قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾
21.9K subscribers
817 photos
111 videos
826 files
1.86K links
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
Download Telegram
أيها المؤمنون:
في هذا اليوم العظيم في شهر الله المبارك نخرج في الميادين لنواصل جهودنا في إيقاظ ضمير العالم الذي باع الإنسانية بالمصالح المادية، ولكي تستيقظ الأمة المسلمة التي خافت من أمريكا أكثر من خوفها من الله، وقدّمت المصالح المادية على إسلامها وعروبتها، وتخلّت عن غيرتها وإخوتها، ونسيت مسؤوليتها الإسلامية والقرآنية في نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين؛ فسنحيي يوم القدس حتى نحيي الأمة، ونذكرها بمسؤوليتها تجاه فلسطين، ونعيد بوصلة العداء لديها إلى الاتجاه الصحيح الذي وجهه القرآن نحو اليهود فقال: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً . مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ} وقال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ}.
عباد الله:
قضية فلسطين وشعبها هي أكبر مظلومية على الأرض في هذا الزمن، وقد أصبحت محاطة بالمتآمرين والمتخاذلين والمتفرجين، ولم ينصفها ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة بل قاموا بالتغطية على إجرام عدوها بحقها، ولم تنصفها ما يسمى بالمنظمات الحقوقية وهي ترى شعبًا بأكمله يُجَّوع، وآلاف النساء والأطفال يقتلون بأبشع الطرق وأسوأ وسائل الإجرام، ولم ينجدها المسلمون عبر منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا جامعة الدول العربية وقفت لتنقذها من أعدائهم، والكل بين متفرج ومتآمر.
ومن أغرب الأشياء فوق ذلك أنهم يريدون من الأحرار أن يسكتوا، ويريدون من قوم سماهم القرآن بالأنصار ألا ينصروا الله ولا ينصروا رسوله والمؤمنين، ويريدون من شعب مُلئ حكمة وإيمانا أن يتفرج، ويريدون ممن ورث النبي صلى الله عليه وآله في علمه وحكمته وشجاعته وعزته أن يسكت، ويريدون أن يسكت شعب ورث من الأنصار حكمتهم وعزتهم وإيمانهم وأن يتفرجوا على اليهود وهم يقتلون إخوانهم المستضعفين في القدس وغزة، ويريدون من أحفاد عمار وسعد بن معاذ والمقداد والأشتر أن يسكتوا ويقعدوا، ويريدون أن نتفرج على أطفالنا في فلسطين يموتون جوعا وتحولهم صواريخ الصهاينة إلى أشلاء وقطع متفحمة، ويريدون من شعب الإيمان أن يرضى بالماديات على حساب دينه ومبادئه.
وقد أتت أمريكا بطيرانها وسفنها وعدوانها لكي تمنعنا عن أن نقف مواقف الإسلام مع غزة وفلسطين؛ فماذا نقول لله إن خضعنا لأمريكا؟ وماذا نقول للقرآن إن سكتنا وهو يأمرنا بالكلام وإن قعدنا وهو يأمرنا بالحركة؟ وماذا نقول لرسول الله صلى الله عليه وآله عندما نلقاه إن تخاذلنا عن جهاد اليهود والنصارى الذين جاهدهم؟ وماذا نقول للأطفال والنساء في فلسطين الذين يستغيثون ويستنجدون بنا والله يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}؟.
عباد الله:
المؤامرة - اليوم - كبيرة على الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية؛ فالصهاينة ومعهم أمريكا يريدون إبادة شعب بأكمله وتهجيره من أرضه حتى لا يبقى إنسان فلسطيني ينافسهم في الأرض المباركة، ولتبقى فلسطين كلها لليهود، وللأسف فإنّ بعض الأنظمة العربية تشارك في حصار وتجويع وإبادة الشعب الفلسطيني، ولم تتخذ حتى موقف المقاطعة الدبلوماسية لإسرائيل وأمريكا، ولا المقاطعة الاقتصادية.
وأيضاً تكبل شعوبها وتمنعها من الخروج حتى في مظاهرة من أجل فلسطين؛ ولذلك فإننا في اليمن نرى أنفسنا في نعمة بما منَّ الله علينا من قيادة قرآنية تحررية، ومشروع قرآني نهضوي يسير بنا في ركاب رسول الله الجهادي لنواصل يوم الفرقان في شهر الفرقان، وسنبقى أنصارًا لله ولرسوله وللمؤمنين المستضعفين حتى لو واجهنا كل المستكبرين، وما داموا على الباطل فهم في دائرة الشيطان الضعيف المدحور: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}، ونحن في موقف الحق مع الله الحق القوي المتين، ونحن امتداد لمسيرة الإسلام المحمدي الذي واجه الطغاة من العرب واليهود والنصارى، ونصره الله عليهم جميعًا، ونحن نرى آيات الله لنا في الآفاق، ونرى الأمريكيين يعترفون بهزيمتهم، ونرى هروبهم بكل إمكاناتهم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في أصعب الظروف والوضعيات - كما في غزوة الأحزاب - يَعِدُ المسلمين بالنصر على كسرى وقيصر وكله ثقة بالله؛ لذلك نحن في شعب الإيمان وصلنا من خلال القرآن إلى يقين كامل بأنّ النصر آتٍ لا محالة، وأنّ إسرائيل ستزول من الوجود، وأنه سيتحقق وعد الآخرة لعباده المؤمنين، وخروجنا اليوم هو تأكيدٌ على مواصلة مسارنا الجهادي في فرض الحصار على العدو حتى يفك الحصار عن إخواننا في فلسطين، وخروجنا هو تأييدٌ لقواتنا المسلحة اليمنية التي تضرب العدو الصهيوني إلى عقر داره ليلا ونهارا، وتضرب الأمريكيين في البحر: {وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ . لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
