رسائل..
6.14K subscribers
145 photos
55 videos
43 files
523 links
السعي طريق الوعي | مقالات * فوائد * صوتيات
موقع يتضمن المواد بطريقة مرتبة: ttangawi.com
Download Telegram
" وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة!! " أبو زرعة

كلمة قالها أبو زرعة في الطاعنين في الصحابة رضوان الله عليهم، ولكنها تصلح في كل من طعن طعنا عاما في فئة من نقلة العلم من أهل الحديث والرواية أو الفقه والدراية، خاصة الأئمة الكبار ممن دار العلم على علومهم ومؤلفاتهم..

وقد لا يصل الأمر إلى هذه النتيجة الشديدة التي ذكرها أبو زرعة بالطعن في الآحاد، لكن الطعن في المجموع يفضي إلى ذلك، ويتضمن قدح خيرية الأمة، ويقترب منه كثرة الطعن في الآحاد خاصة كبار المتقدمين من الأئمة ومن اتفقت الكلمة على إمامتهم، فمن أكثر من ذلك واستخف به وجرأ عليه، آل مسلكه لنفس النتيجة أو قارب، وصار الحذر منه أولى من الأخذ عنه

#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فأثبت أثر الدين في منزلة الإنسان، فيأتي بعض الناس لصدر الآية {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} فيجعلها أصلاً في تهميش فارق الدين وتسوية الناس ببعضهم مهما اختلفت عقائدهم!

وهذا والله من أعجب العجب، فقد يتفهم الإنسان أن يذهب المبطل إلى آية فيها إطلاق ويترك أخرى، ليلبس على الناس بذلك، أما أن يورد آية أولها وآخرها متصل لفظا ومعنى فيتجرأ على تقطيع نسيجها، فهذا في غاية الاستخفاف بالعقول

قارن بين هذا الفهم الأعوج وبين قول ابن كثير مثلا: " فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء ، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية ، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -"

والناظر في القرأن يعلم يقينا أنه لم يأت بهذه العقيدة التي تجعل الانتساب للإنسانية ملغيا لموقف الإنسان من ربه ورسالاته، وإنما جاء بالفرقان بين الحق والباطل، وجمع الناس بالبشرية في أحكام في الدنيا، وفرقهم في أحكام أخرى في الدنيا والآخرة بسبب الدين

ومن الرحمة بالناس أن يكاشفوا بهذه الحقيقة، وأن يصور لهم الدين على أنه طريق نجاة وفي تركه الهلاك، لا أنه طريق لحياة روحية شخصية أو فلكلور مناطقي، وأين هذا من قوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}، فهذه الحقيقة، ومن أخفاها فقد شوه صورة الإسلام وغش الناس وأعطاهم ما يخدرهم عن إدراك أهم حقيقة خلقت لها السماوات والأرض ومن فيهن {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

وقد ذكرني هذا التحريف بإتيان بعضهم بقوله تعالى {لكم دينكم ولي دين} في سياق تهوين مخالفة دين الإسلام، وقد علق ابن تيمية قديما على هذا فقال :

" وقال تعالى : { قل يا أيها الكافرون } { لا أعبد ما تعبدون } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { ولا أنا عابد ما عبدتم } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { لكم دينكم ولي دين}

وهذه كلمة تقتضي براءته من دينهم ولا تقتضي رضاه بذلك ; كما قال تعالى في الآية الأخرى : { وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } . 

ومن ظن من الملاحدة أن هذا رضا منه بدين الكفار فهو من أكذب الناس وأكفرهم.. "

11/265-266

#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
قالَ أبو بكر رضي الله عنه - كما في الصحيح- لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أفضل الأمة دعاء يتمسكن فيه لله تعالى معترفا بظلمه لنفسه ظلما كثيرا، هذا وهو خير الأمة رضي الله عنه وأكملها إيمانا بعد نبيها صلى الله عليه وسلم

أما في فلسفة تأليه الإنسان المعاصرة، فيأنف الإنسان مهما كان مقصرا من أن يشير لنفسه بذنب، أو يحاسبها على تقصير، والويل لمن أشار له بذلك أو وعظه وحذره عواقب الذنوب التي تكاثرت النصوص في التحذير منها

