اخبار الوطن ملك الجميع
1.39K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
الكمين الرابض في وادي حضرموت

🖌 د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
ما زلت أتذكر تلك الأيام العصيبة من نهاية العام 2014 وبدايات العام 2015م، حينما فرضت الجماعة الانقلابية هيمنتها على الوضع في صنعاء وانتشرت تقطع الفيافي والقفار وتسيطر على المدن والأرياف بعشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في طول وعرض معظم محافظات الشمال بلا مقاومة تُذكَر.

 وحيثما تكونت مقاومة نجح التحالف الانقلابي في إخمادها في معظم مناطق الشمال.

 وبدأت المواجهة الجادة في عدن ولحج وأبين وشبوة كما في مأرب والجوف والبيضاء، بينما كانت الضالع تعيش حالة الحرب شبه الدائمة منذ منتصف العقد الأول من القرن.

على مدى أكثر من ثمانية أشهر منذ استيلاء التحالف الانقلابي على صنعاء حتى ما بعد إعلان عاصفة الحزم ظلت عشرات الألوية والوحدات العسكرية المنتشرة في وادي وصحراء حضرموت والمهرة، في ما يسمى بــ"المنطقة العسكرية الأولى"، صائمةً عن قول أي شيء لكنها تذكرت فجأةً أن هناك رئيساً شرعياً اسمه المشير عبدربه منصور هادي فأعلنت موالاته وتأييده ثم صمتت عدة أشهر أخرى وربما أكثر من عام لتعيد إعلان تأييدها للرئيس هادي للمرة الثانية.

 ومع ذلك ومنذ ذلك اليوم لم نسمع عن طلقة رصاصٍ واحدةٍ صادرةٍ عن آلياتها التي غطاها الصدأ إلا تلك الطلقات التي توجه إلى صدور المواطنين الجنوبيين في مدن الوادي عندما ينظمون فعالياتهم السلمية الرافضة للسياسات العرجاء لخاطفي الشرعية أو للمطالبة بالحقوق المشروعة لأبناء الوادي.

القوات "الشرعية" في "المنطقة العسكرية الأولى"، تعيش في عالمها الخاص ودولتها الخاصة، بعيداً عن كل ما يخص أية مؤسسة عسكرية أو أمنية وطنية (على افتراض أن هناك جيشاً وأمناً وطنيين).

 وقد سمع الجميع عن المرات العديدة التي رفضت فيها توجيهات رئيس الجمهورية بتحريك بعض الوحدات العسكرية مثل تلك المتصلة بمساندة أبناء حجور أثناء مواجهتهم البطولية للعصابات الحوثية، ونفس الأمر حصل مع منطقة عتمة، وهي نفس القوات التي تهربت من تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض القاضي بنقل القوات العسكرية لمواجهة الحوثيين في مناطق التماس.

لم تَقُم عشرات الألوية والكتائب المحتشدة في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة بأي عمل يدل على ولائها لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

 وإذا ما تذكرنا أن هذه الألوية، قيادةً وأفراداً هي جزء من تلك القوات التي انضمت إلى الجماعة الحوثية ورددت الصرخة بوفاء وإخلاص وحماسة، نستطيع أن نبني التوقع المنتظر منها بمجرد إشارة من صاحب مران، أو إيعاز من المتخادمين معه من مواقعهم المنتشرة بين الرياض واسطنبول وحتى عمَّان والقاهرة والدوحة.

الوحدات العسكرية في "المنطقة العسكرية الأولى" تمثلُ كميناً صامتاً يتأهب للحظة التي تسند إليه المهمة ليقوم بما يطلبه منه سادة مران، وهو ما يستدعي أن يضع المتحاورون في الرياض نصب أعينهم أنه ما لم يعد النظر في هيكلة تلك القوة وإعادة توزيعها على مناطق التماس لتقدم برهاناً واحداً على ولائها الفعلي لشرعية الرئيس هادي ورفضها للمشروع الإيراني، فإنها ستكون الخنجر المسموم الذي سينغرس في خاصرة أية مقاومة جادة للتمدد الإيراني في المناطق الشرقية التي تمثل ثلاثة أرباع مساحة الجنوب وثلثي مساحة (الجمهورية اليمنية).

كمين وادي حضرموت لا يمكن أن يكون خصماً لإخوته وبني جلدته وأصحاب عقيدته السياسية والطائفية والسلالية القادمة من كهوف مران، وزمن الهادي الرسّي.

فاحذروا هذا اللغم الموقوت الجاهز للانفجار في أية لحظة.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
لخصوم الهبَّة الحضرمية الثانية

🖌 د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
الذين يقولون عن القائمين على الهبة الحضرمية إنهم قطاع طرق، يعلمون أن أبناء حضرموت وكل أبناء الجنوب، لم يقطعوا قط طريقاً، ولم يفرضوا قط إتاوةً على عابر سبيل، ولم يختطفوا قط سائحاً أو دبلوماسياً أجنبيًأ بغرض ابتزاز بلده وفرض الإتاوات عليها وعلى ممثليتها في البلد، والذين يتقولون بهذا الأفك يعرفون جيدا من أين أتت هذه العادة القبيحة.

الذين يقولون إن الهبة الحضرمية الثانية تهدد الوحدة الوطنية، لم يقولوا لنا ما هي الوحدة التي يقصدونها، إنهم لا يتذكرون هذه الوحدة إلا عندما يتعلق الأمر بالجنوب وأهله وأرضه وثروته، لكنهم لا يتحدثون عن الوحدة اليمنية عندما تسقط ثلاث محافظات بيد القوات الحوثية في أسبوع واحد.

 كما لم يذكروا الوحدة اليمنية يوم سقطت صنعاء بيد الحوثيين ووقعوا مع من أسقطها واستولى على الدولة فيها اتفاقاً أسموه "السلم والشراكة".

 الذين يقولون إن الهبة الحضرمية تعطل الاستفادة من الثروات اليمنية يعلمون أن أبناء حضرموت لا يعرفون شيئا عن هذه الثروات ولا إلى أين تذهب ولا من يستثمر عائداتها، إنهم يتباكون على ثرواتهم الشخصية التي يجنونها من خلال سرقة ثروات حضرموت وليس على أية ثروة وطنية تعود بالنفع على الوطن والمواطن.

 إذا صحت التسريبات التي تتحدث عن عثور النقاط الشعبية الحضرمية على أسلحة مهربة ومعادن مشعة وأحجار كريمة مهربة من حضرموت، باتجاه مأرب وصنعاء، فإن الهبة الحضرمية تكون قد فعلت ما فعله ذلك الراعي المظلوم الذي ذهب للبحث عن غنمته المسروقة عند أحد لصوص الأغنام، فوجد اللص قد كان وراء فقدان جماله وأبقاره وحصيلة ثمراته الزراعية التي كان يفقدها سنويا دون أن يعلم من يقف وراء هذا الفقدان المتكرر لأملاكه.

لكن هذا الموضوع سنتأكد من تفاصيله ونتناوله لاحقاً.

