اخبار الوطن ملك الجميع
1.39K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
#إتجــــــــاهــــــات 🔄 #وأراااااء……

يقولون إن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية؛ سيزيد من معاناة الإنسان اليمني، هذا صحيح؛ لكنهم لا يسألون : لماذا هو يعاني، ما السبب الجذري الذي جعل الإنسان اليمني يحتاج لمساعدة العالم . أليست الحرب التي فجرها الحوثي نفسه، أليس من المفترض أن يعالجوا جذور المشكلة؛ بدلًا من حماية أعراضها.

معاناة اليمني هي مجرد عرض من أعراض الكارثة الحوثية، لا يوجد شعب يشعر بالإرتياح لكونه عالة على الكوكب، ولا نريد من العالم أن يُطعمنا ثم يدافع عن المتسبب بتجويعنا، إن كان هذا العالم صادقًا في الوقوف معنا، فليضع حدًا لمآساتنا، يتصدى معنا لمن أشعل النار في بلادنا سرق قمحنا واستأثر بمصادر الثروة والسلطة لسلالته. وحين يساندنا لاستعادة دولتنا سوف نتدبر طعامنا ونقف مثل كل شعوب العالم لإدارة حياتنا كما نريد وبعرقنا وجهدنا.

إذا كان استمرار المساعدات الإنسانية يقتضي تبرئة الحوثي من صفة الإرهاب الذي يمارسه ضدنا، فما حاجتنا لها، في هذه الحالة، كان الخيار الأسهل لنا هو القبول بالحوثي والتوقف عن مقاومة إرهابه مع التسليم بحقه في حكمنا دون إرادة منا، عندها لا أظن الحوثي نفسه سيتردد عن إطعامنا ومنحنا ذات الفتات الذي يتصدق به العالم علينا.

جريفيثت هذا نموذج للموظف الآلي، أشبه بريبوت يتعامل مع القضية بطريقة تقنية متبلدة، مفصولة عن أسبابها، يحرس الجلاد تحت دعاوى الحرص على الضحايا من الموت، هو لا يحافظ على أرواح البشر هكذا؛ بل يستديم معاناتهم، ويتخذ من المآساة مبررًا لحماية صانعها.

مواقف الأمم المتحدة ومندوبها، هي أحد العوامل المركزية لتفسخ الحرب، تحجب الأسباب الأصلية للصراع ، تسهم في تمييع القضية وخفض درجة حماسة الناس لتحرير بلدانهم، بل وتعمل على تكريس عطالة الشعب لفترة طويلة.

كل الشعوب على مدار التأريخ خاضت حروبًا نزيهة، كانت الحروب مؤلمة لكنها واضحة وحاسمة، تنتهي بانتصار طرف وفرض الاستقرار واستعادة الشعب لحياته الهادئة، إلى أن ابتكر المجتمع الدولي، منصب" المندوب الأممي للسلام" إلا أن وظيفته ليست المساهمة بإيقاف الحرب، بل "تخنيث المعركة" فلا هو تركها حربًا ناجزة ولا تمكن من فرض سلام موثوق، بل يريدها معمعة مفتوحة، لا غالب فيها ولا مغلوب. هكذا أسهم العالم في تلويث الحرب والسلام معًا. وعند أي قرار أو موقف يقترب من محاصرة المشكلة من جذورها، كتصنيف الحوثي جماعة إرهابية، مثلا، يخرج علينا المندوب الأممي، يرتدي جلباب الإنسان ويذود عن المجرمين بدعوى الشفقة على ضحاياهم.

🖌 #محمد_المياحي

#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
اهتزت كل المسلمات في داخلي، باستثناء فبراير، أخر ما تبقى لي من اليقينيات الراسخة، إنه حلمنا الخالد بدولة لكل الناس، قدس الأقداس جميعها، دين المستقبل والجذوة التي لا ينطفئ نارها ونورها أبدًا..هذا الشتات الكبير الذي يعيش فيه الجميع اليوم ، يجدد إيماني بأن فبراير كانت مفتاح الحل، يذكرني بأن الأفق الجامع الذي فتحته، كان مخرجًا للجميع بما فيهم أولئك الذين تآمروا ضدها.

إنها اللحظة التي عرف فيها اليمني نفسه، الزمن الذي استعاد فيها الإنسان فاعليته واستطاع أن يزحزح جدار التأريخ ويدشن حقبة جديدة في مسار الحياة.
مهما كانت المآلات قاسية، يظل حلم فبراير هو اليقين الذي نستعصم به من الزيغ ونشتد حين نتذكره، الرهان الذي يمنعنا من الانهيار ويرمم آمالنا المتصدعة.

قبل الثورة ما كان أحد يتصور أن الشعوب قادرة على أن تخلخل الواقع المسدود وتبتدع طرق جديدة؛ لكنها فاجئت الجميع وفعلت، كانت الأنظمة تعتقد أنها قد امتلكت مصيرنا للأبد، فخيبنا أوهامها..ولعل أعظم ما فعلته تحركات الشعوب هو أنها أعادت مفهوم الثورة للواجهة، أثبتت إمكانية الفعل وأعادت للإنسان العربي حيويته وقدرته على المساهمة في صناعة أحداث الحياة الكبرى، بعد أن كاد لفظ الثورة أن يتحول لمفهوم متجمد في الكتب ومتحف التأريخ.

لسنا عاطفيين أو طوباويين محجوبين عن الواقع_مع أن عاطفة الثورة هي أنبل الدوافع البشرية وأعظم محركات الإنسان لصناعة واقع مختلف_نحن أصحاب حلم نبيل، ندرك جيدا واقعنا الكارثي ؛ لكن من قال أن هذه الكارثة هي وجه فبراير، من قال أنه وجه الحلم الذي خرجنا من أجله، كل هذا الخراب هو نتائج الثأر الذي دشنته القوى المناهضة لأحلامنا.

نحدق في واقعنا ونشعر بالآسى، ثم نتذكر فبراير ونستعيد ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على الفعل، فما يزال بإمكاننا فعل الكثير؛ لمدافعة البؤس المعمم وصناعة واقع بديل.

تعثرنا، ارتبكنا، أُدميت أحلامنا، كنا قليلي الخبرة والتجربة، خذلتنا القوى الهرمة التي شاركت في تنبي حلمنا؛ لكننا مع كل ذلك ما زلنا قادرين على لملمة صفوفنا، ترتيب رؤيتنا، مراجعة أخطاءنا، ثم معاودة التدفق ومواصلة المشوار..لم نناضل كي ننتصر فحسب؛ بل لأنه لا يوجد طريقة أخرى سوى النضال، وسواء انتصرت أو انكسرت فالنتيجة لا تخصم من طهارة الحلم ولا تشكك بضرورة النضال. وما عليك سوى مراكمة أدوات القوة والفعل ومواصلة الدرب الذي ابتديته وبطرق شتى.

