قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾
20.9K subscribers
817 photos
110 videos
817 files
1.84K links
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
Download Telegram
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
----------------------------
تعميم هــــــ.(9)ــام لســنـ(46)ـــة
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
التاريخ: 23/ 8 / ١٤٤٦هـ
22 / 2 / 2025م

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

الأخوة مدراء عموم الإرشاد بالأمانة والمحافظات المحترمون.

الأخوة خطباء وأئمة المساجد المحترمون

تهديدكم الإدارة العامة للخطباء والمرشدين بديوان عـام الــوزارة أطيب التحايا،،،
..............................................
الموضوع/ فتح القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد.

إشارةً إلى الموضوع أعلاه، وبناءً على توجيهات قيادة الوزارة بأهمية وضرورة فتح القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل صلاة الظهر يوم غدٍ الأحد، 24 شعبان 1446هـ، الموافق 23 فبراير 2025م. يأتي ذلك وفاءً وتقديرًا لروح شهيد الإسلام والإنسانية، السيد القائد حسن نصر الله، ورفيقه السيد الشهيد القائد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما).

كما نحثكم على أداء صلاة الغائب بعد صلاة الظهر ترحّمًا على أرواحهما الطاهرة.

وتقبلوا خالص تحياتنا،،،
والعاقبة للمتقين.
صـورة مع التحية:
▪️لقيادة الوزارة
▪️للحفظ.

عبد الرحمن حسين احمد الموشكي
مدير عام الخطباء والمرشدين
.................................................
*السبت *
23شعبان 1446هـ
22 فبراير 2025م

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبةجمعة استقبال شهر رمضان المبارك 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:( استقبال شهر رمضان)

التاريخ: ٣٠/ ٨/ ١٤٤٦هـ

الموافق: ٢٨/ ٢/ ٢٠٢٥م

الــرقــم (4️⃣3️⃣]
▪️▪️▪️▪️▪️▪️
🎤أولاً: النقاط
🎤🎤🎤🎤🎤🎤
1-شهررمضان أهـم غاياته التقوى وصيةالله لعباده وشرط قبول الأعمال وسبب المغفرةوالرزق وهي خير زاد للإنسان
2-الإنسان في الدنيا بين برنامجين: برنامج التقوى والإيمان وعاقبته الفلاح والسعادة وبرنامج اللهو والضياع وعاقبته الخسران والندامة
3-في كل رمضان يحرص قائدناعلى تزكيتناوتربيتنا وشدنا إلى الله من خلال برنامـج هدي عظيم بينما الآخرون يحرصون خلال رمضان على إعداد برامج اللهووالفساد لمسخنافي أعظم الأيام والليالي عن الله
4-رمضان محطةمهمة ليقيم فيه الإنسان علاقته بالله إن كان يرتقي أم لا وليحرص على التوبةوتجديدها في رمضان
5-مــن المهم في رمضان الحرص على إخراج الزكاةإلى هيئةالزكاة لتكون مفتاحا للرزق والخير والبركة وحصانة للمال من الهلاك ومواساة للفقراء ولكي تقبل العبادات
6-الاهتمام بالعبادات والطاعة لله والصبر وكظم الغيظ والابتعاد عن مبطلات الصوم مــن الذنــوب
7-شيعت الأمـــةالقائــدالعظيم شهيدالإسلام والإنسانية السيدحسن نصرالله وصفيه هاشم، اللذين استشهدا دفاعاعــن القدس والأقصى في معركــةطوفان الأقصى وسيكون دمهما جارفاللطغاة.