التحية وتعظيم السلام لكل أبناء حضرموت في الساحل وفي الوادي والصحراء ولكل حضرمي في الداخل والخارج، لوقفتهم وقفة الرجل الواحد التي بها خيبوا ظنون من أساؤوا فهم حِلْم الحضرمي ورباطة جأشه وعفته وحضاريته، فاعتقدوها خوفاً وجبناً وضعفاً، وتبّاً لهم ولظنونهم.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
ارحموا "الجيش الوطني"

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #عيدروس_نصر
لا توجد عبارة من عبارات اللغة العربية تعرضت للاستهلاك والابتذال مثلما تعرضت له عبارة "الجيش الوطني" في اليمن.

فقد تحول هذا المسمى إلى ما يشبه الطوطم الأسطوري الذي لا تسمع إلا اسمه ولكنك ما إن تحاول العثور على جسمه أو تلمس شكله ولونه حتى تكتشف أنك تطارد سراباً لا وجود حقيقي له على الأرض.

كان كاتب هذه السطور ذات يوم من أيام العام 2015م وفي ذروة اجتياح الحوثيين وشركائهم لكل محافظات الشمال وبعض محافظات الجنوب، كان ضيفا على إحدى القنوات العربية الداعمة (جداً جداً) للشرعية، وكان الحديث عن إنجازات "الجيش الوطني"، وحينها قلت للمذيعة إن عبارة "الجيش الوطني" أكذوبة عن شيء لا وجود له، وأن المقاومة التي تنتشر في مأرب والجوف ومناطق متفرقة في تعز وإب (حينها) هي عبارة عن جماعات قبلية لا تخضع لأي جهة حكومية ولكنها تتلقى توجيهاتها من قياداتها القبلية وقبل هذا من ضمائرها الوطنية وأنفتها وكبريائها.

قاطعتني المذيعة بحجة أن الصوت غير واضح واعتذرت عن مواصلة الحوار، ومع أنني لست متهافتاً على الظهور على القنوات الفضائية فقد كانت تلك آخر استضافة لي على تلك القناة وشقيقاتها.

* * *
كان وزير الدفاع اليمني قد قال بأن 30% من قوات الجيش هي الموجودة في المعسكرات (ولم يقل في الجبهات)، بينما 70% من أفراد تلك القوات "يلوون في الشوارع".

وحيث أن هذا التصريح قد أثار ضجةً كبيرة في الأوساط الإعلامية والسياسية، فقد استدرك نفس الوزير وفي مقابلة ليست بعيدة مع إحدى القنوات اليمنية المهاجرة محاولاً أن يداري ذلك الموقف بالتبرير أن كل هؤلاء بدون مرتبات وهو ما يجعلهم يذهبون للبحث عن مصدر عيش يعيلون منه أسرهم، وهو تبرير يمكن تفهمه(!!).

لكن الوزير لم يقل لمتابعيه لماذا أفراد الجيش بدون مرتبات بينما يتقاضى هو وزملاؤه ونظراؤهم بما في ذلك أولادهم وأقرباؤهم مرتباتهم بعشرات الآلاف من الدولارات وبصورة منتظمة ودونما أي انقطاع يذكر؟!!

وفي سياق الرد على سؤال آخر قال نفس الوزير. "لم يكن معنا أصلاً جيش ولكنها مجاميع تم استقطابها وإشراكها في بناء الجيش الجديد، الذي هو في طور النشأة والتكوين"، وهو نفس التعبير الذي قلناه قبل 7 سنوات، لكنه هذه المرة يأتي على لسان الرجل الأول في "الجيش الوطني".
وقد برر الوزير كلامه هذا بأن الجيش السابق تفتت بين جماعات تخضع للحوثيين، وأفراد وقادة آخرين تركوا معسكراتهم وفضلوا البقاء في بيوتهم والبعض نزح خارج البلاد.

وملخص هذا الكلام أن الجيش الحالي (إذا جازت تسميته "جيشا") هو عبارة عن أفراد وضباط تم انتقاؤهم من قبل المتحكمين في صناعة القرار السياسي للسلطة الشرعية، وهم معروفون ولا يحتاج تعريفهم إلى عبقرية "آينشتاين".

* * *

لندع هذا الأمر جانبا ونعود بالذاكرة إلى أيام إعادة التموضع للقوات الموجودة في الساحل الغربي منذ أسابيع، وحجم الهجمة الإعلامية التي قوبلت بها من قبل قنوات إسطنبول وشقيقاتها.

وقد قدمت تلك القنوات عملية "إعادة التموضع" هذه، خدمة مجانية "قدمتها الإمارات للحوثيين" في إطار اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بأنها تسعى لتسليم اليمن للحوثيين كما يدعي القائمون على تلك القنوات!

لكن ما إن بدأت تلك القوات في تحقيق انتصارات غير متوقعة في التوغل في مناطق سيطرة الحوثيين جنوبي محافظة الحديدة وغربي محافظتي تعز وإب حتى راحت تلك الوسائل الإعلامية تتحدث عن الانتصارات الساحقة التي يحققها "الجيش الوطني" و(المقاومة الوطنية) في الساحل الغربي.

وقد جاءت إضافة عبارة (والمقاومة الوطنية) تواضعاً مصطنعاً من تلك القنوات حتى لا تحتكر الانتصار لأحبابها "اللي ما هلُّهمش".
الجنوب والخيارات الثلاثة!!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #عيدروس_نصر

أثار حديث الأخ اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مقابلته مع قناتي العربية -الحدث، عن الخيارات الثلاثة حول مستقبل القضية الجنوبية، أثار ضجةً واسعةً من ردود الأفعال المتباينة والمتفاوتة والمتضاربة.

 ولربما كانـت أسباب ردة الفعل هذه تكمن في أن الأمر يطرح لأول مرة من قبل رئيس أكبر مكون سياسي جنوبي يتمتع بحضور على الساحة السياسية والدولية وظل طوال السنوات الماضية يتمسك بالخيار الوحيد الأوحد.

اعتبر الكثير من المتفاعلين مع الموضوع أن ما طرحه الأخ رئيس المجلس يمثل تراجعاً عن الخيار الاستراتيجي الذي ضحى من أجله آلاف الشباب الجنوبيين بأرواحهم ودمائهم، بينما هللت أطراف عديدة من أنصار ومنابر 1994م معتبرةً أن هذا الموقف يمثل اعترافا من المجلس الانتقالي بوحدة 1994م وتخطئةً لكل ما ظل المجلس وقبله تشكيلات الحراك السلمي الجنوبي، ينادون به منذ العام 1994م وهو خيار استعادة الدولة الجنوبية والعودة إلى حدود ما قبل 21 مايو 1990م.

 وهناك مواقف أخرى تتراوح بين هذين المنظورين.

شخصيا، أعتبر ما طرحه رئيس المجلس الانتقالي في حديثه إلى قناتي العربية -الحدث عن الخيارات الثلاثة والتي حددها بـــ: 

1. خيار العودة المباشرة إلى نظام الدولتين كما كان الوضع عليه حتى ليلة 21 مايو 1990.