لم نصل بعد لكننا لن نعود، لم نحقق نجاحًا كاملًا؛ لكننا لم نفشل أيضًا، لم نفشل ما دمنا متمسكين بحلمنا وما دام الأخرون الذين وقفوا ضدنا لم يتمكنوا من انجاز شيء يثبت فشلنا..فكل من صدّروا أنفسهم كبدائل مضادة للثورة، أكدوا لنا مرة أخرى فشلهم وزادونا إيمانًا بأنهم غير صالحين للمستقبل وبأن البديل الوحيد لمستقبل الأجيال هو نهج فبراير ومشروعها التحرري العظيم..فبراير الوطن الجامع والحلم المتسع للجميع.

هذا الواقع المر ليس نهاية التأريخ والحياة لم تنته بعد أو تتوقف.. نحن بخير ما لم نفقد إيماننا بالثورة، بالمحرك الأول بالدافع الذي جعلنا قادرين على الخروج وفتح دروب جديدة، نحن بخير ما لم نسلم مصيرنا للقتلة ونعود للنحيب في البيوت وإدانة أنفسنا، على ما ارتكبه الأخرين ضدنا..
وإذا حرفنا عبارة أثيرة لأديب ما سنقول: لا تحول ثورتك لمناحة وعزاء ؛ بل اعط جرحك وهج فارس وواصل الحلم والفعل والغناء.

🖌 #محمد_المياحي

#الوطن_ملك_الجميع
رابط القناة على تليجرام http://telegram.me/watYm
في السلم والحرب.. طباع الحوثي واحدة!!

🖌 #محمد_المياحي
http://telegram.me/watYm
ستضع الحرب أوزارها بطريقة أو بأخرى، هذا أمر بديهي لا يجادل فيه الكثير، غير أن السلام مُشكل لا يقل تعقيدًا عن الحرب ذاتها، بل إن الشروع بالسلام عملية أشد صعوبة من الولوج في الحرب، فالدخول في معركة لا يحتاج سوى قوة عمياء واستعدادًا للمغامرة، دونما تفكير كبير أو تريث لحسابات الربح والخسارة، وأي تدابير تتعلق بالحرب تأتي في خضم المعركة وبعد انطلاقها وليس سابقة لها كما هو الحال فيما يخص السلام.

بالنسبة للحوثي لا يبدو قرار شن الحرب أو استمرارها صعب عليه، كما أنها ليست خيارا اضطراريا في عرفه، بل قاعدة مركزية يتأسس بها وجوده ولهذا فهي سلوكًا شديد الالتصاق به، وكل ما سواها كالسلام مثلا خيارات ثانوية لا يفكر بها إلا كامتداد للحرب، أي أن السلام بالنسبة للحوثي طريقا فرعيًا يسلكها بغية قطاف الثمرة فحسب.

يعلم الحوثي أن الحرب لا يمكنها أن تستمر بلا نهاية، وعليه أن يواجه مطالب السلام اليوم أو غدا، وهو ليس مُغلق الباب تمامًا في هذا الجانب؛ لكن السلام الذي يريده الحوثي هو سلامًا يحقق به نفس الطموحات التي كان يهدف لها من خلال الحرب.

كان الحوثي يرغب بفرض نفسه كطرف مهيمن على الحياة السياسية في البلاد؛ لكن خصومه تصدوا له، ومنعوه من تحقيق هذه الغاية؛ أما هو فلم يتنازل عن غايته تماما، واصل المحاولة وما يزال، ليس بالحرب وحدها، بل حتى في تعاطيه مع مبادرات السلام يطرح شروطًا خلاصتها تتمثل في ضمان موقعه المتميز وكأن الحرب لم تقم، أو كأن ما عجز عن تحقيقه بالحرب يريد تأمينه بالسلام.

من يحاول قراءة الشروط التي يطرحها الحوثي كمطالب أولية حاسمة لقبوله بالمبادرة، يفهم مباشرة أن الجماعة ترغب بكسر كل القيود التي فرضتها عليها الحرب، وبذلك تعود الجماعة لوضعية شبيهة بوضعها بعد سيطرتها على العاصمة، أي انتهاء الحصار عليها وفتح المطارات والموانئ ووقف التدخل العسكري، وهذه أجواء تضمن لها استعادة وضعية مريحة للحركة ولا يضع بمقابل ذلك أي ضمانات تلجمها من أي خطوة منفلتة.

من الواضح أن تشدد جماعة الحوثي فيما يخص مطالبها بفتح مطار صنعاء دون قيد ولا شرط ومنحها كامل الصلاحيات بتسيير الرحلات دونما أي رقابة أو تفتيش من قبل التحالف والحكومة، هذا الشرط بالتحديد يُفهم منه أكثر من غاية: الأولى: تجريد الحكومة الشرعية من حقها السيادي في مراقبة الأجواء اليمنية والتحكم بمسارات الدخول والخروج، أو لنقل منازعتها شرعيتها في هذا الجانب.

ثانيًا: يتضح أن تشدد الحوثي في هذه النقطة أن الجماعة لا تضمر أي نوايا سلام حقيقية ولم تنضج لديها بعد أي قناعات مبدئية بضرورة اتاحة فرصة صادقة للسلام، فالجماعة وإن تذرعت بدوافع إنسانية؛ إلا أن الأهداف السياسية تظل حاضرة بقوة ووضوح.

أما اللافتة الإنسانية المرفوعة فلا أحد يختلف أنه من غير الجيد أن تكون ميدانا للمزايدة من أي جانب، لكن الحوثي يرفض أن تتحقق الدوافع الإنسانية بواسطة إشراف خصومه ويريد أن يحتكر هو رعايتها، أما لو كان صادقا أن غايته عزل المسار الإنساني عن المسار السياسي، فما هو المانع أن يُفتح مطار صنعاء وتمر الرحلات عن طريق نقاط تفتيش خاضعة لإشراف الشرعية والتحالف، ألا يعني هذا أن الحوثي نفسه هنا يزايد بالمجال الإنساني؛ كي يتخذ منه جلبابًا لبلوغ غاية ما سياسية وعسكرية خاصة به ولا علاقة لها بأي جانب إنساني.

في زمن الحرب يتذرع الحوثي بالضحايا ويتباكى باسمهم وفي زمن السلام يرفع لهجته عاليًا كمحاميًا عنهم، في الأولى يتجلى كمجرم وقح لا يكف عن المتاجرة بجراحهم، وفي الثانية يبدو كلص جاني، يتقلد الحديث باسم ضحاياه، ويواصل التذرع بهم للوصول لبغيته.. في السلم والحرب، لا يغير الحوثي طباعه مهما تغيرت مواضيع الحديث.

يريد الحوثي أن ينتزع أقصى مكاسب ممكنة من خصومه، دون أن يقدم مقابل ذلك أي تنازلات تلجم تحركاته على صعيد مراكمة القوة، أي أنه يريد تحرير قيوده؛ كي يتنقل بين بيروت وطهران ويعود بقدرة أكبر على لجم خصومه سواء في أي تسوية سارية أو تحسبا لأي دورة عنف قادمة.