فشتان شتان بين ذلك وبين من امتلأ قلبه بتعظيم الله وشهود التقصير في جنب تلك العظمة، فكان من الذين قال تعالى فيهم {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}، قالت عائِشةُ للنبي صلى الله عليه وسلم: أهم الذين يَشرَبونَ الخَمرَ ويَسرِقونَ؟ قال: لا يا بِنتَ الصِّديقِ، ولكِنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصَدَّقون وهم يخافون ألَّا تُقبَلَ منهم، أولئك الذين يسارِعونَ في الخيراتِ وهم لها سابِقونَ

فافهم أخي المسلم أن نفسية الاستحقاق وتعظيم الذات التي تغذيها الفلسفات الفردانية المعاصرة تنافي مقامات العبودية لله تعالى، وتدخلك في سلك اتباع الهوى والكبر والعياذ بالله، فخلص نفسك من هذا الدنس وتطهر منه، عافانا الله وإياك وأعاذنا من كل فتنة وشر

#رسائل_الوعي
#رسائل_العبودية
#دحض_الأباطيل
سيبقى كتاب الله نور هداية
وآياته تتلى بغرب ومشرق

ويحيى به الإنسان ذو العلم والنهى
بدنياه والأخرى مع الآي يرتقي

ويسفل عن حال البهيمة حاقد
ويحسب أن يطفي الهدى حرق أخرق

ستفنى سويد الوجه والأرض والهوى
ويبقى كتاب الله موردنا النقي

لتسقى به روح المحب لربه
وتزكو نفوس الطائعين وتتقي

كفاكم سويد الوجه تفكيك أسرة
وتحطيم إنسان بأخلاقكم شقي

ألى أن سعى كالكلب سعيا بأربع
فأية معنى في حضارتكم بقي؟!

#رسائل_القرآن
#دحض_الأباطيل
#شعر
لا يجوز لغير العالم أن يفتي نفسه ويجتهد ويقيس مسائل على أخرى، فهذا قول على الله بغير علم، ولا ينفع في ذلك وجود ثقافة ومعلومات عامة، فالاجتهاد مرتبة تقوم على منهج وأسس كثيرة واستيعاب لعموم نصوص الشريعة وقواعدها، ومن أصوله احترام قواعد الاستدلال والتزام الإجماع بعد معرفة الأقوال، وهذا لا يمكن أن يحصل بالثقافة والمعلومات العامة

#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
#العلم
رسائل..
#إضاءة_منهجية (٧) (١-٢) يقع تصور دور العقل وحدوده في صميم موضوع ضبط المنهج, والذي يؤدي الخلل فيه لآثار منهجية معرفية ضخمة, من أبرزها عند من يغلون في تصور العقل ودوره: اعتبار الرجوع للعقل كمرجعية ومعيار مركزي أمرا حتميا, مع تهميش مضامين الوحي والتسلط عليها…
مراوغة اللافتات بين تصحيح الأحاديث - المذاهب الأربعة - تسطيح العقل

يكاد كل من يغلو في العقل ويعارض به النصوص الصحيحة أن يرجع إلى فكرة اختزال العقل في نوع واحد من النظر، وقد ذكرت سابقا في هذه الإضاءة ما يلي :

" ما يطلق عليه عقل ليس كله شيئا واحدا, بل منه مطلقات قطعية ومنه ظنيات ومنه أوهام ومزاجات وأذواق، فهناك عقليات مطلقة ضرورية مشتركة، وهناك نسبيات خاصة متفاوتة, وهذا ينافي التصور المغالي في العقل الذي يصوره شيئا واحدا معياريا وموثوقا بإطلاق". انتهى

فقول بعضهم القدح في العقل يقدح في أهلية الإنسان للتكليف هو كقول بعض المتكلمين أن القدح في العقل يقدح في شاهد إثبات الرسالة، وكله من هذا الخلط والاختزال في تصور العقل

ومراوغة بعضهم بتغيير اللافتات، فتارة يرفع لافتة تجديد الفقه، وتارة إعادة النظر في بعض الأحاديث الصحيحة، هي مراوغة مكشوفة ترجع إلى منطلق فاسد، وهو تحكيم ما لا ينضبط من العقليات المتأثرة بأهواء البشر وفلسفات الإنسانوية الحديثة

ولافتة تجديد الفقه بالذات تضحك من يفهم طبيعة الفقه، فالفقه بطبعه متجدد، ثري بالتنوع وتعقب الفقهاء لبعضهم حتى داخل المذهب الواحد، إضافة لظاهرة عدم التقيد بالمذهب الواحد التي فتحت مجالا أكبر للمرونة واستيعاب المستجدات وتحري الأصوب من جهة الدليل والمقاصد الشرعية بطريقة منضبطة بالمناهج المبرهنة، وكل ذلك ضمن دائرة الإجماع التي تضبط الفقه من الشذوذ والخروج عن قواطع الشرع وما عصم الله فيه الأمة من التنازع بصحته في نفسه، وهو جزء كبير مما يسمى بالفقه، تجتمع عليه تلك المذاهب والأقوال

فحقيقة ما ينادي به هؤلاء لا يمكن أن تخرج بجديد إلا بنقض الإجماع وتقويض الأصول، ولذا جاءت إشارة بعضهم للقدح في منهجية تصحيح الأحاديث، لأن مطلوبه لا يتحقق من داخل نفس النظام الاستدلالي المجمع عليه، فتجديد الفقه مجرد لافتة لمشروع عبثي هدمي سينهار مثل غيره عند أسوار الشريعة المباركة

إضاءات ومنشورات سابقة:
https://t.me/ttangawi/191
https://t.me/ttangawi/1676
https://t.me/ttangawi/521
https://t.me/ttangawi/109
https://t.me/ttangawi/509


#دحض_الأباطيل
#المذاهب_الأربعة
#الفقه
#الإجماع
#أصول_الفقه
#فهم_الدين
#إضاءات_منهجية
لا تغرنك صفات المديح التي تضفى على بعض النساء إذا زاحمت الرجال بلا استحياء

إنما خلد الله تعالى فيهن صفة الحياء إذا خرجن لحاجتهن {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء}، وقبل كن متحرجات من مزاحمة الرجال رغم الحاجة {قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير}، وفي خاتمة الكلام إقرارهن بدور الرجل لولا أنه شيخ كبير، وكأنهن يعتذرن لخروجهن لهذا العمل بذلك، ومع ذلك فقد تحفظن حياء من مزاحمة الرجال

لا تريني مواقف الأقوياء
واقبلي الضعف فطرة من سواء

إن في ضعفك عن جراءة سير
وتواريك سيرة للنقاء

وجمال الأنوثة لبس حياء
وحياء يشع دون حياء

وقرار وقرة في عيون
وأمومة تبني صروح الإباء

واكتمال الرجال من تكامل أنثى
بل بناء الجميع من بناء النساء


#رسائل_الوعي
#رسائل_الفطرة
#الحياء
#المرأة
#شعر
#دحض_الأباطيل
لا يمكن أن يخطئ صاحب بصيرة في القرآن والسيرة في إدراك أن الإسلام جاء ليهيمن على تصور الإنسان لهذا الوجود، وفهمه لعالم الشهادة في ضوء عالم الغيب، وتوحيد مرجعيته في معرفة الصواب والخطأ وردها إلى الله تعالى وحده

ولا ينبغي أن يخطئ صاحب بصيرة أيضا فهم حقيقة الفكر السائد لدي كثير من البشر اليوم، وأنه يأتي على نقيض ذلك تماما، حيث يسوغ اعتناق أي نظام فكري بشرط أن لا يفرض نفسه ويهيمن على الصواب المطلق، ولا مشكلة مع الإسلام إن أدخله صاحبه في هذا الإطار وقدمه على أنه إسهام بشري ضمن بقية الإسهامات، لا على أنه حق رباني وغيره باطل، وهذا في الحقيقة يجرد الإسلام من حقيقته! ويتناقض أشد التناقض مع حديث القرآن عن طبيعة هذا الدين وما يطلبه ممن اعتنقه!

ومن أشد من يحتاج للتبصر في هذا اليوم بعض النخب التي تهتم بإسهام علوم الشريعة في حل مشكلات الإنسان المعاصر، خاصة ممن يحتك بغير المسلمين من فلاسفة وقانونيين، إذ يلحظ عند بعضهم لغة التوسل لوضع الإسلام موضع المشاركة وقبوله كمكون غير مهيمن، جنبا إلى جنب مع الأديان والفلسفات الأخلاقية والقوانين الوضعية، وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون للإسلام، في حين يجردونه من أهم خصائصه!