🔹ثانياً: نــص خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباده الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أطل علينا شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والهدى، شهر التقوى والإيمان، الشهر المبارك الذي قال الله سبحانه فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فالغاية من الصيام هي التقوى التي هي وصية الله للأولين والأخرين، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}، وهي سر القبول للأعمال الصالحة قال سبحانه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وهي أساس معيّةِ الله للمؤمن وتوفيقه له، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وهي سبب محبة الله للمؤمنين، قال تعالى: {فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} وهي سبب للفرج والرزق، قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} وسبب لليسر والمغفرة قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} وهي سبب لدخول الجنة قال سبحانه: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} فعلينا أيها المؤمنون أن نسعى ونجتهد في هذا الشهر لأن نتحلى بحقائق التقوى، حتى نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وإلا فإن الإنسان الذي لا يتحلى بالتقوى ولا يتزود منها قد يكون من الذين قال فيهم الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء) فالله الله في التقوى فإنها أفضل زاد: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
أيها المؤمنون:
إن المؤمن في شهر رمضان مخيَّر بين برنامجين لا ثالث لهما؛ برنامج التقوى والإيمان والهدى والذكر والطاعة، وهذا البرنامج هو برنامج الإسلام الذي تحدث عنه الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم عندما خطب في آخر جمعة في شهر شعبان فقال: (أيها الناس إنه قد أظلكم شهرٌ فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان فرض الله عز وجل صيامه، وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل فيما سواه من الشهور، وهو شهر الصبر وإن الصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن، ومن فطَّر فيه مؤمناً صائماً كان له عند الله عز وجل بذلك عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائماً، فقال إن الله كريم يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقةٍ من لبن يفطر بها صائماً، أو بشربة من ماءٍ عذب، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك،
ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عز وجل حسابه، فهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار).
أيها المؤمنون:
هذا هو البرنامج الذي يريد الله منا في رمضان أن نحييه بالعبادة والإحسان، والطاعة والذكر والصلاة والقيام وقراءة القرآن والجهاد، وإن من نعم الله علينا أن لنا قيادة مؤمنة ممثلة بالسيد عبد الملك "يحفظه الله"، حريص علينا وحريص على أن نستفيد من شهر رمضان، وأن نغتنم فيه الأجور والطاعات، وأن نتقرب إلى الله سبحانه بما يغفر ذنوبنا ويرضي ربنا، هذه القيادة كانت معنا خلال السنوات الماضية وستكون معنا إن شاء الله خلال هذا الشهر الكريم، يتلوا علينا آيات ربه، ويعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا، فيجسد فينا ولاية الأمر الحقيقة التي هي ولاية رعاية وهداية، وتربية ورحمة، بينما الآخرون لديهم قيادة توجه بإعداد البرامج التي تضيع بركة رمضان، وتقيم حفلات المجون وحفلات العري والانحلال فاعتبروا يا أولي الأبصار.
عباد الله:
إن شهر رمضان محطة هامة ينبغي أن نقيِّم فيه واقعنا الإيماني، وكيف كانت علاقتنا بالله خلال الفترة الماضية، وعلى أقل تقدير من رمضان الماضي إلى رمضان الحالي، هل كان الإنسان في خلال هذه الفترة يرتقي في مراتب كمال الإيمان، أم أنها شهدت حالة من التراجع والتقهقر في علاقته بالله وارتباطه به، وانشداده إليه، وفي صلاته القيمة، وفي حبه لله ورغبته فيما عنده، كما أن شهر رمضان المبارك محطة للتوبة والرجوع إلى الله، ففي رمضان يتوب المؤمن، ويغفر الله للناصح في التوبة والصادق في الرجوع إليه، والنادم على التقصير والتفريط، والعازم على فتح صفحة جديدة مع الله سبحانه، وما أحوجنا لأن نستقبل هذا الشهر الكريم بالتوبة والرجوع إلى الله، حتى لا يدخل علينا هذا الشهر ونحن مصرون على الذنوب؛ فإن الذنوب تحول دون قبول الأعمال، وتحول دون رحمة الله ومغفرته.
أيها المؤمنون:
في شهر رمضان يُخرِجُ المؤمنون زكاة أموالهم ليغنموا بذلك مضاعفة الأجور، حيث تعتبر الزكاة في رمضان بسبعين زكاة في أجرها وفضلها على غيره من الشهور، ولكي ينالوا بذلك قبول صيامهم فإن الله لا يقبل الصيام إلا مع الزكاة، ومثل الذي يصوم ولا يزكي كمثل الذي يصوم ولا يصلي، لا يقبل الله منه فرضاً ولا نفلاً، وما أعظم جرم البخلاء بالزكاة في هذه المرحلة، وقد اتسعت دائرة الفقر والفقراء، وأصبح الكثير من المحتاجين ينتظرون لرمضان بفارغ الصبر؛ ليقضوا حوائجهم، ويسددوا ديونهم، ويداووا مرضاهم، ويسددوا إيجاراتهم التي عليهم، وليكسوا أولادهم، وليشبعوا جوعهم، ثم ترى ذلك الغني الذي أوجب الله عليه الزكاة، والذي آتاه الله مالاً وثروة وثمرة ورزقاً وتجارة، تراه بخيلاً لا يخرج زكاته التي فرضها الله عليه، إن جرمه مضاعف، وإن ماله معرَّضٌ للزوال، وإن الله سبحانه سيحول حاله من الغنى إلى الفقر، قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} وقال جل شأنه: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تلف مال في بر أو بحر إلا وسببه الزكاة) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يرحموا) وقد ذكر الله من صفات المؤمنين: {أنهم يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وأنهم {لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} فعلينا ألا نتردد في إخراجها، وألا نتأخر في أدائها، وألا نحتاج عند إخراجها إلى مراجعة ومطالبة؛ فهي براءة لذممنا، وبركة في أموالنا، وعلينا تسليمها للهيئة العامة للزكاة التي حددها ولي أمرنا المؤمن لاستلام الزكاة وصرفها في مصارفها، ونحن نرى مشاريعها العظيمة من كسوة الفقراء والأيتام، وإطعام المساكين، ومساعدة المرضى، ومساعدة الشباب المستضعفين على الزواج، ونرى مشاريعها في التمكين الاقتصادي للفقراء، ويشاهد الكل مشاريعها في وسائل الإعلام؛ فعلينا أن نتعاون معها، وأن نسلمها زكاتنا لتضعها في مصارفها التي حددها الله سبحانه، وعلى الإنسان أن يتصدق من ماله؛ فقد قال سبحانه: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} وقال سبحانه: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
