اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
#فضــــــــــــاء_حــــــــر……… ..

علي عبدالله صالح

🖋 #عادل_الأحمدي

كان صعبا أن تكتب عن الرئيس علي عبدالله صالح أثناء حكمه، ومن اللازم ألا يكون صعبا أن تكتب عنه بعد رحيله. وأحرى بخصومه اليوم، ألا يتشبثوا بيقينياتهم الجاهزة عن الرجل، إذ ثمة أمور غابت عنهم مثلما غابت أيضا عنه أمور.

أزعم أنني قضيت وقتا طويلا في محاولة تحليل شخصية علي عبدالله صالح رحمه الله، وسكبت الخلاصة في كتاب "الخيوط المنسية" عام 2008، ولم أتفاجأ مذ ذلك الحين بأية خطوة أقدم عليها صالح.

واليوم بمناسبة مرور 42 عاما على توليه السلطة في شمال اليمن، أنتزع هذه الفقرات من كتاب الخيوط المنسية، (الذي تنبأت فيه بثورة 2011).

والفقرات المقتبسة تسلط الضوء على جوانب إدارية ونفسية من شخصيته التي ستظل لعقود قادمة، مثار جدل كبير.

علينا أن نتمعن تجربة الرجل الذي أهدر الكثير من الفرص.

علينا أن ندرس علي عبدالله صالح كحالة يمنية بمعزل عن انطباعاتنا السابقة عنه. هناك جوانب عديدة افتقدناها بعد تنحيه عن السلطة، وهنالك تطورات مؤسفة أعقبت ذلك التنحي وأسلمت الرجل لمصير مؤسف ومشرف في ذات الوقت. وألخص القصة بكلمة واحدة: "المكابرة" التي دفعها إليه خصومه بعد إلمام طويل بنقاط ضعفه كيمني أدمن السير على حواف الضياح.

ــ قلت قبل 12 عاما:
"لقد امتلك الرئيس علي عبدالله صالح، طيلة ثلاثة عقود من الحكم، كثيراً من الخبرة.

ويشهد له الكثيرون أنه مبدع في مجال السياسة الخارجية.

كما أصبح صالح بسبب هذه الفترة الكبيرة في الحكم موسوعة يمنية هائلة تحيط بطبيعة الإنسان والمكان.

كما أنه وطيلة ثلاثين عاماً أصدر الآلاف من قرارات التعيين وأدى المئات من الأشخاص اليمين الدستورية أمام الرئيس.

عاصر الناس جميعهم؛ الكفء منهم والضعيف، النزيه والفاسد.. جابَهَ التحديات والأزمات أشكالاً وألواناً. .ذاق حلاوة النجاح مرات عديدة وتجرع مرارة الإخفاق مرات عديدة كذلك.

شاهد اليمن وهي تكبر أمامه، أجيالاً ومدناً وأحلاماً وتحديات، سمع أجمل القصائد، أطرف الزوامل وأندر الحكايات، تعرف على جوانب رائعة من نبوغ هذا الشعب.

استمع إلى الكثير من النصائح والدسائس وعبارات الحب ومعلقات النفاق.

عاصر الكثير من الرؤساء في العالم. .زار العديد من عواصم العالم.. شارك في الكثير من القمم العربية والإسلامية والعالمية. تقدم بالكثير من المبادرات.. حصد إعجاباً كبيراً وصدم بخذلان كبير.

تعرّف على الكثير من الشخصيات العربية والعالمية من كتّاب ومثقفين وعلماء وساسة ورجال أعمال.

اطلع على كمّ هائل من الأسرار، وعايش بشكل يومي كتابات وتحليلات له أو عليه. إلى آخر ما هنالك من المعطيات الكثيفة التي تجعل من علي عبدالله صالح مستودعاً كبيراً للخبرة والحنكة وارشيفاً هائلاً للأحداث والمتغيرات التي كان طرفاً فاعلاً فيها.

ــ عنفوان الشعب على حساب عنفوان الحكم

يقول أحمد الأسودي في كتابه "الحاكم": "إن مهمة كل حاكم تتمثل في تمكين المحكومين من حقوقهم، في ذات الوقت الذي ينبغي فيه على المحكومين تمكين الحاكم من حقه الشخصي، الذي هو الحكم".

لكن ما يحدث الآن في اليمن هو وضع مختل؛ يريد المحكومون انتزاع حقوقهم عن طريق سلب الحاكم حقه الشخصي وابتزازه والتلويح المستمر بالتشكيك في شرعيته.

بالتالي أرى أن هذا الوضع الذي نعيشه في اليمن ليس وضعاً سوياً، واليمنيون بهذه الطريقة يجعلون من الديمقراطية والحرية وسيلة للهدم، ويبحرون بها ضد تيار النواميس العامة التي تخضع لها الأداءات الصائبة في الكون.

للرئيس علي عبدالله صالح تحدياته التي لا يستطيع الإفصاح عنها بحكم أعباء المنصب الذي يشغله.. ومنها ما تحدثنا عنه في الفصل السابق.. كما –باعتقادي- أن له قناعاته التي لا يريد الإفصاح عن بعضها؛ فهو -حسب تقديري- يبغض التعصب الحزبي الأعمى، كما يستخف بالتمترس المذهبي ويمقت الاصطفاف المناطقي.

في ذات الوقت الذي يؤمن فيه أن أولى الأولويات هي أن يمارس اليمني الحرية بلا حدود، وأن يزاول الرفض بلا ترهيب، والانضواء بلا ترغيب، بمعنى أن يتخذ اليمني قراره وأن يتحمل تبعات هذا القرار؛ ذلك أن ما حدث منذ قرون عديدة؛ هو أن اليمني كان مسلوب الإرادة، مهاناً، مرعوباً، لا تسكن فرائصه، ولا يرعوي جلادوه.
لذا فقد سعى الرئيس علي عبدالله صالح إلى تقوية عنفوان الشعب على حساب عنفوان الحكم.. ذلك أن الشعب بعد أن يغدو قوياً وجسوراً فإن من المستحيل أن يخدعه دجال أو يقهره غاز أو مستبد.

لهذا، وبشيء من الإنصاف، علينا أن نتأمل أن عهد علي عبدالله صالح، إلى اليوم (يوليو 2008)، كان، رغم كل المآخذ، مليئاً بالحيوية في كل اتجاه.

كل التيارات وجدت فرصتها في عهد علي عبدالله صالح، كل الأفكار وجدت مناخها في عهد علي عبدالله صالح، الكل قال ما عنده، والكل أخذ ما يريده وترك ما لا يريده، انتعش الصدق والكذب، ازدهرت النزاهة والفساد، تجاسر الوطنيون وارتفعت أصوات الرويبضة،
#فضــــــــــــاء_حــــــر… .. .… … . … .

