🔺 #فصل الشتاء
هذا الفصل بارد رطب على طبع الماء والبلغم.
فيه تكثر الأمطار وتمدد الأنهار ويشتدّ البرد وينجحر الحيوان. ويتناهى قصر النهار وطول الليل، ثمّ يأخذ النهار في الزيادة والليل في النقصان.
وفي هذا الفصل يكثر البلغم ويجود الهضم وتصلح المعد ويكثر الأكل لانحراف الحرّ الغريزي إلى باطن الأبدان.
فينبغي أن يكون الأكل فيه أكثر مما سواه في سائر الفصول، وتتوقى فيه الأغذية الباردة الرطبة كاللبن والجبن الأخضر والحوت النهري ولحم البقر والبقول الباردة كالخسّ واليربوز؛ ويمال إلى الأغذية الحارة كلحوم الطير وفراخ الحمام والفراريج الصغار والعصافير ولحم الكبش الفتيّ بالتوابل الحارة كالفلفل والزنجبيل والخولنجان والصناب والمرّي، والجوز والتين والثوم والبصل والسلق واللفت والبيض؛ ونعم العسل في هذا الفصل ، والربّ وشراب البرتقال الصرف الحلو الغليظ أو الرقيق العتيق.
لتستعمل فيه الجوارشات الحارّة كجوارش الكمّون والأنيسون ومعجون الفلافل والسكنجبين فإنّه يقطع البلغم ويهيئه للخروج.
واستعمل التين والجوز في هذا الفصل. وإيّاك والماء البارد في هذا الفصل فإنّه يقرّع العصب ويُضعفه ويولّد النزلات.
وعليك بشمّ العود والبخور والشونيز مصروراً وكذلك الغبيراء فإن ذلك يفتح مسام الدماغ.
واللباس في هذا الفصل غليظ الكتّان والإكثار من أثواب الصوف وإيّاك والتسخّن بالنار فإنها تُضعف البدن وترتفع الأبخرة إلى الرأس فتولّد الصداع، والإكثار من الثياب أحسن من التسخين بالنار ؛ إلأ أن تدعى لذلك الضرورة فلتكن النار قليلة ولموضع فيها بخور طيب ولا تطول في حبسها ،تحتك ولكن قليلاً، ثم تُخرجها، ثمّ تُعيدها إن احتجت إليها
ولا بأس بالسهر في أول ليل هذا الفصل ما لم يطل؛والنوم في نهاره يولد البلغم ويرخي العصب .
النوم بالثياب المسخنة والأكسية والحنابل من خارج، ومعانقة الأبدان السمينة والأجسام اللحميّة فإن ذلك يجلب الحرارة باعتدال ويطرد البرد عنك
وينبغي أن تكون الرياضة والجماع والأكل في هذا الفصل أكثر مما في غيره.
وإيّاك والإسهال والقيء فإنّه مضر في هذا الفصل.
واستعمل الحمام معتدلاً امكث فيه أكثر مما في سائر الفصول، وأكثر صبّ الماء الحارّ على بدنك، وقف في البيت الحار منه وادخل الحوض؛ وتحفّظ عند الخروج من الحمام لئلا يصيبك البرد فتحدث لك النزلات؛ وسدّ أنفك والبس ثيابك داخل الحمام، وجفف رأسك من الماء وغمه.
وإذا وصلت إلى منزلك فسد منافذ البرد وضع أمامك مجامر النار وغلق الأبواب.
وامشط رأسك واجعل فيه هذا الدرور: قرنفل وجوز طيب وقرفة وسنبل من كل واحد جزء، وغبيراء جزءان، ومثل الجميع أُشنة مطبوخة بالماء مجففة في الظل مسحوقة؛ يسحق الجميع سحقاً ناعماً ويُنخل ويُرفع.
واستعمل هذم الغرغرة؛ قرفة وصعتر وبورق عن كل واحد جزء، تُدقّ وتُنخل وتُحلّ بخلّ وعسل، ويُتغرغر بها في كل ثلاثة أيام.
واستعمل هذا الجوارش فإنّه فاضل: يؤخذ دار فلفل ودار صيني وزنجبيل وخولنجان ومصطكى وقرنفل وزراوند وزعفران وحبّ بلسان وسنبل وجوز طيب وأسارون وعقرقرح وأنيسون ونافع من كل واحد درهمان؛ تُسحق وتُنخل، ويؤخذ رطل من كمّون طيب ويُنقع في في خل يوم وليلة ويُجفَف في الظلّ ويُقلي قلياً خفيفاً معتدلاً ويُسحق ويُنخل ويُخلط مع الأدوية، الحارة ويُعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة، ويؤخذ منه غدوة وبعد الطعام مثل الجوزة الصغيرة.
🔺وهو الذي كثر فيه البرد مع اليبس وقل فيه الحرارة والرطوبة .
🔺فنلاحظ هنا أن البرودة عكس* الحرارة و اليبوسة عكس الرطوبة فيستحيل هنا زيادة أحد الاخلاط او الامزجة في هذا المثال مع بعضهما أي زيادة هذان الخلطان مع بعضها يستحيل وكذلك نقصاهما بالجسد مع بعضهما يستحيل فواجب بأمر من الله تعالى أن زيادة الخلط او المزاج بنقص الاخر بالتبع له .
🔺إذا زاد بالجسد المزاج البارد اليابس وهو بالطبع (الخلط السوداوي )--------> قل فيه المزاج الحار الرطب وهو بالطبع (الخلط الدموي ) .
🔺: أن يكون ضخم الأغضاء نحيف الجسم كثير الكد قليل النوم لا صبر له عن الجماع وعليه فيه ضرر عظيم , ,إذا كان البرد فيه أكثر من اليبس كان كمد اللون ,وإذا كان اليبس فيه أكثر من البرد كان أغبر اللون , وإذا إستويتا فيه كان رصاصي اللون أولا:الخلط الدموي الطبع : حار رطب تعريفه : هو عبارة عن زيادة في تولد الدم وكتلة الدم وزيادة في تكوين كريات الدم الحمراء واحيانا يعتري هذا الخلط كثير من الشوائب فيتخلص الدم منها عن طريق الجلد فيظهر من هنا المرض أو النزيف . المسهلات : وكما لا يخفى على أحد بالحجامة ، بالفصد (التبرع بالدم) ، منقيات الدم ثانيا:الخلط البلغمي الطبع : بارد رطب تعريفه : هو عبارة عن زيادة في نسبة البلغم والقشع والمخاط في الجسم مسببا الامراض الصدرية والزكام والبلغم في الصدر.
هذا الفصل بارد رطب على طبع الماء والبلغم.
فيه تكثر الأمطار وتمدد الأنهار ويشتدّ البرد وينجحر الحيوان. ويتناهى قصر النهار وطول الليل، ثمّ يأخذ النهار في الزيادة والليل في النقصان.
وفي هذا الفصل يكثر البلغم ويجود الهضم وتصلح المعد ويكثر الأكل لانحراف الحرّ الغريزي إلى باطن الأبدان.
فينبغي أن يكون الأكل فيه أكثر مما سواه في سائر الفصول، وتتوقى فيه الأغذية الباردة الرطبة كاللبن والجبن الأخضر والحوت النهري ولحم البقر والبقول الباردة كالخسّ واليربوز؛ ويمال إلى الأغذية الحارة كلحوم الطير وفراخ الحمام والفراريج الصغار والعصافير ولحم الكبش الفتيّ بالتوابل الحارة كالفلفل والزنجبيل والخولنجان والصناب والمرّي، والجوز والتين والثوم والبصل والسلق واللفت والبيض؛ ونعم العسل في هذا الفصل ، والربّ وشراب البرتقال الصرف الحلو الغليظ أو الرقيق العتيق.
لتستعمل فيه الجوارشات الحارّة كجوارش الكمّون والأنيسون ومعجون الفلافل والسكنجبين فإنّه يقطع البلغم ويهيئه للخروج.
واستعمل التين والجوز في هذا الفصل. وإيّاك والماء البارد في هذا الفصل فإنّه يقرّع العصب ويُضعفه ويولّد النزلات.
وعليك بشمّ العود والبخور والشونيز مصروراً وكذلك الغبيراء فإن ذلك يفتح مسام الدماغ.
واللباس في هذا الفصل غليظ الكتّان والإكثار من أثواب الصوف وإيّاك والتسخّن بالنار فإنها تُضعف البدن وترتفع الأبخرة إلى الرأس فتولّد الصداع، والإكثار من الثياب أحسن من التسخين بالنار ؛ إلأ أن تدعى لذلك الضرورة فلتكن النار قليلة ولموضع فيها بخور طيب ولا تطول في حبسها ،تحتك ولكن قليلاً، ثم تُخرجها، ثمّ تُعيدها إن احتجت إليها
ولا بأس بالسهر في أول ليل هذا الفصل ما لم يطل؛والنوم في نهاره يولد البلغم ويرخي العصب .
النوم بالثياب المسخنة والأكسية والحنابل من خارج، ومعانقة الأبدان السمينة والأجسام اللحميّة فإن ذلك يجلب الحرارة باعتدال ويطرد البرد عنك
وينبغي أن تكون الرياضة والجماع والأكل في هذا الفصل أكثر مما في غيره.
وإيّاك والإسهال والقيء فإنّه مضر في هذا الفصل.
واستعمل الحمام معتدلاً امكث فيه أكثر مما في سائر الفصول، وأكثر صبّ الماء الحارّ على بدنك، وقف في البيت الحار منه وادخل الحوض؛ وتحفّظ عند الخروج من الحمام لئلا يصيبك البرد فتحدث لك النزلات؛ وسدّ أنفك والبس ثيابك داخل الحمام، وجفف رأسك من الماء وغمه.
وإذا وصلت إلى منزلك فسد منافذ البرد وضع أمامك مجامر النار وغلق الأبواب.
وامشط رأسك واجعل فيه هذا الدرور: قرنفل وجوز طيب وقرفة وسنبل من كل واحد جزء، وغبيراء جزءان، ومثل الجميع أُشنة مطبوخة بالماء مجففة في الظل مسحوقة؛ يسحق الجميع سحقاً ناعماً ويُنخل ويُرفع.
واستعمل هذم الغرغرة؛ قرفة وصعتر وبورق عن كل واحد جزء، تُدقّ وتُنخل وتُحلّ بخلّ وعسل، ويُتغرغر بها في كل ثلاثة أيام.
واستعمل هذا الجوارش فإنّه فاضل: يؤخذ دار فلفل ودار صيني وزنجبيل وخولنجان ومصطكى وقرنفل وزراوند وزعفران وحبّ بلسان وسنبل وجوز طيب وأسارون وعقرقرح وأنيسون ونافع من كل واحد درهمان؛ تُسحق وتُنخل، ويؤخذ رطل من كمّون طيب ويُنقع في في خل يوم وليلة ويُجفَف في الظلّ ويُقلي قلياً خفيفاً معتدلاً ويُسحق ويُنخل ويُخلط مع الأدوية، الحارة ويُعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة، ويؤخذ منه غدوة وبعد الطعام مثل الجوزة الصغيرة.
🔺وهو الذي كثر فيه البرد مع اليبس وقل فيه الحرارة والرطوبة .
🔺فنلاحظ هنا أن البرودة عكس* الحرارة و اليبوسة عكس الرطوبة فيستحيل هنا زيادة أحد الاخلاط او الامزجة في هذا المثال مع بعضهما أي زيادة هذان الخلطان مع بعضها يستحيل وكذلك نقصاهما بالجسد مع بعضهما يستحيل فواجب بأمر من الله تعالى أن زيادة الخلط او المزاج بنقص الاخر بالتبع له .
🔺إذا زاد بالجسد المزاج البارد اليابس وهو بالطبع (الخلط السوداوي )--------> قل فيه المزاج الحار الرطب وهو بالطبع (الخلط الدموي ) .
🔺: أن يكون ضخم الأغضاء نحيف الجسم كثير الكد قليل النوم لا صبر له عن الجماع وعليه فيه ضرر عظيم , ,إذا كان البرد فيه أكثر من اليبس كان كمد اللون ,وإذا كان اليبس فيه أكثر من البرد كان أغبر اللون , وإذا إستويتا فيه كان رصاصي اللون أولا:الخلط الدموي الطبع : حار رطب تعريفه : هو عبارة عن زيادة في تولد الدم وكتلة الدم وزيادة في تكوين كريات الدم الحمراء واحيانا يعتري هذا الخلط كثير من الشوائب فيتخلص الدم منها عن طريق الجلد فيظهر من هنا المرض أو النزيف . المسهلات : وكما لا يخفى على أحد بالحجامة ، بالفصد (التبرع بالدم) ، منقيات الدم ثانيا:الخلط البلغمي الطبع : بارد رطب تعريفه : هو عبارة عن زيادة في نسبة البلغم والقشع والمخاط في الجسم مسببا الامراض الصدرية والزكام والبلغم في الصدر.
🟥. [ #فصلٌ_في_الديابيطا ]| ..
----------------------------
من أوسع ما صنّفه المسلمون في الطب أرجوزة أبي بكر ابن طفيل الأندلسي، صاحب (حي بن يقظان)، وأرجوزته الطبية هذه تفوق الـ 7000 بيت !
