اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
بين الحرب و الهُدنات.. صنعاء خضراء والحوثي سيد اللعبة!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #أحمد_عبداللآه

يُبطئ (الحوثيون) "أنصار الله" في تفاعلاتهم مع المقترحات الدولية ثم يبطلونها تماماً إن استدعى الأمر.

 وبغض النظر عن السؤال المتعلق باستقلالية قرارهم الداخلي إلا أنهم في كل مرة يضعون شروطاً تصاعدية وملفات جديدة.

 وقد برعوا في استخدام تقنيات المرجع السياسي الإقليمي في المفاوضات والتوافقات. 

مقابل ذلك تسارع المملكة (العربية السعودية) إلى الترحيب الفوري غير المشروط (عملياً) بكل ما تأتي به الأمم الغربية، عداك عن اللغة النمطية المتكررة.

 أما الشرعية فإنها كالعادة تقدم تنازلات فورية، "لمصلحة الشعب اليمني" الذي لا ترى مصالحه إلا من خلال تنازلاتها ل"أنصار الله" دون مقابل. 

لهذا يختار الحوثي ما يناسبه من الهدنات والأوقات ويرفض ما لا يناسبه كما فعل مؤخراً.

كان الأمر واضحاً منذ بدء العاصفة بأن هناك اختلالات كبرى في الأداء وفي الولاء وفارقا مهولا بين قرقعة الأسلحة ومعدات الصواريخ والمسيَّرات على معابر التهريب، التي نجح "أنصار الله" في شقها رغم الحصار، وبين قرقرة الأراجيل في مقاهي العرب وعلى أرصفة الشتات، حيث أقام فتوَّة الشرعية سنوات يقدمون خدمات (اون لاين) لشعبهم المركون في أقبية النكبة.. 

وصرفوا جل وقتهم في إثبات أن الشرعية ملكية حصرية وحولوا الإعلام إلى بكائيات ميلودرامية وشتائم وصناعة فاسدة. 

وهناك فرق بين من لديه مشروع يعمل عليه بخبرة الزمن وعِبرة التواريخ، ومن تحركه إيقاعات مطاطية ودبلوماسية باردة استهلكت زمناً في محاولة جمع الكيمياء المتكسرة بين كتل تفرقها خصومات وأهداف متباعدة. 

أيها الجيران العرب لم تكسبوا المعركة حتى الآن ولم تبق أمامكم خيارات كثيرة، فأنصار الله يكبرون في الحرب ويشدون عصب الحياة في الهدنات ليصبحوا في يوم قريب قوة إقليمية ربما توازي أو تفوق قدرات حزب الله والحشد الشعبي.. ويصبح الآخرون في أحزاب صنعاء مثل الطحالب تنمو على أبواب البيوت العتيقة.

في يمن "أنصار الله" أيضاً واقع لا يشابه حالات أقرانه.. أولئك الذين ذهبوا مع رياح "محور المقاومة" ليكسروا، كما يدعون، الصلوات التلمودية أمام بوابة الأقصى.. لأن فيه إرثا عميقا من تاريخ الأئمة، دخل بعد أيلول/62 في صمت السراديب حتى دار الزمن وأخرج آخرهم ليصبح الحاكم والسيد والحوزة وكل شيء.

ونظرا لواحدية المرجع لن تكون هناك "حرب الشقيقين" كما حدثت ذات مرة في لبنان أو صراع "الإطار والتيار" مثلما يبدو بين حين وآخر في العراق.

كما أن اليمن تخلو من كاتدرائيات ارمنية أو مارونية أو غيرها… لا راهبات معلولا ولا قساوسة دير الزور، لا روم أو سريان أو كرد وتركمان، حتى أن عزرائيل كانت له هيئة يمانية خالصة لا تشابه أنداده الشرق أوسطيين. 

فلا رهان إذن على شيء يمكنه أن يشكل تعقيدات غامضة في النسيج الداخلي عند المقارنة مع النظائر المأزومة على الساحة العربية وفي حسابات الصفقات والمقايضات. 

لا شيء من ذلك، فصنعاء الآن خضراء، خضراء مكتملة ومحكومة بقبضة حديدية لتيار ديني له إرث تاريخي طويل في الحكم.

 بينما يُقدّم الجنوب قرباناً لإنقاذ الشرعية وللمساومات الإقليمية. 

فكيف إذن يُفهم انسداد الرؤية عند التحالف وخاصة المملكة التي تبحث عن أوعية مرحلية لاحتواء الأزمات دون منهج استراتيجي ولا أهداف واضحة وحتى دون أداء مقنع وتكتفي بأن تحيك سلة لكل أزمة لتضع الجميع بداخلها؟ 

وبينما تثبّت "دولة أنصار الله" أركانها شمالاً وبدعم غير مباشر من "المجتمع الدولي"، يغرق الجنوب في واقع مُجزأ بعد أن تحول إلى حقل تجارب لأداء التحالف والشرعية ومشاريع الاتفاقات المرحلية.

لا أفق واضح إذن خاصة وأن التحالف لم يحسم أمراً ولم يطور فكرة مركزية لمستقبل الشمال والجنوب منذ 2015م.

 وظل يصغي لصرخة "المرجعيات الثلاث" التي هلكت عند آخر نقطة حبر صيغت به.
ولم تعش إلا على الشاشات وفي البيانات وتغريدات السّاسة الفارّين.

لهذا حان الوقت للتحالف أن يقترب من الحقائق على الأرض وأن يبتعد عن ترحيل الأزمات والمشاركة في صناعة التسويات الفضفاضة التي تعد منطلقاً لحروب مؤجلة.
#الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
عَوْدٌ علىٰ بَدءٍ.. يختنقون شمالاً ويتنفسون جنوباً!

