💡 #فصل_الراءات
🌹 وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ ... كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
🌹 إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ... أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
أخبر في هذين البيتين أن الراء إذا كسرت رققت قولاً واحدًا سواء وقعت في أول الكلمة مثل: (رزقًا - ردءًا)، أو في وسطها مثل: (ذرية - الريح - يشرك)، أو في آخرها مثل: (الآخر - النهار)
قوله: (كذلك) أي أنها ترقق كذلك إذا أتت ساكنة بعد حرف مكسور بكسرة أصلية، بشرط أن لا يكون الحرف الذي بعد هذه الراء حرف استعلاء مثل: (الفردوس)
مما سبق يتضح أنه حتى نرقق الراء الساكنة لابد من توافر شرطين:
الأول: أن يكون قبلها حرف مكسور بكسرة أصلية
الثاني: أن يكون بعدها حرف مستفل (أي غير مستعلٍ)
أما إذا اختل أحد الشرطين فإنها تفخم قولاً واحدًا مثل الراء في:
(قرطاس - فرقة - لبالمرصاد)
فإنه تفخم لوجود حرف استعلاء بعدها، وكذلك تفخم في مثل: (إلا من ارتضى - إن ارْتبتم - أم ارْتابوا)
🔅 #فائدة:
اعلم أنه لم يأت في القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء الساكنة إلا ثلاثة حروف فقط لا غير وهي:(ص: - ط - ق) (1)
🌹 وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجدُ وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
أخبر أن كلمة (فرق) في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] فيها الوجهان: التفخيم والترقيق؛
فمن قال بالتفخيم سار على القاعدة، فهي راء ساكنة بعدها حرف استعلاء
ومن قال بالترقيق نظر إلى وجود كسرة قبلها بالإضافة إلى ضعف قوة حرف الاستعلاء (القاف) الذي بعدها لكونه مكسورًا فرققها لوقوعها بين كسرتين
ولقد ذكر الحصري أن الداني رجح الترقيق ثم قال: "وهو المأخوذ به المعول عليه" (2)
قوله: (وأخف تكريرًا) نبه على ضرورة إخفاء صفة التكرار الموجودة في حرف الراء، ولقد جرى الكلام فيها مستفيضًا في باب مخارج الحروف
وقوله: (إذا تُشَدَّد) أي أن صفة التكرار في الراء تكون أكثر وضوحًا في حال كونها مشددة
#توضيح:
إذا سكنت الراء نتيجة الوقف عليها - مهما كانت حركتها في حالة الوصل - فإن لها إحدى الحالات الآتية:
الأولى: أن يكون قبلها حرف مفتوح، نحو: [ترمي بشرَرٍ - ولمن صَبَرَ - وخَسَفَ القَمرُ].
فيكون حكمها: التفخيم
الثانية: أن يكون قبلها حرف مضموم، نحو: [بالنُّذُرِ - ويولون الدبُرَ، فما تغني النُذُر].
فيكون حكمها: التفخيم
الثالثة: أن يكون قبلها حرف مكسور، نحو: [يوم عسِر] فيكون حكمها: الترقيق
الرابعة: أن يكون قبلها ألف مدية، نحو: [إن الفجار - بئس القرار - وقنا عذاب النار].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة في ذلك هي أن الألف المدّية تعتبر غير موجودة، وإنما هي إطالة في زمن نطق الحرف الذي قبلها، فتُطبَّق القاعدة على أساس الحرف الذي قبل الألف، وحيث الألف لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحًا، فإنه في حالة الوقف على الراء يصبح عندنا راء ساكنة مفتوح ما قبلها، لذلك تُفَخَّم وفقًا للقاعدة.
الخامسة: أن يكون قبلها واوٌ مدِّية (وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها)، نحو [لن تبور، تُرْجع الأمور - من في القبور].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة هنا هي نفس العلة السابقة، وهي أن الواو المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مضموم ما قبلها، فتفخم وفقًا للقاعدة
السادسة: أن يكون قبلها ياء مدِّية (وهي الياء الساكنة المكسور ما قبلها)، نحو: [خبير - يوم عَسِير - والحمير].
فيكون حكمها: الترقيق، والعلة هي نفس العلة السابقة، أي أن الياء المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مكسور ما قبلها، فترقق وفقًا للقاعدة.
السابعة: أن يكون قبلها ياء ساكنة نحو: [مِن خَيْرٍ - لا ضَيْرَ - فالله خيْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
الثامنة: أن يكون قبلها ساكن صحيح، وكان الحرف الذي قبل هذا الساكن مفتوح أو مضموم، نحو: [يريد الله بكم اليُسْرَ - والفَجْرِ - سُنْدُسٍ خُضْرٌ].
فيكون حكمها: التفخيم
التاسعة: أن يكون قبلها حرفٌ مستفلٌ ساكنٌ مكسور ما قبله، نحو: [مِن ذِكْرٍ - وما علَّمناه الشِّعْرَ - ولا بِكْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق
العاشرة: أن يكون قبلها حرف استعلاء ساكن مكسور ما قبله، ولا يوجد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمتين: [مِصْر - القِطْر].
فيكون حكمها: جواز الوجهين؛ التفخيم والترقيق
===========
(1) الدقائق المحكمة، ص: 25.26
(2) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 158، ونبه على أن الراء في كلمة (فرقة) مفخمة، وقد أحسن الإمام الشاطبي إذ قال في الحرز: "وما لقياس في القراءة مدخل" وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن، إذ كل حرف ينطق ويكتب كما أراد الله عز وجل، وكما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
🌹 وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ ... كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
🌹 إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ... أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
أخبر في هذين البيتين أن الراء إذا كسرت رققت قولاً واحدًا سواء وقعت في أول الكلمة مثل: (رزقًا - ردءًا)، أو في وسطها مثل: (ذرية - الريح - يشرك)، أو في آخرها مثل: (الآخر - النهار)
قوله: (كذلك) أي أنها ترقق كذلك إذا أتت ساكنة بعد حرف مكسور بكسرة أصلية، بشرط أن لا يكون الحرف الذي بعد هذه الراء حرف استعلاء مثل: (الفردوس)
مما سبق يتضح أنه حتى نرقق الراء الساكنة لابد من توافر شرطين:
الأول: أن يكون قبلها حرف مكسور بكسرة أصلية
الثاني: أن يكون بعدها حرف مستفل (أي غير مستعلٍ)
أما إذا اختل أحد الشرطين فإنها تفخم قولاً واحدًا مثل الراء في:
(قرطاس - فرقة - لبالمرصاد)
فإنه تفخم لوجود حرف استعلاء بعدها، وكذلك تفخم في مثل: (إلا من ارتضى - إن ارْتبتم - أم ارْتابوا)
🔅 #فائدة:
اعلم أنه لم يأت في القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء الساكنة إلا ثلاثة حروف فقط لا غير وهي:(ص: - ط - ق) (1)
🌹 وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجدُ وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
أخبر أن كلمة (فرق) في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] فيها الوجهان: التفخيم والترقيق؛
فمن قال بالتفخيم سار على القاعدة، فهي راء ساكنة بعدها حرف استعلاء
ومن قال بالترقيق نظر إلى وجود كسرة قبلها بالإضافة إلى ضعف قوة حرف الاستعلاء (القاف) الذي بعدها لكونه مكسورًا فرققها لوقوعها بين كسرتين
ولقد ذكر الحصري أن الداني رجح الترقيق ثم قال: "وهو المأخوذ به المعول عليه" (2)
قوله: (وأخف تكريرًا) نبه على ضرورة إخفاء صفة التكرار الموجودة في حرف الراء، ولقد جرى الكلام فيها مستفيضًا في باب مخارج الحروف
وقوله: (إذا تُشَدَّد) أي أن صفة التكرار في الراء تكون أكثر وضوحًا في حال كونها مشددة
#توضيح:
إذا سكنت الراء نتيجة الوقف عليها - مهما كانت حركتها في حالة الوصل - فإن لها إحدى الحالات الآتية:
الأولى: أن يكون قبلها حرف مفتوح، نحو: [ترمي بشرَرٍ - ولمن صَبَرَ - وخَسَفَ القَمرُ].
فيكون حكمها: التفخيم
الثانية: أن يكون قبلها حرف مضموم، نحو: [بالنُّذُرِ - ويولون الدبُرَ، فما تغني النُذُر].
فيكون حكمها: التفخيم
الثالثة: أن يكون قبلها حرف مكسور، نحو: [يوم عسِر] فيكون حكمها: الترقيق
الرابعة: أن يكون قبلها ألف مدية، نحو: [إن الفجار - بئس القرار - وقنا عذاب النار].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة في ذلك هي أن الألف المدّية تعتبر غير موجودة، وإنما هي إطالة في زمن نطق الحرف الذي قبلها، فتُطبَّق القاعدة على أساس الحرف الذي قبل الألف، وحيث الألف لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحًا، فإنه في حالة الوقف على الراء يصبح عندنا راء ساكنة مفتوح ما قبلها، لذلك تُفَخَّم وفقًا للقاعدة.
