنة، إذا نزل المطر وتحفز الرعوي الجديد للتليم، ينصحونه أن يتأخر:
ـ كل المطر يرزع الحَب، غير المتالم لها أوقات.
*
ترعد مجالس القرية بالنقاشات، وتتلبد الأجواء بالشكوك، فمن لا يؤمن بتوقعات الأرصاد يواجه المهتم بالتوقعات لإصلاح مشارب الأودية والسوائل: نزول المطر من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله كما قال في القرآن: "الله عنده علم الغيب وينزل الغيث"، يختلط العلم الحديث بعلم الغيب كما تمتزج قطرات المطر بالبرد.
المهتمون يردون: ما تقوم به الأرصاد إشارات لا أكثر، علم الغيب كامن في دقة التفاصيل، ثم إن الله هو الذي علم الإنسان وأوصله إلى هذه المرحلة. يتحير الذي لا يؤمن بالنشرات الجوية، يتفق الطرفان على انتظار ما ستجود به السماء دون نقاش، ويستغفرون. حتى إذا رأوا بريق نجم في الغرب مائل إلى الشمال مقابل قمة الجبل، تحركوا للحراثة والتزاحم على الثيران، والتمهجل بحكم علي ولد زايد:
ـ ياتلمة الظلم الأول، يا محرشة بين الأبتال.
*
صديقنا الرائع جميل الحاج، ينشر التوقعات، والصور التي التقطتها الأقمار للأجواء، ويتوقع، ويحذر الناس من المشي في الطرق التي تجتاحها السوائل، ويذيل منشوراته بـ "والله أعلم".
من التعليقات، نجد الاهتمام بما ينشره جميل، يسأله الناس عن مناطقهم: يا خبير، شي مطر عندنا، خولان؟.
المهتمون مزارعون بالدرجة الأولى، يريدون أن يستفيدوا من المطر، التوقعات المبشرة تدفعهم أكثر ناحية التربة ورؤوسهم مترعة بخيالات الحصاد.. هذا هو القصد: توظيف التوقعات للاهتمام بالزراعة، ليعود اليمني إلى عهد المدافن المملوءة بالحب، ولن يعود إلا بذلك "الأدبع/ القوي" المخلص لأرضه المهتم بها، الذي لا تغريه المغريات حوله:
ـ يقول على ولد زايد
ما بتله إلا من ادْبع
إذا ضرب صوت ما غارْ
ونْ طبَّلوا ما تِبَرَّع.
بخصوص والد عنتر في تلك السنة، استدعى الضمد للحراثة، وبذر الحب، وهو متردد، وكان يتصل لعنتر، وعنتر يبشره بتوقعات الطقس، ونزول المطر، فترتفع معنوياته للسماء.. فيحرس الوادي من الرعاة بالنهار..
كان المطر حولنا، بدأ زرع والد عنتر بالضمور، لكنه كان متفائلاً، يبس الزرع، وظل والد عنتر يحرس الزرع اليابس حتى تسلل إليه اليأس، فاتصل لعنتر:
ـ ابصر صاحبك إنه عاشيقع مطر، والا ارعي بالزرع اليابس..
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
الخطبــــة الأولى…..!!

#سلمان_الحميدي
http://telegram.me/watYm
من هفواتي في الحياة: الحكم على الشيء/ الشخص، من أول ما أراه أو أسمعه. لا تحكموا على شيء بأنه جيد من أول مصادفتكم به، تحققوا منه ثانية وثالثة ورابعة ثم احكموا، دعوا القيافة والحدس جانباً، لن تكونوا منصفين من اللحظة الأولى. هناك قاعدة عليك أن تعمل بها قبل أن تتكلم: دع الكلام يلف رأسك سبع مرات. لا أعرف لماذا سبع مرات؟ ولكن الجدات نصحن أحفادهن بذلك.  