نفهم أن يتبنى بعض غير المسلمين هذا الطرح وأنه بذلك يكون أقرب وأعقل ممن يناصب الإسلام العداء ويشوهه، ولكن أن يتحول هذا الموقف إلى أطروحة شرعية يقدمها مسلم، فهذا أمر مغاير تماما، حين يقدمه مسلم فهو يفقد هويته ويتحول إلى موقف أشبه بالموقف العلماني الذي يلغي هيمنة الدين ويجعله مجرد مكون ثقافي

وليتذكر هؤلاء أن شدة الغربة واحتدام الصراعات الفكرية تتطلب تقوية النفس ونصرة الحق، والضعف في هذا ليس كالضعف في غيره، والإسلام هو دين الله تعالى، وواجبنا معه البلاغ، ليس منتجا شخصيا يصوغه المفكر كما شاء!

وحقيق بأصحاب البصائر ان يصححوا فهم الإسلام وطبيعته المهمينة لجميع الناس، فتشويه هذه الحقيقة أمر شائع لا يقتصر على النخب، بل صار يبث على أنه ثقافة عامة لتقزيم قيمة الإسلام في نفوس الناس وتحجيم تأثيره على الحياة العامة، حذرا من أن يفسد بدمغه للباطل جو إلغاء الهيمنة للدين الحق

ومن الطرق النافعة في معرفة بطلان هذه النظرة للإسلام أن يقرأ العاقل المشهد على أنه هيمنة مضادة، فالذي يحدث الآن ليس اختفاء لفكرة الهيمنة تماما، بل نقل لها من الدين إلى نظام فكري بشري آخر ليهيمن هو على تفكير الناس وطريقة تحليلهم لمشاكلهم، فتحييد الدين أصبح هو الإطار المهيمن الذي لا يجوز الاقتراب منه، وإعطاء الدين صفة الهيمنة أمر مجرم في هذا الفكر أشد التجريم !

إن هذه الفكرة هي بذاتها فلسفة حياة وطريقة تفسير لكل شيء، وكونها مهيمنة بهذه الطريقة وحاكمة على غيرها عند أهلها يجعلها بمنزلة الدين المهيمن عندهم، والخضوع فيها هو لأهواء البشر ليكون الإنسان هو المتفرد في تقرير مصيره وفق ذلك، مترنما بتراتيل التعايش والتعددية التي تقصي هيمنة الحق، وكأن ما يحدث ليس صورة أخرى لهيمنة الفكرة، مع كونها غير مبرهنة ولا مبررة عقليا بأي صورة كانت، فالعبودية لغير الله أسخف فكرة وأشد جهل في الوجود..

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
من أساسيات نقد الأفكار المهمة للناقد المسلم أن يفرق بين الأفكار الجزئية وبين مجموعات الأفكار التي تشكل نظاما كليا لرؤية الحياة وتفسيرها وأساليب فهمها وتحسينها وفهم مشكلاتها

فالفكرة الجزئية يمكن معالجتها جزئيا بمحاكمتها لتصورات الشريعة وقواعدها وأحكامها، وأما نظم الأفكار فيجب أن تحاكم إلى نظام الشريعة ككل، ولا يكتفى معها بالنظر الجزئي حتى لو انتهى لعدم وجود مخالفة شرعية ظاهرة فيها

وسبب هذا التفريق هو أن نظم الأفكار تشكل رؤية عند الإنسان في مواضيع جاءت الشريعة لتشكيل رؤية الإنسان فيها وفق مقاصدها وتصوراتها، فلا يكفي أن تقدم لي أفكارا لتحسين حياة الإنسان وتقول لي أنها خالية من المحرمات مثلا، لأن تحسين حياة الإنسان هو من مقاصد الشريعة ويرتبط بهدف الإنسان من الوجود وعبوديته لله

إذا يجب أن يكون النقد متوجها لما فقد في هذه الأفكار من مقاصد الشريعة والرؤى التي تقدمها للحياة والوجود، لا لما خالف تفاصيل الشريعة منها فقط

كما تكثر الغفلة في هذا السياق عن ارتباط الأفكار - التي قد تتجاوز الفحص الجزئي عند النقد- بفلسفات مخالفة للإسلام، مثل ارتباط بعض الأفكار في مجال الاستشفاء النفسي بفلسفة وحدة الوجود والطاقة الكونية الشرقية، فربما لا يلاحظ الإشكال بشكل مباشر في بعض التفاصيل إذا أغفلت علاقتها بالكليات في ذلك النظام المخالف، فضلا عن كونه يغيب كما ذكرنا الرؤية الصحيح للوجود ويبعد المسلم عن هدفه في الحياة

وهذا البعد الضروري من النقد يلحظ غيابه في غير هذا من المجالات، مثل من يكتب في نقد القوانين وما يسمى بالأخلاقيات بنظرة جزئية، فضلا عما يعتري نظرة كثير من هؤلاء الذين يزعمون النقد من قصور في فهم الأفكار المخالفة بل واختزال فهم الشريعة نفسها، كمن يمرر نظاما رأسماليا بنقد جزئي لمخالفات جزئية لحكم الربا ثم يغفل أن أفكارا أخرى في نفس النظام لا يظهر مصادمتها بصورة جزئية لكنها تتجه بمجموعها لأهداف الرأسمالية بعيدا عن مقاصد الشريعة

وقد صار بعض المعاصرين إلى ما يشبه التصريح بنقص الشريعة وعدم كفايتها وحاجتها لغيرها من قوانين وأخلاقيات ومناهج فلسفية، في مجالات أنزلت الشريعة أساسا لهداية الإنسان فيها، وإنما أتوا من أهوائهم وقصورهم في فهم عمق الشريعة وكمال مناهجها وأدواتها

#إضاءة_منهجية
#دحض_الأباطيل
#رسائل_الوعي
#كمال_الشريعة
للمنهج الباطل سمات تغني معرفتها عن معرفة كثير من التفاصيل، ومن أهم ذلك غياب المنهجية والرؤية التي تهدف إلى تقرير الحق

فإذا رأيت الشخص يشتغل في إثارة الإشكالات دون بناء رؤية شرعية صحيحة، اتضح لك فساد طرحه إجمالا، لأن الحق بناء لا مجرد هدم، ومنهج لا فوضى، فالحق يرتبط بغايات حميدة، والفوضى لا توصل إلى غاية حميدة

سئلت قريبا عن حساب ينشر إشكالات حول بعض الفتاوى والآراء الفقهية، ثم تبين لي بعد تصفحه أنه لا يملك رؤية شرعية ولا يهدف إلى دعوة من يتابعه إلى غاية حميدة، فهدفه التشكيك لأجل التشكيك

لذا تجد المحتوى عبارة عن شبه متناثرة لا يجمعها خيط ناظم إلا الهدم العام، وكأن الهدف هدم كل بناء شيده علماء المسلمين، ثم ترك المتابع بلا رؤية ولا منهج، بل إذا نظرت إلى مقاصد الدين الكبرى، لم تجد أيا منها حاضرا في الطرح، فأي وعي شرعي يمكن بناؤه والحالة هذه؟ مثل هؤلاء لا ينتظر منهم ذلك ولا ينخدع بهم عاقل يتأمل العواقب وبواطن الأمور

وحري بالمسلم أمام هذا النوع من المضلين أن يحفظ وقته عن تتبع ما يطرحون ومحاولة الرد التفصيلي عليه، فما بني على باطل فهو باطل، والعمر قصير وطرق الوعي والخير معروفة، وإثارة المغالطات والمبالغات والخلط أمر سهل على من لم يتصف بالتقوى، والباطل لا يحتاج لبناء محكم فيسهل التقيؤ به، فلم تقترب من تفاصيل القذارات وأنت تجد روائحها من بعد؟!

#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
كلمات في الثبات 2/2 (للجزء الأول : https://t.me/ttangawi/1744)

وأما تلك المظاهر المحرمة التي يسمونها حياة ويحتفلون بها، فالحياة الحقيقية هي التي تكون متفقة مع طبيعة الدنيا وهدف وجودها وغاية خلقنا فيها، وغير ذلك وهم وغفلة يستفيق صاحبها ولو بعد حين ويندم، وقد لا ينفع الندم وقتها

انظر عبد الله لنعمة الطاعة وأنك على الفطرة مع الصالحين والملائكة وسائر المخلوقات التي تطيع الله تعالى، وانظري أمة الله للنهاية الحسنة، ولا تنظري لمن سقطوا وانحرفوا نحو نهايات أخرى، فتغتري بمظاهر مؤقتة مصيرها الزوال

