قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾
21.8K subscribers
817 photos
111 videos
825 files
1.86K links
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
Download Telegram
تفعله إسرائيل، ويريدون أن نتفرج ونسكت على أكثر من خمسين ألف إنسان مسلم عربي قتلوهم ولا زالوا يقتلون في غزة، منهم أكثر من ثمانية عشر ألف طفل، وأكثر من اثني عشر ألف امرأة، ويريدون أن نتفرج فنفقد ديننا وشرفنا، ونحمل الخزي والعار، ونبقى عرضة لعذاب الله في الدنيا والآخرة.
وقد تعرضنا في اليمن على مدى سنوات العدوان لقرابة الثلاثمائة ألف غارة فلم ننكسر ولم ننهزم، ولأكثر من عام ونحن نتعرض لعدوان أمريكا لم ولن ننكسر ونخضع؛ لأن قوتنا في إيماننا بالله وثقتنا به، وثقتنا بصدق وعده بنكال وزوال الظالمين، وصدق وعده بنصر المؤمنين، وقوتنا في ثبات شعب الأنصار الذي ثبت أجداده مع رسول الله في أحلك الظروف، هذا الشعب الذي مُلئ إيمانا وثقة بالله في زمن الارتداد عن الدين.
أيها المؤمنون:
إنّ أخطر حالة على الأمة اليوم هي أن تتحول مشاهد ذلك الإجرام إلى حالة روتينية تشاهدها الأمة ثم تسكت وتقعد، أو تكتفي ببيانات التنديد والشجب، وتعتقد الأمة أنّ ما يحدث في فلسطين خطر على الفلسطينيين فقط، بينما أصبحت الخطورة على البشرية كلها؛ فاليهود يريدون أن يتعود الناس على الإجرام والمجازر؛ فيموت الضمير الإنساني ويتخلى الناس عن كلما يحركهم ضد الظلم من شرائع ومبادئ وقيم وأعراف وأخلاق، وتتحول الساحة العالمية إلى غابة لا يضبطها شيء، وبالتالي فالمسؤولية اليوم أكثر من أي مرحلة مضت، وهي مسؤولية على كل إنسان في هذه الأرض؛ ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف الإنسانية وفطرتها، وعلى كل مسلم مسؤولية أكبر في أن يتحرك ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف المسلمين والإسلام، والرسول والقرآن، ويستهدف شعبا مسلما قبلته الكعبة، ونبيه محمد، وكتابه القرآن، ودينه الإسلام الذي يدين به ملياري مسلم، وعلى كل عربي مسؤولية أكبر ليقف أمام منكر يستهدف شعبا عربيا، ويقتل في أرضه العربية، ويطرد ويشرد منها، ولا عذر للجميع أمام الله: لا عذر للأنظمة ولا للشعوب، لا عذر لعالِم ولا لمعلم ولا لخطيب ولا لإعلامي، لا عذر لأي إنسان، وسيُسأل كل مسلم أمام الله، ما دورك؟ وماذا فعلت للشهداء من أمتك الذين ترى عدوك يقتلهم يوميا بالعشرات؟ ماذا فعلت للأطفال والنساء من أبناء دينك وجلدتك الذين استنجدوا بك، ودعوك لنصرتهم؟ فالنجاة اليوم من الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة في الكلام لا في السكوت، في التحرك لا في القعود، في الجهاد لا في التخاذل، وفي الجهاد الشرف والعزة، وفي التخاذل العار والشنار.
عباد الله:
لقد سكت العالم كله أمام ما يحدث في فلسطين، وبقي اليمن وحده شعلة في ليل الظلم والنفاق ناهيًا عن المنكر وآمرًا بالمعروف، ومجاهدًا في سبيل الله بالمظاهرات والإنفاق والتدريب والمقاطعة، ومستهدفًا للمجرمين بكل سلاح متاح، ويساند إخوانه في فلسطين ويتصدى لضربات أمريكا، ويواجه حاملات طائراتها، ويُسقط حوالي سبع عشرة طائرة أمريكية تفوق قيمتها الإجمالية نصف مليار دولار، وكان لموقف اليمن المستمر دورًا مهمًا في كسر حالة الاستباحة التي كانت أمريكا تريد فرضها، وبعد الصبر والتحمل يصنع الله المتغيرات؛ فصمود اليمن حرك العالم وأعاد له إنسانيته، وأصبح يغلي غضبا على ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين، أما نحن في اليمن فنرى أنّ من نعم الله علينا أننا أصبحنا نواجه أمريكا وإسرائيل وجها لوجه بعد هزيمة عدوان أذنابهم الذين اعتدوا على اليمن لعدة سنوات، ولو استفاد الأمريكي من الدروس السابقة لما تورط معنا، وهو يحاول بعدوانه أن يسكتنا ويوقفنا عن نصرة غزة، وظن أننا سنخضع له كما خضع الآخرون ونسي أننا لا نخضع ونركع إلا لله، ظن الأمريكي أننا سنخاف من صواريخه وننسى نار جهنم، ظن أننا سنخاف من قوته وهو لا يعرف أن الشعب اليمني عَظُمَ اللهُ في نفسه فصغرت أمريكا في عينه.
الإخوة الأكارم:
من نِعمِ الله علينا في اليمن أننا نقرأ القرآن ونجد أنفسنا منسجمين معه، نقرأ أوامر الله ونواهيه ونجد أنفسنا منسجمين معها، نقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ونجد أنفسنا نطبقها، وبعنا من الله وتجندنا معه بينما المتخاذلون يقرأونها ويجدون أنفسهم بعيدين جدا عن تطبيقها، نقرأ آيات الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء}، فنعاديهم ولا نتولاهم، نقرأ قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}،* {وَإِن نَّكَثُواْ
أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}، فنجد أنفسنا نطبقها ونلتزم بها وهذه نعمة، بينما المتخاذلون بينهم وبين القرآن مسافات؛ لأنهم يقرأون القرآن فلا يطبقونه، ولذا نقول لكل المتخاذلين من أبناء الأمة: إن لم تجاهدوا الإسرائيلي الذي هو عدو لكم يدمر المساجد، ويمزق ويحرق المصاحف، ويقتل الفلسطينيين بكل وحشية، ويعتقد بضرورة قتلكم، إن لم تجاهدوا الصهيوني فمن ستجاهدون؟ إن لم تستشعروا مسؤوليتكم الآن فمتى ستشعرون؟ إن لم تستجيبوا لله فمتى ستستجيبون؟ ماذا ستقولون لله يوم العرض عليه؟
ونقول لكل المتخاذلين عن نصرة فلسطين: يكفيكم عار التخاذل عن نصرة غزة فلا تشاركوا في نصرة إسرائيل وخذلان غزة بتعاونكم مع الأمريكي ضد الشعب اليمني؛ فمعركتنا مع الإسرائيلي نصرة لغزة، والأمريكي معركته معنا إسنادا للإسرائيلي، وإن ضاع منكم الدين فكونوا أحرارا في دنياكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
↩️ *الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
تسعى الصهيونية العالمية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل إلى قتل المسلمين بمختلف الطرق؛ فهي تقتل في غزة ولبنان وسوريا واليمن بالصواريخ والقنابل وبالحصار والتجويع، وفي نفس الوقت تستهدف الأمة وخاصة شبابها بالحرب الناعمة لتقتل فيهم الإيمان والقيم والأخلاق، وتقتل الغيرة والنخوة، وتفصل الإنسان عن ربه وعن هويته، وتمسخه وتفسده وتضله، ووقت العطلة والفراغ هو الأخطر على الأبناء، ولذا فإن الدورات الصيفية تهدف إلى تربية الجيل الناشئ على التمسك بالهوية الإيمانية، وتنويره بالوعي والبصيرة والمعرفة والعلم النافع، وتنشئته على مكارم الأخلاق، وعلى العزة الإيمانية والشعور بالمسؤولية؛ ليكون جيلًا واعيًا مؤمنًا قرآنيًا عزيزًا كريمًا عمليًا حرًا ينهض بدوره في تغيير الواقع نحو الأفضل، وفي النهضة المأمولة لشعبه، وفي مواجهة التحديات والأخطار بالإيمان والوعي والأخذ بأسباب النصر والقوة في الوقت الذي نرى الأنظمة العميلة تتجه لتوريث حالة التدجين للأجيال القادمة، ويورثون الذل والاستسلام والجمود والضعف وكلما يُوصل الجيل إلى الحضيض عبر الحرب الناعمة التي تقتل في الإنسان إنسانيته ودينه وشرفه.
وليست الخسارة هي في أن تلقى الله شهيدا في ميدان المواجهة العسكرية حرا عزيزا كريما شريفا، وتضحي من أجل موقف مشرف، وتحقق نصرا للدين والأمة، وتدفع عنها شرا، وتحقق رضا الله تعالى، ولكن الخسارة هي إسقاط الملايين من الجيل الناشئ من شباب أمتنا بالحرب الناعمة.
أيها المؤمنون:
تعاني الأمة اليوم من حالة الوهن التي حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصبحت الأمة كالقصعة التي يتسابق أعداؤها لقضم ما فيها من ثروات، والأمة اليوم كثيرة لكن كغثاء السيل يدوسها الأعداء، وفقدت عزتها وكرامتها وحريتها، وقرابة الملياري مسلم كغثاء السيل فلا يستطيعون مواجهة عشرة مليون يهودي، وهي لديها أضعاف ما لدى اليهود من سلاح ولكن كغثاء السيل لا أثر له في مواجهة الأعداء، ولديها أهم الممرات المائية ولكن كغثاء السيل فلا تستطيع تفعيلها في مواجهة عدوها، ولكننا في اليمن نسعى لبناء النموذج الذي يُمثل الإسلام والذي بناه الرسول صلى الله عليه وآله، والذي يغيظ الكفار ويقف في وجوههم، والذي قال الله عنه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
وتبقى أم المشاكل للأمة هي عدم الثقة بالله تعالى، ويبقى الحل هو أن نعتمد على القرآن في تعزيز الثقة بالله، وتربية جيلٍ يحبه اللهُ ورسولُه، ويحب اللهَ ورسولَه، ومتولٍ لله كما يريد ليتحقق على يديه النصر والغلبة للدين والأمة، ولذا ندعو كل أبناء شعبنا إلى الدفع بالأبناء إلى المدراس الصيفية التي تحصنهم من الضلال والفساد الذي يمارسه الأعداء من خلال الهاتف والقنوات والألعاب والصور والمسلسلات والأغاني وغيرها، وبدلا من أن تترك ولدك فريسة للشيطان وأوليائه؛ ادفع به نحو هدى الله وقرآنه، وعلى كل من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية المشاركة في
التدريس فيها بجد ومثابرة فالمسؤولية مسؤولية الجميع، وهذا جزء من الجهاد في سبيل الله تعالى.
وفي الختام: ندعوكم بدعوة الله ورسوله، وبتلك الدماء الزكية التي تُسفك في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن إلى الخروج في مسيرات هذا اليوم المبارك جهادًا في سبيل الله، ومواجهةً لإعدائه.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
*عباد الله:*
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
الحمد لله الذي جعلنا نعيش في زمن فيه نعرف العدو من الصديق، وفيه نرى الحق ناصعًا، والباطل مكشوفًا.
▪️دعــوة عـامــــة▪️

أيها المؤمنون الصامدون، يا أحرار اليمن،
يا رجال الله في زمن الهزيمة والانبطاح:

ها هو العدو الأمريكي الصهيوني يزيد في طغيانه وعدوانه، يرتكب المجازر بحق إخواننا في غزة، ويقصف أرضنا، ويقتل أبناءنا، ويدنّس سماءنا… فهل آن الأوان أن نرد عليه الرد الذي يرتجف له قلبه؟!

إن موعدنا – بإذن الله – هو في ميدان السبعين. هناك حيث تُرفع راية الحق، ويُعلَن صوت العزة، وتُخرَس ألسنة الخنوع والخيانة. هناك نرسم صورة اليمن الأبية، اليمن التي لم تركع، اليمن التي وقفت في وجه العالم المستكبر وقالت: "لن نخضع، ولن نبيع قضايانا".

يا أبناء هذا الشعب العظيم،
إن الله سبحانه وتعالى ينادينا في كتابه الكريم: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}
إنها صيحة إلهية تدعونا للجهاد، للتحرك، للصراخ في وجه الظالمين، لا للصمت، لا للجمود، لا للتخاذل.

ميدان السبعين اليوم هو ميدان بدر، هو صفين، هو كربلاء، هو غزة وصعدة والضاحية الجنوبية في وجه الكيان والشيطان.
ومن يتخلّف عن الحضور، فليعلم أنه يتخلّف عن موقف الحق، ويتقاعس عن نصرة المستضعفين، ويفرّ من معركة الهوية والكرامة.

يا رجال اليمن،
يا من لقّنتم السعودية والإمارات وأمريكا دروسًا لن تُنسى،
اليوم موعدنا لنجدد البيعة لله، لنقول للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله): نحن معك، سيفك درعك، جندك، كلمتك التي تخرج في وجه العدو دون خوف أو وجل.

أظهروا قوتكم للعالم، اجعلوا ميدان السبعين يهتز تحت أقدامكم، اجعلوا الأعداء يجنّ جنونهم من هذا الحشد الإيماني العظيم، قولوا لهم: "نحن قوم لا نهزم حتى لو اجتمع علينا الكون كله".
▪️عبد الرحمن الموشكي.
🚨 هاااام جداً جداً
كيف يستفيد العدو من مكالماتك ورسائلك؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 أولاً يقومون بتسجيل المكالمة..

👈 وبعد التسجيل، هنالك عملية تلقائية تتولى تحويل التسجيل إلى نص مكتوب باستخدام تقنيات مثل تقنية Whisper..

👈 وبعد تحويل النص، يقوم الذكاء الاصطناعي بشيء اسمه (تحليل المعنى)، وذلك من خلال برمجة معينة يتم برمجتها وبما يضمن (فهم سياق الحديث ونية المتحدث).

👈 ثم بعد ذلك يتولى الذكاء الاصطناعي بعمل شيء اسمه: ( كشف الكلمات المشبوهة)، يبحث من خلالها مثلاً عن الكلمات التالية: (مشرف، قيادي، مقر، وزير، قائد، قارح، قتل، استشهد، وغيرها) ، وذلك بهدف تقييم الخطورة.

👈 ثم بعد ذلك يقوم الذكاء الاصطناعي بشيء اسمه ( مقارنة النشاطات السابقة)، ومن خلالها يقوم بمقارنة المحادثة بأنشطة المتصل سابقاً، ليكشف أي سلوك غير معتاد.

👈 ثم بعد ذلك يقوم الذكاء الاصطناعي بشيء اسمه ( تحليل العلاقات)، وهي عملية تهدف إلى رسم العلاقة بين الأشخاص الذين يتواصلون فيما بينهم باستمرار لتحديد الشبكات.

👈 ثم بعد ذلك يقوم الذكاء الاصطناعي بشيء اسمه: (تحديد الموقع)، ومن خلالها يتم ربط المكالمات بالموقع الجغرافي بقصد التتبع.

👈 ثم بعد ذلك يقوم الذكاء الاصطناعي بشيء اسمه: ( إصدار تنبيه أمني)، وفيها يقوم النظام بإصدار تنبيه عن درجة الخطورة مثلاً (80٪) وتحديد ما إذا كانت المكالمة خطيرة، وهكذا.

👈 أما لو أن الشخص غير رقم هاتفه، فإن الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنيات متقدمة مثل "التعرف على الصوت البيومتري"، حيث يتم تحليل الخصائص الفريدة لصوت الشخص مثل النغمة، والتردد، والميزات الصوتية الأخرى، حتى إذا قام الشخص بتغيير رقم هاتفه، تبقى الأنظمة قادرة على التعرف على صوته، وتتبع مكالماته المستقبلية عبر هذه الخصائص البيومترية الصوتية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذاً، فلنحذر من تداول أي معلومات أمنية أو سياسية في مكالماتنا ورسائلنا، ومن كان لديه كلمات مشفرة فليقم بتحديثها من وقت لآخر، ومن الأفضل التقليل من استخدام التقنيات، والاعتماد على بدائل أخرى.
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الثالثة من شهر شوال 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :(دروس من غزوة أُحد والأحزاب)

التاريخ: 20 / 10/ 1446هـ

المـوافــق: 18/ 4 / 2025م

الرقم: (42)

🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-في مثل هذا الشهر مـن حياةرسول الله حصلت غـــزوةأحــد في السنةالثالثةمن الهجرة وغزوةالأحزاب في السنةالخامسة وتحدث الله عن هاتين الغزوتين بالتفصيل لأن فيهماالكثير من الدروس وفي مقدمتهاأهمية الجهادفي سبيل الله
2-من أهم الدروس في غزوةأحد هو أهميةالالتزام بتوجيهات القيادة وأن العصيان والمخالفةتؤدي إلى الهزيمةحتى لو كان القائدفيها رسول الله
3- من دروس غزوةأحد والأحزاب هو الحذرمن الشائعات ففي أحدأشيع مقتل رسول الله وفي الأحزاب عمل المنافقون على التهويل والإرجاف
4- في الأحزاب برز موقف الإمام علي في مواجهةعمرو وقال في ذلك الرسول برزالإيمان كله للشرك كله وموقف اليمن في هذه المرحلةيشبه هذه المقولة
5- مازالت غـــزة تتعرض لأبشع أنواع الإجــرام وسط صمت وتخاذل عربي وإسلامي ولم يبرز إلا الشعب اليمني في مناصرةالقضية ولا بد من الاستمرارفي هذا الموقف بالمشاركةفي المظاهرات والدورات والتأكيدعلى فشل العدوان الأمريكي
6- الاهتمام بالدفــع بأبنائنا وبناتنا للالتحاق والاستمرار في الدورات الصيفية لتحصينهم مــن مؤامرات الأعــداء.
◼️ ثانياً: نــص الخــطبة
*الخطبة الأولى*
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وصدقنا وعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المجاهد في سبيل الله كما قال الله عنه: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المجاهدين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:*
في مثل هذا الشهر من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثت غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، ووقعت غزوة الأحزاب في السنة الخامسة للهجرة، وقد ذكر الله في القرآن الكريم هاتين الغزوتين بالتفصيل والتحليل والتعقيب للاستفادة من الدروس والعبر التي تحتاجها الأمة على مرّ الزمان، ولا سيما في هذا الزمن والصراع محتدم بين الإسلام والكفر، حيث تحتاج الأمة للعودة إلى الرسول والرسالة وإلى سيرة الرسول المليئة بالدروس والعبر المهمة، ومن تلك الدروس الهامة: أنّ الأمة تحتاج إلى الجهاد كما احتاج إليه الرسول والمسلمون في صدر الإسلام، ولا يمكن أن تعتز هذه الأمة إلا بما اعتز به أولها: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.
وقد رسم الله للأمة طريق العزة الذي إن سارت عليه اعتزت وارتقت وصلحت أحوالها أَلَا وهو الجهاد في سبيل الله؛ لأننا نعيش في عالم يسيطر فيه الشر والضلال، ويعتدي فيه أهل الباطل على أهل الحق، والله سبحانه يقول: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} فالإسلام لم تقم له قائمة إلا عندما جاهد الرسول وجاهد المسلمون معه حتى قويت شوكة الإسلام، وقوي عمود الدين، وساد الحق وزهق الباطل، كما قال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} وهكذا كانت حياة الرسول والمسلمين معه جهادا واستبسالا وتضحية وصمودًا وكفاحًا وثباتًا في وجه الكفر والظالمين كما قال سبحانه: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وكما وصفهم الله سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، ولا يزال هذا الأمر مطلوباً وقائماً إلى قيام الساعة؛ فالجهاد لم يكن واجباً محصوراً على الرسول والذين آمنوا معه بل هو جزء من الدين الذي لا تزال الأمة مكلفة به إلى آخر الزمان، ومن يريد إسلاماً بدون جهاد فهو لم يفهم القرآن الكريم، ولم يفهم السيرة النبوية الشريفة، ولم يفهم الإسلام المحمدي الأصيل، ولو رجع إلى القرآن الكريم لوجد أنّ الجهاد في سبيل الله بَلَغَ من الأهمية إلى درجة أنّ الإنسان لا يُعتبر - بحسب القرآن الكريم -
مؤمناً حتى يجاهد في سبيل الله ولا يرتاب بنصره ووعوده، قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، ولو رجع الإنسان إلى القرآن الكريم لوجد أن لا أمل في دخول الجنة إلا إذا حملنا القضية وجاهدنا في سبيل الله وبذلنا جهودنا في جميع المجالات من أجل إعلاء كلمة الله وإزهاق الكفر، كما قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، وقال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.
أيها المؤمنون:
من الدروس في غزوة أحد: أنّ التفريط والعصيان والمخالفة تجعل المسلمين يدفعون الثمن ويتعرضون لضربة وإن كان قائدهم في المعركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما حصل بسبب الرماة عندما خالفوا التوجيهات ونزلوا من جبل أحد؛ فتغير مسار المعركة لصالح المشركين بعد أن كان المسلمون قد حققوا انتصاراً كبيراً في بداية المعركة، وكاد المشركون أن يهربوا من ساحة المواجهة؛ لنأخذ الدروس جميعاً ونحن نواجه الكفار أنه يجب علينا أن نهتم وأن نتحرك وأن نضاعف جهودنا، وأن نبذل كل ما في وسعنا في مواجهة كفار اليوم، وأن نحذر من الذنوب والعصيان والمخالفة والتراجع والتفريط والتقصير والتنازع والتهاون والتخاذل، وأن نكون كما قال الله في غزوة أحد للمسلمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
عباد الله:
وإنّ من الدروس والعبر في غزوة أحد: هو موقف ضعاف الإيمان الذين تزعزعت ثقتهم بالله، واهتز إيمانهم بالله في تلك المعركة، وظنوا أنّ الأمور خرجت عن السيطرة، وأنّ الكفار سيحسمون المعركة لصالحهم، وهكذا الحال في كل زمان حيث ينظر ضعاف الإيمان إلى الأمور كما سجل الله عنهم في غزوة أحد بقوله: {وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فهؤلاء حصل عليهم التخويف والإرجاف عندما أشاع الكفار أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قُتل فاهتزت أركانهم فنزل قول الله سبحانه: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وقوله سبحانه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.
أيها المؤمنون:
ومن الدروس في غزوة أحد وغزوة الأحزاب: الحذر من الشائعات التي يستخدمها الكفار من قديم الزمان، أما اليوم ومع القنوات والإنترنت فإنّ العدو يستخدم الشائعات في الحرب كسلاح للحرب النفسية؛ لإضعاف معنويات المسلمين، وإشغالهم بقضايا جانبية، وتشكيكهم بمواقف القيادة؛ ليختلفوا ويتنازعوا؛ ليتمكن من الانقضاض عليهم، ففي غزوة أحد أشاع الكفار خبر مقتل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ليرتبك المسلمون.
وفي غزوة الأحزاب استخدم العدو الحصار والكثرة؛ ليربك المسلمين كما قال سبحانه: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا . هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} فحينما أتى الأحزاب من كل حدب وصوب قال الهيابون المترددون: {مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}ْ وقال المؤمنون في المقابل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} ولهذا ذكر الله خطورة المنافقين في معركة الأحزاب وما يقومون به من إرجاف وتخويف فقال سبحانه: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا .
مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}.
ولكن ورغم كل المتغيرات والمستجدات ورغم انهزام معنويات البعض إلا أنّ في معركة أحد والأحزاب لم يحقق الكفار أهدافهم ولم ينتصروا بل انتصر الإسلام عليهم، وما أشبه الليلة بالبارحة، واليوم بالأمس، ومعركة الحاضر بالماضي فها هم البعض اليوم يرون أمريكا وكأنها على كل شيء قدير، ويراها البعض ولسان حاله كحال ضعاف الإيمان في غزوة أحد والأحزاب وكحال ضعاف الإيمان من قوم طالوت الذين قالوا: {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ} أما المؤمنون في شعبنا المؤمن العظيم فهم يرون كما قال الله: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}، وأنّ النصر وعد من الله لا يمكن أن يتخلف فوراء هذا القرآن من أنزل القرآن.