2. خيار الإقليمين وفقا لحدود 1990م "وكل واحد يحكم بلاده"، كما قال اللواء عيدروس.

3. بقاء الحال كما هو عليه، بمعنى بقاء الدولة الاندماجية التي تمخضت عنها اتفاقية 30 نوفمبر 1989م.

أعتبره يمثل تطوراً في النهج السياسي للمجلس الانتقالي، ورأيي هذا لا يعني أنني أنحاز إلى أحد الخيارين الأخيرين أو أنني أتراجع عن تحيزي الواضح لمطلب استعادة الدولة الجنوبية الذي هو موقف الغالبية العظمى من السكان الجنوبيين.

 لكن التطور يتمثل في احترام حق الاختلاف بين أبناء الجنوب ومنح كل ذي موقف أو رأي حق التعبير عن نفسه مهما كانت الأقلية التي يعبر عنها وحتى لو جاء ذلك عن طريق الاستفتاء.

وأعتقد أن موقف الرئيس عيدروس ومعه كل مؤسسات المجلس الانتقالي قد جاء بعد مراجعة متأنية للخارطة السياسية الجنوبية وللتفاعلات السياسية التي تشهدها الساحة منذ ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، ومن منطلق الثقة بأن الشعب الجنوبي هو من يقرر خياراته المستقبلية وهو مؤهلٌ لتأدية هذه المهمة باقتدار.

 وحينما توجد أقلية تتحفظ على موقف المجلس الانتقالي المتمثل باستعادة دولة الجنوب فإن هذه الأقلية يجب أن تُحتَرَم ويُؤخَذ رأيها باعتباره يمثل كتلة سياسية وسكانية جنوبية لا يحق لأحد مصادرة موقفها مهما صَغُرَ حجمها.

لكن الحقيقة التي يعلمها الجميع هي أن المجلس الانتقالي لم يتراجع عن القضية الاستراتيجية في سياساته والمتمثلة بالتمسك بحتمية استعادة الدولة الجنوبية وهو خيار الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الجنوبي.

كما تكمن أهمية هذا الموقف الذي تضمنه حديث الأخ رئيس المجلس الانتقالي في فتح البوابات المغلقة أمام التباين السياسي والفكري وفتح أبواب الحوار بين أصحاب المواقف السياسية الجنوبية المتباينة.

بيد أن تسليط الضوء على مضمون هذه الخيارات الثلاثة يمكن أن يكشف لنا ماهية الفرص المتاحة أمام كلٍ منها بين أوساط الشعب الجنوبي بملايينه الستة.

• فخيار الوحدة الاندماجية قد فشل فشلاً ذريعاً بمجرد اندلاع حرب 1994م التي بينت استحالة هذا النوع من الوحدة بين بلدين وشعبين مختلفين سياسياً واقتصادياً وثقافياً وديمغرافياً وجغرافياً وتاريخياً.

 وحتى لو لم ينتصر الطرف الشمالي في هذه الحرب البغيضة فإن الخيار الوحيد كان سيتمثل في العودة إلى نظام الدولتين بعد استحالة التعايش بين طرفي هذه الوحدة الفاشلة، وهو ما سيجري في حالة استفتاء الشعب الجنوبي بإشراف دولي وإقليمي.

• أما خيار الإقليمين فقصته تعود إلى العام 2011م وربما إلى ما قبل، حيث كان مؤتمر القاهرة للقوى السياسية الجنوبية قد طرح هذا الخيار باعتباره المخرج لأزمة العلاقة بين طرفي الوحدة في ذلك الحين، وكان هذا الخيار هو التوصية الرئيسية للمؤتمر. 

وفي مؤتمر حوار صنعاء كان الحزب الاشتراكي اليمني قد تقدم بنفس الخيار إلى المؤتمر، لكن قوى النفوذ المتحكمة بسلطة صنعاء كما بسيرورة أعمال مؤتمر الحوار كانت قد مهدت لرفض هذا الخيار من خلال الهجوم على مؤتمر القاهرة وقيادته والمشاركين فيه، ثم إشهار هراوة الاتهام بالانفصال لمبادرة الحزب الاشتراكي وجرت كلفتة التوصيات من خلال أطروحة الأقاليم الستة والتي كانت سببا في ما شهدته البلد من تداعيات توجت بالانقلاب والحرب وما أنتجته من دمار وخراب وهدر للدماء وإزهاق للأرواح وانسدادات مستعصية تسببت في انهيار حقيقي لمنظومة الدولة شمل كل مجالات الحياة.
خواطر على هامش الحربين في اليمن وأوكرانيا

🖌 د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
1

ما سنتوقف أمامه في الحلقات التالية، ليس مقارنة بين الحربين في اليمن وأوكرانيا، لا من حيث الأسباب والخلفيات ولا من حيث المسارات والوتائر ولا من حيث التأثيرات والنتائج، ببساطة لأنه لا يمكن المقارنة بين تلك الجوانب، حيث لا يجمع بين الحربين سوى عنصرٍ واحدٍ هو أن كلاً منهما حرب، أما ما عدا ذلك فالحربان تختلفان في كل شيء، وهذا ما سنحاول تبيانه من خلال مجموعة الخواطر التالية.

2

منذ بداية الأزمة حول أوكراينا حرض الإعلام الغربي ومن ورائه معاهد الدراسات وأجهزة المخابرات ومراكز صنع السياسات وكل حكومات حلف شمال الأطلسي (NATO) وقادة دوله على حصر المسألة وكأنها مجرد اعتداء روسي على أوكرانيا دون التعرض للخلفيات والتعقيدات والأسباب التي أوصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليها.

فكل هذا الإعلام لا يتحدث عن تمدد الأطلسي شرقاً وانتشاره في أكثر من عشر دول كانت ذات يوم أعضاء في حلف "وارسو" المضاد للأطلسي، ولا عن التهديد الذي يشكله هذا التمدد لروسيا وأمنها وسيادتها على أراضيها، ولا عن اتفاقية مينيسك التي تتضمن شروطاً ملزمة على طرفيها (روسيا وأوكراينا) منها شرط بقاء أوكرانيا على موقف الحياد من الصراع الأطلسي-الروسي وعدم التورط في أي تحالفات تهدد المصالح الروسية.

ولذلك لا نستغرب من هذه الصورة الأحادية التي تصبغ الرأي العام الغربي التي تقوم على شيطنة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين ومحاولة تصويره على أنه هتلر الجديد ودعوة بعض النواب والساسة الغربيين إلى التطوع لقتله.

3

لست ميالا إلى تأييد أي طرف من الأطراف المتحاربة في أية حرب، لأن الحرب وحدها وبال على المشتركين فيها وعلى الشعوب التي تخاض على أرضها وبأبنائها، وأحيانا تصنع وبالاً إضافياً لبلدان لا علاقة لها بالحرب.

لكن الكثير من الحالات تجعل الحرب خياراً إجبارياً لا مناص منه وبديلاً أقل كلفة من عدم الحرب، وهذا الموضوع لن نتوقف عنده الآن.