وقال في الكلام على مرض الديابيطا (أي السكري):
تعرف ذي العلة باليونان ... ديابيطا في منطق اللسان
وهي التي يشرب فيها الماء ... وليس بالجوف له بقــاء
تهبط في الحين من كُــلاه ... قوته حتي يلي مجــراه
ويدفع المجاري للمثانـــه ... في سرعة ولم تطل زمانه
ويخرج البول بلا تلويــن ... كأنه مفارق في الحــين
فهو إذا كان كـــذا ردي ... في حاله ونوعــه وبي
وهو إذا كان بصبـغ صالح ... ويظهر العلاج فيه ناجـح
.
قلتُ شارحًا كلامه!:
بدأ كلامه بذكر ما تُعرف به العلة عند أهل الفن، فقال (تعرف ذي العلة باليونانِ) فاسمها مرجعه إلى لسان أهل اليونان (ديابيطا)، يُقال ديابيطا ودبيابيطس، والأول أشهر عند المتقدمين، وكذا الثاني عند المتأخرين، ويرقمونها Diabetes، ومعناها في لسان اليونان: عبّارة الماء، على ما قال موفق الدين البغدادي الحكيم في رسالته "الديابيطس والأدوية النافعة منه"، وهو صحيح، فمعناه أنبوب الماء أو السحّارة أو نحو ذلك، وستعرف سر الاسم من صفة الداء عند القوم.
.
تنبيه: اعلم أن المتأخرين من الحكماء جعلوا الديابيطا على قسمين، صادق وكاذب، فالكاذب هو يسمونه إنسيبيدس insipidus، والثاني هو الميلّيطس mellitus، أي السكري، وهو المراد عند التجريد.
.
ثم ثنى الناظم بذكر أعراض العلة، فبدأ بذكر العطش الشديد، فقال (وهي التي يُشرب فيها الماء ... وليس بالجوف له بقاء)، وهذا البيت وقع فيه تحريف وتغيير في بعض المطبوع والمنشور، والصواب ما أثبتناه على ما في المخطوط، وهو واضح بيّن.
وقال الشيخ الرئيس في وصفه: "الدوارة والدولاب وزلق الكلية، وصاحبه يعطش فيشرب ولا يروى، بل يبول كما يشرب، غير قادر على الحبس البتة"
.
ثم ذكر الناظم أصل العلة ومنشأها، وهو أن الكُلى، بضم الكاف، جمع كُلية، لا تمسك الماء، ولا تركّز فيها سموم الجسم، وهذا هو معتمد المتقدمين، أما الصحيح الذي عليه المتأخرون أن منشأه ليس الكلية، وإنما جرم انقراس، الذي يسميه المتأخرون البنكرياس Pancreas، أما كثرة البول فغير راجع إلى عجز الكلية عن الإمساك، وإنما لكثرة السكر في الدم، فتضعف الكلية عن إمساكه، فينزل في البول ويسحب معه ماءً كثيرًا، ولذلك يضعف لون البول مع خروج السموم فيه، وإنما خففها الماء، وهذا وهو منشأ العطش كذلك.
.
ثم ذكر الناظم علامة شدة العلة، وهي صبغ البول، وذلك حسن في الجملة، فإنه دليل على قدر الماء الزائد، وهو دليل على شدة السكري.
.
تنبيه: إن كنا قد حققنا أن علة السكري منشؤها البنكرياس لا الكلية، فإن العلة تسري بعد زمن إلى الكُلى، فتتلفها وتمرضها، حتى يصل بها الحال إلى حبس الماء.
.
تنبيه ثانٍ: فصّل الناظم بعد ذلك في علاج الديابيطا، وكذا فصّل فيه الشيخ الرئيس وأطال، لكن رد جميع ذلك موفق الدين البغدادي الحكيم، وقال عن الشيخ الرئيس: "إنه ليس مِن أرباب التجارب، ولا يوثَق به في ذلك، وأما قياسه فساذج، والقياس الساذج في صناعة الطب مَطروح، وهو موقوف على التجربة، فإن صحَّحته وصدقته قُبل، وإلا رُدَّ واطُّرح"، فليراجع بطوله في رسالته سالفة الذكر.
والله أعلى وأعلم.
🔸 #تعليق_الحكيم_حفظه_الله
القدامى اغلب أمراضهم فرط حرارة لأن طبيعة اكلهم وبيوتهم وحركتهم ينتج عنها فرط حرارة
والخلف عكسهم
👇👇👇👇👇
تابع......👇👇👇
----------------------------
من أوسع ما صنّفه المسلمون في الطب أرجوزة أبي بكر ابن طفيل الأندلسي، صاحب (حي بن يقظان)، وأرجوزته الطبية هذه تفوق الـ 7000 بيت !
