اخبار الوطن ملك الجميع
1.38K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
ِهم.. سقوط بلا معركة: هنا تمت #بيعة_القرن

كتب/ #عادل_الأحمدي
أن تسقط نِهم في أيدي الحوثيين فهذه ارتكاسة مدويّة، وأن تسقط بلا معركة وخلال ساعات معدودة، فهذه صدمة كبيرة، وأن يمر هذا كله دون أن يُعطى الموضوع حقه من الدراسة والتمحيص والمحاسبة والمعاقبة، فهذا أمر مثير للريبة.
كل ذلك يستدعي وضع الأسئلة المناسبة بحثاً عن إجابات، ليس من أجل استعادة نِهم والتقدم إلى صنعاء من جديد، بل للحفاظ، أولاً، على مأرب التي يقول واقع الحال، إنها تعيش، إلى حد ما، ظروفاً شبيهة بتلك التي سبقت سقوط "نِهم".

ما الذي حدث في نِهم؟

ليس ثمة قصة كبيرة، لسقوط نِهم يناير الماضي.. كل ما هنالك أن مجموعة من الأطقم الحوثية تقدمت في فراغ وقامت بترديد الصرخة، تماماً مثلما أن ليس ثمة قصة كبيرة لسقوط صنعاء سبتمبر2014.. مجموعة من الأطقم المسلحة للحوثي تقدمت لصنعاء وتوجهت إلى المقرات الحكومية والعسكرية الهامة وقامت بترديد الصرخة.

ومثلما أيقن من تابع تلك الأحداث في العام 2014، أن تسليم صنعاء لم يكن جراء قوة الحوثي، بل لشقوق هائلة في جدار الصد. إذن لم تكن خطة عسكرية حوثية محكمة ولا خدعة باهرة، ولا معركة حامية الوطيس، أو حتى باردة الوطيس، والدليل على ذلك أن لواء واحداً قرر الصمود ورفض أوامر الانسحاب وقاوم بمفرده وهو اللواء 125 مشاة بقيادة العميد محسن الحرملي.
كيف تم ذلك؟ من الذي أصدر أوامر الانسحاب الذي سُمي "تكتيكياً"، ولماذا أذعن له معظم قادة الألوية والكتائب والسرايا والجنود دون نقاش أو اعتراض؟.. سؤال أولي ربما يقود لبعض الوقفات اللازمة في رحلة البحث عن إجابة.

وأثناء رحلة البحث عن الإجابة، يجدر أولاً التأكيد على أن ما حدث في نهم قد جرى مثيله في أوقات سابقة، وبنسب متفاوتة، في الجوف وحجور وقعطبة. وقد أدى بقاء الغموض في تلك المحطات وعدم محاسبة المقصرين، إلى تكرار حدوثه في نهم. (تم استثناء كتاف بوصفها لا تخضع لذات المنظومة المشرفة على هذه الجبهات، كما تم استثناء الحديدة لأن ما لحق بجبهة الساحل الغربي لم يكن جراء خلل عسكري بل ضغط دولي مصحوب بتواطؤ حكومي).
قبل عامٍ ونصف تقريباً، زرت جبهة نِهم، ووصلت إلى جبل المنارة الذي لمحت من قمته، العاصمة صنعاء على بعد نحو 18 كيلومتر جوي غربا. واطلعت هنالك على قصص من البطولات الأسطورية والتضحيات الجديرة بالتخليد للجنود الأبطال والقادة الأشاوس الذين تسوّروا تلك المناطق، وقدموا في سبيل السيطرة عليها نحو 5500 شهيد وآلاف الجرحى، حسب إحصائية سمعتها عقب تلك الزيارة، من نائب رئيس الجمهورية، الفريق علي محسن الأحمر.

لكل جندي مرابط في نهم، قصة بطولة يرويها عن نفسه، وقصصٌ لرفاق استشهدوا بجواره، وعزمٌ لا يلين على مواصلة المعركة حتى النصر. فكيف تم تسليم ذلك كله في غمضة عين؟ وكيف سيطرت بضعة شاصات حوثية على جبهة الـ5500 شهيد باشتباك بسيط سقط فيه نحو 17 شهيداً لم يسمعوا، ربما، نداء الانسحاب.
هناك أسئلة عديدة تُثار عن نِهم ما قبل السقوط، من بينها لماذا تم التوقف في نِهم؟ وكيف تمت التغييرات في القيادات داخل تلك الألوية وما هو العدد الفعلي المرابط في الجبهة والذي انسحب في يناير المنصرم؟

ثمة إجابات معلبة كانت جاهزة من قبل، لتقديمها من قبل مختلف الأطراف، حيث يروج بعض المسؤولين عن الجبهة أن التحالف هو السبب وراء تجميد الجبهة. ويزيدون أسبابا أخرى من بينها نقص الإمكانيات وعدم انتظام رواتب الجنود.

وفي المقابل تسمع من يفند الرأي السابق ويقول إن القائمين على الجبهة والمتصدرين للمشهد السياسي والعسكري في مأرب (الإصلاح ومحسن)، هم من يعرقل التقدم ويتصرفون على أساس أن دخول صنعاء ليس مطلباً ملحاً، وكأن كل همهم أن يثبتوا سيطرتهم على "إقليم" سبأ، وأنه لا يوجد نقص في العتاد ولا في المقاتلين ولا يوجد أمر من التحالف بعدم التقدم.

وهناك رأي ثالث يرى ألا طائل من ربط جمود الجبهات بتوجهات التحالف أو غيره.. معللاً أن لدى هذه الجبهة من الإمكانيات الذاتية المنداحة من مأرب، ما يجعلها تسير قُدماً باتجاه صنعاء، وتتحرر من أية عراقيل تعوق تقدمها، تماماً كما كان يفعل اللواء الشهيد عبدالرب الشدادي، الذي لم يكن يرضخ لأوامر التريّث، ثم ما يلبث التحالف أن يقف معه ويدعمه ويسنده. ورداً على أطروحة أن طيران التحالف كان يترصد التقدم، فهو مبرر غير وجيه، من وجهة النظر هذه، إذ أن عدداً غير قليل من الضربات الخاطئة التي استهدفت الجيش الوطني، على قلتها، لم تكن سوى نتائج لأخطاء في التوقيت، حيث يتم إبلاغ الطيران بتنفيذ ضربات في جبهة ما يسيطر عليها العدو، ولا تصل الطائرات إلا وقد سيطر عليها مقاتلو الجيش، دون أن يبلغ الطيران أنه جرى السيطرة على الموقع. ويذهب أصحاب هذا الرأي بالقول ثم إنه إذا كانت تلك سياسة متبعة من التحالف لتجميد الجبهة، فإنه لا يستطيع أن يمنع رجال الجيش من تحرير بلادهم، وإن حدث وأن قام بضربة أو اثنتين لصدهم عن التقدم، ستقوم الدنيا ولا تقعد، ثم ما يلبث أن يدعهم وشأنهم