الخامسة: أن يكون قبلها واوٌ مدِّية (وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها)، نحو [لن تبور، تُرْجع الأمور - من في القبور].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة هنا هي نفس العلة السابقة، وهي أن الواو المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مضموم ما قبلها، فتفخم وفقًا للقاعدة
السادسة: أن يكون قبلها ياء مدِّية (وهي الياء الساكنة المكسور ما قبلها)، نحو: [خبير - يوم عَسِير - والحمير].
فيكون حكمها: الترقيق، والعلة هي نفس العلة السابقة، أي أن الياء المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مكسور ما قبلها، فترقق وفقًا للقاعدة.
السابعة: أن يكون قبلها ياء ساكنة نحو: [مِن خَيْرٍ - لا ضَيْرَ - فالله خيْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
الثامنة: أن يكون قبلها ساكن صحيح، وكان الحرف الذي قبل هذا الساكن مفتوح أو مضموم، نحو: [يريد الله بكم اليُسْرَ - والفَجْرِ - سُنْدُسٍ خُضْرٌ].
فيكون حكمها: التفخيم
التاسعة: أن يكون قبلها حرفٌ مستفلٌ ساكنٌ مكسور ما قبله، نحو: [مِن ذِكْرٍ - وما علَّمناه الشِّعْرَ - ولا بِكْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق
العاشرة: أن يكون قبلها حرف استعلاء ساكن مكسور ما قبله، ولا يوجد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمتين: [مِصْر - القِطْر].
فيكون حكمها: جواز الوجهين؛ التفخيم والترقيق
===========
(1) الدقائق المحكمة، ص: 25.26
(2) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 158، ونبه على أن الراء في كلمة (فرقة) مفخمة، وقد أحسن الإمام الشاطبي إذ قال في الحرز: "وما لقياس في القراءة مدخل" وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن، إذ كل حرف ينطق ويكتب كما أراد الله عز وجل، وكما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
واعلم أن لفظ (مِصْر) ورد في أربعة مواضع (1):
الأول: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [يونس: 87].
الثاني: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ} [يوسف: 21].
الثالث: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].
الرابع: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: 51].
أما لفظ (القِطْر) فلم يرد إلا في قوله تعالى:
{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [سبأ: 12].
فمن اعتدَّ بحرف الاستعلاء، فخَّم الراء، ومن لم يعتد به رققها، واختار ابن الجزري (2) التفخيم في (مصر)
والترقيق في (القطر) نظرًا لوضعهما في الوصل، وعملاً بالأصل فيهما.
والخلاصة: أن من اعتدَّ بحرف الاستعلاء - وهو حرف الصاد في (مصر) وحرف الطاء في (القطر) - فخَّم الراء،
ومن لم يعتد بحرف الاستعلاء عمل بالأصل، ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ففخَّم الراء في (مِصْر) لأنها مفتوحة وصلاً، ورقَّقَ الراء في (القطْر) لأنها مكسورة وصلاً، وهذا هو اختيار ابن الجزري.
الحادية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة للتخفيف.
فيكون حكمها: جواز الوجهين:
التفخيم والترقيق، ولم يَرِد ذلك في القرآن الكريم إلا في ثلاث كلمات:
الأولى: كلمة (ونُذُر) - المسبوقة بالواو - وهي في قوله تعالى: {عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16، 18، 21، 30، 37، 39] في ستة مواضع.
الثانية: كلمة (يَسْر) في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4].
الثالثة: كلمة (الجوار) في ثلاثة مواضع:
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى: 32].
وفي قوله تعالى:
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الرحمن: 24].
وفي قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16].
🔅 #توضيح:
اعلم أن كلمة (ونذر) أصلها (ونذري)، وكلمة (يسر) أصلها (يسري)، وكلمة (الجوار) أصلها (الجواري)، فحذفت الياء في هذه الكلمات الثلاثة للتخفيف، فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل - وهو وجود الياء - ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ومن قال بالتفخيم اعتدَّ بعروض السكون.
الثانية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة.
فيكون حكمها: جواز الوجهين: التفخيم والترقيق، ولم يرد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمة (أسْر) في خمسة مواضع منها:
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [الشعراء: 52].
وقوله تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً} [الدخان: 23].
فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل وهو وجود الياء (أي: أسري، فأسري) ونظر إلى حالة الوصل؛ إذ الراء ترقق هنا وصلاً،
ومن قال بالتفخيم لم ينظر لا إلى الأصل ولا إلى حالة الوصل، ولكن اعتد بالعارض والله أعلى وأعلم.
==============
(1) يوجد موضع خامس في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم} [البقرة: 61]، ولكن هذا الموضع لا يوقف على الراء في (مصرًا)، ولكن يوقف بالألف، فالراء هنا مفخمة وصلاً ووقفًا.
(2) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم.
الأول: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [يونس: 87].
الثاني: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ} [يوسف: 21].
الثالث: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].
الرابع: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: 51].
أما لفظ (القِطْر) فلم يرد إلا في قوله تعالى:
{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [سبأ: 12].
فمن اعتدَّ بحرف الاستعلاء، فخَّم الراء، ومن لم يعتد به رققها، واختار ابن الجزري (2) التفخيم في (مصر)
والترقيق في (القطر) نظرًا لوضعهما في الوصل، وعملاً بالأصل فيهما.
والخلاصة: أن من اعتدَّ بحرف الاستعلاء - وهو حرف الصاد في (مصر) وحرف الطاء في (القطر) - فخَّم الراء،
ومن لم يعتد بحرف الاستعلاء عمل بالأصل، ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ففخَّم الراء في (مِصْر) لأنها مفتوحة وصلاً، ورقَّقَ الراء في (القطْر) لأنها مكسورة وصلاً، وهذا هو اختيار ابن الجزري.
الحادية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة للتخفيف.
فيكون حكمها: جواز الوجهين:
التفخيم والترقيق، ولم يَرِد ذلك في القرآن الكريم إلا في ثلاث كلمات:
الأولى: كلمة (ونُذُر) - المسبوقة بالواو - وهي في قوله تعالى: {عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16، 18، 21، 30، 37، 39] في ستة مواضع.
الثانية: كلمة (يَسْر) في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4].
الثالثة: كلمة (الجوار) في ثلاثة مواضع:
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى: 32].
وفي قوله تعالى:
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الرحمن: 24].
وفي قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16].
🔅 #توضيح:
اعلم أن كلمة (ونذر) أصلها (ونذري)، وكلمة (يسر) أصلها (يسري)، وكلمة (الجوار) أصلها (الجواري)، فحذفت الياء في هذه الكلمات الثلاثة للتخفيف، فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل - وهو وجود الياء - ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ومن قال بالتفخيم اعتدَّ بعروض السكون.
الثانية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة.
فيكون حكمها: جواز الوجهين: التفخيم والترقيق، ولم يرد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمة (أسْر) في خمسة مواضع منها:
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [الشعراء: 52].
وقوله تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً} [الدخان: 23].
فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل وهو وجود الياء (أي: أسري، فأسري) ونظر إلى حالة الوصل؛ إذ الراء ترقق هنا وصلاً،
ومن قال بالتفخيم لم ينظر لا إلى الأصل ولا إلى حالة الوصل، ولكن اعتد بالعارض والله أعلى وأعلم.
==============
(1) يوجد موضع خامس في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم} [البقرة: 61]، ولكن هذا الموضع لا يوقف على الراء في (مصرًا)، ولكن يوقف بالألف، فالراء هنا مفخمة وصلاً ووقفًا.
(2) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم.
🌹 باب.المتماثلين.والمتجانسين.والمتقاربين.والمتباعدين.tt
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُـزِغْ قُـلُوبَ فَالْـتَقُمْ
قوله: (وأولى مثل وجنس إن سكن) أي إذا سكن أول المثلين أو أول الجنسين ـ أي الحرفين المتجانسين ـ فأدغمه؛ أي أدغم الساكن وهو الحرف الأول، ثم ذكر مثالاً للمتجانسين وهو (قل رب) فتنطق بعد الإدغام هكذا (قُرَّبِّ)، وذكر مثالا للمتماثلين وهو (بل لا) فتنطق بعد الإدغام هكذا (بلاَّ).
والإدغام:
لغة: الإدخال، تقول: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته في فمه.
واصطلاحًا : حذف الحرف الأول الساكن (في حالة التقاء حرفين متماثلين أو متجانسين أولهما ساكن والثاني متحرك)، والإتيان بالثاني مشددًا.
والمثلان: هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفة. مثل: البائين أو الدالين...إلخ.
والمتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا لا صفة كالطاء، والتاء، وكالظاء، والثاء، وكاللام، والراء.
قوله: (وأبِنْ) أي وأظهر من ذلك ما يلي:
(في يوم) أي أظهر في حالة أن يكون المثلين ياءً.
و(قالوا وهم) وكذلك أظهر في حالة كون الحرفين واوين أولهما حرف مدٍ، وأظهر أيضًا اللام في (قل نعم) وكذا إن اجتمع فيهما متقاربان أو متجانسان؛ حيث أن النون لا يدغم فيها شيء مما أدغمت فيه (عند حفص)، فكانت باقي الحروف أولى بألاَّ تدغم فيها، (أفاده الأنصاري).
قوله: (سبحه) أي وأظهر الحاء في سبحه عن الهاء، إذ لا يدغم حرف حلقي في أدخل منه، والهاء أدخل من الحاء؛ ولأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام ولهذا أيضًا أمر بإظهار الغين وعدم إدغامها في القاف في (لا تزغ قلوب)، (أفاده الأنصاري) كما أنه أشار إلى ضرورة إظهار اللام أيضًا في كلمة (فالتقم) وعدم إدغامها في التاء، في ﴿فالتقمه الحوت﴾. والله أعلى وأعلم.
🍃 #توضيح:
اعلم أن الحرفين المتتالين لابد أن يندرجا تحت نوع من أربعة: المثلين أو المتجانسين أو المتقاربين أو المتباعدين، وإليك تفصيل ذلك:
✨ #أولا : #المتماثلان :
هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا وصفة، كالباءين في (اضرب بعصاك)، والدالين في (قد دخلوا)، واللامين في (قل لن)، والنونين في (من نعمره)... إلخ.
فائدة:
ينقسم المتماثلان إلى: متماثلين صغير، متماثلين كبير، متماثلين مطلق.
أما المتماثلان الصغير : فهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، مثل: (منْ نُعمره ـ قلْ لَن ـ اضرب بعصاك)، وهذا هو الذي يخصنا.
وحكمه: الإدغام وسيأتي تفصيلاً.
وأما المتماثلان الكبير : فهو أن يكون الحرفان متحركان مثل: (السماءِ إن ـ إنهُ هُو ـ الرحيمِ مَلك].
وحكمه: الإظهار (عند حفص ومن وافقه).
و المتماثلان المطلق : فهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والثاني ساكنُا، مثل: (نَنْسخ ـ مَمْنون).
وحكمه: الإظهار (عند كل القراء).
🌳 #والخلاصة:
أن كل حرفين متماثلين التقيا، وكان أولهما ساكنًا والثاني متحركًا، فإن الأول يدغم في الثاني أي أننا نحذف الأول تمامًا وننطق بالثاني مشددًا إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل الواوين في (قالوا وهم)، ومثل الياءين في (في يوم)، فيجب في هذه الحالة الإظهار حتى نستطيع الإتيان بالمد؛ لأننا لو أدغمنا فإن المدَّ سيزول.
فائدة :
قوله تعالى: (ماليه هلك) لنا فيها ثلاثة أوجه:
الأول: الوصل مع السكت، ويحصل ذلك بأن نقول (ماليه) ثم نسكت سكتة لطيفة بدون تنفس، ثم ننطق بـ(هلك) وزمنها أقل من حركتين بشكل ملحوظ.
والثاني: الوقف مع (ماليه) مع التنفس ثم النطق بـ(هلك).
والثالث: الإدغام على أنه من قبيل المتماثلين فننطقها هكذا: (ماليَهَّلَكَ).
🌟 #ثانيا: المتجانسان :
وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا واختلفا صفة، وهو أيضًا ينقسم إلى: صغير وكبير ومطلق، وقد سبق بيان كل منهما، أما الصغير فحكمه الإدغام مثل:
1ـ الدال في التاء مثل: (كدتَّ)، و(قد تَّبين).
2ـ التاء في الداء والطاء مثل: (أجيبت دَّعوتكما)، و(وّدَّت طَّائفة).
3ـ الذال في الظاء مثل: (إذ ظَّلموا).
4ـ الطاء في التاء مثل: (بسطت) لكنه إدغام ناقص، بمعنى أننا نبقي على صفة الاستعلاء في الطاء (وقد سبق ذكره).
5ـ القاف في الكاف في كلمة (نخلقكم)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام الكامل والإدغام الناقص (وقد سبق ذكره).
6ـ الثاء في الذال في: (يلهث ذذلك)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
7ـ الباء في الميم في: (اركب معنا) ، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
وأما المتجانسان الكبير مثل: (الصالحات طوبى ـ مريم بهتانًا) ففيه الإظهار.
