اخبار الوطن ملك الجميع
1.37K subscribers
4.37K photos
99 videos
2 files
83.4K links
ننقل أخبار الوطن من كل المصادر دون انحياز لأي طرف او لوجهة نظر معينة
Download Telegram
العلاقة "السعوثية" بين الواقع والممكن.!!

http://telegram.me/watYm
كتب / د. #صادق_القاضي

مبدئياً، السعودية في علاقاتها الكثيفة مع مختلف الأطراف في اليمن.دولة لها حساباتها الخاصة المستقلة عن حسابات هذه الأطراف،وتتعامل بالمنطق العملي للسياسة. حيث لا عدو دائم ولا صديق دائم،وبموجب هذه الحسابات والمنطق يمكن أن تتحول في أي وقت من دعم طرف إلى دعم طرف آخر. بما يحافظ على أمنها وحدودها ومصالحها الاستراتيجية.

بعبارة أخرى. السعودية تدعم حكومة "الشرعية" اليوم. باعتبار هذه الحكومة امتداداً لنظام حافظ على أمنها ومصالحها طوال عقود سابقة، لكن في حال فشلت هذه الشرعية عن استعادة الدولة والسيطرة على البلاد،وهذا ما حدث طوال السنوات الثمان السابقة، فستضطر السعودية للتعامل مع الطرف الحاكم والمسيطر.

حدث مثل هذا من قبل،وإن بشكل مقلوب، خلال حروب ثورة 26 سبتمبر 1962م. وطوال ثمان سنوات كاملة، كانت السعودية هي أكبر داعم لما سمى "الشرعية الإمامية"،حكومة البدر، لكن عندما فشلت تلك الحكومة عن العودة إلى صنعاء،اضطرت السعودية عام 1970م لفتح أبوابها ومنح اعترافها للنظام الجمهوري.
اقتضت العملية،حينها، تخلي الجمهوريين عن نزعتهم العدائية تجاه المملكة،وإنهاء انحيازهم للنظام المصري في الصراع الإقليمي الذي كان قائما بينه وبين النظام السعودي، خلال تلك المرحلة،وبما يعني أن قبولها اليوم للاعتراف بالحوثيين، وتطبيع علاقتها بهم،يتوقف على تخليهم عن نزعتهم العدائية تجاهها، وقطع علاقتهم بإيران في الصراع الإقليمي الراهن بين الطرفين.

الحوثيون من جهتهم،وبعيداً عن مزايداتهم الثورية،وشعاراتهم الاستهلاكية،مستعدون مبدئياً لهذه الشروط،وبدون حتى اشتراطات مقابلة.

ما تصرح به قياداتهم هذه الأيام من استعدادهم لحسن الجوار،وما يروج له إعلامهم بفرح وفخر عن لقاءات واتفاقات مع قيادات سعودية.. هو مغازلة وأمانٍ من هذا القبيل.

السعودية، من جهة أخرى،محكومة بمفردات الواقع على الأرض. 85% من مساحة اليمن خارج سيطرة الحوثي، ومتوزعة بين أطراف ومراكز قوى عسكرية ومدنية ضاربة لا يمكن للسعودية إقناعهم ببساطة بتسليم ما تحت سيطرتهم للحوثيين،والرجوع إلى صنعاء مجرد رعايا كما حدث مع القوى الإمامية في اتفاق عام70.

وبالتالي فإن اتفاق السعودية مع الحوثي في ظل هذه الظروف الإشكالية لا يقدم لها أي ضمانات بأبعاد استراتيجية، وعلى العكس فإن اعتراف التحالف الخليجي بالحوثي، على حساب الشرعية،سيتسبب بالضرورة بتفكك اليمن إلى عدة مقاطعات بمثابة دول، وسيظل الصراع بينها قائماً،وبالشكل الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

لكن هذا لا يمنع من تقارب "سعوحوثي" متزايد.. الكرة عموماً في ملعب القوى المناهضة للحوثي،استمرارها في التشظي والفشل في تحرير الأرض واستعادة الدولة.. يتم فقط على حسابها،والوقت ليس بصالحها.
لن يظل العالم إلى الأبد يدعم "حكومة فاشلة"،ويعرض عن قوة مسيطرة على الأرض والدولة، حتى إذا لم تكن سيطرتها كاملة.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط http://telegram.me/watYm
الحوثي.. بين الدولة والديولة والسلطة والسلبطة!

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #صادق_القاضي 
للشعوب المقهورة دائمًا أساليبها العبقرية،الجادة أو الساخرة،في التعبير عن غلبها ومعاناتها السياسية، من أظرفها في اليمن،التعبير عن الأشكال والممارسات السياسية المنحرفة،بتحريف المصطلحات المعبِّرة عنها، كالتعبير عن افتعال دور "الدولة"، بـ"الدّيولة"،والتعبير عن إساءة استخدام السلطة بـ"السلبطة".

كان الشعب اليمني يستخدم هذه المصطلحات المحرفة عادةً للتفريق بين الدولة وحكم العصابات،أو بين ممارسات السلطة الحقيقية وعنف وعنجهية البلاطجة،ولا أبلغ من هذين اللفظين اليوم في التعبير عن الظواهر والمظاهر السياسية السائدة في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية.

لا وجود في هذه المناطق المختطفة لـ"دولة" بالمعنى الاصطلاحي الحديث؛ حيث الدولة: كيان منبثق من الشعب لتمثيله وإدارة شؤونه ومصالحه الدنيوية،وفي حين أن أبرز مظاهر الدولة هي التنمية والخدمات.. يرى الحوثي أن وظيفة الدولة ليست في التنمية والخدمات،وحفظ الحقوق أهمها الرواتب؛ بل في فرض الواجبات والجبايات،وهداية الشعب وقيادته إلى الآخرة!

قد يرى بعضهم أن الجانب الأمني: احتكار العنف والتنكيل ووسائل العقاب.. هناك من مظاهر الدولة،لكنها نظرة ساذجة، تخلط بين الدولة والسلطة، وفي كل حال "السلطة" هناك تتم ممارستها بأشكال همجية فجة،قائمة على الردع لا الحماية،وفرض الطاعة لا تطبيق القانون،ما يعيد للأذهان ممارسات الأئمة في القرون البدائية الغابرة.

في الحالين،ليس هناك دولة طبيعية ولا سلطة سوية،وما دامت الأمور تجري بشكل غير سوي ولا طبيعي،فالأنسب التعبير عنها بشكل ملائم،بمفردات محرفة وغير معتادة: ديولة وسلبطة، أو هكذا تفتقت ذهنية الإنسان اليمني البسيط في الاحتجاج والاعتراض على الممارسات غير السوية حوله.

في الوضع الطبيعي الحديث، لـ"الدولة" و"السلطة" مفاهيم نظرية وتجليات عملية تجعل منهما أنبل وأفضل ما تفتقت عنه الحضارة الإنسانية، من نظم سياسية وإدارية، لتنمية الدول، وإدارة مصالح الشعوب وفي كل مرة في إطار "نظام سياسي" منبثق عن الشعب، وقائم بموجب دستور وقانون وعقد اجتماعي توافقي.
في المقابل؛ "التجربة الحوثية"، للدولة والسلطة،كوميديا سوداء، تصبح أكثر طرافة ومرارة على صعيد المقارنة،بالماضي القريب جدًا في اليمن، أو بحاضر الدول المجاورة، ومهما كانت هذه التجارب قاصرة؛ لا يمكن مقارنتها بما بات عليه الأمر في ظل جماعة تحاول بكل عزم وإصرار العودة إلى الماضي السحيق، في حين تتسابق الأنظمة على امتلاك المستقبل!

فرق شاسع بين الدولة والديولة والسلطة والسلبطة، وقد يتفاءل بعضهم في التجربة الحوثية،بأن تتحول هذه الديولة إلى دولة، وهذه السلبطة إلى سلطة.. لكن؛ لا يوجد ما يشجع على هذا التفاؤل،الجماعة الحوثية معتنقة لأيديولوجية كهنوتية صلبة لا يمكن تحديثها أو تطويعها للمدنية والحضارة.
وعلى العكس، هذه الجماعة والأيديولوجية تسير بالاتجاه المعاكس للتاريخ، من التطرف إلى الأكثر تطرفًا، ومن التخلف إلى البدائية. خلال مؤتمر الحوار الوطني، قبل اجتياح صنعاء،كان رأي بعض القيادات الناعمة لهذه الجماعة،مع القانون والدستور،وصرح بعضهم بوجوب فصل الدين عن الدولة التي ينبغي أن تكون علمانية في خدمة الشعب!

تمت تصفية هذه القيادات الناعمة لاحقًا،وحتى بعد اجتياح صنعاء، والانقلاب على الدولة والإجماع الوطني.. ورغم ممارساتها الهمجية.. ظلت هذه الجماعة، ولأهداف ذرائعية، أكثر مرونة وانفتاحًا على الحوار والآخرين مما هي عليه اليوم،ولا بد أنها غدًا ستكون أكثر خشونة وانغلاقًا وشمولية مما هي عليه اليوم.

من الصعب حد المستحيل- حسب منطق التاريخ- أن تتحول جماعة دينية مسلحة إلى حزب مدني ديمقراطي، أو من عصابة إلى دولة، حتى لو استحوذت على السلطة؛ الأمثلة كثيرة من طالبان إلى حزب الله،ومن الحشاشين إلى بوكو حرام.. وفي أحسن الأحوال بالنسبة للجماعة الحوثية، ستظل هذه الجماعة سلطة، سلطة فقط، ولن تتحول إلى دولة،بالمعنى الحديث للدولة، حتى لو حاولت هذا بعض قياداتها الناعمة.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك إضغط الرابط http://telegram.me/watYm
ممن ستنتقم "إيران" هذه المرة؟!

http://telegram.me/watYm
كتب /د. #صادق_القاضي

من المتوقع أن تقوم الميليشيات التابعة لإيران، خلال الأيام القادمة، بإطلاق قذائف، أو شن غارات بالطائرات المسيرة على أهداف عسكرية أو مدنية في اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا.. كرد فعل على الغارات الإسرائيلية الأخيرة بالطائرات المسيرة على عدة أهداف حيوية في عمق إيران.!

هذا هو أحد الخيارات القليلة والمضحكة للغاية، التي تملكها إيران للانتقام من إسرائيل، وكما في كل مرة، أظهرت هذه الغارات الإسرائيلية النظام الإيراني على حقيقته. كـ"خيال ماتا" يحرس قلعة من ورق، على الأقل بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدولية، وبالذات الأمريكية والإسرائيلية.

إيران، وعلى عكس ما تروجه البروباجندا التابعة لها. مكشوفة ومنخورة من الداخل، حتى العظم لدرجة إمكانية الوصول إلى أخطر الأهداف الاستراتيجية في البلاد:

في 31 يناير 2018. تمكن عملاء "الموساد" من الوصول إلى أحد أهم الأماكن السرية الحصينة في العاصمة الإيرانية طهران، مبنى تابع لوزارة الدفاع. يضم الإرشيف السري للبرنامج النووي الإيراني.!

استغرقت العملية 6 ساعات و29 دقيقة، وتضمنت اقتحام أبواب، وتعامل مع أجهزة إنذار. وفتح عشرات الخزائن.. والخروج بحوالي نصف طن من الوثائق السرية.. ومن ثمّ نقلها إلى إسرائيل.!!

كذلك فيما يتعلق بوصول ذراع إسرائيل إلى الشخصيات المطلوبة الأكثر أهمية المقيمة في عمق الأراضي الإيرانية، كما حدث مراراً في السنوات الماضية:

في 7 أغسطس 2020 قام الموساد بعملية اغتيال شخص مطلوب لها في شارع باسداران وسط طهران، وتبين أنه "أحمد عبد الله أحمد" (أبو محمد المصري)، أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة، وكان مقيما هناك منذ 2003م.!

كما قامت إسرائيل باغتيال عدد من كبار علماء الذرة الإيرانيين، تمت تصفيتهم بسهولة في شوارع المدن الإيرانية. لن يكون آخرهم: "محسن فخري زادة". كبير علماء الذرة الإيرانيين، ورئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع، والمعروف على نطاق واسع بـ"أبو القنبلة الإيرانية".. اغتالته إسرائيل في 27 نوفمبر في قلب العاصمة طهران.

في المقابل. إيران ليست فقط عاجزة عن إحداث أي اختراق مقابل، بل حتى عن رد فعل معقول على هذه الاختراقات.. غير:

إما التهوين من الأضرار الحاصلة، كتهوينها من الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع استراتيجية في قلب إيران: مصنعا لتطوير الأسلحة في أصفهان، ومعملا لتكرير النفط في تبريز.

وإما بتزوير حيثيات العملية، كما في عملية 7 أغسطس 2020، حيث تمت تصفية "أبو محمد المصري"، لكن إيران - وهروبا من فضيحة انكشاف علاقتها بمنظمة القاعدة، وإيواء هذا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة منذ 2003م. قالت إن القتيل هو "حبيب داود" أحد أعضاء حزب الله اللبناني.!

وإما -كما في الأغلب- بإطلاق سيل من التهديدات النارية بالانتقام الساحق الماحق من أمريكا وإسرائيل. كالتي أطلقتها إثر اغتيال "محسن فخري زاده". ولم يسفر التهديد عن أكثر من إطلاق اسمه على أحد شوارع طهران.!

الخيار الأخير للنظام الإيراني هو الانتقام من إسرائيل وأمريكا في البلدان العربية التي تمكنت ميليشياتها الكهنوتية من السيطرة عليها: لبنان واليمن والعراق وسوريا.. أو الانتقام من الشعب الإيراني نفسه، باعتبار أي حراك شعبي مؤامرة أجنبية، وهنا فقط تظهر إبداعات ومواهب هذا النظام، كنظام بوليسي استخباري قمعي تُقال الأهوال عن عيونه وآذانه وحواسه الفائقة.!
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط http://telegram.me/watYm
"كعب آخيل" اليمن.!

http://telegram.me/watYm
كتب/ د. #صادق_القاضي 
من العبارات العالمية الشهيرة المميزة، تلك التي تقول إن "الدين ظهر لأول مرة، عندما التقى أول انتهازي بأول مغفل"، وبصرف النظر عن التعميم الكاريكاتوري الساخر الذي تنطوي عليه، ولا تتعلق بالدين القويم بقدر ما  هي حكمة عبقرية كاشفة للغاية فيما يتعلق بأول مزاوجة بين الدين والسياسة.

لا أحد يدري متى بدأ الأمر. لكن الظاهرة حاصلة منذ بداية التاريخ، كما هي ماثلة اليوم، في العالم الإسلامي على الأقل: رجال دين شرهون على الدنيا ويخدرون الناس بالآخرة، وجماعات دينية جشعة يمكن أن تحرق كل شيء في سبيل الوصول إلى السلطة.!

والمشكلة، بطبيعة الحال، ليست في الدين. الدين، أي دين، يمكن أن يكون عنصر وحدة واستقرار، وهو في أغلب بلدان العالم، جزء جوهري من وعي وثقافة وشخصية الفرد والمجتمع، وأحد أهم عوامل الاستقرار والتماسك الاجتماعي، ويمثل أحد أهم روافد الفضيلة والأخلاق والقيم النبيلة.
كما أن المشكلة ليست في التدين، أغلب المتدينين في العالم ملتزمون في أغلب الحالات. بإيمانهم كعلاقة فردية شخصية بالإله أو الآلهة، ولا تضر بالآخرين.

المشكلة دائماً هي فقط في "الدين الانتهازي" ويتكون هذا من طرفين: "الانتهازي" كطرف اتخذ من الدين الذي وجد أصلاً من أجل "السيطرة على النفس، وسيلة للسيطرة على الآخرين". وهذه هي "الانتهازية" المقصودة في العبارة أعلاه، وهي حاضرة، أو حضرت سابقاً، وبدرجات متفاوتة، في معظم أديان العالم.

الطرف الآخر هو "المغفل"، ويتجلى بشكل فج في البسطاء والسذج وحسني النوايا، وعموماً بالمتدينين بشكل عاطفي غبي بحيث يمكن استدراجهم من خلال الله والدين، لخدمة أشخاص أو جماعات ومشاريع انتهازية.

تنطوي الانتهازية بالضرورة على جعل الدين أشبه "بحصان طروادة"، الهدية التي تسلل داخلها الإغريق إلى داخل اسبارطة، وفجروها من الداخل، وهكذا بالضبط تسلل كثير من الدعوات والمشاريع الدينية المشبوهة إلى اليمن، أو تكونت فيها، قديماً وحديثاً. 

قبل ألف عام قال أبو العلاء المعري (363 : 449 هـ) في رائعته "رسالة الغفران": "وما زال اليمن منذ كان، معدناً للمتكسبين بالتدين، والمحتالين على السحت بالتزين. وحدثني من سافر إلى تلك الناحية، أن به اليوم جماعة كلهم يزعم أنه القائم المنتظر، فلا يعدم جباية من مالٍ، يصل بها إلى خسيس الآمال".

للأسف. ما تزال اليمن في الألفية الثالثة. هكذا، كما وصفها المعري في عصره. بيئة خصبة لتكاثر الانتهازيين، وفضلاً عن الدجالين، والأنبياء الزائفين الذين يعلنون عن أنفسهم بين فينة وأخرى، لدينا جماعة كهنوتية استحوذت اليوم باسم الله والرسول على السلطة، وتمارس السحت والجباية بأشره صورها.

الظاهرة أكبر وأقدم من التجربة الحوثية، وهي الثغرة التي تسللت منها مختلف جماعات الإسلام السياسي إلى اليمن، بداية بالأئمة الزيديين، وصولاً إلى طموحات كل الدعوات الدينية الوافدة والتي جميعها تشترك في بروباجاندا إعلامية سياسية واحدة هي التذرع بالمشاعر والشعائر والشعارات الدينية، وترديد الأحاديث النبوية في مدح أهل اليمن،  باعتبار اليمن بلد الإيمان والحكمة، والشعب اليمني شعب متدين أصيل محافظ نقي بريئ طيب. هويته إيمانية، وخلق فقط ليؤمن وينصر الدين.

معظم اليمنيين يتعاملون مع هذه الصفات وغيرها مثل "أرق قلوباً وألين أفئدة" باعتبارها من باب المديح، ويطربون بسماعها حد الثمل، ونسيان أنفسهم وتاريخهم وواقعهم الطافح بكل الأشكال والإشكاليات النقيضة.!
والحقيقة أن اليمنيين بشر كغيرهم من الشعوب، والعاطفة الساذجة، هي نقطة ضعفه، الشخصية اليمنية ضعيفة أمام المدح والإطراء والثناء. خاصةً المدح الديني والقومي. ما يمكن معه القول إن المدح هو مفتاح هذه الشخصية المعقدة، والإيمان الأعمى هو نقطة ضعفها القاتلة. مثل "كعب آخيل" في الميثولوجيا اليونانية.

أما الإسلام نفسه، فقد حرص منذ البدء على التحذير من الإيمان الأعمى الغبي، لكن في مقابل الأحاديث النبوية ذات العلاقة مثل قول النبي (ص): "المؤمن كَيِّسٌ فطن"، وقوله: "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين"، يبدو أن الإيمان في اليمن يجرى وفق مقولة صاغها انتهازيٌ ما، ونسبها إلى ابن عمر، وهي: "من خدعنا بالله انخدعنا له".. وهكذا لُدغ الشعب اليمني من نفس الجحر عشرات المرات.!
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط http://telegram.me/watYm
لشباب ثورة فبراير. تحية.. وبعد!

د. #صادق_القاضي
http://telegram.me/watYm
لا يمكن أن يمر يوم الـ11 فبراير من كل عام، دون حدوث جدل واسع في اليمن حول قيمة ما حدث في مثل هذا اليوم من عام 2011م. اليمن قبل هذا اليوم غير اليمن بعده، ما يجعله بحق، في ذاته، وبما ترتب عنه.. أحد أهم وأخطر المنعطفات التاريخية في تاريخ اليمن الحديث.

لا خلاف حول كارثية ما ترتب عن تلك الأحداث التي سميت "ثورة". الخلاف فقط في تقدير ذلك الحدث في ذاته: هل كان إيجابياً أم سلبياً؟ وبغض النظر عن كل شيء، يمكن رفع تحية عظيمة لكل الشباب الأنقياء الذين كانوا ضمن تلك الطليعة الثورية.

أولاً: لأن ما حدث كان ضمن عملية كانت أكبر منهم وحتى من اليمن، ما حدث في اليمن كان تجلياً محلياً لمشروع دولي بحجم العالم العربي، من المحيط إلى الخليج. من تونس إلى البحرين، ومن ليبيا إلى اليمن، ومن مصر إلى سوريا. ثم السودان والجزائر..

وثانياً: كانت نواياهم حسنة.. لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي. كانوا يحلمون ببلد أفضل ومستقبل أجمل، لكن الواقع كان أقوى من الحلم، وقطاع الطرق أكثر من حراس القافلة، ومن سخرية القدر أن قطاع الطرق هؤلاء، كانوا من الملتحقين بالقافلة.

والأهم هنا، ودائماً، هو أن قيمة الأشياء والأحداث العامة. خاصةً الانقلابات والثورات.. لا تكمن فيها بذاتها. بل بما يترتب عنها للصالح العام. حتى الدين يجب تقديره من واقع تجلياته الإيجابية في واقع الناس. دخولا في مسألة أيهما وُجد من أجل الآخر: الدين أم الناس؟!

على هذا المحك أثق بشدة بالعبارة العبقرية التي قيلت على لسان المسيح: "خلق السبت من أجل الإنسان، ولم يخلق الإنسان من أجل السبت". وبالمثل: وُجدت الثورات من أجل الشعوب، ولم توجد الشعوب من أجل الثورات.

وبالتالي كل الثورات قابلة للنقد. حتى ثورة 26 سبتمبر. فرغم كل إيجابياتها ليست، ولم تكن محصنة من النقد. كان أنبل رواد وعقول وثوار اليمن. مثل البردوني والمقالح وغيرهما. ينقدون تلك الثورة العظيمة. من حيث ممارسات بعض القيادات، وبعض أوجه القصور في تحقيق بعض أهدافها.

ثورة 2011 هي أولى بهذا النقد. خاصة وليس لها إيجابيات من أي نوع. وعلى العكس. ترتب عن فبراير كوارث مريعة بلا حدود.. كما هو ماثل بوضوح مأساوي على كل جوانب ومستويات الحالة اليمنية الراهنة.

ليس من العيب أن هذه الثورة فشلت. أكثر من 95% من الثورات في تاريخ العالم فاشلة. العيب فقط أن نظل نحتفل بالفشل. ونكابر ونقامر ونكايد ونزايد.. في حين يفترض أن نتوحد ونحاول الخروج من التبعات الباهظة لتلك الثورة الفاشلة.!

على الأقل أن نتوقف عن التمجيد العبثي لها.. وهذا في الواقع رأي أعداد متزايدة من أنبل الشباب والكبار الذين شاركوا في ثورة فبراير، وإن كانت أعداد متناقصة منهم ما تزال تغني لسحابة أمطرت العذاب.!

كانت بعض الشعوب الهمجية الغابرة تعبد إلهة يتقربون لها بضحايا بشرية.. بأولادهم الأبكار..!

هل يفترض أن نقدس ثورة فبراير بنفس الشكل؟!

هذه صنمية سياسية غبية فجة بنفس القدر. من الغفلة والغباء والاستغباء والاستلاب أن نظل نقدس ونمجد ثورة لم تفشل فقط. بل أسقطت في الحصيلة النهائية: الدولة والجمهورية، والمدنية والوحدة.. وكل ما تحقق في ظل النظام الجمهوري. منذ ثورة سبتمبر 1962م.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ http://telegram.me/watYm
سخرية اليوتوبيا.. طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي وشعار الحوثي!

كتب/ د. #صادق_القاضي 

قلت لأحدهم مرة: لماذا تكره إسرائيل؟ 

قال: لأنهم يهود!

قلت له: لماذا لا تكره إسرائيل لأنها كيان محتل غاصب لأراضٍ عربية؟!

قال: ما الفرق؟!

الفرق شاسع بين الرؤيتين؛ في التصورات والمنطلقات والغايات.. في الرؤية الأولى: أنت عنصري متخلف تحمل مشروعاً شمولياً وقضية خاسرة لن يتعاطف معها أحد، بينما في الرؤية الثانية: أنت صاحب حق وقضية عادلة ومشروع عصري تحرري نبيل.

لم يقتنع الرجل، ولم أستغرب لاحقاً التحاقه بالمليشيا الحوثية المهووسة بتوزيع الموت واللعنات على كل الجهات، وبالخصوص على اليهود، ولأسباب عقائدية لا علاقة لها، بالضرورة، بالقضية الفلسطينية.
حتى في حال ربط هذه الشعارات بالقضية الفلسطينية؛ فهي تعبر عن رؤية تشوه هذه القضية وتنحرف بها بعيداً، باعتبارها صراعاً دينياً بين الإسلام واليهودية، لا كفاحاً مشروعاً نبيلاً من أجل تحرير أراضٍ محتلة، وفق مبدأ تقرّه كل القيم الأرضية العادلة، والشرائع السماوية السمحة.

كان يمكن لهذه الجماعة، بدلاً من شعارات الموت واللعنة على اليهود، رفع شعارات ضد "الصهيونية"، فبغض النظر عن الكراهية وشرعية توزيع الموت العبثي، للصهيونية معنى سياسي عسكري استيطاني غير شرعي، بينما تنصرف كلمة "اليهود" بديهياً إلى أتباع دين سماوي له مشروعيته.

"اللعنة على اليهود" شعار عام بائس، يخلو حتى من الإبداع؛ إذ نظمه الحوثي على وحي الصرخة الخمينية، وكما هو منحرف في منطلقاته، هو منحرف في غاياته المتمثلة فقط بالمزايدة على شعوب المنطقة، وإسقاط أنظمتها ودولها لصالح المشروع القومي الفارسي.
لكن؛ للأمانة، لا تقتصر هذه اليوتوبيا الفجة على إيران والجماعات التابعة لها، بقدر ما تطال بدرجات متفاوتة كبرى التيارات السياسية: إسلاموية، وقومية ويسارية.. على امتداد العالم العربي. كما هي حاصلة في إسرائيل؛ فبالمثل، هناك عناصر وأطراف إسرائيلية تؤمن بخرافة "أبناء الله" و"أرض الميعاد"، وتتشبث بالوعود والحدود التوراتية، وترى في احتلال فلسطين استعادة مشروعة وربما واجبة لحق تاريخي، وهبة إلهية قديمة!

الفكرة الشمولية الطوباوية واحدة هنا وهناك، وإن كانت الصهيونية من جهتها حسمت هذه القضية، منذ البداية، وقبل قيام إسرائيل؛ فحددت في "مؤتمر بال 1897" في سويسرا، هدفها وهو "الحصول على الأرض"، وقضيتها وهي "إقامة وطن قومي ليهود العالم.
في المقابل يرفض معظم العرب، حتى اليوم، الاعتراف بأن موضوع هذا الصراع الذي تجاوز عمره قرناً كاملاً، يتمحور بشكل جوهري وموضوعي وعملي.. حول قضية أرض محتلة!

من وجهة نظرهم: الأرض الفلسطينية والسورية المحتلة جزء مهم في الصراع، لكن الصراع، جوهرياً، هو صراع وجود لا صراع حدود!
بداية بفصائل الإسلام السياسي، شيعية وسنية، هذه الجماعات الشمولية ترى أن هذا الصراع جزء من صراع عالمي سرمدي بين الخير والشر، أو الحق والباطل، أو الإيمان والكفر... وأنه يمتد ليشمل يهود العالم عموماً فضلاً عن الصهاينة وإسرائيل!

المفارقة الساخرة على الصعيد العملي، أن كلّاً من هذه الجماعات تتخذ من هذه القضية النبيلة، مطية لتحقيق أجندة محلية أو إقليمية.. ضمن بروباجندا فنتازية غارقة في التناقضات التي يمكن ملاحظتها في التصريحات الإيرانية ذات العلاقة:
الرئيس نجاد: "إيران عازمة على إبادة إسرائيل، ولن تتراجع أبداً عن موقفها"!

قائد القوات الجوية عزيز نصير زاده: "ننتظر بفارغ الصبر قتال إسرائيل لمحوها من الوجود"!

في المقابل:
جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية: "إيران لم تقل يوماً إنها تريد محو إسرائيل عن الخارطة"!

الرئيس روحاني: "إيران لا تريد الحرب مع أيّ بلد"!
وبطبيعة الحال، فتصريحات الممانعة مخصصة للمزايدة على الشارع العربي والإسلامي، وتصريحات المهادنة مخصصة للمراوغة مع المجتمع الدولي.

عوداً إلى قوى اليسار العربي (قومية واشتراكية)، هذه القوى وإن حصرت المشكلة في الكيان الإسرائيلي، تحمل بدورها أشكالاً أخرى من التعميمات الجزافية؛ فتجعل الصراع العربي الإسرائيلي جزءاً من الصراع بين المستضعفين في الأرض والقوى الإمبريالية والرأسمالية الغربية!

كان عبدالناصر أنبل من يمثل الفكرة الوجودية للصراع العربي الإسرائيلي، لكنه على الأقل، كان جاداً صادقاً مع نفسه ومع غيره، في عبارته الشهيرة خلال حرب 67: "ما لإسرائيل إلا البحر".

أياً كان الأمر.. فقد انحسر المد القومي اليساري، الذي كان له رغم كل شيء، إيجابيات كثيرة، على الأقل نجح نسبياً في عزل إسرائيل، وتحرير دول عدة من أنظمتها الرجعية أو الاستعمارية، وبناء أنظمة ومجتمعات مدنية حديثة..

فصائل المد الديني الراهن، بالمقارنة، هي- بوعي أو بغير وعي- ظاهرة تخدم إسرائيل التي لم تكن تحلم أن تثأر بهذا الشكل المجاني من المد القومي واليساري والليبرالي، بتدمير كل ما حققه من قيم ومؤسسات ومنجزات حديثة بناءة، قادرة على كبح جماح إسرائيل.
↓↓↓
عن الشخصية الجدلية "معاوية بن أبي سفيان"!!

كتب / د. #صادق_القاضي

لأسباب مفهومة.. أثار قيام شركة "تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) المملوكة لمستثمر سعودي، بتمويل مسلسل درامي عن "معاوية بن أبي سفيان"، لعرضه في ليالي رمضان المقبل، كثيراً من اللغط والرفض والجدل في المنطقة.

لا علاقة لهذا الجدل بالمضمون والرسالة والجوانب الفنية للعمل.. لأنه تم بشكل استباقي وبمجرد الإعلان عن الشخصية المركزية للمسلسل "معاوية بن أبي سفيان" الشخصية ذات الرمزية السلبية العالية في التراث الشيعي.

لكن، كان من المتوقع مسبقاً أن أي عمل درامي خاص بـ"معاوية"، مهما كانت درجة موضوعيته، سيمثل -من وجهة نظر الإسلام السياسي الشيعي الراهن- استدعاء سلاح رمزي جديد ضدهم، من قبل خصومهم أهل السنة، في خضم الصراع السياسي الطائفي المندلع في المنطقة، تبعاً لصراع المحاور الإقليمية.!

"قد" يكون هذا صحيحاً. لطالما كان التاريخ، برموزه الدينية والسياسية، سلاحاً سياسياً نوعياً في الصراعات الفئوية والطائفية، وبالذات في العالم العربي والإسلامي الذي ما زال مسكوناً بالماضي، بنزعاته ونزاعاته وعقائده وصراعاته ورموزه.. الغابرة.

لكن فيما يتعلق بشخصية "معاوية"، المسألة معقدة نسبياً. فبغض النظر عن فحوى ورسالة المسلسل.. معاوية في الوعي السني العام ليس رمزاً طائفياً مقابلاً للرموز الشيعية: علي بن أبي طالب، أو الحسن والحسين، ليوضع في مقابل هذه الشخصيات في عمل درامي ضد الشيعة.
بل إن هذه الرموز الشيعية الكبرى، هي في الأدبيات القديمة والحديثة لأهل السنة، أهم من معاوية الذي -رغم عظمته التاريخية- لم يحظَ في الوعي والتراث السني طوال التاريخ بأهمية دينية أو سياسية من نوع خاص.

وعلى العكس لمعاوية في بعض تراث أهل السنة. كبعض الأحاديث المنسوبة للنبي، صورة سلبية، باعتباره أول من بدل نظام الخلافة الإسلامي، وحوله إلى نظام وراثي. وفي نفس الوقت، يتعاطف أهل السنة مع الحسن والحسين. رغم كونهما كانا يطالبان بنظام وراثي كهنوتي مطلق.!

في المحصلة نحن أمام شخصية سلبية في التراث الشيعي، وعلى الأقل غير إيجابية في التراث السني. لكن للتاريخ رأي مختلف، حول هذا الرجل، الذي يمثل: أحد أبرز وأعظم عباقرة التاريخ العربي الإسلامي، على الإطلاق. بل هو مؤسس الامبراطورية العربية الإسلامية.
وبالتالي تستحق هذه الشخصية العبقرية أن تدرس من جديد، ويدشن عنها وحولها عدد كبير من المسلسلات والأفلام والكتب.. ومن المؤسف أن ذلك لم يحدث حتى الآن إلا في حدود ضيقة.!

وبطبيعة الحال لا يفترض بهذه الأعمال أن تكون موجهة للشيعة، إذ لا حاجة للرد على رأي وموقف الشيعة من معاوية، فهم يكرهون جل ملوك وحكام العالم العربي والإسلامي من بعد وفاة النبي حتى اليوم. بداية بالخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان، مروراً بكل ملوك وخلفاء الدولة الأموية، ثم ملوك الدولة العباسية، وصولاً إلى حكام وأنظمة المنطقة في هذا العصر.!

رأي وموقف أهل السنة من معاوية. باعتباره أول من بدل النظام الإسلامي. نظام "الخلافة"، هو الذي يستحق الرد.. والسؤال المهم هنا ودائماً، هو: هل كان هناك بالفعل، قبل معاوية، نظام سياسي محدد، يمثل الإسلام بالضرورة، ويمكن وصفه بـ"النظام الإسلامي".؟!
يتبع..

اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ http://telegram.me/watYm
اخبار الوطن ملك الجميع
عن الشخصية الجدلية "معاوية بن أبي سفيان"!! كتب / د. #صادق_القاضي لأسباب مفهومة.. أثار قيام شركة "تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) المملوكة لمستثمر سعودي، بتمويل مسلسل درامي عن "معاوية بن أبي سفيان"، لعرضه في ليالي رمضان المقبل، كثيراً من اللغط والرفض والجدل في…
عن الشخصية الجدلية "معاوية بن أبي سفيان"(2)

كتب / د. #صادق_القاضي

كان العرب قبل الإسلام، كما نعرف، مجرد قبائل بدوية أو نصف بدوية معزولة في صحاري وواحات وسط وشمال الجزيرة، وكانوا على الصعيد السياسي، يرفضون ظاهرة "الدولة"، ولم يكن لديهم أيّ تجربة أو تصور مسبق لها. وكان تصورهم لـ"السلطة" لا يتجاوز مستوى القبيلة.

وبدوره، فإن الإسلام الذي وحد تلك القبائل، تحت سلطة واحدة، خلا تماماً -في مصادره الأصلية: القرآن الكريم والسنة النبوية- من أي إشارة لنظام سياسي خاص محدد يمثل الإسلام بالضرورة، كما خلا من أي ذكر لطريقة محددة في تداول السلطة، وبالتالي صعد كلٌ من الخلفاء الراشدين للسلطة بطريقة مختلفة..

نوعية النظام السياسي، وطريقة تداول السلطة. هي أصلاً مسائل سياسية نسبية تخضع لمتغيرات البيئة والزمان والمكان.

فالنظام السياسي في نوعيته استجابة لطبيعة المرحلة والبيئة، ويقاس نجاحه بمعيار المصالح التي حققها في شروط الزمان والمكان.

وعليه فإن غياب نظام حكم محدد للدولة، وتداول السلطة في الإسلام، هي خاصية إيجابية عظيمة للإسلام الذي ترك هذه المسائل النسبية مفتوحة على اجتهادات البشر يحلونها بما يتلاءم معهم في كل مكان وزمان.

المشكلة في السياق العربي، بعد وفاة الرسول، أنهم كانوا دون تقاليد أو مؤسسات سياسية جاهلية، أو معايير إسلامية لحل مشكلة السلطة، ما أتاح المجال لاستفحال الصراعات حولها بين القوى الإسلامية، وسرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة بعد مقتل عثمان. وكانت الأمور تسير بالدولة العربية الناشئة إلى الشظي والضياع، وربما التلاشي إلى الأبد.