الزيود… خطورة التسمية وضرورة الفهم

🖊 #عادل_الأحمدي

اعتمد المشروع الإمامي الكهنوتي في اليمن آليات عدة سياسية واجتماعية، لتجذير وجوده. منها ما هو متعلق بالموشحات الدينية، ومنها التقسيم الطبقي العنصري لفئات المجتمع، ومنها ما هو متعلق بالمصطلحات كـ"الزيود" و"الشوفع"، و"اليمن الأعلى" و"اليمن الأسفل"، و"أصحاب مطلع"، و"أصحاب منزل".

ولتفكيك دعائم النظرية الوثنية الكهنوتية، لابد من تفكيك عناصرها الأولية، ومنها مصطلح الزيود والشوافع، حيث تم إطلاق هذا المصطلح لتقسيم اليمن مذهبياً، بطريقة تجعل سكان ما يسمى بقبائل الهضبة، وكأنهم وردوا ضمن تركة الكهنة الرسيين، وتم السعى لتأبيد مثل هذا التقسيم بطريقة جغرافية، يُدمغ معها كل سكان هذه المناطق بأنهم "زيود"، حتى وإن كانت الغالبية العظمى منهم لا تعرف ما هي الزيدية، وهذا هو الواقع فعلا.

ولتعميق مثل هذا التقسيم، جرى تعزيز تمايز في اللهجة، فجلّ مناطق ما يسمى "الزيود"، تعطّش "الجيم"، ومناطق ما يسمى "الشوافع"، تقلقل القاف، إضافة إلى بعض الأمارات المذهبية في الأذان والإقامة وغير ذلك.

وقد كان من النتائج الخطيرة لمثل هذا التقسيم، أن بقية المناطق التي تكتوي بخطر الإمامة وعكفتها، من قبائل الشمال، تصنفهم جميعاً بأنهم "زيود"، دون تمييز بين المستبد السلالي والعكفي القبيلي، فصار السخط يمتد لأبناء تلك المناطق عامة، مع أنهم في الحقيقة، أوائل ضحايا ذلك المشروع، وهم وإخوتهم في بقية المناطق اليمنية، كلهم أبناء حمير وكهلان ابنيْ سبأ، العادات نفس العادات والأوجاع نفس الأوجاع. غير أن قدر تلك المناطق أنها صارت الفريسة الأولى للإمامة ومناطق التحشيد التقليدي لها، واستوطنت في بعض أماكنها مجاميع جاءت من طبرستان والديلم، بعضها ذاب تماما في النسيج اليمني.

لكن هذه المناطق في المقابل أيضاً، كانت في فترات عدة، منطلق الثورات المستمرة ضد الإمامة. ولا توجد منطقة فيما يُسمى "الهضبة"، أو قبائل "الطوق"، إلا ودفعت قوافل من الشهداء على مدى التاريخ وهي تكافح الاستعباد الإمامي. وهذا بحد ذاته كتاب يبحث عن مؤلف.

بئر واحدة في همدان، امتلأت برؤوس ما يقارب 35 من أعيان المنطقة وقفوا ضد عودة الإمامة بداية القرن العشرين، بعد مغادرة الأتراك، وكذلك في بني الحارث، وحجور، وغيرها.

وبالحديث عن همدان، يذهب الذهن إلى أبي محمد الحسن الهمداني، ثم بالحديث عن "حوث" في عمران، يذهب الذهن إلى نشوان بن سعيد الحميري، وفي أرحب: محمد محمود الزبيري، وخولان: محمد بن علي الشوكاني، وسنحان: عبدالله السلال، وهمدان: حمود الجايفي، وبرط: عبدالله جزيلان، وبني مطر: أحمد علي المطري، والحدأ: ناجي القوسي وحسن العمري، والحيمة: عبدالله حمران، وحاشد: مجاهد أبوشوارب وسفيان: صغير بن عزيز، ومن داخل مدينة صعدة حسين فايد مجلي، وغيرهم وغيرهم وغيرهم.

ولا يوجد منطقة فيما يسمى بمناطق الزيود، إلا وفيها أحرار على مدى التاريخ. غير أن هذه المناطق لا تمتلك الوعي الجمعي ضد الإمامة كالذي تمتلكه مثلاً قبيلة مراد، ولهذا يخرج الأحرار فيها كالذهب المصفّى.

هناك من يعيد ذلك الى مضاعفات معركة مجزر، بين مذحج وحمير من جهة، والأبناء الفرس وهمدان من جهة، قبل ١٤ قرنا! وهناك أيضا من يقول بأن اعتماد بني مروان على سيوف الحميريين قد أثار حينها حفيظة الكهلانيين.. وكلها تخريجات لحالة خاطئة آن لنا أن نتجاوزها.

من اللازم معرفة أن الإمامة اعتمدت تجاه هذه المناطق، برنامجاً تجهيلياً عنيفاً، حيث هدفت إلى بَدْوَنتِها رغم كونها قبائل حضَر، وحاولت في حقب عديدة، نزعها من الحقل والمحراث، لتجعل أرزاقها في أسنّة رماحها، وصوّرت لها الآخرين غير المؤمنين بـ"البطنين"، أنهم كفار تأويل، حلال دماؤهم وأملاكهم، وعندما تفشل في استثارتها مذهبياً، تعمد لاستثارتها مناطقياً، وعندما تفشل مذهبياً ومناطقياً، تعمل على إذلالها وتجويعها وترهيبها في سبيل تجنيد أبنائها ضمن معارك الزيف والبوار، ويغضب العنصريون عندما يرون منطقة أو قبيلة في ذلك الإقليم، تشب عن الطوق، وتحطم قيد المذلة.

من المهم علينا كيمنيين، ونحن نكافح مشروع الإمامة بنسختها الوثنية الجديدة، أن نعرف جيداً بعضنا، وأن نتخطى الحواجز النفسية التي وضعتها الإمامة لتحول بيننا ومعرفة بعض، فاليمني في رازح صعدة هو اليمني في عيال يزيد عمران، وهو نفس اليمني في حجور حجة، ومطحن وصاب، وبعدان إب، وقَطن حضرموت، وشرعب تعز، وحريب مأرب، وصعيد شبوة، وردفان لحج، ويهر يافع، ورياشية البيضاء..
#فضــــــــــاء_حــــــر…… …… ……

بأي حق يأخذ الحوثي 25% عن كل مبلغ مُحوَّل؟!

🖊 #عادل_الأحمدي

الناس يشتكون ويقاسون المعاناة أشكالا وألوانا، والشكاوى المريرة تصلنا ككُتاب بلا انقطاع.

