اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
ملامح غير مكتملة عن السياسة الجديدة للخارجية الامريكية

🖌 #محمد_صالح_صدقيان
10.2.2021
http://telegram.me/watYm
لم نكن نعلم بأهمية السياسة الخارجية الامريكية مثلما نعلمها حالياً لجهة التفاصيل التي نستلمها من هذه الجهة او تلك . ربما لأن هذه السياسة باتت أكثر وضوحاً لنا بسبب عوامل متعددة ، أهمها ذلك الانفتاح الكبير الذي سببه الاعلام الجديد والنظم التقنية والفنية ، اضافة الى التفكير بصوت مرتفع للشخصيات السياسية . ولابد أن نتذكر كيف كان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ينقل لنا مواقفه السياسية عبر حسابه في تويتر قبل ان ينقلها لوزارة خارجيته ! أو كيف يُقيل وزيراً او يطرد آخر من البيت الابيض قبل ان يعلم صاحب الشأن كما فعل مع « ركس تيلرسون » او « جون بولتون » .

كثيرة هي الفوارق بين الرئيسين الامريكيين دونالد ترامب و جو بايدن ، وتحديداً ما يخصّ السياسة الخارجية التي تهمنا - نحن شعوب العالم – و تهمّ قضايانا التي لا تنتهي .

الرئيس بايدن ذهب شخصياً الى مبنى وزارة الخارجية ، و منها اعلن بوضوح تام في خطابه دعمه للدبلوماسية كطريقة اساسية في صوغ السياسة الخارجية الامريكية في عهده .

زميل في احدى الدول الخليجية قال ان الرئيس ترامب ترك حلفاء الولايات المتحدة تحت الباص ؛ استخدم اساليب لا تليق بدولة مثل الولايات المتحدة .. الا ان الرئيس بايدن يُريد العودة للتقليد الامريكي لقيادة العالم . بايدن قال في خطابه بوزارة الخارجية الامريكية : ان الولايات المتحدة لاعب أساسي ، وتريد قيادة العالم . لا ادري هل يستطيع ذلك فعلاً بعد كل الذي اقدم عليه الرئيس ترامب ، ام لا ؟ لكنه اعطى مقاربة اخرى عكست نصف قرن من الخبرة السياسية في العمل بالكونغرس و البيت الابيض . بايدن حرص على ان يقول ان سياسة ترامب انتهت ، و ستنتهي معه الحروب ، وهي رسالة لايران للتهيؤ لتفعيل الدبلوماسية ، وايضا للسعودية بضرورة انهاء حرب اليمن العبثية . واختياره مبنى وزارة الخارجية في إلقاء خطابه ، كان له دلالات معينة ؛ فهو لم يذهب اولاً الى مؤسسة امنية او للبنتاغون ، وانما لمبنى الدبلوماسية .

في قراءة اولية لخطابه ، ركز بايدن على عودته لاتفاقية المناخ ، لانها تهم المجتمع الدولي ، وإلغاء قرار حظر دخول مواطني عدد من الدول ذات الاكثرية المسلمة للولايات المتحدة ، والعودة لمنظمة الصحة العالمية . انه حرص على تحسين الصورة الامريكية في المجتمع الدولي . ولأول مرة يتم تعيين مبعوث للولايات المتحدة في الشان اليمني . فهل يريد إضعاف السعودية بهذا الإجراء ؟ لا اعتقد ذلك . لان السعودية لا تعيش على الهامش في القاموس الامريكي ؛ بل ان السعودية حليف كان و مازال ؛ لكن دون مشاكل . ادارة الرئيس الاسبق باراك اوباما وافقت – وكان بايدن في اطار هذا القرار - على اعطاء السعودية صلاحية تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2216 بشان اليمن ، وكان من المفترض ان تتم العمليات العسكرية في خمسة اشهر لا خمس سنوات !

الرئيس بايدن حاول نقل تصوراته للسلك الدبلوماسي بأهمية العلاقات الخارجية ، وان سياسة القوات الامريكية المنتشرة في مناطق متعددة من العالم ، ومنها الشرق الاوسط ، يجب ان تكون انعكاساً للسياسة الخارجية وليس العكس . هي مراجعة لكافة السياسات التي انتهجها ترامب في دعم بعض الانظمة بطريقة عمياء و، التي كانت مدمرة للامن في عديد المناطق الساخنة .

أربعة ملفات تهمنا - نحن ابناء منطقة الشرق الاوسط - لم يتحدث عنها الرئيس بايدن ، ولم يذكرها ؛ وهي «اسرائيل» و ايران و اليمن و العراق . لكنه شدد على تقاليد السياسة الخارجية الامريكية .
عراقياً ؛ لم يذكر هذا البلد الجريح الذي ينزف من كل اطرافه . ربما لانه كان لديه موقف عندما كان نائبا للرئيس مثل تقسيم العراق الى ثلاث دول الذي لاقى معارضة شرسة وانتقادات قوية من قبل جميع الاطراف .

بالنسبة لـ«اسرائيل» ؛ لم يتحدث عنها في خطابه .. لكن ليس من المتوقع ان يُغيّر بعض قرارات ترامب مثل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الامريكية لها ؛ لكن الواضح انه يدعم « حل الدولتين » ولا يسير بـ « صفقة القرن » .

الملف الايراني ايضا لم يتطرق له ، على الرغم من اعلان رغبته العودة الى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترامب . ربما لان صورة العودة لهذا الاتفاق غير مكتملة ، وهو لا يُريد اتخاذ موقف رسمي قبل معرفة نتائج مساعي الحلفاء الاوروبيين ، اضافة الى الموقف الايراني الصريح من الاتفاق وما بعده .

اما الملف اليمني فانه انتقد بشدة الحرب على اليمن مشيرا الى العدد الهائل من الضحايا المدنيين ، معلنا تجميد صفقة السلاح لكل من السعودية والامارات وتقليل بعض العقوبات على الحوثيين واخراجهم من قائمة الحظر التي وضعهم فيها سلفه الرئيس ترامب .