_أيها المؤمنون:_
هناك أخطاء وأخطار يمكن أن تفسد علينا بركة رمضان وأجره، ومن تلك الأخطار إضاعة الأوقات أمام الشاشات والتلفونات والقنوات والإذاعات؛ فعلينا أن نُقبل على ما دعانا الله إليه وأن نُعرض عن اللغو والغفلة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، كما أن مما يضيع بركة رمضان إضاعة الوقت في النوم، فالبعض ينام إلى بعد الظهر، وهذا إهدار للوقت، ومن الأخطاء إضاعة الليل في مضغ القات؛ فينبغي على الإنسان أن يحرص على اغتنام الليل بالعبادة، وأن نحرص جميعاً على استماع البرنامج الرمضاني بحذافيره من القرآن والدعاء وسماع الملزمة وسماع محاضرة علم الهدى، التي فيها تزكية نفوسنا وتطهيرها وشدنا إلى الله سبحانه، ولا ينبغي للإنسان أن يتجاوز نصف الليل كحد أقصى، بل يقوم الإنسان إلى قراءة القرآن والصلاة، ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن عند مضغ القات بالشكل المعقول، ومن الأخطاء إضاعة رمضان في الأسواق، حيث يقضي البعض أول رمضان في السوق لتوفير حاجات رمضان، ويقضي آخر رمضان في توفير مستلزمات العيد، كما أن من الأخطاء في رمضان ما يحصل لدى البعض من سوء الخلق، حيث يتحول البعض إلى إنسان مختلف، يسب ويشتم ولا يصبر، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه) والبعض وللأسف تعيش أسرته في رمضان ظروفاً صعبة بسبب سوء أخلاقه وتعامله، حيث يخيف الكبير والصغير، ويرعب الأطفال والنساء، وكأنه وحش كاسر وليس مؤمناً صائماً، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) مع أن النساء في رمضان تتعب أكثر من بعض الرجال، حيث تستيقظ في الصباح الباكر لتطعم الصغار، وتجهز الإفطار، وتنظف البيت والملابس والرجل نائم إلى الظهيرة، ثم يستيقظ الرجل غضبان منفعلاً سيء الخلق والله المستعان.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
شيعت الأمة شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله "رضوان الله عليه"، ورفيق دربه الشهيد العظيم هاشم صفي الدين، الأمينين العامين لحزب الله، الذَينِ استشهدا مع الكثير من القادة في معركة الإسناد لغزة ودفاعاً عن فلسطين، بعد أن قضوا أعمارهم في مواجهة إسرائيل، حتى حرروا بيروت ولبنان من احتلال الصهاينة، وبعد أن أذاقوا الأعداء الصهاينة الويلات، وكانوا كابوساً أقض مضاجعهم وأرق منامهم ودك حصونهم، إن شهادة السيد العظيم حسن نصر الله ستصنع النصر الكبير بإذن الله؛ فدمه الطاهر سيجرف عروش المستكبرين والصهاينة والأمريكيين، وسيتحول دمه إلى طوفان مع طوفان الأقصى حتى يتحقق وعد الله وعد الآخرة، الذي هو آت حتماً بإذن الله، ولن يهنأ اليهود بعده بالأمن والاستقرار، وإن كان اليهود والمنافقون يظنون أنهم بقتله قد قضوا على حزب الله؛ فإن عليهم أن يفهموا أن هذا الحزب هو حزب الله والله حي لا يموت، وهو الغالب على أمره والقاهر فوق عباده، الذي بيده النصر، وهو صاحب القوة العظمى، وقد قتلوا قبله الأمين العام السابق لحزب الله فلم يزدد إلا قوة و صلابة، وهكذا عندما قتل الأعداء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه" والرئيس صالح علي الصماد لم تتوقف المسيرة، ولم ينطفئ نور الله، ولم تتحقق أهداف الأعداء؛ بل كانت دماؤهم طوفاناً جرف عروش المستكبرين، ووقوداً لمواصلة العزم والثبات والصمود.
*عباد الله* :
المعركة في لبنان وفلسطين واحدة، والقاتل واحد والدين واحد والمبدأ واحد، ومن يفرق بين الشهداء في غزة ولبنان هو إنسان ابتلي بالتعصب وأصيب بالحقد الأعمى، وهو مخذول فالسيد نصر الله لم يستشهد دفاعاً عن لبنان بل دفاعاً عن غزة وفلسطين وكل الأمة،وقد قدم حزب الله مالم تقدمه الأمة ولم تقدمه الجيوش العربية كلها، وإن مواجهة اليهود تتطلب منا وحدة الصف وجمع الكلمة والترفع فوق الخلافات؛ فقد شاهدنا اليهود والنصارى رغم خلافاتهم كيف اتحدوا على حرب الإسلام والمسلمين، قال تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً} وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقال سبحانه: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وإن من التفريق الأعمى والخطير هو من يفرق بين أمريكا وإسرائيل، وكأن أمريكا شيء وإسرائيل شيء آخر! وهي ربيبتها وصناعتها وكلبها المدلل، وهي الغدة السرطانية في جسد الأمة، وقد أثبتت الأيام والأحداث ما قاله السيد القائد
"يحفظه الله" : (أن أصدقاء أمريكا هم أصدقاء إسرائيل، وأن من يقبل بأمريكا سيقبل بإسرائيل وسيتعاون مع إسرائيل) وهذا ما أكدته الأحداث؛ فقد شاهدنا كيف أرغمت أمريكا عملائها على التفرج أولاً على حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وأرغمتهم على حصار إخوانهم في غزة، وجرجرتهم إلى التطبيع مع اليهود وتصنيف حركات المقاومة بأنهم إرهابيون وفتح العلاقات مع الصهاينة، ثم أرغمتهم على القبول والتفاعل مع مخططهم بتهجير الفلسطينيين، وأرغمت النظام السعودي على دفع مئات المليارات من الدولارات لخزينة أمريكا لدفع تعويض خسائرها في الحرب على غزة، بينما أهل غزة يحتاجون لحوالي ثلاثة وخمسين مليار دولار للإعمار.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الأولى من شهر رمضان 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(اغتنام شهر رمضان)
التاريخ:1446/9/7ه‍ 2025/3/7م
الرقم: (35)

🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-شهر رمضان هو شهرنزول القرآن فلا بد أن نعيش فيه مع قراءة القرآن واستماعه وتدبره وتعلمه وتفهمه والإهتداء به لنزدادإيمانا
2️⃣-مضى أسبوع من شهررمضان ومن أيام الرحمةفلابد من تقييم أنفسنا خلال ما مضى والحرص على استغلال ما تبقى مع الحذرمن الذنوب والمعاصي ورفقاءالسوء وخطوات الشيطان وإضاعةالوقت مع القنوات والتلفونات
3️⃣-الاهتمام في هذا الشهربإخراج الزكاةالمفروضة وكذلك الإحسان إلى الفقراءوالمساكين والإنفاق وقداعتبره الله قرضا وسيرده لك مضاعفا والحذرمن البخل
4️⃣-الاهتمام بالذكرلله والاستغفار والتسبيح والدعاءمع الاستجابة الكاملةلتوجيهات الله لكي يستجيب الله دعاءنا
5️⃣-الحرص في هذا الشهرعلى الاهتداءبهدى الله والاستفادة من ملازم الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد مع الاهتمام بموضوع المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية لأنه يكثر في شهر رمضان البيع والشراء فلا يجوزأن ندعم القتلة
6️⃣-على التجارأن يتقوا الله في تخفيض الأسعاروعلى شعبنا الاستعدادوالجهوزية لمواجهةأي خروقات للأعداءفي فلسطين أو أي عدوان على بلدنا أو شعوب أمتنا.

🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين، وعن سائر عباده الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) فهذا الشهر الكريم هو شهر القرآن؛ فعلينا أن نعود إلى القرآن عودة جادة صادقة؛ لنحيا مع القرآن، ولنعيش أيام هذا الشهر ولياليه مع كتاب الله: قراءةً واستماعاً وتدبراً وتعلماً وتعليماً واهتداءً وتفهماً؛ لنزداد إيماناً فنكون ممن قال الله عنهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) وممن قال الله فيهم: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وممن قال فيهم: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) وقال فيهم سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) فالقرآن كما قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ولا يهتدي به الإنسان إلا عندما يتحلى بالتقوى، ورمضان يهدف إلى أن يصل بالإنسان إلى درجة التقوى حتى يُمكنه الاستفادة من القرآن الكريم كما قال سبحانه: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، والقرآن الكريم هو مائدة المؤمن في رمضان التي يغرف منها الهدى، ويتزود منها التقوى، قال سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
أيها المؤمنون:
ها هو أسبوع قد مضى من شهر رمضان الذي قال الله عنه: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، ومضى أسبوع من أول هذا الشهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوله رحمة) فكيف قضينا هذا الأسبوع؟ وكيف كان برنامجنا في الصيام والقيام وفي الليل والنهار؟ وهل تعرضنا لرحمة الله سبحانه وتعالى كما ينبغي؟ قال الله سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) فرحمة الله تكون لمن تحلى بالتقوى، وشهر رمضان وصيامه وسيلة للوصول إلى التقوى؛ لننال رحمة الله سبحانه، والقرآن الكريم هو رحمة من الله سبحانه: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ) وقال سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فإذا أراد الإنسان رحمه الله؛ فعليه أن يرحم نفسه، ويتوب إلى الله، ويقلع عن المعاصي والذنوب؛
فالذنوب أكبر خطر على الإنسان في الدنيا والآخرة، وعلى الإنسان أن يحذر من إضاعة الوقت أمام التلفون والقنوات ومجالس القات، وأن يحذر من قرناء السوء ومن خطوات الشيطان، وأن يتقي ربه، وأن يقيم الصلاة، وأن يحيي المساجد ولاسيما في رمضان؛ فمن يصوم بدون صلاة فهو آثم، وعليه أن يتوب إلى الله، وأن يحافظ على الصلاة المفروضة، وأن يحافظ على قيام الليل، كما أنّ من أسباب رحمة الله: أن يرحم الإنسانُ الفقراءَ والمساكينَ وأن يحسن إلى المحتاجين، كما قال سبحانه: (إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لا يرحم لا يُرحم)، (ولا تُنزع الرحمة إلا من شقي)، وشهر رمضان هو شهر التراحم والإحسان فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم أجود من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، ومن حكمة الله في تشريع الصيام أن يتذكر الموسرون بجوعهم في نهار رمضان جوع الفقراء والمساكين؛ ليبادروا إلى الصدقة والإحسان إلى المساكين، فقد قال الله سبحانه: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وقال سبحانه: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) وقال سبحانه: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ) وقال سبحانه: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ . أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وقال سبحانه: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
وقد اعتبر اللهُ الإنفاقَ في سبيله وللمساكين قرضاً وَعَدَ صاحبه بالعوض والقضاء أضعافاً مضاعفة فقال: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فعلينا أن نجود، وأن نكون كرماء، وأن نستعيذ بالله من البخل؛ لأنه من الشيطان كما قال سبحانه: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، والملائكة يدعون كل ليلة، (اللهم أعط كل منفقٍ خلفاً وأعط كل ممسك تلفاً) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تطفئ غضب الرب) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص) وقال الإمام علي عليه السلام: (إن من مكفرات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب)، فتراحموا يرحمكم الله، وتعرضوا لرحمة الله سبحانه فإنه الرزاق، وقد ابتلى الأغنياء بالفقراء وابتلاهم بالنعم؛ فإن قاموا لله فيها بما يجب من الإحسان والإنفاق عرّضوها للدوام والبقاء، وإن لم يقوموا لله فيها بما يجب عرّضوها للزوال والفناء: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)، وقد اعتاد الفقراء على مواساة الأغنياء لهم في رمضان؛ فعليهم ألّا يقطعوا هذه العادة والعبادة الحسنة بل علينا أن نزيد وأن ننفق من غير الزكاة الواجبة كما قال سبحانه: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) وقال سبحانه: (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين أحدهما: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه سراً وجهراً آناء الليل والنهار) أما من يبخل فيصدق عليهم قول الله سبحانه: (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
عباد الله:
رمضان شهر الذكر والدعاء فقد قال الله سبحانه خلال آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (للصائم دعوة مستجابة)، ورمضان موسم للابتهال إلى الله ورفع الحاجات إلى باب كرمه فهو القائل سبحانه: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ) والقائل سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ) فارفعوا إلى الله أكف الضراعة؛ فإن الله يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يردهما صفرا وألحّوا في الدعاء؛ فإنّ الله يحب العبد اللحّاح، وإنّ الله لا يمل حتى تملوا، وادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة، بشرط أن نكون مستجيبين لله الاستجابة الكاملة: (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وهو الذي سمى نفسه الكريم الوهاب، وسمى نفسه خير الرازقين، وسمى نفسه القريب المجيب: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا).
كما ينبغي علينا الإكثار من الذكر والتسبيح، وأن نملأ الساعات بالاستغفار والذكر والتهليل ولا سيما الاستغفار بالأسحار، والتسبيح بعد الفجر وقبل الغروب وفي كل وقت، قال سبحانه: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (تسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة فيما سواه).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
شهر رمضان هو شهر الهدى والعودة إلى الله سبحانه وتعالى؛ فعلينا أن نُقيّم أنفسنا في هذا الأسبوع الذي مضى من هذا الشهر، وأن نصلح الخلل، وأن نغتنم الأيام الباقية من هذا الشهر، وأن نحرص على الاهتداء والرجوع إلى الله؛ فإنّ مِن أهم ما يطلبه الإنسان من ربه هو أن يهديه إليه، كما علّمنا سبحانه أن ندعوه في الصلاة في أول سورة من القرآن: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فالهداية هي أكبر نعمة يحصل الإنسان عليها؛ فإذا هداك الله أعزك ووفقك وأدخلك الجنة: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) ونحن في يمن الإيمان والحكمة منَّ الله علينا بعَلَمِ الهدى الذي هو نعمة لكل الأمة ولكل الأجيال، ويطل علينا في كل ليلة من ليالي هذا الشهر ليتلو علينا آيات ربه وليعلمنا الكتاب والحكمة وليزكينا، وليقدم لنا القصص القرآني لنستفيد منها الدروس والعبر، وهذه نعمة كبيرة؛ فلا يوجد قائد في معظم دول الإسلام والعرب يرشد قومه الى طريق الله، ويهدي قومه إلى باب الله، ويحث أمته على تقوى الله، ويقرأ آيات القرآن، ويدلنا على الإيمان، ويذكرنا بالجنة والنار، ويريد لنا العزة في الدنيا والآخرة؛ فهذه - والله - نعمة من أكبر النعم، وسُنسأل عنها يوم القيامة، وستسأل ملائكة النار وخزنة جهنم أولئك الخاسرين عندما يدخلون جهنم: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)، (أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ)، فهذا القائد الرباني حجة علينا يوم القيامة، وعلينا أن نستجيب ونتفاعل: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، وقال سبحانه: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ).
عباد الله:
نذكركم الله في فريضة الزكاة؛ فإنها ثالث ركن من أركان الإسلام، وهي طُهرة لكم ولأموالكم، قال سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بها) وعلينا أن ندفع الزكاة لهيئة الزكاة التي نرى مشاريعها وتصل بركاتها إلى مصارفها ومستحقيها؛ فأخرجوها طيبة بها نفوسكم، ولا تجعلوا العاملين عليها يتعبون وهم يتابعون إخراجها منكم، وكأنّ البعض سيخرج روحه من جسده (والله المستعان)، أما المؤمن فإنه يسارع ليكون من الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).
أيها المؤمنون:
تزداد عمليات البيع والشراء في هذا الشهر الكريم، ونذكّر في هذه المناسبة بأهمية المقاطعة من التجار والمواطنين للبضائع الأمريكية والإسرائيلية وبضائع الدول التي تدعم أمريكا وإسرائيل؛ فإنه لا ينبغي للإنسان المؤمن بعد أن عرف ما فعلته أمريكا وإسرائيل بغزة وفلسطين، وكيف قتلت الأطفال والنساء وحاصرت المسلمين حتى مات بعضهم جوعاً ومرضا، ثم يذهب لشراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية،
وكيف تطيب نفوسنا بشراء بضائع أعدائنا؟ وكيف نسمح بدعم اقتصاد من يقتلون اطفالنا ونساءنا؟ فالمقاطعة واجبة علينا أمام الله؛ لأن المقاطعة سلاح وموقف، وهناك لوحات ولافتات تحمل أسماء البضائع المقاطعة وعناوين الشركات الأمريكية الإسرائيلية؛ فعلينا أن نقاطعهم لندمر اقتصادهم ولنسلم شرهم؛ حيث وهم غير مأمونين في منتجاتهم، والمقاطعة واجب ديني وأخلاقي، وها نحن نرى أمريكا والصين وبعض الدول تستخدم سلاح المقاطعة في الحرب فيما بينها، فنحن أولى بأن نستخدم هذا السلاح ضد أعداء الأمة الإسلامية.
كما أننا ننصح التجار بالقناعة في الأرباح، والتخفيض في الأسعار، والاكتفاء بالربح المناسب، وأن يتقوا الله في المواطن، وألّا يغالوا عليه في الأسعار؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم من وُلّي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه) والربح القليل فيه البركة والخير.
أيها المؤمنون:
رأينا في الأخبار كيف ترتكب إسرائيل عدوانا كبيراً في الضفة، وتتوغل في سوريا دون أي ردة فعل، وكيف تنقض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتتذرع بالإذن الأمريكي للبقاء في محور رفح بغزة وفي نقاط بلبنان، وتريد تثبيت معادلة الاستباحة لشعوب أمتنا، وتتنكر لكل الاتفاقيات، وتريد من العرب - فقط - الالتزام بها، ويتعامل الأمريكي والإسرائيلي بوقاحة غير مسبوقة مع أمتنا، ولن نتفاجأ إذا سمعنا بعدوان أمريكي وإسرائيلي على بلدنا وشعبنا؛ فهم موجوعون من عمليات قواتنا المسلحة التي طردتهم من البحار، وحاصرت إسرائيل وأمريكا، وأهانت كبرياءها؛ ولذلك فعلينا أن نكون في حالة جهوزية واستعداد لمواجهة أي تحديات أو أي عدوان على بلدنا أو على شعوب أمتنا، وما مشاركتنا في معركة طوفان الأقصى بمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إلا جولة من تلك الجولات التي لاشك أنها ستستمر حتى يمنَّ الله بنصره، وحتى تزول إسرائيل من الوجود بإذن الله؛ فالنصر من عند الله العزيز الحكيم، قال سبحانه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وقال سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ)، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، ولذلك فإنّ علينا أن نكون في حالة جهوزية مستمرة، وأن نحرص على رفد الجبهات ودعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والإنفاق في سبيل الله: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
إخواني المؤمنين:
نعيش هذه الأيام الروحانية الإيمانية في شهر رمضان المبارك والذي يتزامن مع موسم التشجير، والذي يبدأ في بداية شهرمارس، فعلينا جميعاً أن نتفاعل مع هذا الموسم وأن يبادر الجميع إلى غرس الاشجار وخاصة المثمر في المدن في المساحات الخضراء واحواش المدارس والجامعات والمعاهد واحواش المنازل، وفي الشوارع لو يبادر كل صاحب محل ويغرس شجرة امام محله أو في الجزيرة الوسطية في الشارع المقابل لمحله ويهتم بها يحميها ويسقيها ويحافظ عليها، وكذلك ندعو الجميع لحماية الاشجار في الشوارع من الرعي والحفاظ عليها من التكسير والاعتناء بها، فالشجرة عنوان الحياة، وديننا الاسلامي حثنا على غرس الاشجار قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاليغرسها».
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليمًا {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال واجعلنا ووالدينا من عتقائك من النار وأعنا على الصيام والقيام والطاعات ووفقنا لليلة القدر.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وإيران واليمن، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
Forwarded from عبد الرحمن حسين أحمد الموشكي
DOC-20250310-WA0012..pdf
705.5 KB
مشاركة DOC-20250310-WA0012..pdf
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad

خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك ١٤٤٦هـ

العنوان: وأوسطه مغفرة وغزوة بدر وفتح مكة
التاريخ: ١٤٤٦/٩/١٤هـ ٢٠٢٥/٣/١٤م
الرقم:(٣٦)


🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
1️⃣-نحن في منتصف شهر رمضان وأيام المغفرة وسينقضي ما تبقى منه فهنيئا لمن استغله وأسفاه على من ضيعه وسيغفرالله لمن تاب التوبة النصوح.
2️⃣-شهر رمضان هو محطة للإقلاع عن الذنوب والتوبة والاستغفار منها وما كان له علاقة بحقوق الآخرين لابد من إعادتها لأصحابها لكي يتقبل الله توبتنا.
3️⃣-في مثل هذا الشهر حدثان عظيمان غيرا تاريخ الرسالة الإلهية هما غزوة بدر وفتح مكة لندرك أن رمضان هو شهر الجهاد والفتوحات.
4️⃣-نستفيد من غزوة بدر وفتح مكة أن الخيار الصحيح في مواجهة الأعداء هو بالجهاد في سبيل الله ولا خيار ينفع الأمة غير ذلك فانكسرت شوكة قريش في يوم بدر وانتهى شرها في فتح مكة بالجهاد في سبيل الله.
5️⃣-كشفت الأحداث في سوريا توحش الجماعات التكفيرية المسلحة في استباحتها للمواطنين العزل وذلها في مواجهة إسرائيل وأمريكا ولايجوز السكوت عن ذلك
6️⃣-أدركنا كم هو الفرق بين قيادتنا التي أمهلت الصهاينة أربعة أيام لتنصلهم عن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في فلسطين وبين القادة العرب الذين اجتمعوا في القمة الطارئة ليثبتوا ضعفهم أمام الأعداء فاعتبروا يا أولي الأبصار.

🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الحكيم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي العزيز والغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، والفعال لما يريد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون) َ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد أيها المؤمنون
ها نحن في منتصف شهر رمضان المبارك، وسيبدأ بعد ذلك العد التنازلي لهذا الشهر المبارك الذي هو ضيف قليل البقاء وسريع الرحيل، فهنيئاً لمن أقبل على الله في هذه الأيام والليالي المباركة، وهنيئاً لمن استثمر هذه الساعات في الطاعات والقربات، ويا أسفاه على من أعرض ولهى وغفل وسها في هذا الشهر الكريم؛ فرمضان أشبه ما يكون بصورة مصغرة عن عمر الإنسان وحياته؛ فمن اغتنم رمضان فسيتمكن من اغتنام بقية أيامه، ومن فرط في رمضان فهو يعمل على تضييع عمره، ونحن هذه الأيام في أوسط أيام المغفرة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وأوسطه مغفرة) ؛ فكيف نحصل على غفران الذنوب؟ وكيف يمكن أن نتعرض للتوبة من الله سبحانه وتعالى؟
عباد الله:
إن شهر رمضان ليس كدرجة الطقس وحالة الجو التي تدخل على كل الناس من يريد ومن لا يريد، حيث يدخل الشتاء ويدخل الصيف على الجميع بدون استثناء، أما رمضان فحينما يكون أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار فإنّ ذلك لا يحصل للجميع، وإنما لمن بذل الأسباب، ولمن استفاد من بركات هذا الشهر الكريم، ولمن تعرض لنفحات الله في هذه الليالي المباركة؛ فالمغفرة في وسط رمضان هي لمن تاب وأناب واستغفر كما قال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ، وكما قال سبحانه: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمُ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً} ، وكما قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيما ً} وكما قال سبحانه: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، فالمغفرة تكون للتائبين المستغفرين كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون} َ ؛ فإذا أردنا أن يكون أوسطه لنا مغفرة؛ فعلينا أن نتوب ونستغفر إلى الله سبحانه وتعالى.
أيها المؤمنون:
إن هذه الأيام محطة هامة لتخفيف ظهورنا من الذنوب ووضع الأثقال من على كواهلنا، وإذا لم نحطها في هذه الأيام فمتى سنحطها؟ فعلينا أن نبادر بالتوبة النصوح كما قال سبحانه: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} ، ولا بد إذا أردنا المغفرة من الله، أن نرجع إلى الله، وأن نندم على التفريط في جنب الله، وأن نقلع عن الذنوب، وأن نتضرع إلى الله بصدق؛ ليغفر ذنوبنا ويتوب علينا، وأن تقبل على الطاعات وتقلع عن المحرمات، وأن نغتنم هذه الأيام والليالي، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ، ومن أسباب المغفرة: الجهاد في سبيل الله، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم} وقد قال صلى الله عليه وآله: (الرباط يوم في سبيل الله خير من عبادة ستين سنة تصوم نهارك لا تفطر وتقوم ليلك لا تفتر).