قبل أن أدلف مسجد الحي، أعجبني خطيب الجمعة، كان صديقي الذي سكن في الحي قبلي، نائماً، عرفت أنه لا يذهب إلى المسجد يوم الجمعة، لشعوره برتابة الخطيب، عدت ولمته لأنه لا يذهب إلى المسجد ويُكفر بين الجمعتين، شرحت له انبهاري بالخطبة، نبرة الخطيب المزيجة من رنة السديس وارتجال كشك، الموضوع الذي اختاره وجرأته في الطرح، خطبة من لا يخاف في الله لومة لائم، خطبة قوية توضح حقيقة المليشيا وتنتقد الوضع، هذا ما نحتاجه حقيقةً في زمن الحرب.

وبعد أن سردت مزايا الخطيب وقوة خطبته، حَوّل صديقي عذر غيابه عن المسجد يوم الجمعة، من رتابة الخطيب إلى العذر الصحي أيام كورونا: تجنب الازدحام خوفاً من العدوى.

مع توالي أيام الجُمَع واستماعي لخُطب خطيب الحي، اتضح لي السر خلف نصائح الجدات: بعد المرة السابعة ستكون قد وصلت إلى قناعة متعقلة خالية من سحر اللحظة الأولى. فمن حينها، تعلقت بعذر صاحبي، كنت أنام وأستيقظ بعد الخطبة، الصحة مُقدَّمة على خطبة الجمعة، جوهر الدين تحقيق مصلحة الإنسان؛ ومن ثم أذهب إلى الأسواق بقية أيام الأسبوع.

تلاشى انبهاري بالخطيب حفظت أسلوب إلقائه الجيد، وصرت أتوقع ما سيقوله في خطبته بنبرة مؤثرة: المقدمة نفسها، الدعاء نفسه، وفي الوسط يمين مغلظة ورسائل حارقة خارقة يوجهها للمسؤولين وللعالم استلهاماً من حادثة وقعت خلال الأسبوع وأشغلت الرأي العام، ينسى موضوع الخطبة ويحول رسائل الواتس غير محققة المصادر إلى خطبة لمخاطبة العالم، وكأن العالم مصغ لجامع الحي الذي ضربت منارته رصاصات المليشيا، وعلى جزء من سطحه سقطت قذيفة هاون.

تركت الجمعة، وذات يوم عندما زارتني جدتي من القرية، سمعته، وبكت.. كان بكاء جدتي سبباً لاسئتناف الجُمَع والذهاب إلى المسجد، لم تعد الخطبة تبهرني، صرت أتصيد أخطاء الخطيب، يا للغرابة، يرتكب أخطاء لغوية فادحة في الخطبة، كلنا نخطئ ولكن ليس إلى الحد الذي نرفع فيه الاسم المجرور، الاسم الواقع بعد "من، إلى، عن، على، في" ماذا نقول للصغار المصغيين جوار آبائهم إن انتبهوا؟ الخطيب أيضاً مولعاً بالقلقلة، يقلقل أي حرف بما في ذلك حرف الفاء، وحرف الراء في وسط الكلمة، الخطبة متشعبة وغير متماسكة، ولكن النبرة والإلقاء مزيج من رنة السديس وارتجال كشك..

ما زلت أذهب إلى الجمعة, وصلت إلى قناعة أظنها رائعة: لا ينبغي لنا أن ننقطع عن الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة، لأي سبب، علينا أن نذهب، نقرأ سورة الكهف، نشم مشاقر الكبار، الحمحم والريحان، الشذاب والأزاب الملون المعلق خلف آذانهم، نرى زينة الأطفال  المبتهجين ونشم روائح العطور المختلطة، ونبتغي الأجر.

نفعل كل ذلك، وإن لم تعجبنا خطبة الجمعة، وإن كنا متوقعين خطبة الخطيب سلفاً.

هناك مساجد أخرى. أعرف. هناك من سيقول ذلك.. وهناك خطباء جيدين أعرف ذلك أيضاً، هذا الخطيب جيد أيضاً حين يتعب ويعد خطبة جيدة، خطبة موضوعها يغطي على كل خطأ، ولكن هذا الخطيب لا يتعب ويعد خطبة جيدة تقريباً، حتى أننا صرنا نتشوق أن نسمعه يقرأ خطبة من كتاب «المسك والعنبر في خطب المنبر».
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm