اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
#فضــــــــــاء_حــــــــــر……

مصنع نعنع!❗️

http://telegram.me/watYm
🖊 #سلوى_يحيى_الارياني

هذا ليس وطن ،بل مصنع! لا أمزح ، ليتني كنت أفعل.هذا ليس اليمن موطني، ليس اليمن بلدي. ليس سندي. صار اليمن مصنع ينتج سلع. هذا ليس حضني الذي اتكور داخله كالجنين داخل رحم أمه لأنام. هذا ليس الكف الذي أتوسده فأغفو. ذكريات طفولتي الِعطرة ليست في نسائمه. لم أنم منذ 2015. هنا في هذا اليمن الذي أقيم فيه، لا يتمركزحوله إنتمائي. ليس هذا أماني. فتشوا نبض قلبي دقة دقة، حب الوطن فيه قرع طبلة لكنه ليس لهذا المصنع. تفرسوا في ملامحي، ليس فيها اي لمحة من ملامح هذا اليمن. لا يشبهني ولا ارتضي أنا أن أشابهه. ليس ذا عمودي الفقري. بكل صدق و صراحة هذا اليمن الحالي ليس اليمن بلدي. احيا فيه بين جماهير مليونية لها ضجيج، اشهق وسط تدافعها واموت وحدي. اليمن، الذي أعرف لا أجد خريطته توضحها مسام جلدي. لا ليس هذا اليمن بلدي. اغترب يا مغترب فلست تغترب عن اليمن بلدك، لا يكدر صفوك شوقك اليها. اليمن بلدنا ماتت غرقا. تعال و احكم بنفسك. هل هذا اليمن هو ما اغتربت منه وفارقته؟ ليس هذا اليمن الذي كان زادي و زلال مائي. مريضة أنا بحب اليمن، لكني لا أجد لليمن طبيب يخرجه من غيبوبته ولا وجدت طبيب يغسل من دمي دائي. من كل حروفك يا لغتنا العربية العظيمة، تفحصت حروفك فلم اجد يائك تشبه ياء اليمن، و لا ميمك تشبه ميم اليمن ولا نونك تشبه نون اليمن. كأنما سقط اليمن سهوا من فهرس مجلد الأوطان المجيد. اتركوني ابكيه بحرقة. هل تسمعون؟ لها صوت دموعي... انها دموع من شدة الشوق تخلق الرجوع. فإذا عدت فتشت بين جبال اليمن عن اليمن. اغثنا يا مغيث. وحدك سامع دعوة الضحية ووحدك المجيب.

اليمن صار مصنع.اسمع صوت هدير المحركات و المكائن. اول الضياع كان حين اكتشفوا انه منجم تتزاحم فيها الثروات. فتنازعت فوقه المخالب ونهشته الانياب. و أصحاب المنجم الجميل أين هم؟ انهم هناك في احتياج ومجاعة. بعد ان تنازعه الجبابرة الكبار، بنوا من اليمن مصنع. اصبح الطرفين ينتجون سلع. سلع آدمية من ابناء اليمن. تحول ابناء اليمن الى ما يشبه المعلبات. الكل له تاريخ التحاق بالجبهة و تاريخ انتهاء الصلاحية و بالتالي العودة في تابوت. من المعلبات تطل في وجهي عيون جميلة محدقة. عيون احبتي ، اهلي و ناسي. عيون أهل اليمن أجمل عيون العالم. انا هكذا احس. احس ان اليمن صار مصنع. حتى انني صرت اسمع صوت المكائن و المحركات تعمل.

انا الان اكتب على سطر أبيض مثل روحك يا وطني. نحن من نكتب على السطر ذنوب اوفضائل . لكن يظل أبيض، وبريء السطر. مثل الامواج الغادرة القاتلة لا يُلام عليها البحر. بريء السطر بريء البحر بريء الشعب. المصنع ينتج سلع بشرية غريبة، عجيبة، غبية. يقوم الجبابرة عند بدء العملية المصنعية باستئصال المخ الذي يفكر. لكي يكون الشباب طوع الأمر و عبيد لاي طاغي مدني كان اوعسكري. الخطوة الثانية من الخطوات المصنعية عقب استئصال المخ ، يزرعون في بقعته الخاوية كيس علاقي يمني، ثم يعبون فيه مصالحهم. يحاصرون الشاب اليمني بالدروس، بالملازم، بالخطابات الحماسية و بالزوامل. يستحيل كل تفكير الشاب اليمني منصب في مصالح الكبار. لا يعود يفكر باليمن الا كمصدر للمال للجبابرة الكبار. لا تلم اليمني الشاب الذي يقتل اليمني الشاب و هو اخوه، هو في هذا العمل لم يفكر...كيف يفكر؟ قد استأصلوا منه المخ وحولوا اليمن الى لعبة شطرنج و الشباب في اللعبة هم العسكر. قل لي اذا كنت قد سمعت عن خاوي العقل يفكر؟ عن نفسي، لم أسمع.

هذا الشاب في قصتي شاب و لديه أخ. الاول في مكان عقله مصالح الكبار و الثاني في مكان عقله مصالح الكبار من الطرف الثاني. لكن الشابين اخين. الاول يقيم وليمة لأنه قرر الالتحاق بجبهات العزة و الشرف في الشمال كما كان يسميها. الاخ الثاني يريد الفرار الى الجنوب ليحارب حكومة الشمال، فيكذب ويطلب الانتقال الى الجنوب بحجة العمل و اعالة اسرته، لكنه يصل ليلتحق بالجبهة هناك. يلتحق بجبهة تحارب جبهة اخوه. وضعت قلمي جانبا... وقفت مطأطأة الجبين ،قفوا معي دقيقة حداد على اخوة هكذا اصبحوا.

لا اعتب على ايا منهم كثيرا. ما عاد في الرأس مخ فكيف الاخ اواخيه يُلام؟ غير انني استغربت الا يتذكروا... الذكريات ليس مكانها العقل الذي استأصلوه بل مكانها القلب، الروح والوجدان. اما تذكر الأخ الذي انتقل للجنوب و هو من اكمل تناول وجبة الغداء في وليمة ضخمة لأن اخوه سيلتحق بالجبهة في الشمال، اما تذكر الثدي الواحد الذي ارضعهم الاثنين؟ اما تذكروا اول يوم مدرسة؟وقت المذاكرة للإمتحانات؟ وقت مشاهدة افلام الكرتون؟ اما تذكروا هيبة والدهم وحنان امهم؟ اما تذكروا العيش و الملح؟ طيب صلة الرحم؟ طيب صلة الدم؟ طيب العرق؟ طيب الصلب؟ انا اسمحوا لي لا استطيع ان افهم كيف يمني يقتل يمني و لا اريد ان افهم. الاول يهتف الموت لأمريكا و الموت لاسرائيل و لا يقتل الا اخوه اليمني. و الثاني يقول انه يقاتل التدخل الايران