اخبار الوطن ملك الجميع
1.39K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
#فضــــــــاء_حــــــر…..

المسيرة التوراتية

🖋 #منير_قاسم

ليس تجنيا وضع عنوان كهذا لمقالة تتحدث في ثناياها عن حركة يفترض أنها دينية إسلامية.

من الممكن الإشارة إلى ما هو معروف ظاهر في انطلاق الحركة الحوثية في بنيانها النظري من منطلقات دينية طائفية تشرخ النسيج الديني الثقافي في اليمن، فيما لو قدر لها النجاح، وبطبيعة الحال تلجأ إلى تغطية حقيقتها الطائفية في مجتمع غالبيته مخالف لوجهتها الفكرية، بأغطية من السهل تمريرها في الذهنية العامة لليمنيين، المسلمين بنسبة تكاد تكون مئة بالمئة، أهم هذه الأغطية إطلاق وصف "المسيرة القرآنية" على نفسها، وليس من العسير الاعتماد على ذات الخطاب الديني، الذي تحاول تسويقه، لتأشير معالم المخالفات الحوثية، نظريا وعمليا، للمبادئ والتعاليم القرآنية، فوضوحها لليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني مغني عن البيان.

ربما الكثير من الناس يجهل أن الأصول الحقيقية لنظرية السلالة والولاية ترجع منابعها إلى أديان سابقة على الإسلام، لكننا تجنبا للتشعب في الموضوع نكتفي بلفت الأنظار إلى بعض مواطن التعسف في إسقاط مقولات الديانة اليهودية الجوهرية، المعنية بمكانة أتباع الديانة بين البشر، على نظرية السلالة والولاية.
أما أسباب اختيار اليهودية كأصل للفكرة الحوثية فراجعة إلى مزاعم العداء لليهود وإسرائيل، ليس من قبلها فحسب بل ومن ولاتها الطائفيين والسياسيين في ايران، إضافة لسبب آخر متعلق باهتمام القرآن ببني إسرائيل، واليهود عموما، كأهم مداخل وأبواب العبرة والعظة حتى لا يكاد يخلو معظم القرآن من ذكر لبني إسرائيل وأنبيائهم.

تواكب المعتقدات الحوثية الاعتقاد اليهودي بأفضلية بني إسرائيل على بقية البشر، وتحوير اليهودية كديانة سماوية إلى اصطفاء إلهي لعرق ينحدر من النبي يعقوب، وتوارث الاختيار الإلهي كأفضلية جينية لا كالتزام بعقد ديني يتضمن التعليمات الإلهية، ولذلك نجد في كتب العهد القديم، المرجعية الكتابية للديانة اليهودية، اهتماما بالغا بالأنساب وتقسيم بني إسرائيل (يعقوب) على قواعد سلالية.

تضمن العهد القديم وراثة الكهانة في نسل هارون الذي يضاهي علي بن أبي طالب في التراث الإسلامي وإنزال نظرية السلالة والولاية، ذات الفكرة اليهودية، على ما يعتقد أنه سلالة علي في الإسلام.

الحوثيون، كأسيادهم الصفويين في إيران، انتزعوا من القرآن العبارات المتضمنة ألفاظ الاصطفاء، والذرية للتدليل على الاصطفاء الإلهي للسلالة المنحدرة من علي بن ابي طالب ابن عم النبي وأخيه، عشرة ومصاهرة.

لن نناقش بالتفصيل رخاوة الاستدلات الحوثية ونكتفي ببعض التنويهات.

هناك آيات قرآنية تمنع تزكية الذات وتعتبر التقوى عمودا للأفضلية الدينية، بجانب أن عملية الاصطفاء، طالما وهي إلهية، فإن من اللازم إخبار الله بها عن طريق الوحي، وهو أمر مستحيل بعد انقطاع الوحي الإلهي بوفاة نبينا محمد عليه السلام، كما أن الاصطفاء، والألفاظ القرآنية المقاربة، جاءت مقرونة باشتراطات بينها العلم، فيقول القرآن عن النبي إبراهيم "وكنا به عالمين"، وعن بني إسرائيل "ولقد اخترناهم على علم"، وبملاحظة العبارات القرآنية نرى تسمية "بني إسرائيل" وليس "بني يعقوب"، فالعبارة الأولى لها دلالة دينية بينما يمكن القول إن الثانية دلالتها جينية، ولا تغير لفظة "بني" في هذا الاتجاه كون عادة الكثير من الأديان قبل الإسلام تنسب أتباع الدين إلى الإله، كما ورد في الإنجيل مثلا "أبانا الذي في السماوات".

أما ألفاظ الذرية وما شابهها في القرآن، مما يبدو عليها إشارات القرابة الجينية، فكثير ما تأتي بالمعنى الديني "إنما المؤمنون إخوة "، "وجعلنا ذريته هم الباقين"، "ملة أبيكم إبراهيم"، "وأزواجه أمهاتهم".
يؤيد ما سبق أن كل ما ورد في بني إسرائيل، مما يمكن النظر السطحي إليه على أنه تمييز، انتقض وتحول إلى لعن إلهي لمخالفة التعليمات الإلهية "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم".

وبالتقصي أزيد، نستطيع العودة بالمبدأ الجيني للتفضيل إلى إبليس، الذي اعترض على استخلاف آدم بالاستناد إلى المبدأ الجيني، إذا صح التعبير، حيث بنى مخالفته الأمر بالسجود على أساس الاعتقاد بأفضلية مادة الخلق.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#فضــــــــــــاء_حــــــــر…… . .

يا زنابيل الحوثي اعقلوا!

🖋 #منير_قاسم

اعتصم أتباع عبد الملك الحوثي عام 2014 على مداخل العاصمة صنعاء، في احتجاجات كان يؤكد وفريقه من الدائرة السلالية أنها بريئة من مطامع السلطة والثروة، ولا تبغي إلا إصلاح ما أفسدته الحكومة، وقال الحوثي وقتها "جربونا" فلا نريد غير إسقاط الجرعة واستبدال الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فصدقه كثيرون، وظل قسم كبير منهم على غفلته حتى بعد افتضاح أمره وانقلابه على كل ادعاءاته قبل 2014 فأسقط الدولة وضاعف الجرعة أضعافا، جعلت الناس يتمنون جرع "أيام زمان".

لا نناقش هنا من يعتقدون بانتمائهم السلالي من الحوثة، فهؤلاء يعانون غشاوة المشجرات الورقية وسكرة الاصطفاء الإلهي ونشوة الثروة والسلطة، والكثير منهم، للأسف، تنكروا لأبناء جلدتهم وألقوا بأنفسهم في وهم عرق مزعوم، بأفضل حالاته ينحدر من خارج الجغرافيا والتاريخ اليمنيين.

لا ننطلق في هذا الموقف من قاعدة عرقية تحت أي مسمى، لأننا متيقنون في عالم (D N A) أن نظرية العرق قد سقطت، وأسقطت معها الأوراق من شجيرات الاحتيال واللصوصية على الدين والتاريخ والبسطاء، ولأننا نعرف أن القرآن، مرجع المسيرة التي يدعيها الحوثي، حسم الأمر بقوله تعالى "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله"، ولا ندري كيف بلع مستخدَمو السلالة المزعومة طُعم "ابن طه" وأن عسكره السلاليين أحفاد الرسول، وكأن ما من مهمة للنبي ورسالة الإسلام إلا تسوية الأرضية البشرية للسهر على خدمة وراحة سلالة الوهم، أيُ تقزيم أو إساءة إلى دين الرحمة للعالمين أكبر من هذا الفكر المنتن؟ "كبرت كلمة تخرج من أفواههم".

غرر البداية من الممكن تبريره لعبيد السلالة، لكن اليوم وبعد مرور سنوات على تجربة الحوثي، صارت الأدلة تتواتر حتى غطت عين الشمس وملأت الأفق بغبار خرافة السلالة والولاية وأوصلت اليمنيين إلى حالة ما كانت حتى الكوابيس تتصورها، وبممارسات عنصرية تقتل عمدا كل ما هو يمني وبأساليب ما كان لإبليس أن يبتدعها.

من العار والجرم والبؤس أن تستمروا في جهالة العبودية لتقدموا دماءكم قرابين في سبيل مشروع توطئة الرؤوس لسيقان من يتلبس بالتقوى قولا، ويرتكب فعلا الغرور الفرعوني بالربوبية الأعلى.

لو لم يكن من الحوثي وأزلامه ومن يقفون وراءه من خطيئة إلا تجيير الدين بهدف تعبيد الناس للسلالة، حتى وإن كانت حقيقية، لكان سببا كافيا لاتخاذ موقف مناوئ من قبل كل يمني خارج السلالة المزيفة، وإن كان مخدر ثعابين السحر الحوثي ما زال حاجبا للرؤية فإن لائحة الخُمس أبانت أنياب العنصرية الحوثية حتى لعميان البصر والبصيرة، هذا وهو يحتاج دماءكم وجيوبكم وقودا لحربه فكيف إذا صفت له ولزبانيته الأجواء.

لماذا تستمرئون العبودية الطوعية، وبمجرد جولة تقومون بها في الإجازات من جبهات القتال على المكاتب التي تمثل مفاصل أجهزة الدولة، لا سيما المالية والأمنية والعسكرية، تتضح لكم بجلاء أنكم لستم أكثر من مستخدمين مؤقتين فيما أزلام السلالة الموهومة يمسكون بمفاتيح السلطة والثروة، وإذا رأيتم موقعا مهما يشغله شخص من خارج الدائرة السلالية فاسألوا بأنفسكم عما إذا كان صاحب صلاحيات فعلية وفق المقتضيات القانونية لمنصبه، أم أنه شاشة إضاءة فقط، واقعة تحت تحكم مشرف أو موظف قد يكون صغيرا، إن الحوثي لا يثق بكم، افهموها.

ماذا قدم الحوثي غير فساد وصلت رائحته القذرة كل قرية وحارة وكل بيت وطالت الفقراء والأغنياء على السواء، تحت ذريعة "احنا في عدوان"، يتذرع بالحرب، حسنا، الحرب فرصة نادرة لتصحيح الأوضاع بيد من حديد، ثم ما علاقة الحرب بالفساد والسلب والنهب والأسواق السوداء؟

استشهد الرئيس علي عبدالله صالح "عفاش" وما زال أزلام الحوثي يسوقون تبريرات للفساد بإلقاء المسؤولية على "العفافيش"، هل بقي للعفافيش وغير العفافيش في دولة الحوثي مكان، وإذا كان العفافيش سببا للفساد فعليك بهم يا حوثي، ألست صاحب الدولة والأمر والنهي؟

يزايد الحوثي بالأمن في مناطق سيطرته مقارنة بمدينتي عدن وتعز، وأول ما يتبادر إلى الذهن السؤال عن عدم المقارنة مع مناطق محررة أخرى تنعم بالأمان والحياة الطبيعية، الحاصل أن المدينتين تحويان فصائل مسلحة متنازعة لكل منها وسائلها الإعلامية الداعمة من جهة والمتصيدة أخطاء الخصوم لنفخها ونشرها، بحق أو باطل وبمبالغة، من جهة ثانية، بينما في المناطق الخاضعة للحوثي تتولى مليشياته الكثير من الانتهاكات الأمنية في حين سدت منافذ الحريات والتعبيرات الإعلامية وتحكمت إلى حد كبير بإبقاء المعلومات عن الاختلالات الأمنية طي الكتمان.

ثم لتسأل نفسك أيها الزنبيل المتحوث، ماذا لو لم تكن منخرطا مع المليشيا، هل تأمن حقا كمواطن، إذا ارتكبت ما تعتبره المليشيا أخطاء في حقها، من تلفيق تهم العمالة والارتزاق والداعشية والتكفيرية وغيرها من المعلبات الحوثية الجاهزة، وفي هذه الحال، هل تأمن على دمك من السفك، وكرامتك من الإهانة، وحريتك من الاحتجاز والخنق، ومالك م
#فضــــــــــــاء_حــــــر…..ــــ..... ــ… .ــــ

هرطقات الكائنات الناقصة

🖊 #منير_قاسم

http://telegram.me/watYm
من المقزز والمقرف والمثير للغثيان أن تأتي كائنات طفيلية من مستنقعات الحماقة والسخافة والفساد في كل أشيائها وأفعالها لتعتلي منبر الطهر بروائحها المنتنة تتحدث عن أوجه قبيحة بينما يترفع القبح ذاته عن سفالات قذارتها. هذا هو حال الكائنات الحوثية المتحوصلة في بِرك النقص عندما تسعى بائسة إلى إرجاع أسباب بعض خراب في بعض مشروعات عامة إلى عهد سياسي كان هو الفترة الذهبية للتنمية في مجالاتها المختلفة حتى هذه اللحظة من عمر البلد الحديث والمعاصر.

كائنات غارقة في الدماء والدمار شغّلت وسائل إعلام مولتها من عرق اليمنيين وشقائهم لتنال من نظام سياسي جمهوري قاد معظم مسيرته الظافرة رغم أنف البلهارسيا الإيرانية الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، محملة عهده جرف سيول هادرة لبضع كيلومترات من الطرقات الإسفلتية من بين أكثر من 15 ألف كيلومتر، وانهيار حاجز مائي من بين ما يزيد على 1300 سد وحاجز.

لسنا بصدد استعراض المسيرة التنموية للعهد الجمهوري مقارنة بنفس فترة قضاها العهد الإمامي عقب خروج الاحتلال التركي، ولا طرح أرقام الطفرة التنموية المتحققة في عهد الرئيس الشهيد، وإنما نشير إشارة عابرة إلى أن كائنات ما قبل التاريخ تكتنفها العورات حتى صارت كلها عورة من قمة رأسها- إن كان لها رأس- إلى أخمص قدمها.

كان باستطاعة كائنات التخلف أن تقدم، ولو في ناحية من النواحي، نموذجا أفضل مما سبق ثم لتلعن الأولين والآخرين بكل ما أوتيت من ألفاظ البذاءة، ولتبنِ لنفسها مشروعية شعبية حقيقية تعوض جريمة انقلابها، ليس على السلطة فحسب، بل وعلى خيارات اليمنيين ومكتسباتهم، وذلك بدلا من الهرطقة ومحاولات الاصطياد الفاشل لأخطاء تستحيل فضائل لدى مقارنتها بحسنات الكائنات الحوثية، إن زعمنا أن لها حسنات.

دودة طفيلية أدخلت اليمن في بحر من الدماء والخراب منذ العام 2004، ولما قبضت على مقاليد السلطة أهلكت الحرث والنسل فصادرت مرتبات يعتمد عليها بشكل مباشر ثمانية ملايين يمني غير ملايين أخرى تستفيد منها بصورة غير مباشرة، ورمت بملايين الناس في مأساة النزوح، وأصبح المواطن اليمني، في عهدها الملعون، الأفقر في العالم وصارت فرحته الكبرى مرتبطة بحصوله على سلة غذائية من فتات المساعدات والتبرعات من شعوب الأرض، وتكتمل سعادته بقنينة غاز منزلي ينالها مع جرعات لا تنتهي من الإذلال، والكثير الكثير مما يمكن أن يقال عن جراد أكلت الأخضر واليابس وجرذان تقضم كل شيء في طريقها.

مجهريات "قوة القوة" تتشدق بـ"هو الله" في كل شاردة وواردة تخدمها فيما الأمطار والسيول من فعل " النظام العفاشي" مستغفلين الخانعين من الجهلاء لخطابها السياسي والإعلامي، الذين تسْكرهم عن حقيقة أن أقوى الأنظمة في العالم وأغناها تقف صاغرة أمام جبروت الطبيعة، وتعميهم عن حقيقة أننا حتى إن تغافلنا عن ندرة ما انهار جراء السيول من المنشآت العامة بالنسبة إلى كثرة كاثرة تقترب من المئة بالمئة صمدت، فلا نظن أن آلاف المنشآت الخاصة التي دمرتها السيول والأمطار والأضرار التي طالت مدنا تاريخية من صنع ومناقصات " النظام السابق".

ما حدث أن الطفيليات الحوثية كسلطة أمر واقع فضلت احتفاظ جيوبها بأموال الدولة واليمنيين المنهوبة تحت عشرات اليافطات الجبائية على أن تساعد المواطنين في محنة السيول، وبشكل دائم، على إنفاق بعضها في عمليات صيانة للبنية التحتية والمشروعات العامة ولو بردم حفرة أو تغيير زجاج نافذة مكسور، فشغلها الشاغل صيانة جيوب وكروش أتباعها وإسقاط نقصها المزري على غيرها، وليذهب الشعب إلى الجحيم.

الواقع أن التعاطي الحوثي مع كارثة السيول لا يعد إلا عرضا من بين عشرات الأعراض لعقدة نقص دفعتها إلى التخلص من جيناتها الأخلاقية الوضيعة والفاسدة إلى ادعاء الانتساب للنبي ومحاولة إقناع الناس باصطفائها الإلهي، ولا غرابة لهكذا طفيليات مريضة تدعي على الله والنبي بالباطل أن تقول في غيرهما ما لم يقل مالك في الخمر.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#كتــــــابات.. ــــــ📝ــــــ… كتــــــابات

المؤتمر والشفرة اليمانية
🖊 #منير_قاسم

http://telegram.me/watYm
نحتفل بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام لتعطينا دفعة جديدة للتأمل في سر بقاء المؤتمر خيارا وطنيا يمنيا استمر لعقود، ومازالت الأحداث والواقع اليمني يؤكدان الحاجة إليه، على الأقل في المدى المنظور كحزب، وعلى المدى الطويل كرؤية لامست عمق الهوية اليمنية في طابعها التعايشي والتسامحي.

اليمن بحكم موقعه بين قارتين وإطلالته على بحرين تهيأ بشريا لاكتساب هوية قائمة على المرونة والتسامح، ولفظ النزعات التطرفية في أي اتجاه التي إن اشتعلت فسرعان ما تنطفئ ويعود ميزان التعايش للعمل مجددا.

أثر الموقع الجغرافي على الطبيعة السكانية من عدة نواحٍ ساعدت جميعها في بناء الشخصية اليمنية المعتدلة فصارت اليمن عبر التاريخ، حتى في عصور الإنسانية الأولى، أحد أهم ممرات الانتشار البشري على الأرض من شرق إفريقيا التي يُعتقد أنها مهد لإنسان، ما منح السكان المستقرين نسبيا في جنوب غرب الجزيرة العربية مجالا احتكاكيا واسعا بثقافات إنسانية تنوعت خلال الأزمان.

وعندما ظهرت التجارة توافرت فرصة أخرى للمزيد من التعاطي مع الحضارات البشرية، شرقا وشمالا وغربا، فكانت حضارات الازدهار اليمنية وبمقدمتها المعينية والسبأية حضارات تجارية في الأساس غرست في سكان العربية السعيدة مرونة في التعامل مع أجناس بشرية مختلفة.

بجانب ما سبق أتاح موقع اليمن وانفتاحه على البحر أن تكون هذه المساحة الجغرافية ملتقى لاختلاط وتمازج شعوب من ثقافات متعددة تنازل كل منها، بتأثير المزاج المعتدل للسكان الأصليين، عن مجالات الاختلاف لصالح التقارب فالذوبان في هوية يمنية متوسطة، لتستوعب اليمن أفارقة وهنود ويونان ورومان وأكراد وأتراك وفرس، تمازجوا أجناسا وثقافات.

حتى في الناحية الدينية استطاع اليمن أن يقدم نموذجا للتعايش دون صدامات مهمة، إن حدثت فليست بحوافز الدين بقدر ماكانت بدوافع سياسية، فتجاور على هذه الأرض اليهودية والمسيحية وعبادة الأصنام والنجوم، وبعد الإسلام اختار اليمنيون مذاهب عقائدية وفقهية معتدلة رغم تنوعها بين الأصلين السني والشيعي، فكانت الثقافة الوسطية هي كلمة السر في الهوية اليمنية التي مكنت أبناءها ، في لحظات تجلياتها، من الاستقرار والتقدم نحو الرخاء، على قلة الموارد الطبيعية الاقتصادية.

ما علاقة المؤتمر ابن الأربعة عقود بهوية تمتد ثلاثين إلى أربعين قرنا؟ إنها قدرته على التقاط الشفرة اليمانية وإعادة الاعتبار لها في القرن الأخير، حيث جمع الأطياف السياسية والاجتماعية في أغسطس 1982 في بوتقة تشاركية واحدة تجاوزت البنى التطرفية للأحزاب السياسية المتناحرة حينها، وعكسها خارجيا بإقامة علاقات متوازنة إقليميا ودوليا.

بالإمكان أخذ العقدين، السابق واللاحق، لحكم المؤتمر ومقارنتها بعهده في أي مجال خصوصا السياسي في نطاق السلم الداخلي والسلام الخارجي، والاقتصادي في حيزه التنموي بالداخل والعلاقات التجارية بالخارج.

بدون المؤتمر يبدو المشهد السياسي بعد الحرب مخيفا في ظل استحواذ سياسي وجماهيري لمكونات دينية، حدية الرؤى تتنازع الأرض باسم السماء معززة بزمجرة السلاح الذي سيحتاج وقتا ليرجع إلى احتكار الدولة، يقابلها ضعف الحالة السياسية في إنتاج قوى ليبرالية معتدلة في المستقبل القريب والعودة إلى التموضع داخل الدائرة الوسطية للهوية اليمنية.

كلمتا التسامح والتعايش تبدوان خفيفتين على اللسان لكنهما ثقيلتان في الواقع بدلالة ما نجم عن طرحهما من المشهد منذ أزمة 2011 حتى اللحظة، من ثمن باهظ دفعه اليمنيون وسيعانون آثاره لسنوات مقبلة، لذلك نقول بفم ملآن: سلام الله على المؤتمر الشعبي العام في ذكراه 38.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام للإشتراك إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
#فضــــــــــاء_حــــــــــر… ..

حسينيات" البترول لا الأغبري!!

🖊 #منير_قاسم

ترتكب الجريمة بحق الشعب لتقيم بكائية "حسينية" تزايد بها على الشعب. هذا هو حال مليشيا الحوثي في العديد من الجرائم التي تقترفها للإمعان في إنهاك المواطنين اليمنيين، بينها جريمة تأزيم سوق الوقود المحلي لتشغيل سوقها السوداء ونهب ما تبقى للناس من مدخرات ودفع المزيد منهم إلى مربع الفقر المدقع، وبدلا من الاعتذار للشعب تستغل خطيئتها بحياء من يصنع ما شاء للخداع والتضليل والكذب على الخلق مثلما كذبت على الخالق بزعمها التحرك طِبق تعاليمه القرآنية.