#الخلاصة:
لا تختلف طبائع الحوثي في تعاطيه مع مقترحات السلام عن طباعه في التعامل مع الحرب، نحن إزاء جماعة يمثل التعنت سمة أساسية في سلوكها في كل ميدان، ولا شيء يحركها سوى دوافعها الخاصة ومصلحتها الذاتية، جماعة متحللة من أي كوابح أخلاقية أو التزامات سياسية مبدئية، ولهذا فأمر السلام كما أمر الحرب مرهون ببلوغ غايتها أو شعورها بتهديد حقيقي يدفعها للرضوخ سلما أو حربًا، ما عدا ذلك سيطول المشوار معها ولن يفضي لنتيجة مضمونة مهما بدت الأمور قابلة للحلحلة، فالعملية ستظل مكشوفة حتى لو تحركت قليلا للأمام، فالتعثر أقرب إليها من النجاح ما لم تكن الخطوات موثوقة منذ البداية.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
عن الحوبان وشارع جمال.. مقارنة بين سلطتين!!

🖌 #محمد_المياحي
http://telegram.me/watYm
'الحوبان' تحت سلطة الحوثي، 'الحوبان' آمنة، إذاً الحوثي ناجح في نموذج حكمه.

باقي مدينة تعز تحت سلطة الشرعية، المدينة تُعاني من الفوضى، إذاً الشرعية فاشلة في تقديم نموذج للحكم.

هذا النوع من المقارنات هو من أكثر التقييمات سطحية ومغالطة، تقييم شعبوي لا يكتفي بإدانة أخطاء الشرعية وتقصيراتها الأمنية، بل يذهب حد تسويق الحوثي بطريقة غير مباشرة.

لعلَّ أكثر وجوه المقارنة فداحة، بين الحوثي وبقية الأطراف، هو نسيان فكرة الحرية والعبودية، نسيان طبيعة حكم الحوثي وخصومه، هذا معيار منهجي ومركزي، من غير المنطق إغفاله لصالح معيار أخر "معيار الأمن"، فهذا الأخير على أهميته؛ لكنه مخادع في تقييم جوهر السلطتين، وتقديم صورة شاملة ودقيقة عنهما.

نجاح الحوثي في فرض حالة الأمان النسبي في مناطق سيطرته يتزامن مع تجريد المجتمع من حريته بطريقة تصل إلى تدمير نفسيته، وسحق أي مظهر من مظاهر التعدد. ما يبدو مكسبا ظرفيا للحوثي يتعلق بالأمن، يلازمه خسارة عميقة وأبدية تتعلق بتشويه المجتمع على المستوى المعنوي وتجريده من أي إحساس داخلي بالحرية والقدرة على الفعل.

كما أن ما يشاع حول تمكُّن الحوثي من تجسيد سلطة صارمة وبناء مجتمع آمن هو تشخيص غير دقيق، فالجرائم الفردية متواجدة في مناطق سيطرة الحوثي، وهناك قيادات حوثية أمنية ومدنية مسؤولة عن ارتكاب جرائم متعددة في مناطقها؛ غير أن مناطق الحوثي، ولجانب أن المجتمع هناك مسلوب الحرية، هناك أيضا غياب لأي أطراف معارضة داخل مناطقه، وعدم وجود أي جهات قادرة على التقاط الجريمة وترويج بشاعتها أو حتى استثمارها؛ لضرب سلطة الحوثي من الداخل، باعتبارها خصما، على العكس مما هو حاصل في تعز وغيرها.

سيقول قائل: أليس من الممكن تحقيق الأمن مع ضمان حرية المجتمع..؟ لماذا تربط الأمن دوما بالاستعباد والحرية بالفوضى؟

بالطبع هناك إمكانية للظفر بالمكسبين، الأمن والحرية؛ لكن هذا النجاح يستلزم بناء منظومة أمنية راسخة ومراكمة خبرة عملية طويلة، وصولًا لذلك المستوى من السيطرة الشاملة والقدرة الفائقة على منع وقوع الجريمة، وتحييد قدرة المجتمع على أذية بعضه.

وفي الطريق لتحقيق هذا المستوى من الكفاءة، يستلزم الأمر اشتغال دائم على هذا الهدف، مع بقاء إمكانية دائمة لحدوث اختلالات متفرِّقة وصادمة بين الفترة والأخرى، وهو اختلال نابع في أساسه من مساحة الحرية المتاحة للمجتمع، وبالدرجة الثانية من هشاشة الجهاز الأمني الوليد. جهاز واقع بين متطلبات تحقيق واجباته وتحوطه من عدم تجاوز صلاحيته، وتجريد الناس من حريتهم، تحت مبررات حفظ الأمن.

بالنسبة لتعز (شارع جمال)، هناك ارتباك في أداء الأمن، وهناك مبالغة في تضخيم حالة الفوضى، ما حدث مؤخرا صادم جدا للناس، وجريمة باعثة للسخط؛ لكن الأفواه المترقبة لأي جريمة ليست نزيهة بما يكفي؛ للتعامل مع الجرائم بشكل موضوعي دونما تهوين ولا تهويل، بل تذهب بعيدا حد الابتهاج بكل خطأ؛ لتستخدمه كرافعة تدين بها خصومها، وتصب الزيت على النار؛ كي تسوِّق حالة مبالغا بها من الفوضى والفشل.

تعز: مدينة خارجة من حرب، وهي مدينة غير معتادة على السلاح، حديثة عهد به، جهازها الأمني ناشئ، ومجتمعها يعاني من ظواهر غريبة عنه، وليست من طباعه الأصلية، ظاهرة وجود حالة من الشللية، كإحدى النتائج العرضية للحرب، هذه الشللية مستعدة لاستخدام السلاح بشكل منفلت، وفي أي مشكلة شخصية، لا يتورّع هذا الطرف عن استدعاء أصدقائه في شلة ما؛ كي تحسم الموضوع بالنار، وما حدث مع بيت الحرق نموذجٌ لهذه المأساة، إحدى الكوارث المتناسلة عن الحرب ومخلفاتها العميقة في المجتمع.

"يقال إن المناطق المسالمة بطبيعتها، حين تضطر إلى خوض الحرب، تكون أكثر عرضة للإصابة بحالة من الفوضى الطويلة؛ حتى بعد أن تضع الحرب أوزارها كليّا أو بشكل مرحلي. لكأنّ الحروب تُغيّر هوية المجتمعات المدنية بأكثر مما تفعله إزاء المجتمعات البدائية".

ففي مرحلة ما بعد الحرب، تتمكن المُدن المعتادة على السلاح والعنف من استعادة هدوئها بظرف قصير، بالمقابل تدخل المدن المسالمة مستويات من الصراع البيني، تترك جروحا عميقة داخلها، وتكون أكثر استنزافا للمدينة ويفقد معها المجتمع أكثر خصائصه الأصلية تلك المتعلقة بقيمة التعايش، ورفض التجاوب مع دواعي الصراع تماما، كما يتجلى الوضع العام في مدينة تعز طوال السنوات الأخيرة، وما حادثة "بيت الحرق" سوى نموذجٍ لهذه المآسي المتكررة.