كما أنني لست معجباً بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لأنه مجرد صنيعة غربية صنعتها مخابرات ال"سي آي أيه" و"الموساد"، وقد قبل على بلاده أن تكون ساحة حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في نهجه التوسعي باتجاه محاصرة روسيا وإجبارها على التخلي عن مساعيها لاستعادة عافيتها الاقتصادية والسياسية واسترجاع دورها الريادي على الصعيد العالمي.

السؤال هو ما سر الصمود العجيب الذي أبداه الجيش والشعب الأوكرانيين في مواجهة واحد من أقوى الجيوش على مستوى العالم؟

ولماذا انهزمت شرعية الجمهورية اليمنية بجيوشها وفرقها المدرعة وأجهزة أمنها المتعددة الأسماء والوظائف أمام جماعة من المقاتلين البدائيين الذين لا يملكون من خبرة إدارة الدول وقيادة الجيوش سوى إطلاق النار وتدمير المنشآت وزراعة الألغام؟

ذلك ما سنتناوله في الوقفات القادمة.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
اخبار الوطن ملك الجميع
خواطر على هامش الحربين في اليمن وأوكرانيا 🖌 د. #عيدروس_نصر http://telegram.me/watYm 1 ما سنتوقف أمامه في الحلقات التالية، ليس مقارنة بين الحربين في اليمن وأوكرانيا، لا من حيث الأسباب والخلفيات ولا من حيث المسارات والوتائر…
خواطر على هامش الحرب في اليمن وأوكرانيا

🖌 د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
4

كل الذين عاصروا زمن الاتحاد السوفييتي ومراحل الحرب الباردة وما سبقها وما واكبها من صراع المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي إلى ما قبل وما بعد هزيمة النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية، يعلمون أن القوات المسلحة الأوكرانية لم تكن سوى جزءٍ من الجيش الأحمر السوفييتي ذي التاريخ العريق في حروب هزيمة النازية والفاشية وفي حماية جمهوريات الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية بعد تحريرها من النازية.

وبالتالي فالحرب اليوم هي حرب بين جيشين كانا ذات يوم جيشاً واحداً مع الإقرار بالافتراق الذي جرى من حيث تطور التكنولوجيا العسكرية وتوارث الأجيال في الجيشين والشحن القومي والشوفيني الذي رافق ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي واستقلال الجمهوريات السوفييتية السابقة ومنها أوكرانيا وذلك واحدٌ من تعقيدات الحرب الراهنة التي تغيب عن اعتبار الكثير من المحللين والمتابعين.

5

والآن نعود إلى السؤال:

لماذا صمدت أوكرانيا وشعبها قليل السكان وجيشها ضعيف العدة والعتاد نسبيا أمام واحد من أعظم جيوش العالم وأكثرها كفاءةً وخبرة وأقواها عقيدة قتالية، ولماذا هزمت الشرعية اليمنية بجيوشها وفيالقها وأجهزتها الأمنية متعددة الأسماء والوظائف أمام مجموعة من الصبية المقاتلين الذين لا علاقة لهم بفن العسكرة وعلومها سوى أنهم يجيدون القتال والقتل؟

6

قلت في خاطرة سابقة إنني لا أميل إلى تقدير شخص الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ولست معجبا به على الإطلاق وأوضحت السبب، لكن هناك أمر لا بد من الإقرار به عند هذا الرجل، وهو أنه قد لا يكون عسكريا ولا مقاتلاً محترفاً، لكنه أبى أن يغادر أوكرانيا رغم العروض التي قدمت له من أكثر من دولة أوروبية لضمان تأمين مغادرته كييف وأوكرانيا، وقرر البقاء وسط شعبه وفي قيادة جيشه.

وقد خلق قراره هذا وإطلالاته المتلفزة اليومية وأحيانا أكثر من مرة في اليوم الواحد، خلق روحاً معنوية عالية لدى الشعب والجيش الأوكرانيين.

بينما فرَّ قادة اليمن وتجربة بعضهم العسكرية تتجازو نصف القرن، فرَّوا هاربين قبل أن تبدأ الحرب وقبل أن يعلن الحوثي انقلابه وقصة طريقة هروب كل واحد منهم معروفة للجميع.

وهذا هو الفرق بين المعنوية التي يصنعها صمود قائد البلاد (سيئا كان أم جيداً ) والهروب الجماعي لقادة البلد الذي يخلق الإحباط واليأس وفي أقل الحالات اللامبالاة لدى عامة الشعب ومعهم الجيش (إن كان هناك جيش في الأصل).

إذ كيف تطلب من شعب أن يقاوم ويتطوع للفداء والدفاع عن الوطن وأنت القائد فررت هاربا لتعيش في منتجع لا تلامس فيه الشمس بدنك إلا عندما تمارس هذا كنوع من الاستجمام والترفيه أو عند نصيحة الطبيب لك للتخلص من البكتيريا التي تتولد في جسمك نتيجة لجلوسك الدائم تحت مكيف الفندق.

وباختصار.. لقد بقي الرئيس الضعيف أمام الجيش الروسي الجرار وهرب القادة الأقوياء الشرعيون من مواجهة الانقلابيين الضعفاء وتلك هي المفارقة الغرائبية عند مقارنة الحربين ببعضهما.

وللحديث بقية.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
مؤتمر الرياض2.. معطيات جديدة!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #عيدروس_نصر
تلقيت يوم أمس دعوةً للمشاركة في أعمال مؤتمر الرياض2 الذي من المفترض أن يبدأ أعماله الثلاثاء 29 مارس 2022م، والدعوة مرسلة لي عبر الأخ أمين زهرة مدير مكتب الأخ رئيس مجلس النواب.

وبعد تروٍ ودراسة فوائد الرفض والقبول للدعوة فقد قررت قبول هذه الدعوة، الموجهة أساسا من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.

كنت منذ البداية قد عبرت عن مجموعة من الآراء والتصورات والمقترحات حول متطلبات نجاح المؤتمر، لكن مقاطعة الحوثيين واختيارهم حوار الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بديلا عن حوار الأفكار واللغة والعقل قد خلق معطيات جديدة تقتضي إعادة صياغة الهدف الرئيسي من المؤتمر، وهو تقييم التجربة الماضية للتعامل مع الانقلاب والانقلابيين خلال سبع سنواتٍ كاملةٍ، واقتلاع أسباب الإخفاق والبحث عن عناصر إضافية لنجاح عاصفة الحزم وإلحاق الهزيمة النهائية بالمشروع الحوثي تماماً مثلما هزمه الجنوبيون في أقل من مائة يوم.

هذا الكلام عبرت عنه وسأظل أتمسك به سواءً دعيتُ لحضور المؤتمر أم لم أُدعَ حضرتُ أم لم أحضر.

وهنا سأكرر ما قلته مراراً وهو أن الجماعة الانقلابية الحوثية بما حققته من (نجاحات وهمية)، أعني هنا استمرارها في السيطرة على مساحة الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) وما تمارسه من سياسات قمعية واستبدادية تجاه مواطني المناطق التي تهيمن عليها، وما تمثله من تهديد لبلدان الجوار وللأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم، لم تحقق كل هذا بفضل تفوقها لا الأخلاقي ولا العسكري ولا المادي ولا السياسي ولا حتى العقائدي.

فالجماعة تتكئ على مجموعة من المنطلقات الخرافية مصحوبة بوهم القوة والصلف والبطش المفرط مع كل الشعب الشقيق في الشمال، والاستهتار بالمعايير والقيم والأعراف المحلية والعربية وحتى المبادرات الإقليمية والدولية.

إن التفوق (الوهمي) للجماعة الحوثية يأتي نتيجة لمساوئ الطرف الذي يقول إنه يواجهها، وأقصد هنا السلطة الشرعية وخاطفيها.

فالشريحة المهيمنة على الشرعية، والتي أسميها دائما بـ"خاطفي الشرعية" هذه الشريحة لا تقل سوءًا عن الجماعة الحوثية، لا بالسمعة غير الحسنة، ولا بالتاريخ المملوء بالمساوئ، ولا بالفساد في الماضي والحاضر ولا بسوء الإدارة ولا بغياب أي مشروع يمكن أن يعبر عن تطلعات الشعب الشمالي.

ومن هنا فإن الشعب الذي يقف حائراً بين خيارين كل منهما أسوأ من الآخر يبقى بعيداً عن الخيارين، لكن الجماعة الحوثية تلجأ إلى سياسة الإكراه والقسر والاستقواء لإجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى الجبهات دونما أدنى مبالاة بمصير الأطفال والشباب الذين يحشدون إلى الجبهات بلا أي خبرة أو تأهيل ولا حتى وسائل الدفاع عن النفس.

وبعيداً عن الإطالة والاسترسال في التفاصيل فإن الورطة التي تمر بها اليمن وما يسميه البعض بـ"فشل التحالف العربي" لا يكمن في قوة الحوثيين ولكن في نوع الحلفاء المحليين الذين اختارهم الأشقاء في دول التحالف لمواجهة المشروع الحوثي.

فمعظم هؤلاءِ (الحلفاء) هم أقرب إلى المشروع الإيراني وإلى الحوثيين منهم إلى الشعب اليمني أو إلى التحالف العربي.

ولذلك فكل ما أنجزوه هو تسليم الحوثيين المناطق التي حررها أهلها في كل من البيضاء والجوف ومأرب ونهم وغيرها، ومحاربة الجنوب الذي تحرر من الغزو والانقلاب في أقل من مائة يوم.

وفي هذا السياق أعود لتأكيد مجموعة من الحقائق التي طالما تعرضنا لها:

1. لقد برهنت كل المحاولات والمبادرات والاجتهادات التي استهدفت حل الأزمة اليمنية بمعزل عن القضية الجنوبية، فشلها ووصولها إلى الطريق المسدود لأنها أهملت قضية جوهرية وجذرية وواقعية وعادلة.

ولنا في المبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء وحتى القرارات الأممية وأخيرا اتفاق الرياض، لنا فيها خير دليل.

فبعد كل هذه المحاولات والمبادرات، أو ما يسميها البعض بــ"المرجعيات"، لا توقفت الحروب ولا عرف البلد استقراراً، ولا خرج من المآزق التاريخية الذي أدخلته فيه حرب 1994م وتبعاتها البغيضة، ولا استعاد الشعب لحمته ولا عادت الشرعية إلى العاصمة صنعاء، ولا استعيدت الدولة ولا حصل أي حد أدنى من التوافق الوطني ناهيك عن الدمار والخراب والمجاعة والفقر والتضخم واتجاه البلاد نحو الانهيار الشامل.

2. ومن هنا فإن أي حلول او مبادرات أو مقترحات تحاول إخراج اليمن من وضعها المأساوي، دون حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرتضيه الشعب الجنوبي بأغلبيته الساحقة، تظل محاولاتٍ محكوماً عليها بالفشل، مهما صدقت النوايا ومهما توافق المتوافقون، دون أخذ موقف وحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته كاملة السيادة على أرضه بعد الفشل التاريخي لتجربة الوحدة في حرب العام 1994م وتحويل الجنوب إلى غنيمة حرب بيد المنتصرين في هذه الحرب البغيضة.
الأزمة اليمنية والمستحيلات الأربعة!!

🖌 د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
تتعقد الأزمة اليمنية وتدخل في مجاهيل عديدة بسبب غياب العقلانية السياسية لدى الأطراف  المتصارعة وتمترس كل طرف وراء مشروعه حتى بعد أن أثبتت الأيام أن كل هذه المشاريع، عقيمة وشائخة وفي طريقها إلى الزوال والاضمحلال.
في هذه الظرفية التاريخية المعقدة، وفي ظل الفشل السياسي الكامل لكل أطراف العملية السياسية في اليمن، ومن خلال قراءة سريعة للمشهد السياسي، يمكن لكل متابع حصيف أن يقرأ عدداً من المستحيلات تفرض نفسها على كل الأطراف السياسية التي لا تقرأ المعطيات ولم تتعلم من فشل ستين سنة من الصراع والتنابذ والإلغاء المتواصل لكل مخالف ومحاولات ادعاء "بناء الدولة الحديثة" بأدوات وعقليات قديمة ومتآكلة وخائبة.
لن أسترسل طويلا في استعراض اللوحة السياسية الشائكة في اليمن، لكن ما يمكن تأكيده هنا هو أن كل الأطراف التي تتخفى وراء مفردات "الوطن" و"الشعب" و"الدولة" و"الجمهورية" و"الوحدة" و"التنمية" وغيرها من المفردات الفضفاضة، قد اشتركت جميعها في تدمير الوطن وتمزيق الشعب ووتفكيك الوحدة وبيع الجمهورية والقضاء على الدولة ووأد التنمية ولم تتذكر هذه المفردات إلا عندما وجدت نفسها معزولةً خارج المعادلة السياسية ومنبوذةً من قبل الشعب كله، سواء تلك التي في السلطة وتتمترس وراء القوة والبطش، أو تلك الهاربة التي تبحث عن غطاء سياسي تتدثر به لتدعي أنها هي الوطن والشعب والدولة.
وعودةً إلى المستحيلات البارزة على الساحة يمكن الإشارة إلى المستحيلات الأربعة التالية:
1. المستحيل الأول: استمرار الجماعة الحوثية في الهيمنة على مساحة وسكان الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) بمناهجيتها الراهنة، سواء القائمة على القناعة الذاتية الخرقاء لدى قادتها أو تلك التي يمليها عليهم الولي الفقيه من طهران، هذا في الشمال، ناهيك عن الجنوب الذي تلقن فيها الحوثيون وحلفاؤهم دروسا قاسية في الهزيمة التي لا أتصور أنهم سينسونها بسهولة.
2. المستحيل الثاني: القضاء على الجماعة الحوثية واستئصالها من الوجود، فالجماعة لم تظهر في 2004م عندما ظهر حسين بدر الدين الحوثي ومزّق شهادة الدكتوراة في العلوم الدينية التي حصل عليها من إحدى الجامعات السودانية ليعتنق مبادئ الشيعة الأثني عشرية، ومنها مبدأ ولاية الفقيه الذي جاء به الإمام الخميني في العام 1979م، ولا حتى مطلع الثمانينات عند تأسيس جماعة الشباب المؤمن، بل إن الدولة العميقة لهذه الجماعة كانت مرافقة للجمهورية العربية اليمنية منذ قيامها عام 1962م وظلت مختبئة تحت جلبابها حتى توفرت لها الظروف والمناخات الملائمة لتستعيد نَفَسَها.
 ففشل ثورة سبتمبر في بناء دولة مدنية بديلة عن الملكية الكهنوتية، لم يلغ العقلية الإمامية والعشائرية ونظرية التميز والاصطفاء الإلهي من العقل والفكر والثقافة الشماليتين، بل ظلتا كامنتين حتى حان وقت انبعاثهما من جديد.
وسيطول الحديث عن هذه القضية دون إهمال أو تجاهل الأدوار العظيمة لقوى الحداثة الفكرية والسياسية في الجمهورية العربية اليمنية، لكن استسلام غالبية الشعب الشمالي للجماعة الحوثية ومحدودية مقاومتها وحشد مئات الآلاف من المقاتلين للدفاع عن مشروعها يكشف أن الجمهورية لم تنجح في بناء الوعي الوطني المدني الحداثي المجتمعي الجمهوري الحقيقي.
3. المستحيل الثالث: عودة الشرعية إلى صنعاء بتركيبتها وثقافة قياداتها الراهنة القائمة على وراثة المشروع الفاشل -مشروع الاستحواذ والهيمنة والجشع والعشوائية والسلب والنهب والعائلية والجهوية وإلغاء الآخر وتخوينه وتتفيهه وتكفيره.
 فهذه العقلية وهذه الثقافة لا تبنيان دولة ولا تحرران أرضا ولا تقيمان نظاما، وهذه الشرعية لا تختلف عن شرعية "عفاش" ولا عن شرعية هادي وعلي محسن، ولا عن الجماعة الحوثية إلا بالتمظهر بالمدنية والتظاهر بالتحضر الزائف لاستدرار عطف المحيطين الإقليمي والدولي.
 وليس أدل على ذلك من حرب 8 سنوات كانت حصيلتها تسليم أكثر من 90% من أراضي الجمهورية العربية اليمنية، للجماعة الحوثية واضمحلال كل أشكال حضور دولة (الشرعية) من الجيش والأمن والإدارة إلى الخدمات والمرتبات الشهرية للموظفين والمتقاعدين.
4. المستحيل الرابع: وهو إعادة الحياة إلى مسمى (الوحدة اليمنية) وهو لب موضوعنا هنا.
لكننا سنتوقف عنده في الجزء الثاني من هذا الحديث.
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
هذا هو ما حذرنا منه!!

د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
كنت قد قلت في منشورٍ سابق أن تكليف معين عبد الملك لرئاسة خلية الأزمة للبحث في حل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد يشبه تكليف طبيب مصاب بمرض معدٍ قاتل لمعالجة مرضى الحميات والنزلات الموسمية.

ولم يمضِ أسبوعٌ حتى تصرف الطبيب المريض لنقل عدوى إصابته إلى سائر أفراد المجتمع. 

لقد اتخذت الحكومة قرارها الأحمق برفع سعر الدولار الجمركي بواقع 50% ما سيعني أن كل السلع المستوردة، وحتى غير المستوردة (ومعظم ما نستهلكه مستورد) ستشهد ارتفاعاً في أسعارها فوق الأسعار المرتفعة أصلاً والتي بسبب ارتفاع اسعارها أصبح معها غالبية الشعب يحذف من قائمة استهلاكه الكثير من السلع الضرورية، وبالتالي فالحصيلة لهذه السياسات الخرقاء هي ارتفاع اعداد ضحايا المجاعة والإفقار وفقر الدم وسوء التغذية.

في كل دول العالم التي تمر بنصف أو حتى ربع الأزمة التي تمر بها بلادنا، وتشكل فيها خلايا أزمة يكون أول إجراء تنخذه هذه الخلية كشف المتسببين في الأزمة، سواء بفشلهم وسوء ادائهم لوظائفهم او لانغماسهم في موبقات الفساد والعبث بالمال العام، ثم رسم خطة تقشفية لخفض النفقات إلى حدها الأدنى ورفع الإيرادات إلى أعلى حد ممكن.

وبمناسبة الحديث عن رفع الإيرادات فإن الأمر هنا يتعلق بتحسين عائدات الموارد الطبيعية والاستثمارية، كالزراعة، الاسماك، الثروات المعدنية، الإنتاج الصناعي والسياحة وغيرها من الموارد التي ترفع معدل الدخل الوطني ولا تشكل أعباءً إضافية على كاهل المواطنين.

لكن صاحبنا وحكومته المشلولة لا يمتلكون المؤهل الذي يجعلهم يرسمون سياسات انقاذية فاختاروا الحائط المنخفض سهل التسلق والقفز عليه وهو المواطن.

معين عبد الملك وحكومته تصرفوا كالطبيب الأحمق الذي جاءه مريضٌ على وشك الموت فأعطاه الجرعة القاتلة التي تضمن أن لا يبيت إلا في المقبرة، وهذا ما حذرنا منه.

لا أحد يطلب من مجلس القيادة الرئاسي معجزة، المطلوب فقط هو إقالة رئيس الحكومة وحكومته وإحالتهم جميعا للتحقيق، والقبض على من تثبت إدانته بجرائم الفساد أو التخاذل في أداء مهماته أو التخادم مع الجماعة الحوثية وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، وليس تكليف الفاشلين بمعالجة أسباب الفشل.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
التسوية السياسية وأسئلتها المفخخة!!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #عيدروس_نصر

من الواضح أن مسألة التسوية السياسية في الحرب اليمنية غدت على الأبواب وأن ما تبقى أمام المعنيين بها هو الرد على الأسئلة المتصلة بالتفاصيل.

وهذا ما سنتوقف عنده في هذه الوقفة، لكن قبلها نشير إلى حقيقة هامة تتصل بهذه الحرب وهي أنه لم يعد هناك أحدٌ أو طرفٌ من أطراف النزاع لا يرغب في التسوية، وأن الاختلافات يمكن أن تتعلق ببعض العناوين والتفاصيل والحصص من الربح والخسارة.

لا شك أن حالة التكتم التي يجري من خلالها الحديث عن التسوية، وفلسفة التسريبات الجزئية تطرح من الأسئلة حول تفاصيل التسوية، أكثر مما تقدم من الإجابات، وأهم هذه الأسئلة يمكن أن تتركز في الآتي:

- من هما طرفا أو من هي أطراف التسوية؟

- من الذي سيتحمل أعباء صرف مرتبات قوات وموظفي سلطة صنعاء، (الجماعة الحوثية) التي يدور الحديث عنها في إطار التسريبات؟

- ماذا عن مرتبات ومستحقات الموظفين الجنوبيين؟

- ما مصير سلطات الشرعية وأين موقعها من المعادلة السياسية الراهنة والمستقبلية ومن التسوية السياسية عموماً؟

- ماذا عن القضية الجنوبية واستحقاقاتها؟

وسنرجئ بقية الأسئلة لتناولة لاحقة.

التسريبات المنتشرة هنا وهناك تقول إن التسوية التي يدور الحديث عنها ستتم بين طرفين: هما المملكة العربية السعودية والجماعة الحوثية، وما يرجح هذا القول هو عدم وجود أي موقف للسلطة الشرعية لا رسميا ولا حتى غير رسمي، كالتسريبات التي تلجأ إليها بعض القوى والأطراف والسلطات الرسمية لجس النبض واختبار ردود الأفعال، حينما لا ترغب في البوح بما تنوي أن تقدم عليه من قرارات ومواقف.

وضمنا لم نسمع من مصدر رسمي عن موقف ورأي المجلس الانتقالي ممثل الجنوب في السلطة الشرعية.

هذه الفرضية تقودنا إلى البحث في السؤال الثاني، المتعلق بــ"من سيتحمل أعباء دفع المرتبات التي يقال إنها ستدفع بموجب كشوف وبيانات 2014م.، ثم من هم الموظفون المقصودون بهذا الاستحقاق؟

ولأي مدى سيدفع هذا الاستحقاق، خصوصا وأن بعض القطاعات لم يتسلموا مستحقاتهم من سنوات؟ وحتى متى يستمر هذا الدفع؟

يتوقع البعض أن المملكة وربما دول التحالف هي من سيتحمل تكاليف دفع المرتبات للموظفين المدنيين والعسكريين، وما يرجح صوابية هذا التوقع هو أن الشرعية اليمنية ليست طرفا في اتفاق التسوية، ويقيننا أن الشقيقة السعودية لا توقع اتفاقات نيابةً عن أحد أو في غيابه.
ولو كانت السلطة الشرعية ممثلة في النقاشات التي دارت أو حتى موافقةً عليها دون مشاركة لكانت أصدرت بيانا أو تصريحا أو حتى تسريبا يدل على هذا الموقف.

أما فرضيات أن هذه المبالغ سيتم تغطيتها من عائدات مبيعات النفط الجنوبي فإنها فرضية مستبعدة لعدة أسباب، أهمها كما قلنا، غياب الطرف الجنوبي وكذا غياب الشرعية كاملة عن اتفاق التسوية.

نحن نعلم كما يعلم الجميع أن النفط الجنوبي ما يزال منهوباً من قبل جماعة 1994م، لكن هناك فرق بين ما ينهب نتيجة لحرب عدوانية كان النهب جزءًا أصيلا فيها، وبين تسليم المكافآت للقتلة ومن دمروا دولة الجنوب ومدنها ومنشآتها وقتلوا أهلها، تسليمهم كل هذا باتفاق معلن.
وبعبارة أخرى: إن ثروات الجنوب منهوبة، بالاغتصاب وبدون اتفاق، أما أن توقع معهم اتفاقا على الاستيلاء على ثروات بلادك فهذا ما يخلو من أي اعتبار منطقي.

بقيت الإشارة إلى أنه سيكون من غير المنطقي أن تتقاضى الجماعة الحوثية مكافآت على جرائمها وتبقى القوى الوظيفية الجنوبية من مدنيين وعسكريين بدون مرتبات، وهو ما يعني أن كل القوى الوظيفية العسكرية والأمنية والمدنية في الشمال والجنوب سيحصل أفرادها  على مستحقاتهم كاملةً.

مع العلم أن الجنوب ظل شبه مغيبٍ عن كشوف وبيانات ما قبل 2014م حينما كان المتحكم في كل الوظائف والمراكز القيادية والوسطى وحتى الدنيا هم أنصار حربي 1994م و2015م، وهو ما يثير موجة من السخط بين أوساط المدنيين والعسكريين الجنوبيين الذين لم يتم استيعابهم إلا بعد العام 2015م بفعل فلسفة الإقصاء التي ظلت متبعة في التعامل مع الجنوبيين طوال سنوات ما بعد 1994م.

ويبقى السؤال الأهم: ما مصير الشرعية في ظل ما يجري الحديث عنه من تسوية أو اتفاق هدنة؟
↓↓↓
أحمد القنع في ذمة الله

د. #عيدروس_نصر
http://telegram.me/watYm
توفى اليوم الأحد 19 مارس 2023م في صنعاء الناشط في الحراك الجنوبي أحمد القنع الذي عينته حكومة الجماعة الحوثية وزيرا للدولة في تشكيلتها بعيد الانقلاب في 2014م.

أحمد القنع من أبناء محافظتي الجميلة والحبيبة إلى قلبي، محافظة أبين مديرية لودر، وقد برز اسمه في فترة ثورة الحراك السلمي الجنوبي منذ العام 2007م وكان في الغالب هو العريف الإعلامي للفعاليات المهرجانية السلمية.

وأتذكر أننا أقمنا مهرجاناً احتجاجياً في عاصمة محافظة أبين زنجبار، كنت أنا وأحد الزملاء قادمين من صنعاء وآخرين من الحاضرين فيها وكان المرحوم القنع هو من قدم المهرجان والمتحدثين الرئيسيين أحسن تقديم.

وقد أسهم الفقيد في إذكاء الروح الاحتجاجية المعارضة حيثما كان له حضوره من عدن إلى ردفان ومن لودر ومودية إلى عتق ورصد وكل ساحات الجنوب. 

تعرض الفقيد للاعتقال عدة مرات على أيدي أجهزة الأمن الرسمية لسلطة 7/يوليو.

ومما أتذكر أنني زرته وكان معه الفقيد الناشط الحراكي الرائع والشاعر المبدع الفقيد أحمد القمع، وسبحان الذي يجعل الصدفة تجمع بين صاحبي اسمين متشابهين يتشابهان في الموقف والهدف والمصير والقضية ولو لفترة من الزمن.

في سجن جعار بأبين قال لي الفقيد الشاعر القمع:

لا تواسونا ولا تشفقوا علينا، بل واسوا الشعب الجنوبي الذي يكتوي بنيران الاحتلال والقمع والتنكيل واشفقوا عليه واعملوا من أجل إنقاذه.

وقال لي زميله أحمد القنع: لن نتراجع عن قضية شعبنا حتى لو اعتُقِلنا كل عمرنا.

شارك الفقيد القنع في مؤتمر حوار (صنعاء 2012- 2013) ضمن وفد مؤتمر شعب الجنوب برئاسة المناضل محمد علي أحمد وأحمد بن فريد الصريمة، وسارت التطورات بعد ذلك كما يعرفها الجميع.