مرّت بنا في هذا الأسبوع مناسبة يوم الصمود الوطني، وذكرى مرور عشرة أعوام على صمود شعبنا أمام العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي شنوه على شعبنا في منتصف الليل غدرًا في 26مارس 2015م، وظنوا أنهم سيحتلون اليمن ويستعبدون أهله، فكان كما قال الله: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً}، وقد حاصرونا من الدواء والغذاء وكل مقومات الحياة، وارتكبوا أبشع الجرائم، ودمروا البيوت على رؤوس ساكنيها، ولم يسلم منهم الرجال ولا النساء ولا الأطفال ولا الحيوانات، ولم تسلم فيها مناسبات الأعراس والعزاء ولا مخيمات النازحين ولا الأسواق ولا المساجد والمدارس والجامعات، ولا المستشفيات والمرافق الصحية، ولا الطرقات والجسور، ولا محطات الوقود ومحطات الكهرباء وآبار وشبكات المياه والاتصالات والسجون والمعالم الأثرية والأسواق والمصانع والمخازن، ولم تسلم فيها مزارع الحبوب والخضروات والفواكه، ومزارع الأبقار والأغنام والخيول والدجاج، ولم تسلم دار رعاية المكفوفين ولا حتى المقابر، وحشدوا علينا المرتزقة من كل أصقاع الأرض، ورغم كل كيدهم كادهم الله، ورغم كل مكرهم مكر الله بهم، ودحرهم ونصرنا عليهم، ولم يتحقق ما أراد الأعداء، بل تحقق وعد الله لعباده المؤمنين، وانتصر شعب الإيمان، وعلى مدى عشرة أعوام أثمر ذلك الصمود في شعبنا وعيًا متناميًا، وثقةً بالله وتصديقًا بوعوده، وركونًا إليه وتوكلًا عليه وولاءً له، ووعيًا بخطورة التخاذل والتهاون وأهمية الصبر والصمود لتحقيق النصر، وفهمًا لمؤامرات العدو وحقده الشديد على شعبنا وأمتنا، ووعيًا بأهمية البناء الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، وبذلك الصمود تغيرت قواعد الاشتباك، وتحول الصراع إلى مواجهة ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) بشكل مباشر، وأصبح الشعب اليمني مثالا للشعوب التواقة إلى الكرامة والخلاص، وما تخبط العدو وفشله اليوم إلا ثمرة من ثمار جهاد وصمود وتماسك الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وبصمودنا وتماسكنا وثباتنا واعتمادنا على الله استهدفنا سفن الأعداء في البحار، وأمطرنا حاملات طائراتهم بصواريخنا وطائراتنا المُسيرة، ووصلت ضرباتنا إلى قلب كيان العدو.
أيها المؤمنون:
بعد العيد تأتي العطلة الصيفية، ويأتي الفراغ وما أخطر الفراغ على أبنائنا، ويكون الأبناء بين حالتين: إما أن يقضوا أوقاتهم في الشوارع وفي محلات الإنترنت، وعلى ألعاب الكمبيوتر والهاتف، ومع قرناء السوء والأفلام والمسلسلات، وفي كل ذلك من وسائل الضياع ما يجلب الندامة والحسرة، ويدخل الآباء في دائرة التضييع ويعرضهم للمحاسبة الإلهية، وإما أن يكونوا في المدارس الصيفية ليتعلموا الكثير من المعارف والمهارات، ويكونوا كما قال النبي صلى الله عليه وآله: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر)، وفي المدارس الصيفية يحفظون القرآن ويتعلمون قراءته ويفهمون ثقافته، ويكتسبون القيم والأخلاق والآداب والسمو والإباء والعزة وروح المسؤولية، ويتشربون من فكر القرآن وهديه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}؛ فالمؤمن مسؤول عن تربية وتعليم أبنائه كما هو مسؤول عن إطعامهم، وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول، وكفى به ضياعًا أن يترك الأبناء في العطلة عرضة للضياع والفساد.
الإخوة المؤمنون:
نحن اليوم في معركة حاسمة وفاصلة مع الكفر كله ومع أئمة الكفر والطغيان، ومن التقوى: أن يكون الناس في حالة من الإعداد والاستعداد الدائم لمواجهتهم، ومن التقوى: أن يكون الناس في حالة حس أمني كبير، وخاصة في قضية نشر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الحديث عبر الهواتف، أو الكلام في المجالس؛ فالعدو يحاول الاستفادة من أي شيء وخاصة بعد فشله المتكرر؛ فلا يجوز نشر الأخبار في التلفونات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الصواريخ أو المواقع أو الضربات والغارات أو المعلومات الحساسة، وقد تحصل تلك الأشياء من الإنسان بدون قصد أو بحسن نية؛ ولذا فإنّ الحذر واجب، وقد يكون الإنسان بسبب كلامه أو منشوره الذي لم يحسب له حسابا ممن يتسبب في سفك دماء وسقوط شهداء أو على الأقل يتسبب في وقوع خسائر مادية؛ فحسن النية لا تكفي بل لا بد من الحرص والحذر، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو منشورات وافتراءات الأعداء
التي يحاولون من خلالها استدراج الناس للحصول على معلومات، وكم جاء في القرآن من آيات تحث الناس على الحذر واليقظة والانتباه عند مواجهة الأعداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ}، {وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}، {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ}، {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}.
عباد الله:
في ختام هذه الخطبة نُذكر أنه من الواجب على الإنسان في هذه الأيام أن يُخرج زكاة الفطر التي لا يُقبل الصوم إلا بها، وعلى من لم يخرجها أن يسارع في إخراجها وتسليمها لهيئة الزكاة؛ ليتم توزيعها على الفقراء والمساكين، كما نذكِّر بصيام الأيام الست من شهر شوال التي تسمى أيام الصبر لمن أراد واستطاع؛ ففي صيامها الأجر الوفير من الله سبحانه.
كما ندعوكم - أيها المؤمنون - في يومنا هذا المبارك إلى الخروج الكبير في مسيرات يوم القدس العالمي الذي يحييه الكثير من الشعوب، ويحييه شعبنا وقيادتنا وجيشنا وقواتنا المسلحة، وقد أحياه شعبنا بالأفعال قبل الأقوال، ويوم القدس هذا العام يأتي في مرحلة استثنائية؛ فليكن إحياؤنا له استثنائيًا ولنخرج كبارًا وصغارًا؛ فإنها غزوة في سبيل الله من أجل القدس والمقدسات والمستضعفين، ورحم الله امرءًا أراهم من نفسه قوة.
فالله الله - عباد الله - في الخروج الكبير والمشرف في هذا اليوم الجهادي العظيم.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين.
واجعلنا في ختام هذا الشهر الكريم من المقبولين الفائزين ومن عتقائك من النار يا أرحم الراحمين، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.



📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الأولى من شهر شوال 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :( *مابعد رمضان* )
التاريخ: 1446/10/6ه‍
المـوافــق: 2025/4/4م
الرقم: (40)

🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-ودعنا شهر رمضان الذي انقضى سريعا وذلك يعتبر صورة مصغرة عن أعمارنا التي ستنقضي سريعا فلنحرص على استغلال ما تبقى من أعمارنا ولا ينبغي بعد هذا الشهر أن نعود إلى الذنوب التي تخلصنا منها في رمضان.
2️⃣-استفادتنا من شهر رمضان ليست بالجوع والعطش وإنما بمقدار ما تحقق لنا من تقوى في حياتنا ومن أماراتها الاستمرار في الطاعة والابتعاد عن المعاصي بعد شهر رمضان والحذر من خطوات الشيطان.
3️⃣-عشنا في رمضان مع القرآن والدعاء ودروس الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد فيجب أن نستمر على الاهتمام بهدى الله والاستماع لملزمة الأسبوع كل يوم والاهتمام ببرنامج رجال الله والحفاظ على الصلاة في أوقاتها وقراءة القرآن والذكر والدعاء وصيام التطوع حسب المستطاع فهو خير.
4️⃣-الاهتمام بدفع أبنائنا إلى الدورات الصيفية بدلا من تركهم للضياع والألعاب والتلفونات ورفقاء السوء.
5️⃣-الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم واجب ديني والعدوان الأمريكي على بلدنا لن يثنينا عن ذلك.
6️⃣-استغلال موسم الأمطار للزراعة والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

🔹 ثانياً: نـص الخطبـة
◼️الخطبة الأولى◼️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الهادي بصراطه المستقيم عبادَه إلى سواء السبيل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين، وناصر المستضعفين، ومذل المستكبرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباد الله الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
ودعنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والبركة والمغفرة والدعاء والإجابة والعتق من النيران، هذا الشهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان)، وقد كان سريع الرحيل قليل البقاء: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، وهو صورة مصغرة عن عمر الإنسان، حيث يرى البعض أنّ عمره سيكون طويلاً، وأنه تبقى له من عمره الكثير فإذا به يتفاجأ بموعد الرحيل والرجوع الى الله سبحانه: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.
كما أنّ شهر رمضان سيعود إن شاء الله من جديد، ويعلم الله من سيعود معه ومن سيأتي عليه رمضان وقد لحق بالرفيق الأعلى وانتقل إلى جوار ربه؛ فلنغتنم بقية أعمارنا في طاعة الله ومرضاته، ولا ينبغي بعد أن صمنا هذا الشهر المبارك وغفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا أن نعود إلى الذنوب، وأن نبارز الله بالمعاصي، ولا ينبغي بعد أن تبنا من الذنوب في رمضان أن نعود إليها بعد رمضان؛ فقد لمسنا عندما أقبلنا على الله في رمضان بالعبادة والطاعة والذكر والصلاة وقراءة القرآن والجهاد في سبيل الله كيف صلحت الكثير من أعمالنا وأحوالنا مصداقاً لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وقوله سبحانه: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ) وهكذا ستستقيم حياتنا إن استقمنا على منهج الله سبحانه.
*أيها المؤمنون:*
إنّ علامة قبول الصيام وحصول ثمرته المرجوة منه تظهر بشكل واضح بعد رمضان؛ فالغاية من الصيام ليس الجوع والعطش وإنما التزود بالتقوى، ومن أمارات حصول التقوى: الإقبال على الطاعة بعد رمضان، والاستمرار على ذلك كما قال سبحانه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
ومن أهم ثمار التقوى وتجلياتها: حالة الحذر واليقظة والانتباه، والبعد عن المعاصي والفساد، والحذر من خطوات الشيطان التي تجر الإنسان إلى الفساد والمعاصي والموبقات؛ لأن الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية إلا بعد سلسلة من الخطوات المتدرجة التي تقوده نحو المعصية ولذا يقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فالله سبحانه لم يحذر من الوقوع في المعصية فقط بل حذّر من الاقتراب منها كما قال سبحانه: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} وحذّر من الوقوع في الخطوات الشيطانية التي توقع فيها لأن أساليب الشيطان في الإغواء خطيرة ومتدرجة كما يعمل اليهود الذين هم أولياء الشيطان كذلك فيسعون إلى تعرية المرأة وكشفها ونشر الصور والمقاطع الخليعة في القنوات والتلفونات وشبكة الإنترنت ومواقع التواصل حتى يبدأ الانسان في أولى خطوات الوقوع في الفاحشة المتمثلة بالنظر إلى الحرام؛ ولذلك لا بد من استشعار الرقابة الإلهية لكل جوارحنا وأحوالنا، قال سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وقال جلّ شأنه: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} فالله رقيب علينا فلا نجعل الله أهون الناظرين إلينا، ولنستحي من الله حق الحياء، بالإضافة إلى أنّ علينا رقابة من الملائكة الذين لا ينفكون عنا: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَاماً كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} وعلينا رقابة من جوارحنا وجلودنا وأيدينا وأرجلنا وأعيننا وأسماعنا: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ . وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ}.
عباد الله:
عشنا في رمضان أجواء روحانية، حيث سمعنا كتاب الله وقرأناه، ودعونا الله سبحانه بقلوب خاشعة، وتلقينا دروسًا من هدي الله، تلك الدروس والمحاضرات التي ألقاها علينا علم الهدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره، والتي ذكّرنا فيها باغتنام شهر رمضان، وشدّنا فيها إلى الله، وذكّرنا بقصص نبي الله إبراهيم عليه السلام والدروس والعبر المستوحاة من ذلك، بالإضافة إلى الدروس والعبر من معركة بدر (يوم الفرقان)، وذكّرنا بواجباتنا ومسؤوليتنا تجاه قضية الأمة الكبرى، وواجبنا الديني أمام الله في الجهاد في سبيل الله؛ نصرة للمستضعفين، ووقوفاً في وجه فراعنة العصر وطغاة الزمان أمريكا وإسرائيل، وتلك الدروس والمحاضرات هي من أكبر النعم علينا.
وها نحن نرى العالم الذي أصبح يشبه القرية، ونتابع أخبار قادة الأمم والشعوب فلا نرى قائداً مثل قائدنا يتلوا علينا آيات القرآن، ويذكرنا بالله وتوجيهاته، ويردنا إلى صراط الله المستقيم، بينما القادة الآخرون حتى في بلاد الحرمين يفتحون المراقص والملاهي، ويسعون لإضلال شعوبهم بتقديم ثقافة الغرب المنحل لهم، وقائدنا يقيم علينا الحجة ليس في رمضان فحسب بل طوال العام، حيث يقيم شريعة الإسلام، ويُحيي فينا ثقافة القرآن، ويدلنا على عز الدنيا والآخرة، وفلاح الدنيا والآخرة، وشرف الدنيا والآخرة؛ فيجب أن نستمر على الاهتمام بهدى الله، والاستماع لملزمة الأسبوع كل يوم، والاهتمام ببرنامج رجال الله، والاهتمام بالحفاظ على الصلاة في أوقاتها، والاهتمام بقراءة القرآن الكريم، والاهتمام بالذكر والدعاء، وأن لا نكون كمن قال الله عنهم: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً}، بل نكون كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والذين قال عنهم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} والذين قال عنهم: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
▪️ ~الخطبة الثانية~ ▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
هناك عدة نقاط نريد الإشارة إليها، أولاً: صيام الست من شوال لمن استطاع حيث وهي سنة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر) وصيام الست من شوال مسنون طوال شهر شوال وتصح متتابعة ومتفرقة.
أما النقطة الثانية والمهمة فهي أننا مقبلون على الدورات الصيفية والمراكز الصيفية وأمام أولادنا خياران لا ثالث لهما: إما أن نستثمر لهم هذه العطلة في قراءة وتعلم القرآن وثقافة القرآن، والتعرف على أحكام الصلاة، والتقوية في مبادئ القراءة والكتابة والإملاء، والتعرف على مهارات وخبرات ومواهب الشباب وتنميتها في جميع المجالات، وهذا هو الخيار الأول والأمثل والأنفع، أما الخيار الثاني فهو: أن نتركهم هم والفراغ ليقضوا هذه الفترة أمام شاشات التلفون والألعاب الإلكترونية، وأن يكونوا عرضة لقرناء السوء في الشوارع، وأنتم تعلمون بخطورة المرحلة، وأنّ يد الفارغ في النار، وأنّ أبناءنا وبناتنا في هذه المرحلة يتعرضون لهجمة شرسة تستهدف أخلاقهم وقيمهم ودينهم وتربيتهم، وأول من سيدفع الثمن في حال الإهمال هم أولياء الأمور؛ لأن الأولاد إن صلحوا فهم قرة عين لآبائهم، وإن انحرفوا جرعوهم الغصص وقد قال الله سبحانه: {َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} وقد علّمنا القرآن الكريم كيف كان الأنبياء عليهم السلام حريصين على إصلاح أولادهم فهذا نبي الله إبراهيم يدعو ربه: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي}، وهذا نبي الله زكريا يدعو ربه: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} وهكذا علمنا الله كيف ندعوه: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (علموا أولادكم حب نبيكم وحب آل بيت نبيكم وتلاوة القرآن).
ولذلك ينبغي على أولياء الأمور أن يدفعوا بأبنائهم الكبار والصغار للالتحاق بالدورات الصيفية التي تشرف عليها الدولة، وأن يطمئنوا ولا يقلقوا، واذا كان عندهم قلق على أولادهم فليكن القلق من ثقافة التلفونات وقرناء السوء، وليس من ثقافة القرآن الكريم، وليكن القلق من التأثر بثقافة أمريكا وليس من التثقف بمعاداة أمريكا؛ فإنها حصانة لهم وزيادة في رجولتهم وإيمانهم، ومن الخطأ أن نرسل الأولاد الصغار بينما نترك الشباب والمراهقين عرضة للفراغ والشوارع وقرناء السوء وهم في أخطر المراحل.
أيها المؤمنون:
احيا شعبنا يوم الجمعة الماضية يوم القدس العالمي بتلك الحشود المليونية التي أوصلت للأعداء رسالتها بأن شعبنا اليمني لن يتخلى عن غزة، وأنّ موقفه ثابت؛ لأنه موقف ديني أمر به الله سبحانه، وهو ثابت على دينه ومبدئه، ولا يمكن أن يتغير، وهذا الموقف هو الموقف الطبيعي لكل من ينتمي لهذا الدين، والموقف المتخاذل عن غزة هو الموقف الذي يتعارض مع القرآن ومع الإسلام ومع الضمير الإنساني، وموقف شعبنا هو موقف الإسلام إن تخلينا عنه تخلينا عن إسلامنا وعن آدميتنا، وقد أوصل الشعب اليمني رسالة للأمريكي بأنّ هذا الموقف ليس موقف القوات المسلحة وحدها بل هو موقف الكل (موقف الشعب والقيادة والجيش)، وفي كل المجالات شعبياً ورسمياً وإعلامياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وهو موقفنا أمام الله الذي يبيض وجوهنا يوم نلقاه.
عباد الله الأكارم:
إنّ عدوان أمريكا علينا فاشل ولن يحقق أهدافه بإذن الله سبحانه الذي يقول: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ}، ويقول سبحانه: {ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}، {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}، وقال سبحانه: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً}، وهم يقصفون المقصوف، وكان على المعتوه ترامب أن يستفيد من تجربة عملائه خلال عدوانهم لعشر سنوات؛ فما لم تفعله أكثر من مائتين وخمسين ألف غارة خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا لن تفعله غارات أمريكا التي تهدف لإسناد اليهود، وقد شاهدتم كيف مرّ شعبنا في السابق بصراع مع أدواته ولما فشلت تلك الأدوات أتى الأمريكي بنفسه، ولو كان لدى عملائه أمل بحسم المعركة لتولوها نيابة عنه؛ لكنهم وصلوا الى مرحلة اليأس والخوف من الدخول في معركة مع شعبنا بفضل الله، وقد جرّب الأمريكي نفسه في الجولة الأولى من معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ففشل، وهو فاشل إلى الآن حيث لم يستطع منع الحصار عن السفن الإسرائيلية والأمريكية من الملاحة، ولم يستطع إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى عمق الكيان المؤقت المجرم، ولن يستطيع بإذن الله.
ونحن أمام الحتميات الثلاث التي دائمًا نؤكد عليها، وهي ليست توقعات أو تخمينات أو مقترحات أو تحليلات بل حتميات وراءها الله الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، وهذه الحتميات هي: نصر الله للمؤمنين، وهلاك وهزيمة الكفار المعتدين، وخسارة وندم المنافقين؛ فالعدو قضيته محسومة، وما علينا إلا أن نهتم بنقطة واحدة وهي كيف نكون مع الله ليكون سبحانه معنا، وقد بين لنا سبحانه مع من سيكون، قال سبحانه: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فمتى كنا مع الله فلا أحد يستطيع أن يغلبنا، قال سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
أيها المؤمنون:
يجب أن نجعل من أعيادنا جبهاتنا؛ فنزور المجاهدين إلى الجبهات، ونزور روضات الشهداء، ونزور الجرحى في مراكز الرعاية والمستشفيات، ونتفقد أسر الشهداء، كما يجب علينا الاهتمام باغتنام موسم الأمطار والاستفادة من ذلك بالزراعة للمحاصيل الزراعية، ولبناء السدود والحواجز المائية، والابتعاد عن طرق السيول، والسعي للاكتفاء الذاتي، وتربية الحيوانات والمواشي، وتربية النحل مع الحذر من الغش في العسل، وأن نحمل الروحية الجهادية، وأن نكون في جهوزية عالية لمواجهة التحديات والمؤامرات.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفلسطين ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الثانية من شهر شوال 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :{انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}

التاريخ: 13 / 10/ 1446هـ

المـوافــق: 11/ 4 / 2025م

الرقم: (41)

🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-العدوان على غزة هدفه التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية والعدوان على سوريا ولبنان هدفه ترسيخ قاعدة الاستباحة
2️⃣-معركتنا هي مع العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق شعب فلسطين وعدوان أمريكا علينا هو إسناد للصهاينة في إجرامهم ولمنعنا من مساندةغزة
3️⃣-أخطر حالة على الأمةوالإنسانية التي تقتل الضمير هي السكوت والتعود على مشاهد الاجرام بلا موقف
4️⃣-لا عذر لأحد اليوم أمام ما يحدث والكل مسؤول وعليه التحرك والصمود والثبات على الموقف الحق له أهمية، ولا يمكن لعدوان أمريكا أن يوقفنا عن مساندة الشعب الفلسطيني
5️⃣-من نعم الله علينا أننا نجد أنفسنا منسجمين مع توجيهات الله في كتابه بالجهاد، ومن لم يجاهد اليوم ضد الصهاينة فمتى سيجاهد
6️⃣-الخسارة الكبيرة هي أن يسقط آلاف الشباب بالحرب الناعمة التي تقتل إيمان الإنسان وأخلاقه وقيمه والمدارس الصيفية مهمة في إكساب الجيل الناشئ المنعة والأخلاق والبصيرة والعلم
7️⃣- ندعو الجميع بدعوة الله إلى الخروج القوي نصرة لغزة ومواجهة للعدوان الأمريكي على بلدنا
◼️ ثانياً: نــص الخــطبة
*الخطبة الأولى*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، الحمد لله الذي جعل الجهاد بابًا من أبواب الجنة فتحه لخاصة أوليائه، القائل في كتابه العزيز: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، قوة كلِّ ضعيف، وغِنَى كل فقير، ونصير كلِّ مظلوم، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أَرْسَلَهُ بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للطغاة المفسدين؛ فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ الظُلمة، وجاهد الطغاة الظَلمة؛ فأَعَزَّ بِهِ المؤمنِينَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْكافرينَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
تعاني الأمة الإسلامية اليوم من عدوان شامل يشنه عليها بنو إسرائيل شذاذ الآفاق، وأحفاد القردة والخنازير، وعبدة الطاغوت، وقتلة الأنبياء، والمفسدون في الأرض، وأعداء الله وملائكته وكتبه ورسله، وأعداء البشرية عامة، والمسلمين خاصة، وفي غزة وحدها من الجرائم ما تتفلق له الصخر، وتنشق له الجبال، فهناك قتل للمستضعفين بكل وحشية، وقتل للأطفال والكبار والنساء، ويضربون البيوت والمدارس والمستشفيات، ويضربون الخيام، ويقتلون الناس في الشوارع، فلا ترى إلا أشلاء ودماء، وأطراف مقطعة، وأجساد ممزقة، وإبادة جماعية لكل حي على الأرض، والهدف هو أن تخلو لهم فلسطين وتنتهي قضيتها، ولا يريد اليهود أن يبقى فلسطيني واحد في أرضه، ولا يريدون أن يسمعوا أحدا في المستقبل يتحدث عن القضية الفلسطينية، ويريدون أن يبيدوا الفلسطينيين كما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر، ويهجروهم حتى لا يبقى منهم أحد، وفي نفس الوقت يحتلون ويقتلون في سوريا ولبنان لكي يرسخوا قاعدة الاستباحة العامة، ليترسخ لدى العالم كله والمسلمين بالذات أن لليهود الحق الكامل في احتلال أي أرض وقتل أي شعب؛ فلا قانون سيمنعهم، ولا قوة ستقف في وجوههم، ويريدون أن ييأس المسلمون من القدرة على مواجهتهم فيستسلمون في كل بلد لما تريده إسرائيل وأمريكا.
أيها المؤمنون:
معركتنا في اليمن هي مع اليهود الصهاينة أعداء الله ورسله الذين أمرنا الله بقتالهم في كتابه، وقاتلهم النبي في حياته، وأمرنا بقتالهم، ومعركتنا هي نصرة لإخواننا الفلسطينيين المستضعفين الذين أمرنا الله بمساندتهم ونصرتهم، وهم اليوم أكثر الناس مظلومية على وجه الأرض، وأمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن نتحرك لمساندتهم؛ فقال صلى الله عليه وآله: (من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)، وقال: (لا قُدست أمة لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)، وكل شيء فينا من دين وعروبة وهوية يأمرنا أن نتحرك لنصرتهم، ولكن أتت أمريكا بعدوانها على الشعب اليمني مساندة لإسرائيل، وأتت بكل ما تملك لتعتدي على الشعب اليمني الذي لا يزال حرا ويقف في وجه الطاغوت، وأتت لتقتل وتهدم وتدمر لأنها تريد أن يبقى الباب لليهود مفتوحا ليفعلوا ما شاءوا من قتل وإجرام، وتريد أمريكا منا أن نتوقف عن النهي عن المنكر الذي
تفعله إسرائيل، ويريدون أن نتفرج ونسكت على أكثر من خمسين ألف إنسان مسلم عربي قتلوهم ولا زالوا يقتلون في غزة، منهم أكثر من ثمانية عشر ألف طفل، وأكثر من اثني عشر ألف امرأة، ويريدون أن نتفرج فنفقد ديننا وشرفنا، ونحمل الخزي والعار، ونبقى عرضة لعذاب الله في الدنيا والآخرة.
وقد تعرضنا في اليمن على مدى سنوات العدوان لقرابة الثلاثمائة ألف غارة فلم ننكسر ولم ننهزم، ولأكثر من عام ونحن نتعرض لعدوان أمريكا لم ولن ننكسر ونخضع؛ لأن قوتنا في إيماننا بالله وثقتنا به، وثقتنا بصدق وعده بنكال وزوال الظالمين، وصدق وعده بنصر المؤمنين، وقوتنا في ثبات شعب الأنصار الذي ثبت أجداده مع رسول الله في أحلك الظروف، هذا الشعب الذي مُلئ إيمانا وثقة بالله في زمن الارتداد عن الدين.
أيها المؤمنون:
إنّ أخطر حالة على الأمة اليوم هي أن تتحول مشاهد ذلك الإجرام إلى حالة روتينية تشاهدها الأمة ثم تسكت وتقعد، أو تكتفي ببيانات التنديد والشجب، وتعتقد الأمة أنّ ما يحدث في فلسطين خطر على الفلسطينيين فقط، بينما أصبحت الخطورة على البشرية كلها؛ فاليهود يريدون أن يتعود الناس على الإجرام والمجازر؛ فيموت الضمير الإنساني ويتخلى الناس عن كلما يحركهم ضد الظلم من شرائع ومبادئ وقيم وأعراف وأخلاق، وتتحول الساحة العالمية إلى غابة لا يضبطها شيء، وبالتالي فالمسؤولية اليوم أكثر من أي مرحلة مضت، وهي مسؤولية على كل إنسان في هذه الأرض؛ ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف الإنسانية وفطرتها، وعلى كل مسلم مسؤولية أكبر في أن يتحرك ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف المسلمين والإسلام، والرسول والقرآن، ويستهدف شعبا مسلما قبلته الكعبة، ونبيه محمد، وكتابه القرآن، ودينه الإسلام الذي يدين به ملياري مسلم، وعلى كل عربي مسؤولية أكبر ليقف أمام منكر يستهدف شعبا عربيا، ويقتل في أرضه العربية، ويطرد ويشرد منها، ولا عذر للجميع أمام الله: لا عذر للأنظمة ولا للشعوب، لا عذر لعالِم ولا لمعلم ولا لخطيب ولا لإعلامي، لا عذر لأي إنسان، وسيُسأل كل مسلم أمام الله، ما دورك؟ وماذا فعلت للشهداء من أمتك الذين ترى عدوك يقتلهم يوميا بالعشرات؟ ماذا فعلت للأطفال والنساء من أبناء دينك وجلدتك الذين استنجدوا بك، ودعوك لنصرتهم؟ فالنجاة اليوم من الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة في الكلام لا في السكوت، في التحرك لا في القعود، في الجهاد لا في التخاذل، وفي الجهاد الشرف والعزة، وفي التخاذل العار والشنار.
عباد الله:
لقد سكت العالم كله أمام ما يحدث في فلسطين، وبقي اليمن وحده شعلة في ليل الظلم والنفاق ناهيًا عن المنكر وآمرًا بالمعروف، ومجاهدًا في سبيل الله بالمظاهرات والإنفاق والتدريب والمقاطعة، ومستهدفًا للمجرمين بكل سلاح متاح، ويساند إخوانه في فلسطين ويتصدى لضربات أمريكا، ويواجه حاملات طائراتها، ويُسقط حوالي سبع عشرة طائرة أمريكية تفوق قيمتها الإجمالية نصف مليار دولار، وكان لموقف اليمن المستمر دورًا مهمًا في كسر حالة الاستباحة التي كانت أمريكا تريد فرضها، وبعد الصبر والتحمل يصنع الله المتغيرات؛ فصمود اليمن حرك العالم وأعاد له إنسانيته، وأصبح يغلي غضبا على ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين، أما نحن في اليمن فنرى أنّ من نعم الله علينا أننا أصبحنا نواجه أمريكا وإسرائيل وجها لوجه بعد هزيمة عدوان أذنابهم الذين اعتدوا على اليمن لعدة سنوات، ولو استفاد الأمريكي من الدروس السابقة لما تورط معنا، وهو يحاول بعدوانه أن يسكتنا ويوقفنا عن نصرة غزة، وظن أننا سنخضع له كما خضع الآخرون ونسي أننا لا نخضع ونركع إلا لله، ظن الأمريكي أننا سنخاف من صواريخه وننسى نار جهنم، ظن أننا سنخاف من قوته وهو لا يعرف أن الشعب اليمني عَظُمَ اللهُ في نفسه فصغرت أمريكا في عينه.
الإخوة الأكارم:
من نِعمِ الله علينا في اليمن أننا نقرأ القرآن ونجد أنفسنا منسجمين معه، نقرأ أوامر الله ونواهيه ونجد أنفسنا منسجمين معها، نقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ونجد أنفسنا نطبقها، وبعنا من الله وتجندنا معه بينما المتخاذلون يقرأونها ويجدون أنفسهم بعيدين جدا عن تطبيقها، نقرأ آيات الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء}، فنعاديهم ولا نتولاهم، نقرأ قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}،* {وَإِن نَّكَثُواْ
أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}، فنجد أنفسنا نطبقها ونلتزم بها وهذه نعمة، بينما المتخاذلون بينهم وبين القرآن مسافات؛ لأنهم يقرأون القرآن فلا يطبقونه، ولذا نقول لكل المتخاذلين من أبناء الأمة: إن لم تجاهدوا الإسرائيلي الذي هو عدو لكم يدمر المساجد، ويمزق ويحرق المصاحف، ويقتل الفلسطينيين بكل وحشية، ويعتقد بضرورة قتلكم، إن لم تجاهدوا الصهيوني فمن ستجاهدون؟ إن لم تستشعروا مسؤوليتكم الآن فمتى ستشعرون؟ إن لم تستجيبوا لله فمتى ستستجيبون؟ ماذا ستقولون لله يوم العرض عليه؟
ونقول لكل المتخاذلين عن نصرة فلسطين: يكفيكم عار التخاذل عن نصرة غزة فلا تشاركوا في نصرة إسرائيل وخذلان غزة بتعاونكم مع الأمريكي ضد الشعب اليمني؛ فمعركتنا مع الإسرائيلي نصرة لغزة، والأمريكي معركته معنا إسنادا للإسرائيلي، وإن ضاع منكم الدين فكونوا أحرارا في دنياكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
↩️ *الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
تسعى الصهيونية العالمية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل إلى قتل المسلمين بمختلف الطرق؛ فهي تقتل في غزة ولبنان وسوريا واليمن بالصواريخ والقنابل وبالحصار والتجويع، وفي نفس الوقت تستهدف الأمة وخاصة شبابها بالحرب الناعمة لتقتل فيهم الإيمان والقيم والأخلاق، وتقتل الغيرة والنخوة، وتفصل الإنسان عن ربه وعن هويته، وتمسخه وتفسده وتضله، ووقت العطلة والفراغ هو الأخطر على الأبناء، ولذا فإن الدورات الصيفية تهدف إلى تربية الجيل الناشئ على التمسك بالهوية الإيمانية، وتنويره بالوعي والبصيرة والمعرفة والعلم النافع، وتنشئته على مكارم الأخلاق، وعلى العزة الإيمانية والشعور بالمسؤولية؛ ليكون جيلًا واعيًا مؤمنًا قرآنيًا عزيزًا كريمًا عمليًا حرًا ينهض بدوره في تغيير الواقع نحو الأفضل، وفي النهضة المأمولة لشعبه، وفي مواجهة التحديات والأخطار بالإيمان والوعي والأخذ بأسباب النصر والقوة في الوقت الذي نرى الأنظمة العميلة تتجه لتوريث حالة التدجين للأجيال القادمة، ويورثون الذل والاستسلام والجمود والضعف وكلما يُوصل الجيل إلى الحضيض عبر الحرب الناعمة التي تقتل في الإنسان إنسانيته ودينه وشرفه.
وليست الخسارة هي في أن تلقى الله شهيدا في ميدان المواجهة العسكرية حرا عزيزا كريما شريفا، وتضحي من أجل موقف مشرف، وتحقق نصرا للدين والأمة، وتدفع عنها شرا، وتحقق رضا الله تعالى، ولكن الخسارة هي إسقاط الملايين من الجيل الناشئ من شباب أمتنا بالحرب الناعمة.
أيها المؤمنون:
تعاني الأمة اليوم من حالة الوهن التي حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصبحت الأمة كالقصعة التي يتسابق أعداؤها لقضم ما فيها من ثروات، والأمة اليوم كثيرة لكن كغثاء السيل يدوسها الأعداء، وفقدت عزتها وكرامتها وحريتها، وقرابة الملياري مسلم كغثاء السيل فلا يستطيعون مواجهة عشرة مليون يهودي، وهي لديها أضعاف ما لدى اليهود من سلاح ولكن كغثاء السيل لا أثر له في مواجهة الأعداء، ولديها أهم الممرات المائية ولكن كغثاء السيل فلا تستطيع تفعيلها في مواجهة عدوها، ولكننا في اليمن نسعى لبناء النموذج الذي يُمثل الإسلام والذي بناه الرسول صلى الله عليه وآله، والذي يغيظ الكفار ويقف في وجوههم، والذي قال الله عنه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
وتبقى أم المشاكل للأمة هي عدم الثقة بالله تعالى، ويبقى الحل هو أن نعتمد على القرآن في تعزيز الثقة بالله، وتربية جيلٍ يحبه اللهُ ورسولُه، ويحب اللهَ ورسولَه، ومتولٍ لله كما يريد ليتحقق على يديه النصر والغلبة للدين والأمة، ولذا ندعو كل أبناء شعبنا إلى الدفع بالأبناء إلى المدراس الصيفية التي تحصنهم من الضلال والفساد الذي يمارسه الأعداء من خلال الهاتف والقنوات والألعاب والصور والمسلسلات والأغاني وغيرها، وبدلا من أن تترك ولدك فريسة للشيطان وأوليائه؛ ادفع به نحو هدى الله وقرآنه، وعلى كل من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية المشاركة في
التدريس فيها بجد ومثابرة فالمسؤولية مسؤولية الجميع، وهذا جزء من الجهاد في سبيل الله تعالى.
وفي الختام: ندعوكم بدعوة الله ورسوله، وبتلك الدماء الزكية التي تُسفك في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن إلى الخروج في مسيرات هذا اليوم المبارك جهادًا في سبيل الله، ومواجهةً لإعدائه.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
*عباد الله:*
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
الحمد لله الذي جعلنا نعيش في زمن فيه نعرف العدو من الصديق، وفيه نرى الحق ناصعًا، والباطل مكشوفًا.
▪️دعــوة عـامــــة▪️

أيها المؤمنون الصامدون، يا أحرار اليمن،
يا رجال الله في زمن الهزيمة والانبطاح:

ها هو العدو الأمريكي الصهيوني يزيد في طغيانه وعدوانه، يرتكب المجازر بحق إخواننا في غزة، ويقصف أرضنا، ويقتل أبناءنا، ويدنّس سماءنا… فهل آن الأوان أن نرد عليه الرد الذي يرتجف له قلبه؟!

إن موعدنا – بإذن الله – هو في ميدان السبعين. هناك حيث تُرفع راية الحق، ويُعلَن صوت العزة، وتُخرَس ألسنة الخنوع والخيانة. هناك نرسم صورة اليمن الأبية، اليمن التي لم تركع، اليمن التي وقفت في وجه العالم المستكبر وقالت: "لن نخضع، ولن نبيع قضايانا".

يا أبناء هذا الشعب العظيم،
إن الله سبحانه وتعالى ينادينا في كتابه الكريم: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}
إنها صيحة إلهية تدعونا للجهاد، للتحرك، للصراخ في وجه الظالمين، لا للصمت، لا للجمود، لا للتخاذل.

ميدان السبعين اليوم هو ميدان بدر، هو صفين، هو كربلاء، هو غزة وصعدة والضاحية الجنوبية في وجه الكيان والشيطان.
ومن يتخلّف عن الحضور، فليعلم أنه يتخلّف عن موقف الحق، ويتقاعس عن نصرة المستضعفين، ويفرّ من معركة الهوية والكرامة.

يا رجال اليمن،
يا من لقّنتم السعودية والإمارات وأمريكا دروسًا لن تُنسى،
اليوم موعدنا لنجدد البيعة لله، لنقول للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله): نحن معك، سيفك درعك، جندك، كلمتك التي تخرج في وجه العدو دون خوف أو وجل.

أظهروا قوتكم للعالم، اجعلوا ميدان السبعين يهتز تحت أقدامكم، اجعلوا الأعداء يجنّ جنونهم من هذا الحشد الإيماني العظيم، قولوا لهم: "نحن قوم لا نهزم حتى لو اجتمع علينا الكون كله".
▪️عبد الرحمن الموشكي.