وأما المتجانسان المطلق مثل: (يَشْكُر) ففيه الإظهار.
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُـزِغْ قُـلُوبَ فَالْـتَقُمْ
قوله: (وأولى مثل وجنس إن سكن) أي إذا سكن أول المثلين أو أول الجنسين ـ أي الحرفين المتجانسين ـ فأدغمه؛ أي أدغم الساكن وهو الحرف الأول، ثم ذكر مثالاً للمتجانسين وهو (قل رب) فتنطق بعد الإدغام هكذا (قُرَّبِّ)، وذكر مثالا للمتماثلين وهو (بل لا) فتنطق بعد الإدغام هكذا (بلاَّ).
والإدغام:
لغة: الإدخال، تقول: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته في فمه.
واصطلاحًا : حذف الحرف الأول الساكن (في حالة التقاء حرفين متماثلين أو متجانسين أولهما ساكن والثاني متحرك)، والإتيان بالثاني مشددًا.
والمثلان: هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفة. مثل: البائين أو الدالين...إلخ.
والمتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا لا صفة كالطاء، والتاء، وكالظاء، والثاء، وكاللام، والراء.
قوله: (وأبِنْ) أي وأظهر من ذلك ما يلي:
(في يوم) أي أظهر في حالة أن يكون المثلين ياءً.
و(قالوا وهم) وكذلك أظهر في حالة كون الحرفين واوين أولهما حرف مدٍ، وأظهر أيضًا اللام في (قل نعم) وكذا إن اجتمع فيهما متقاربان أو متجانسان؛ حيث أن النون لا يدغم فيها شيء مما أدغمت فيه (عند حفص)، فكانت باقي الحروف أولى بألاَّ تدغم فيها، (أفاده الأنصاري).
قوله: (سبحه) أي وأظهر الحاء في سبحه عن الهاء، إذ لا يدغم حرف حلقي في أدخل منه، والهاء أدخل من الحاء؛ ولأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام ولهذا أيضًا أمر بإظهار الغين وعدم إدغامها في القاف في (لا تزغ قلوب)، (أفاده الأنصاري) كما أنه أشار إلى ضرورة إظهار اللام أيضًا في كلمة (فالتقم) وعدم إدغامها في التاء، في ﴿فالتقمه الحوت﴾. والله أعلى وأعلم.
🍃 #توضيح:
اعلم أن الحرفين المتتالين لابد أن يندرجا تحت نوع من أربعة: المثلين أو المتجانسين أو المتقاربين أو المتباعدين، وإليك تفصيل ذلك:
✨ #أولا : #المتماثلان :
هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا وصفة، كالباءين في (اضرب بعصاك)، والدالين في (قد دخلوا)، واللامين في (قل لن)، والنونين في (من نعمره)... إلخ.
فائدة:
ينقسم المتماثلان إلى: متماثلين صغير، متماثلين كبير، متماثلين مطلق.
أما المتماثلان الصغير : فهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، مثل: (منْ نُعمره ـ قلْ لَن ـ اضرب بعصاك)، وهذا هو الذي يخصنا.
وحكمه: الإدغام وسيأتي تفصيلاً.
وأما المتماثلان الكبير : فهو أن يكون الحرفان متحركان مثل: (السماءِ إن ـ إنهُ هُو ـ الرحيمِ مَلك].
وحكمه: الإظهار (عند حفص ومن وافقه).
و المتماثلان المطلق : فهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والثاني ساكنُا، مثل: (نَنْسخ ـ مَمْنون).
وحكمه: الإظهار (عند كل القراء).
🌳 #والخلاصة:
أن كل حرفين متماثلين التقيا، وكان أولهما ساكنًا والثاني متحركًا، فإن الأول يدغم في الثاني أي أننا نحذف الأول تمامًا وننطق بالثاني مشددًا إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل الواوين في (قالوا وهم)، ومثل الياءين في (في يوم)، فيجب في هذه الحالة الإظهار حتى نستطيع الإتيان بالمد؛ لأننا لو أدغمنا فإن المدَّ سيزول.
فائدة :
قوله تعالى: (ماليه هلك) لنا فيها ثلاثة أوجه:
الأول: الوصل مع السكت، ويحصل ذلك بأن نقول (ماليه) ثم نسكت سكتة لطيفة بدون تنفس، ثم ننطق بـ(هلك) وزمنها أقل من حركتين بشكل ملحوظ.
والثاني: الوقف مع (ماليه) مع التنفس ثم النطق بـ(هلك).
والثالث: الإدغام على أنه من قبيل المتماثلين فننطقها هكذا: (ماليَهَّلَكَ).
🌟 #ثانيا: المتجانسان :
وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا واختلفا صفة، وهو أيضًا ينقسم إلى: صغير وكبير ومطلق، وقد سبق بيان كل منهما، أما الصغير فحكمه الإدغام مثل:
1ـ الدال في التاء مثل: (كدتَّ)، و(قد تَّبين).
2ـ التاء في الداء والطاء مثل: (أجيبت دَّعوتكما)، و(وّدَّت طَّائفة).
3ـ الذال في الظاء مثل: (إذ ظَّلموا).
4ـ الطاء في التاء مثل: (بسطت) لكنه إدغام ناقص، بمعنى أننا نبقي على صفة الاستعلاء في الطاء (وقد سبق ذكره).
5ـ القاف في الكاف في كلمة (نخلقكم)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام الكامل والإدغام الناقص (وقد سبق ذكره).
6ـ الثاء في الذال في: (يلهث ذذلك)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
7ـ الباء في الميم في: (اركب معنا) ، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
وأما المتجانسان الكبير مثل: (الصالحات طوبى ـ مريم بهتانًا) ففيه الإظهار.
وأما المتجانسان المطلق مثل: (يَشْكُر) ففيه الإظهار.
يقول الناظم رحمه الله تعالى :
💥 وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
قوله: (وأظهر... شددًا)
أي أظهر الغنة وأوضحها حال النطق بالنون المشددة أو بالميم المشددة، سواء كانت في وسط الكلمة أو في آخرها ، وسواء في الفعل أو الاسم أو الحرف، وهذا الحكم واجب؛ أي لابد منه.
و #الغنة:
هي صوت رخيم جميل يخرج من خيشوم الأنف، ومقدارها: حركتان.
و #الحركة:
هي المقدار الزمني لقبض الإصبع أو بسطه في حالة وسط بين السرعة والبطء.
ومن أمثلة النون والميم المشددتين:
[إنَّ ـ النُّور ـ النِّعْمة ـ لأصلبنَّكم ـ ثمَّ ـ أمَّة].
ثم شرع في الكلام على الميم الساكنة فقال:
(وأخفين):
الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
قوله: (وأخفين... لدى باء)
أي أخف الميم إذا جاءت ساكنة وبعدها حرف الباء في مثل:
[هم بربهم ـ كلبهم باسط ـ يعتصم بالله ـ مالهم به].
وهذا الإخفاء يجب أن يكون بغنة مقدارها حركتان، ويُسمى إخفاء الميم بـ (الإخفاء الشفوي)، وذلك لخروجه من الشفة.
واعلم أن الميم الساكنة إذا أتى بعدها حرف الباء فإنه يوجد فيها مذهبان( ):
☀️ الأول:
#الإخفاء، وهو الذي عليه عمل أكثر أهل الأداء، وقال به ابن الجزري وأبو عمرو الداني.
☀️ الثاني:
#الإظهار، وذهب إليه آخرون، على خلاف بينهم في الغنة وعدمها، وهو اختيار الإمام مكي بن أبي طالب.
(قال ابن الجزري): والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى. اهـ.
واحذر عند إخفاء الميم من إطباق الشفتين تمامًا، بل يجب عمل تلامس خفيف بينهما.
(قال العلامة المرعشي):
"الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية، بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان؛ لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما يكون بقوة الاعتماد على مخرجه".
قوله:
(على المختار من أهل الأداء)
أي على القول الذي اختاره معظم أهل الأداء.
💥 وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي
قوله:
(وأظهرنها عند باقي الأحرف)
أي:
وأظهر الميم الساكنة إذا أتى بعدها أي حرف غير (الباء والميم)، ويُسمى هذا الإظهار بـ (الإظهار الشفوي) لخروجه من الشفة.
قوله:
(واحذر لَدَى واو وفا)
أي احذر إذا سبقت الميم حرف الواو أو حرف الفاء (أن تختفي) عندهما، وذلك لاتحاد مخرجها مع الواو, وقُرب مخرجها من مخرج الفاء.
👍 #توضيح:
اعلم أن للميم الساكنة ثلاثة أحكام:
💧 الأول:
⚡️ #الإخفاء:
وهو لغة: الستر.
واصطلاحًا: إخفاء الميم الساكنة إذا وقع بعدها حرف الباء، ويُسمى (الإخفاء الشفوي)، [ولاحظ أنه يجوز أيضًا إظهار الميم الساكنة إذا وقع بعدها حرف الباء].
💧الثاني:
⚡️ #الإدغام:
وهو لغة: الإدخال.
واصطلاحًا: إذا أتت ميم متحركة بعد ميم ساكنة فإننا ندغم الأولى في الثانية وننطق بالثانية مشددة، ويُسمى (إدغام مثلين صغير).
💧 الثالث:
⚡️ #الإظهار:
وهو لغة: التوضيح.
واصطلاحًا: النطق بالميم الساكنة بكل صفاتها، وبدون تدخل في صفاتها، وذلك إذا أتى بعدها أي حرف غير (الباء والميم)، ويُسمى
(الإظهار الشفوي).
💥 وأَظْهِرِ الغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ مِيْمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ
قوله: (وأظهر... شددًا)
أي أظهر الغنة وأوضحها حال النطق بالنون المشددة أو بالميم المشددة، سواء كانت في وسط الكلمة أو في آخرها ، وسواء في الفعل أو الاسم أو الحرف، وهذا الحكم واجب؛ أي لابد منه.
و #الغنة:
هي صوت رخيم جميل يخرج من خيشوم الأنف، ومقدارها: حركتان.
و #الحركة:
هي المقدار الزمني لقبض الإصبع أو بسطه في حالة وسط بين السرعة والبطء.
ومن أمثلة النون والميم المشددتين:
[إنَّ ـ النُّور ـ النِّعْمة ـ لأصلبنَّكم ـ ثمَّ ـ أمَّة].
ثم شرع في الكلام على الميم الساكنة فقال:
(وأخفين):
الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
قوله: (وأخفين... لدى باء)
أي أخف الميم إذا جاءت ساكنة وبعدها حرف الباء في مثل:
[هم بربهم ـ كلبهم باسط ـ يعتصم بالله ـ مالهم به].
وهذا الإخفاء يجب أن يكون بغنة مقدارها حركتان، ويُسمى إخفاء الميم بـ (الإخفاء الشفوي)، وذلك لخروجه من الشفة.
واعلم أن الميم الساكنة إذا أتى بعدها حرف الباء فإنه يوجد فيها مذهبان( ):
☀️ الأول:
#الإخفاء، وهو الذي عليه عمل أكثر أهل الأداء، وقال به ابن الجزري وأبو عمرو الداني.
☀️ الثاني:
#الإظهار، وذهب إليه آخرون، على خلاف بينهم في الغنة وعدمها، وهو اختيار الإمام مكي بن أبي طالب.
(قال ابن الجزري): والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى. اهـ.
واحذر عند إخفاء الميم من إطباق الشفتين تمامًا، بل يجب عمل تلامس خفيف بينهما.
(قال العلامة المرعشي):
"الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية، بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان؛ لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما يكون بقوة الاعتماد على مخرجه".
قوله:
(على المختار من أهل الأداء)
أي على القول الذي اختاره معظم أهل الأداء.
💥 وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي
قوله:
(وأظهرنها عند باقي الأحرف)
أي:
وأظهر الميم الساكنة إذا أتى بعدها أي حرف غير (الباء والميم)، ويُسمى هذا الإظهار بـ (الإظهار الشفوي) لخروجه من الشفة.
قوله:
(واحذر لَدَى واو وفا)
أي احذر إذا سبقت الميم حرف الواو أو حرف الفاء (أن تختفي) عندهما، وذلك لاتحاد مخرجها مع الواو, وقُرب مخرجها من مخرج الفاء.
👍 #توضيح:
اعلم أن للميم الساكنة ثلاثة أحكام:
💧 الأول:
⚡️ #الإخفاء:
وهو لغة: الستر.
واصطلاحًا: إخفاء الميم الساكنة إذا وقع بعدها حرف الباء، ويُسمى (الإخفاء الشفوي)، [ولاحظ أنه يجوز أيضًا إظهار الميم الساكنة إذا وقع بعدها حرف الباء].
💧الثاني:
⚡️ #الإدغام:
وهو لغة: الإدخال.
واصطلاحًا: إذا أتت ميم متحركة بعد ميم ساكنة فإننا ندغم الأولى في الثانية وننطق بالثانية مشددة، ويُسمى (إدغام مثلين صغير).
💧 الثالث:
⚡️ #الإظهار:
وهو لغة: التوضيح.
واصطلاحًا: النطق بالميم الساكنة بكل صفاتها، وبدون تدخل في صفاتها، وذلك إذا أتى بعدها أي حرف غير (الباء والميم)، ويُسمى
(الإظهار الشفوي).