حتى اللحظة لم تصدر جماعة الحوثي أي بيان يكشف ملابسات وفاة الفقيد أحمد القنع -عليه رحمة الله.

وشخصيا ما زلت أؤمن أن كل الوزراء والقادة الجنوبيين عند جماعة الحوثي هم أشبه بالرهائن فقط، تحتجزهم الجماعة لتبتزهم وتبتز بهم العالم، في محاولة برهنتها على أنها تمثل الجنوب مثلما تمثل الشمال، وتلك فرية يسهل تنفيذها من قبل أقل العارفين بخفايا هذه الجماعة العنصرية السلالية.

إنني اتهم الجماعة الحوثية بالوقوف وراء وفاة الأخ أحمد القنع حتى تبرهن براءتها من هذه التهمة، خصوصا وقد كشف نشطاء حوثيون أن هذه الجماعة هي من أمرت بتصفية أبرز قياداتها المدنية من عبد الكريم الخيواني وعبد الكريم جدبان إلى الأستاذين الجامعيين د. محمد عبد الملك المتوكل ود. أحمد شرف الدين بسبب مواقفهم الداعية إلى قيام دولة مدنية يحكمها النظام والقانون.

أسأل الله أن يرحم الفقيد أحمد القنع وأن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته.

أصدق التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأولاده وأهله وذويه وجميع محبيه في لودر وأبين وكل الجنوب.

"إنا لله وإنا إليه راجعون".

اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm
لماذا تكرهون الشماليين؟

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #عيدروس_نصر

هذا السؤال طالما واجهته من الكثير من الأشخاص، بعضهم وهم قليلون ليس بيني وينهم سابق معرفة وأغلبهم زملاء تشاركنا معاً الفعاليات البرلمانية خلال الفترة 2003- 2010م وكثيرون كنا معاً في الفعاليات الاحتجاجية ما قبل ثورة الشباب السلمية وحتى ما قبل ثورة الحراك السلمي الجنوبي، وأثناء الاعتصامات أمام مجلس الوزراء وأمام بوابة مجلس النواب بصنعاء.

قد يبدو السؤال ساذجاً وسطحياً، لكنه في الحقيقة مصنوع بإتقان من قبل مطابخَ متخصصةٍ في تشويه الحقائق وتسطيح الوقائع وإفراغ القضايا الجادَّة من مضامينها الواقعية والعادلة في الغالب الأعم.

يحاول مصممو هذا السؤال أن يشوهوا الصراع على الساحة الجنوبية على أنه صراع بين المواطنين الجنوبيين والمواطنين الشماليين، لا بل على أنه كراهية من قبل أبناء الجنوب للمواطنين الشماليين، مع أنه حتى المبتدئين في فهم أبجديات السياسة يدركون أن الأمر بخلاف ذلك كليةً وأن خلفياته وأبعاده لا علاقة لها بالحب والكراهية بين الشعبين.

في إطار مناقشاتي مع هؤلاء الزملاء (وغير الزملاء) راح الكثير منهم يوردون لي أمثلة متفرقة من هناك من تلك الأقاويل والمنشورات والتغريدات المملوءة بالأخطاء الإملائية واللغوية والتي يكتبها أصحاب أسماء مستعارة يقولون إنهم جنوبيون، ويشتمون فيها ويتهكمون على الشمال والشماليين.

وعموماً وفي ظل حُمَّى التسطيح والتشويه  والتجريف المعرفي والثقافي لمضمون المشكلة في اليمن والقضية الجنوبية على وجه الخصوص ينبغي التأكيد على الحقائق التالية:

1. لقد عرف الشعبان في جنوب اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وشماله (الجمهورية العربية اليمنية) علاقات حميمة وأخوية كانت تتجسد حتى في لحظات ذروة الصراعات السياسية بين النظامين،  وهو ما يؤكد أن الشعب الجنوبي لا يضمر حقداً ولا ضغينةً تجاه الشعب الشمالي الشقيق.

وأعتقد أن غالبية الشعب الشمالي لها نفس الموقف ونفس السلوك ما عدا ضحايا التضليل السياسي وخداع وسائل الإعلام الرسمية والأيديولوجية من أنصاف الجهلة والأميين ومعهم أصحاب المصالح غير المشروعة وهم أقلية، لكنهم ظلوا على الدوام وما يزالون يهيمنون على صناعة القرار السياسي في السلطات الحاكمة في صنعاء.

2. إن الموقف الساخط للغالبية الجنوبية تجاه النظام السياسي لما بعد حرب 1994م، ومن ثم الموقف من وحدة الحرب والضم والإلحاق، ليس موقفاً من الشعب الشمالي ولا تجاه المواطنين الشماليين لمجرد أنهم شماليون، لكنه موقفٌ من النظام السياسي الذي أنتجته تلك الحرب البغيضة، ومن السياسات العنصرية المقيتة التي اتبعها ذلك النظام تجاه كل ما هو جنوبي، بدءًا بالأرض والمؤسسات والنظام والقانون وانتهاء بالإنسان والتاريخ والهوية والثقافة وكلما يعبر عن حضور وحاضر ومستقبل الجنوب، حتى ولو في إطار الدولة اليمنية (المفترضة).

ومن يعتبر الكراهية لهذا النظام كراهيةً له فإنما يقدم نفسه على أنه جزءٌ من هذا النظام ومعبرٌ عنه وبالتالي فهو يتحمل كل ما يعتقد أن الجنوبيين يبدون تجاهه من كراهية.

3. إن المواقف والتعبيرات المتنطعة والمتهورة الصادرة من بعض الأفراد سواءٌ جاءت تحت أسماء مستعارة أو حتى  أسماء حقيقية، إنما تعبر عن أصحابها، ولا يمكن اعتبارها تصدر عن طرف سياسي بعينه، ناهيك عن أن تصدر عن شعب بكامله.

4. وتبعاً لذلك فإن الأطراف السياسية الجنوبية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي ليست مسؤولة عن كل ما يصدر عن الأفراد والجماعات من مواقف وتصريحات، حتى وإن بدت مؤيدة لهذا الطرف السياسي الجنوبي أو ذاك، وإن لكل من هذه الأطراف منابر رسمية ومتحدثين رسميين هم من يعبر عن مواقفها وسياساتها وما عدا ذلك لا مسؤولية لهذه الأطراف عما يصدر على مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة كانتشار الجراد.

5. ويعتقد الكثير من الخبراء السياسيين والإعلاميين أن الكثير من المواقف المشبوهة والمتنطعة الصادرة بأسماء جنوبية مستعارة في الغالب، والتي تلاقي إعجاباً كبيراً من قبل بعض المواقع والإعلاميين المدافعين عن نتائج حرب 1994م، إنما يتم طبخها وصناعتها في معامل المراكز والأجهزة المخابراتية التي تحاول خلط الأوراق وتشويه الحقائق والتشهير بمضمون وعدالة القضية الجنوبية، وهي ظاهرة لازمت الثورة الجنوبية السلمية منذ انطلاقتها الأولى.
^^^^