مركز ثوابت للدراسات الإسلامية و اللغوية
303 subscribers
71 photos
2 videos
12 files
73 links
Download Telegram
لم تكن معركة الإسلام(الحق) و الكفر (الباطل) في البداية معركة عسكرية، بل كانت معركة فكرية إعتقادية لم يرفع الإسلام فيها سلاحاً غير الكلمة، بل كان القتال محرما وقتها على المسلمين...
استغل الباطل كل ما أمكنه من سلاح، بدأ بالتغاضي بداية مع سرية الدعوة، ثم بالسخرية و الإستهزاء و التشويه مع بداية الجهر بها( ساحر و مجنون) ، ثم بالتعذيب البدني (بلال و خباب مثالاً)، ثم بالتصفية الجسدية أحياناً( سمية و ياسر والدا عمار)، ثم بمطاردة المهاجرين للحبشة( إرسال عمرو بن العاص للنجاشي)، و محاصرة الباقين في مكة إقتصاديا و إجتماعيا( حصار المسلمين في شعب بني هاشم ثلاث سنوات)، ثم محاولة الإغراءات المادية( لو أردت ملكا ملكناك علينا)، ثم الضغط لتقديم تنازلات( تعبد إلهنا سنة و نعبد إلهك سنة) ثم محاولة إغتيال رأس الدعوة جسديا ( ليلة الهجرة) بعد محاولات الاغتيال و التشويه المعنوي المستمرة من بداية الدعوة ..

استمرت هذه المحاولات ثلاث عشرة سنة لم يرفع فيها المسلمون سلاحاً و لم يقتلوا أو يؤذوا أحداً من المشركين في نفسه أو ماله رغم كل ما تعرضوا له.

و رغم ذلك لم يتنازل المسلمون عن دينهم و لم يهادنوا الباطل أو يرضوا به.
قصة الصراع بين الحق و الباطل تتكرر في كل عصر و مصر و لن تتوقف، و ثبات أهل الحق و صبرهم هو مفتاح نصرهم إلى أن يأذن الله بالنصر و التمكين.
فالصبر لا يعني الخضوع و الذلة أو التنازل عن الثوابت بل هو يقين و إيمان بأن وعد الله أت لا محالة و لو طال الزمن.
الإبتلاءات دائماً للتمحيص و تنقية الصف، و سنة الله في التمكين لن تتغير أو تتبدل، لن تمكن حتى تبتلى، و لكن احذر من التلون و المداهنة فالمعارك بين الحق و الباطل لا تقبل أنصاف الحلول، و التنازل عن الدين إنهيار، و استعجال النتائج انتحار.

#السيرة_النبوية
#برنامج_الصادق_الأمين
كيف تعامل النبي- صلى الله عليه وسلم-مع المشكلات الأسرية في حياة بناته ؟

جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْتَ فَاطِمَةَ- عَلَيْهَا السَّلاَمُ- فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِى الْبَيْتِ، فَقَالَ: «أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ»؟ فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ شَىْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لإِنْسَانٍ: «انْظُرْ أَيْنَ هُوَ»؟ فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ هُوَ فِى الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَهْوَ يَقُولُ: «قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ» البخاري.
-فانظر- رحمك الله- كيف أنه لم يتدخل و يسألها عن سبب المشكلة ،ثم أنه لم يتوعد و يغضب من زوج ابنته - رغم ما بينه و بين ابنته من مشكلة - ترك على إثرها الزوج البيت لزوجته.
-و هنا فائدة أخرى فإن علياً- رضي الله عنه- هو من خرج و ترك البيت حتى لا تتفاقم المشكلة و لم يخرجها من بيتها.
-و أن الأزواج مهما بلغا من فضل يحدث بينهما بعض المشكلات ،فهذه فاطمة أكمل النساء و هذا زوجها من أفضل الصحابة و أكملهم على الإطلاق ، و رغم ذلك يحدث بينهما من المشكلات ما يحدث بين الأزواج .
دون أن ينقص ذلك من قدرهما ،و الأمثلة على ذلك كثيرة من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم و ما حدث بينه و بين زوجاته.
فليست القضية في حدوث المشكلات - فهذا أمر طبيعي- و لكن القضية كيف نتعامل معها.
الفوائد من القصة:
1- الزوجة لم تنشر تفاصيل مشاكل بيتها حتى لأقرب الناس لها.
2- الزوج خرج من البيت حتى لا تتفاقم المشكلة و لم يخرج زوجته و يطردها للشارع أو بيت أهلها.
3-أبو الزوجة لم يبادر للدخول في التفاصيل أو ينفعل على زوج ابنته - بل لاطفه و داعبه- و لم يفتح معه الأمر إحتراما لخصوصية الحياة بينهما.

#برنامج_الصادق_الأمين
#السيرة_النبوية