ونحن على موعد مع النصر الذي يعتبر الإيمان به جزءاً من الإيمان بالغيب كما قال سبحانه: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وقد وعدنا بهزيمتهم: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} وقال سبحانه: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً}.
أيها الأكارم:
ومن الدروس في غزوة الأحزاب: موقف الإمام علي عليه السلام الذي برز فيه لعمرو بن ود العامري الذي كان يعدّ بألف فارس فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (برز الإيمان كله للشرك كله)، وها هو شعبنا اليمني اليوم يسير في نفس الدرب بما ينطبق عليه قول الرسول: برز الإيمان كله للشرك كله، والإيمان لا يمكن أن يهزم، والإسلام لا يقبل الضعف والهزيمة، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ . أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم وكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي العزيز، القائل في كتابه الحكيم: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ}، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فصلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
ها هم أهلنا في غزة وفلسطين يتعرضون لأكبر مظلومية على وجه الأرض قتلاً وحصاراً وتدميراً ومجازر وحروب إبادة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع ومن المسلمين والعرب أيضاً، ولا ينصرهم ولا يقف معهم إلا شعبنا المسلم الذي وقف هذا الموقف استجابة لله، وطاعة لله، واتكالاً واعتماداً على الله، وخوفًا من عذاب الله، وتنفيذاً لأوامر الله سبحانه التي قال لنا فيها: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، وقال لنا فيها: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} وهذا الموقف هو الموقف الذي به تبرأ ذمتنا، وهو الموقف الذي به نطيع ربنا، وهو الموقف الذي يبيض وجوهنا، وهو الموقف الذي نرفع به غضب الله عنا، وهو الموقف الذي نحافظ به على انتمائنا للإسلام؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع منادياً ينادي للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)، و(المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله)، وهذا الموقف هو محل تأييد وعون ورعاية من الله سبحانه؛ لأننا استجبنا لأمره ووثقنا بوعده وتحركنا في سبيله والعاقبة بيد الله وحده: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، {إِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}، {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}، ووعود الله بالنصر وعود قاطعة لا يمكن أن تتخلف، ولا يمكن أن يضعف إيماننا بقوة الله وقدرته وجبروته ووعوده؛ فقد هدانا الله سبحانه وتحركنا على أساس وعوده وسننه، ووعود الله سبحانه ليست كالمعلبات لها فترة صلاحية ثم تنتهي، وليست
صلاحيتها فقط إلى السنة الثالثة أو الثانية عشرة للهجرة ثم أصبحت غير صالحة، لا، وحاشا الله أن يخلف وعده أو أن تتبدل سننه: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}.
عباد الله:
إنّ العدوان الأمريكي على بلدنا هو إسناد منهم للصهاينة في مجازرهم وحروبهم الشيطانية الظالمة، وإنّ معركتنا هي نصرة للمظلومين من أبناء ديننا: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} وإنّ عدوان أمريكا على بلدنا هو فاشل وسيفشل ولن يحقق أهدافه، وهم يقصفون المقصوف ويضربون المضروب ولن يتراجع شعبنا عن موقفه قيد أنملة، بل سيسهم عدوانهم على بلدنا في تطوير قدراتنا العسكرية كما حصل في الجولة الأولى من معركة الفتح الموعود التي كانت نتيجتها تطوير قدراتنا العسكرية، وهذا ما سيكون بإذن الله في هذه الجولة، وقد رأينا كيف أعمى الله صواب أمريكا ففتحت على نفسها حرباً اقتصادية مع العالم: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} وما هذه إلا بداية الزوال ونهاية الهيمنة التي ستكون على أيدي المؤمنين بإذن الله: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}.
أيها المؤمنون:
يجب علينا الاستمرار في هذه المعركة بالحضور في المسيرات، والاستمرار في دورات طوفان الأقصى، والاهتمام بالإنفاق والدعم للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ولإخواننا في غزة وفلسطين كما قال سبحانه: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} والحضور في المسيرات هو من الجهاد المهم في سبيل الله، وهو إسناد لأهل غزة وللقوات المسلحة، والمشاركة في هذه المعركة لا ينبغي أن يتخلف عنها مؤمن كما قال سبحانه: {وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} كما يجب علينا الاهتمام برفع الحس الأمني والحذر من خدمة العدو عبر نقل الأخبار بالتلفونات فنحن نقاتل عدواً يستعين بالأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت، وهو من صنع التلفونات ليتجسس بها على المؤمنين، ويجب أن يكون المؤمنون أذكياء ووعيهم عالٍ ليفشلوا مخططات الأعداء.
وأخيراً يجب علينا الاهتمام بالدفع لأولادنا للمشاركة في الدورات الصيفية ليستفيدوا الخبرات والمهارات والمعارف التي تهذب أخلاقهم وتزكي نفوسهم وتنمي معارفهم بدلاً من الفراغ القاتل أو الجلوس على التلفونات أو أن يتعرضوا لقرناء السوء في الشوارع.
أيها الآباء الكرام: نخاطب فيكم الوعي والإيمان، ونناشد ضمائركم الحية، في زمن لم يعد العدو فيه يقتحم الديار بجيوشه فقط، بل بات يقتحم العقول والقلوب، ويستهدف أبناءكم وبناتكم من داخل بيوتكم، عبر شاشات وتطبيقات ومواقع ظاهرها ترفيه وباطنها سمّ قاتل يغتال القيم ويذبح الهوية.
نعم، فنحن في معركة شرسة مع أهل الكتاب وأعداء الأمة، الذين لا يألون جهدًا ليلًا ونهارًا في السعي لإسقاط هذه الأمة، واستهدافها في أخطر ما تملك: فكر أبنائها، وأخلاقهم، وهويتهم، ودينهم؛ لأنهم يدركون أنّ السيطرة العسكرية ستكون سهلة إذا ما سقطت الحصانة الفكرية والأخلاقية، وإذا ما تم عزل الجيل عن دينه وقيمه، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}.
... فهل ندرك حجم المؤامرة؟
اليوم، وفي هذا الوقت الحرج، تتحرك القيادة الحكيمة ومعها أبناء الشعب اليمني الغيور؛ لاستثمار العطلة الصيفية في فتح المراكز الصيفية الإيمانية التي تهدف إلى تحصين النشء، وبناء وعيه، وصقل قدراته، وربطه بالقرآن الكريم، وتجهيزه لمواجهة كل التحديات التي تُفرض على أمتنا.
وهنا يأتي دوركم، أيها الآباء، فأنتم على المحك: إما أن تكونوا عونًا لأبنائكم في سلوك طريق النور والهداية، وطريق القرآن والمعرفة، وإما أن تخذلوهم فتتركوهم فريسة سهلة أمام هذا الطوفان الإعلامي المسموم الذي يسعى بكل ما يملك لإبعاد أولادكم عن هذه المراكز، ويخيفكم منها، ويشوهها بكل وسيلة.
فالأعداء يعرفون ما تصنعه هذه المراكز من وعي، ويعلمون أنها تبني جيلًا لا يُخدع، ولا يُستَغل، ولا يُباع، ولهذا يحاربونها بكل ما أوتوا، لا حبًا فيكم ولا حرصًا على أولادكم، بل خوفًا من وعي يولد، وجيل يتحرر؛ فاحذروا من دعايات التحريض التي تبثها قنوات العهر والنفاق، واعلموا أن من يثبطكم عن إرسال أبنائكم لهذه المراكز، إنما يخدم أعداء الإسلام، ويعمل لهدم مستقبل أبنائكم بأيديكم.
أيها الأب: إن لم تُحصّن ولدك اليوم بثقافة القرآن، فغدًا سترى هذا الولد ضحية، إما في مستنقع الفساد الأخلاقي، أو ضمن أدوات الإعلام المُضلِّل، أو خادمًا للعدو بجهله دون أن يدري.
فلا تنتظر أن يأتي ذلك اليوم المؤلم، وتعضّ أصابع الندم، بل اتخذ قرارك من الآن: فإما أن يكون ولدك من أبناء القرآن، أو من ضحايا الشيطان، والله المستعان.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين واجعلنا له خير أنصار وخير أعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم واغفر لهم ولوالديهم من أوقفوا هذه الأرضية وأسسوا هذه البنية ومن يعملون على إحيائها يا أرحم الراحمين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الرابعة من شهر شوال 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان:(الابتلاء في الحياة الدنيا)

التاريخ / 27 / 10 / 1446ه‍

الموافق/ 25 / 4 / 2025م


🔹أولاً: نقاط الجمعة

1-خلق الله الموت والحياةللابتلاء (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم) وقدبدأ الابتلاء منذ آدم وحواء حينما اختبرهماالله بالشجرةوالشيطان وبعدأن أهبطهماإلى الأرض استمرالامتحان
2-الابتلاء يشمل كل البشروحتى الأنبياء (وإذ ابتلى إبراهيم ربه..) ويكون في أمورخاصةكالغنى والفقر وأمورعامةكالابتلاء بالشيطان وأعوانه من المضلين
3-ابتلى الله المؤمنين جميعا باليهودوبين لناخطورتهم لنحذرمنهم وابتلانابالجهادفي سبيله لنسلم من شرهم
4-ابتلانا الله في هذا العصربالقضية الفلسطينية وسيسألنا الله عن موقفنا (وما لكم لا تقاتلون في...) ونحن نحمدالله على موقفنا ولا يمكن أن يثنيناالأمريكي الذي وفقنا الله لإسقاط أوراقه التي كان يهدد بها العالم كحاملات الطائرات وطائرات الشبح والمنظومة الكهرومغناطيسية
5-في الجمعةالقادمة ستطل عليناذكرى الصرخةبالشعار الذي أثبتت الأحداث جدوائيته
6-نسمع خطاب السيد كل خميس ما يزيدنا وعيا وبصيرة بمؤامرات العدو ولا بد من الاستمرار في الخروج المليوني في مسيرات الجمعة استجابة لله وجهادا في سبيله ونصرةلغزة.
◼️ ثانياً: نــص الخــطبة
*الخطبة الأولى*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا . قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
لقد خلق الله الموت والحياة للابتلاء والاختبار، قال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، وقال: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، وقد جرت سنة الله على الابتلاء لعباده على مرّ الزمان منذ بدء الخلق؛ فابتلى آدم وحواء عليهما السلام في الجنة بالشجرة والشيطان، وعندما فشلا في الابتلاء أهبطهما إلى الأرض واستمر الابتلاء والاختبار من جديد فقال سبحانه لهما: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}.
فالابتلاء عامٌ للجميع، ولا يُستثنى منه أحد حتى الأنبياء عليهم السلام، قال سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، وأخبر سبحانه أنه سيبتلي المؤمنين ليكشف حقيقتهم، قال سبحانه: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وقال سبحانه: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}.
عباد الله:
تتعدد أنواع الابتلاء والاختبار فالله سبحانه يبتلي الناس بأمور عامة وخاصة، فقد يبتلي البعض بقضايا تخصهم كما يبتلي الغني بالمال، قال سبحانه: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}، وقال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، وقد يبتلى البعض بالنساء كما ابتلى الله نبيه يوسف ففاز في الامتحان والابتلاء، وقد يبتلى البعض في نفسه كما قال سبحانه: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}، وقد يكون في أشياء أخرى، قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
أيها المؤمنون:
ومن الابتلاءات العامة على الناس جميعاً هو الابتلاء بالشيطان الرجيم وأعوانه، قال سبحانه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}، وقد ابتلى الله آدم وذريته من بعده بهذا العدو، وقد حذرنا الله منه ومن أساليبه ومؤامراته، قال سبحانه: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}، وقد أصبح للشيطان في هذا العصر أتباع كثيرون من الإنس والجن، وأصبحت هناك دول عظمى تنفذ أجندته ومؤامراته وتنشر الفساد، وعلى رأسهم جنود الشيطان أمريكا والصهاينة اليهود الذين مشروعهم هو مشروع الشيطان من نشر الفساد كما قال الله عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، ونشر الضلال كما قال سبحانه: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}، والقتال تحت رايته كما قال سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ}، وهم ينشرون الفساد الأخلاقي كما قال سبحانه: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، وقد امتلك اليهود وسائل الإعلام المتعددة والخطيرة التي ينشرون فيها فسادهم، وينفذون من خلالها مخططاتهم الشيطانية من خلال القنوات والتلفونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وكل ذلك يزيد في الابتلاء، وابتلي المؤمنون بها وزُلزل بعضهم بسببها زلزالاً شديداً حتى أصبح يتعاطى معها بدون حذر ولا وعي ولا يقظة بل ينجر البعض وراءها وهي من خطوات الشيطان التي قال الله عنها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}.
أيها الأكارم:
لقد ابتلى الله المؤمنين جميعاً بأعدائهم من اليهود فقال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وهذا مثلما ابتلى الأنبياء عليهم السلام كما قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}، واليهود هم أعداء الأنبياء وقتلة الأنبياء كما قال سبحانه: {فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}، ومن رحمة الله سبحانه أنه بيّن لنا عدونا لكي نحذره، ولكي لا نواليه فنكون قد والينا عدواً يريد لنا الشر والكفر والضر، ولكي ننجو من مؤامراته، ولكي لا نضيع البوصلة فنعادي الأولياء ونوالي الأعداء، ولكي لا يقهرنا ويظلمنا؛ فقد أمرنا سبحانه بأن نعاديه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، ومثلما قال سبحانه في الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}، وأمرنا الله بأنّ نعد العدة التي تدفع عنا شرهم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }، وقال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}.
وقد جعل الله من الابتلاء العام للناس: فريضة الجهاد في سبيل الله ضد هؤلاء الأعداء، قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وقال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} فالجهاد واجب على كل مسلم وخاصه جهاد المعتدي الذي يعتدي على بلادنا وعلى المسلمين في غزة وفلسطين، ولا يمكن أن تبرأ ذمة الإنسان من ذلك حتى لو تهرب منه أو تنصل عن مسؤوليته أو كرهه؛ لأنه كما قال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، والمؤمنون يقومون بواجبهم وإن كرهته أنفسهم لكي يرضوا ربهم ويؤدوا واجبهم ويقوموا بمسئوليتهم، وغير المؤمنين يقصرون في القيام بمثل هذا الواجب العظيم فيخسرون الدنيا والأخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون يا عباد الله:
إنّ أكبر ابتلاء للمسلمين وللبشرية جمعاء في هذا العصر هو ما يحصل على إخواننا المظلومين في قطاع غزة وفلسطين، وهذا الابتلاء الذي نراه ونسمعه يومياً يستلزم من الإنسان المؤمن أن يفكر بجد ماذا يعمل؟ وكيف يخرج من هذا الابتلاء بنجاح؟ وكيف يفوز في هذا الامتحان؟ لأن الله سيسألنا يوم القيامة، وقد سألنا في القرآن قبل أن تقوم القيامة؛ فما هو جوابنا على هذا السؤال الكبير الذي قال فيه: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}، وسألنا في القرآن الكريم سؤالاً آخر فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ . إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وهذا الابتلاء هو امتحان وابتلاء لنا في حقيقة انتماءنا للإسلام فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، وهذا شيء خطير؛ فالذي لم يهتم طيلة هذه الفترة عليه أن يسأل نفسه من أي أمة هو؟ وأمة الإسلام تقتل في غزة وفلسطين وهو متخاذل ومتفرج بينما نرى اليهود والنصارى يتعاونون على الإثم والعدوان فلماذا لا نتعاون مع المظلومين؟ والله سبحانه يقول: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، وقد هيأ الله لنا في يمن الإيمان موقفا مشرفا متكاملا يستطيع الإنسان أن يُبرئ ذمته ويؤدي واجبه، بينما بقية الشعوب الإسلامية تتمنى لو أنّ معهم قيادة مثل قيادتنا وأن تتاح لهم الفرصة مثل شعبنا ليسجلوا موقفا مشرفا لكنهم لا يُسمح لهم بالمظاهرات ولا بالتبرعات ولا دولهم تدعم غزة وفلسطين، ومن تحرك في تلك الشعوب فمصيره السجن.