كما يجب علينا إن أردنا من الله المغفرة: أن نرد الحقوق إلى أهلها فالله سبحانه أسمح الغرماء فيما بيننا وبينه، أما حق المخلوق والحق العام فالتوبة منها أن نردها، وأن نخلص ذمتنا منها كما قال سبحانه: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فالتائب الصادق الذي يريد من الله قبول توبته هو من يحاسب نفسه، وينصف الناس من نفسه، ويرجع الحقوق لأهلها، ويعطي الأرحام حقوقهن من المواريث كما قال سبحانه:{ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} ، ويحسن إلى والديه كما قال سبحانه: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} ، ويصل رحمه فإن الرحم معلقة بالعرش وتقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني)، ويصلح ذات البين كما قال سبحانه:{ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ، وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم:( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) ويخرج زكاته طيبة بها نفسه كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ، ويتجنب الحرام خوفاً من عذاب الله كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما جسد نبت من السحت فالنار أولى به،) وكما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا} ً .
أيها المؤمنون:
حدث في صدر الإسلام في مثل هذه الأيام من هذا الشهر حدثان عظيمان غيرا وجه الحياة، وهما: غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، وهذه الأحداث المفصلية في التاريخ أحدثت تغييراً كبيراً في الواقع، وأرسى الله بها قواعد الحق والعدل والإسلام، وغزوة بدر سماها الله في القرآن بيوم الفرقان؛ ليدل بذلك على أهمية ما حدث، وعن تأثيرها الكبير جداً؛ حيث كانت معركة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية والتاريخ البشري، وقد كانت في شهر رمضان؛ ليدل ذلك على أن رمضان هو شهر الجهاد وشهر الفتوحات وشهر التغيير وشهر الانتصارات، وعلى الرغم من أن البعض وقتها كان كارهاً للمعركة إلا أن الخير كل الخير كان فيها كما قال سبحانه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ . يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ} ، والنظرة للجهاد بكراهة هي نظرة مغلوطة ونظرة خاطئة سعى القرآن الكريم إلى تصحيحها في عقيدة المؤمن لكي يرى الجهاد كما صوره الله، وليس كما يتصوره الإنسان بنظرته القاصرة فقال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .
أيها الأكارم المؤمنون
لقد خرج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لاعتراض قافلة قريش التي كان يقودها أبو سفيان، حيث كان راجعاً بها من الشام وهي محملة بالأموال والبضائع، لكن الله سبحانه كان يريد أمراً آخر وهو أن يحقق المسلمون نصراً عسكرياً فائدته أعظم من السيطرة على القافلة، وأكثر أثراً من إلحاق الضرر الاقتصادي بقريش، قال سبحانه: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} ، ولذلك فإنّ غزوة بدر تحمل الكثير من الدروس والعبر التي من
أهمها أن النصر بيد الله:{ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} ، ولذلك انتصر المسلمون وهم قليل على الكثير من الكفار : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، ونحن نحتاج إلى هذا الدرس اليوم ونحن نواجه قوى الطاغوت لنثق بأن مقاليد الأمور هي بيد الله، وأن الذي يصنع المتغيرات هو الله، وأن العاقبة للمتقين، وأن النصر بيد الله سبحانه كما قال جل جلاله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} ِ ؛ ولذلك يحدث كما ذكره الله: {كم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين} َ .

كما أن من الدروس الهامة في غزوة بدر وفتح مكة هو : أهمية الجهاد والتحرك في سبيل الله؛ فالأعداء هم عدوانيون، ولا ينفع معهم أي أسلوب إلا أن نجاهدهم، ونستعين بالله عليهم، ونقف ضد مؤامراتهم، وقد أثبتت كل الخيارات فشلها؛ فلم ينفع مع قريش آنذاك أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من قال الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، ولا رحمته وهو من قال الله فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} َ ، ولا حرصه على هدايتهم حتى قال الله له: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} ، ولكن الذي أوقف شرهم وأبطل مؤامراتهم هو الجهاد في سبيل الله؛ فانكسرت شوكة قريش في يوم بدر وانتهى شرها في فتح مكة ولو لم يجاهد الرسول والذين آمنوا معه؛ لكان الإسلام قد تلاشى وانتهى، ولكان الباطل قد استحكم واستولى، ولذلك قال الله لرسوله صلى الله عليه وآله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرْضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}} ، وقال: {{لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين وناصر المستضعفين ومذل المستكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
أما بعد أيها المؤمنون
ما أحوجنا اليوم إلى أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن غزوة بدر وفتح مكة، وقد أطل الكفر برأسه وعاد بعجرفته ووحشيته، وأن نحيي في واقعنا جهاد الرسول وصبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى نحقق الانتصارات الكبيرة على الأعداء؛ وقد سمعنا المجرم النتن يقول أنه سيغير خارطة الشرق الأوسط، وما هو الشرق الأوسط ؟ إنها بلاد العرب والمسلمين، وسيسعى إلى احتلالها وتقسيمها ونهب ثرواتها بمساعدة ودعم أمريكا التي كان البعض خلال الفترة الماضية يفرق بينها وبين إسرائيل فإذا بهما وجهان للصهيونية العالمية، ويتبادلان الأدوار لنهب ثروات المسلمين واحتلال أرضهم، وقد جرّب العرب خلال كل السنوات الماضية كل الخيارات؛ فلم ينفع مع أمريكا وإسرائيل خيار السلام؛ لأنهم يريدون منا الاستسلام، وهم عدوانيون كما قال سبحانه: وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وكما قال سبحانه: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلاَ ذِمَّة} ً ، وقال: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَة} ً ، وكما قال تعالى:
{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون} َ ؛ فلا يمكن أن ينفع مع من هذه صفتهم ونفسيتهم أي حوار ولا مفاوضات ولا سلام ولا تنازلات ولا تطبيع، وإنما الخيار الذي ينفع معهم هو الخيار الذي اختاره الله سبحانه لنا وهو خير الحاكمين، وهو الخيار الحكيم كما قال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين} َ ، وإذا رفضنا هذا الخيار فإن حالنا سيكون عذاباً في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، وقال: {إِلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،} وعندما نتحرك في هذا الخيار الإلهي فإنّ الله معنا، وسيمدنا بعونه ونصره وتأييده وسكينته، وسيمدنا بجنده وملائكته وتوفيقه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ} أَمَا الخيارات الأخرى فقد أثبتت فشلها، فلا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا منظمات حقوق الإنسان يمكن أن تدفع عنا شيئاً، فها هي إسرائيل تتوغل في سوريا، وتنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في فلسطين، ولا أحد ينكر عليها بل يدعمها الغرب سراً وجهراً، وقد ظهرت حقائق الكل فها هي من كانت تسمى بهيئة تحرير الشام تحولت إلى هيئة تسليم الشام، ولمن ؟ لليهود، وأصبحت قواتها فقط لقتل الأبرياء العزل من أبناء الشعب السوري بصورة إجرامية، وتقوم بتصوير ونشر ذلك لكي تشوه صورة الإسلام وتشوه مفهوم الجهاد وهما منهم براء، وذلك يؤكد أن تلك الجماعات صناعة أمريكية صهيونية يهودية،

ولا أحد يستنكر تلك الجرائم أو يدينها في الوقت الذي لم تطلق تلك الجماعات الإرهابية رصاصة واحدة ضد المحتل الإسرائيلي وقد توغل في ثلاث محافظات سورية.
وها هو المهرج ترامب يتحرك كالكلب المسعور فيعادي الصديق والعدو والقريب والبعيد، ويحاول أن يستعيد هيبة أمريكا، ولكن في الوقت الضائع، فقد سقطت على رمال غزة وسقطت في البحر الأحمر وسقطت على أكثر من جبهة، وبات نجم أمريكا يتجه نحو الأفول: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، وما تصنيف أمريكا لشعبنا على لائحة الإرهاب إلا تصرف سخيف ومعاقبة لشعبنا على موقفه من غزة، ولا يمكن أن يؤثر ذلك على موقفنا الديني والإنساني والأخلاقي، وقد سمعنا إشادة الناطق الرسمي باسم كتاب القسام المجاهد أبو عبيدة وهو يشيد بموقف قيادتنا وشعبنا وجيشنا، وكم هو الفرق بين موقف قيادتنا المؤمنة الشجاعة التي قالت بأن عملياتنا العسكرية ستعود إلى التصعيد إن عاد العدو إلى التصعيد، وأعطت مهلة للوسطاء والصهاينة لمدة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة وإلا عادت اليمن لفرض الحصار على الصهاينة، وقد هرعت أمريكا للتفاوض مع حماس مباشرة وتراجعت عما هددت به سابقا من أنها ستحول غزة إلى جحيم عند ظهر السبت بعد تهديد قيادتنا آنذاك، فكم هو الفرق بين ذلك وبين موقف قيادة العرب في قمتهم الهزيلة والضعيفة التي يسعون فيها لاسترضاء ترامب وتسليم غزة إلى حكومة السلطة الفلسطينية العميلة للصهاينة؟ ولكنهم سيفشلون بإذن الله سبحانه.
وبيان وقفتنا الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة - التي نؤكد على أهمية المشاركة فيها - هو أقوى بكثير من بيان تلك القمة التي تعكس ضعف أولئك القادة العملاء الذين سيأتي الدور عليهم وحينها سيندمون، وقد سمعنا المهرج ترامب وهو يقول بأنه سيزور السعودية بعد أن وعدت بدفع ترليون دولار الأمريكا كجزية لهم وسرقة لأموال الأمة، في حين تحتاج غزة إلى القليل من مليارات الدولارات لإعادة الإعمار وكذلك لبنان لكن أموال المسلمين في بلاد الحرمين تذهب لدعم أمريكا التي شاركت في العدوان على غزة ولا زالت ولعلكم تتذكرون كيف استقبلت قواتنا الصاروخية ترامب عندما زار السعودية بصاروخ قبل هبوط طائرته في الرياض، وستستقبله كذلك بالصواريخ إن نقضوا اتفاق وقف إطلاق النار واعتدوا على بلدنا، وكم هو الفرق بين قيادة تستقبله بالقصف والصواريخ له ولطائراته وحاملات طائراته وبين قيادة المملكة التي تدفع له مئات المليارات من الدولارات؟ {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} .
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمد وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائل عليم:{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلَّمُوا تَسْلِيماً} ، اللهم صل وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه ليث الله الغالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء، سيدة النساء في الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار، من المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن النار النجا، اللهم احفظ وانصر علم الجهاد واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تأمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين يا رب العالمين.
اللهم واغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعلنا يا الله يا كريم في هذا الشهر الكريم من عتقائك وطلقائك ونقذائك من النار يا أرحم الراحمين.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} .

📝 صادر عن الإدارة العامة للخطباء والمرشدين بديوان عام الوزارة.
---------------------------
🖥️
قناة خاصة بالتعاميم وخطب الجمعة والمناسبات الدينية وغيرها

https://t.me/wadhErshad