وقال في الكلام على مرض الديابيطا (أي السكري):
تعرف ذي العلة باليونان ... ديابيطا في منطق اللسان
وهي التي يشرب فيها الماء ... وليس بالجوف له بقــاء
تهبط في الحين من كُــلاه ... قوته حتي يلي مجــراه
ويدفع المجاري للمثانـــه ... في سرعة ولم تطل زمانه
ويخرج البول بلا تلويــن ... كأنه مفارق في الحــين
فهو إذا كان كـــذا ردي ... في حاله ونوعــه وبي
وهو إذا كان بصبـغ صالح ... ويظهر العلاج فيه ناجـح
.
قلتُ شارحًا كلامه!:
بدأ كلامه بذكر ما تُعرف به العلة عند أهل الفن، فقال (تعرف ذي العلة باليونانِ) فاسمها مرجعه إلى لسان أهل اليونان (ديابيطا)، يُقال ديابيطا ودبيابيطس، والأول أشهر عند المتقدمين، وكذا الثاني عند المتأخرين، ويرقمونها Diabetes، ومعناها في لسان اليونان: عبّارة الماء، على ما قال موفق الدين البغدادي الحكيم في رسالته "الديابيطس والأدوية النافعة منه"، وهو صحيح، فمعناه أنبوب الماء أو السحّارة أو نحو ذلك، وستعرف سر الاسم من صفة الداء عند القوم.
.
تنبيه: اعلم أن المتأخرين من الحكماء جعلوا الديابيطا على قسمين، صادق وكاذب، فالكاذب هو يسمونه إنسيبيدس insipidus، والثاني هو الميلّيطس mellitus، أي السكري، وهو المراد عند التجريد.
.
ثم ثنى الناظم بذكر أعراض العلة، فبدأ بذكر العطش الشديد، فقال (وهي التي يُشرب فيها الماء ... وليس بالجوف له بقاء)، وهذا البيت وقع فيه تحريف وتغيير في بعض المطبوع والمنشور، والصواب ما أثبتناه على ما في المخطوط، وهو واضح بيّن.
وقال الشيخ الرئيس في وصفه: "الدوارة والدولاب وزلق الكلية، وصاحبه يعطش فيشرب ولا يروى، بل يبول كما يشرب، غير قادر على الحبس البتة"
.
ثم ذكر الناظم أصل العلة ومنشأها، وهو أن الكُلى، بضم الكاف، جمع كُلية، لا تمسك الماء، ولا تركّز فيها سموم الجسم، وهذا هو معتمد المتقدمين، أما الصحيح الذي عليه المتأخرون أن منشأه ليس الكلية، وإنما جرم انقراس، الذي يسميه المتأخرون البنكرياس Pancreas، أما كثرة البول فغير راجع إلى عجز الكلية عن الإمساك، وإنما لكثرة السكر في الدم، فتضعف الكلية عن إمساكه، فينزل في البول ويسحب معه ماءً كثيرًا، ولذلك يضعف لون البول مع خروج السموم فيه، وإنما خففها الماء، وهذا وهو منشأ العطش كذلك.
.
ثم ذكر الناظم علامة شدة العلة، وهي صبغ البول، وذلك حسن في الجملة، فإنه دليل على قدر الماء الزائد، وهو دليل على شدة السكري.
.
تنبيه: إن كنا قد حققنا أن علة السكري منشؤها البنكرياس لا الكلية، فإن العلة تسري بعد زمن إلى الكُلى، فتتلفها وتمرضها، حتى يصل بها الحال إلى حبس الماء.
.
تنبيه ثانٍ: فصّل الناظم بعد ذلك في علاج الديابيطا، وكذا فصّل فيه الشيخ الرئيس وأطال، لكن رد جميع ذلك موفق الدين البغدادي الحكيم، وقال عن الشيخ الرئيس: "إنه ليس مِن أرباب التجارب، ولا يوثَق به في ذلك، وأما قياسه فساذج، والقياس الساذج في صناعة الطب مَطروح، وهو موقوف على التجربة، فإن صحَّحته وصدقته قُبل، وإلا رُدَّ واطُّرح"، فليراجع بطوله في رسالته سالفة الذكر.
والله أعلى وأعلم.
🔸 #تعليق_الحكيم_حفظه_الله
القدامى اغلب أمراضهم فرط حرارة لأن طبيعة اكلهم وبيوتهم وحركتهم ينتج عنها فرط حرارة
والخلف عكسهم
👇👇👇👇👇
تابع......👇👇👇