#اليمن_تاريخ_وثقافة
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» .
أخبار اليمن أخبار اليمن والدول الإسلامية
التي كانت فيه للعباسيين والعبيديين وسائر ملوك العرب وإبتداء ذلك وتصاريفه على الجملة ثم تفصيل ذلك علي مدنه وممالكه واحدة بعد واحدة قد كنا قدمنا في أخبار السير النبوية كيف صار اليمن في ملكة الإسلام بدخول عامله في الدعوة الإسلامية وهو باذان عامل كسرى وأسلم معه أهل اليمن. وأمره النبي صلى الله عليه وسلـم علـى جميـع مخاليفها وكان منزله صنعاء كرسي التبابعة. ولما مات بعد حجة الوداع قسم النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم اليمـن علـى عمال من قبله. وجعل صنعاء لابنه شهربان بن باذان. وذكرنـا خبـر الأسود العنسي وكيف أخرج عمال النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن وزحف إلـى صنعـاء فملكهـا. وقتـل شهربـان بـن باذان وتزوج إمرأته واستولى على أكثر اليمن وارتد أكثر أهله. وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه. وعماله وإلى من ثبت على إسلامه فداخلـوا زوجـة شهربـان بـن بـاذان التي تزوجها في أمره على. يد ابن عمها فيروز. وتولى كبر ذلـك قيس بن عبد يغوث المرادي فبيته هو وفيروز وذاذويه بإذن زوجته فقتلوه. ورجع عمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم وذلك قبيل الوفاة. واستبـد قيـس بصنعـاء وجمـع الفـل مـن جنـد الأسـود فولـى أبـو بكـر علـى اليمن فيروز فيمن إليه من الأبنـاء وأمـر النـاس بطاعتـه فقاتـل قيـس بـن مكشـوح وهزمـه. ثـم ولـى أبو بكر المهاجر بن أبي أمية فقاتل أهل الردة باليمن وكذلك عكرمة بن أبي جهل وأمره أن يبدأ بالمرتدة. ثم دعته عائشة فسـار معهـا وحضـر حـرب الجمـل. وولـي على اليمن عبيد الله بن عباس ثم أخاه عبد الله. ثم ولى معاوية على صنعاء فيروز الديلمي ومات سنة ثلاث وخمسين. ثـم جعـل عبـد الملـك اليمـن فـي ولايـة الحجـاج لما بعثه لحرب ابن الزبير سنة اثنتين وسبعين. ولما جاءت دولة بني العباس ولى السفاح على اليمن عمه داود بن علي حتى إذا توفي سنة ثلاث وثلاثيـن ولـى مكانـه محمـد بـن يزيـد بـن عبيـد اللـه بـن عبـد الملك عبد الدار. ثم تعاقب الولاة على اليمن وكانوا ينزلون صنعاء حتى انتهت الخلافة إلى المأمون وظهرت دعاة الطالبين بالنواحي وبايـع أبـو السرايـا مـن بنـي شيبان بالعراق لمحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم أخو المهـدي النفـس الزكيـة محمـد بـن عبـد الله بن حسن. وكثر الهرج وفرق العمال في الجهات ثم قتل وبويـع محمـد بـن جعفـر الصـادق بالحجـاز. وظهـر باليمـن إبراهيـم بـن موسـى الكاظم سنة مائتين ولم يتم أمره وكان يعرف بالجزار لسفكه الدماء. وبعث المأمون عساكره إلى اليمن فدوخوا نواحيه وحملوا كثيراً من وجوه الناس فاستقام أمر اليمن كما نذكره.
دعوة زياد بالدعوة العباسية
ولما وفد وجوه أهل اليمن على المأمون كان فيهم محمد زياد ولد عبد الله بن أبي سفيان فاستعطف المأمون وضمن له حياطة اليمن من العلويين فوصله وولاه على اليمن وقدمها سنة ثلـاث ومائتيـن. وفتـح تهامـة اليمـن وهـي البلد التي على ساحل البحر الغربي. واختط بها مدينة زبيد ونزلها وأصارها كرسياً لتلك المملكة. وولى على الجبال مولاه جعفراً وفتح تهامة بعد حروب من العرب. واشترط على عرب تهامة أن لا يركبوا الخيل واستولى على اليمن أجمع. ودخلـت فـي طاعتـه أعمـال حضرمـوت والشحر وديار كندة وصار في مرتبة التبابعة. وكان في صنعاء قاعدة اليمن بنو جعفر من حميـر بقيـة الملـوك التبابعـة استبـدوا بهـا مقيميـن بالدعـوة العباسية ولهم مع صنعاء سحان ونجران وجرش. وكان أخوهم أسعد بن يعفر ثم أخوه قد دخلـوا فـي طاعـة ابـن زيـاد وولـي بعـده ابنه إبراهيم ثم ابنه زياد بن إبراهيم ثم أخوه أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم. وطالت مدته إلى أن أسن وبلغ الثمانين. وقال عمارة: ملك ثمانين سنة باليمـن وحضرمـوت والجزائـر البحريـة. ولما بلغه قتل المتوكل وخلع المستعين واستبداد الموالي على الخلفاء مع ارتفاع اليمن ركب بالمظلة شأن سلاطين العجم المستبدين. وفـي أيامـه خـرج باليمـن يحيـى بـن الحسيـن بـن القاسم الرسي بن إبراهيم بن طباطبا بدعوة الزيدية جـاء بهـا مـن السنـد وكـان جـده القاسـم قد فر إلى السند بعد خروج أخيه محمد مع أبي السرايا ومهلكـه كمـا مـر فلحـق القاسـم بالسنـد وأعقب بها الحسين ثم ابنه يحيى باليمن سنة ثمان وثمانين ونـزل صعـدة وأظهـر دعـوة الزيديـة وزحف إلى صنعاء فملكها من يد أسعد بن يعفر ثم استردها منه بنو أسعد ورجع إلى صعدة. وكان شيعته يسمونه الإمام وعقبه الآن بها. وقد تقدم خبرهم. فـي أيـام أبـي الجيـش بـن زيـاد أيضـا ظهرت دعوة العبيديين باليمن فأقام بها محمد بن الفضل بعدن لاعـة وجبـال اليمـن إلـى جبـال المديحـرة سنـة أربعيـن وثلاثمائـة. وبقـي لـه باليمـن مـن السرجـة إلـى
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» .
أخبار اليمن أخبار اليمن والدول الإسلامية
التي كانت فيه للعباسيين والعبيديين وسائر ملوك العرب وإبتداء ذلك وتصاريفه على الجملة ثم تفصيل ذلك علي مدنه وممالكه واحدة بعد واحدة قد كنا قدمنا في أخبار السير النبوية كيف صار اليمن في ملكة الإسلام بدخول عامله في الدعوة الإسلامية وهو باذان عامل كسرى وأسلم معه أهل اليمن. وأمره النبي صلى الله عليه وسلـم علـى جميـع مخاليفها وكان منزله صنعاء كرسي التبابعة. ولما مات بعد حجة الوداع قسم النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم اليمـن علـى عمال من قبله. وجعل صنعاء لابنه شهربان بن باذان. وذكرنـا خبـر الأسود العنسي وكيف أخرج عمال النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن وزحف إلـى صنعـاء فملكهـا. وقتـل شهربـان بـن باذان وتزوج إمرأته واستولى على أكثر اليمن وارتد أكثر أهله. وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه. وعماله وإلى من ثبت على إسلامه فداخلـوا زوجـة شهربـان بـن بـاذان التي تزوجها في أمره على. يد ابن عمها فيروز. وتولى كبر ذلـك قيس بن عبد يغوث المرادي فبيته هو وفيروز وذاذويه بإذن زوجته فقتلوه. ورجع عمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم وذلك قبيل الوفاة. واستبـد قيـس بصنعـاء وجمـع الفـل مـن جنـد الأسـود فولـى أبـو بكـر علـى اليمن فيروز فيمن إليه من الأبنـاء وأمـر النـاس بطاعتـه فقاتـل قيـس بـن مكشـوح وهزمـه. ثـم ولـى أبو بكر المهاجر بن أبي أمية فقاتل أهل الردة باليمن وكذلك عكرمة بن أبي جهل وأمره أن يبدأ بالمرتدة. ثم دعته عائشة فسـار معهـا وحضـر حـرب الجمـل. وولـي على اليمن عبيد الله بن عباس ثم أخاه عبد الله. ثم ولى معاوية على صنعاء فيروز الديلمي ومات سنة ثلاث وخمسين. ثـم جعـل عبـد الملـك اليمـن فـي ولايـة الحجـاج لما بعثه لحرب ابن الزبير سنة اثنتين وسبعين. ولما جاءت دولة بني العباس ولى السفاح على اليمن عمه داود بن علي حتى إذا توفي سنة ثلاث وثلاثيـن ولـى مكانـه محمـد بـن يزيـد بـن عبيـد اللـه بـن عبـد الملك عبد الدار. ثم تعاقب الولاة على اليمن وكانوا ينزلون صنعاء حتى انتهت الخلافة إلى المأمون وظهرت دعاة الطالبين بالنواحي وبايـع أبـو السرايـا مـن بنـي شيبان بالعراق لمحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم أخو المهـدي النفـس الزكيـة محمـد بـن عبـد الله بن حسن. وكثر الهرج وفرق العمال في الجهات ثم قتل وبويـع محمـد بـن جعفـر الصـادق بالحجـاز. وظهـر باليمـن إبراهيـم بـن موسـى الكاظم سنة مائتين ولم يتم أمره وكان يعرف بالجزار لسفكه الدماء. وبعث المأمون عساكره إلى اليمن فدوخوا نواحيه وحملوا كثيراً من وجوه الناس فاستقام أمر اليمن كما نذكره.