في تلك اللحظات التاريخية المفصلية الحرجة ظهر "معاوية"، وقام بجلب النظام الملكي الوراثي المعروف مسبقاً في اليمن وفارس وغيرها، ومن خلاله أسس أول وأكبر إمبراطورية عربية في التاريخ.!

قد لا يبدو هذا النظام مثالياً اليوم، إلا أنه بالمعايير العملية كان ناجحاً، وبالشكل الذي يفسر كونه كان هو النظام القائم في معظم الامبراطوريات القديمة في العالم، وما زال مستتباً في كثير من دول العالم حتى اليوم.

كما لم تكن هناك في السياق العربي حينها، مفاضلة بين هذا النظام ونظام أكثر كفاءة، كديموقراطية أثينا أو الديمقراطية الحديثة، كانت المفاضلة فقط بين نظام ملكي جاهز وقائم في الدول المجاورة، وبين اللا نظام أو الفوضى، والانقسامات والصراعات الدموية المتزايدة التي كادت أن تؤدي بالتجربة السياسية العربية الناشئة إلى العدم.

وكان من الطبيعي أن يكون لمعاوية خصوم وأطراف متضررة منه ومن النظام الذي جلبه، وتأسست عليه الدولة الأموية، وعلى هذا الأساس حاولوا النيل من شخصيته، واعتبروا النظام الذي جلبه أول محاولة لتغيير نظام الخلافة الإسلامية الراشدة، وتحويلها إلى "ملك عضوض". حسب بعض الأحاديث التي من المؤكد أنها وضعت في العصر العباسى.

في كل حال، من حق العباسيين والشيعة أن يناوئوا معاوية، لكن لنتذكر دائماً:

• أولاً: أن "الخلافة الراشدة" لم تكن نظاماً سياسياً محدداً، ليحوله معاوية إلى "ملك عضوض".

• وثانياً: أن النظام الملكي كان هو البديل الوحيد المتاح لحل مشكلة التنازع على السلطة. وكانت الصراعات الإسلامية الإسلامية على السلطة ستؤول حتماً إلى النظام الملكي من قبل معاوية أو غيره.

• وثالثاً: أن خصوم معاوية لم يقدموا بديلاً، ولم يكونوا يحملون مشروعاً سياسياً مختلفاً، وعلى العكس تبنوا نفس النظام الذي جلبه عدوهم معاوية، فاستنسخت الدولة العباسية النظام الأموي بحذافيره، مع إضافة بعض البهارات والتوابل الكهنوتية.

غير أن الشيعة، كانوا وما يزالون هم الأكثر عداءً وانتقاداً لمعاوية. وهم بمختلف فصائلهم يدعون إلى النظام الوراثي نفسه. فقط أضافوا عليه كماً هائلاً من التصورات العنصرية والعقائد الكهنوتية، باعتبار السلطة والدولة حقاً إلهياً مقدساً لبني هاشم، دوناً عن العالمين.!
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓ http://telegram.me/watYm
"الانفصال".. اللعنة التي قد تصبح ضرورة!!

د. #صادق_القاضي
http://telegram.me/watYm
"الوحدة اليمنية عظيمة". كإنجاز سياسي وجودي مصيري.. هو الأعظم في تاريخ اليمن على الإطلاق، وكتلبية لطموحات ومطالب الشعب اليمني، والنخب اليمنية، في الشطرين السابقين، منذ بداية التاريخ الحديث.

"الانفصال" بهذا المعنى. سيكون ردّة سلبية بنفس العمق والاتساع والأبعاد الشاملة.. وإن كانت القضية بحاجة لنوع من التروي والاستبصار في الظروف والدوافع والمنطلقات والحيثيات التي قد تكون قاهرة.

من البديهي، في ظل الظروف اليمنية الراهنة، أن الأمل الوحيد لبقاء الجنوب ضمن دولة الوحدة، هو استعادة الشمال من الجماعة الحوثية..

بيد أن حكومة الشرعية، كما يبدو، منذ ثماني سنوات حتى الآن على الأقل، عاجزة تماما عن هذه المهمة.

بل إن بعض العناصر الشمالية المحسوبة على "الشرعية"، وبدلا من استعادة الشمال، تحاول بلا هوادة السيطرة على الجنوب، وفي حين كان بعض الجنوبيين يحاربون في الشمال لاستعادة صنعاء والحديدة، كان بعض الشماليين يحاربون في الجنوب للسيطرة على أبين وعدن.!

الجنوب -منذ بداية الحرب وحتى اليوم- بمثابة قاعدة لاستعادة الشمال، وقدم في سبيلها الكثير من التضحيات من الدماء والأرواح، من نهم إلى مأرب، إلى الساحل الغربي.. وما زالت التضحيات مستمرة.

لكن لكل شيء حدود.. وفي حال فشلت هذه المهمة "استعادة الشمال"، تماماً ووصلت الأمور إلى طريق مسدود.. سيكون "الانفصال" اتجاها إجباريا. فمن غير المعقول مطالبة الجنوبيين بأحد خيارين:

• إما تسليم بلادهم للشرعية. كوطن بديل للشماليين الذين تركوا بلادهم للجماعة الحوثية.!

• أو تسليم بلادهم للجماعة الحوثية تحت شعار الحفاظ على الوحدة اليمنية.!

ما الذي يتبقى أمام الجنوب من خيارات.؟!

لا شيء.. غير الانفصال.

للانفصال بعض العناوين والممارسات الخاطئة التي يتجلى بها، ولا حاجة للإشارة هنا إلى أن "الهوية الجنوبية"، ورقة سياسية زائفة. تتذرع بتاريخ غير موضوعي للتعبير عن قضية قد تكون موضوعية.

نعم. القضية الجنوبية موضوعية، لأنها هكذا في واقع الحال، وكلما مر الوقت يصبح خيار الانفصال ضرورة صارمة، في ظل التعقيد والتشظي المتزايد الذي تنزلق فيه القضية اليمنية ككل. يوما بعد يوم.

الانفصال. وبغض النظر عن شرعيته وجدواه.. هو -في علاقته بالهوية والوحدة اليمنية- إجراء في الجانب السياسي، كما أن الوحدة اليمنية، هي في المحصلة مظهر سياسي لظاهرة اجتماعية ثقافية تاريخية جغرافية.. عميقة راسخة اسمها "الوحدة الوطنية". في إطار "الهوية اليمنية" الجامعة.

هذه "الوحدة الوطنية" كانت متحققة قبل "الوحدة السياسية" "1990م"، ولأنها شيء وجودي مصيري يتعلق بالوعي والوجدان الجمعي للشعب اليمني.. ستظل متحققة في حال تم "الانفصال". في أسوأ الأحوال.
اخبار #الوطن_ملك_الجميع للإشتراك والمتابعة إضغط ↓↓↓
http://telegram.me/watYm
المرأة والجوع والجنس في المتلازمة الحوثية!!

د. #صادق_القاضي 
http://telegram.me/watYm
في رحلته إلى اليمن عام 1922م، التقى الأديب والمؤرخ الشهير "أمين الريحاني"، عندما وصل إلى ذمار، أمير الجيش الإمامي هناك، (السيد) "عبدالله الوزير"، وكما يزايد "محمد البخيتي" اليوم، كان الوزير يتمسح بأهداب الدين والفضيلة، ويشيد بالوضع المثالي الذي تحقق في اليمن في ظل نظام الإمامة.

قال "الريحاني": سمعناه يقول:"هذه بلادنا وهي بفضل حضرة الإمام بلاد العدل والدين والصدق والوفاء. الحكم العادل تراه عندنا في اليمن، فلا خمر ولا فسق ولا زنى.. كل ذلك لأننا محافظون على ديننا، عاملون بكتاب الله، مجاهدون في سبيله تعالى".

كان الريحاني قد اكتشف أيّ جحيم هي اليمن في ظل الإمام يحيى، وأضحكته مزايدات الأمير عبدالله الوزير، خاصةً فيما يتعلق بالقضاء على الفسق والزنى، يقول: "أضحكني من الأمير.. ذلك لأننا في إحدى الليالي السابقة، جاءت المرأة التي طبخت لنا العشاء، والنساء في اليمن خارج المدن الكبيرة سافرات، تعرض نفسها علينا بثمن فسطان من الشيت، وقد قال لنا أحد العساكر بعد أن خرجنا من ذمار: لولا رفيقكم السيد لكانت النساء تجيئكم في كل سمسرة"!

هكذا هو الحال في أي وضع مماثل: الفقر ماخور، والجوع قوّاد يدفع النساء دفعًا لبيع أجسادهن بأرخص الأثمان.. لإشباع بطونهن وبطون أطفالهن، بطن الإنسان هي نقطة ضعفه. لا يمكن مطالبة الجائع أن يكون أمينًا على الأخلاق أو حريصًا على الفضيلة.

البطن، إذن، بما هي علامة ورمز للوضع المعيشي للشخص، هي في أي دولة محترمة، الأولى بالاهتمام والمراقبة من أي شيء آخر، في حين كان الأئمة لا يعبأون ببطون الناس، بقدر ما يهمهم حشمة أعضائهم التناسلية!

وكما لو أن التاريخ الإمامي يعيد نفسه على شكل مهزلة، الجماعة الحوثية، لا تتبنى فقط نفس الخطاب والسياسة والشعارات والمزايدات المكشوفة؛ بل تقدمها بشكل أكثر فجاجة، كما في سياستها تجاه المرأة.

منذ انقلابها المشؤوم على الدولة والإجماع الوطني، والجماعة الحوثية، سخّرت معظم إمكانات وأجهزة الدولة لمحاصرة الحياة المدنية، ووضع المرأة وجسد المرأة والعلاقة المدنية بين الجنسين تحت الرقابة والسيطرة الكاملة.

كأسلافهم من الأئمة، لا يرى الحوثيون ملامح الفقر في وجوه وثياب الرجال والنساء، ولا كثرة المتسولين في الشوارع، ولا يسمعون صراخ الجائعين بسببهم، ولا مطالبات الموظفين برواتبهم المقطوعة من قِبلهم منذ سنوات.. لا يرون ولا يسمعون شيئًا يتعلق بظروف وهموم ومطالب الناس.. فحواسهم- كل حواسهم- مركزة فقط على مؤخرات ومقدمات النساء، وكل أجهزتهم: القيادة والأمن والشرطة والداخلية.. كلها ساهرة في حراسة هذه الثغور التي تهدد الأمن القومي!

لا يهمهم بطن المرأة الجائعة؛ بل مؤخرتها البارزة، بدليل لا مبالاتهم بمراقبة المخابز ومواصفات ومقاسات الأرغفة التي تقزمت في عهدهم، وفي خضم انهماكهم بمراقبة محلات الأزياء، ومواصفات ومقاسات البالطوهات حتى لا يخرج لباس المرأة عن تصوراتهم للحشمة!

منذ سبتمبر الأسود، 2015، أصدرت المليشيا الحوثية عشرات الفرمانات النافذة بشأن التضييق على حرية المرأة وعملها وتعليمها ولباسها: ممنوع الاختلاط، ممنوع حفلات التخرج،ممنوع سفر المرأة، ممنوع التجول في الشوارع، إغلاق الكافيهات العائلية، مراقبة محلات الأزياء النسائية، ممنوع عرض تماثيل الأزياء، البالطوهات المزرورة ممنوعة، والقبض على النساء لمجرد الظن، وسجنهن لسنوات بدون محاكمات..!

في المحصلة؛ ضيعوا البلاد والعباد، وفشلوا في كل شيء، ونجحوا فقط في محاصرة الحريات المدنية، وحقوق الإنسان، وحرية وحقوق المرأة، والتضييق على محلات الأزياء، ومضاعفة بروتوكولات الحجاب والنقاب!

حتى الأئمة لم يكونوا بهذا القدر من الجهل والنزق، الذي لا ينافس الحوثيين فيه سوى حركة طالبان الأفغانية، كلا الجماعتين لا ترى شيئًا أهم وأخطر من الثغور الجنسية التي تتسلل من خلالها المؤامرات والأعداء والشرور الماحقة، يسمي الحوثي تعليم وعمل المرأة وحقوقها المدنية "الحرب الناعمة".
ومع ذلك، من السهل ملاحظة أن كثافة الخطابات والإجراءات القمعية ضد حريات وحقوق المرأة، تعبير نموذجي عن فشله الذريع في كل جوانب ومستويات تجربته في إدارة السلطة.
↓↓↓