أيها المؤمنون:
ها هي أمريكا تأتي لإسناد الصهاينة من أقصى الأرض بمسافة تزيد عن أربعة عشر ألف كيلو متر، بينما العرب حول غزة على مسافة بضعة كيلو مترات لا يحركون ساكنا، ويأتي الأمريكان بالسلاح إلى الصهاينة، بينما العرب والمسلمون لا يدخلون الغذاء والدواء والحليب بل ويطرح البعض منهم على وفد حركة حماس موضوع نزع السلاح منهم، وكان المفروض أن يدعموهم بالسلاح والمال والغذاء والرجال لا أن يساوموهم على نزع سلاحهم ليقتلهم اليهود كما قال سبحانه: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، فكم هو الفرق بين قيادتنا وجيشنا وشعبنا وبين أولئك العملاء من الزعماء العرب الذين خذلوا غزة و تآمروا عليها؟ وبينما قيادتنا وشعبنا وجيشنا يرسلون الصواريخ، يحاول العملاء اعتراضها فوق الأردن وفوق السعودية، وبينما شعبنا يتبرع لغزة نرى الأعراب يتبرعون لأمريكا، وبينما شعبنا يواجه أمريكا واسرائيل، نرى الأعراب والمنافقين يسعون لتحريك الجبهات للضغط علينا والتخفيف على إسرائيل.
عباد الله:
عندما فشلت أمريكا في تحقيق أهدافها فلم تفك الحصار عن الصهاينة في البحر، ولم توقف عمليات قواتنا المسلحة، ولم تثنِ شعبنا عن موقفه، ولم تحقق حاملة الطائرات أهدافها بل أصبحت مهمتها حماية نفسها والهروب من مياهنا حتى اضطروا لاستخدام طائراتهم الحديثة المسماة (الشبح) التي يأتون بها من المحيط الهندي، وسقطت طائراتهم (إم كيو تسعة) على نحو غير مسبوق بأكثر من عشرين طائرة خلال هذه المعركة، فعندما فشلوا - وهم فاشلون دائما - لجؤوا إلى استهداف المدنيين وقصف المقصوف وضرب المضروب، ولجؤوا إلى استهداف مقابر الأموات والمنشآت المدنية مثل جريمة استهداف ميناء رأس عيسى بالحديدة وسوق فروة بأمانة العاصمة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح، فهذه هي أمريكا التي من عرفها فقد عرفها، ومن لم يعرفها فليشاهد جرائمها في غزة وفلسطين واليمن.
وإنّ هذه الجرائم تزيد شعبنا سخطا ضد أمريكا، وتزيد شعبنا معرفة بحقيقة أمريكا ووجهها الإجرامي وتاريخها الأسود، وتزيد شعبنا وعيًا بأهمية مواجهة أمريكا والتصدي لها بكل بسالة وعنفوان، وها هي حاملة الطائرات (ترومان) قد خرجت عن الخدمة وستلحقها التي تليها بإذن الله، وستسقط طائراتهم بقوة الله، وقد استطاع شعبنا بقواته المسلحة بعون الله تعالى من امتصاص الصدمة، وأسلحة أمريكا التي هددت بها دولا عظمى مثل الصين وروسيا سقطت في اليمن فلم يعد هنالك هيبة لحاملة الطائرات، أما طائرات (الشبح) فقد أصبحت عمياء تستهدف المقابر، وقد تمكنت قواتنا المسلحة من محاولة اعتراضها وستسقط بقوة الله، وأما سلاحهم الكهرومغناطيسي فقد تمكن الأبطال والعقول في قواتنا المسلحة من تجاوزه خلال أقل من عشرة أيام، وليس امام أمريكا إلا الاستمرار في الفشل أو الاعتراف بالهزيمة: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
عباد الله:
تطل علينا في الجمعة القادمة: الذكرى السنوية لشعار الحرية والبراءة من أعداء الله الذي كان ولا يزال وسيظل بإذن الله سلاحًا فعالًا وموقفًا حكيمًا وعنوانًا لهذا المشروع القرآني المبارك الذي أثبتت الأيام والأحداث صوابيته وأهميته وفاعليته، وأنه الحكمة، وأنه شعار المرحلة، وقد أثبت المؤمنون صدقهم في رفع هذا الشعار، وها هم يواجهون أمريكا وجها لوجه بعد أن تمترست فترة طويلة خلف عملائها الذين سقطوا، وإن شاء سيتحقق مضمون هذه الكلمات المحقة الصادقة حتى تنهزم أمريكا وتزول إسرائيل وينتصر الإسلام: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}.
إخواني المؤمنين:
في سبيل تحقيق الإكتفاء الذاتي لنكون أمة مؤمنة وقوية، فنحن هذه الإيام موسم الأمطار وهذه نعمة عظيمة يجب علينا استثمارها بالشكل الأمثل، والذي يتزامن معه عدة مواسم في عدة محافظات وهذا يتوجب على جميع المزارعين استثمار هذه المواسم والتي منها موسم الذرة الشامية سواء في المرتفعات الوسطى، أو المرتفعات الشرقية فالاستعداد لهذا الموسم والتوجه نحو زراعة الذرة الشامية والذرة الرفيعة وبقية انواع الحبوب واجب ديني ووطني.
أيها المؤمنون:
سمعنا بالأمس وفي كل يوم خميس: خطاب علم الهدى (سلام الله عليه) وهو يقود معركة الوعي، ويتصدى للحرب النفسية للأعداء ويهزمهم، ويفضح أمريكا بجرائمها الفظيعة، ويبين مظلومية غزة وفلسطين وكأنه يعيش وسط تلك الاحداث، ويدق ناقوس الخطر على القضية والأمة وخصوصاً أولئك المتفرجين والعملاء، ويحلل الأحداث والمستجدات من خلال القرآن، ويعبئ الطاقات ويشحذ العزائم ويواسي المظلومين المخذولين بالكلمة والموقف والسلاح، ويقدم الهدى، ويكشف الزيف والضلال، ويفند الشبهات، ويدمغ الباطل، ويقيم الحجة، ويرسم للأمة والبشرية طريق فلاحها وعزتها ورشدها، ويشدنا إلى الله، ويردنا إلى كتاب الله، ويقوي إيماننا وثقتنا بالله، ويقدم الوجه المشرق للإسلام المحمدي الأصيل الذي لا يقبل الهزيمة ولا يرتضي الذل والخنوع، ويقف بنا في الجانب المضيء والمشرق من الحياة والتاريخ، ويقود بنا مسيرة الحق والفلاح، ويقود معركه الفتح الموعود والجهاد المقدس، ويسير بنا كل يوم لانتصار جديد، ويدعونا إلى عز الدنيا والآخرة وشرف الدنيا والآخرة، وذلك القائد هو الوحيد بين قادة الأمة الذي يقول لن نسمح لأمريكا بأن يكون لها حق (الفيتو) على توجيهات الله في القرآن الكريم، ولن نسمح بأن تكون استجابتنا لله تحت مستوى ما تأذن به أمريكا، وهذه نعمة من الله كبيرة.
فيَا قَوْمَنَا: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}، وقد دعانا بدعوة الله ودعوة الأقصى ودعوة المظلومين المحاصرين للخروج مع غزة وفلسطين استجابةً لله، والخروج في المسيرات مهم جدًا، وهو يلهم الشعوب الأخرى التي رأيناها عادت للتحرك بعد ما عاد شعبنا للخروج، والخروج يحبط مؤامرات الأعداء الذين يقيسون حجم الخروج والتفاعل بعد كل قصف؛ فعندما نخرج نحن نُفشل مؤامراتهم ونوصل لهم رسالة تحدٍ وثبات وصمود؛ فيصابون باليأس والإحباط، والخروج يغيظهم كما قال سبحانه: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، وهذا الخروج هو حجة على المتخاذلين وحجة على الشعوب جميعاً، والخروج هو دعم لقواتنا المسلحة التي تسطر أروع الملاحم، وهو ممارسة جهادية؛ لأنه جزء من الجهاد في سبيل الله.
فالله الله في التفاعل والخروج المليوني كما قال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وفي يمن الإيمان وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://t.me/wadhErshad
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://t.me/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
-----------------------------------
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