كتب / د. #أحمد_عبداللآه

عندما أراد أهل الجنوب "إدارة" مناطقهم، وفي توقيت صعب وشاق، ولّعت الدنيا وتنادت الأحزاب والأمصار وتصاعد الغبار وشق المهدي بياته السردابي، واقترب ظهور البقرة الأرثوذوكسية الحمراء تبشر بقدوم يوم الرب، و(تبرطعت) قطعان الإعلاميين الرّحّل بين المضارب والمآرب وضجّت البيانات بعبارات متناسخة مضجرة، وأشهرت الحسينيات والموالد حسراتها على يمن الرفاهية والاستقرار.

حتى الحزب الاشتراكي (المجفف) أصبح لا يسمع لا يرى لا يتكلم إلا حين توقظه (فرقة حسب الله) باتجاه عدن فلم يتبق شيء من ذاكرته سوى اتّباع حمية "اللقاء المشترك" والحفاظ على المخ المغسول بنظرية البقاء الممكن في حالة الانكماش الحيوي، التي تقنعه بأن السحلية المستدامة هي حفيدة الدناصير المنقرضة.

كثيرون أولئك الذين أدمنوا الصمت حين تحولت عدن إلى عاصمة للبشرية البائسة اليائسة الزاحفة إليها من كل حدب وصوب.
وحين تراكمت المصائب على كاهلها وانطفأ سراجها وجفّ ماؤها وساد ظلامها وتم تنضيب روحها ووجدانها وتزوير حقائقها من خلال ماكينات الإعلام المتوحش والموجه لتبرير الموت والفساد وحين تحولت إلى خيمة سوداء تذروها رياح الخوف بعد أن سيقت إليها فرق الإرهاب وكتائب الإعدام الميداني، وحين تحولت إلى عاصمة للحميّات ومستودع الجوع والظمأ ومخزن الرعود المنفلتة ومتسع للعواصف، وشقت الأخاديد وجهها الجميل وتثاقل الزمن المقرف في حارات صبرها.

وكانوا يعلمون أنها وُضعت أمام خيارين: أن تحيا بقبضة الإخوان وتنظيم القاعدة، عن طريق غزو القلعة من داخلها باسم الشرعية، أو أن تموت بصفتها الجنوبية.

أليس هذا هو التطبيق العملي لشعار "الوحدة أو الموت"؟

لقد مارسته حكومة الإخوان بطريقة معلنة بهدف تحويل تضحيات الجنوب في حرب 2015م إلى وسيلة لإعادة تركيب تحالف حرب 94م (مع بعض تنزيلات "الربيع").. وكأن الجنوبيين بذلوا دماءهم هذه المرة لتحسين شروط موتهم فقط.
  كل ذلك لم يحرك الساسة الواعظين خلال السنين الموجعة التي مرت دون غيث حقيقي وإنصاف وإسناد بل، عوضاً عن ذلك، ذهبوا لتقبل الأمر الواقع في صنعاء ولم يعد أحد منهم يتذكر الخطابات الشائطة في بداية الزفّة وكيف صيغت وتفاقمت ثم تكسرت إلى حروف جارحة باتجاه عدن تتنقل بين حناجر الموهوبين في الشتائم والهزائم.

حتى الأحرار والمثقفون والليبراليون يصبحون أكثر شجاعة وفصاحة ضد الجنوبيين حين يتخذون خطوة نحو استعادة حريتهم.

فتدهشنا البيانات السياسية الخائفة على اليمن واستقراره وجمهوريته.
وحين يأتي الحديث عن قتلهم والتنكيل بهم أو عن حقهم الطبيعي في الاختيار يتراجع الشجعان عن وضوح نبرتهم فتظهر وظيفة "العقل المتجسد" في وعاء خارج الجمجمة من خلال اللغة الملتبسة بمجازاتها المشقلبة وعباراتها المدورة، ورطانة تضع القارئ وسط حقل من المرايا المتعاكسة.

  لقد تبين من مجريات هذه الحرب أن من ينهزم شمالاً يبحث عن نصر في الجنوب، ومن يختنق شمالاً لا يجرؤ أن يفتح هناك نوافذ للهواء الطلق، بل يفكر كيف يتنفس جنوباً، ومن يتعايش مع القبضة الحديدية وقواعد الاقتصاد الحربي وتكميم الأفواه في صنعاء... يبحث في عدن عن حريته غير المنقوصة.

أضاعوا اليمن في صنعاء وذهبوا يبحثون عنه في عدن.. أحرقوا الوحدة للمرة الثانية وبشكل نهائي في صنعاء ويحاولون جمع دخاخينها وإعادة نفخ روحها من عدن!
ليس هذا فحسب، بل أن كلا منهم لا يبحث عن (ليلاه المفترضة) إلا في عدن.

الاشتراكيون والقوميون والإسلاميون والليبراليون والبرمائيون المتعددو المهارة في الحركة وكل من تهب رياحه وتياراته يرى في أن تصبح عدن وعاءً يملؤه بمشاريعه ونموذجاً يشبع هواه وانتماءه وأيديولوجيته، وتكون قادرة على تلبية احتياجات الأحزاب والطوائف والباحثين عن السلطة والوحدة والجمهورية.

حتى الهواة والغواة ومن لا يظهر إلا في مهرجانات النحيب... كل منهم (يفصّل) عدن على قدر خياله السياسي ووفقاً لمصلحته.
↓↓↓