دعوة زياد بالدعوة العباسية
ولما وفد وجوه أهل اليمن على المأمون كان فيهم محمد زياد ولد عبد الله بن أبي سفيان فاستعطف المأمون وضمن له حياطة اليمن من العلويين فوصله وولاه على اليمن وقدمها سنة ثلـاث ومائتيـن. وفتـح تهامـة اليمـن وهـي البلد التي على ساحل البحر الغربي. واختط بها مدينة زبيد ونزلها وأصارها كرسياً لتلك المملكة. وولى على الجبال مولاه جعفراً وفتح تهامة بعد حروب من العرب. واشترط على عرب تهامة أن لا يركبوا الخيل واستولى على اليمن أجمع. ودخلـت فـي طاعتـه أعمـال حضرمـوت والشحر وديار كندة وصار في مرتبة التبابعة. وكان في صنعاء قاعدة اليمن بنو جعفر من حميـر بقيـة الملـوك التبابعـة استبـدوا بهـا مقيميـن بالدعـوة العباسية ولهم مع صنعاء سحان ونجران وجرش. وكان أخوهم أسعد بن يعفر ثم أخوه قد دخلـوا فـي طاعـة ابـن زيـاد وولـي بعـده ابنه إبراهيم ثم ابنه زياد بن إبراهيم ثم أخوه أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم. وطالت مدته إلى أن أسن وبلغ الثمانين. وقال عمارة: ملك ثمانين سنة باليمـن وحضرمـوت والجزائـر البحريـة. ولما بلغه قتل المتوكل وخلع المستعين واستبداد الموالي على الخلفاء مع ارتفاع اليمن ركب بالمظلة شأن سلاطين العجم المستبدين. وفـي أيامـه خـرج باليمـن يحيـى بـن الحسيـن بـن القاسم الرسي بن إبراهيم بن طباطبا بدعوة الزيدية جـاء بهـا مـن السنـد وكـان جـده القاسـم قد فر إلى السند بعد خروج أخيه محمد مع أبي السرايا ومهلكـه كمـا مـر فلحـق القاسـم بالسنـد وأعقب بها الحسين ثم ابنه يحيى باليمن سنة ثمان وثمانين ونـزل صعـدة وأظهـر دعـوة الزيديـة وزحف إلى صنعاء فملكها من يد أسعد بن يعفر ثم استردها منه بنو أسعد ورجع إلى صعدة. وكان شيعته يسمونه الإمام وعقبه الآن بها. وقد تقدم خبرهم. فـي أيـام أبـي الجيـش بـن زيـاد أيضـا ظهرت دعوة العبيديين باليمن فأقام بها محمد بن الفضل بعدن لاعـة وجبـال اليمـن إلـى جبـال المديحـرة سنـة أربعيـن وثلاثمائـة. وبقـي لـه باليمـن مـن السرجـة إلـى
عدن عشرون مرحلة ومن مخلافة إلى صنعاء خمس مراحل. ولما غلبه محمد بن الفضل بهذه الدعوة امتنـع أصحـاب الأطـراف عليـه مثـل بنـي أسعد بن يعفر بصنعاء وسليمان بن طرف بعثر والإمام الرسي بصعدة فسلك معهـم طريـق المهادنـة. ثـم هلـك أبـو الجيـش سنـة إحـدى وسبعيـن وثلاثمائـة بعـد أن اتسعت جبايته وعظم ملكه. قال ابن سعيد: رأيت مبلغ جبابته وهو ألف ألف مكررة مرتين وثلاثمائة ألف وستة وستون ألفا من الدنانير العشرية ما عدا ضرائبه على مراكب السند وعلى العنبر الواصل بباب المندب وعدن أبين وعلـى مغائـص اللؤلـؤ وعلـى جزيـرة دهلـك ومـن بعضهـا وصائـف. وكانـت ملـوك الحبشة من وراء البحر يهادونه ويخطبون مواصلته. ولما مات خلف صبياً صغيراً اسمه عبد اللـه وقيـل إبراهيـم وقيـل زيـاد وكفلتـه أختـه ومولـاه رشيـد الحبشـي واستبـد عليهـم إلـى أن انقرضـت دولتهـم سنـة سبـع وأربعمائـة. ثـم هلـك هـذا الطفـل فولوا طفلا آخر من بني زياد أصغر منـه. وقـال ابـن سعيـد: لـم يعـرف عمـارة اسمـه لتوالـي الحجبـة عليـه ويعنـي عمـارة مـؤرخ اليمن وقيل هذا الطفل الأخير اسمه إبراهيم وكفلته عمته ومرجان من موالي الحسن بن سلامة. واستبد بأمرهم ودولتهـم وكـان لـه موليـان اسـم أحدهمـا قيـس والآخـر نجـاح فجعـل الطفـل المملـك فـي كفالتـه وأنزلـه معه بزبيد. وولى نجاحا على سائر الأعمال خارج زبيد ومنها الكرارة واللجـم. وكـان يؤثـر قيسـاً علـى نجـاح ووقـع بينهمـا تنافر ورفع لقيس أن عمة الطفل تميل إلى نجاح وتكاتبه دونه فقبض عليها بإذن مولاه مرجان ودفنها حيـة واستبـد وركـب بالمظلـة وضـرب السكة. وانتقض نجاح لذلك فزحف في العساكر وبرز قيـس للقائـه فكانـت بينهمـا حـروب ووقائع انهزم قيس آخرها وقتل في خمسة آلاف من عسكره. وملك نجاح زبيد سنة عشر وأربعمائة. ودفن قيساً ومولاه مرجاناً مكان الطفل والعمة واستبـد وضـرب السكـة باسمـه. وكاتـب ديـوان الخلافـة ببغـداد فعقـد لـه علـى اليمـن. ولـم يـزل مالكا لتهامة قاهرا لأهل الجبال وانتزع الجبـال كلهـا مـن مولـاه الحسـن بن سلامة. ولم تزل الملوك تتقي صولته إلى أن قتله علي الصليحي القائـم بدعوة العبيديين على يد جارية بعث بها إليه سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فقام بالأمر الخبر عن بني الصليحي القائمين بدعوة العبيديين باليمن كان القاضي محمد بن علي الهمداني ثم الصليحي رئيس حران من بلاد همذان وينتسب في بني يام ونشأ له ولد اسمه علي وكان صاحب الدعوة يومئذ عامر بن عبد الله الزوايي نسبة إلـى زوايـة مـن قـرى حـران ويقـال إنـه كـان عنـده كتـاب الجفر من ذخائر أبيهم بزعمهم فزعوا أن علي ابـن القاضـي محمـد مذكـور فيـه فقـرأ علـى علـي عامل الداعي وأخذ عنه. ولما توشم فيه الأهليه أراه مكـان اسمـه فـي الجفـر وأوصافـه. وقـال لأبيـه القاضـي احتفـظ بابنـك فيملـك جميـع اليمن. ونشأ فقيهاً صالحاً وجعل يحج بالناس على طريق الطائف والسروات خمس عشرة سنة فطار ذكره وعظمـت شهرته وألقى على ألسنة الناس أنه سلطان اليمن ومات الداعي عامر الزواي فأوصى له بكتبه وعهد إليه بالدعوة.ثم حج بالناس سنة ثمان وعشريـن وأربعمائـة علـى عادتـه واجتمع بجماعة من قومه همدان كانوا معه فدعاهم إلى النصرة والقيام معه فأجابوه وبايعوه وكانـوا ستيـن رجـلا مـن رجالات قومهم فلما عادوا قام في مسار وهو حصن بذروة جبل حمام وحصن ذلك الحصن ولم يزل أمره ينمى. وكتب إلى المستنصر صاحب مصر يسأله الإذن في إظهار الدعوة فأذن له وأظهرها وملك اليمن كله. ونزل صنعاء واختط بها القصور وأسكن عنده ملـوك اليمـن الذيـن غلـب عليهـم وهزم بني طـرف ملـوك عثـر وتهامـة وأعمـل الحيلـة فـي قتـل نجـاح مولـى بنـي زيـاد ملـك زبيـد حتـى تـم له ذلك على يد جارية أهداها إليه كما ذكرناه سنة اثنتين وخمسين. ثم سار إلى مكة بأمر المستنصر صاحب مصر ليمحو منهـا الدعـوة العباسيـة والإمـارة الحسنيـة. واستخلـف علـى صنعـاء ابنـه المكـرم أحمـد وحمـل معه زوجته أسماء بنت شهاب قد سباها سعيد بن نجاح ليلة البيـات فكتبـت إلـى ابنهـا المكـرم إنـي حبلـى مـن العبد الأحول فأدركني قبل أن أضع وإلا فهو العار الـذي لا يمحـوه الدهـر فسـار المكـرم مـن صنعـاء سنـة خمس وسبعين في ثلاثة آلاف ولقي الحبشة فـي عشريـن ألفـا فهزمهـم. ولحـق سعيـد بـن نجـاح بجزيـرة دهلـك. ودخـل المكـرم إلـى أمـه وهي جالسة بالطاق الذي عنده رأس الصليحي وأخيه فأنزلهما ودفنهما ورفع السيف. وولى خاله أسعد بن شهاب على أعمال تهامة كما كان وأنزله بزبيد منها وارتحل بأمه إلى صنعاء وكانت تدبر ملكه. ثم جمع أسعد بن شهاب أموال تهامة وبعث بها مع وزيره أحمد بن سالم ففرقتها أسماء على وفود العرب. ثم هلكت أسماء سنة سبع وسبعين وخرجت زبيد من يد المكرم واستردها سعيـد بـن نجـاح سنـة تسـع وسبعيـن. ثـم انتقـل المكـرم إلـى ذي جبلـة سنـة ثمانيـن وولى على صنعاء عمران بن الفضل الهمداني فا
ستبد بهـا وتوارثهـا عقبـه وتسمـى ابنـه أحمـد باسـم السلطـان واشتهـر بـه وبعده ابنه حاتم بن أحمد وليس بعده بصنعاء من له ذكر حتى ملكها بنو سليمان لما غلبهم الهواشم على مكة كما مر في أخبارهم. ولما انتقل المكرم إلى ذي جبلة وهي مدينة اختطها عبد الله بن محمد الصليحي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وكان انتقاله بإشارة زوجه سيدة بنت أحمد التي صار إليها تدبير ملكه بعـد أمـه أسمـاء فنزلهـا وبنـى فيهـا دار العـز وتحيـل على قتل سعيد بن نجاح فتم له كما نذكر في أخبـار ابـن نجـاح. وكـان مشغـولا بلذاتـه محجوبـاً بزوجتـه. ولمـا حضرتـه الوفـاة سنـة أربـع وثمانيـن عهد إلى ابن عمه المنصور بن أحمد المظفر بن علي الصليحي صاحب معقل أشيح وأقام بمعقله وسيدة بنت أحمد بذي جبلة وخطبهما المنصور سبا وامتنعت منه فحاصرها بذي جبلة وجاءها أخوها لأمها سليمان بن عامر وأخبرها أن المستنصر زوجك منه وأبلغها أمره بذلك وتـلا عليهـا: " ومـا كـان لمؤمـن ولا مؤمنـة إذا قضـى اللـه ورسولـه أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وأن أمير المؤمنين زوجك من الداعي المنصور أبي حمير سبا بن أحمد بن المظفر على مائة ألف دينار وخمسين ألفا من أصناف التحف واللطائف فانعقد النكاح وسار إليها من معقل أشيح إلى ذي جبلة. ودخل إليها بدار العز ويقال أنها شبهت بجارية من جواريها فقامت على رأسه ليلها كله وهو لا يرفع الطرف إليها حتى أصبح فرجع إلى معقله. وأقامت هي بذي جبلة وكان المتولي عليها المفضل بن أبي البركات مـن بنـي نـام رهـط الصليحـي واستدعـى عشيرتـه جنيـا. وأنزلهـم عنـده بـذي جبلـة فكـان يسطـو بهـم وكانـت سيـدة تأتي التعكر في الصيف وبه ذخائرها وخزائنها فإذا جاء الشتاء رجعت إلى ذي جبلة. ثم انفرد المفضل لقتال نجاح فرتب في حصن التعكر فقيها يلقب بالجمل مع جماعة من الفقهاء أحدهم إبراهيم بن زيد بن عمر عمارة الشاعـر فبايعـوا الجمـل علـى أن يمحـو الدعـوة الإماميـة فرجـع المفضـل مـن طريقـه وحاصرهـم وجـاءت خولان لنصرتهم وضايقهم المفضل وهلك في حصارهم سنة أربع وخمسمائة فجاءت بعده الحرة سيدة وأنزلتهم على عهد فنزلوا ووفت لهم به وكفلت عقب المفضل وولده وصار معقل التعكر في يد عمران بن الذر الخولاني وأخيه سليمان. واستولى عمران على الحرة سيدة مكان المفضل. ولما ماتـت استبـد عمـران وأخـوه بحصـن التعكر واستولى منصور بن المفضل بن أبي البركات على في جبلة حتى باعه من الداعي الذريعي صاحب عدن كما يأتي واعتصم بمعقل أشيح الذي كان للداعي المنصور سبا بن أحمد. وذلك أن المنصور توفي سنة ست وثمانين وأربعمائة واختلف أولاده من بعده. وغلب ابنه علي منهم على المعقل وكان ينازع المفضل بن أبي البركات والحرة سيدة وأعياهما أمره فتحيـل المفضل بسم أودعه سفرجلا أهداه إليه فمات منه واستولى بنو أبي البركات على بني المظفـر فـي أشيـح وحصونـه. ثـم بـاع حصـن فـي جبلـة مـن الداعـي الزريعـي صاحـب عـدن بمائـة ألف دينـار. ولـم يـزل يبيـع معاقلـه حصنـاً حصنـاً حتـى لـم يبـق لـه غيـر معقـل تعـز أخنـه منـه علـي بـن مهدي بعد أن ملك ثمانين سنة وبلغ من العمر مائة سنة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
الخبر عن دولة بني نجاح بزبيد موالي بني زياد ومبادىء أمورهم
وتصاريف أحوالهم ولمـا استولـى الصليحـي علـى زبيـد مـن يـد كهلـان بعد أن أهلكه بالسم على يد الجارية التي بعثها إليـه سنـة اثنتيـن وخمسيـن وأربعمائـة كمـا مـر. وكـان لنجـاح ثلاثـة مـن الولـد معـارك وسعيد وجياش: فقتـل معـارك نفسـه ولحق سعيد وجياش بجزيرة دهلك وأقاما هنالك يتعلمان القرآن والآداب. ثم رجع سعيد إلى زبيد مغاضبا لأخيه جياش واختفى بها في نفق احتفره تحت الأرض ثم استقدم أخاه جياشا فقدم وأقاما هنالك في الإختفاء ثم أن المستنصر العبيدي الخليفة بمصر قطع دعوته بمكة محمد بن جعفر أميرها من الهواشم فكتب إلى الصليحي يأمره بقتاله وحمله علـى إقامة الدعوة العلوية بمكة فسار علي الصليحي لذلك من صنعاء وظهر سعيد وأخوه من الإختفاء وبلغ خبرهم الصليحي فبعث عسكراً نحواً من خمسة آلاف فارس وأمرهم بقتلهما. وقـد كـان سعيـد وجيـاش خالفـا العسكـر وسـارا في أتباع الصليحي وهو في عساكره فبيتوه في اللجم وهو متوجه إلى مكة فانتقض عسكره وقتل. وتولى قتله جياش بيده سنة ثلاث وسبعين. ثـم قتـل عبـد اللـه الصليحي أخا علي في مائة وسبعين من بني الصليحي وأسر زوجته أسماء بنـت عمـه شهـاب في مائة وخمس وثلاثين من ملوك القحطانيين الذين غلبوا باليمن. وبعث إلى العسكر الذين ساروا لقتل سعيد وجياش فأمنهم واستخدمهم ورحل إلى زبيد وعليها أسعد بـن شهـاب أخـو زوجـة الصليحـي ففر أسعد إلى صنعاء ودخل سعيد إلى زبيد وأسماء زوجة الصليحي أمامه في هودج ورأس الصليحـي وأخيـه عنـد هودجهـا. وأنزلهـا بدارهـا ونصـب الرأسين قبالة طاقها في الدار. وامتلأت القلوب منه رعباً وتلقب نصير الدولة وتغلب ولاة الحصـون علـى مـا
الخبر عن دولة بني نجاح بزبيد موالي بني زياد ومبادىء أمورهم
وتصاريف أحوالهم ولمـا استولـى الصليحـي علـى زبيـد مـن يـد كهلـان بعد أن أهلكه بالسم على يد الجارية التي بعثها إليـه سنـة اثنتيـن وخمسيـن وأربعمائـة كمـا مـر. وكـان لنجـاح ثلاثـة مـن الولـد معـارك وسعيد وجياش: فقتـل معـارك نفسـه ولحق سعيد وجياش بجزيرة دهلك وأقاما هنالك يتعلمان القرآن والآداب. ثم رجع سعيد إلى زبيد مغاضبا لأخيه جياش واختفى بها في نفق احتفره تحت الأرض ثم استقدم أخاه جياشا فقدم وأقاما هنالك في الإختفاء ثم أن المستنصر العبيدي الخليفة بمصر قطع دعوته بمكة محمد بن جعفر أميرها من الهواشم فكتب إلى الصليحي يأمره بقتاله وحمله علـى إقامة الدعوة العلوية بمكة فسار علي الصليحي لذلك من صنعاء وظهر سعيد وأخوه من الإختفاء وبلغ خبرهم الصليحي فبعث عسكراً نحواً من خمسة آلاف فارس وأمرهم بقتلهما. وقـد كـان سعيـد وجيـاش خالفـا العسكـر وسـارا في أتباع الصليحي وهو في عساكره فبيتوه في اللجم وهو متوجه إلى مكة فانتقض عسكره وقتل. وتولى قتله جياش بيده سنة ثلاث وسبعين. ثـم قتـل عبـد اللـه الصليحي أخا علي في مائة وسبعين من بني الصليحي وأسر زوجته أسماء بنـت عمـه شهـاب في مائة وخمس وثلاثين من ملوك القحطانيين الذين غلبوا باليمن. وبعث إلى العسكر الذين ساروا لقتل سعيد وجياش فأمنهم واستخدمهم ورحل إلى زبيد وعليها أسعد بـن شهـاب أخـو زوجـة الصليحـي ففر أسعد إلى صنعاء ودخل سعيد إلى زبيد وأسماء زوجة الصليحي أمامه في هودج ورأس الصليحـي وأخيـه عنـد هودجهـا. وأنزلهـا بدارهـا ونصـب الرأسين قبالة طاقها في الدار. وامتلأت القلوب منه رعباً وتلقب نصير الدولة وتغلب ولاة الحصـون علـى مـا
امتحنـه وأخذ منه أموالا عظيمة وحملـه إلـى عـدن فاستولى عليها. ثم نزل زبيد واتخذها كرسياً لملكه. ثم استوخمها وسارفي الجبـال ومعـه الأطبـاء يتخير مكاناً صحيح الهواء ليتخذ فيه سكناه فوقع اختيارهم على مكان تعز فاختط به المدينة ونزلها. وبقيت كرسياً لملكه وبنيه ومواليهم بني رسول كما نذكر في أخبارهم. وبانقراض دولة بني المهدي انقرض ملك العرب من اليمن وصار للغز ومواليهم. قواعد اليمن ولنذكر الأن طرفاً من الكلام على قواعد اليمن ومدنه واحدة واحدة كما أشار إليه ابن سعيد: اليمن: من جزيرة العرب يشتمل على كراسي سبعة للملك تهامة والجبال وفي تهامة مملكتان: مملكـة زبيـد ومملكـة عـدن. ومعنى تهامة ما انخفض من بلاد اليمن مع ساحل البحر من البرين من جهة الحجاز إلى آخر أعمال عدن دورة البحر الهندي. قال ابن سعيد: وجزيرة العرب في الإقليم الأول ويحيط بها البحر الهندي من جنوبها وبحر السويس من غربها وبحر فارس من شرقها. وكانت اليمن قديما للتبابعة وهـي أخصـب مـن الحجـاز وأكثـر أهلهـا القحطانيـة وفيهـا من عرب وائل. وملكها لهذا العهد لبني رسول موالي بني أيوب ودار ملكهم تعز بعد أن نزلوا الحرة أولا: وبصعدة من اليمن أئمـة الزيديـة وبزبيـد وهـي مملكة اليمن شمالها الحجاز وجنوبها البحر الهندي وغربها بحر السويس اختطها محمد بن زياد أيام المأمون سنة أربع ومائتين وهي مدينة مسورة تدخلها عين جارية تحلها الملوك. وعليها غيطـان يسكنونهـا أيـام الغلـة. وهـي الـآن من ممالك بني رسول وبها كان ملك بني زياد ومواليهم. ثم غلب بنو الصليحي وقد مر خبرهم. عثـر وحلـى والسرجة: من أعمال زبيد في شمالها وتعرف بأعمال ابن طرف مسيرة سبعة أيام فـي يوميـن مـن السرجـة إلـى حلـى ومكـة ثمانية أيام. وعثر هي منبر الملك وهي على البحر وكان سليمان بن طرف ممتنعاً بها على أبي الجيش ابن زياد. وكان مبلغ ارتفاعه خمسمائة. ألف دينـار ثـم دخـل فـي طاعتـه وخطـب له وحمل المال. ثم صارت هذه المملكة للسليمانيين من بني الحسـن مـن أمـراء مكـة حيـن طردهم الهواشم عن مكة. وكان غالب بن يحيى منهم يؤدي الأتاوة لصاحب زبيد وبه استعان محمد مفلح الفاتكي من سرور. ثم هلك بعدها. ثم عيسى بن حمـزة مـن بنيـه. ولمـا ملـك الغـز اليمـن أخـذ يحيـى أخـو عيسـى أسيـراً وسيـق إلـى العراق فحاول عليه عيسـى فتخلصـه من الأسر. ورجع إلى اليمن فقتل أخاه عيسى وولي مكانه المهجم من أعمال زبيـد علـى ثلاثـة مراحل عليها وعربها من العسيرة من حكم وجغفر قبيلتين منهم. ويجلب منها الزنجبيل.
السرير
آخر أعمال تهامة من اليمـن وهـي علـى البحـر دون سـور وبيوتهـا أخصـاص وملكهـا الزرائب: من الأعمال الشمالية من زبيد وكانت لابن طرف واجتمع له فيها عشرون ألفا من الحبشة الذين معه جميعاً. وقال ابن سعيد: في أعمـال زبيـد والأعمـال التـي فـي الطريـق الوسطـى بيـن البحـر والجبـال. وهـي فـي خـط زبيـد فـي شماليهـا وهـي الجـادة إلـى مكة. قال عمارة: هي الجادة السلطانيـة منهـا إلـى البحـر يوم أو دونه. وكذلك إلى الجبال. ويجتمع الطريقان الوسطى والساحلية في السرير ويفترقان.
عدن
من ممالك اليمن في جوف زبيد وهي كرسي عملها وهي على ضفة البحر الهندي. وكانت بلد تجارة منذ أيام التبابعة وبعدها عن خط الاستواء ثلاث عشرة درجة ولا تنبت زرعاً ولا شجراً ومعاشهم السمك وهي ركاب الهند مـن اليمـن وأول ملكهـا لبنـي معـن بـن زائـدة استقامـوا لبنـي زياد وأعطوهم الأتاوة. ولما ملك الصليحيون أقرهم الداعي. ثم أخرجهم ابنه أحمد المكرم وولاها بني المكرم من جشم بن يام رهطه بهمدان وصفا الملك فيها لبني الزريع منهم وقنع منهم بالأتاوة حتى ملكها من أيديهم شمس الدولة بن أيوب كما تقدم. عدن أبين: من بينات المدن وهي إلى جهة الشحر.
السرير
آخر أعمال تهامة من اليمـن وهـي علـى البحـر دون سـور وبيوتهـا أخصـاص وملكهـا الزرائب: من الأعمال الشمالية من زبيد وكانت لابن طرف واجتمع له فيها عشرون ألفا من الحبشة الذين معه جميعاً. وقال ابن سعيد: في أعمـال زبيـد والأعمـال التـي فـي الطريـق الوسطـى بيـن البحـر والجبـال. وهـي فـي خـط زبيـد فـي شماليهـا وهـي الجـادة إلـى مكة. قال عمارة: هي الجادة السلطانيـة منهـا إلـى البحـر يوم أو دونه. وكذلك إلى الجبال. ويجتمع الطريقان الوسطى والساحلية في السرير ويفترقان.
عدن
من ممالك اليمن في جوف زبيد وهي كرسي عملها وهي على ضفة البحر الهندي. وكانت بلد تجارة منذ أيام التبابعة وبعدها عن خط الاستواء ثلاث عشرة درجة ولا تنبت زرعاً ولا شجراً ومعاشهم السمك وهي ركاب الهند مـن اليمـن وأول ملكهـا لبنـي معـن بـن زائـدة استقامـوا لبنـي زياد وأعطوهم الأتاوة. ولما ملك الصليحيون أقرهم الداعي. ثم أخرجهم ابنه أحمد المكرم وولاها بني المكرم من جشم بن يام رهطه بهمدان وصفا الملك فيها لبني الزريع منهم وقنع منهم بالأتاوة حتى ملكها من أيديهم شمس الدولة بن أيوب كما تقدم. عدن أبين: من بينات المدن وهي إلى جهة الشحر.
اة ونفقات في الأعراب. ومات بعد فتحها بسبعة أشهر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. وولي ابنه الأغر وكان مقيما بحصن الدملوة المعقل الذي لا يرام وامتنع عليه بعده ابن بلاد بن الزريع من مواليه وخشي محمد بن سبا على نفسه ففر إلى منمور بن المفضل من ملوك الجبال الصليحيين بذي جبلة. ثـم مـات الأغـر قريبـاً فبعـث بلـال عـن محمد بن سبا فوصل إلى عدن وكان التقليد جاء من مصر باسم الأغر فكتب مكانه محمد بن سبا وكان في نعوته الداعي المعظم المتوج المكنى بسيف أميـر المؤمنيـن فوقعـت كلهـا عليهـا وزوجه بلال بنته ومكنه من الأموال التي كانت في خزائنه. ثم مات بلال عن مال عظيم وورثه محمد بن سبا وأنفقه في سبيل الكرم والمروءات. واشترى حصن ذي جبلة من منصور بن المفضل بن أبي البركات كما ذكرناه. واستولى عليه وهو دار ملـك الصليحييـن وتـزوج سيـدة بنـت عبد الله الصليحي. وتوفي سنة ثمان وأربعين. وولي ابنه عمـران بـن محمـد بـن سبا. وكان ياسر بن بلال يدبر دولته. وتوفي سنة ستين وخمسمائة وترك ولدين صغيرين وهما وهما محمد وأبو السعود فحبسهما ياسر بن بلال فـي القصـر واستبـد بالأمر. وكان ياسر محمد كثير العطية للشعراء. وممن وفد عليه ومدحه ابن قلاقس شاعر الإسكندرية ومن قصائده في مدحه: سافـر إذا حاولت قدرا سار الهلال فصار بدراً. وهو آخر ملوك الزريعيين. ولما دخل سيف الدولة أخو صلاح الدين إلى اليمن سنة ست وستين وستمائة واستولى عليها جاء إلى عدن فملكها وقبض على ياسر بن بلال وانقطعت دولـة بنـي زريـع. وصـار اليمـن للمعـز وفيـه ولاتهـم بنـو أيـوب كمـا نذكـر فـي أخبارهم. وكانت مدينة الحديدة قرب عدن اختطفها ملوك الزريعيين فلما جاءت دولة بني أيوب تركوها ونزلوا تعز من الجبال كما يأتي ذكره.
أخبار ابن مهدي الخارجي وبنيه وذكر دولتهم باليمن وبدايتها وانقراضها
هذا الرجل من أهل ال #عثر من سواحل زبيد وهو علي بن مهدي الحميري. كان أبوه مهدي معروفاً بالصلاح والدين. ونشأ ابنه على طريقته فاعتزل ونسك. ثم حج ولقي علماء العراق وأخذ الوعظ من وعاظهم وعاد إلى اليمن واعتزل ولزم الوعظ. وكان حافظاً فصيحاً ويخبر بحوادث أحواله فيصدق فمال إليه الناس واغتبطوا به وصار يتردد للحج سنة إحدى وستين ويعـظ النـاس فـي البـوادي. فـإذا حضـر الموسم ركب على نجيب له ووعظ الناس. ولما استولت أم فاتك على بني جياش أيام ابنها فاتك بن منصور أحسنت فيه المعتقد وأطلقت له ولقرابته وأصهاره خرجهم فحسنت أحوالهم وأثروا وركبوا الخيول. وكان يقول في وعظه: دنا الوقت يشير إلى وقت ظهوره. واشتهر ذلك عنه وكانت أم فاتك تصل أهل الدولة عنه فلما ماتت سنـة خمـس وأربعيـن جـاءه أهـل الجبال وحالفوه علي النصرة. وخرج من تهامة سنة ثمان وثلاثين وقصد الكودا فانهزم وعاد إلى الجبال وأقام إلى سنة إحدى وأربعين ثم أعادته الحرة أم فاتك إلى وطنه وماتت سنة خمس وأربعين فخرج إلى هوازن ونزل ببطن منهم يقال له حيوان في حصـن يسمـى الشـرف وهـو حصـن صعـب ليـس يرتقـى على مسيرة يوم من سفح الجبل في طريقه أوعـار فـي واد ضيـق عقبـة كؤد. وأصحابه سماهم الأنصار وسمى كل من صعد معه من تهامة المهاجرين. وأمر للأنصار رجلا اسمه سبا وللمهاجرين آخر اسمه شيخ الإسلام واسمه النوبة. واحتجب عمن سواهما. وجعل يشن الغارات على أرض تهامة وأعانه على ذلك خراب النواحي بزبيد فأخـرب سابلتهـا ونواحيهـا وانتهـى إلـى حصـن الداثـر علـى نصـف مرحلـة من زبيد وأعمل الحيل في قتـل مسـرور مدبـر الدولـة فقتـل كمـا مـر وأقـام يخيـف زبيد بالزحوف. قال عمارة: زاحفها سبعين زحفاً وحاصرها طويلاً واستمد الشريف أحمد بن حمزة السليماني صاحب صعدة فأمدهم وشرط عليهم قتل سيدهم فاتك فقتلوه سنة ثلاث وخمسين. وملك عليهم الشريف ثم عجز وهرب عنهم. واستولى علي بن مهدي عليها في رجب سنة أربع وخمسين ومات لثلاثة أشهر من ولايته. وكان يخطب له بالإمام المهدي أمير المؤمنين. وقامع الكفرة والملحدين وكان على رأي الخوارج يتبـرأ مـن علـي وعثمـان ويكفـر بالذنـوب ولـه قواعد وقواميس في مذهبه يطول ذكرها. وكان يقتل على شرب الخمر. قال عمارة: كان يقتل من خالفه من أهل القبلة ويبيح نساءهم وأولادهم وكانوا يعتقدون فيه العصمة وكانت أموالهم تحت يده ينفقها عليهم في مؤنهم ولا يملكون معه مالاً ولا فرساً ولا سلاحاً. وكان يقتل المنهزم من أصحابه ويقتل الزاني وشارب الخمر وسامع الغناء ويقتل من تأخر عن صلاة الجماعة ومن تأخر عن وعظه يوم الإثنين والخميس. وكان حنفيـا في الفروع. ولما توفي تولى بعده ابنه عبد النبي وخرج من زبيد واستولى على اليمن أجمـع وبـه يومئـذ خمـس وعشـرون دولـة فاستولـى علـى جميعهـا ولـم يبـق لـه سوى عدن ففرض عليها الجزية. ولما دخل شمس الدولة تورشاه بن أيوب أخـو صلـاح الديـن سنـة سـت وستيـن وخمسمائـة واستولـى علـى الدولـة التـي كانـت باليمـن فقبـض علـى عبـد النبـي و
أخبار ابن مهدي الخارجي وبنيه وذكر دولتهم باليمن وبدايتها وانقراضها
هذا الرجل من أهل ال #عثر من سواحل زبيد وهو علي بن مهدي الحميري. كان أبوه مهدي معروفاً بالصلاح والدين. ونشأ ابنه على طريقته فاعتزل ونسك. ثم حج ولقي علماء العراق وأخذ الوعظ من وعاظهم وعاد إلى اليمن واعتزل ولزم الوعظ. وكان حافظاً فصيحاً ويخبر بحوادث أحواله فيصدق فمال إليه الناس واغتبطوا به وصار يتردد للحج سنة إحدى وستين ويعـظ النـاس فـي البـوادي. فـإذا حضـر الموسم ركب على نجيب له ووعظ الناس. ولما استولت أم فاتك على بني جياش أيام ابنها فاتك بن منصور أحسنت فيه المعتقد وأطلقت له ولقرابته وأصهاره خرجهم فحسنت أحوالهم وأثروا وركبوا الخيول. وكان يقول في وعظه: دنا الوقت يشير إلى وقت ظهوره. واشتهر ذلك عنه وكانت أم فاتك تصل أهل الدولة عنه فلما ماتت سنـة خمـس وأربعيـن جـاءه أهـل الجبال وحالفوه علي النصرة. وخرج من تهامة سنة ثمان وثلاثين وقصد الكودا فانهزم وعاد إلى الجبال وأقام إلى سنة إحدى وأربعين ثم أعادته الحرة أم فاتك إلى وطنه وماتت سنة خمس وأربعين فخرج إلى هوازن ونزل ببطن منهم يقال له حيوان في حصـن يسمـى الشـرف وهـو حصـن صعـب ليـس يرتقـى على مسيرة يوم من سفح الجبل في طريقه أوعـار فـي واد ضيـق عقبـة كؤد. وأصحابه سماهم الأنصار وسمى كل من صعد معه من تهامة المهاجرين. وأمر للأنصار رجلا اسمه سبا وللمهاجرين آخر اسمه شيخ الإسلام واسمه النوبة. واحتجب عمن سواهما. وجعل يشن الغارات على أرض تهامة وأعانه على ذلك خراب النواحي بزبيد فأخـرب سابلتهـا ونواحيهـا وانتهـى إلـى حصـن الداثـر علـى نصـف مرحلـة من زبيد وأعمل الحيل في قتـل مسـرور مدبـر الدولـة فقتـل كمـا مـر وأقـام يخيـف زبيد بالزحوف. قال عمارة: زاحفها سبعين زحفاً وحاصرها طويلاً واستمد الشريف أحمد بن حمزة السليماني صاحب صعدة فأمدهم وشرط عليهم قتل سيدهم فاتك فقتلوه سنة ثلاث وخمسين. وملك عليهم الشريف ثم عجز وهرب عنهم. واستولى علي بن مهدي عليها في رجب سنة أربع وخمسين ومات لثلاثة أشهر من ولايته. وكان يخطب له بالإمام المهدي أمير المؤمنين. وقامع الكفرة والملحدين وكان على رأي الخوارج يتبـرأ مـن علـي وعثمـان ويكفـر بالذنـوب ولـه قواعد وقواميس في مذهبه يطول ذكرها. وكان يقتل على شرب الخمر. قال عمارة: كان يقتل من خالفه من أهل القبلة ويبيح نساءهم وأولادهم وكانوا يعتقدون فيه العصمة وكانت أموالهم تحت يده ينفقها عليهم في مؤنهم ولا يملكون معه مالاً ولا فرساً ولا سلاحاً. وكان يقتل المنهزم من أصحابه ويقتل الزاني وشارب الخمر وسامع الغناء ويقتل من تأخر عن صلاة الجماعة ومن تأخر عن وعظه يوم الإثنين والخميس. وكان حنفيـا في الفروع. ولما توفي تولى بعده ابنه عبد النبي وخرج من زبيد واستولى على اليمن أجمـع وبـه يومئـذ خمـس وعشـرون دولـة فاستولـى علـى جميعهـا ولـم يبـق لـه سوى عدن ففرض عليها الجزية. ولما دخل شمس الدولة تورشاه بن أيوب أخـو صلـاح الديـن سنـة سـت وستيـن وخمسمائـة واستولـى علـى الدولـة التـي كانـت باليمـن فقبـض علـى عبـد النبـي و
بأيديهـم. ودس المكـرم بـن الصليحـي بـن سعيـد بـن نجـاح بصنعـاء علـى لسان بعض أهـل الثغـور وضمـن لـه الظفر فجاء سعيد لذلك في عشرين ألفا من الحبشة. وسار إليه المكرم مـن صنعـاء وهزمـه وحـال بينـه وبيـن زبيـد فهرب إلى جزيرة دهلك ودخل المكرم زبيد وجاء إلى أمه وهي جالسة بالطاق وعندها رأس الصليحي وأخيه فأنزلهما ودفنهما. وولى على زبيد خاله أسعد سنة سبع وتسعين. وكتـب المكـرم إلى عبد الله بن يعفر صاحب حصن الشعر بأن يغري سعيداً بالمكرم وانتزاع ذي جبلة من يده لاشتغاله بلذاته واستيلاء زوجه سيدة بنت أحمد عليه. وأنه بلخ فتمت الحيلة فسـار سعيـد فـي ثلاثيـن ألفـا من الحبشة وأكمن له المكرم تحت حصن الشعر فثاروا به هنالك. وانهزمت عساكره وقتل ونصب رأسـه عنـد الطـاق الـذي كـان فيهـا رأس الصليحـي بزبيـد. واستولـي عليهـا المكـرم وانقطـع منهـا ملك الحبشة. وهرب جياش ومعه وزير أخيه خلف بن أبي الظاهر المرواني ودخلا عدن متنكرين. ثم لحقا بالهند وأقاما بها ستة أشهر ولقيـا هنالـك كاهناً جاء من سمرقند فبشرهما بما يكون فرجعا إلى اليمن وتقدم خلف الوزير إلى زبيد وأشاع موت جياش واستأمن لنفسه ولحق جياش فأقاما هنالك مختفيين وعلى زبيد يومئـذ أسعد بن شهاب خال المكرم ومعه علي بن القم وزير المكرم وكان حنقا على المكرم ودولته فداخله الوزير خلف ولاعب ابنه الحسين الشطرنج. ثم انتقل إلى ملاعبة أبيه فاغتبط به وأطلعه على رأيه في الدولة وكان يتشيع لآل نجاح. وانتمى بعض الأيام وهو يلاعب فسمعه علي بن القم واستكشـف أمـره فكشـف لـه القنـاع واستحلفه وجياش أثناء ذلك يجمع أشياعه من الحبشة وينفق فيهم الأموال حتى اجتمع له خمسـة آلـاف فثـار بهـم فـي زبيـد سنـة اثنتيـن وثمانيـن ونـزل دار الإمارة ومن على أسعد بن شهاب وأطلقـه لزمانة كانت به وبقي ملكاً على زبيد يخطب للعباسيين والصليحيون يخطبون للعبيديين والمكرم يبعث العرب للغارة على زبيد ابنه الفاتك صبياً لم يحتلم وعبروا ملكه. وجاء عنه إبراهيم لقتاله وبرزوا له فثار عبد الواحد بالبلد وبعث منصور إلى الفضل بن أبي البركات صاحـب التعكـر فجـاء لنصـره مضمـرا بـه ثـم بلغـه انتقاض أهل التعكر عليه فرجع ولم يزل منصور في ملكه بزبيد إلى أن وزر له أبو منصور عبيد الله فقتله مسموماً سنة سبع عشرة وخمسمائة. ونصب فاتكاً ابنه طفلا صغيراً. واستبد عليه وقام بضبط الملك وهان عليه التعرض لآل نجاح حتى هربت منه أم فاتك هذا وسكنت خارج المدينة وكان قرماً شجاعاً وله وقائع مع الأعداء. وحاربه ابن نجيب داعي العلوية فامتنع عليه وهو الذي شيد المدارس للفقهاء بزبيد واعتنـى بالحـاج. ثـم راود مفـارك بنت جياش ولم تجد بداً من إسعافه فأمكنته حتى إذا قضى وطره مسحت ذكره بمنديل مسموم فنثر لحمه. وذلك سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وقام بأمر فاتك بعده زريق من موالي نجاح. قال عمارة: كان شجاعاً فاتكاً قرماً وكان من موالـي أم فاتـك المختصيـن بهـا. قـال عمـارة: وفي سنة إحدى وخمسمائة توفي فاتك بن المنصور وولي بعده ابن عمه وسميه فاتك بن محمد بن فاتك وسـرور قائـم بوزارتـه وتدبيـر دولتـه ومحاربة أعدائه. وكان يلازم المسجد إلى أن دس عليه علي بن مهدي الخارجي من قتله في المسجد وهو يصلي العصر يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وخمسين. وثار السلطان بالقاتل فقتل جماعة من أهل المسجد ثم قتل واضطرب موالي نجاح بالدولة وثار عليهم ابن مهدي الخارجـي وحاربهـم مـراراً وحاصرهـم طويـلاً واستعانـوا بالشريـف المنصـور أحمـد بـن حمـزة السليمانـي وكـان يملـك صعدة فأغاثهم على أن يملكوه ويقتلوا سيدهم فاتك بن محمد فقتلوه سنة ثلاث وخمسين وملكوا عليهم الشريف أحمد فعجز عن مقاومة ابن مهدي وفر تحت الليل وملكها علي بن مهدي سنة أربع وخمسين وانقرض أمر آل نجاح والملك لله الخبر عن دولة بني الزريع بعدن من دعاة العبيديين باليمن وأولية أمرهم ومصائرهم وعدن هذه من أمنع مدائن اليمن وهي على ضفة البحر الهندي. وما زالت بلد تجارة من عهد التبابعة وأكثر بنائهم بالأخصاص ولذلك يطرقها تجار الحرير كثيراً وكانت صدر الإسلام دار ملك لبني معن ينتسبون إلى معن بن زائدة وملكوها من أيام المأمون وامتنعوا على بني زياد وقنعوا منهم بالخطبة والسكة. ولما استولى الداعي علي بن محمد الصليحي رعى لهم ذمـام العروبيـة وقرر عليهم ضريبة يعطونها. ثم أخرجهم منها ابنه أحمد المكرم وولى عليها بني المكـرم مـن عشيـرة جسـم بن يام من همذان وكانوا أقرب عشائره إليه فأقامت في ولايتهم زمناً. ثم حدثت بينهم الفتنة وانقسموا إلى فئتين بني مسعود بن المكرم وبني الزريع بن العباس بن المكرم. وغلب بنو الزريع بعد حروب عظيمة. قال ابن سعيد: وأول مذكور منهم الداعي بن أبي السعود بن الزريع أول من اجتمع له الملك بعد بني الصليحي وورثه عنه بنوه وحاربه ابن عمه علي بن أبي الغارات بن مسعود بن المكرم صاحب الزعازع فاستولى على عدن من يده بعد مقاس
#اليمن_تاريخ_وثقافة
أودية #تهامة قرب #عثر
سوق #حباشة
سوق تاجر به الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أسمائه النبي #التهامي
رحلة التهامية (5): وادي يبه-حيلة المقاعدة-موقع سوق حباشة التاريخي
لوحة طريفة جمعت بعض ايام الاسبوع
عدنا شمالا مع درب الساحل الى ان وصلنا وادي يبه المشهور فأخذنا يمين مع خط مزفت على الضفة الجنوبية لوادي يبه . وادي يبه خصب ايضا وان كان اقل من وادي حلي وضفافه مليئة بالاشجار الضليلة التي كانت مستراحا للمسافرين من الحجاج وغيرهم . لاحظنا ان تربة وادي يبه بيضاء زادته جمالا ….كنا نتمنى لو كان لنا وقفة راحة على هذه البطحاء لكن الوقت لم يسعفنا. كان استاذنا ابراهيم الفقيه و الاستاذ محمد يحي المتحمي اقترحا علينا ان نمر بجبل “حيلة المقاعدة” والمقاعدة نسبىة للقبيلة التي بالقرية المجاورة له ,وكنت انطق اسم الجبل حلية اي جبل بركاني كما هو معروف في منطقة الحرات فعرب الحرات يقولون حلي و حليان للجبال البركانية لكن الاستاذين الكريمين يقولان ان النطق الصحيح حيلة بتقديم الياء ولا ادري عن معنى هذه الكلمة.
حيلة المقاعده
هذا التل البركاني واضح ومنفرد على ضفة الوادي الجنوبية (شاهد الخارطة) وهو متميز وسط الاراضي الرملية من حوله.اخذنا دورة حوله ولم نر الاثار المنشودة الى ان وصلنا جانبه الشمالي فاذا هي عبارة عن تجمع ضخم لما يسمى بالأعمدة البازلتية ( Basalt columns) وهي ظاهرة جيولوجية نراها في الجبال المتكونة من انصهارات اللابا بعد ان تبرد ومن ثم تنكمش وفي العادة تكون لها اطراف محددة هندسية لكن في هذا التل نجد الاعمدة ملساء كأنها اسطوانات منحوتة وذكر الجيولوجي اندرو الدن االذي ناقشته عنها ان سبب اختفاء الزوايا هو انها كانت مغطاة بالتربة مكونه ضغطا قويا الى ان كشفتها عوامل التعرية.
كان الصعود متعبا بسبب حرارة الشمس هنا ودرجة الحرارة وصلت 33
لم نعثر على نصوص مهمة لكن هناك خربشات قديمة وبعض الرسوم الرمزية وبعض الوسوم القبلية
الرسومات الصخرية قليلة ومنظر الصيد هذا هو أوضحها
وادي يبه من الفضاء وفي جنوبه نرى التل البركان
وادي يبه في التراث
ذكرنا في الحلقات الماضية معلومات عن وادي يبه ممرا للحجاج ولهذا الوادي ذكر في التراث العربي من شعر ونثر وكثيرا ما يقرن بجاره الشمالي وادي قنونا كما سنرى :
من عيون الشعر
هذه قصيدة مؤثرة قالها الشاعر كثير عزة الخزاعي والقصيدة رثاء لصديقه خندف الأسدي ولا أدري من أسد المنسوب له وهذه القصيدة مؤثرة لصدق عاطفتها وجزالة الفاظها
لَقَدْ مُنِعَ الرُّقادُ فبِتُّ لَيْلي= تُجافيني الهُمومُ عنِ الوسادِ
عداني أنْ أزورَكَ غيرَ بُغضٍ= مُقامُكَ بين مُصفحة ٍ شدادِ
وإنّي قَائِلٌ إنْ لَمْ أزُرْهُ= سَقَتْ دِيَمُ السَّوَاري والغَوَادِي
محلَّ أخي بني أسدٍ قنَوْنا =إلى يبة إلى بركِ الغمادِ
مقيمٌ بالمجازة ِ من قنَوْنا =وأهلكَ بالأجيفرِ والثَّمادِ
فلا تبعَدْ فكلُّ فتى ً سيأتي= عَلَيْهِ المَوْتُ يَطْرُقُ أوْ يُغَادِي
وَكُلُّ ذَخِيرَة ٍ لا بُدَّ يوْماً =ولو بقيتْ تصيرُ إلى النَّفادِ
يعزُّ عليَّ أن نغدو جميعاً =وَتُصْبحَ ثَاوِياً رَهْناً بِوَادِ
فَلَوْ فُودِيتَ مِنْ حَدَثِ المَنايا= وقيتُكَ بالطريفِ وبالتِّلادِ
لَقَدْ أسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً= ولكنْ لا حياة َ لمنْ تُنادي
حكاية طريفة يرويها الأصمعي :
قال لي هارون الرشيد: أما ترى قبح أسماء سكك بغداد مثل قطيعة الكلاب ونهر الدجاج وأشباه ذلك؟ فهل للعرب مواضع قبيحة الأسماء؟. قلت: نعم، قد قال الراجز :
ما ترى لمح بـارق
سقيت ماؤه يبه
فشروري فقروري
فقنونا فالحـسـبه
فقال: لله درك! فما رأيت مثلك خلقت لهذا الشأن وحدك.(المرزباني) ويبدو ان الأصمعي قد الف هذا الرجز على البديهة ونلاحظ انه ذكر 3 اودية تهاميه :الحسبة و قنونا و يبه.
————————————————
ولم يخل هذا الوادي من علماء فقد قرأت كلاما للشوكاني يترجم فيه لأحد علماء هذا الوادي من القرن الحادي عشر يقول:القاضي المحقق عبد القادر بن حمزة التهامي أخذ عن علي بن راوع وغيره وهاجر لطلب العلم من محلة يبة من قرى حلى بن يعقوب أيام الإمام شرف الدين وتابع الإمام الحسن بن علي داود وسكن وادي عاشر من بني سحام خولان العالية وله حاشية على الأزهار مفيدة وفتاوى مدونة وكان عالما كبيرا محققا زاهدا ورعا محبوبا مهيبا وله تلامذة أجلاء علماء فضلاء نبلاء ومات بعاشر من خولان الطيال سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آميين
عودة الى الرحلة:
رجعنا للطريق المسفلت ومررنا على بلدة ثلوث يبه وانتبهنا الى مصادفة عجيبة وهي اننا اليوم في بلدة ثلوث في يوم 3-3-1433
…النقطة القادمة رئيسية وهي احد الاهداف المهمة وهي زيارة موقع سوق حباشة التاريخي .واجهتنا مشكلة الطريق فنحن نعرف ان السوق يقع في اعالي قنونا لكننا الان في اعالي وادي يبه ومن الصعوبة ان نعود فقيل لنا ان هناك طريق فتوكلنا على الله متجهين شرقا وجبل ثربان العظيم امامنا وكلما تقدمنا ازد
أودية #تهامة قرب #عثر
سوق #حباشة
سوق تاجر به الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أسمائه النبي #التهامي
رحلة التهامية (5): وادي يبه-حيلة المقاعدة-موقع سوق حباشة التاريخي
لوحة طريفة جمعت بعض ايام الاسبوع
عدنا شمالا مع درب الساحل الى ان وصلنا وادي يبه المشهور فأخذنا يمين مع خط مزفت على الضفة الجنوبية لوادي يبه . وادي يبه خصب ايضا وان كان اقل من وادي حلي وضفافه مليئة بالاشجار الضليلة التي كانت مستراحا للمسافرين من الحجاج وغيرهم . لاحظنا ان تربة وادي يبه بيضاء زادته جمالا ….كنا نتمنى لو كان لنا وقفة راحة على هذه البطحاء لكن الوقت لم يسعفنا. كان استاذنا ابراهيم الفقيه و الاستاذ محمد يحي المتحمي اقترحا علينا ان نمر بجبل “حيلة المقاعدة” والمقاعدة نسبىة للقبيلة التي بالقرية المجاورة له ,وكنت انطق اسم الجبل حلية اي جبل بركاني كما هو معروف في منطقة الحرات فعرب الحرات يقولون حلي و حليان للجبال البركانية لكن الاستاذين الكريمين يقولان ان النطق الصحيح حيلة بتقديم الياء ولا ادري عن معنى هذه الكلمة.
حيلة المقاعده
هذا التل البركاني واضح ومنفرد على ضفة الوادي الجنوبية (شاهد الخارطة) وهو متميز وسط الاراضي الرملية من حوله.اخذنا دورة حوله ولم نر الاثار المنشودة الى ان وصلنا جانبه الشمالي فاذا هي عبارة عن تجمع ضخم لما يسمى بالأعمدة البازلتية ( Basalt columns) وهي ظاهرة جيولوجية نراها في الجبال المتكونة من انصهارات اللابا بعد ان تبرد ومن ثم تنكمش وفي العادة تكون لها اطراف محددة هندسية لكن في هذا التل نجد الاعمدة ملساء كأنها اسطوانات منحوتة وذكر الجيولوجي اندرو الدن االذي ناقشته عنها ان سبب اختفاء الزوايا هو انها كانت مغطاة بالتربة مكونه ضغطا قويا الى ان كشفتها عوامل التعرية.
كان الصعود متعبا بسبب حرارة الشمس هنا ودرجة الحرارة وصلت 33
لم نعثر على نصوص مهمة لكن هناك خربشات قديمة وبعض الرسوم الرمزية وبعض الوسوم القبلية
الرسومات الصخرية قليلة ومنظر الصيد هذا هو أوضحها
وادي يبه من الفضاء وفي جنوبه نرى التل البركان
وادي يبه في التراث
ذكرنا في الحلقات الماضية معلومات عن وادي يبه ممرا للحجاج ولهذا الوادي ذكر في التراث العربي من شعر ونثر وكثيرا ما يقرن بجاره الشمالي وادي قنونا كما سنرى :
من عيون الشعر
هذه قصيدة مؤثرة قالها الشاعر كثير عزة الخزاعي والقصيدة رثاء لصديقه خندف الأسدي ولا أدري من أسد المنسوب له وهذه القصيدة مؤثرة لصدق عاطفتها وجزالة الفاظها
لَقَدْ مُنِعَ الرُّقادُ فبِتُّ لَيْلي= تُجافيني الهُمومُ عنِ الوسادِ
عداني أنْ أزورَكَ غيرَ بُغضٍ= مُقامُكَ بين مُصفحة ٍ شدادِ
وإنّي قَائِلٌ إنْ لَمْ أزُرْهُ= سَقَتْ دِيَمُ السَّوَاري والغَوَادِي
محلَّ أخي بني أسدٍ قنَوْنا =إلى يبة إلى بركِ الغمادِ
مقيمٌ بالمجازة ِ من قنَوْنا =وأهلكَ بالأجيفرِ والثَّمادِ
فلا تبعَدْ فكلُّ فتى ً سيأتي= عَلَيْهِ المَوْتُ يَطْرُقُ أوْ يُغَادِي
وَكُلُّ ذَخِيرَة ٍ لا بُدَّ يوْماً =ولو بقيتْ تصيرُ إلى النَّفادِ
يعزُّ عليَّ أن نغدو جميعاً =وَتُصْبحَ ثَاوِياً رَهْناً بِوَادِ
فَلَوْ فُودِيتَ مِنْ حَدَثِ المَنايا= وقيتُكَ بالطريفِ وبالتِّلادِ
لَقَدْ أسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً= ولكنْ لا حياة َ لمنْ تُنادي
حكاية طريفة يرويها الأصمعي :
قال لي هارون الرشيد: أما ترى قبح أسماء سكك بغداد مثل قطيعة الكلاب ونهر الدجاج وأشباه ذلك؟ فهل للعرب مواضع قبيحة الأسماء؟. قلت: نعم، قد قال الراجز :
ما ترى لمح بـارق
سقيت ماؤه يبه
فشروري فقروري
فقنونا فالحـسـبه
فقال: لله درك! فما رأيت مثلك خلقت لهذا الشأن وحدك.(المرزباني) ويبدو ان الأصمعي قد الف هذا الرجز على البديهة ونلاحظ انه ذكر 3 اودية تهاميه :الحسبة و قنونا و يبه.
————————————————
ولم يخل هذا الوادي من علماء فقد قرأت كلاما للشوكاني يترجم فيه لأحد علماء هذا الوادي من القرن الحادي عشر يقول:القاضي المحقق عبد القادر بن حمزة التهامي أخذ عن علي بن راوع وغيره وهاجر لطلب العلم من محلة يبة من قرى حلى بن يعقوب أيام الإمام شرف الدين وتابع الإمام الحسن بن علي داود وسكن وادي عاشر من بني سحام خولان العالية وله حاشية على الأزهار مفيدة وفتاوى مدونة وكان عالما كبيرا محققا زاهدا ورعا محبوبا مهيبا وله تلامذة أجلاء علماء فضلاء نبلاء ومات بعاشر من خولان الطيال سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آميين
عودة الى الرحلة:
رجعنا للطريق المسفلت ومررنا على بلدة ثلوث يبه وانتبهنا الى مصادفة عجيبة وهي اننا اليوم في بلدة ثلوث في يوم 3-3-1433
…النقطة القادمة رئيسية وهي احد الاهداف المهمة وهي زيارة موقع سوق حباشة التاريخي .واجهتنا مشكلة الطريق فنحن نعرف ان السوق يقع في اعالي قنونا لكننا الان في اعالي وادي يبه ومن الصعوبة ان نعود فقيل لنا ان هناك طريق فتوكلنا على الله متجهين شرقا وجبل ثربان العظيم امامنا وكلما تقدمنا ازد
اد ضخامة حتى سد الافق ثم سألنا عن الدرب فقيل ان هناك درب ممسوح غير مسفلت يؤدي الى طريق المجاردة فسلكناه وهو يباري جبل ثربان بحيث يدور على الجبل من الشرق والشمال .مررنا بقرى كثيرة من الصعب سردها كلها ومررنا بأودية عظيمة من الصعب حصرها .هنا اكتشفنا تهامة الجبلية التي لا تقل اهمية عن تهامة الساحلية .
ينصرف النظر لدينا عندما نقول تهامة الى انها سهول ساحلية مستوية لكن الحقيقة ان تهامة قسمين قسم سهلي وقسم جبلي كله جبال تتفاوت من تلال صغيرة الى جبال خصبة عظيمة مثل ثربان و شدى وفيها اودية خصبة وسكان كثر .
اليوم رغم انه كان آخر يوم في تهامة الا انه مليء بالأهداف حتى انا لم نجد وقتا للراحة او للفطور فقلنا نجعلها غداء متأخر لوفي الساعة الواحدة ودرجة الحرارة 33 اخيرا توقفنا للراحة في مفرق المجاردة وغدائنا كان من الدجاج المندي وقوارير البيبسي الباردة من الطراز القديم.
ثم تناقشنا عن الطريق الانسب ….هل نتخبط لنبحث عن اثار سوق حباشة لكن الوقت ضيق فشجعني الزملاء على الاتصال بالاستاذ الوالد ابراهيم الفقيه فاتصلت وكلي خجل لإزعاجه وقت القيلولة وماذا عساه يفعل لمساعدتنا .كان جزاه الله خيرا مثال الواحة في الصحراء فطمأننا وقال سأتصل بكم بعد قليل وفي دقائق اتصل وقال ان احد المهتمين وهو الاستاذ محمد احمد القرني (صحفي ) سيدلنا الموقع.دقائق اخرى واذا صوت يرحب وبهلي يتصل بنا “اعرف انكم متعبين ومرهقين فالان تصلون بيتي حتى نتغدى وترتاحوا” لا شك انها دعوة كريمة من شخص كريم لكن وقتنا لا يمكننا من تلبية الطلب .ان خروجه معنا هذا الوقت من الاجازة لهو اعظم كرم من الاستاذ محمد القرني.
بالفعل وجدنا الاخ الكريم ينتظرنا سيارته ومن هناك انطلقنا الى ان وصلنا بلدة العقصة وهناك كان اخونا الكريم قد نسق لنصطحب محمد جود الله القرني وهو مدرس تاريخ قديم ومن المهتمين بأثار المنطقه وكان من توفيقنا ان نصطحب هذين الاخوين لموقع سوق حباشة.
هناك في ارض مستوية الى جنوب غرب قرية الفايجة 4كم وعلى بعد 2 كم من ضفة وادي قنونا وهو هنا دائم الجريان كالنهر الصغير بين لنا الاستاذ جود الله موقع السوق الافتراضي وهو في منطقة متسعة تسمى عند أهل المنطقة باسم رهوة السوق ,ولعل كلمة السوق تناقلتها الاجيال من ذلك الزمن
اعالي وادي قنوناحيث الماء الدائم الجريان
هذه المنطقة متوسطة بين تهامة الساحل وتهامة الجبال وهي على درب الحج الاعلى فيمكن لتجار قريش وتجار تهامة وتجار اليمن الوصول لها كما ان اهل السراة ينزلون لها عن طريق العقبات .هناك منطقة مجاورة تسمى حداب القرشة . بالطبع لا يوجد اثار ملحوظة مثل مباني او قلاع فكل اسواق العرب انما هي اماكن مؤقته يجتمعون بها اياما معدودة ثن يتفرقون. لهذا لا يمكن الجزم بمكان محدد لكن يستأنس بدلائل وقرائن مثل وقوع هذا المكان في اعالي قنونا وموقعه واتساعه. وعندي ان اهم عامل هو وجود الماء فقنونا هنا دائم الجريان بحيث يكون توفر الماء لاعداد هائلة من الابل والدواب جاذبة لزوار اكثر .وقد رأينا تبتيرات لهيئة السياحة لهذا المكان لمنع التعدي عليه
رهي السوق-رهوة
جبل المنبل يقول الاستاذ انه مصدر للكحل الجيد
حباشة
متاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق حباشة:
قال الطبري:حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثنا محمد ابن عمر، قال: حدثنا معمر وغيره، عن ابن شهاب الزهري – وقد قال ذلك غيره من أهل البلد: إن خديجة إنما كانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاً أخر من قريش إلى سوق حباشة بتهامة؛ وكان الذي زوجها إياه خويلد، وكان التي مشت في ذلك مولاةٌ مولدة من مولدات مكة
قال ياقوت الحموي رحمه الله:حُباشة سوق من أسواق العرب في الجاهلية ذكره في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرَته خديجة إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلاً آخر من قرَيش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجيرٍ خيراً من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا قال فلما رجعنا من سوق حُباشة وذكر حديث تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بطوله.
وقال أبو عبيدة في كتاب المثالب: ولد هاشم بن عبد مناف صيفيّاً وأبا صيفي واسمه عمرو أو قيس وأمهما حية وهي أمَة سوداء كانت لمالك أو عمرو بن سَلول أخي أبي بن سلول والد عبد الله بن أبَي بن سلول المنافق اشتريت حية من سوق حباشة وهي سوق لقَينُقَاعَ وأخوهما لأمهما مَخرَمَة بن المطلب بن عبد مناف بن قُصَي
ومن تجار قريش حكيم بن حزام وكان رجلاً تاجراً لا يدع سوقاً بمكة ولا تهامة إلا حضرة، وكان يقول: كان بتهامة أسواق، أعظمهاسوق حباشة، وكنت أحضره. وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر، واشتريت منه بزا من بز تهامة، وقدمت به مكة، فذلك حين أرسلت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوه إلى أن يخرج لها في تجارة إلى س
ينصرف النظر لدينا عندما نقول تهامة الى انها سهول ساحلية مستوية لكن الحقيقة ان تهامة قسمين قسم سهلي وقسم جبلي كله جبال تتفاوت من تلال صغيرة الى جبال خصبة عظيمة مثل ثربان و شدى وفيها اودية خصبة وسكان كثر .
اليوم رغم انه كان آخر يوم في تهامة الا انه مليء بالأهداف حتى انا لم نجد وقتا للراحة او للفطور فقلنا نجعلها غداء متأخر لوفي الساعة الواحدة ودرجة الحرارة 33 اخيرا توقفنا للراحة في مفرق المجاردة وغدائنا كان من الدجاج المندي وقوارير البيبسي الباردة من الطراز القديم.
ثم تناقشنا عن الطريق الانسب ….هل نتخبط لنبحث عن اثار سوق حباشة لكن الوقت ضيق فشجعني الزملاء على الاتصال بالاستاذ الوالد ابراهيم الفقيه فاتصلت وكلي خجل لإزعاجه وقت القيلولة وماذا عساه يفعل لمساعدتنا .كان جزاه الله خيرا مثال الواحة في الصحراء فطمأننا وقال سأتصل بكم بعد قليل وفي دقائق اتصل وقال ان احد المهتمين وهو الاستاذ محمد احمد القرني (صحفي ) سيدلنا الموقع.دقائق اخرى واذا صوت يرحب وبهلي يتصل بنا “اعرف انكم متعبين ومرهقين فالان تصلون بيتي حتى نتغدى وترتاحوا” لا شك انها دعوة كريمة من شخص كريم لكن وقتنا لا يمكننا من تلبية الطلب .ان خروجه معنا هذا الوقت من الاجازة لهو اعظم كرم من الاستاذ محمد القرني.
بالفعل وجدنا الاخ الكريم ينتظرنا سيارته ومن هناك انطلقنا الى ان وصلنا بلدة العقصة وهناك كان اخونا الكريم قد نسق لنصطحب محمد جود الله القرني وهو مدرس تاريخ قديم ومن المهتمين بأثار المنطقه وكان من توفيقنا ان نصطحب هذين الاخوين لموقع سوق حباشة.
هناك في ارض مستوية الى جنوب غرب قرية الفايجة 4كم وعلى بعد 2 كم من ضفة وادي قنونا وهو هنا دائم الجريان كالنهر الصغير بين لنا الاستاذ جود الله موقع السوق الافتراضي وهو في منطقة متسعة تسمى عند أهل المنطقة باسم رهوة السوق ,ولعل كلمة السوق تناقلتها الاجيال من ذلك الزمن
اعالي وادي قنوناحيث الماء الدائم الجريان
هذه المنطقة متوسطة بين تهامة الساحل وتهامة الجبال وهي على درب الحج الاعلى فيمكن لتجار قريش وتجار تهامة وتجار اليمن الوصول لها كما ان اهل السراة ينزلون لها عن طريق العقبات .هناك منطقة مجاورة تسمى حداب القرشة . بالطبع لا يوجد اثار ملحوظة مثل مباني او قلاع فكل اسواق العرب انما هي اماكن مؤقته يجتمعون بها اياما معدودة ثن يتفرقون. لهذا لا يمكن الجزم بمكان محدد لكن يستأنس بدلائل وقرائن مثل وقوع هذا المكان في اعالي قنونا وموقعه واتساعه. وعندي ان اهم عامل هو وجود الماء فقنونا هنا دائم الجريان بحيث يكون توفر الماء لاعداد هائلة من الابل والدواب جاذبة لزوار اكثر .وقد رأينا تبتيرات لهيئة السياحة لهذا المكان لمنع التعدي عليه
رهي السوق-رهوة
جبل المنبل يقول الاستاذ انه مصدر للكحل الجيد
حباشة
متاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق حباشة:
قال الطبري:حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثنا محمد ابن عمر، قال: حدثنا معمر وغيره، عن ابن شهاب الزهري – وقد قال ذلك غيره من أهل البلد: إن خديجة إنما كانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاً أخر من قريش إلى سوق حباشة بتهامة؛ وكان الذي زوجها إياه خويلد، وكان التي مشت في ذلك مولاةٌ مولدة من مولدات مكة
قال ياقوت الحموي رحمه الله:حُباشة سوق من أسواق العرب في الجاهلية ذكره في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس له كثير مال استأجرَته خديجة إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلاً آخر من قرَيش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجيرٍ خيراً من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا قال فلما رجعنا من سوق حُباشة وذكر حديث تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بطوله.
وقال أبو عبيدة في كتاب المثالب: ولد هاشم بن عبد مناف صيفيّاً وأبا صيفي واسمه عمرو أو قيس وأمهما حية وهي أمَة سوداء كانت لمالك أو عمرو بن سَلول أخي أبي بن سلول والد عبد الله بن أبَي بن سلول المنافق اشتريت حية من سوق حباشة وهي سوق لقَينُقَاعَ وأخوهما لأمهما مَخرَمَة بن المطلب بن عبد مناف بن قُصَي
ومن تجار قريش حكيم بن حزام وكان رجلاً تاجراً لا يدع سوقاً بمكة ولا تهامة إلا حضرة، وكان يقول: كان بتهامة أسواق، أعظمهاسوق حباشة، وكنت أحضره. وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر، واشتريت منه بزا من بز تهامة، وقدمت به مكة، فذلك حين أرسلت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوه إلى أن يخرج لها في تجارة إلى س
وق حباشة، وبعثت معه غلامها ميسرة، فخرجا فابتاعا بزا من بز الجند وغيره مما فيها من التجارة، ورجعا إلى مكة، فربحا ربحاً حسناً. وكانت سوقاً تقوم ثمانية أيام .
اذا كان سوق حباشة مهما لتجارة قريش ولعل رحلتهم الى هذا السوق هي رحلة الشتاء التي قال الله عنها “رحلة الشتاء والصيف” فهنا يأتي تجار قريش بمنتجات الشام ومصر ويتاجرون بها مقابل تجارات اهل اليمن الأسفل وأهل تهامة وأهل السراة لان هذا الموقع متوسط للجميع .ويدلك على أهميته ان ابا سفيان زعيم مكة كان حاضرا بنفسه في سوق حباشة عام الحديبية .
وقرأت في خزانة الادب للبغدادي: حباشة بضم الحاء المهملة وتخفيف الموحّدة، وبعد الألف شين معجمة، فكانت في ديار بارق نحو قنونا، بفتح القاف وبضمّ النون الخفيفة وبعد النون ألف مقصورة، من مكّة إلى جهة اليمن على ستّ مراحل. …..ولم تكن من مواسم الحجّ. وإنّما كانت تقام في شهر رجب.
نهاية السوق سنة 197هجري:
قال الفاكهيّ: ولم تزل هذه الأسواق قائمة في الإسلام إلى أن كان أول ما ترك منها سوق عكاظ في زمن الخوارج، سنة تسع وعشرين ومائة، وآخر ما ترك منها سوق حباشة في زمن داود بن عيسى بن موسى العبّاسيّ، في سنة سبع وتسعين ومائة.ويعطينا الأزرقي تفاصيل أكثر:حباشة سوق الأزد وهي في ديار الأوصام من بارق من صدر قنونا وحلى من ناحية اليمن وهي من مكة على ست ليال وهي آخر سوق خربت من أسواق الجاهلية، وكان والي مكة يستعمل عليها رجلاً يخرج معه بجند فيقيمون بها ثلاثة أيام من أول رجب متوالية، حتى قتلت الأزد والياً كان عليها من غنى بعثه داود بن عيسى بن موسى في سنة سبع وتسعين ومائة، فأشار فقهاء أهل مكة على داود بن عيسى بتخريبها فخربها وتركت إلى اليوم، وانما ترك ذكر حباشة مع هذه الأسواق لأنها لم تكن في مواسم الحج ولا في أشهره وانما كانت في رجب
ياقوت الحموي وسوق حباشة:
من بركات هذا السوق حتى بعد اندثاره انه كان سببا في تأليف اعظم موسوعة جغرافية في التراث العربي كان ولازال الباحثون ينهلون منها الى الان ونحن في فريق الصحراء لا زلنا نستفيد من كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي رحمه الله فقد قال انه كان في سنة 615 هجري كان في مجلس احد الكبراء بمدينة مرو العظيمة قبل ان يدمرها المغول وانهم كانوا يتناقشون وورد على لسانه سوق حباشه فأنكر عليه أحد الجلساء ضبطه لكلمة: (حباشة) بصم الحاء فحاول ياقوت ان يرد عليه من مرجع علمي لكنه لم يجد في خزائن مرو العشر كتاباً يذكرها، وكان في واحدة من هذه الخزائن وهي الخزانة العزيزية اثنا عشر ألف مجلد. قال: (فألقي حينئذ في روعي افتقار العالم إلى كتاب في هذا الشان..ليكون في مثل هذه الظلمة هاديا، وإلى ضوء الصواب داعيا) فألف هذه الموسوعة العظيمة التي حق له ان يفخر بها
من حكايات الصعاليك:مقتل الشنفرى عائدا من سوق حباشة
هناك عدة روايات عن مقتل الشنفرى اخترنا هذه وحررناها “:قيل ان الأزد قتلت الحارث بن السائب الفهمي، فأبوا أن يبوءوا بقتله، فباء بقتله رجل منهم يقال له حزام بن جابر قبل ذلك، فمات أخو الشنفري، فأنشأت أمه تبكيه، فقال الشنفري، وكان أول ما قاله من الشعر:
ليس لوالـدة هـوءهـا ولا قولها لابنها دعـدع
تطيف وتحدث أحوالـه وغيرك أملك بالمصرع
قال: فلما ترعرع الشنفرى جعل يغير على الأزد مع فهم: فيقتل من أدرك منهم، ثم قدم منى وبها حزام بن جابر، فقيل له: هذا قاتل أبيك، فشد عليه فقتله، ثم سبق الناس على رجليه (كان الشنفرى اشهر عدائي العرب) فقال:
قتلت حزاماً مـهـدياً بـمـلـبـد ببطن منى وشط الحجيج المصوت
قال: ثم إن رجلاً من الأزد أتى أسيد بن جابر، وهو أخو حزام المقتول فقال: تركت الشنفرىبسوق حباشة، فقال أسيد بن جابر: والله لئن كنت صادقاً لا نرجع حتى نأكل من جنى أليف أبيدة، فقعد له على الطريق هو وابنا حزام، فأحسوه في جوف الليل وقد نزع نعلاً ولبس نعلاً ليخفى وطأه، فلما سمع الغلامان وطأه قالا: هذه الضبع، فقال أسيد: ليست الضبع، ولكنه الشنفرى، ليضع كل واحد منكما نعله على مقتله (يقصد على صدورهم) حتى إذا رأى (الشنفرى) سوادهم نكص ملياً لينظر هل يتبعه أحد، ثم رجع حتى دنا منهم، فقال الغلامان: أبصرنا؟ فقال عمهما: لا والله ما أبصركما، ولكنه أطرد اليكما تتبعاه، فليضع كل واحد منكما نعله على مقتله. فرماهم الشنفرى فخسق في النعل ولم يتحرك المرمي، ثم رمى فانتظم ساقي أسيد، فلما رأى ذلك أقبل حتى كان بينهم، فوثبوا عليه، فأخذوه فشدوه وثاقاً، ثم إنهم انطلقوا به إلى قومهم، فطرحوه وسطهم،
وقيل انهم قالوا له: أنشدنا فقال: إنما النشيد على المسرة فذهبت مثلاً.
فتماروا بينهم في قتله، فبعضهم يقول: أخوكم وابنكم (قيل ان الشنفرى من الأزد ونشأ في اخواله بني فهم) فلما رأى ذلك أحد بني حزام ضربه ضربة فقطع يده من الكوع، وكانت بها شامة سوداء، فقال الشنفري حين قطعت يده:
لا تبعدي إما هلكت شامـه
فرب خرق قطعتي قتامـه
ورب قرن فصلتي عظامه
ثم قالوا له – حين أرادوا قتله – أين نقبرك? فقال:
لا تقبروني! إن ق
اذا كان سوق حباشة مهما لتجارة قريش ولعل رحلتهم الى هذا السوق هي رحلة الشتاء التي قال الله عنها “رحلة الشتاء والصيف” فهنا يأتي تجار قريش بمنتجات الشام ومصر ويتاجرون بها مقابل تجارات اهل اليمن الأسفل وأهل تهامة وأهل السراة لان هذا الموقع متوسط للجميع .ويدلك على أهميته ان ابا سفيان زعيم مكة كان حاضرا بنفسه في سوق حباشة عام الحديبية .
وقرأت في خزانة الادب للبغدادي: حباشة بضم الحاء المهملة وتخفيف الموحّدة، وبعد الألف شين معجمة، فكانت في ديار بارق نحو قنونا، بفتح القاف وبضمّ النون الخفيفة وبعد النون ألف مقصورة، من مكّة إلى جهة اليمن على ستّ مراحل. …..ولم تكن من مواسم الحجّ. وإنّما كانت تقام في شهر رجب.
نهاية السوق سنة 197هجري:
قال الفاكهيّ: ولم تزل هذه الأسواق قائمة في الإسلام إلى أن كان أول ما ترك منها سوق عكاظ في زمن الخوارج، سنة تسع وعشرين ومائة، وآخر ما ترك منها سوق حباشة في زمن داود بن عيسى بن موسى العبّاسيّ، في سنة سبع وتسعين ومائة.ويعطينا الأزرقي تفاصيل أكثر:حباشة سوق الأزد وهي في ديار الأوصام من بارق من صدر قنونا وحلى من ناحية اليمن وهي من مكة على ست ليال وهي آخر سوق خربت من أسواق الجاهلية، وكان والي مكة يستعمل عليها رجلاً يخرج معه بجند فيقيمون بها ثلاثة أيام من أول رجب متوالية، حتى قتلت الأزد والياً كان عليها من غنى بعثه داود بن عيسى بن موسى في سنة سبع وتسعين ومائة، فأشار فقهاء أهل مكة على داود بن عيسى بتخريبها فخربها وتركت إلى اليوم، وانما ترك ذكر حباشة مع هذه الأسواق لأنها لم تكن في مواسم الحج ولا في أشهره وانما كانت في رجب
ياقوت الحموي وسوق حباشة:
من بركات هذا السوق حتى بعد اندثاره انه كان سببا في تأليف اعظم موسوعة جغرافية في التراث العربي كان ولازال الباحثون ينهلون منها الى الان ونحن في فريق الصحراء لا زلنا نستفيد من كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي رحمه الله فقد قال انه كان في سنة 615 هجري كان في مجلس احد الكبراء بمدينة مرو العظيمة قبل ان يدمرها المغول وانهم كانوا يتناقشون وورد على لسانه سوق حباشه فأنكر عليه أحد الجلساء ضبطه لكلمة: (حباشة) بصم الحاء فحاول ياقوت ان يرد عليه من مرجع علمي لكنه لم يجد في خزائن مرو العشر كتاباً يذكرها، وكان في واحدة من هذه الخزائن وهي الخزانة العزيزية اثنا عشر ألف مجلد. قال: (فألقي حينئذ في روعي افتقار العالم إلى كتاب في هذا الشان..ليكون في مثل هذه الظلمة هاديا، وإلى ضوء الصواب داعيا) فألف هذه الموسوعة العظيمة التي حق له ان يفخر بها
من حكايات الصعاليك:مقتل الشنفرى عائدا من سوق حباشة
هناك عدة روايات عن مقتل الشنفرى اخترنا هذه وحررناها “:قيل ان الأزد قتلت الحارث بن السائب الفهمي، فأبوا أن يبوءوا بقتله، فباء بقتله رجل منهم يقال له حزام بن جابر قبل ذلك، فمات أخو الشنفري، فأنشأت أمه تبكيه، فقال الشنفري، وكان أول ما قاله من الشعر:
ليس لوالـدة هـوءهـا ولا قولها لابنها دعـدع
تطيف وتحدث أحوالـه وغيرك أملك بالمصرع
قال: فلما ترعرع الشنفرى جعل يغير على الأزد مع فهم: فيقتل من أدرك منهم، ثم قدم منى وبها حزام بن جابر، فقيل له: هذا قاتل أبيك، فشد عليه فقتله، ثم سبق الناس على رجليه (كان الشنفرى اشهر عدائي العرب) فقال:
قتلت حزاماً مـهـدياً بـمـلـبـد ببطن منى وشط الحجيج المصوت
قال: ثم إن رجلاً من الأزد أتى أسيد بن جابر، وهو أخو حزام المقتول فقال: تركت الشنفرىبسوق حباشة، فقال أسيد بن جابر: والله لئن كنت صادقاً لا نرجع حتى نأكل من جنى أليف أبيدة، فقعد له على الطريق هو وابنا حزام، فأحسوه في جوف الليل وقد نزع نعلاً ولبس نعلاً ليخفى وطأه، فلما سمع الغلامان وطأه قالا: هذه الضبع، فقال أسيد: ليست الضبع، ولكنه الشنفرى، ليضع كل واحد منكما نعله على مقتله (يقصد على صدورهم) حتى إذا رأى (الشنفرى) سوادهم نكص ملياً لينظر هل يتبعه أحد، ثم رجع حتى دنا منهم، فقال الغلامان: أبصرنا؟ فقال عمهما: لا والله ما أبصركما، ولكنه أطرد اليكما تتبعاه، فليضع كل واحد منكما نعله على مقتله. فرماهم الشنفرى فخسق في النعل ولم يتحرك المرمي، ثم رمى فانتظم ساقي أسيد، فلما رأى ذلك أقبل حتى كان بينهم، فوثبوا عليه، فأخذوه فشدوه وثاقاً، ثم إنهم انطلقوا به إلى قومهم، فطرحوه وسطهم،
وقيل انهم قالوا له: أنشدنا فقال: إنما النشيد على المسرة فذهبت مثلاً.
فتماروا بينهم في قتله، فبعضهم يقول: أخوكم وابنكم (قيل ان الشنفرى من الأزد ونشأ في اخواله بني فهم) فلما رأى ذلك أحد بني حزام ضربه ضربة فقطع يده من الكوع، وكانت بها شامة سوداء، فقال الشنفري حين قطعت يده:
لا تبعدي إما هلكت شامـه
فرب خرق قطعتي قتامـه
ورب قرن فصلتي عظامه
ثم قالوا له – حين أرادوا قتله – أين نقبرك? فقال:
لا تقبروني! إن ق
بري محرم
عليكم ولكن أبشري أم عامر
اذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقـى ثـم سـائري
هنالك لا أرجـو حـياةً تـسـرنـي
سجين الليالي مبسلاً بـالـجـرائر
وقيا انهم ذرعوا خطو الشنفري ليلة قتل فوجد أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة، ثم الثانية سبع عشرة خطوة.
قال: ولما قتل الشنفري وطرح رأسه مر به رجل منهم فضرب جمجمة الشنفري بقدمه، فعقرت قدمه فمات منها، فتمت به المائة.
———————-
اثار قرية الحَمَضة
فاجأنا الاخوين باقتراح زيارة معلم اثري لم نكن سمعنا به من قبل .قرية الحمضة وهي قطع الوادي من رهوة السوق . اثار قرية قديمة مهجورة لكنها بقيت عبر القرون لجودة بناها بالحجر الصلب. القرية محصنة تماما فهي محاطة بالجبال من جميع النواحي الا من ناحية الوادي حيث لها مدخل واحد وهي هجرت منذ قرون طويلة وليس في ذاكرة كبار السن انها كانت مسكونه واخبرنا الاستاذ جود الله ان هناك حجر مكتوب بالخط الكوفي غير المنقط لكن للأسف اختفى من مكانه ,يبدو والله اعلم ان القرية تعود الى القرون الوسطى الاسلامية
قرية الحمضة
على مدخل المسجد بقي هذا النقش:لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم …..السيد محمد بن عبدالخالق
استخدام خشب العرعر في البناء القدي
تحديث: عثرت على نصين يؤيدان ان حمضة كانت بلدة اسلامية لها شهرة في القرون الأولى .النص الأول عن الهمداني جعل الحمضة حدا لليمن من الشمال حيث قال (سميت اليمن الخضراءَ لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيفٌ بها من المشرق إلى الجنوب فراجعاً إلي المغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من حدود عمان ويَبرين إلى حدّ ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهُجيرة وتثليث وكُثبَة وجُرَش ومنحدراً في السراة إلى شَعف عَنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حَمِضَةَ وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة )
النص الثاني عن ياقوت رحمه الله يقول فيه (حمضة: بالفتح ثم الكسرِ، من قرى عَثرَ من أرض اليمن منِ جهة قبلتها)
————————
عليكم ولكن أبشري أم عامر
اذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقـى ثـم سـائري
هنالك لا أرجـو حـياةً تـسـرنـي
سجين الليالي مبسلاً بـالـجـرائر
وقيا انهم ذرعوا خطو الشنفري ليلة قتل فوجد أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة، ثم الثانية سبع عشرة خطوة.
قال: ولما قتل الشنفري وطرح رأسه مر به رجل منهم فضرب جمجمة الشنفري بقدمه، فعقرت قدمه فمات منها، فتمت به المائة.
———————-
اثار قرية الحَمَضة
فاجأنا الاخوين باقتراح زيارة معلم اثري لم نكن سمعنا به من قبل .قرية الحمضة وهي قطع الوادي من رهوة السوق . اثار قرية قديمة مهجورة لكنها بقيت عبر القرون لجودة بناها بالحجر الصلب. القرية محصنة تماما فهي محاطة بالجبال من جميع النواحي الا من ناحية الوادي حيث لها مدخل واحد وهي هجرت منذ قرون طويلة وليس في ذاكرة كبار السن انها كانت مسكونه واخبرنا الاستاذ جود الله ان هناك حجر مكتوب بالخط الكوفي غير المنقط لكن للأسف اختفى من مكانه ,يبدو والله اعلم ان القرية تعود الى القرون الوسطى الاسلامية
قرية الحمضة
على مدخل المسجد بقي هذا النقش:لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم …..السيد محمد بن عبدالخالق
استخدام خشب العرعر في البناء القدي
تحديث: عثرت على نصين يؤيدان ان حمضة كانت بلدة اسلامية لها شهرة في القرون الأولى .النص الأول عن الهمداني جعل الحمضة حدا لليمن من الشمال حيث قال (سميت اليمن الخضراءَ لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيفٌ بها من المشرق إلى الجنوب فراجعاً إلي المغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من حدود عمان ويَبرين إلى حدّ ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهُجيرة وتثليث وكُثبَة وجُرَش ومنحدراً في السراة إلى شَعف عَنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حَمِضَةَ وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة )
النص الثاني عن ياقوت رحمه الله يقول فيه (حمضة: بالفتح ثم الكسرِ، من قرى عَثرَ من أرض اليمن منِ جهة قبلتها)
————————