اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
كاتب #عربي يتسأل… ..
متى ينتفض اليمن ؟

🖋 #عبدالحليم_قنديل

قد لا يحلم أحد بنهاية قريبة للحرب الجارية فى اليمن ، ولا بأن تنتهى إلى استعادة البلد كما كان قبلها .
وقد لا تكون الحروب شيئا استثنائيا فى تاريخ اليمن ، فقد جرت حرب ضارية ، استمرت لثمانى سنوات ، بدأت عقب انقلاب عبد الله السلال على المملكة المتوكلية فى 26 سبتمبر 1962 ، وإعلان الجمهورية العربية اليمنية ، التى ساندتها مصر عبد الناصر ، ووقفت ضدها كل الملكيات العربية الرجعية وقتها ، بدعم أمريكا وإسرائيل ، إضافة لبريطانيا التى كانت تحتل جنوب اليمن ، وحين وضعت الحرب أوزارها فى عام 1970 ، كانت الجمهورية قد انتصرت ، وفكت حصار الملكيين على صنعاء ، وكان جنوب اليمن قد تحرر قبلها من ربقة الاستعمار البريطانى ، وكان المجتمع اليمنى يلتحق بإيقاع العصر الحديث .
المعنى ، أن الحرب وقتها كان لها مغزى ، كانت صداما عنيفا داميا بين نزعتين ، وانتصرت النزعة الجمهورية التحررية فى النهاية ، وقامت الجمهورية ، التى شهدت أزهى سنواتها بين 1974إلى 1977، أى فى العهد القصير الثرى لرئاسة إبراهيم الحمدى ، الذى جرى اغتياله بتدخل الجوار السعودى ، مما مهد لحكم على عبد الله صالح ، الذى استمر لعقود ، وشهد فسادا ناهشا ، برغم انجاز الوحدة اليمنية جنوبا وشمالا فى أوائل تسعينيات القرن العشرين ، وإلى أن قامت ثورة شعبية عام 2011 ، سرعان ماجرى إجهاضها بالتدخل الرجعى ، فيما عرف باسم "المبادرة الخليجية" ، وإلى أن جرى التحول إلى الحرب من جديد ، بعد استيلاء الحوثيين على السلطة فى صنعاء أواخر 2014 ، واندلاع الحرب المدمرة ، التى قاربت الخمس سنوات من عمرها ، ومن دون التوصل إلى نتيجة عسكرية حاسمة ، اللهم إلا إهلاك الحرث والنسل ، ونشر الأوبئة الفتاكة ، وتهجير ملايين من نخبة اليمن إلى خارج الحدود ، وتفتيت المجتمع اليمنى على نحو غير مسبوق ، والعودة باليمن إلى ما قبل حرب الجمهورية ، بل ربما إلى ما قبل المملكة المتوكلية اليمنية ، التى قامت فى نهايات العقد الثانى من القرن العشرين ، وحيث كان اليمن قبلها ، مجرد فضاء جغرافى ، قامت فيه لمئات السنين ، سلطنات وإمامات بالعشرات ، حجزته طويلا فى قوالب القرون الوسطى .
وليس بالوسع ، أن نبدى تعاطفا أو ميلا لأى طرف فى الاحتراب الراهن ، فليس من عنوان تقدمى ولا تحررى واحد ، فلا التحالف السعودى الإماراتى يريد إنقاذ اليمن ، ولا أدوات التحالف اليمنية مما يستدعى حماسا ، ولا الحوثيون الذين يفخرون بأسلحتهم الإيرانية ، مما يمكن أن تصفه بالقوة الثورية ، فهم رجعيون حتى النخاع ، ونزعتهم السلالية تفضحهم ، وموقفهم ضد النزعة الجمهورية لا يخفى ، ورايتهم المرفوعة ملكية وراثية ، تحصر أهل الحل والعقد فى السلالة الهاشمية ، وفى العائلة الحوثية المتشيعة ، التى تريد الاستئثار بأتباع المذهب الزيدى ، والزيديون أقلية فى التكوين الدينى لليمن عموما ، ولم تكن لهم مشكلة طائفية مع المذهب الشافعى السائد ، بل كانت المشكلة سياسية ، حيث استندت الملكية المتخلفة إلى ادعاء الوراثة الزيدية الهاشمية ، وبذات النهج الذى يرثه الحوثيون اليوم ، ومن دون اقتناع من عموم الزيديين ، فقد كان إبراهيم الحمدى زيديا ، وهو ألمع وأفضل رئيس جمهورية يمنى ، وكان على عبد الله صالح هو الآخر زيديا ، وجرى اغتياله فى النهاية على يد الحوثيين .
والمعنى مجددا ، أن لاهدفا سياسيا نبيلا من وراء الحرب الجارية ، فالحوثيون ملكيون عنصريون سلاليون رجعيون ، والأطراف المقابلة تدعى نسبا إلى معنى الجمهورية ، وباستثناء الناصريين والاشتراكيين وفئات أخرى أصغر ، قد لا تجد غير تشكيلات رجعية ، تدعى انتسابا للإسلام المتسلف ، أو لنصرة عائلة على عبد الله صالح ، وتخلع على نفسها أردية عصرية ، لا تكاد تخفى طبائعها القبلية والجهوية ، إضافة لجماعات الانفصاليين فى جنوب اليمن ، وطوائف أكثر ممن حولوا الحرب إلى مهنة فى ذاتها ، وينقلون البنادق من كتف لأخرى ، بحسب اتجاهات الربح المالية والارتزاقية ، ولا يؤمنون بأى قضية أو مبدأ سوى غواية الحرب من أجل الحرب ، ومضاعفة بؤس ما تبقى من المجتمع اليمنى ، الذى يجتاحه الجوع والمرض ، مع انهيار كل وجود للدولة ، بعد أن تحول اليمن إلى خانة "الدول الفاشلة" بامتياز .
والأخطر مما جرى ، أن المجتمع اليمنى فقد عافيته ، فوق فقدان التماسك السياسى والجغرافى ، ومن دون أن يسعى أحد خارج اليمن إلى إنقاذه ، فلم يعد للسعودية من فرصة لانتصار حربى ، وقد انتقلت بإطراد إلى مواقع الدفاع العاجز عن حدودها ومنشآتها البترولية ، ولم تعد بها من قدرة على نصرة أعوانها اليمنيين ، وقد لجأت إلى فرض "اتفاق الرياض" بين عبد ربه منصور هادى و "المجلس الانتقالى الجنوبى" ، علها تجد سندا تتكئ عليه فى خرائط اليمن المفككة ، التى تحولت لمناطق نفوذ وسيطرة متفرقة ، فالحوثيون يسيطرون على الهضبة الشمالية ، ولا فرصة عندهم لمد النفوذ إلى ما هو أوسع ، وجماعات متعددة متناحرة ، تنتشر فى