كلُّ شوكةٍ شعرتَ بها في دربك، وكلُّ غصَّةٍ غَصَّ بها صدرك، وكلُّ إخفاقٍ طَرَحَكَ أرضًا، وكلُّ عزمٍ تفتَّتَ تحت أقدامِ الإرهاق، وكلُّ ألمٍ تألَّمته، وتيهٍ اختبرته، ومُرٍّ تجرَّعته، وصبرٍ تحمَّلته، وشتاتٍ تجشَّمته، كل هذه الأشياء تُوضَع في ميزانِك، وتُهذِّبك، وتصقلك، وتُبصِّرك، وتُنضجكَ، فَسِر في حياتِك وليكُنْ هذا مُصبِّرك على المَشَاقِّ في دروبك.

يحتضن المرء شتات روحه كل فجر، يهذب قلبه بكلمة رجاء، ويمضي إلى الله خفيفًا من أثقال الأرض، متمنيًا أن يظل قلبه نقيا لا تطرقه فتنة ولا يسرقه بريق زائل، يعلّق أمانيه آملا في الجنّة، ويُؤمّل أن تُسقِط خطواته عنه شوك الطريق، وأن يُزهِر صدره برضا لا يذبل، ويرتّق الله فراغه بحضورٍ لا يغيب، يطمح أن يظل قلبه طاهرًا وإن خالفته الأيام، وأن يبقى يقينه راسخًا في زمنٍ يبدّل الوجوه والأحوال، يحدّث نفسه: ما دام الله لا يغلق بابه، فالأمل باقٍ ما بقينا.

‏إذا ركنت إلى رُكن الله ظَفِرت، وكل رُكنٍ غير رُكن الله غربة.

"ولعلَّ أيّام اليقينِ التي تزورُ قلب الصّبور تكونُ له الصّاحب الأنيس في السّفر الطَّويل، ولعلّ هذا اليقين من جُند الرَّحيم بقلب عبده، ولعلَّ ما بينك وبين الأخبار الثَّقيلة حمامةُ البرَكة تزجلُ لك الهنا، ولعلَّها تأتيكَ بالخبر الجميل، تأتيك ولو بعدَ حينٍ من نصَب، لتقلّبَ بصَرَك في السَّماء لوجهةٍ ترضاها، ولعلَّ ما بينك وبين السَّماء حبلٌ يريدُ أن يصير متينًا، ولعلَّ ربَّك يريدُ أن يمُنّ عليك مرةً ومرّتين، وكثيرًا.."

"نحن بحاجة إلى الرّضا حتى في تفاصيل يومنا الصّغيرة، في مرور المنغّصات العابرة، في كل ما يعكّر صفونا، نحتاج أن نجعل الرّضا دأب حياة، وليس في تعاملنا مع أمورنا العِظام فحسب، نحتاج أن نضع نصب أعيننا أن حياتنا تسير وفق تدبير ربٍّ حكيم لتطمئنّ قلوبنا أمام مجريات الأمور."

لو نظرت فيما يمُر بك من أحداث في حياتك لعلمت أنك لولا الإيمان لهلكت، أقولها بملء قلبي، وأعرف أنها جملة لا تحتمل المبالغة، كيف للمرء أن ينجو في هذه الدنيا بلا إيمان؟، وأنت أنت، مذ عرفت نفسك، تقع في الخوف والحيرة ولا تستفيق منهما إلا برحمته عز وجل.

بلغ قلوبنا مُناها يارب الأماني.

‏﴿ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾
‏في كل أموري وأيامي وأحوالي يارب🤍.

اللّٰهم دربًا لا أضـلٌ فيه ولا أشقى .

‏اللّهم مستقبلًا يليقُ بأحلامنا ‏، ورضا من عندك تُزين به أيامنا ، اللّهم حياةً تُرضينا وتُرضيك عنّا .

بسم الله عَلى مٌبتغانا حتى يشاء الله لنا الوصول .

ذهبَ المراسل الصامد أنسٌ الشريف إلى ربِّه تارِكًا ورائَهُ الكَثير من الخُذلان.

كل أحزاننا ثرثارة أمام جُرح غزّة، وكل مصائبنا هيّنة أمام صبرهم وثباتهم.
‏
جبر الله مصابكم يا أهلنا في غزة، وغفر الله لنا تقصيرنا وخذلاننا لكم.

‏ياربّ ألهمني النسيان، نسيان الوجوه التي لا أرغب تذكرها مجددًا، نسيان المواقف التي حفرت في صدري، والكلمات الشاقة .

‏قيمةُ الإنسان: هِمّتُهُ .

ياربّ .. هذا القلب موضِعُ نظرك، وتحوُّلهُ قيد مشيئتك، وثباته رهنُ فضلك، مُهترئٌ هذا القلبُ بذنبه، والعجزُ بعضٌ مِن ذنبه، لكنّه يُؤمِن بك وبقدرتك، يُدرِك أنّك تُؤوي من التجأَ إليك، وهذا القلب التجأ إليك بكلِّ عثراته، فقوِّمه ياربّ.