كما أن هناك فارقا مهما، يفسِّر مظاهر الفوضى في تعز، ونقيضها المزعوم في الحوبان. ففي تعز "داخل المدينة"، يتمتع المجتمع بنزعة فردية طاغية، حيث كل فرد يعيش كملك، ويعتبر نفسه حاكماً مستقلا، بخلاف الناس في مناطق سيطرة الحوثي (الحوبان وغيرها)، فهؤلاء تخلصوا من أي نزوع فردي، وتمكّن الحوثي من تطويعهم داخليا؛ كي يتكيّفوا مع سلطته، وهو تكيّف ضريبته عالية.
يذبحون الناس كالخراف، ما أسهل القتل لديهم، هذه لم تعد أحكامًا شرعية بالإعدام..بل قرارات تصفية متعمّدة، تتخذها سلطة استمرأت الدم وبات سلوك معتاد لديها.
كلما شعرت العصابة الحوثية أن سلطة الخوف تراخت أثرها في نفوس الناس؛ تلجأ لسلوك معين تستعيد به تفعيل صورتها كجماعة صارمة ومرعبة في الذهنية العامة..تدرك الحوثية أن الزمن يجرد الناس من الخوف ويحيل أعتى سلطة قمعية لحالة رثة وباعثة للسخرية أكثر منه مثيرة للخوف.

أي سلطة قمعية لا يمكنها أن تستديم هيبتها بواسطة العنف وحده، فسلطة القمع تتعطل إما بفعل امتصاص الناس للخوف أو بالتمرد عليه، سلطة حمقاء وبائسة تلك التي تحاول ترقيع صورتها بمزيد من العنف. فالنتيجة عكسية دوما..العدالة المستوفية شروطها، تثبِّت سلطة الحكم؛ لكن الظلم يثير سخط الناس عليها ولو تلبّس بثوب العدالة؛ فالإحساس الجماعي للناس يتمكن من التفريق بين الحالتين.

أمام مشاهد الاعدام العبثية، القضية الأخطر التي يتوجب التحذير منها والتشديد عليها، هو أن المشاط - رئيس المكتب السياسي للجماعة المليشاوية- هذا المراهق السلالي، لا يملك الحق ولا المشروعية ولا الأهلية للمصادقة على حكم الإعدام الصادر، هكذا ودونما أي نقاش حول عدالة الحُكم من عدمه.

طوال سنوات الماضية، ظلت المصادقة على أحكام الإعدام معلّقة، بسبب غياب الحاكم الشرعي. إلا أن العصابة الحوثية أخيراً تجرأت على اقتحام آخر صلاحية شكلية من صلاحيات الحاكم المنتخب، والمصادقة على أحكام الإعدام.

حكم الإعدام في أحد معانيه هو تعطيل إرادة الإنسان كليًا، ونفي حياته، وهذا الفعل، لما يعنيه من قدسية، يتوجّب أن يصادق عليه حاكم يملك تفويضا شعبيا عاما، أي أن المجتمع منحه إرادته وأتاح له صلاحية التحكم بجزء منها، أي أنه مسؤولا عن حياة الناس..والمصادقة على أحكام الإعدام تدخل ضمن هذا الحيِّز.

ما يحدث في صنعاء هو سلوك يرقى لدرجة " الإبادة الجماعية" بالمفهوم القانوني، من المهم محاصرة هذا النزوع المتوحش لدى الجماعة الحوثية وتحويلها لمظاهرة كونية عالية تكشف مستوى استخفاف الجماعة بحياة الناس، فهي تتخذ سلوك الاعدام كحيلة لتعزيز صورتها كجماعة باطشة وتنجز العدالة بسرعة، فيما الحقيقة أنها تستخدم هذه الأحكام إما سلاحاً لتصفية خصومها والمصادقة عليهم؛ بطريقة غير قانونية..أو لموارة جرائم ارتكبتها ثم ألبستها أبرياء، كممسحة تدفن بها فضائحها.

يجب التشكيك بأي سلوك يتخذ طابع العدالة ويُنجز على أيدي هذه العصابة. المشاط وغيره مكانهم الطبيعي أن تُكتّف أياديهم، وتستقبل رقابهم سيف القانون، مثلهم مثل أي مجرم بهذه البلاد، وليسوا حُراس عدالة..الجماعة التي تشن حربًا ضد المجتمع، هي مجموعة من القتلة وقطاع الطرق وليست سلطة مسؤولة عن حفظ حياة الناس والقصاص لهم أو منهم. إنها تقتلهم بكل الطرق، بالقذائف والصواريخ التي تطلقها ع المدن أو برصاص القانون المدنس.

الرحمة والخلود لشهداء سبتمبر.

🖌 #محمد_المياحي

للإشترك في القناة على تليجرام إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
26 سبتمبر والحوثيون.. عيدنا ومأتمهم!!

🖌 #محمد_المياحي
http://telegram.me/watYm
أعيادهم مختلفة عن أعيادنا، مناسباتهم لا تُشبه مناسباتنا، مجالسهم خاصة بهم ومجالسنا عامرة باليمنيين من كل مكان، لغتهم مستوحاة من كتب صفراء بالية، ولغتنا تفيض بتعابير الزمن الحديث، نتحدث عن المواطنة، الحرية، الجمهورية..ويتحدثون عن الولاية..يذكرون الجمهورية على استحياء، فيما لا يخجلون من ترديد كل المفاهيم البدائية وهي باعثة للعار.

نُشهر أمامهم مصطلح "العقد الإجتماعي" هل تعرفون، جاك روسو وجون لوك، حسناً، لا مشكلة، ماذا عن "وثيقة المدينة"، كيف تفهمونها..؟ لا يكادون يفقهون من هذه اللغة شيئاً، ويصرخون أمامنا مرّة ثانية: نحن مشغولون بعيد "الولاية"، ذكرى مقتل الإمام زيد، يوم الغدير.. وكل تلك الأحداث الهامشية، مما لا تحمل دلالة وطنية واحدة ولا يمكن أن توفِّر أي أساس مشترك بيننا وبينهم.

ليست مشكلتنا معهم في مصادر ثقافتهم الطائفية الخاصة؛ بل في عجزهم عن تحديث ذاكرتهم، الخروج من عباءة الطائفة قليلًا وتأهيل أنفسهم للانتماء الوطني العام. ليس الوطن عدواً للطائفة بما هي مكوّن اجتماعي وثقافي، لكن الوطنية نقيضة للطائفية.

لم تكن ثورة سبتمبر حدثاً مناهضاً لعِرق أو مذهب أو حتى طائفة؛ لكنها كانت ثورة ضد الحكم الطائفي.أزاحت ثورة سبتمبر السلالة؛ كي تفرش رداء الوطنية، وتدعو الجميع إلى الاستظلال بها، دخل اليمنيون جميعاً تحت علم الجمهورية، ورددوا نشيدها، وبقت السلالة مختنقة، "بحديث الولاية"، وشعار الطائفة.

يعجز الإماميون عن تعريف أنفسهم داخل الإطار العام لثورة سبتمبر، وتلك خطيئتهم الأزلية بالطبع، وليست مشكلة سبتمبر، لم يجدوا أنفسهم في فضاء الجمهورية، ليس لأنها لا تتسع لهم؛ بل لأنهم يضيقون بها، لا يرونها، لا يرون ذواتهم فيها؛ لكونهم لا يؤمنون بها ولا يوجد في ذاكرتهم ما يوصلهم بالجمهورية، وكل دلالاتها الواسعة، وما تفيض به من معاني الزمن السياسي الحديث.

هذه فكرة مركزية: لم تكن 26 سبتمبر ثأراً من سلالة بعينها، بل كانت حلاً لميراث مرهق من تاريخ السلالية، جاءت الجمهورية، كفكرة جامعة، تنهي زمناً من الحكم العصبوي، وتؤسس لدولة يمنية حديثة، قادرة على احتواء الجميع؛ لكن السلالة ظلت مختنقة بذاتها، ورافضة أن تنصهر داخل اليمن الكبير.

أخيراً: يعيش الحوثيون تشظياً داخلياً في هُويتهم العامة، ولو لم يشعروا بذلك، يقدّمون أنفسهم كحركة إحيائية للمذهب الزيدي، لكنهم يواجهون واقعاً متجاوزاً رؤيتهم، يفتقدون للشجاعة والقدرة والذكاء المعرفي على تحقيق حالة انسجام مع الواقع، يخلصهم من تناقضاتهم الداخلية.

يحملون بطاقة الجمهورية اليمنية؛ لكنهم لا يستشعرون أي ولاء وجداني لها، تعجُّ فضاءاتهم بكل المعاني المضادة للجمهورية؛ لكنهم يصغون قسراً للنشيد الجمهوري في المدارس كل صباح.

يقضون عامهم كاملاً وهم يتنقلون في مناسبات طائفية لا يكترث لها أحد سواهم، وحين يأتي سبتمبر يصابون بالذهول والحيرة، وهم يرون اليمنيين يحتفلون بعيدهم الوطني المقدّس، ويتبادلون معاني الجمهورية ورموزها من أقصى البلاد وكل مداها؛ فيشعرون بالغربة والحيرة وكأن لا شيء يربطهم بهذا الشعب، وهذي البلاد.

ها هم يؤكدون حديث خصومهم ضدهم، ما يزالون غرباء كما دخلوا أول مرّة، فتحت لهم البلاد ذراعيها، كان اليمني شجاعاً وهو يعلن استعداده لاحتوائهم، واثقاً من صلابة ميراثه الحضاري، انفتاحه مع كل فكرة مختلفة، وقدرته على التمازج معها وترويضها لمنطق العقل المشترك، لكنهم أثبتوا خوفهم وعدوانيتهم، خوفهم من ذوبانهم داخل ثقافة عريقة، وعدوانيتهم ضدها، عدوانية تنطلق من ضعف داخلي، مهما كانت تجلياتها عنيفة، فهو عنف جماعة خائفة ولئيمة، غريب يشهر سلاحه في وجوه الجميع، لكونه يفتقد للأمان الداخلي والقدرة على التعاطي مع المحيط برسوخ وثِقة في حقه بالوجود.
للإشترك في القناة على تليجرام إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
ما زلت أرفض أن صنعاء صارت حوثية، بالمعنى العقدي والنفسي، هذه فكرة خادعة، صنعاء مصبوغة باللون الأخضر؛ لكنها لم تصبح حوزة إيرانية بعد، صوت ما داخلي يقول لي : هذا وهم كبير يتوجب مقاومته، صنعاء تحت سيطرة الحوثي؛ لكنها ليست حوثية، ليست حوثية وهذه ليست أمنية نحاول التمسك بها؛ بل تلك حقيقتها الباطنية.

وأنت تقاوم عدوّك، يتوجب أن تحذر من خدمته دون قصد، وأنت تُحذِّر الناس من خطورته، عليك أن تحاصر صورته المتضخمة داخلك، يجب ألا تُسجِّل صنعاء باسمه، مهما ادعى زورًا استملاكها. كيف كانت صنعاء قبل سبع سنوات..؟ كم نسبة الحوثي فيها، بحساب التاريخ هل هناك جماعة تمكنت من تحويل تصورات شعب كامل وصار منصهرا معها بهذه السهولة والسرعة..؟ هل جرت تحولات ذهنية ونفسية عميقة وشاملة ليغدو مجتمع صنعاء، نسخة من ملازم الهالك حسين..؟
هذا وهم، إنها صورة فوقية مفروضة قسرًا ويتوجب حصارها، حالة شاذة وطافية لا يصح تطبيعها والتسليم بها مهما حاولت أن توهمنا بحقيقتها.

صنعاء تتعرض لتخريب ممنهج منذ سبع سنوات، هذا صحيح؛ لكنها لم تُبدل هويتها بعد، لم يتمكن الحوثي من اذابتها كليًّا، هذه حقيقة يعرفها كل من يُعايش مجتمع صنعاء من الداخل.

هل أصدِّق هذه الشعارات الخضراء المرفوعة وأكذِّب ذاتي الحقيقية، منذ متى كانت هوية المدن، مجرد خدعة بصرية، أضواء خضراء ولافتات مفروضة قسرًا في الشوارع والمؤسسات المنهوبة.

يحاول الحوثي تصدير أجواء دعائية توحي أن مدينة "سام" صارت منطقة خالصة لوجهه، يحتكر الحديث باسمها؛ لكنه يظل ناطقًا باسم جماعته فحسب، يوقف أي صوت يخالف نبرته، لكنه لا يستطيع الغاء صوت صنعاء الموازي وحقيقتها السرية الثابتة. هوية المدن ليست زرًا ميكانيكًا قابلًا للتحول بهذه الطريقة الآلية.

يمكن لأي جماعة قمعية أن تستفرد بمدينة ما وتصادر حرية أبناءها؛ لكن القمع ليس وسيلة مجدية لضمان السيطرة العميقة على المجتمع، الصمت ليس معيارًا دقيقًا يعكس ولاء المدينة لك. ما يحدث في صنعاء هو أكبر عملية تزوير تاريخي تحاول أن تقوم به جماعة محدودة، وعلينا أن نرفض الاقرار لها بأمنيتها تلك. كل ما تسوِّقه سلطة غير مشروعة عن مجتمع ما، هو صورتها هي، ما ترغب أن يكون عليه المجتمع وليس ما هو كائن، هذه صورتكم يا أحفاد الولاية وليس تعبيرًا حرًا عن شعب خائف ومقموع.

يقول الفلاسفة: أن الحرية نوعان، حرية خارجية، تعني غياب الحواجز أمام الإنسان أو المجتمع للتعبير عن ذاته، وحرية داخلية، تصورك العميق عن ذاتك، قناعات المرء الراسخة، سواء عبّر عنها أم ظل صامتا.

يمكن للمجتمع أن يتخلى عن ممارسة حريته الخارجية؛ كي يأمن بطشك؛ لكن الحرية الداخلية، شيء غير قابل للمصادرة، الحرية الداخلية هي صورة المجتمع الحقيقي، وتلك صورة صنعاء المكبوتة، صنعاء كعاصمة وجودية لليمنيين، ما تزال كذلك، ساكنة، محتفظة برفض داخلي لا تجدي معه كل وسائل الترهيب والتذويب وكل محاولات تغريبها عن ذاتها ونزع صورتها الحقيقة عنها.

أنا متمسك بقناعتي هذه، ما تزال سيطرة الحوثي على صنعاء حالة عسكرية وأمنية فوقية أكثر منه تماه كامل بين السلطة والمجتمع. هذا تفسيري الخاص، ويمكنكم اعتباره استبطان سوسيولوجي من مستوى معين، إنها لم تتحول لسيطرة إجتماعية ونفسية راسخة وشاملة، ما يزال القطاع الأعظم من صنعاء ينظر للحوثي كحالة طارئة، وجود شاذ ومنبوذ، وعلينا أن نبقيه كذلك حتى تستعيد المدينة هويتها الحقيقة.

الحوثي يحاول إعادة صياغة المجتمع، لكن قدرته الهادئة على هندسته ضئيلة_ قوة النفوذ الاجتماعي لا يقاس بالقدرة العسكرية وما تستطيع فرضه في المجتمع_ أكبر من محاولتهم، هي قدرتنا الناعمة على مقاومة محاولة الاذابة تلك؛ لئن عجزنا عن دحرهم عسكريًا، فلسنا عاجزين عن ابقاء المجتمع في حالة رفض داخلي دائم لهم.

نحن أبناء هذه المدينة، سكانها الأصليون، ولسوف نرثها بمشئية الله ومشيئتنا. المهم ألا نسلم لهم بها، والأهم ألا ننام عنها.
#صنعاءليست_حوزة_إيرانية
صنعاء يمنية وبس.

🖌 #محمد_المياحي

للإشترك في القناة على تليجرام إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
عن القيل سلطان العرادة

🖌 #محمد_المياحي
http://telegram.me/watYm
سبق لسلطان أن خطب كثيرًا، لكن خطابه الأخير بدأ كما لو أنه أول خطاب له، طوال سنوات الحرب ظل الرجل يراكم صورة البطل في أذهان الجميع، ويحظى بمهابة متصاعدة، إلا أن خطابه الأخير جاء في لحظة ومشاعر الناس تكاد تكون على حافة اليأس، جاء لينفخ فيهم إحساسًا متجددًا بالكبرياء ويقينًا بالنصر، استمعوا إليه وهتفوا بصوت واحد: هذا هو سلطاننا القادم. 

يقال أن الحرب تخلق أبطالها، غير أن سلطان العرادة، ظهر بطلًا منذ البداية، وطوال سنوات الحرب، ظهر رجال كثر، ظهروا واختفوا، شعّوا وغربوا، انتصروا وانكسروا، واحتفظ سلطان العرادة، بتلك الهالة الجسورة، الصورة الثابتة اللغة الموحدة والنبرة الملئية بوعد الخلاص الأبدي. 

بقدر ما أظهرت الحرب انكشافًا مريعًا في القيادة، بقدر ما شعر الناس بأنهم يتحركون عراة في بلاد بلا رأس كبير يستظلون خلفه، بقدر ما استشرى الاحباط في قلوبهم، بقدر كل هذا كانت بهجتهم بالظهور الأخير لسلطان العرادة، فها هو يستكمل جدارته بالقيادة، لقد تجلى كزعيم يتجاوز مأرب، كرجل يحمل مظلة الجمهورية ويبث الطمأنينة في قلوب البشر الخائفين من الغد. 
لا يكون للأمل أهمية كبيرة في اللحظة التي يكون فيها الواقع مبشرًا به، بل العكس ما هو مطلوب، حيث يحتاج الناس أن يحتفظوا بأمل ما، في لحظات تبدو فيها كل الآفاق مسدودة، هنا يتجلى الأمل الجسور، بطولة القائد الحق، أمل ينتزعه من يقين الذات بحقها في البقاء، من الصراع المحتدم مع اليأس الحاد. 

هنا يطرح المفكر السوري ياسين الحاج، سؤال مماثل بخصوص الأمل: هل يمكن الاحتفاظ بالأمل في شروط منتجة لليأس بوفرة، ولا تلوح منها مخارج في الأفق؟ هنا أيضاً يمكن القول إن الأمل لا يحتفظ بقيمته إلا في أوضاع مثل هذه. أما حين يكون الأفق مفتوحاً، حين تصير الحياة رخية، حين لا ينيخ اليأس بثقله على قلوبنا، لا يكون الأمل عزيزاً. نحتاج إلى الأمل بالضبط حين يكون اليأس قوياً جباراً..نحتاج للأمل الحي والنشط، تمامًا كما أوحى به محافظ مأرب في خطابه الأخير. 

لكأن اليأس وقد بلغ ذروته، هو شرط لولادة أمل فعّال، لكأن الذات وقد بلغ إحساسها بالخطر منتهاه، تحتشد وتُنجب نفسها بجسارة أكبر، ضربة مقاتل عنيد أحيط بيأس كبير، لكنه وبدلًا من ارتخاءه أو انتظار مصيره، وقف وأجهز على خصمه، أعاد الأمل لشعبه وأمسك مصيره من الإفلات مجددا. 

هذا هو ما يمثله محافظ مأرب في هذه اللحظة الفارقة، لا يمنح الناس تفاؤلًا ساذجًا، ولا يضللهم بوعود وهمية، بل يستنفر فيهم أقصى يقين داخلي بالنصر، في أشد لحظاتهم صراع مع اليأس، يخاطبهم كجندي من قلب الملحمة، يدرك الخطر، لكنه يرى الغد بوضوح لا يخالطه شك، ولو مع أخر طلقة في المعركة.

في الحروب وفي كل اللحظات المفصلية بتاريخ الشعوب، يكون لخطابات القادة، دورا محوريا في صناعة المصير، ولعل هذه من مفارقات التاريخ ومنطقه، كيف لخطاب قصير، أن يصنع تحولا في مسار الحياة الواقعي، إنه أمر لا يخضع للتفسير السببي المباشر، ليست مسألة رياضية، بل أمر يتعلق بميكانيزم البشر، بالحاجة النفسية العميقة لدى الجماهير، لشخص قوي يرهنون وجودهم له ويتحركون وفقا لما يبثه فيهم من قوة روحية لها دور في صناعة الفارق وسد كل الفجوات الحاصلة في مسار المعركة. 

كان من المفترض أن يصدر هذا الخطاب من رئيس الجمهورية، أو لنقل بطريقة مقلوبة، لقد تلقى الناس خطاب سلطان العرادة، كما لو أنه رئيسهم المنتخب من قلب المعركة، رهانهم الأول والأخير، غاب هادي وترك فجوة خطيرة في الجدار المعنوي للأمة اليمنية وحضر سلطان العرادة، قيل يعرف قومه ويعرفونه جيدا.

أخيرًا: لقد تمكن الحوثي _كعادته دوما_من تضخيم انتصاراته الأخيرة في مأرب بشكل متجاوز لطبيعة المعارك التي جرت، فمنذ انهيار جبهة نهم وصولا للجوف، ثم معارك البيضاء والتفافه على العبدية، وبقدر ما هي تلك المناطق مهمة، والسيطرة عليها خسارة كبيرة، إلا أن ذلك لم يحدث نتاج معارك منظمة، ولا أعني هنا التهوين منها، لكن ما أود قوله هو أن نجاحه فيها، لا يمثل مؤشرا دقيقًا على إمكانية اسقاطه لمأرب، لكن الحوثي سوّق ذلك كعبقرية خاصة وبدأ أن مأرب آيلة للسقوط بيديه فعلا. 

صحيح أن ما انتزعه الحوثي جعل مأرب محاطة بخطر أكبر، لكن الجبهات المركزية في مأرب ظلت محصنة.. (الكسارة، المشجح، هيلان.. وغيرها) إلا أنه ذهب يضخم من انجازه العسكري المحيط بها ويصور مأرب كأنها غدت في متناوله، وهذا ما جعل الناس يعيشون مشاعر انكسار واسعة وإحساس بمصير مجهول. 

من هنا اكتسبت كلمة محافظ مأرب بخصوص وضع المعركة أهمية كبيرة، فقد جاءت لتجرد الحوثيين من نشوتهم المبالغ بها ، وتزيح ستار الوهم المتضخم الذي بثه الحوثي طوال الفترة الماضية، حول مصير مأرب، جاء العرادة ليعيد برسوخة ترتيب الصفوف وتعزيز معنويات الناس، بكلمة خاطفة، وعميقة الأثر، وهكذا بالطبع يصنع القادة على مدى تاريخ الشعوب والبلدان. 
••√ من يجرؤ أن يكون سفيرًا ثانيًا لإيران في اليمن..سنعيده إليكم جثة، مسممًا أو محروقًا، سنبتكر الشتائم ضده ونشيعه باللعنات، سنحرّض عليه الناس في كل مكان، ونحيط حياته بالجحيم حتى يغادر أرضنا هاربًا أو ضائقًا أو محمولًا على الأكتاف. أوطاننا ليست خلاء يمكن استباحتها دنما كلفة.

دعكم من مناقشة أسباب موته، تسلل خفية نحو عاصمتنا، وظل يتبختر في شوارعها كأنه حاكمها المبعوث من السماء، كان اليمني يبيت خائفًا وغريبًا في مدينته ومندوب إيران يتصرف كأنه عثر على أرض بلا شعب؛ يتحكم فيها كما يشاء. قتلته كورونا أو صاروخ من الجو، مات فجأة أو بفعل فاعل. ذلك قدره المستحق..هناك عدالة خفية تسري في نسيج هذا الكون. رجل جاء من دولة خارجية ويخطط لإبادة أهلها، فمصيره العادل هو أن يموت بمقصلة الشعب، وإن تأخر ذلك، فالتاريخ، الله أو الطبيعة أو "صحن الجن" ، ينجزان العدالة بطريقتهما.

الرفاق بالقرب، غدًا سنقيم حفلة جمهورية مصغرة..احتفاء بنفوق الجرو #حسن_إيرلو .

🖌 #محمد_المياحي
http://telegram.me/watYm
#الوطن_ملك_الجميع
ملتقى كل #اليمنيين
عن الأقيال مجدداً.. حلم اليمنيين المنتظر!

http://telegram.me/watYm
كتب/ #محمد_المياحي

أريد أن أقول فكرة عن الأقيال، تفهمها أمي كما يجد فيها دكتور جامعي معنى واضحا ومهما، بوسعك شرحها لسائق الباص في الوقت الذي تلفت نظر "أندرسون بندكت" -صاحب الكتاب الشهير "الجماعات المتخيلة"، والقومية فكرة متخيَّلة بالطبع.
إنها ليست فكرة نخبوية تقتضي طبيعتها بقاءها مرمّزة بلغة تستعصي على الفهم. هي فكرة لكل الناس ونشاطٌ يمّس مصير كل مواطن في هذا البلد، ويجب أن تصل إليهم جميعا بشتّى الطرق الممكنة.

في البدء، لا يمكنك أن تسأل أمريكياً لماذا هو أمريكي؟ ومثله التركي والفرنسي، وحتى الإيراني، سيجيبك: إن هذا ما أنا عليه، أي ما أعْرِف به نفسي، وما أُعرفها به، فكرتك الداخلية عن ذاتك أساسك الجذري قبل كل ما جاءك من خارجك، وتلك هي القومية اليمنية، مسعى لبناء أمة مواطنية حديثة. يقول عزمي بشارة: "القومية الحديثة، منظورا إليها من الداخل: هي دولة تسعى لمجتمع مدني ومواطنة حديثة، أي بلا تميّزات، وهو ما ينفي فكرة العرقية البدائية عنها. ومنظورا لها ومن الخارج: هي دولة قومية تمتاز بكيان محدد ومتفاعل مع العالم انطلاقا من أرضيتها الخاصة". أي أمة يمنية بملامح مائزة، ولها تعريف واضح أمام الآخر.
ويضيف: "لقد نجحت كل الشعوب في بناء قوميتها، نجحت أوروبا في بناء دولتها الحديثة،وقبلها كانت قد نجحت في تأسيس أمتها القومية، باستثناء العرب، ونحن منهم" وإذا ما سألت مثقفا يمنيا حقيقيا، ما جوهر مشكلتنا الجذرية في اليمن..؟ سيجيبك، ب: أننا لم ننجح بعد في صناعة هوية يمنية جامعة، وبمعنى آخر،لم ينجح اليمنيون في اكتشاف قوميتهم الجامعة، وتقرير مصيرهم كأمة واحدة، وريما لم يتح لهم بعد هذا الحق حتى اللحظة.

إن وجود تيار قومي كالأقيال يطرح المشترك الثقافي الجامع، ويُلح عليه، ويعارض التجزئة، كما أنه يُقدّم بدائل ديمقراطية ويندمج في الحركة الثقافية للمجتمع، هو الضمانة الوحيدة لمنع تسيّد الفكرة الطائفية، أو الانتماءات الجزئية للأمة اليمنية. هذا هو الهدف الغائي للأقيال، وعلى وضوحه وبساطته، هناك من لم يستطع فهمه، وتحديدا من يهرولون لتشويش فكرة الأقيال بدعوى الحياد المعرفي والنقد الموضوعي لها.