حين يتم تحويل 100 ألف ريال من المناطق المحررة، فإنها صارت تصل إلى مناطق سيطرة الحوثي 75 ألف ريال، والمواطن في صنعاء يشتري بـ 75 ألف ريال نفس الأشياء التي يشتريها المواطن في عدن بنفس المبلغ (75 ألف ريال).

إذن ما هو النجاح الذي حققه الحوثي من هذا القرار؟

فلو كانت الـ 75 ألف في صنعاء تعادل قوتها الشرائية 100 ألف في المناطق المحررة، لكان لهذا الإجراء الجائر، تفسير بهذا الشكل أو بغيره.

لكن الحاصل أنها عملية احتيال ونصب وسرقة مدروسة بعناية.

يأخذ الحوثي من كل 100 ألف، مبلغ 25 ألف من عرق الناس وقوت أطفالهم وحلال أموالهم، وهي نسبة تفوق الخُمس الذي أقرته لائحته الأخيرة، وليس بعد هذا الظلم ظلم، ولا بعد هذا الإثم إثم.

يقوم الحوثي بمنع تداول الطبعات الجديدة من العملة الوطنية في مناطق سيطرته، ويبيعها للمناطق المحررة بسعرها، ويستلمها منهم ناقصاً 25 بالمائة.

ولو كان لمثل هذا الإجراء أي معنى اقتصادي غير احتيالي، لكانت الـ 100 المحولة من صنعاء أو ذمار مثلاً، إلى المناطق المحررة تساوي 125 ألف ريال، على سبيل المثال.

إنها لصوصية وإيغال في تمزيق وتشطير البلاد، وإيجاد سعرين مختلفين للعملة ذاتها، وباطل يعجّل بزواله ولابد.

ومهم التأكيد على أن هذا المبلغ المخصوم (25 بالمئة)، ليست رسوم تحويل بقدر ماهي فارق عملة يستفيد منها الحوثي وليس الصراف، وهو ما أكده لي مختصون في البنك المركزي بعدن.

ولو عدنا إلى مقدار التحويلات اليومية التي تأتي من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة الحوثيين لوجدنا أن مسروقات الحوثي يومياً تبلغ عشرات المليارات.

وإذا كانت هذه تؤخذ باسم فارق سعر الصرف بين صنعاء وعدن، فإن سعر الصرف الذي يعتمده الحوثي يعد وهمياً، لأن من يحدد السعر الفعلي هو البنك المركزي اليمني المعترف به في عدن.

ولأن سوق الأسعار في صنعاء مرتبط بسوق الأسعار في عدن (أسعار البضائع)، فالتاجر الذي يمتلك عملة صعبة خاسر في الحالتين، ولهذا بدأ العديد من رؤوس الأموال بتهريب مدخراتهم إلى المناطق المحررة، وفي هذا ضرر إضافي على المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا.

علما أنه لا يوجد طلب على العملة الصعبة في تلك المناطق إذ لا إنشاءات ولا سياحة ولا استثمار.

إن العامل الذي يحصل في شهره على 50 ألف ريال في مأرب أو الغيضة أو عدن وسكنه في مناطق سيطرة الحوثي، يصبح أجره الحقيقي نحو 35 ألف ريال، وهذا المبلغ في مناطق سيطرة هي نفسها في المناطق المحررة، لأن الأسعار نفس الأسعار.. والفارق مبلغ مسروق يذهب إلى جيب الحوثي.

ورغم كل ما يسرقه الحوثي، إلا أنه لا يصرف لموظفي أي شيء ويجبرهم على العمل، وعندما ينوي صرف نصف راتب قبل العيد، يعمل بروبجندا دعائية هائلة، وأنه صرف نصف الراتب هذا، رغم عن أنف الضغوط الأممية والدولية الأميركسعواسرائيلية، كما نشرت صحفه وبالنبط العريض.

ينبغي على الناس، ألا يسكتوا عن هذه السرقة الواضحة وضوح الشمس.

إذ لم يكتفِ الحوثيون بسرقة مرتباتهم ونهب موارد الدولة، وفرض الجبايات على المواطنين بمناسبة وبدون مناسبة، وسد منافذ الرزق والعمل في المصالح العامة والخاصة، فعمدوا إلى ملاحقة العامل المسكين في أجره البسيط، (القتال والموت في الجبهات هو المكان الوحيد المناسب لهذا الشعب في نظر هذه العصابة).

مطلوب من البنك المركزي إيجاد حلول لمنع هذا التحايل، مثلا إجبار الحوثي على شراء الغاز من مناطق الشرعية بالعملة القديمة، وغيرها من الحلول.

ولابد أن يعثر الناس عن طريقة لإنهاء هذه اللصوصية، كخطوة ملحة كي لا ينزلقوا إلى قعر آخر من المذلة والمهانة، ولكي يظلوا وأبناؤهم ممسكين برمق يبقيهم على قيد الحياة.

مع يقيننا جميعا أن لا حل لكل النكبات المتوالية سوى بالتخلص من هذه العصابة التي سببت الحرب والدمار والفقر ولايزال برنامجهاً حافلاً بالعديد من فقرات الإفساد والسحت واللصوصية.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#إتجــــــــــاهات_واراء….. … .. … ..🔄

الغدير أو يوم الولاية…. وسيلة العنصريين لشرعنة التكفير وغرس الكراهية وحشد المغفلين وسرقة الأموال

🖊 #عادل_الأحمدي

http://telegram.me/watYm
بعد عيد الأضحى بأيام قليلة، يدشن الحوثيون سنويا فعاليات "الغدير"، أو ما باتوا يطلقون عليه "يوم الولاية"، والتي تصل أوجها في الثامن عشر من ذي الحجة، نسبة إلى غدير "خُم" الذي يفتري هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصى فيه لعلي رضي الله عنه، بالولاية من بعده.

واختلف القوم اختلافاً شديداً بعد ذلك، فمنهم من ذهب إلى أن الوصية كانت صريحة، ومنهم من ذهب إلى أنها كانت كناية، في مهزلة واضحة يفترون فيها على الله ورسوله بكل وقاحة وإصرار.

في زيارتي لصعدة العام ٢٠٠٧، طلب مني أحد أبناء صعدة وبإلحاح، الحصول على احصائية أمنية لضحايا الرصاص المتطاير بغزارة في احتفالات الغدير من عام 1992 وحتى 2006، مضيفا أن الضحايا بالعشرات وأن المستفيد الوحيد في المسألة هم دهاقنة السلالة وتجار السلاح، أما علي بن أبي طالب فالمناسبة تعد إساءة كبيرة في حقه؛ إذ يصر هؤلاء على تصوير أن علياً (وهو الفارس الشجاع والمؤمن القوي الذي لا يخشى في الله لومة لائم)، قد جبُن أمام مَن أخذ عليه الولاية، وصبر عليهم 30 عاماً، بل وكان موظفاً أميناً عندهم!