أكثر من ثلاثة أشهر من الصياح ودموع التماسيح، وظفت فيها المليشيا النائحات، تحت الطلب، في مؤسسات الدولة المختطفة وفي وسائلها الإعلامية، لاتهام ما تسميه "دول العدوان والمرتزقة" بمنع السفن المحملة بالمشتقات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة.. تبكي زورا وبهتانا المرضى في مستشفيات مهددة بالتوقف بسبب فراغ خزانات شركة النفط من الوقود، وكم من المرات أعلنت هذه الشركة المنزوعة نفاد مخزنها النفطي.

مع تلك البكائيات الزائفة تزدحم شوارع المدن والخطوط الطويلة بوسائل النقل، ويكاد المرء لا يجد طريقا أو زقاقا، دون أن يرى باعة السوق السوداء وأمامهم الجالونات مختلقة الأحجام لمشتقات نفطية متنوعة الألوان والأصناف، لكن بأسعار تفوق الِأسعار الرسمية التي سبق أن فرضتها المليشيا بأكثر من ضعف السعر العالمي وتكاليف النقل الخارجي والداخلي والضرائب والإتاوات، لتتراوح الأسعار حاليا بين خمسمئة إلى ألف ريال للتر الواحد في الأزمة المفتعلة.

بحسب التصريحات الحوثية يتراوح الاستهلاك اليومي للمشتقات في مناطق سيطرتها بين 5-10 ملايين لتر، ما يشير إلى أن المناطق الخاضعة للمليشيا احتاجت في الثلاثة الأشهر الماضية ما بين 450- 900 مليون لتر، وإن تم أخذ الحد الأدنى مع تخفيض مليوني لتر يوميا كذلك، فإن الاستهلاك بلغ ما بين 270- 300 مليون لتر، فمن أين أتت هذه الكمية بأقل حد لها في كنف حظر شامل تزعمه المليشيا؟!

بالتأكيد الحوثيون لا يعلنون عن دخول سفن كبيرة تحمل الوقود إلى ميناء الحديدة منذ مايو الفائت، فهم يتحدثون عن سفن إحداها تحمل قرابة عشرة آلاف طن ( ما بين 10-12 مليون لتر) بينما تغفل تفريغ سفن تتجاوز حمولتها 50 ألف طن.
ما دخل من المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة ما بين 150- 180 مليون لتر على الأقل، بناء على ضم ما تم إعلانه من المليشيا إلى المستنتج من تصريحات حوثية غير مباشرة، لكنها رسمية، تشير إلى احتجاز 15 سفينة بحمولة 419 ألف طن، ثم الإعلان عن استمرار احتجاز 13 سفينة تحمل 318 ألف طن، أي أن كمية تفوق 100 ألف طن فرغت في الحديدة دون أن تعلن عنها المليشيا الحوثية، وبالتالي يتبقى ما يقارب هذه الكمية استهلكت في شهور النياحة الحوثية.

في الواقع وصل جزء من بقية الاستهلاك من المناطق المحررة، بعد افتضاح أمر منع المليشيا دخول مقطورات الوقود من هذ المناطق، فيما كشفت تقارير، أكدتها حرائق مشتقات في خَزانات قيادات حوثية، أن تجارا يتبعون المليشيا يحتفظون بعشرات آلاف الأطنان من الوقود النفطي في أفنية منازل وأحياء سكنية.

تستخدم مليشيا الحوثي قميص النفط، لزيادة مواردها من السوق السوداء، وللابتزاز والتعبئة، من قبيل ترويجها أن حسم معركة مأرب سيساعد بشكل كبير في تخفيف حصار "العدوان" في مجال الوقود، بل تستغل الأزمة المفتعلة لمقايضة المواطنين بالغاز المنزلي مقابل الانخراط في أنشطتها الطائفية والتعبوية.

تتواتر الشواهد الداخلية والخارجية على كشف زيف العويل الحوثي، كان منها تطرق المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى تقليص تدفق سفن المشتقات النفطية كرد فعل على نقض المليشيا اتفاقا يقضي بتوريد المداخيل الجمركية للمشتقات الواصلة ميناء الحديدة إلى حساب خاص بالمرتبات، وقيامها بسحب عشرات المليارات المتجمعة في الحساب، ثم رفضها مبادرات لحل مشكلة المرتبات. وبين ليلة وضحاها نقلت المليشيا غريفيث من حياديته الأممية إلى صف الأعداء، متناسية خدماته الجليلة لأجنداتها ذات التبعية الإيرانية.

أثناء كتابة هذه المقالة خرجت للعلن جريمة تعذيب خمسة ذئاب بشرية للشاب عبدالله الأغبري، ما أضاف وقودا لحالة الاستياء العام من كل شيء في العهد الحوثي.

وفي حين لا تترك المليشيا فرصة إلا وقفزت لاستغلالها في بكائياتها إلا أنها في قضية الأغبري عتّمت الأمر وأخرت إجراءات المسار القانوني، لتتيح فرصة لأحد المشايخ المحسوبين عليها يقوم خلالها بترغيب وترهيب أسرة الضحية، فقط لأن من قاد عملية التعذيب أحد ضباط أمنها الوقائي، لولا أن سرب بعضهم فيديو الجريمة البشعة، ونقلها من دهاليز العصابة الحوثية إلى عهدة الرأي العام. خسئت وخسئ عهدها القذر.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#إتجــــــــــاهات_واراء.. ــــــ.. ــــــ ــــــ 🔄

…………… لعنة ٢١

🖊 #منير_قاسم
http://telegram.me/watYm
مرور سريع وعشوائي على مواقع التواصل الاجتماعي يشير بشكل ملفت إلى طبيعة اصطفاف اليمنيين وموقفهم من تاريخين يمثلان منعطفين في حياتهم المعاصرة، تَصادف أن يكونا في سبتمبر وأنصار كل منهما يعتبرونهما تأريخين لثورتين يمنيتين، فحدث أن صار بين 21 و 26 سبتمبر فاصل من الأفكار والإنجازات وضع الخمس الأيام بينهما في مربعات زمنية تحتسب بالقرون.

لم يكن جيلا ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 معنيين بضجيج واحتفالات سابقيهم بهذا المفصل الزمني، وتركزت مقارناتهم بين حال بلدهم وبلدان أخرى، فكان وعيهم بالمكان يكاد يلغي وعيهم الزمني، إلى أن أتى حدث مفصلي ثانٍ في 21 سبتمبر 2014 عندما اقتحم الحوثيون صنعاء معلنين هذا اليوم ثورة كذلك، فتبين كما وصفوه بأنه ثورة جذرية، وهي كذلك حقا إذ اقتلعت عائدات 26 سبتمبر على اليمن وشعبها، في لعنة، رغم سلبياتها في كافة المجالات، أعادت الاعتبار لثورة 26 سبتمبر ووضعت جيلا ما بعدها أمام حقيقة ما كان يتحدث عنه آباؤهم من جنازير الجوع والجهل والمرض، في العهد الإمامي، ورأوا ما كانوا يسمعونه رأي العين وخلق فيهم مسؤولية الوعي بالزمن.

وظف الحوثيون كل ما استطاعوا من أنشطة خاصة بهم كجماعة، واستغلوا مؤسسات التنشئة والضبط الاجتماعي من تعليم وإعلام ومساجد وغيرها لتلميع 21 سبتمبر في نظر اليمنيين، وسعوا إلى إقناع شعب، سمع ورأى، أن 21 سبتمبر يوم تدشين عام معاصر وتمكينهم بمشيئة إلهية، كونية ودينية، لها أبعادها النهضوية التي بكّرت الحرب في التآمر عليها ومحاولة إجهاضها متناسين أن الشعوب لا تهتم كثيرا بما يدور في عقول السياسيين من أفكار ومخططات بعكس شغفها بملامسة ومعايشة ما تجده فعلا على أرض الواقع.

شاهد اليمنيون، عيانا بيانا، بعد أن جنّ عليهم ليل 21 سبتمبر كوكب شعارات زائفة، ورأوا انكسارات أحلامهم والعصف بأحوالهم، المستورة في أدنى توصيفاتها، على يد الإماميين الجدد المدجنين بضلالات وسياسيات ولاية الفقيه، وعاينوا كيف يراد لهم الإيمان بتقسيمات طبقية وجه بها الله، والاعتقاد بأنه إله متحيز لسلالة مزعومة لا همّ له إلا تطويع الناس لمسيرات تقبيل الأيدي والأقدام، تعالى عما يفترون علوا كبيرا.

بين ليلة 21 سبتمبر وضحاها عايش اليمنيون تجزؤ بلدهم إلى كونتونات، وبعد أن زخرت يمنهم بتعابير الديمقراطية وحقوق الإنسان من انتخابات وأحزاب ونقابات ومنظمات مدنية وتعدد إعلامي وصحفي، رأوا كل ذلك يغلق في وجوههم وما بقي منها أمسى صدى صوت الحوثي، وبدلال منها نالوا القتل والاختطاف والتعذيب والسجن وكل ما يهوي بكرامتهم كمواطنين وكآدميين.

لعنة سبتمبرية حوثية أصابت التعليم والصحة والمياه والكهرباء والأشغال العامة من طرقات وبناء ومختلف المجالات التنموية والخدمية، ونالت من أدوات الاقتصاد العامة والخاصة على السواء.

رمزية الموقف الشعبي اليمني من التأريخين برزت في ظاهرة احتفاء عامة وواسعة بـ26 سبتمبر منذ أطل الشهر برأسه، بموازاة محاولات معزولة ويتيمة بـ 21 سبتمبر من قبل "الشاصات" الحوثية، ومساعٍ لإحياء تأريخ أماته الشعب.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام للإشتراك إضغط الرابط التالي http://telegram.me/watYm
#إتجــــــــاهات 🔄 #وارء……

مياه الساحل.. حياة "الوطنية" وموت الحوثي

🖊 #منير_قاسم
http://telegram.me/watYm
الفارق بين الحياة وتقديرها واستحقاقها، والموت وكل الأوجاع الناجمة عنه، هو نفسه الفارق بين المقاومة الوطنية ومليشيا الحوثي. فارق يفصل بين عقيدة وسلوكيات لا تألو جهدا في تمكين الحياة من أخذ مداها ورفدها بأسباب استمرارها، وبين ظلمات وحشية تعتبر الموت قيمة عليا وغاية مقدسة بحد ذاته.

قبل طردها من مدينة حيس أثناء معركة تحرير الحديدة والساحل الغربي، قامت مليشيا الحوثي الموالية لإيران بتدمير مشروع المياه الرئيسي أواخر العام 2018، والذي يغذي 25 ألف نسمة حينها، وشمل الاستهداف الحوثي ثمانية مشاريع ريفية وعشرة آبار داخل مزارع غير إتلاف مضخات مياه.
تستخدم مليشيا الموت في حربها على اليمنيين سياسية الأرض المحروقة لا لهدف إلى الإضرار بالمدنيين وسكان المناطق التي تطرد منها، ولا دخل للحسابات العسكرية في هذا السلوك العدواني سوى بقدر ضئيل، كون الطرف العسكري المتقدم يتحرك باستعدادات من بينها فرق هندسية لتطهير الألغام وفرق خدمات لوجستية وخطوط إمداد مؤمنة، تقلل جميعها احتمالات الإضرار بالجيش الخصم بعكس ما يمكن أن يلحق بالمدنيين الذين تحرم القوانين الدولية تعريضهم لمخاطر الحروب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

هذا ما يجنيه سكان الساحل الغربي، ومختلف اليمنيين، من مليشيا يأتي تمجيد الموت في صلب إيديولوجيتها وسياساتها، فإضافة إلى ضحايا مباشرين من المدنيين للنيران الحوثية، سقطوا ما بين قتيل وجريح، وبلغوا أكثر من2500 في أقل من ثلاثة أعوام بمحافظة الحديدة، كبرى المحافظات الساحلية الغربية، أصرت المليشيا على تجفيف سبل الحياة أمام المدنيين بتلغيم الطرقات والمزارع والأحياء السكنية وقصف أعيان مدنية ومنشآت خدمية في مقدمتها مشاريع تزويد السكان بمياه الشرب.

صلابة اليمنيين تمكنهم من التكيف مع مختلف الظروف وتساعدهم على تحمل مشاق الحياة، وأثبتت الأحداث الأليمة التي يمرون بها قدرات متميزة في إدارة شؤونهم بمعزل عن فعالية دولة اختزلها الحوثي في عصابته ولصالحها، أبدوا صمودا ملفتا في مواجهة انقطاع كامل للخدمات الأساسية من صحة وتعليم وأمن وكهرباء ومشتقات نفطية وغاز منزلي، بيد أن قواهم خارت حيال فاجعة شحة مياه الشرب.

أمام مسيرة الموت والحقد على كل مظاهر الحياة لعصابة أتت من ظلمات الكهف وأدغال عقيدة اصطفاء إلهي مزعوم تنظر للشعب كحظيرة خاصة، شقت المقاومة الوطنية، ورفاقها في القوات المشتركة، مسارب الحياة في طريق سكان الساحل الغربي، فعملت كخلية نحل على إعادة تطبيع الحياة في كافة المجالات واستعادت حضور الدولة، كيف لا وقيادة المقاومة الوطنية وعلى رأسها العميد طارق صالح جاءوا من رحم دولة حقيقية تستشعر مفاهيم الحق والواجب تدرك أن الدولة بكل سلطاتها ومهامها ليست أكثر من قناة سياسية لتمثيل مصالح الشعب، وليست أزيد من خادم أمين وحارس متيقظ للمواطنين.

بهذه الروح اندفعت المقاومة الوطنية في الجوانب الخدمية إلى جلب المساعدات للمناطق المحررة عبر شركاء إنسانيين، وأكثر من ذلك ضمت إلى مهامها العسكرية، بحكم الظرف الاستثنائي، برامج خدمية مؤلِفة في المضمار خلية إنسانية أسهمت في خدمة سكان الساحل وإرجاع الأمل وأفق الحياة الكريمة إليهم.

وضعت قيادة المقاومة في أولوياتها الإنسانية انعدام أو شحة مياه الشرب النظيفة، فاستعملت ناقلات المياه الخاصة بها لتخفيف المعاناة عن الأهالي كمعالجات وقتية، والأهم أعادت تأهيل وإنشاء مشاريع على نفقتها في غير مديرية بالساحل، التحيتا والدريهمي في أوقات سابقة، والأيام القليلة الفائتة افتتح محافظ الحديدة مشروع مياه متكامل مولته المقاومة الوطنية في حيس يخدم 40 ألف مواطن، بعد أن تزايد عدد السكان بسبب النزوح للفكاك من قمع المليشيا وعبثها بالحياة.

حياة وموت، هما الفرق بين مقاومة ومليشيا، بين دولة وعصابة، بين عصر الشعوب وعصر الكهوف.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#فضــــــــــاء_حــــــــر… .

"برمودا" الساحل وفنجان إسرائيل الحوثي

🖊 #منير_قاسم
مغامرات غير مسبوقة، منذ إبرام اتفاق ستوكهولم قبل قرابة سنتين، أقدم الحوثيون عليها الأيام الأخيرة في الساحل الغربي، ونالوا خلالها انكسارات وهزائم حولت مزاعم "قوة القوة" إلى واقع "ذلة الذلة"، وألقت في غياهب الموت مساعي تعويض انتكاسات الجوف ومأرب بانتصارات معنوية يعيدون بها اعتقادات "التأييد الإلهي" التي اجتهدت قياداتهم على غرسها في مدى سنوات.
انتهاكات مليشيا الحوثي لهدنة ستوكهولم الأممية قائمة من ساعات إبرامها الأولى ، دون أن تقتصر على عمليات إطلاق النار على مواقع القوات المشتركة ومواصلة زراعة الألغام، متجاوزة ذلك إلى الاعتداء على منشآت صناعية وزراعية وخدمية، خاصة وعامة، وغير هذا وذاك استهداف المدنيين في مساكنهم وأرواحهم حتى أحصت تقارير متخصصة قرابة 2600 ضحية مدنية، ما بين قتيل وجريح ومعاق، أكثرهم نساء وأطفال. أما المنشآت الخدمية فقد دمرت المليشيا مرافق صحية وتعليمية وأتلفت شوارع وطرقات، ووصل الأمر بها إلى تدمير مشاريع تزود المواطنين بمياه الشرب، وتمادت باستهدافها الشهور الأخيرة أعمال إعادة إنشاء وتأهيل مشاريع ماء للسكان، كما حدث من إطلاق عشرات القذائف المدفعية أثناء الحفر والتمديد لشبكة مياه حيس.

الجديد في التصعيد الحوثي الأيام القليلة الفائتة أنه انتقل بالعمليات العسكرية إلى ما قبل ستوكهولم من حيث سعة الهجوم في عدد المقاتلين وكمية ونوعية العتاد المستخدم واستهدافه خطوط تماس طويلة مع القوات المشتركة في مدينة الحديدة ومديريتي الدريهمي وحيس، على وجه الخصوص.
راهن الحوثيون على عنصر المفاجأة والعدد والعُدة وتوقف الحرب الشاملة في الساحل منذ الاتفاق المشؤوم، معتقدين بحالة خمول قد تساعدهم في تحقيق اختراقات، إلا أنهم اصطدموا بيقظة واحترافية مقاتلي القوات المشتركة الذين ابتلعت نيرانهم نحو 350 عنصرا حوثيا ما بين صريع ومصاب في أقل من ثلاثة أيام، وتحول الساحل إلى "برمودا" يمني للمليشيا الموالية لإيران.

كشفت معارك الساحل الحديثة عن مدى صلابة جبهة المشتركة على طول خطوطها، والتلاحم الكامل لمكوناتها من مقاومة وطنية- حراس جمهورية، وألوية عمالقة، وألوية تهامية، ومستوى من الوعي المتميز بأبعاد الحرب الوطنية الجمهورية وعدالتها بعيدا عن شعارات قيادة القطعان التي تمارسها المليشيا الحوثية للتغرير بأتباعها وإلقائهم في مستنقعات الموت غير آبهة بدماء مقاتليها والتضحية بالمئات مقابل التقدم بضعة مترات، لم تنلها في الساحل، لاصطياد نصر كاذب تحتفل به أدوات التعبئة ووسائل الإعلام الخاصة بها لإعادة بث روح معنوية مكسورة، وحشد مقاتلين جدد أو إرجاع فارين إلى ساحات القتال.

المثير للسخرية والضحك أن المليشيا حاولت تغطية هزائمها المذلة بإثارة زوبعة فنجانها المشروخ بشأن ما وصفتها بعلاقات النظام السابق بإسرائيل، وبدلا من تقديم إجابات حفزت الكثير من الأسئلة، وأعادت لذاكرة اليمنيين علاقات النظام الإمامي في عهد أحمد حميد الدين بالكيان الصهيوني عبر مساعدته المجانية للوكالة اليهودية بتهجير 50 ألف يهودي يمني إلى دولة إسرائيل الناشئة من بين 52 ألفا إجمالي يهود اليمن حينها في عملية "بساط الريح" الشهيرة، بينما ما تسميه النظام السابق لم يذهب أمام الضغوط الأمريكية والدولية الهائلة نحو أي استجابات حقيقية وفعلية لتلبية أية مصالح إسرائيلية، لا دبلوماسية ولا عسكرية ولا اقتصادية ولا غيرها، وظل محتفظا بثبات موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وفتح البلد لمختلف فصائل النضال الفلسطيني وما لا يحصى من المواقف السياسية والمالية الداعمة لفلسطين والفلسطينيين، وما زال المجمع السكني الفلسطيني في العاصمة صنعاء الذي طرد بعض الفلسطينيين منه في العهد الحوثي، وكذا معالم معسكر صبرا وشاتيلا جنوبها، شاهدين من بين مئات الشهود الآخرين.كل هذا وغيره، دون شعارات خادعة مثل تلك التي رفعها أئمة الحوثيين في طهران على خلاف ما يبطنون كما دلت فضيحة "إيران جيت" إبان الحرب العراقية الإيرانية، وكما ذهبت لبنان قبل أيام من إعلان اتفاق إطار لترسيم الحدود مع إسرائيل، وهو البلد الذي لا يتنفس بدون رضا حزب الله ومن ورائه مباركة إيران.
وكمؤشر على قيمة القضية الفلسطينية واستغلالها شعاراتيا كغيرها من القضايا أن النهيق الحوثي في حقيقته مارس "النحنحة" لتغطية هزائمه في الساحل، إذ لم توكل المهمة لمتحدث الحكومة الحوثية أو للناطق الرسمي للمليشيا نفسها، وإنما تولاها المتحدث العسكري للمليشيا في تأكيد أن الإثارة تأتي في سياق عسكري لا صلة له بمبدأ، استمرارا في أساليب التعبئة البائسة لقطعانها، بأن قتالها في الحديدة والساحل هو قتال لإسرائيل، باعتبار أن من لقنوها دروسا قاسية مؤخرا يمثلون بمكون رئيسي امتدادا لانتفاضة 2 ديسمبر بقيادة رأس "النظام السابق" الشهيد علي عبدالله صالح.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
#فضــــــــــاء_حــــــــر… ..

الأسرى اليمنيون والرهائن الأمريكيون!!

🖊 #منير_قاسم
http://telegram.me/watYm
خطوة إنسانية إيجابية مثلها أول تبادل للأسرى بين الحكومة والحوثيين، بقدر وقعها السعيد على أهاليهم بقدر ما أوحت بحزن جديد خيم على اليمنيين نجم عن حالة المحتجزين لدى المليشيا الحوثية وتوصيفهم، كشف للمرة الألف عن طبيعة أخلاق المسيرة الشيطانية وأكد أن هذه الجماعة خارج السياق الإنساني والديني والأخلاقي والعرفي اليمني. وفي هذا الملف الإنساني تتبادر إلى الذهن ثلاث ملاحظات سبق حديث ناشطين وحقوقيين عنها، وبالتحديد عن التعاطي الحوثي مع الملف.

الأولى: أن التبادل الأخير لنحو 1081 أسيرا من الطرفين هو نتاج اتفاق جزئي من اتفاق ستوكهولم المتضمن التعامل مع ملف الأسرى على أنه ملف إنساني بدرجة رئيسية ويجب أن يتم التبادل في أسرع وقت وعلى قاعدة "الكل مقابل الكل".

هذا الملف البسيط، لو تم التعاطي الإنساني معه، تحول إلى مسألة سياسية شائكة بفعل المماطلة والاشتراطات الحوثية التي تظهر بين فترة وأخرى، ما ترتب عليه مراوحة الملف في مكانه طيلة ما يقارب السنتين منذ إبرام اتفاق ستوكهولم، تخللتها جولات مفاوضات في الأردن وسويسرا تصطدم بمعوقات حوثية انتهت بتجزئة الاتفاق ليظل أسرى ومختطفون معينون ورقة مساومة سياسية وعسكرية حوثية.

الثانية: أن معظم الأسرى الحوثيين عند الجانب الحكومي هم أسرى فعليون ضبطوا في جبهات القتال، في حين معظم الأسرى الحكوميين لدى المليشيا الموالية لإيران هم في حقيقة توصيفهم مختطفون ومخفيون قسرا أخذتهم المليشيا من منازلهم أو مقار أعمالهم أو من الشوارع، وليسوا مقاتلين، فالطبيعة المليشاوية للحوثيين لا تتورع عن ضرب القيم الإنسانية المتفق عليها عالميا عرض الحائط، كما أنها لا تضع اعتبارا لمطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية ما يؤكد الطابع اللا أخلاقي لها وانحدارها إلى تقاليد الأزمان البدائية المتوحشة.

الحكومة من جهتها، رغم قصورها في كثير من الملفات، تعاملت إنسانيا باستجابتها للمطالبات الحقوقية وإدراجها عدد كبير من المختطفين في قوائم الأسرى، على أن هذا السلوك الحكومي مع إيجابيته أثار مخاوف ناشطين بأن تتزايد العمليات الحوثية في اختطاف المدنيين والمساومة بهم ضمن ملف الأسرى.

أما الملاحظة الثالثة، فتتعلق بالحالة الصحية للأسرى والمختطفين المحسوبين على الطرف الحكومي، حيث أظهرت صور ملتقطة أثناء وصولهم إلى مطار سيئون اتكاء الكثير منهم على عكازات، غير توارد المعلومات عن الوضع النفسي السيء لبعضهم لتتأكد صحة التقارير عن ممارسة المليشيا أساليب تعذيب وحشية بحق المحتجزين في سجونها، لحد أن قرابة مئتين على الأقل وثقت وفاتهم في السجون الحوثية نتيجة تعرضهم لأساليب تعذيب بشعة.

ذلك بشأن اليمنيين الذين تتبجح المليشيا بالدفاع عن حريتهم وعزتهم وكرامتهم، فماطلت وراوغت وعذبت وقتلت، لكنها بالنسبة لمحتجزين يحملون الجنسية الأمريكية، سارعت بإطلاق رهينتين دون مقابل حسبما صرح مسؤولون أمريكيون، وهم صادقون باعتبار أن المئتي عالق حوثي في سلطنة عمان ليسوا أسرى وكانوا يتمتعون بكامل حريتهم وبدلات سفرهم في المدة التي قضوها في السلطنة، سوى أنه كان بالاستطاعة تهريبهم إلى الداخل اليمني عبر شبكات تهريب الممنوعات والسلاح التي تديرها المليشيا بإشراف الحرس الثوري الإيراني.

استغل الأمريكيون السذاجة الحوثية ورغبتها في متنفس أمريكي مباشر للإفراج عن الرهينتين بمقابل "صِفر" وفقا للتصريحات الأمريكية، ما زاد في إظهار المليشيا الحوثية على أنها ليست أكثر من عصابة انتهازية تبطن غير ما تفصح من شعارات وخطابات تخدع بها قطعانها، وتسعى لنيل بعض النظرات الأمريكية الصريحة ولو أدى هذا إلى افتضاح عورتها، خلال يومين فقط، في كيفية تعاطيها مع المحتجزين الأمريكيين مقارنة بالمختطفين والأسرى اليمنيين.
#الوطن_ملك_الجميع ملتقى كل #اليمنيين تليجرام http://telegram.me/watYm
إفلاس حوثي في حضرة #الصالح

🖌 #منير_قاسم
http://telegram.me/watYm
بين فترة وأخرى ترمي مليشيا الحوثي، ما تعتقدها قنابل ذرية استخباراتية ستفجر مكانة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح في قلوب الشعب اليمني، إلا أن ذرياتها سرعان ما تتحول على صخرة وعي اليمنيين، الذين خبروا كل القوى على الساحة، إلى بالونات لا تثير السخرية فقط وإنما العطف والشفقة من مدى الإفلاس الذي وصل إليه الذنب الإيراني في اليمن.

لو كان الحوثيون يثقون بعهدهم وأدائهم لاكتفوا بإنجازات حققوها للشعب اليمني، ولكانت جوابا كافيا أمام أبناء الشعب عن كل سلبيات وأخطاء مفترضة ارتكبها نظام الرئيس الراحل، أو رافقت المسيرة الجمهورية منذ اندلاعها أوائل ستينيات القرن الماضي، لكن من أين لهم بإنجازات غير الدماء المسفوكة والدمار الشامل والمقابر المبثوثة والانتكاس بالبلد في كل المجالات.

من يحاولون تشويه صورته الناصعة، جاء للحكم باختيار شعبي واستمر بإرادة شعبية، لم يدعٍ حقا إلهيا، ولا مارس استعلاء على اليمنيين، ولا خدرهم بشعارات جوفاء، ولا أدخل البلاد في حيص بيص، ولا قدم الشعب اليمني قربانا لأحد.

كان اليمنيون يسمونه الأخ علي عبدالله صالح، وكانت وسائل الإعلام الرسمية تسبق اسمه بذات اللقب الأخوي، على عكس عبيد العهد الحوثي، الذين حتى في نجواهم لا ينطقون باسم الكاهن القزم المدعو عبدالملك الحوثي إلا وسبقوه بلقب "السيد" وألحقوه بعبارة "سلام الله عليه".

جاء علي عبدالله صالح نهاية السبعينيات في وضع سياسي يغلي شمالا وجنوبا، ورأى اليمنيون قبله رؤساءهم ما بين مُقال منفي أو قتيل، ومكونات سياسية متناحرة لا تكف عن العبث بأمن وسياسة البلاد، وقرار خارجي مرهون، واقتصاد لا يكاد يعتمد على نفسه في شيء.

جاء على مرحلة نمو جمهوري تعافر الحياة لشق طريقها الحقيقي وفقا لأهداف الثورة السبتمبرية والأكتوبرية، لكنها تتعثر كلما نهضت، فكان له أن يحول البيت الجمهوري المتواضع حينها نحو خطى أكثر جدية، فصفى مشاكل السياسة في الداخل، ثم مع الإقليم اليمني الجنوبي حينها، ومع الجيران والعالم، وكون علاقات متوازنة داخليا وخارجيا، واستغل ثمرة الاستقرار السياسي في الاستقلال الاقتصادي، فعكف على إحالة أحلام النفط إلى حقيقة استفاد منها في عملية دفع واسعة بالمضمار التنموي، الذي انعكس في المزيد من استقلال القرار الوطني، وعم مختلف مناحي الحياة، من بنية خدمية تحتية، طرقات وكهرباء ومياه وتعليم وصحة، وزراعة وصناعة وهلم جرا، ثم استثمر الظروف الإقليمية والدولية فتقدم نحو إعادة وحدة اليمن، وما تبعها من إضافات ديمقراطية كمية ونوعية في التجربة السياسية اليمنية، وما لحق وحدة الإمكانات من زيادة الوتيرة التنموية.

هذا هو البلد الذي تركه علي عبدالله صالح فما البلد الذي يتربع على سلطته في عاصمته وبعض محافظاته، الحوثي ومليشياه؟

بلد كان ديمقراطيا فأصبح وكرا للرعب والإرهاب والصوت الواحد، حزبية ميتة فعلا، ومنظمات ونقابات ووسائل إعلام وكافة وسائل التعبير في خبر كان، لا صوت يعلو فوق صوت الشعار.

بلد كان يضمه نسيج اجتماعي وطني يمجد التسامح ويعلي من شأن الاعتدال ويركن إلى السلم العام، فصار مزرعة خصبة للمشاريع الطائفية والإرهاب والعنف والتطرف.

بلد كان موحدا من المهرة إلى الحديدة، ومن عدن إلى صعدة، أمسى مشتتا وممزقا.

بلد قطع أشواطا في التنمية فتحول إلى بنى عمرانية وخدمية وإنشائية مهترئة وآيلة للاندثار.

بلد كانت تربطه بالخارج علاقات احترام تحكمها المصالح المشروعة المتبادلة وفق القوانين والأعراف الدولية، فسقط في تبعيات تمتد إلى خارج النطاق العربي.

كل هذا السقوط والانهيار بفضل المليشيا الحوثية المسكونة بالجهل والهمجية، فأفسدت علاقات الداخل والخارج، وطرحت البلد نهشا للرائح والغادي.

بالمناسبة، سنكتفي بنموذج طازج للأكاذيب والتضليل والخداع الحوثي، بغرض تشويه الصورة الوطنية للشهيد علي عبدالله صالح، يتمثل في مكالمة مزعومة بينه وبين المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية جورج تينيت، وتدمير منظومة الدفاع الجوي حسب زعم الفقاعة الحوثية.

إذا صحت المكالمة جدلا، فقد أظهرت عظمة الشهيد ووطنيته، وتمثيله لشخصه كرئيس دولة، ونقتصر على ملاحظتين فحسب:

الأولى، مدى الاحترام الذي أبداه رئيس مخابرات أقوى وأغنى وأكبر دولة بالعالم في رجائه من الرئيس الشهيد لتنفيذ طلبه، بعكس التوجيهات المرفقة بالصفع أحيانا التي يطلقها إيرلو على القيادات الحوثية، قلنا إيرلو فما البال إذا كان التوجيه من قيادات أرفع في فيلق القدس ناهيك عن قيادات أعلى في الحرس الثوري، أما خامنئي فلعل التوجيهات تعمد بأصوات الأحذية..
#للذواكر_المثقوبة: الوصاية.. بين سبتمبر الثورة والنكبة!!

http://telegram.me/watYm
كتب - #منير_قاسم

تربط مليشيا الحوثي تاريخ ما تسميه ثورتها بيوم اقتحامها صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وتردد على طول خط خطابها السياسي والإعلامي والثقافي أن الهدف العام لثورتها هو استعادة السيادة اليمنية وتخليص البلد من الوصاية الخارجية. وبدون انفعال مع أو ضد دعونا نطرح الموضوع على طاولة النقاش.

لنرجع إلى الوراء بضع سنوات، وتحديدا إلى ما قبل اقتحام العاصمة بشهور، لنجد أن أهداف الحراك الحوثي المعلنة مرارا وتكرارا من قياداته وعلى رأسها زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، انحصر في ثلاثة مطالب، الأول هو التراجع عن الجرعة السعرية للمشتقات النفطية، الثاني كان تغيير حكومة باسندوة، أما الثالث فهو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

كانت الأهداف الثلاثة هي الخطوط العامة لما يمكن تسميته مجازا برنامج الثورة الحوثية، ولم يكن بينها ما يتعلق بالسيادة أو الوصاية، وبصرف النظر عن سذاجة البرنامج من الناحية السياسية، فقد كان خطابا شعبويا حقق تعاطفا جماهيريا من اليمنيين، ولنا بعد أكثر من سبع سنوات أن نرى واقع الحكومة الحوثية مقارنة بحكومة باسندوة، وأسعار المشتقات النفطية حتى مع احتساب فارق سعر صرف العملة المحلية بالنسبة للجرعة وقتها، أما مخرجات الحوار فالانقلاب الحوثي واضح ليس عليها فحسب، بل وعلى القيم والسياسات الحديثة التي راكمتها البلاد في مدى زمني يزيد على نصف قرن.

واقع الحقيقة أن السيادة والوصاية لم يكونا شاغلا أو هدفا معلنا للثورة الحوثية ( أو النكبة كما يسميها معظم اليمنيين)، كما كانت هدفا من أهداف ثورة 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر منذ اليوم الأول لإعلانهما، ولا نتجاوز بالاعتقاد أن بقية أهداف هاتين الثورتين هي ضمانات أو قاعدة تحتية لتحقيق هذا الهدف العام.

الحاصل أن التركيز على السيادة والوصاية في الخطاب الحوثي جاء بعد تدخل التحالف العربي بطلب السلطة الشرعية اليمنية، ما يعني أنهما أتيا كأداة شعاراتية تعبوية لتبرير العبث الحوثي بدماء ونماء أبناء اليمن، وأمن واستقرار الإقليم.

الآن، دعونا نناقش باختصار مفهومي السيادة والوصاية، إذ الأول يشير إلى أن تكون الدولة الممثلة بالسلطة هي صاحبة الكلمة الفصل والقرار الأول على الإقليم الذي تحكمه، فهل هذا واقع عمليا؟ الجواب: ليس تماما، أما لماذا؟ فلأن أسبابا تاريخية واقتصادية وغيرها حتمت إقامة كل دولة علاقات مع دول أخرى، وتطورت في العصر الحديث إلى أن تؤطر هذه العلاقات في قوانين ومؤسسات دولية وإقليمية، كالأمم المتحدة مثلا، هذه العلاقات فرضت على الجميع، من الناحية النظرية على الأقل، التنازل عن قدر من السيادة لصالح تلك العلاقات، وبعبارة ثانية تكييف التشريعات والقرارات الداخلية مع متطلبات الاتفاقات والمعاهدات الخارجية.

بالنسبة للوصاية، يمكن وصفها بأنها علاقة بين دولتين تقوم على هيمنة إرادة الدولة الأقوى على قرارات الدولة الأضعف، إذن فهي اختلال في التكافؤ بينهما.

في واقع العلاقات الدولية يمثل الإجحاف في حق الدولة الضعيفة مقابل الدولة القوية مسارا سائدا، والمشكلة ليست هنا، وإنما في مدى هذا الإجحاف ومساحة الهيمنة على قرارات الدولة الأضعف.

بالانتقال إلى الحالة اليمنية، عملت الأنظمة الجمهورية عقب ثورة 26 سبتمبر على تهيئة الشروط الموضوعية، الأدنى على الأقل، لتنفيذ ما تضمنه الهدف الأول للثورة (التحرر من الاستعمار)، من خلال قطع أشواط متفاوتة في تطبيق أهدافها الرديفة الأخرى التي تشكل في حقيقتها اشتراطات وضمانات للهدف الأول، داخليا من بناء المؤسسة العسكرية والأمنية ورفع مستوى الشعب في جوانب حياتية مختلفة وإنشاء مجتمع ديمقراطي وتحقيق الوحدة الوطنية، وخارجيا السير في إطارات المجتمع الدولي.

بالتأكيد كان هامش المناورة للدولة اليمنية في العلاقات الدولية صغيرا، بحكم الوزن السياسي والاقتصادي والعسكري لها على سلم ترتيبات القوة العالمية، وهذا ينطبق على معظم بلدان العالم، لاسيما ما كانت تعرف بدول العالم الثالث أو تعرف اليوم بدول الجنوب، إضافة إلى أن أهداف ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، شبه المتطابقة بينهما، ذات أفق متواصل في عملية البناء، وبالتالي لم يكونا قد اكتملا، كميا وكيفيا، بالنظر إلى الطبيعة المستمرة لبعضها، على سبيل المثال بناء جيش قوي يحتاج إلى عملية مستمرة كون التطورات خصوصا في الجوانب التسليحية واللوجستية والتكنولوجية تتلاحق يوميا، أو رفع مستوى الشعب اقتصاديا فإنه يتطلب الملاحقة المتواصلة للتطورات على المستوى العالمي مع تلبية الاحتياجات المتوالدة يوميا نتيجة تطور أذواق السكان ونموهم.