تعـمـيم رقــــ(10) ــم لسنة 1446ه‍ـ

......................................
الإخوة مـدراء عموم الإرشـاد بالأمــانـة والمـحـافـظـات المحترمــون

الإخوة خطباء المساجد بأمـانة العاصمة والمـحـافـظـات المحترمــون

تهـديـكم الإدارة العامــة للخطـباء والمـرشدين أطيب التحايا ،،،

الموضوع : إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة)

إشارة إلى الموضوع أعلاه وبناء ً على توجيهات قيادة الوزارة بالتعميم على الخطباء بإقامــة صلاة الاستسقاء في كافـة المساجد وذلك بسبب تأخر نزول المطر على بلدنا الحبيب
وعليه :
يتم التأكيد على كافة خطباء المساجد بحث الناس علىّ:
▪️الاستغفار والتوبة لقول الله سبحانه وتعالى : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ )
هود- آية (52)

▪️ والاستقامة والدعاء والتضرع والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى القائل : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) الجن- آية (16)

وإقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة
بتاريخ/ 27 / شوال / 1446هـ
الموافق 25/ ابريل 2025م

في جميع المساجـد

وتقبلوا خالص تحياتنا
................................

مدير عام الخطباءوالمرشدين
عبد الرحمن حسين احمد الموشكي

صورة مع التحية للاخوة
▪️قيادة الــوزارة المحترمون
▪️للحفظ.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشــديـن بديـوان عــــام الـــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها