#اليمن_تاريخ_وثقافة
قصص تاريخية من النقوش ..
المطلع على التاريخ اليمني القديم يعرف بأن النقوش الحربية أخذت حيزاً كبيراً من إجمالي عدد نقوش المسند ..
ويمكن القول بأنه وعلى أقل تقدير تشكل النقوش الحربية ما نسبته 60 % من النقوش التذكارية الرسمية التي تتحدث عن الحروب والمعارك التي خاضها اليمنيين، إما عن الحروب الداخلية بين الممالك القديمة أو تلك التي توحد فيها اليمنيين ضد الأعداء الخارجيين، وموضوعنا اليوم يندرج ضمن نقوش النوع الأخير ..
لكن في البداية ليعذرنا القارئ فبين أيدينا نقش جديد لم ينشر بعد ولذلك لم نورد النص والمعنى نظراً لأنه ما يزال قيد الدراسة، لكن رأينا أن ننقل مضمون النقش على شكل " قصـــة قصيرة " خلطنا فيها الواقع بالخيال لهدف سوف نوضحه في نهاية القصة التي يعتبر أبطالهـا بالدرجة الأولى أبناء الشعب اليمني الذي كان جزء منه تحت حكم الملك إل شرح يُحَضِّب ملك سبأ وذي ريدان الذي حكم الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من اليمن وكانت عاصمة حكمـه صنعــاء
والجزء الآخر تحت حكم الملك شمِّر يُهحمد ملك سبأ وذي ريدان الذي حكم الأجزاء الجنوبيـة والجنوبيـة الغربيـة من اليمن، وكانت عاصمة حكمـه ظفــــار
وكلاهما حكما ما بين 250 إلى 260 ميلادية تقريباً ، مع العلم بأن بعض الباحثين يضرب بهما المثل في العداء التاريخي، لكن في لحظة صدق ومن أجل مصلحة الوطن قد يذهب كل ذلك العداء ليحل محله التآخي ..
نعم هكذا كان ملوكنا وأجدادنا القدماء، بل ومن الطريف انهم كانوا صادقين في العداء صادقين في الإخاء، وانعم بهذه الصفات فمن الفخر أن يكون عدوك صاحب مبدأ ..
عموماً .. بهذا النقش يتحدث الملك إل شرح عن المعارك التي خاضها ضد الأحباش وبعض الشعوب الأخرى الذين تحالفوا معهم، كما يتحدث عن معارك أخرى توحدت فيها قوات الملكين الأعداء سابقاً والأخوة حينها ضد العدو الحبشي حيث يوثق النقش الصلح الذي جرى بين السبئيين والحميريين وكيف توحد الخميس الحميري والخميس السبئي في مواجهة الأحباش .. رغم كل العداء والحروب بينهم في موقف يبعث على الفخر بأولئك الرجال الأبطال ..
ولنسرد الوقائع من حيث يجب أن تكون
تبدأ أحداث القصــة بعد إنتهــاء معركـة حاميــة الوطيس خاضهـا الخميس السبئي بقيادة الملك إل شرح يُحَضِّب بالقرب من جبل وحــادة الكائن وسط أرض السهـرة ، ورغم الانتصار يومها لكن لابد للقارئ أن يتصور الحالة النفسية والبدنية التي كان يمـر فيها الملك والقوات نتيجة الإجهاد والجرحى والمعارك المتتالية والخسائر وما إلى ذلك ..
فبعد المعركة توجه الخميس نحو العاصمة صنعاء، وأثناء المسير أمـر الملك بأن يتوقف الجمع للراحة بإحدى المناطق على مشارف محافظة المحويت، وقام الملك بتفقد قواته التي أصابها ما أصابها جراء تلك المعارك .. لكنه شاهد أعنــاق الرجال تطاول السماء شموخاً وعزة وإباء ..
فحدث نفسه المثقلة بالهموم قائلاً يا ترى ما نهاية هذه الحروب ؟
وكيف لي أن أفي بحق هؤلاء الأبطال وهذا الشعب الذي لم يبخل بتقديم الغالي والنفيس في سبيل حرية الأرض والانسان ؟
وكم سوف تستمر الحروب بينك وبين اخوانك الحميريين من جهة والحروب مع الاحباش من جهة أخرى ؟
فالأحباش يتلقوا الدعم من الرومان وأنت لا تكاد تلتقط الانفاس حتى يبلغك نبأ وصول قوات حبشية مدعومة بأحدث الأسلحة فتنطلق لمواجهتهم ..
ومن ثم لا تلبث أن تشتعل الحرب مع الحميريين وهكذا تستنزف الخسائر قوة الطرفين سواء الحميريين أو السبئيين ؟!
بطبيعة الحال لم يحــر الملك جواباً على ما دار في خلده من تساؤلات ..
بل ازداد همــاً على همـــه وكأن جبال المحويت أطبقت على صدره ، فرفع رأسه نحو السمـــــاء وتمتم بكلمات لم يسمعها أحداً غيره، وتوجه بخطوات ثقيلة نحو خيمته ..
بعد برهة من الوقت ظهــر في الافق كوكبة من الفرسان يسابقون الريح على خيولهم متوجهين نحو خيمة الملك فأمر بنفخ البوق لرفع الجاهزية والاستعداد
وإذا بالفرسان يرفعون رايات بيضــاء مقرونة بالرايــات الحميريــــة
فأمر الملك فوراً بتهدئة الوضع ونظر لمن حوله من القادة والأقيال متسائلاً باستغراب أهذه رايات الحميريين ؟ فأجاب القادة باستغراب وذهول .. نعم راية الحميريين .
وترجل الفرسان الصناديد من صهوات خيولهم وتوجهوا مباشرة نحو الخيمة مبادرين بالسلام " منا تهحيتن لمرأنا ملكن وأخونم أقولن "
فنهض الملك وقال " وعليكمو سلمن مرحبم "
وهنــا كــانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد من الحاضرين ..
لقد كــان هؤلاء الفرســان هم المبعوثين الذين أرسلهـم الملك الحميري شـمَّـر يُهَحْمِدْ ذي ريدان لعرض الصلح والسلام والتآخي بين الشعبين الحميري والسبئي ..
حينها تهلل وجه الملك إل شرح يُحَضِّبْ بالسرور قائلاً لنفسه " لقد استجاب ربي لدعائي وسيتحقق الصلح "
وأمـر الملك قادة القوات بالمسير على مهل واللحاق به في صنعاء ، وتوجه فوراً بصحبة الأقيال والمبعوثين الحميريين نحو العاصمة صنعاء، وهناك عقدت جلسات المباحثات في قصر غمدان وت
قصص تاريخية من النقوش ..
المطلع على التاريخ اليمني القديم يعرف بأن النقوش الحربية أخذت حيزاً كبيراً من إجمالي عدد نقوش المسند ..
ويمكن القول بأنه وعلى أقل تقدير تشكل النقوش الحربية ما نسبته 60 % من النقوش التذكارية الرسمية التي تتحدث عن الحروب والمعارك التي خاضها اليمنيين، إما عن الحروب الداخلية بين الممالك القديمة أو تلك التي توحد فيها اليمنيين ضد الأعداء الخارجيين، وموضوعنا اليوم يندرج ضمن نقوش النوع الأخير ..
لكن في البداية ليعذرنا القارئ فبين أيدينا نقش جديد لم ينشر بعد ولذلك لم نورد النص والمعنى نظراً لأنه ما يزال قيد الدراسة، لكن رأينا أن ننقل مضمون النقش على شكل " قصـــة قصيرة " خلطنا فيها الواقع بالخيال لهدف سوف نوضحه في نهاية القصة التي يعتبر أبطالهـا بالدرجة الأولى أبناء الشعب اليمني الذي كان جزء منه تحت حكم الملك إل شرح يُحَضِّب ملك سبأ وذي ريدان الذي حكم الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من اليمن وكانت عاصمة حكمـه صنعــاء
والجزء الآخر تحت حكم الملك شمِّر يُهحمد ملك سبأ وذي ريدان الذي حكم الأجزاء الجنوبيـة والجنوبيـة الغربيـة من اليمن، وكانت عاصمة حكمـه ظفــــار
وكلاهما حكما ما بين 250 إلى 260 ميلادية تقريباً ، مع العلم بأن بعض الباحثين يضرب بهما المثل في العداء التاريخي، لكن في لحظة صدق ومن أجل مصلحة الوطن قد يذهب كل ذلك العداء ليحل محله التآخي ..
نعم هكذا كان ملوكنا وأجدادنا القدماء، بل ومن الطريف انهم كانوا صادقين في العداء صادقين في الإخاء، وانعم بهذه الصفات فمن الفخر أن يكون عدوك صاحب مبدأ ..
عموماً .. بهذا النقش يتحدث الملك إل شرح عن المعارك التي خاضها ضد الأحباش وبعض الشعوب الأخرى الذين تحالفوا معهم، كما يتحدث عن معارك أخرى توحدت فيها قوات الملكين الأعداء سابقاً والأخوة حينها ضد العدو الحبشي حيث يوثق النقش الصلح الذي جرى بين السبئيين والحميريين وكيف توحد الخميس الحميري والخميس السبئي في مواجهة الأحباش .. رغم كل العداء والحروب بينهم في موقف يبعث على الفخر بأولئك الرجال الأبطال ..
ولنسرد الوقائع من حيث يجب أن تكون
تبدأ أحداث القصــة بعد إنتهــاء معركـة حاميــة الوطيس خاضهـا الخميس السبئي بقيادة الملك إل شرح يُحَضِّب بالقرب من جبل وحــادة الكائن وسط أرض السهـرة ، ورغم الانتصار يومها لكن لابد للقارئ أن يتصور الحالة النفسية والبدنية التي كان يمـر فيها الملك والقوات نتيجة الإجهاد والجرحى والمعارك المتتالية والخسائر وما إلى ذلك ..
فبعد المعركة توجه الخميس نحو العاصمة صنعاء، وأثناء المسير أمـر الملك بأن يتوقف الجمع للراحة بإحدى المناطق على مشارف محافظة المحويت، وقام الملك بتفقد قواته التي أصابها ما أصابها جراء تلك المعارك .. لكنه شاهد أعنــاق الرجال تطاول السماء شموخاً وعزة وإباء ..
فحدث نفسه المثقلة بالهموم قائلاً يا ترى ما نهاية هذه الحروب ؟
وكيف لي أن أفي بحق هؤلاء الأبطال وهذا الشعب الذي لم يبخل بتقديم الغالي والنفيس في سبيل حرية الأرض والانسان ؟
وكم سوف تستمر الحروب بينك وبين اخوانك الحميريين من جهة والحروب مع الاحباش من جهة أخرى ؟
فالأحباش يتلقوا الدعم من الرومان وأنت لا تكاد تلتقط الانفاس حتى يبلغك نبأ وصول قوات حبشية مدعومة بأحدث الأسلحة فتنطلق لمواجهتهم ..
ومن ثم لا تلبث أن تشتعل الحرب مع الحميريين وهكذا تستنزف الخسائر قوة الطرفين سواء الحميريين أو السبئيين ؟!
بطبيعة الحال لم يحــر الملك جواباً على ما دار في خلده من تساؤلات ..
بل ازداد همــاً على همـــه وكأن جبال المحويت أطبقت على صدره ، فرفع رأسه نحو السمـــــاء وتمتم بكلمات لم يسمعها أحداً غيره، وتوجه بخطوات ثقيلة نحو خيمته ..
بعد برهة من الوقت ظهــر في الافق كوكبة من الفرسان يسابقون الريح على خيولهم متوجهين نحو خيمة الملك فأمر بنفخ البوق لرفع الجاهزية والاستعداد
وإذا بالفرسان يرفعون رايات بيضــاء مقرونة بالرايــات الحميريــــة
فأمر الملك فوراً بتهدئة الوضع ونظر لمن حوله من القادة والأقيال متسائلاً باستغراب أهذه رايات الحميريين ؟ فأجاب القادة باستغراب وذهول .. نعم راية الحميريين .
وترجل الفرسان الصناديد من صهوات خيولهم وتوجهوا مباشرة نحو الخيمة مبادرين بالسلام " منا تهحيتن لمرأنا ملكن وأخونم أقولن "
فنهض الملك وقال " وعليكمو سلمن مرحبم "
وهنــا كــانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد من الحاضرين ..
لقد كــان هؤلاء الفرســان هم المبعوثين الذين أرسلهـم الملك الحميري شـمَّـر يُهَحْمِدْ ذي ريدان لعرض الصلح والسلام والتآخي بين الشعبين الحميري والسبئي ..
حينها تهلل وجه الملك إل شرح يُحَضِّبْ بالسرور قائلاً لنفسه " لقد استجاب ربي لدعائي وسيتحقق الصلح "
وأمـر الملك قادة القوات بالمسير على مهل واللحاق به في صنعاء ، وتوجه فوراً بصحبة الأقيال والمبعوثين الحميريين نحو العاصمة صنعاء، وهناك عقدت جلسات المباحثات في قصر غمدان وت
م الاتفاق على إنهاء ونبذ كل الخلافات البينية وليتوحد الجميع في مواجهة الأحباش وتم ارسال برقية إلى حصن التعارم بالقرب من نقيل يسلح حيث كان يقيم حينها الملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ تدعوه للوصول إلى صنعاء ، ووصل موكب الملك شـمَّـر إلى صنعاء وجرى له استقبال كبير في باب اليمن وهناك على المنصة تعانق الملكين بحرارة مجسدين كل معاني الإخـاء والمحبـة والتـآلف، وبهذا تم إنهاء الخلاف الذي كان قائم بين الملك إل شرح يُحَضِّبْ والملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ ، وبعد الانتهاء من مراسم توقيع الاتفاق، زُفـت البشائر لتعم الاحتفالات أرجاء اليمن، لكن بنظر الملكين كانت هنالك أمور أهـم من هذه الاحتفالات ..
إذ عقدت جلسة مغلقة بينهما تم خلالها وضع خطة عسكرية لتطهير الأراضي اليمنية من دنس الأحباش ينفذهــا الطرفين على مراحل متصلة ببعضهـا ، بحيث لا يترك للأحباش فرصة حتى لالتقاط الأنفاس، وقضـت الخطة بأن يتولى الخميس الحميري وعلى وجه السرعة الهجوم على الأحباش ريثما يتولى الملك إل شرح إعادة تسليح وتجهيز الخميس السبئي ، وإن أمكن خلال فترة وجيزة يتم تجنيد قوات جديدة من الطرفين، ومن ثم ينطلق الخميسين مـرة أخرى تحت راية موحدة عليها النسر السبئي والنسر الحميري كل منهما فارداً جناحه نحو الآخر كإشارة للأخوة ولمواجهة العدو كتفاً بكتف وبقلب رجل واحد ..
ووضعت الخطة موضع التنفيذ، إذ توجه الملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ نحو العاصمة ظفــار وهناك كان قد تم إعداد كتائب الخميس الحميري مسبقاً وتحت قيادته انطلق الحميريين كالإعصار المدمر نحو معسكرات الأحباش وتجمعاتهم وخاضوا معارك عنيفة في عدة مناطق منها بني عدانة و عـك والسهرة ، وعــاد الخميس الحميري مكللاً بالنصر المبين بعد أن رأى الأحباش نجوم الليل في عـــز النهـــار ..
ووصلت أنباء الانتصارات الحميرية إلى العاصمة صنعاء التي كانت يومها تغص بالفرسان المتطوعين من كل حدب وصوب سبئيين وحميريين وغيرهم
فبعد انتشار أنباء إنهــاء الفرقة والاختلاف وصلوا جميعاً يحدوهم الأمل اللحاق بالقوات اليمنية الجاري تشكيلها بعد أن فاتهم الاشتراك بالخميس الذي قاده الملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ، وكانت الطبول تقرع دون توقف أثناء استقبالهم حتى لم يعد هنالك مكان للوقوف في الميدان الكائن أمام قصر غمدان، وضاقت الأرض بمــا رحبت على عاقب قسد الخميس السبئي ( مسؤول التموين ) ، فهرع ليُعلم الملك إل شرح يُحَضِّبْ بما يحدث قائلاً : وووا جلالة الملك أين شنرقدهم ومن أين شنؤكلهم والسلاح لكل هذي الأمه كيف شنعمل به ؟
فقال لــه الملك : كسروا لقفك ، زعــم انك ما تعرفش كيف رَجـالــة اليمنيين ؟ .. قـم معي شرميلك ..
وأطل الملك من شرفة القصر ليرى مشهداً مؤثراً يستحق أن يُسطر بحروف من نور جعل الدموع تنهمر من عينيه فخراً بهؤلاء الرجال، عندما شاهد هذا الفارس الحميري مفترشاً معجرته على الارض ليقتسم مع أخاه السبئي لقمة العيش وما يمتكله من زاد، وذلك يقول لآخر ارسل بهذا المال لأهل بيتك مؤونة أثناء غيابك، وذلك الفارس السبئي يقتسم مع أخاه الحميري ما يمتلكه من القسي في كنانة الأسهم ، وحتى ذلك الحداد صاحب الدكان الصغير في السوق هـرع ليساهم بقدر استطاعته إذ تولى شحذ سيف هذا وإصلاح رمح ذاك، وتلك القافلة التي كانت تمـر قـــرب صنعاء فيها تاجران قتباني وآخر حضرمي أخرجــا كل ما يمتلكانه من أعشاب وأدوية تضميد الجروح وقامـا بتوزيعها على الأبطال كما عرضا الخيول والجمال المهرية الأصيلة على من لا يمتلك راحلة من الفرسان، أيضاً النساء كان لهن دوراً مشرفاً إذ كـن يعددن الخبز وقرب الماء للمقاتلين مع دعواتهن بالنصر، حتى الأطفال كانوا يذهبون فرادى وجماعات لجلب الأعلاف والحشائش للحيوانات وووو
فالتفت الملك لعاقب القسد قائلاً : هيـا ترى كيف يعملوا الرجال .. تعلم منهم لك صُـرع يصرعبك ..
فجال العاقب ببصره ليرى موقفاً مؤثراً لا تعبر عنه الكلمات وآثــر الصمت والعبرات تخنقــه هو الآخــر ..
ولم يكد طلع ضوء النهار التالي إلا وقد انتهت كل الاستعدادات وتم تشكيل قوات مسلحة يمنية موحدة ألوية الفرسان والرماة والمشاة والقناصة والاستطلاع ، وانطلقت القوات من العاصمة صنعاء بقيادة الملك إل شرح يُحَضِّب نحو معسكرات الأحباش وخاض اليمنيين معارك عنيفة ضد الأحباش ومن ناصرهم من السهرة وبني جمدان في وادي قرف الكائن بأسفل أرض عين ومناطق اخرى، حيث أذاق اليمنيين فيها الويل للأحباش الذين أدركوا بأن من كانوا يظنوهم أعداء بالأمس إنما هم اليوم أخوة وأنهم لن يقدروا على مواجهة هؤلاء الأبطال ، فهربوا نحو البحر يجرون خلفهم أذيال الخيبة والهزيمة ، ولكن حتى الميــاه الإقليمية اليمنية لم تقبلهم وتـأفف البحـر من حملهم فهاجت الأمواج ليصبحوا وليمة للأسمـاك، وهكذا عـاد الخميس اليمني الموحد موشحاً بأكاليل النصر مزهواً بنياشين الاتحــاد بعد أن سطــر أروع الملاحم البطوليـــة التي نتمنى ان يستفيد منهـا أبنـــاء اليمن في هذا العصــر عندمــا يطالعوا تـاريخ أج
إذ عقدت جلسة مغلقة بينهما تم خلالها وضع خطة عسكرية لتطهير الأراضي اليمنية من دنس الأحباش ينفذهــا الطرفين على مراحل متصلة ببعضهـا ، بحيث لا يترك للأحباش فرصة حتى لالتقاط الأنفاس، وقضـت الخطة بأن يتولى الخميس الحميري وعلى وجه السرعة الهجوم على الأحباش ريثما يتولى الملك إل شرح إعادة تسليح وتجهيز الخميس السبئي ، وإن أمكن خلال فترة وجيزة يتم تجنيد قوات جديدة من الطرفين، ومن ثم ينطلق الخميسين مـرة أخرى تحت راية موحدة عليها النسر السبئي والنسر الحميري كل منهما فارداً جناحه نحو الآخر كإشارة للأخوة ولمواجهة العدو كتفاً بكتف وبقلب رجل واحد ..
ووضعت الخطة موضع التنفيذ، إذ توجه الملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ نحو العاصمة ظفــار وهناك كان قد تم إعداد كتائب الخميس الحميري مسبقاً وتحت قيادته انطلق الحميريين كالإعصار المدمر نحو معسكرات الأحباش وتجمعاتهم وخاضوا معارك عنيفة في عدة مناطق منها بني عدانة و عـك والسهرة ، وعــاد الخميس الحميري مكللاً بالنصر المبين بعد أن رأى الأحباش نجوم الليل في عـــز النهـــار ..
ووصلت أنباء الانتصارات الحميرية إلى العاصمة صنعاء التي كانت يومها تغص بالفرسان المتطوعين من كل حدب وصوب سبئيين وحميريين وغيرهم
فبعد انتشار أنباء إنهــاء الفرقة والاختلاف وصلوا جميعاً يحدوهم الأمل اللحاق بالقوات اليمنية الجاري تشكيلها بعد أن فاتهم الاشتراك بالخميس الذي قاده الملك شـمَّـر يُهَحْمِدْ، وكانت الطبول تقرع دون توقف أثناء استقبالهم حتى لم يعد هنالك مكان للوقوف في الميدان الكائن أمام قصر غمدان، وضاقت الأرض بمــا رحبت على عاقب قسد الخميس السبئي ( مسؤول التموين ) ، فهرع ليُعلم الملك إل شرح يُحَضِّبْ بما يحدث قائلاً : وووا جلالة الملك أين شنرقدهم ومن أين شنؤكلهم والسلاح لكل هذي الأمه كيف شنعمل به ؟
فقال لــه الملك : كسروا لقفك ، زعــم انك ما تعرفش كيف رَجـالــة اليمنيين ؟ .. قـم معي شرميلك ..
وأطل الملك من شرفة القصر ليرى مشهداً مؤثراً يستحق أن يُسطر بحروف من نور جعل الدموع تنهمر من عينيه فخراً بهؤلاء الرجال، عندما شاهد هذا الفارس الحميري مفترشاً معجرته على الارض ليقتسم مع أخاه السبئي لقمة العيش وما يمتكله من زاد، وذلك يقول لآخر ارسل بهذا المال لأهل بيتك مؤونة أثناء غيابك، وذلك الفارس السبئي يقتسم مع أخاه الحميري ما يمتلكه من القسي في كنانة الأسهم ، وحتى ذلك الحداد صاحب الدكان الصغير في السوق هـرع ليساهم بقدر استطاعته إذ تولى شحذ سيف هذا وإصلاح رمح ذاك، وتلك القافلة التي كانت تمـر قـــرب صنعاء فيها تاجران قتباني وآخر حضرمي أخرجــا كل ما يمتلكانه من أعشاب وأدوية تضميد الجروح وقامـا بتوزيعها على الأبطال كما عرضا الخيول والجمال المهرية الأصيلة على من لا يمتلك راحلة من الفرسان، أيضاً النساء كان لهن دوراً مشرفاً إذ كـن يعددن الخبز وقرب الماء للمقاتلين مع دعواتهن بالنصر، حتى الأطفال كانوا يذهبون فرادى وجماعات لجلب الأعلاف والحشائش للحيوانات وووو
فالتفت الملك لعاقب القسد قائلاً : هيـا ترى كيف يعملوا الرجال .. تعلم منهم لك صُـرع يصرعبك ..
فجال العاقب ببصره ليرى موقفاً مؤثراً لا تعبر عنه الكلمات وآثــر الصمت والعبرات تخنقــه هو الآخــر ..
ولم يكد طلع ضوء النهار التالي إلا وقد انتهت كل الاستعدادات وتم تشكيل قوات مسلحة يمنية موحدة ألوية الفرسان والرماة والمشاة والقناصة والاستطلاع ، وانطلقت القوات من العاصمة صنعاء بقيادة الملك إل شرح يُحَضِّب نحو معسكرات الأحباش وخاض اليمنيين معارك عنيفة ضد الأحباش ومن ناصرهم من السهرة وبني جمدان في وادي قرف الكائن بأسفل أرض عين ومناطق اخرى، حيث أذاق اليمنيين فيها الويل للأحباش الذين أدركوا بأن من كانوا يظنوهم أعداء بالأمس إنما هم اليوم أخوة وأنهم لن يقدروا على مواجهة هؤلاء الأبطال ، فهربوا نحو البحر يجرون خلفهم أذيال الخيبة والهزيمة ، ولكن حتى الميــاه الإقليمية اليمنية لم تقبلهم وتـأفف البحـر من حملهم فهاجت الأمواج ليصبحوا وليمة للأسمـاك، وهكذا عـاد الخميس اليمني الموحد موشحاً بأكاليل النصر مزهواً بنياشين الاتحــاد بعد أن سطــر أروع الملاحم البطوليـــة التي نتمنى ان يستفيد منهـا أبنـــاء اليمن في هذا العصــر عندمــا يطالعوا تـاريخ أج
دادهـم القدمــاء ..
في الختــــام نوجــــه رسالــة لكل الأخوة والأخوات
مثـل هـذه القصص التاريخية وإن اختلطت فيها الفانتازيا بالحقائق تستحق أن تروى حتى لأطفالكـم ..
نعم .. على الأقل احكوهـــــا للأطفـــال بوجــه خــاص لتغرس فيهم قيـم ومبادئ عظيمـة، لتغرس فيهم الفخــر بتـاريـخ أجـدادهـم وبالقيم التي حملوها من قبل ظهور الاسلام ، لتغرس فيهم كيف يكون الولاء فقط لتراب الوطن الطـاهـر وليس الولاء والبراء لهذا أو ذاك من الحكام مثلما يحدث الآن للأسف الشديد ، لتغرس فيهم كيف يكون التسـامي وترك الخلافـات بين الأخــوة عندمـا يهتـف نـداء الـوطن ليكون الجواب لبيـك يـا يمـن لبيـك يـا أغلى وطــن ..
تحياتي ..
#تاريخ_اليمن_القديم
#نقوش_مسندية
#معمر_الشرجبي 2-8-2018
ملاحظــة :
الصورة المرفقة قمت بدبلجتها ، فالخلفية لـ عـلـم الجمهورية اليمنية والنسور تفريغ من قطعة أثرية تعرف باسم " نسر مصنعة ماريا " إذ لم أجد أفضل من هذا الشكل للتعبير عن الاتحاد اليمني القديم .
في الختــــام نوجــــه رسالــة لكل الأخوة والأخوات
مثـل هـذه القصص التاريخية وإن اختلطت فيها الفانتازيا بالحقائق تستحق أن تروى حتى لأطفالكـم ..
نعم .. على الأقل احكوهـــــا للأطفـــال بوجــه خــاص لتغرس فيهم قيـم ومبادئ عظيمـة، لتغرس فيهم الفخــر بتـاريـخ أجـدادهـم وبالقيم التي حملوها من قبل ظهور الاسلام ، لتغرس فيهم كيف يكون الولاء فقط لتراب الوطن الطـاهـر وليس الولاء والبراء لهذا أو ذاك من الحكام مثلما يحدث الآن للأسف الشديد ، لتغرس فيهم كيف يكون التسـامي وترك الخلافـات بين الأخــوة عندمـا يهتـف نـداء الـوطن ليكون الجواب لبيـك يـا يمـن لبيـك يـا أغلى وطــن ..
تحياتي ..
#تاريخ_اليمن_القديم
#نقوش_مسندية
#معمر_الشرجبي 2-8-2018
ملاحظــة :
الصورة المرفقة قمت بدبلجتها ، فالخلفية لـ عـلـم الجمهورية اليمنية والنسور تفريغ من قطعة أثرية تعرف باسم " نسر مصنعة ماريا " إذ لم أجد أفضل من هذا الشكل للتعبير عن الاتحاد اليمني القديم .
كتب
#بلال_حسين
ع صفحته فيسبوك
#Bilal Hussein
4-10-2018م
كتب #بلال_حسين
ع صفحته
4-10-2018م
مهرجان التراث الوطني في عدن.. هذه هي السعادة المُنبعثة من بين أكوام الرُكام التي يصنعها أبناء هذا الوطن.. مهرجان جميل أبدع القائمين عليه في زرع البهجة في نفوس الحاضرين.. والأجمل هو ذلك التنوع الحضاري في هذا المهرجان التواجد من كافة مناطق اليمن، بالإضافة إلى الهند والصومال. هذه هي عدن المحبة أيها السادة، أرض الحضارة التي تحتوي الجميع في كنفها.. لكم مني أجمل التحايا من أرض السلام.
#بلال_حسين
ع صفحته فيسبوك
#Bilal Hussein
4-10-2018م
كتب #بلال_حسين
ع صفحته
4-10-2018م
مهرجان التراث الوطني في عدن.. هذه هي السعادة المُنبعثة من بين أكوام الرُكام التي يصنعها أبناء هذا الوطن.. مهرجان جميل أبدع القائمين عليه في زرع البهجة في نفوس الحاضرين.. والأجمل هو ذلك التنوع الحضاري في هذا المهرجان التواجد من كافة مناطق اليمن، بالإضافة إلى الهند والصومال. هذه هي عدن المحبة أيها السادة، أرض الحضارة التي تحتوي الجميع في كنفها.. لكم مني أجمل التحايا من أرض السلام.
بلال حسين مثقف ورائد الثقافة الرصينة وكاتب ومصور عدني رائع يستحق الأحتفاء به فهو ممن لايزال يبعث في نفسي الإيمان أن #عدن بخير واليمن بخير تحياني وتمنياتي له بالتوفيق