تالله ما جاء الإسلام ليضفي ميزات سياسية على "بني هاشم" أو غيرهم؛ ولا بعث الله نبيه ليستبعد الناس لأسرة أو قبيلة، وإنما بعثه الله رحمة للعالمين كافة، وهذا يستدعي ألا تتحول رسالة محمد بن عبدالله إلى مشكلة مزمنة للأمة بسبب انقلاب الصحابة على الشرعية الدستورية المزعومة للإمام علي، ولأبنائه، كما يزعم هؤلاء المشعوذون.

وعندما تواجههم بهذه الحقيقة، فإن الراسخين منهم يجيبون عليك بجواب عجيب: وهو أن الله تعالى لم يكن يعلم بذلك!! فعند هؤلاء الراسخين أن الله سبحانه وتعالى، يعلم ما قد كان ويعلم ما يكون، لكنه لا يعلم بما سيكون. سبحانه وتعالى عما يصفون. وللقارئ الكريم أن يتأكد بنفسه بالرجوع إلى كتاب "الزيدية - بحث في المشروع وقراءة في المكونات"، لعبدالله حميد الدين بتقديم بدر الدين الحوثي والصادر في العام 2003 عن مركز الرائد الذي يديره علي هاشم السياني، (الطبعة الأولى).

من الواجب معرفة أن إحياء ما يسمى بعيد الغدير، أو يوم الولاية، ليس مجرد طقس مذهبي، بل هو تظاهرة سياسية لتكفير الآخرين باعتبارهم منكرين لوصية "خُم" المزعومة ومنقلبين عليها.

الغدير ليس مناسبة دينية يتداعي فيها أصحابها للتغافر والتسامح ويمدون يد الأخوة لإخوانهم في الدين والوطن، بل هي مناسبة لشحن العداء والكراهية تجاه كل من لم يؤمن بهذه الخرافة.

إن يوم الولاية الحوثي، ليس سوى إمعان في التحريض والكراهية وإلهاب مشاعر الأتباع بسبب المناحة على قبور التاريخ التي تتحول بالتحريض، الى أفعال قتل بدم بارد، وكذا بسبب ما يصفونه بالبراءة من "أولياء الشيطان"! وهو وصف يطلقونه على عموم الشعب اليمني الذي لا يؤمن بالتفسير العنصري للرسالة المحمدية!

إنها فعالية شوفينية لا ينحصر أثرها على الأنا المعتقِد بل تستهدف الآخر غير المعتقد، وتلحق به كل إدانات العار والشنار والصَّغار والدمار، وهذا ما يفسر استحلالهم لدماء وأموال اليمنيين بلا أي رادع أو تأنيب ضمير.

في الثامن عشر من ذي الحجة سوف يجتمع "الأبالسة" وأتباعهم المغفلون على صعيد واحد ليعلنوا البراءة من عموم أبناء الأمة الذين هم وفق هذه التعبئة نواصب وكفار تأويل وقتلة لآل البيت! وهي أيضاً، مناسبة للسرقة وفرض الجبايات وإلزام الموالين بإحضار حشود بشرية "من راسهم أو من بين أرجلهم"!

واجب علينا جميعا أن نفند زيف هذا الهراء، وأن نوضح للمغرر بهم أن هذه المناسبة ليست سوى موعد سنوي يستخف بها السلاليون بعقول أتباعهم، وأنها ليست سوى كريسماس عنصري دموي يحتفل به الكهنة نهاية كل عام هجري، أملاً في الحصول على المزيد من المقاتلين من فلذات أكبادنا الذين لم يخلقوا ليكونوا قرابين لهذا الجنون السلالي الجبان.

* من صفحة الكاتب بموقع "فيسبوك"
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#إتجــــــــاهات_واراء… ــــ…. ــــ... ــــ🔄

لماذا نبغ نشوان الحميري وما الذي يجعل من كل يمني نشواناً جديداً؟

🖊 #عادل_الأحمدي

http://telegram.me/watYm
دراسات وكتب ورسائل دكتوراة عن هذه الشخصية اليمنية العبقرية التي وصلت القمة في كل مجال.

نشوان قمة في الشعر، قمة في اللغة، قمة في التاريخ، قمة في التفسير، قمة في الجغرافيا، قمة في الفلك، قمة في الفلسفة.

لماذا أصبح نشوان قمة في كل هذه المجالات؟ السبب بسيط: لأنه كان في قمة الوعي بزيف المشروع الإمامي الكهنوتي وخطورة خرافة ولاية البطنين، على شخصية الإنسان اليمني وحضارته.

لقد أدرك رمز اليمن نشوان الحميري رحمه الله، أن إذعان اليمني للإمامة، يقتل فيه تلقائياً كل عوامل الإبداع والتميز، إذ هو بذلك الاذعان، بات يعتقد أن التميز والابداع حصر على سلالة معينة، وأن واجبه هو الانبهار الأعمى والانقياد الأهوج لأهواء الأئمة، وبالتالي مات الإبداع وتراجع الانتاج، وأصبح اليمنيون عالة على الزمن.

يجب تسجيل هذه الحقيقة ونشرها للناس: عندما يعتقد أيُّ إنسان أنّ هناك سلالة أو عرقاً أفضل من العرق الذي ينحدر هو منه، فإن ذلك الشعور يقتل لديه حوافز الإبداع لكونه آمن بمحدودية قدراته وتفوّق الآخر، وهذا واحد من أسوأ تبعات العنصرية، وفيه أجوبة عديدة عن سر تأخر اليمنيين رغم المَلكات التي يمتلكونها.

لذا، وبمجرد أن أيقن "نشوان" هذا السر الكبير، قام بتحطيم دعائم الخرافة وإحراق حروزها وتمائمها، وأوقف عمره لتفنيد طروحاتها بالفكر والمنطق، وبالعقل والنقل، وبالشعر والنثر، وبالقلم والسيف.

ثم راح بعدها يتبحّر في كل علم، ضارباً أقوى الأمثلة لنبوغ الإنسان اليمني حينما يتحرر من الخرافة ويحطم أغلال العنصرية اللاهوتية.

ولذا نجد أن ما أنجزه نشوان في قرابة ٤٠ عاما، لا يستطيع سواه، ممن لديهم نفس القدرات، إنجازه في قرون.

وللتدليل أكثر: لم يستطع كل دهاقنة المذهب الكهنوتي، قناديلهم وزنابيلهم، أن يبلغوا ربع ما بلغ نشوان الحميري في أي فن من فنون المعرفة!

ولو خضع نشوان للخرافة لكان اليوم نسْياً منسيّاً، ولما نبغ في أي فن، ولكان في أحسن الأحوال نسخة متقدمة من الشاعر الزنبيل حسن الهبل الذي كان يسمّي نفسه "كلب آل البيت"!

إنه الإحساس بالكرامة والغيرة على اليمن، وقود كل هذا الإبداع وحافز كل هذا التميز.

وعندما يقوم أي يمني برفض مشروع السلالة رفضاً واعياً على طريقة الهمداني ونشوان، فإن الطاقات والمهارات وملكات الإبداع سوف تتفجر في أعماقه، وسيغدو، بنسبة أو بأخرى، نشواناً جديداً تعتزّ به أجيال اليمن، ولنا في أحرار سبتمبر وأكتوبر خير مثال، فقد كانوا صنّاع حياة وأعمدة في الفن والإدارة والأخلاق، ومثالاً لا يضاهى، في محبة الشعب وخدمة اليمن وإنكار الذات.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#كتــــــابات ..ــــــ 📝ــــــ كتــــــابات

عاش السلال والعربي جمال

🖊 #عادل_الأحمدي

http://telegram.me/watYm
مع حلول شهر أيلول المجيد والذكرى ال58 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، يتحتّم على كل يمني حر مستنير في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ شعبنا، أن يعمل على تكريم رموز ذلك الميلاد العظيم وفي مقدمتهم علي عبدالمغني وعبدالله السلال، رحمة الله تغشاهما.

والزعيم المشير عبدالله بن يحيى السلال المولود في صنعاء العام 1917، هو أول رئيس للجمهورية في الشطر الشمالي من اليمن، بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 الخالدة، قائد صلب ومناضل صنديد وإنسان بكل ما في الكلمة من معنى.

كان السلال أحد أفراد البعثة العسكرية للدراسة في العراق في العام 1939، وهي البعثة التي كان لأفرادها دور طليعي بالثورة ضد نظام الإمامة العنصرية، شارك في ثورة 1948 وسُجن على إثرها، ثم كان عضواً في تنظيم الضباط الأحرار خلال ثورة سبتمبر، واختير قائدا لمجلس قيادة الثورة ونعم القائد كان.

أحبته الجماهير الخارجة من ربقة الاستعباد العنصري البغيض، وهتفت باسمه في كل مكان، ولاتزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بشعارات المحتفلين في عدن وصنعاء وإب، وهم يرددون عقب الثورة: "عاش السلال والعربي جمال".

وبصوته العذب غنى المرشدي:

وانا فدا السلال بكّر ينادي

من الحسَن والبدر حرّر بلادي

عُرف المشير السلال بسياساته وقراراته الصارمة التي أسهمت في ترجمة أهداف الثورة اليمنية، وعرف بحس ظرافة بديع، وبنظافة يد، ومعرفة عميقة بخارطة الوجع اليمني.

وأزيح بانقلاب أبيض، خلال زيارته إلى العراق في الخامس من نوفمبر 1967، ثم عاد الى بلاده بعد سنوات، يرقبها وهي تكبر أمام ناظريه، وتوفي رحمه الله في العام 1994.

من أجل سبتمبر الكرامة، ستكون الذكرى الـ58 للثورة السبتمبرية الخالدة، مناسبة لمعرفة هؤلاء وتكريمهم والقراءة لهم والكتابة عنهم، والسير على خطاهم لانتزاع الفجر اليماني الذي تجرأ لصوص التاريخ على المساس به.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#إتجــــــــــاهات_واراء.. ــــــ ــــ ــــ ــــــ 🔄

القبيلة.. معقد الرهان القادم
🖊 #عادل_الأحمدي

    http://telegram.me/watYm
بدايةً، من الخطأ تقسيم المجتمع اليمني إلى قبائل وغير قبائل؛ لأن المجتمع اليمني كله قبائل، لكن التسمية اصطلح على استخدامها سياسياً وإعلامياً ليُقصد بها المناطق التي ما تزال لديها تكوين قبلي معتبر بهياكله وشخوصه وأعرافه ونطاقه الجغرافي. 

ونحن في هذه التناولة سنضطر لاعتماد الاصطلاح الإعلامي للحديث عن القبيلة، أي سكان الريف بتشكيلاتهم وأفخاذهم وبطونهم ومشائخهم.

 وللأسف فقد اعتمدت بعض الدراسات الأكاديمية وبعض الأدبيات الحزبية النظر إلى القبيلة بوصفها عاملاً من عوامل التخلف في اليمن. 

وعادة ما كان يتم إيرادها كمرادف يقع على النقيض من التمدن وسيادة النظام والقانون.. وهذا أمر ليس دقيقاً على الإطلاق.

 إذ القبيلة بذاتها، شكل نظامي لنطاق مجتمعي، بإمكانه أن يكون أسرع من غيره في صنع التحولات الكبرى نتيجة احتفاظه بمقومات الاحتشاد والانتظام والاحتكام إلى رأي القيادة الواحدة. 

من هنا تأتي أهمية القبيلة اليوم، واليمن يواجه محاولة شعواء من قبل فلول الإمامة للسيطرة على حياة اليمنيين من جديد، واذلالهم واستعبادهم وامتصاص خيراتهم. 

وقد استغلت فلول الإمامة العديد من الشقوق الموجودة في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه القبيلة، وكذلك عملت على تهييج خلافات القبائل فيما بينها، لتجد من داخل بعض النسيج القبلي، مقاتلين يموتون في سبيل العبودية.

 وبالتالي تم عكس صورة، عن أن مناطق القبائل تهاونت مع المشروع الإمامي الكهنوتي الجديد، وهذا أمر ليس صحيحاً على الإطلاق، حتى مع وجود الملابسات التي استغلتها المليشيات لكسب هذا الشيخ على حساب ذلك الشيخ. 

قبل ذلك، قامت فلول الإمامة بغرس الدسائس بين القبائل وبين فخوذ وبطون كل قبيلة على حدة، واستنفدت جاهزية القبائل في الصراعات البينية، 

كما قامت بحرمانها من الحصول على سلالم الترقي ووسائل التطور، والمتمثلة في التعليم وحيازة المال والاطلاع على معطيات الحضارة المعاصرة. 

الإمامة في حقيقة الأمر، هي مشروع مدمر للمجتمع ككل والقبيلة مكون أصيل فيه، وهذا ما أدركته طلائع الأحرار اليمنيين منذ بدايات القرن الماضي.

 لهذا كانت القبيلة سنداً وعوناً لكل محاولات التحرر وصولا الى الثورة السبتمبرية الخالدة، وقدمت قوافل من الشهداء إلى الحد الذي دفع أحد الأكاديميين إلى وصف سبتمبر بأنه ثورة القبيلة على الإمامة. 

فمن محمد بن عائض العقاب إلى علي بن ناصر القردعي، إلى يحيى منصر ومحمد سعيد مقبول وأحمد فتيني جنيد، إلى حسن الدعيس، وحسين بن ناصر الأحمر إلى أحمد علي المطري إلى علي بن ناجي القوسي، إلى أحمد عبدربه العواضي وحمود الجائفي وسنان أبولحوم إلى راجح بن قاسم لبوزة، إلى مجاهد أبوشوارب إلى صالح المقالح وأحمد محمد النعمان، حسين فايد مجلي، محمد علي عثمان، ونعمان قائد بن راجح، الباشا بن زبع، محمد مصلح عبدالرب.. والقائمة تطول وتطول، لرموز سبتمبرية هم في الأساس قادة قبليون عندما نهضوا نهضت معهم قبائلهم. وهنا تأتي أهمية القبيلة في الوقت الحاضر وأهمية زعمائها. 

ولذا نريد التأكيد في السياق، على نقطة غاية في الأهمية، وهي أن الآلة الدعائية الإمامية التي كانت مبثوثة في الأحزاب والجامعات والإعلام عمدت طيلة عقود، على تحطيم سلطة المشيخ وتشويه صورة القبائل والمشائخ، وكذا سعت لإشعال الاحتقان بين أبناء القبيلة الواحدة، بحيث تأتي هي وتقدم أصنامها السلاليين بديلاً عن هؤلاء القادة الاجتماعيين. وتهاون للأسف مع هذا المشروع بعض المشائخ الذين لم يكونوا على إلمام كبير بمشروع الإمامة. 

والحقيقة أن هذا القصور في فهم الإمامة، لم يكن حكراً على بعض المشائخ، بل كان سمة اشترك فيها سياسيون وقادة حزبيون وأكاديميون، وبالتالي استطاعت جحافل المحاولة الإمامية الأخيرة أن تباغت الجميع وهي على أسوار صنعاء. 

والآن ونحن بصدد استعادة ما تم انتزاعه منا على حين غفلة، ينبغي أن نعيد لجميع مكونات المجتمع اليمني اعتبارها، وينبغي أن يكون هناك برنامج واضح ليكون لوجهاء وأفراد القبائل دورهم المفصلي والحاسم اليوم، مثلما كان لهم دورهم المفصلي والحاسم في الأمس. فالقبيلة اليوم هي معقد الرهان وهي شعب الجمهورية، وهي من سيقلب الطاولة على الإمامة بين عشية وضحاها.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام للإشتراك إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
#كتــــــــابات.. ــــــ 📝ــــ كتــــابات

اليمنيون والانعتاق الكبير: الطريق إلى أيلول

كتب/ #عادل_الأحمدي

http://telegram.me/watYm
لا تكتمل مسيرة الظلم إلا بوجود طرفين أحدهما تجبّر وظلَم، والآخر قَبِل واستكان، وكلاهما يتحمل المسؤولية فيما ترتب على هذا الظلم وتلك الاستكانة.

مع هذا، من اللازم علينا كيمنيين، عدم الإسراف في جلد الذّات خصوصاً عند معرفتنا أن تاريخ الشعب اليمني طيلة الدويلات الإمامية المتقطعة، لم يكن سوى سلسلة من محاولات الانعتاق تنوعت ما بين الثورة والإصلاح.

هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإن المشروع الإمامي استفحل في واقع اليمنيين وباض وفرّخ بسبب شساعة البَوْن بين طباع اليمنيين القائمة على التسامح والتغافر والصفح وحسن الظن وعدم تصور أن ثمة من يمكن أن يتجرأ ويكذب باسم الله ورسوله، في مقابل طبيعة المشروع الإمامي العنصري القائم على الحيلة والمكر والدجل والخديعة، وارتداء لبوس الدين!
واليمني أسهل ما يمكن مخادعته إذا جيء له من باب الدين.

زدْ على ذلك أن الإمامة السلالية لم تبدع في شيء قدر إبداعها في ابتكار وتنفيذ جملة من المصدات التضليلية التي تضمن لها البقاء وتحول ما بين الشعب وصحوته.

أكذوبة الألف عام!
منذ أن جاء الغازي يحيى الرسي 284 هجرية، استمر المشروع الكهنوتي ما يزيد عن ألف ومئة عام، كمشروع هدم للذات والحضارة اليمنية، لكنه لم يتمكن من الحكم إلا في فترات متقطعة وعلى مناطق محدودة من اليمن.

ولو استمرت إحدى الدويلات الإمامية فترة سبعين عاما على كامل الأرض لما بقي لليمنيين كيان ولا ذرية لأن فترات الأئمة السلاليين كانت على الدوام فترات مذابح وحروب وهلاك للإنسان والعمران والعلوم.

خلال هذه المدة الطويلة تداول اليمنيون حكم بلادهم منذ الزياديين والحواليين واليعفريين والصليحيين والنجاحيين والرسوليين والزريعيين والكثيريين والقعيطيين والطاهريين والسلاطين، إضافة إلى فترات المماليك والأتراك والانجليز.

مع ذلك ظلت الإمامة مشروعا متصلا عابرا للمراحل كحيّةٍ ملساء ذات سم قاتل وحقد مزمن على كل يمني وعربي.

ثورة الفقيه سعيد
وأثناء الفترة الكهنوتية القاسمية وبعدها المتوكلية، في القرنين الماضيين، استمرت المحاولات الدائبة من قبل اليمنيين للخروج من ربقة الإمامة، تارةً بالدّور الإصلاحي الذي تبناه بعض العلماء والمصلحين، أو عبر الطابع الثوري الذي كانت تعتمده القبائل ضد الإمامة.
على أن أبرز الثورات اليمنية (خلاف تناحرات الأسرة القاسمية ضد بعضها)، كانت ثورة الفقيه سعيد بن صالح ياسين سنة 1256هجرية، في منطقة الدنوة محافظة إب، وهي الثورة التي أسقطت 360 حصناً تتمركز فيها جحافل النهب والسلب، ودعا الإمام سعيد لنفسه، وصكّ العملة وعيّن الولاة وامتد نفوذه من “سُمارة” شمالاً وحتى “أبين” على ساحل بحر العرب جنوباً.

في كتابه "حياة عالم وأمير"، يقول مؤرخ اليمن محمد بن علي الأكوع عن هذه الثورة: “وتعتبر هذه الثورة التي قادها الإمام العارف بالله ثورة الحق على الباطل، وثورة الإصلاح على الفساد والفوضى، وثورة الإنسانية على الوحشية الشنعاء وثورة بيضاء نقية وعدل ناصح على الظلم الحالك وثورة الضعيف المقهور على الجبروت الجلاّد، وثورة التوحيد بلا إله إلا الله على ما يشبه الانحلال والفراغ النفسي.

ولكن للأسف الشديد أن هذه الثورة لم تستكمل عناصرها ولم تتخذ لها العدة اللازمة من السلاح والعتاد والخيل والرجال، ولا تحددت أبعادها ومصائرها، ولم تعرف جيداً أنها ستواجه خيانات ومؤامرات ومقاومة”.

الحركة الوطنية اليمنية
لكن الاكتمال الأبرز في نضال اليمنيين ضد المشروع السلالي الكهنوتي جاء متمثلاً في الحركة الوطنية اليمنية التي بدأ نشاطها منذ الربع الأول من القرن الماضي وتكلّل بإسقاط المملكة المتوكلية الوثنية في شمال اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر 1962، تلك التي أعقبتها بعد عام واحد، شرارة الرابع عشر من أكتوبر 1963 ضد المستعمر البريطاني في الجنوب.

مارست الحركة الوطنية اليمنية كافة أساليب التغيير ومرّت على أطوار تدرجاته، بدءاً بالنصح، مروراً بالمعارضة العلنية السلمية، وصولاً إلى الانقلاب، وانتهاء بالثورة، بما يشتمل عليه معنى الثورة من تغيير جذري للواقع المباد وبناء جذري للعهد الجديد.

والمؤكد أن وصول الحركة الوطنية إلى طور التغيير عن طريق “الثورة”، كان نتيجة لوصولها –في نضالها ضد المشروع الإمامي– إلى مرحلة النضج، بعد أن اكتملت دراساتها ورؤاها حول عقم ذلك المشروع واستحالة تعديله أو التأثير فيه.
لذلك نجد الدولة المتوكلية شهدت طيلة 4 عقود من الحكم، سلسلة من الأحداث والثورات ملخصة على النحو التالي، وأغلبها مستقاة من الأعمال الكاملة للمفكر محمد أحمد نعمان (الفكر والموقف):

– في عام 1919 ثار الشيخ محمد عايض العقاب في منطقة حبيش ومعه كافة مشائخ لواء إب وتعز، وحوصر أخو الإمام في مركز المديرية 3 أشهر، وانتهت ثورة العقاب بعد استبسال عنيد ضد جحافل الطاغية يحيى بقيادة علي بن عبدا
#كتــــــابات.. ــــــ 📝 ــــــ كتــــابات..

سبتمبر الفن: مطهر بن علي الإرياني.. الحب والبن

كتب/ #عادل_الأحمدي

http://telegram.me/watYm
ينحدر الشاعر والمؤرخ الكبير مطهر بن علي الإرياني من أسرة علم وسياسة، ولد العام 1933 بمنطقة “إريان”، في محافظة إب، وفيها بدأ تعليمه الأساسي، وانتقل إلى مصر التي التحق فيها بـ”كلية العلوم” وتخرج منها عام 1959.

يعتبر مطهر بن علي الإرياني، من أوائل من أسهموا بفك رموز خط “المسند” الخاص بالحضارة اليمنية القديمة (حضارة سبأ وحميَر)، وترجم العديد من النقوش التي عُثر عليها في أماكن أثرية متفرقة من اليمن، وأهله ذلك لتحقيق كتب تاريخية، أبرزها معجم “شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم” (11 مجلداً)، لمؤلفه المؤرخ والأديب اليمني نشوان بن سعيد الحميري.

كما أسهم الإرياني بالعديد من الإصدارات، أبرزها “المعجم اليمني في اللغة والتراث”، الذي يحوي آلاف المفرادت في اللهجات اليمنية، لم ترد في المعاجم الأخرى.

عُرف الدكتور مطهر بن علي الإرياني بنزعته الوطنية اليمنية “القحطانية”، كونه من أكثر من خبروا اليمن مجتمعاً وتاريخاً وجغرافيا، وأسهم بإحياء الهوية اليمنية وعشقها أرضاً وإنساناً، وعبر عن ذلك في شعره، ومنها مطلع أشهر قصائده العمودية دامغته المعنونة “المجد والألم”، حيث يقول مطلعها:

أيا وطني جعلت هواك دينا

وعشت على شعائره أمينا

وفي الإيمان بالأوطان بر

وتقديس لرب العالمينا

لعل من أول ما يحضر، عند الحديث عن مطهر الإرياني، قصائده المغناة بالعامية، والتي تُحفظ على نقاط واسع في اليمن، مزج فيها بين الحب والانتماء الوطني وكتب للجندي والفلاح والعامل، ومن أشهرها على الإطلاق أغنية “الحب والبن” أداها الفنان علي بن علي الآنسي، وهي “ملحمة” غنائية، تحث على زراعة “شجرة البن” ورعايتها.

تتناول الأغنية الإنسان اليمني البسيط، الذي أحب ويسعى لوصل محبوبه، فينتظر فترة جني ثمار “البُن” ليدفع مهر محبوبته.

ويقول فيها:

هيا بنا يا شباب الريف من كل بندر

نحيي ليالي الهنا والحب والخير الاوفر

بالوان من فن هذا الشعب من عهد حمْير

بالة، ومهيَد، ومغنى.. دان واليل داني

وهكذا، في أبيات معدودة تجمع التاريخ والزراعة وألوان الغناء اليمني.

ولا يكاد يخلو صباح يمني دون أن تبث إذاعة أو قناة أغنيته الصباحية البهيجة التي أبدع في لحنها وأدائها الفنان أحمد السنيدار:

ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع

ما ازهى وما ابهى سناه

إلى ذلك كان للراحل الإرياني قصائد مغناة عديدة، منها أغنية “البالة”، أداء الفنان علي السمة، وهي أغنية ملحمية توثق هجرة اليمنيين إلى الحبشة، في فترة سابقة من القرن الماضي، ويعالج المأساة بطريقة عامية مؤثرة.

ومنذ أطلت مخلفات الإمامة الكهنوتية من جديد، كانت الأغنية الأكثر تبادراً للأذهان، عند وفاته رحمه الله، في العام 2016 عن 83 عاما، تلك التي يقول فيها:

يا قافلة عاد المراحل طوال

وعاد وجه الليل عابس

قولي لهم عاد الخطر ما يزال

لا تأمنوا شر الدسائس

#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
سبتمبر الفكر: الأحرار.. آباء الشعب وأطباؤه (1-2)

كتب / #عادل_الأحمدي
يأتي الحديث عن الحركة الوطنية استجلاءً لقرارة الإخلاص في أفئدة رجالها الذين حملوا بين ضلوعهم آلام الشعب وأحلامه ولم يألوا جهداً في سبيل رقيِّه وانعتاقه في دربٍ مجيد عُمِّد بأرواح المئات من خيرة أبناء اليمن.

لقد أدت كتيبة الأحرار مجموعة متناغمة من الأدوار والطاقات والمواهب.. بدءاً بالجانب التلقيحي المبكر الذي بدأه الأستاذ محمد المحلوي والشيخ حسن الدعيس، مرورا بالجانب الإداري الدقيق الذي تولى مسؤوليته الأستاذ أحمد محمد نعمان الرائد والمفكر والأب الذي شكل أول نواة تنظيمية للحركة الوطنية في “نادي الإصلاح الأدبي” بذبحان تعز، وأقام أول تنظيم يمني شامل “الجمعية اليمنية” 1935م في أول لقاء بينهما في تعز، ثم مثّل مع القاضي الشهيد محمد محمود الزبيري الثقل المعنوي لمشروع الثورة، ذلك الذي أذكته قصائد الشهيد الزبيري وأقامت صلواتها في محراب وُلوجه.

وعبر صفحات مجلة “الحكمة”، منتصف الثلاثينات، بدأت تتسرب بعض نسائم التنوير إلى أذهان النخبة في صنعاء.

وفور عودته من بغداد قام الشهيد المربي أحمد الحورش بتوزيع نسخ من “طبائع الاستبداد” للكواكبي بعضها منسوخة بخط يده.

لأنه وجد أن ذلك الكتاب يبث في النفوس معاني الحرية والكرامة ويحلل الاستبداد الى عوامله الأولية، ويحرض النفوس على استعادة العزة والأنفة والكرامة.

وهكذا وجدت معاني التحرير طريقها إلى الوعي اليمني بشيء من الكتمان والسرية، ومن ثم بدأت تشق طريقها على صعيد السلوك؛ تمثلت أولى الثمار في مطالبة الأحرار الطاغية يحيى باعتماد دستور يحكم الشعب على أساسه، وكان إدراك الأحرار أهمية هذه الجزئية إنجازاً بحد ذاته، بفعل سطوة الخطاب اللاهوتي المترسخ يومها في الوعي اليمني وجهل الشعب كلية بما يسمى القوانين أو اللوائح، وقد استخدم الإمام هذا الجهل لمحاربة المشروع الإصلاحي للحركة الوطنية، وأشيع بين العوام أن الدستور رجل خبيث وشرير يسعى هو وزوجته إلى اختصار القرآن، ويمهّد للغزاة المحتلين!

رفض الطاغية يحيى مطالب الثوار فقاموا باغتياله وأعلنوا قيام مملكة دستورية لم تستمر سوى بضعة وعشرين يوماً وتسقط على يد ولي العهد أحمد الطاغية الجديد الذي أعمل السيف في رقاب الانقلابيين، وأودع الباقين السجن، وكان من رحمة الله باليمن أن فشلت تلك الحركة التي وان طالبت بدستور إلا أن أبقت على أرضية الإمامة واستبدلت إماما بإمام.

أدرك هؤلاء الباقون من خلال فشل ثورة الدستور 1948 أن معركة الوعي لم تكتمل بعد، وأن الشعب لم يزل غير مهيأ للتغيير، وأن التغيير محال بغير سندٍ من عامة الشعب، فاتجه خطابهم نحوه من جديد، ولم يكن غائباً عن الثوار ”أن اليمن أعظم بلاد أصيبت في رجالها وأصبحت ما بين قبيلة تقدس الشخصيات المزيفة التي تحكمها باسم الدين والشريعة، وتتخذ منها آلهةً تقدسها وتسبح بحمدها، في الوقت الذي تطول عليها بسياطها المحرقة، ثم تصول بها على العاملين في إنقاذها، فهي كالآلة العمياء يجمعها طبلٌ من الدجل والتضليل، ويفرقها سوط من الطغيان والجبروت، وما بين أشخاص مذبذبين يميلون مع ما يتفق ومصالحهم الشخصية” وفقا للنعمان الابن.

وأدرك الأحرار أنهم لن يتمكنوا من تغيير الواقع الإمامي، لأننا كيمنيين، حسب المناضل محمد أحمد صبرة "لم تزل ذرات دم العبودية والضعف في عروقنا أكثر من ذرات الدم الحر القوي التي إذا كثرت في صاحبها جعلته قادرا على الخلق والبعث. اللهم إلا إذا مكنتنا القدرة الإلهية من سحق ذرات العبودية المعششة في دمائنا، المفرخة في عقولنا، الجاثمة في أعصابنا..

إننا بحاجة ماسة إلى التخلص من وطأة هذه الذرات… إننا ضعفاء وعبيد نفوسنا وأمزجتنا، فالعبد مهما كان ذكاؤه، ومهما كان توثبه، فإن شعوره بالعبودية يحول بينه وبين الإبداع والابتكار".

وأدرك الأحرار أيضاً قيمة الحرية، ووجود حكم يضمن حرية التفكير والعمل “فإذا ما وُجدت حرية التفكير والعمل، استطعنا أن نبني الحياة الجديدة، بناء صحيحاً قوياً ثابتاً، وأن نخطو خطوات واسعة لا نستطيع أن نتصورها الآن” النعمان الفكر والموقف ص ٢٣٦.

وكنتيجة لهذا الإدراك انطلقت أبيات الشهيد محمد محمود الزبيري باتجاه الشعب لإيقاظه من سباته، تارة تستحثه، وتارة تستفز فيه بواعث النخوة وكوامن الحياة..

الزبيري؛ ذلك الذي آمن بالشعب حتى في أسوأ حالات كمونه واستكانته، وكفر بكل ما عداه:

كفرتُ بعزمتي الصامدة
وقدسية الغضبة الحاقدة

وانّات قلبي تحت الخطوب
وأحلامه الحية الصاعدة

وعمرِ شبابٍ نذرت به
لشعبي واهدافه الخالدة

وبالشهداء وأرواحهم
تراقبني من عل شاهده

إذا أنا أيدت حكم الطغاة
وهادنتهم ساعة واحدة

كفرتُ بعهد الطغاة البغاة
وما زخرفوه وما زيفوه

وأكبرت نفسي عن أن أكون
عبداً لطاغية ٍ توّجوه

وعن أن يراني شعبي الذي
يُعذب عوناً لمن عذّبوه

أأجثو على ركبي خاشعاً
لجثة طاغية حنّطوه

أألعقه خنجراً قاتلاً
لشعبي وأُكثر فيه الوُلوه