لا أجد مبررا في نقد الأقيال وتحميلهم كل تلك الأفكار من خارجهم، ليس لكونهم فوق النقد؛ بل لأن جوهر الفكرة لا تستدعي ذلك. يُمكنك تصويب بعض السلوكيات، أما معاداة الفكرة بمجملها فهو موقف عدمي يفتقد لأي مسوِّغ نظري أو دافع ثقافي معتبر.. إذ لا يمكنك أن تستجوب يمنيا، وتحاسبه، لماذا هو يمني، والدلالة ذاتها مماثلة، لو قلت له: لماذا تنتمي للقومية اليمنية؟ ولماذا ترفع شعار الأقيال؟ بهذه الحالة أنت تشكك بحقه في الوجود، ولا تحاول تمحيص انتمائه.

قرأت كل ما كُتب عن فكرة الأقيال مذ بدأ نشاط هذا التيار حتى اللحظة، وأكاد أقول جازما، إن كل الملاحظات التي صادفتها عن الأقيال -أقول كلها بلا استثناء- لا تنطلق من جوهر الفكرة القومية، ولا تتأسس على أرضيتها النظرية، بعضها انتقادات تتعلق بسلوكيات هامشية، وبعضها تناقش جزئيات عابرة ومفهومة،ويمكن الوصول لتسوية بشأنها،وكثير منها مواقف وانطباعات مسبقة لم تبذل أدنى جهد معرفي لتأسيس موقف نقدي معتبر تجاه الأقيال، (القومية اليمنية) انطلاقا من خلفيتها النظرية، ومدوّنتها السلوكية قيد التشكّل.

ليست القومية فكرة صنيمة متعالية عن النقد؛ لكنها أيضا ليست أيديولوجية مملوكة لأحد وتستدعي مناهضتها،القومية ليست أيديولوجية، ليست أيديولوجية ولا بأي معنى من المعاني، وتلك فكرة مكررة، لكنها أولية وجوهرية، يتوجّب أن تظل شاخصة عند أي موقف نقدي للأقيال، إنها ليست تيارا سياسيا ذو توجّه فكري محدد.

القومية نشاط عمومي وثقافي حر، هدفه الأساسي والأوحد تمهيد الذهنية العامة لفكرة مركزية تتمثل في: إعادة تأسيس الأمة اليمنية الواحدة.

لقد فشلت الدولة القُطرية الوطنية في مشروع بناء الأمة/ الدولة، ومنذ خروج المستعمر من بلاد العرب، لم تتمكن الأنظمة، التي ورثتها من تثبيت فكرة المواطنة، وفي صراعها مع الكيانات الطائفية والعشائرية والمناطقية والعرقية، نجحت هذه الكيانات البدائية من تقويض الدولة. وهنا يبرز سؤال كبير: لماذا فشل مشروع الدولة الوطنية القُطرية..؟ والجواب: لأنها لم تنجح في بناء الأمة أولًا. إذ لا يمكنك أن تنجح في دمج سكان بلد، وتصهرهم دونما أساس هوياتي جامع، ولا يوجد أساس أولي وجذري يصلح لهذه المهمة مثل مفهوم القومية بمعناها الحديث.
↓↓↓
استشهاد شعلان.. حدث طاعن للروح مربك للمسير

كتب/ #محمد_المياحي

استشهد شعلان، هذا حدث طاعن للروح، مربك للمسير؛ لكن ماذا لو كان موت البطل شرطًا للحرية، هل كان سيكون لوجودنا قيمة دون اجتياز هذا الشرط. هي طعنة مؤقتة؛ لكن هل كان ممكن أن نتفادى طعنة الوقوع في قبضة السلالة، لو لم يوجد في أوساطنا أمثال هذا البطل. من هنا يكون موتك يا شعلان باعث للحرية، انكسار يعلي من شموخنا الكبير، الآن والغد وما بعدها، وحزن نبيل يشع في ليل الكرامة الطويل.

إن أي موت هو خسارة لا تُحتمل، لكن ثمة فرق بين معنى الموت، كما هو الفرق في معنى الحياة أيضًا، إن قتالنا اليوم هو قتال من أجل معنى الحياة التي نريد أن نعيشها، وموتنا كذلك هو موت من أجل المعنى، فهناك من يموت بطريقة عادية، ومن يموت عبثًا، وهناك من يمنح موته بعدًا ممتدًا وخالدًا، موتًا ثريًا بالمعنى، يخفف الفاجعة ويهوِّن من فداحة الكلفة.
بهذا المعنى هو موت البطل عبدالغني شعلان، إن موته هو ميلاد للحياة الأخلاقية التي نؤمن بها ونقاتل دفاعًا عنها، قتل وهو يدافع عن الحرية، كي يمنع جماعة من التحكم بمصير 30 مليون إنسان دون إرادتهم، ولا يوجد مفهوم كوني أقدس من الحرية ولا قيمة تستحق التضحية أعلى منها.
هنا يتجلى الفارق الوحيد بين من يموت ومن يستشهد، بين من يفنى بلا أثر ومن يُقتل؛ كي يحرس قيمة الحياة من الانهيار، يغيب؛ كي تواصل الحرية حضورها ولا تسقط قداسة الإنسان في قبضة سلالة تقاتل الناس كي تجردهم من حقهم في إختيار نوع الحياة التي يرغبون أن يحيوها.

نحن مدينون لهؤلاء الأبطال، فالشهيد شعلان _وغيره_هو صانع مصيرنا، وجوهر مستقبلنا مرتبط بتضحيته، لقد تخلى الرجل عن روحه وقرر بحريته الكامل أن يفتدي حياة جيل كامل من القهر والإذلال، شخص مثله لا يعني سوى أنه مملوك لحقيقة مطلقة، حقيقة أكبر من الموت ولا تهابه، حقيقة لا ترى الموت سوى سياسة للحرية..لقد مات العميد شعلان؛ كي لا نعيش الغد بوجود منقوص، كي لا يأتي ليل ويقعد شاب يسأل نفسه: ما معنى الحياة، ما جدوى أن أعيش بلا حرية.
لقد تحول ذلك الجسد المادي للشهيد شعلان الذي كان بيننا بالأمس من معنى الجسد العادي كأي فرد في الحياة إلى جسد لامرئي، روح خفية وعابرة للزمان، اختفى جسده من أمامنا وتخلى عن كل معاني الحياة المعاشة؛ كي تبقى القيم الكبرى حاضرة، كي يحمي قواعد الحياة من الانهيار، ويحرس الغاية النهائية من وجود الإنسان اليمني على هذه الأرض.

المجد للشهيد شعلان، حارس المعنى وصانع المصير، نم بسلام يا تمثال حريتنا وحامل قيّم الأنبياء العظام، الحرية والعدالة وكرامة الإنسان.. ارقد تحت ظلال معبد الشمس وستظل حضارة ثلاثة ألف عام ترفض الانكسار وأنت حارسها في اليقظة والمنام.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm