اخبار الوطن ملك الجميع
1.39K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
في أربعــينية المقــــــالح..

#صلاح_الأصبحي 

http://telegram.me/watYm
مات عبدالعزيز المقالح: هذه الجملة التي كنا نتمنى ألا نسمعها حتى بعد ألف سنة؛ لأن ألمها يفتت عظامنا الناحلة، ويشعل النيران في همومنا المكدسة كنقم، وحده الرجل هذا من شق طريقاً لنا في الحلم والحياة، والوطن والثورة، والحب والسلام، والأخلاق والجمال، شهد لحظة بزوغ الفجر ولحظة انسدال عتمة الظلام، وأهدر عمره منعاً للقاء اللحظتين في عمر إنسان واحد، حشد كل طاقاته الوطنية والإبداعية والإنسانية منذ صباه في بلوغ هذا التحدي الوجودي الذي ظل على عاتقه عقوداً.

خاض صراعاً مريراً مع الزمن والطبيعة والثقافة والوجود والإنسان، يذيب الصخرات العظام ويتجاوز المصاعب الجسام، هروباً من الانكسار، وبعداً عن غياب النهار، كأنما اليمن بكل طموحاتها هي هو، وهو هي، لا فرق بينهما، رغباتها هي رغباته، وأحلامه هي أحلامها، وسعادته هي سعادتها حتى انحل عوده وانحنى ظهره، وجف حبره، ودمعت لغته، إثر خذلان الأقدار لنبضه الوجودي وغرقان حلمه في طوفان السقوط والضياع.

لم يسع رجل مثله في إثبات الوجود الحقيقي لليمن أرضاً وإنساناً، وترسيخ مكانتها بين الأمم، سابق الزمن في إحضار كل ما هو غائب، ومنح هذا الوطن بصمة في كل شيء، في شتى مواطن الإبداع والتحضر، كأنما هو المؤسس والأب الحقيقي لما ظفرت به اليمن، وصراعها مع مركزية القبيلة والتطرف، ليجرها عنوة نحو التمدن والتعدد والقبول بالآخر.
لكن الأمر المريع حقاً أن يموت المقالح ونحن ننقاد كالقطيع نحو السقوط، وتتهاوى كل أحلامنا ومبادئنا، لم يعد بيننا رجل يخشى علينا من الضياع مثله، أو يدرك مأساتنا التي ناضل دهره كله خوفاً من ابتلاعها لنا، أصبح كل ما حولنا زائفاً وهشاً، فأي سند نستلقي عليه بعده، فيا لها من مصيبة!؟

قد لا يفقه بعضنا حقيقة هذا الرجل/ الوطن، أو ينالهم العجز وهم يدركون كنهه ومكنونات حياته، فلا يمننا يزخر بمثيل له، ولا حاضرنا يبشر بأمل نقتات من بذوره كآماله التي نثرها يمنة ويسرة في كل حرف وكلمة وجملة ونفَس وفعل وعمل وسلوك كان مصدرها عبدالعزيز المقالح. 

عزاؤنا لليمن قاطبة في مصابنا هذا، عزاؤنا للغة، عزاؤنا للشعر، عزاؤنا للإبداع، للفكر للنضال للتاريخ للثورة للجمال، لكل ما هو جميل ومثالي.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
القمع الوحشي في صنعاء!!

#صلاح_الأصبحي 
http://telegram.me/watYm
كان المهرجون والناشطون المغفلون المقيمون في صنعاء و(اليوتيوبرات) يظنون أن الحوثي يترك مساحة للرأي ويتيح فرصاً للجميع في قول ما يشاؤون، فكان هؤلاء المغفلون ينشطون في تبني هرطقات الحوثي وترويج زيفه وخداعاته في الشأن العام والخاص وقضايا الداخل والخارج من عدوان وقطع الرواتب،وكانت السياسة الحوثية تستغل تلك التوجهات وتحفز على انتشارها بصورة أوهمت المتحمسين بأنهم في صف وخندق واحد،وما إن انحرفت تلك التوجهات وبدأت في انتقاد الوضع المشين كفساد الحوثي وتماديه في العنف،حتى كشرت المليشيات عن أنيابها،فداهمت كل صوت يعترض أو يشكك في سياستها معتقلةً من هب ودب في هذا المضمار.

ما حدث مؤخراً في صنعاء من اعتقال لبعض صانعي المحتوى في موقع اليوتيوب كمصطفى المومري والمصباحي وعلاو وأحمد حجر، ومحاكمتهم من قِبل المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بتهم عدة، منها إثارة الفتن وقذف رموز السلطات والتحريض ضد الجماعة، وتلك الصورة الهزلية من المرافعات الصورية التي سبق وأصدرت كثيراً من الأحكام بحق نشطاء وصحفيين وإعلاميين..

الشاهد في الموضوع أن سياسة القمع الحوثية تتوحش تدريجياً من حين لآخر ويضيق خناقها كلما دعت الحاجة لذلك،فالصوت الذي كان يخدمها في الأمس في قضية ما،بات اليوم يتجرع من نفس الكأس وبنفس النمط،بينما كان يجهل المغفلون جوهر المشروع الحوثي وسياساته القمعية،ويأملون أن يبدر منه خير أو من الممكن أن تكون المليشيات في يوم ما رجالات دولة ونظام وقانون،وهذا الأمر مستبعد حد الاستحالة؛ لأن بنية الحوثية وجيناتها السلالية متشكلة من القمع والعنف وسلب الحرية بشكل قطعي لا خلاف فيه.
فجماعة دينية عنصرية كالحوثية لم تتهاون حتى مع المهرجين الذين لا يشكلون خطراً عليها، وانتقادهم لها قائم على التهريج والابتذال وليسوا بذاك العمق السياسي والإعلامي المؤثر، أكثر منه ركوباً لموجة تذمر واستياء واسع صار يغطي سماء صنعاء،إلا أن هذه الجماعة لا تقبل ولا تسمح بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف،بأن يطالها اعتراض أو يُوجَّه لها انتقاد وهي على استعداد تام وتأهب كلي لاجتثاث أي صوت مستاء منها،واقتلاع جذوره، وشملت رقعة قمعها وتوحشها القاصي والداني بلا استثناء.

غدت صنعاء مستعمرة حوثية بامتياز تشهد كل أصناف القمع والتنكيل ومصادرة الحقوق والحريات ونهب الممتلكات العامة والخاصة، والترهيب العام والتوحش الهستيري يطال كل كائن حي في هذه العاصمة المختطفة التي تدار بسياسة الحديد والنار، ويعاقب فيها المرء على بوحه وصمته، وفكره وخياله وخروجه ودخوله، وكلما يأتي يوم تضيف الجماعة فصلاً جديداً من الانتهاك وخرق الأعراف وبث الذعر والهلع في أوساط العامة والخاصة كأنما تحاسبهم حتى على الهواء والضوء، وبودها لو تستطيع فرض وصايتها على الشهيق والزفير؛لأن إجرامها منقطع النظير وجنونها فاق كل التوقعات ولا يمكن حصره أو تحديد مساره.

ومن الغباء بمكان الظن أن للقمع الحوثي حدودًا معينة أو سقفًا محددًا مهما بالغنا في تصور قبحها وهوسها المريع في التعذيب والتدمير بحق كل إنسان في مناطق سيطرتها،ولا شك عندي بأنها ستفاجئنا في الأيام القادمة بلون جديد وإدانات مبتكرة تورط من خلالها كل شخص لا تستسيغه أو لا يروق لها حتى وإن كان لم يلفظ ببنت شفة ضدها؛لكنه وقع ضحية لمزاجها السيئ وحظه الرديء، هذا هو مسارها القادم الذي سيعم شتى البقاع والأمكنة والمحافظات المحتلة حوثياً.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
الهــــويــة اليمــــنيــة..!

http://telegram.me/watYm
كتب/ #صلاح_الأصبحي 

دون سابق إنذار أصبح هذا العنوان ترينداً عاماً وهاشتاجاً شائعاً ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي عند اليمنيين، الذين نشروا صورهم بالزي اليمني المعتاد والشائع، مختزلين المعنى الجوهري للهوية اليمنية بلبس العسيب والثوب أو "المعوز والشال"، وبات الكل يتفاعل في النشر ويملأ صفحاته بصوره، وهذا الأمر لافت للنظر من جانب، وباعث للقلق من جانب آخر، حيث تنتصب حزمة من التساؤلات تستفسر عن ماهية هذه الظاهرة وغايتها، وتفتح الباب على مصراعيه للحفر في الموضوع وتداعياته في هذا السياق اليمني المتأزم بشكل كلي.

في البدء هل يمثل الزي اليمني هويتنا اليمنية الوحيدة؟ وإن كان كذلك فهل هناك خطر اجتثاث أو إنكار، فهب اليمنيون بمختلف توجهاتهم لإثبات كيانهم الوجودي عبر تفاعلهم العام كما رأينا، لكن الحقيقة أن هذا التوجه يتوهم في لمّ شمل اليمنيين رغم اختلافهم بصورة تعسفية في إسقاط المفهوم والتحمس له، ويخدم مصلحة العدو الحوثي بتوحدنا معه في هذه الجزئية بالذات لامتصاص النفور العام إزاءه والغضب الشائع ناحيته، كما يعزز السلوك الحوثي الذي أجبر الكل على ارتدائه حتى في أوقات الدوام الرسمي وداخل مؤسسات الدولة بصورة تستفز الشكل الحضاري المدني المتعارف عليه في ثقافتنا اليمنية.
وهنا يجب علينا التعرف على المعنى الجوهري المنطقي لمفهوم الهوية اليمنية التي يجب الالتفاف حولها والتمسك بها كحقيقة مطلقة، كشفرة وجودية تقود الشعب إلى طريق الحرية والكرامة والتنوع السياسي والثقافي والاجتماعي والمناخ الديمقراطي، فهذا الطريق يمثل الهوية الفعلية لأي مجتمع، أما ما يتعلق باللبس والأكل والعادات والأعراف التي تنتمي إلى الثقافة، فهي مجرد خصوصيات لا ترتقي إلى مصاف الهوية والذات العامة.

الهوية اليمنية الطبيعية تتجلى في كوننا مجتمعاً جمهورياً ديمقراطياً متمدناً نعته الإسلام بأنه موطن الإيمان والحكمة لا مستنقع الجهل والعنصرية والظلم والتطرف والتشيع والخرافة السلالية التي يحاول عدو هويتنا عبر التاريخ طمسها وإحلال، بديل عنها، هوية شاذة منحرفة عن قيمنا ومبادئنا السامية الحضارية والمدنية، هوية سلالية ضحلة تهدم كل الأعراف وتمزق النسيج الاجتماعي وتجرف اليمنيين إلى طاحونة الصراع السياسي الديني والهويات الصغرى المتناحرة التي أنهكتنا منذ ثماني سنوات، فكانت النتيجة هي التفكك والتشرد والقمع وفقدان الوطن الآمن المستقر.
ولذا؛ فإن اختزال مفهوم الهوية اليمنية بهذا الشكل الارتجالي يتمخض عن وعي سياسي وثقافي سطحي يحاول تمييع هويتنا الأصيلة النابعة من أعماق وجودنا اليماني وكياننا التاريخي، وينم عن لحظة تردٍّ وانحطاط اجتماعي واختلال في الذات الجمعية التي يبدو أنها على وشك التفريط بهويتها وتقبّل الهوية الطائفية والمناطقية والعشائرية كبديل، باعتبار فقدان الهوية هو فقدان للذات والوطن.

وعليه؛ يجب التفكير جدياً بأن النظام الجمهوري ودولة العدل والديمقراطية والتعايش السلمي والقبول بالآخر وحرية الرأي والسلام والاستقرار، كل ذلك ما يجب أن نسعى بكل السبل لاعتباره هوية يمنية، وأن نحرص دوماً أن نتكتل ونتكاتف تحت هذه الاعتبارات الهوياتية الخالصة ونشق طريقنا نحو المستقبل وأن نتغلب على واقعنا المظلم من خلال تمسكنا بهذه الغايات النبيلة، وإلا فإن هويتنا ستظل مفقودة وغائبة، وستقتلعنا المخاطر من الجذور وتسلم أقدارنا لصراع دائم وتناحر مميت لن ينجو منه أحد، وسنفقد بوصلة الوطن وسط موجات مخيفة من التمزق والتلاشي والجوع والتوحش والغرق في مستنقع مظلم لا نهاية له .
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
ما تحتاج إليه معركتنا الوطنية ضد الحوثي!!

#صلاح_الأصبحي 
http://telegram.me/watYm
الوضع اليمني الحرج يستدعي معادلة هامة تتمثل في أن تصبح فكرة "المقاومة الوطنية ثقافة مجتمعية عامة"،تتحكم بكل جوانب التفكير والسلوك والمنظور العام تجاه كل شيء في حياة اليمنيين، سواء في الشأن العام أو الخاص،وفي مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولو أصبحت هذه المعادلة الجوهرية نمطاً للتفكير والسلوك سنكون قد بدأنا فعلياً في المضي في المسار الصحيح.

وبصورة مبسطة تعني المقاومة الوطنية أن يصبح همنا الجوهري البحت منصباً في الكيفية التي تمكننا من استعادة الجمهورية والقضاء على المشروع الحوثي الفارسي في يمننا، وصد كل محاولات عودة الإمامة بكافة أشكالها وصورها ومناهجها وخرافاتها، ووسائل القمع والعنصرية التي تهدف لإجبار اليمن أرضاً وإنساناً على القبول بوهم الاصطفاء في الحكم والانقلاب على السلطة الشرعية ونهب الثروات العامة والخاصة وتجويع الشعب، وإغراقه بالفقر والتخلف والجهل.
ففي الجانب السياسي،تتمثل المقاومة الوطنية بالاصطفاف خلف قيادة وطنية موحدة،همها الأول والأخير هو تحرير الوطن من عملاء إيران وعودة اليمن إلى حالة الاستقرار والسلام والديمقراطية والتشريع الدستوري، وتفعيل المكانة الحقيقية لليمن بموقعها الاستراتيجي وفاعليته في الممرات الدولية وطرق التجارة العالمية،وليس كدولة مفككة يقطنها الإرهاب والانقلاب والجماعات الدينية المتطرفة المعادية لدول الجوار والمحولة للإنسان اليمني إلى مجرد قطيع يُستغل في مشاريع التمزق والضياع؛ وهذا يعني الخلاص من الخلافات السياسية في الماضي والحاضر ونبذ الفرقة وتقوية الروابط الوطنية والتخلص من الرؤى الضيقة والتصنيفات الغوغائية،التي يغذيها العدو الحوثي ويتلاعب بنا من خلالها ليضمن بقاءه واستمراره.

لو ظهرنا كقوى وطنية موحدة لارتعب عدونا وانهارت معنوياته؛فقوته تتهاوى من مجرد فكرة توحدنا؛ فما بالك بسريانها كحقيقة في الواقع،لحظتها سننجز مهمتنا الوطنية في زمن قياسي وبأقل التكاليف،فالوطن لا ينقصه الرجال الشرفاء ولا القيادات العسكرية.

ومن الناحية الاجتماعية، تترجم المقاومة الوطنية في تعزيز التواشج الاجتماعي وعدم هدر أبنائنا وإخواننا قتلى وضحايا مع مسيرة الكهنوت،وأن تستعيد القبيلة تماسكها وقوتها، وتدعم بمالها ورجالها المقاومة الوطنية وتتيح لكل القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى صفوف المقاومة والجيش الوطني و حراس الجمهورية، بعيداً عن النظر للمسألة كفرصة للعمل وجني المال والرواتب، فالأمر يتعلق بالدفاع عن وجودنا وكرامتنا مع اختلاف المسميات والجهات الساعية في طريق تحرير الوطن،كما يجب الحرص على عدم الاستجابة لكل الأساليب السلالية التي تحاول خلط الأوراق وبث الثارات الاجتماعية بين مختلف أطياف المجتمع لتفكيك النسيج الاجتماعي وإنهاك المجتمع بالتفرقة والعدائية وإغرائه بشعارات براقة زائفة،وتحميسه على النهب والسلب.
أما من الناحية الثقافية،فالمقاومة الوطنية تتجسد في أن تنصب جهودنا الثقافية والإعلامية والصحفية في الوسائل المتاحة والممكنة في درب واحد غايته استعادة دولتنا وجمهوريتنا،وأن يكون كل حرف وكلمة وجملة تزأر في وجه العدو وتهشم وجهه النتن،وأن نكثف نشاطاتنا الثقافية والفكرية والأدبية بما يخدم مشروع المقاومة الوطنية وخطاها الثابتة في تحرير الوطن،وألا نهدر طاقاتنا في الميتافيزيقا السياسية والتبريرات الضحلة التي تساوي بين الصديق والعدو،وتسعى لتفخيخ عقول العامة بترويج الأفكار السلالية وإقناع البسطاء بتسويق العنصرية الدينية كما لو أنها من القيم الدينية الثابتة.

وما أود قوله في السطور الآنفة، أن نتبنى ثقافة المقاومة الوطنية كسلوك ورؤية ننظر من خلالها لكل ما حولنا ولحاضرنا ومستقبلنا حتى نزيل ذلك الغبار الحوثي المتسرب في هويتنا وتاريخنا ومبادئنا الإنسانية والأخلاقية ووعينا الوطني الجمهوري.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط http://telegram.me/watYm
في ذكرى الشهيد القردعي الخامسة والسبعين!!

#صلاح_الأصبحي 
http://telegram.me/watYm

في مثل هذه الأيام تحلُّ علينا الذكرى الخامسة والسبعون لاستشهاد الفارس البطل والشيخ الشهيد/ علي ناصر القردعي، صاحب الفضل الكبير في تخليص اليمن من رأس الأفعى الكهنوتية الإمام يحيى حميد الدين، فاتحاً المجال لسلسلة طويلة من النضالات والكفاحات حتى بزغ فجر السادس والعشرين من سبتمبر وقيام النظام الجمهوري.

يغفل الكثيرون عن عظمة هذا الرجل وعظمة ما قام به، كونهم لا يدركون جلياً الوضع السياسي والاجتماعي القائم آنذاك، وحجم الطغيان والجبروت الذي كانت تعانيه اليمن حينها، وكيف كانت الإمامة تسيس شعبها بأشنع أصناف العذاب للدرجة التي يئس فيها المجتمع من التصدي للإمام وزوال جوره، ليحمل القردعي بمفرده همَّ مجتمعه ويسعى لتحقيق حلمه في القضاء على الطاغية دون أن يأبه بالعواقب أو تردعه قداسة الظالم وتخيلات بطشه وفتكه بخصومه.

وبالتنقيب عن السيرة الذاتية المقتضبة للقردعي نجد أن شجاعته متقدة ورباطة جأشه فريدة، فهناك أخبار تحكى عنه بأنه نازل النمور وتمكن منها حين أغارت على قطيعه، وجزَّ رأسها ليحملها إلى حاضرة القبيلة، وليس هذا وحسب فقد عُرف عنه أنه كان على الدوام متوشحاً بسلاحه، ولا يفارق بندقيته أينما ولى، حتى إنه عبر بها الحدود، وقصد بها الحجاز لتأدية فريضة الحج، وأن الملك عبدالعزيز بن سعود أبرق إلى حراس الحدود بالسماح للقردعي العبور بسلاحه، ككرامة لعادة الرجل وبأسه.
وحين ذاع صيته وطار اسمه بين القبائل التي تغنت بحميته وبسالته فأشعل أمره الحقد والضغينة جوف الإمام يحيى ليختلق له الذرائع والحيل التي مكنته من إيداع القردعي في السجن، لكن الأخير تمكن من الفرار وبلوغ مسقط رأسه رحبة في مأرب، والمثير للغرابة أن علاقته بالإمام كانت تتأرجح بين الصداقة والعداوة، ففي بعض السياقات كان الإمام يدفعه للإغارة على المحميات الانجليزية في الجنوب أكثر من مرة حتى تبين له أن الطاغية كان يرغب بالتخلص منه على يد الإنجليز، لولا أن القردعي كان ذا خبرة ونباهة في شؤون الحرب، لم يمنح الانجليز فرصة النيل منه، ومن حينها عزم دون رجعة على الإطاحة بالإمام مهما كلفه ذلك من ثمن، حتى لو كان حياته.

ولا ينكر أحد أن إسقاط الإمام يحيى برصاصة القردعي كان مدعاة لنشوء الثورة الدستورية المجهضة في 1948م، ودافعاً قوياً للسير في طريق إزاحة الكهنوت من شمال اليمن كما تحقق ذلك لاحقاً بثورة سبتمبر المجيدة، ولهذا السبب فإن لهذا الشهيد البطل فضلاً كبيراً علينا، وسيرته البطولية تمثل منبع إلهام يجب اقتفاء أثرها والاعتبار بفرادتها ونحن نخوض معركتنا في نفس الاتجاه الذي خطه القردعي لنا قبل سبعة عقود ونيف، فأبطالنا اليوم في مختلف الجبهات هم أحفاد وامتداد لتاريخ هذا القائد، ومن اللازم علينا أن نكون في مستوى الشجاعة والإقدام والنضال الذي شيده لنا، وما كان يخطر في بال القردعي أن سلاليين جدداً سيأتون بعد سبعة عقود ليرفعوا صور الهالك يحيى حميد الدين ويزينوا بها جدران المتحف الحربي في العاصمة المختطفة صنعاء.

اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ http://telegram.me/watYm
قد تُحاصر الأرض أما العقل فيبقى حراً "تعز أنموذجاً"

كتب/ #صلاح_الأصبحي

بهذا العنوان الطويل نسبياً، يمكن توصيف الحالة التي تبدو عليها مدينة تعز المحاصرة منذ سنوات بشكل قسري تجاوز كل أعراف الحروب ودساتير الصراعات من قِبل فئة عنصرية متفننة في إتقان الإجرام والطغيان، لكن تناست تلك الفئة أن الأرض وحدها التي تُحاصر أما العقل فيبقى حراً، ومن المحال السيطرة عليه وكبح جماحه وتسخيره وفقاً لرغبة العدو أو استلاب قدراته في الإبداع، وتطويق مساراته في التميز، وهذا الأمر ينطبق فعلياً على تعز المحاصرة، لكنها الفاتنة أيضاً والعصامية والولادة للمواهب والمكتنزة بالمبدعين كحقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو أعمى البصيرة.

في زمن وجيز أقصاه "ستة أشهر" مثلاً، تشهد تعز، بعقليتها الراسخة وأفقها الرحب، تغيرات ملموسة وانبعاثاً مستمراً لتباشير فجر الانتصار وانكسار طوق الحصار رويداً رويداً، كحصاد أبناء هذه المدينة أكثر من عشر جوائز إقليمية ودولية في مجالات مختلفة وظفرهم بمراكز مرموقة أثارت دهشة الداخل والخارج، وانحنت اليمن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها إجلالاً وإكباراً لهذا التميز المنبثق من قلب الحصار والتجويع برسوخ وشموخ وتجاوز لكل الصعاب وتمثيل اليمن في المحافل الدولية وإثبات حضوره في خارطة العالم العربي والدولي.

سياسياً: بدأ التقارب بين العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي في الساحل الغربي، مع القوى السياسية والعسكرية في المحافظة خلال المدة السابقة، وتتويج هذا التقارب بزيارة العميد إلى مدينة تعز، والتي مثلت تميزاً ودهشة في التفاهم والتصالح، وإذابة لجسور الخلاف والممانعة وترسيخاً لغد مشرق يتعاضد فيه السائرون في درب استعادة الوطن وبناء دولة طامحة بتخفيف المعاناة وتقديم مشاريع خدمية بمقدورها بعثرة واختراق فجور الحصار الحوثي للمدينة، وقد أثار هذا التقارب هلع المتحجرين في رؤيتهم للعمل السياسي المتصحر، بعيداً عن معطيات الواقع واحتياجات اللحظة وتداعياتها؛ لكن الوعي السياسي الخلاق، والعقلية الفاعلة التي لا ترتهن إلا لهموم الناس دون أي ميول متعجرفة هي من تدرك مصلحتها وتعمل وفق رؤى ثاقبة تمكنها من التعاطي مع القضايا المصيرية.

 وأولى بشائر فك الحصار وصول  مقطورات الغاز إلى مدينة تعز عبر طريق فك الحصار حديث الشق والتعبيد" المخا - الكدحة- البيرين" أحد مشاريع العميد طارق صالح بعد انقطاع الطريق منذ ثماني سنوات، وهذا الأمر أشعل فرحة لا توصف لدى أهالي المدينة الذين أنهكهم الحصار ومزق سكينتهم.

ما أرمي إليه هنا، أن تعز نموذج فعال لدينامية التفكير والإبداع، منيعة تأبى السقوط والتبلد، ولديها المناعة اللازمة للحؤول دون الاستسلام والوقوع في الهزيمة، ليس لكونها متفردة عنصرياً باختزالها مكامن الفطنة والذكاء؛ وإنما لأنها تتبنى تفكيراً نشطاً وليونة في الوعي بأفق رحب وعقل جامح وإرادة حالمة ببلوغ المجد وإنارة أعمدته بنور البصيرة والتأمل وبُعدها عن التنميط والتأطير والتصلب، فتستعصي قولبتها أو تجميد خيالاتها، فرغم إطباق الحصار لحواضرها إلا أن عقلها يبدع وقلبها ينبض وخيالها يطمح يوماً بعد آخر.

وقد يخيل إلى البعض أن هذا الاعتراف فيه نبرة عنصرية وتضخم في الذات التعزية؛ لكن التاريخ يشهد أن تعز عمرها ما تعالت على أحد، وكانت دوماً مثالاً للتسامح والتنوع والرقي الإنساني والأخلاقي، ففيها من كل اليمن، وفي اليمن كله منها؛ ساسة وقادة ومثقفين ومبدعين ومواهب تندمج مع كل الأطياف بيسر، وقد خاطبها العميد طارق في زيارته بشجاعة القائد المدرك لجوهرها ومعدنها الحقيقي، ونبل السياسي الذي أنزلها المنزلة اللائقة بها فأكرمته بحفاوتها وابتهاجها وأملها وثقتها به في انبلاج صبحها وزوال معاناتها.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm
(رأي)

دلالات التظاهرات السبتمبربة في صنعاء وإب والحديدة..صفعة في وجه الإمامة
!!

#صلاح_الأصبحي
http://telegram.me/watYm
للتاريخ حقيقة واحدة لا غبار عليها؛ هي أن أخطر كابوس بالنسبة للطغاة والمستبدين شعوبهم حين تصحو ضمائرهم، وتنتفض مشاعرهم وتتقد إرادتهم تجاه مقدساتهم إن تهور الطغاة في المساس بها، وفكروا في انتشالها من أعماقهم، أو شطبها من وجدانهم وتجميد مباهجها في سلوكياتهم.. لحظتها تسقط كل المخاوف وتخفق كل صور الترهيب والقمع في كبح جماح الجماهير وإخماد سخطها وغضبها وهي تركل جبين الكهنوت وتبصق على جبهتيه بصورة ترتعد لها فرائصه وتُظهر ارتجافه وهشاشة قوته وسطوته.
تجلت عظمة هذه الحقيقة التاريخية، وابتلعت زنانير الشكوك في وعينا السياسي ومنظورنا الاجتماعي، ونحن نتابع عن كثب صخب الجماهير اليمنية في مناطق السيطرة الإمامية، وتدفقها كإعصار للاحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وإحيائه هذا الموسم بشغف منقطع النظير، وتحدٍّ صارم لا يقبل المراوغة رغم القيود الأمنية المشددة والأجواء الكهنوتية القمعية المتفشية في ضواحي المدن وباحات الشوارع وفضاءات الأرياف ومزالق القرى، إلا أن الكهنوت الرجعي أخفق، أيما إخفاق، في السيطرة على مشاعر الشعب تجاه مقدساته الوطنية، ولم يُفد الإمامة ما قامت به من تجريف ثقافي طائقي فاشل للتسرب والتوغل إلى أعماق الجمهوريين الأحرار واليمانيين الأقيال والشباب الأبطال.

فحين انتصب 26 سبتمبر ولاح يومه في الآفاق، داس الأحرار بأقدامهم الثائرة على مخلفات الإمامة المكدسة في طريقهم- القديمة والجديدة منها- وتسلقوا ضحى المجد، ولامسوا بصيحاتهم وهتافاتهم وحماسهم جبين هذا اليوم، والزهو بمعانيه ومبادئه، والشموخ بمكاسبه واحتضان عَلَمه الجمهوري، وإعلاء شأنه؛ كونه دربهم الوحيد إلى الحرية، وأيقونة عزتهم وكرامتهم، ولن يحيدوا قيد أنملة عن أمجاده ودلالاته الوجودية التي ترسم مصيرهم وتؤمّن بقائهم.
من (السَّدة) مسقط رأس "علي عبدالمغني" بطل هذا اليوم، إلى شوارع صنعاء وأزقتها، ومن إب البهية إلى الحديدة الساحلية، وفي  في الأحياء والحارات، في القرى والعزل المتاخمة للمدن والنائية عنها، تدفق الطوفان السبتمبري، وبللت أمواجه رؤوس وعمائم الإماميين السلاليين حتى خُيل لهم أنه " يوم القيامة" أطبق جفنيه عليهم وهم مصبحون، ولم يخطر ببالهم إلا أن أوعزوا لعبيدهم وأزلامهم أن يصادروا الأعلام الوطنية ويُسكتوا الأناشيد الجمهورية التي تغمر الأرض والإنسان، ملأوا الشوارع بأرتال من رجال الأمن والمتنكرين، فتناثرت الجماهير كالجراد وتجاهلت كل مظاهر الرعب الحوثي، وقالت كلمتها بصوت جماعي: نحن جمهوريون سبتمبريون وأنتم إمامييون سلاليون، لن تخدعونا بحيلكم ولا يعني صمتنا أننا تقبلنا مشروعكم السلالي ورضينا بكم تحكمونا باسم الولاية والاصطفاء أيها الرجعيون المتخلفون.
كان هذا المشهد التراجيدي بمثابة القرار الحتمي الذي تجلى أمام المليشيات في صنعاء، فتوشحت عبايتها القمعية، وشرعت في اعتقال أكثر من "3000" شاب في صنعاء وكذلك في إب، بعد أن تيقن لها أن هذا الشعب ليس بصدد إحياء يوم وطني فحسب؛ وإنما عزم لتوه على استعادة جمهوريته والخروج من صمته للوقوف في وجه الكهنوت ونبذه خارج حاضره ومستقبله، وأرى أن هذا المشهد يختزله بيت شعري ملهم للشهيد الزبيري، يقول فيه: 
الشعب أعظم بطشاً يوم صحوته 
من قاتليه وأدهى من دواهيه 
ولسان حالهم يقول: 
وسنمضي داحضين..
كل إثم شاء للناس الهوانا 
وسنمضي فارضين.. صدقنا حتى يُرى الحق مصانا.
والدلالة الأكثر دهشة ومصداقية التي يمكن أن نستشفها من ماهية هذا الغضب الجماهيري الوطني الجمهوري الصلب، أنه جاء بعد أيام من تباهي المليشيات السلالية واستعراضها العسكري الكرتوني في 21 سبتمبر البائس، حيث أرادت من خلاله استعراض عضلاتها القتالية أمام الشرعية والخارج الإقليمي والدولى بمدى قدرتها وجاهزيتها لاستئناف الحرب، إلا أن هذا الزعم الواهم حطمه بأس شعبي شديد، خرج متباهياً بثورته الخالدة ولم يأبه أو يخشَ بطش السلاليين؛ لأن الإرادة الوطنية تجابه أعتى الطغاة وتسحق جبروتهم طال الزمان أو قرب، ولا مفر من هذه الحقيقة التي ستشكل مستقبل المعركة الوطنية بين الجمهورية والإمامة في المستقبل القريب.
 اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك و المتابعة إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
14 أكتوبر و26 سبتمبر ثورتان ضد احتلالين (خارجي وداخلي)

#صلاح_الأصبحي
 
http://telegram.me/watYm
كان إحساس اليمنيين بالقهر والظلم واحداً شمالاً وجنوباً، وضنك حياتهم متشابهاً، وبؤس وجودهم يسير على نمط واحد؛ فالاحتلال الداخلي سائد في الشمال، والاحتلال الخارجي جاثم على الجنوب، كلاهما غاشمان ومستبدان ويجرعان الشعب نفس كأس الظلم والقهر والتخلف، دون أي اعتبار للأرض والإنسان هنا أو هناك، حتى طفح الكيل ووصل الأمر إلى الحد الذي لا يطاق ولا يحتمل، فنفدت طاقة الصبر في أوساط العامة والخاصة؛ وتولد الشعور الجمعي بضرورة الخلاص من هذين الخطرين الاحتلاليين بصورة ملحة لا تقبل التردد، وليس من سماته الخوف والاستسلام، والأغرب أن هذا الشعور لم يختلف ولم ينفصل عند الذي يواجه احتلالاً داخلياً والذي سيُقدم على طرد المحتل الخارجي.
وحين كادت أن تنفجر لحظة البدء، حدثت تراتبية عجيبة في الوعي النضالي والثوري آنذاك، حد القناعة بالشروع في تفجير ثورة ضد الاحتلال الإمامي الكهنوتي الداخلي في الشمال ثم يعقبها نفس الفعل بالنسبة للاحتلال الخارجي، وما إن بدأت سُحب ثورة 26 سبتمبر تغيم في سماء صنعاء وما حولها، حتى توافدت قوافل العون والإسناد والمشاركة من أبناء الجنوب، لأن الأمر لا يخص أبناء الشمال فقط، وإنما كانت زحزحة صخرة الإمامة الخطوة الأولى لطرد المستعمر، والعكس كذلك.
وهنا تكمن المعجزة وتكتمل الصورة العظيمة للذهنية اليمنية المقاومة والرافضة لكل أشكال الاحتلال، الذهنية التي حققت انتصارين عظيمين على احتلالين مختلفين في عامين متتاليين، وثورتين خالدتين صنعتا يمناً حراً حالماً بالحياة والحرية والديمقراطية والاستقرار واللحاق بالعالم الذي لم يكن لليمن أي حضور في خريطته أو معنى في تكوينه، اليمن الغائب المهمش الذي عانى ويلات الماضي وأصبح حراً مستقلاً يسعى لتعويض غيابه وإبراز ذاته وتحديد ملامح هويته وإرساء نظام حكمه ودولته.
وعليه؛ فالحقيقة الأهم التي يجب أن ندركها عن كثب بعد مضي ستة عقود على الثورتين؛ أن هناك ارتباطاً وثيقاً حد التماهي بين اليمنيين في المصير والحلم، والبقاء والاستقرار، ارتباطاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وجغرافياً وإنسانياً، ولا يمكن البتة القول إنه يمكن أن يستقر جزء من اليمن وتبقى الأجزاء الأخرى في حالة فوضى وعبث وحرب.
على مر التاريخ خريطة اليمن الكبير كانت حاضنة لهموم واستقرار اليمني من أي منطقة كان، فالخير يشمل الجميع والشر يضر الكل ويؤثر على شتى الأرض اليمنية مهما كانت نائية عن موطن الضرر وعمق الإشكالية، هكذا هي البنية الوجودية التاريخية التي اتسم بها اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، عبر أزمنة سحيقة ومراحل طوال من عمره ومواجهات مصيرية وإسهامات مشتركة خاضها اليمنيون بروح واحدة وقلب واحد.
ولذا؛ كانت الحيلة الخبيثة التي كانت تُمكّن الأئمة على مر الزمان والاحتلال الإنجليزي من السيطرة على اليمن هي الاتكاء على تجزئة وتشطير وتقسيم اليمن إلى دويلات وسلطنات ومناطق متعددة خاضعة لحكام مختلفين، كل واحد تفرد بجزء وتملَّكه، ولم يحدث الخلاص من هذا الداء النتن الذي مزق اليمن قروناً إلا حين التحم اليمنيون وخرجوا من حلبة هذه اللعبة المدمرة.
بعد قيام النظام الجمهوري في الشمال واستقلال الجنوب، كانت كل المعطيات والسياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محفزة ودافعة لحدوث الوحدة اليمنية بين الشطرين، لكن مماحكات النخب السياسية الحاكمة في صنعاء وعدن أعاقت ذلك الأمر، وحالت دون حدوثه إبان الثورتين، وتعمق الصراع حتى تحقق الحدث التاريخي في 22 مايو 1990، والغريب في هذا الشأن أن الفواصل الشكلية المعبرة عن كوننا دولتين ليس لها معنى حقيقي في ذهنية اليمنيين؛ فإبان الوحدة لم يكن هناك أي استغراب أو اختلاف بين اليمني من أبين أو الضالع أو صنعاء أو حجة أو إب أو شبوة، كأن يد الله خلقتنا موحدين ويد الحكام هي من تفرقنا وتمزق نسيجنا الاجتماعي والجغرافي والإنساني كلما تغلبت عليها الأهواء الذاتية والأطماع الشخصية التي حاولت أن تشتت لحمتنا وتفتت نسيجنا الواحد بالمناطقية والحزبية والطائفية.
ونحن الآن نحيي ونحتفل بالثورتين من شتى ربوع اليمن بواحدية الشغف والإجلال، ومنظور ورؤية التعظيم والانتماء؛ لأن الثورتين هما الجذر الحقيقي الذي ينتمي إليه كل يمني شاء من شاء وأبى من أبى..
أُمَّان عظيمتان ولدنا من رحمهما معاً ولولاهن ما ولدنا أبداً، ولا ولد اليمن الكبير، اليمن العظيم الذي نمجده ونعشقه حد الجنون، تحية ولاء وتمجيد لسبتمبر وأكتوبر في كل ذكرى وفي كل مجد وكبرياء وانتصار خالد للأبد.
 اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك
http://telegram.me/watYm
الحوثي.. الذراع الإيراني الأحمق والمستهتر بالعواقب!

كتب/ #صلاح_الأصبحي
 
http://telegram.me/watYm
تُثبت تطورات الحرب الصهيونية على غزة استغلال إيران -بطريقة غير مباشرة- ظاهرة صراعها المزعوم مع إسرائيل عبر الحوثي: ذراعها الأحمق والمستهتر بالعواقب الذي يمكن أن يجلبها لليمن والمنطقة برمتها -سواءً كان مُدعياً أو صادقاً- قيامه بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمسيرات المجنحة باتجاه إيلات الإسرائيلية، وتأكيد الصهاينة ذلك، فهذا الفعل يثير السخرية والغرابة والاستخفاف عن كون إيران تحرك ذراعها الحوثي البعيد جداً عن إسرائيل؛ بينما تخرس مليشياتها في سوريا ولبنان التي استفزها الكيان بعدة رشقات أسقطت ضحايا هناك إلا لأن الحوثي أحمق ويطمح في جلب الضجة له، ولفت الأنظار نحوه وخداع أنصاره وبعض المهووسين بأية ردة فعل يقوم بها أي طرف عربي لردع إسرائيل.
  ****
الحوثي أحمق لأنه يمنح الكيان مبرراً مجانياً في تكثيف هجماته الوحشية على غزة باعتبارها مندرجة تحت حق الدفاع عن النفس والتصدي للاستهدافات التي تناله من هنا وهناك، وارتدائه دور الضحية بدلاً عن الجلاد، إضافة إلى خلق أبعاد جديدة لهذه الحرب واتساع دائرتها، ودخول أطراف جديدة كأمريكا -مثلاً- التي صرحت بأنها من الممكن أن تستهدف اليمن بضربات جوية رداً على حماقة الحوثي واستفزازته المتكررة على قواعدها في البحر الأحمر.
   *
هذا الأحمق الذي لا يخشى العواقب التي ستحدثها حماقته، وسذاجة تمثيله دور الطَّبال في زفة هذه الحرب التي لها أبعاد استراتيجية مضمرة ليس بمقدور سياسته الحمقاء إدراكها أو احتساب مخاطرها، كونه فصيلاً طائشاً تحركه طهران وفقاً لمنظورها السياسي، ولعبتها القذرة مع إسرائيل وأمريكا التي تسعى من خلالها إلى فتح مسارات متناقضة ولعب أوراق غامضة في هذا الظرف وتعزيز دورها المحوري في الصراع الشرق أوسطي، والتباهي بامتلاكها مفاتيحه وشفرات تحريكه. 
       **
وكلما توغلنا أكثر في تمحيص نهج هذه الجماعة تتعرى حقيقة تبعيتها المطلقة لإيران وسياسة أمريكا في المنطقة، فبمجرد الابتعاد قليلاً عن جدية الضربات الحوثية على إسرائيل، سنجد أن الحوثي في الأصل يسعى ويتجه نحو استهداف السعودية والإمارات باعتبارهما الأقرب لمدى ضرباته وقدراته القتالية، والطرفين اللذين سيتهدفهما انتقاماً من الكيان الصهيوني، وقد لوح مراراً وتكراراً بهذا، ونفذ عمليتين على الحدود السعودية مؤخراً، الأولى استهداف قوات بحرينية تابعة للتحالف مرابطة في الحدود الجنوبية للمملكة، والثانية نالت من أربعة جنود سعوديين، وتمكنت القوات السعودية من إسقاط صاروخ بالستي حوثي في أجواء المملكة، علماً بأن هناك توترات وتصعيدات مكثفة تجري على الحدود السعودية في صعدة وحجة دفعت القيادة السعودية أن ترفع جاهزية قواتها إلى حالة التأهب القصوى بسبب التصعيد الحوثي  بالرغم أن المملكة تجري منذ أشهر مباحثات متواصلة مع الحوثي بغية الإمساك بخيط اتفاق وإحلال للسلام على الصعيد الداخلي اليمني والصعيد  الخارجي الإقليمي، إلا أن الحوثي تفصح أفعاله عن كونه دمية تتقاذها أقدام أجندة دولية، وتحركها كلما دعت الحاجة لذلك، وليس بمقدوره تحقيق مكاسب تخفف عن اليمنيين بؤسهم وتجنبهم حالة الفقر الذي أنهك مصيرهم.
     ****
وفي الداخل اليمني لم يتوقف قصف الحوثي بحق المدنيين في تعز والحديدة ومأرب منذ بداية الحرب على غزة، ولم تتغير سياسته القمعية في مناطق سيطرته وكان آخرها اقتحام منزل "الصايدي" في إب وترويع أهله وتفجير سيارته ومحتويات منزله واقتياد أطفاله بصورة وحشية تضاهي ما يفعله الصهاينة بل وأكثر، وكأنهما أرباب جرائم من نسل واحد..
وهنا نتساءل: أين الشرف والكرامة والغيرة التي يدعيها الحوثي تجاه غزة، وهو يرتكب أفظع مما ينالها بحق وطنه وأبناء جلدته، فلا يصدق ادعاءاته العدائية للصهيانة إلا أحمق أو ساذج، لأن من يحاصر تعز منذ ثماني سنوات ويقتل الأبرياء ويهدم المنازل ويلغم الطرقات يستحيل أن يصدر منه خير بتاتاً.
^^^^^^^&