وقد جعل الله لنا متسعا في المباحات، لكن الشيطان يجعلنا نركز على الممنوع مثل ما حصل مع أبينا ادم حين ترك كل الجنة وأغراه بتلك الشجرة

فالواقع الذي يصور في المشاهد أو يوحى به بالتلاعب بالمصطلحات هو وهم شيطاني، والواقع الحقيقي مرتبط بسبب وجودنا وغاية خلقنا وسنن الله تعالى في وجودنا التي لا تتبدل، وأقرأ مثلا قوله تعالى : ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ﴾ [الحج - ١۸]

وتأمل في صفات الملائكة وحديث القرآن عن عبادتهم ودعائهم للمؤمنين، تجد أن في الوجود حركة غالبة دؤوبة لا تتوقف، وأن ما يوحى لك بأنه واقع حتمي وتطور نهائي لا رجعة فيه هو مجرد شذوذ ووهم! والتاريخ أيضا شاهد بهذا

وتذكر أنك ستموت وحدك وتدفن وحدك وتسأل وحدك وتحاسب وحدك وتواجه مصيرك وحدك، فالجانب المصيري في حياتك لا يحدده من يعيشون "الحياة الطبيعية" المزعومة، وهي حياة الوهم والشرود عن حقائق الوجود والتمرد على أمر الذي يملك هذا الوجود ويدبره ويحدد مصيره

فلنحذر الغفلة ولنفق من هذا الوهم، ولنترك قليلا تلك المقاطع والصور والزخرفات المصطنعة، وحينها سنجد دلائل الحقائق بادية بأدنى تأمل، ومنثورة في كل مخلوق وكل مشهد، بل في أنفسنا، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت - ٥٣]

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الثبات
#رسائل_الغربة
#دحض_الأباطيل
الصدق بين القيمة الخلقية والخديعة الفردانية! (٢/٢) - للجزء الأول : https://t.me/ttangawi/1750

= ولو بقي هؤلاء في تناقض لكان خيرا لهم، لكن تضخيم الذات وفلسفة كن نفسك وهذه المعزوفات الرنانة جعلتهم يستعظمون التناقض، والتناقض هنا يمكن أن يجتمع مع الاعتراف بالضعف والانكسار للرب، ونفس لوامة خير من نفس مستكبرة تبرر الخطأ وتستحله بطريقة أو أخرى لتهرب من وخز الضمير وشهود عيوب النفس باسم ترك التناقض.

ومن أوجه تفضيل عدم المطابقة أحيانا ترجيح أعلى المصلحتين، كترك إنكار منكر يجر إنكاره لمنكر أكبر، أو عدم إنكاره بطريقة صريحة، وقد يرى بعض الناس أن من الصدق إظهار المساوئ في العلن بقالب الندم والاعتراف بالقصور، وهذا وإن كان قد يعد عند البعض شجاعة، لكنه يخالف مقصدا قدمه الشرع وهو الستر، ما يؤكد على ضرورة الضبط لرؤية الإنسان للصدق المحمود تبعا للشرع واتساقا مع العبودية.

#رسائل_العبودية
#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
تمرر تحت لافتة نصرة فلسطين كثير من الرؤى المخالفة للعقيدة وأحكام الشريعة، بل بعضها يكرس باستمرار وإصرار للمحتل لكن وفق صياغات تقاسمية تضحي بالبعض لأجل البعض، وهذا تنازل ممن لا يملك عن ما لا يملك، فالله هو الذي يملك الأرض ويورثها

: ﴿ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف - ١٢۸]

ويقول : ﴿ وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّٰلِحُونَ ﴾ [الأنبياء - ١۰٥]

ومن صفة هؤلاء الذين وعدوا بالاستخلاف في الأرض ما أبان عنه بقوله : ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [النور - ٥٥]

ومن صفتهم ما يكون منهم بعد تمكنهم وهو ما ذكره في قوله : ﴿ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ﴾ [الحج - ٤١]



فينبغي التيقظ خاصة لطرح بعض القنوات التي تروج لنفسها على أنها مناصرة لقضية فلسطين وهي تدس هذا السم في وعي الناس

#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل