🔵تاريخ وأدب اليمن www.telegram.me/taye5 ® #تحفةالزمن في تأريخ سادات اليمن،، للمؤرخ العلامة بدر الدين
الحسين بن عبدالرحمن #الأهدل
المشهور ب #تاريخ_الأهدل
( 135 )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°^°°°°°°°
#الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#علماء_وفقهاء_اليمن
قال #الجندي؛
ومن #زبيد - حاضرة #تهامة وكرسيها -
إعلم أن مدينة زبيد من أكثر البلاد فقهاً - علماً - وقد مضى من تحققته - سبق وذكر علمائها وفقهائها - وقد بقي جماعة منهم - من المتأخرين -
منهم ؛
#علي_بن_قاسم_ابن_العليف_بن_هيس بن عمرو بن نافع #الشراحيلي #الحكمي - الإمام أبو الحسن - ،،
من حكماء - حكمي - #حرض ...
قدم #زبيد بعد ان اخذ العلم وتفقه ب #الشويري..
/ الشُّويرَى ؛ قرية بوادي #سهام ../ على يد الفقيه إبراهيم ابن زكريا ، ثم أخذ العلم والفقه ب #زبيد على يد الفقيه عباس بن محمد ، ثم دخل #ذي_أشرق وأخذ عن القاضي مسعود ....
وبرع - تفوق في العلم والفقه - حتى كان - صار ، أصبح - إماماً من أئمة الدين ، وبورك له وللمسلمين في علمه ، وقصده الطلبة من نواح شتى ، وتفقهوا به - على يده - وتفقه بهم غيرهم ، ونشروا العلم عنه ، وله مؤلفات ومصنفات مفيدة منها كتابه #الدرر_في_الفرائض ، وكذلك له كتاب الدور في #مشكلات_المهذب وله رسالة #سؤالات_على_التنبيه وسيرها إلى #بغداد وأجابه عنها علماء بغداد ، ثم أجاب عنها أيضاً الفقيه محمد بن يوسف الشويري وجوابه عنها أرضى الأجوبه - رأي الجندي -
قال الجندي ؛
ومن أعيان أصحابه - تلاميذه وطلابه الذين أخذوا عنه العلم - ب #زبيد
#محمد_بن_الحطاب ، - سياتي ذكره - ومنهم إبن عاصم ، وابن القلقل ، والفوفلي وعبدالرحمن بن مبارك السحولي ، وعمر بن مسعود الأبيني وحسن الشرعبي وعبيد بن أحمد من السهولة ، وغيرهم
وقيل أن من أصحابه - تلاميذه - ستين فقيهاً مدرساً ...
وكان الإمام علي بن القاسم الحكمي يحفظ كتاب التنبيه ولا يزال يحمله معه فقيل له تحمله وأنت تحفظه قال نعم أحتج به على أهل المراء - المجادلين المكذبين له - وكان يدرس كل ليلة - ورده - سبع القرآن - أكثر من أربعة أجزاء قليلاً - وعرض عليه قضاء #زبيد فامتنع ، وعرض عليه السلطان #المنصور التدريس - لديه في مدرسته - فامتنع لورعه مع حاجته وفقره ، وفضائل هذا الإمام أكثر من أن تحصر .....
اوفي رحمه الله في رمضان سنة 640هج ، وخلفه إبنه أحمد فدرس مكانه الى ان توفي رحمه الله سنة 664هج ، وله ذرية ب #زبيد يجللون ويحترمون ببركته ،،،،
******★☆******★****☆*****★*************
الحسين بن عبدالرحمن #الأهدل
المشهور ب #تاريخ_الأهدل
( 135 )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°^°°°°°°°
#الأهدل ؛ نقلا عن #الجندي في كتابه #السلوك ؛
#علماء_وفقهاء_اليمن
قال #الجندي؛
ومن #زبيد - حاضرة #تهامة وكرسيها -
إعلم أن مدينة زبيد من أكثر البلاد فقهاً - علماً - وقد مضى من تحققته - سبق وذكر علمائها وفقهائها - وقد بقي جماعة منهم - من المتأخرين -
منهم ؛
#علي_بن_قاسم_ابن_العليف_بن_هيس بن عمرو بن نافع #الشراحيلي #الحكمي - الإمام أبو الحسن - ،،
من حكماء - حكمي - #حرض ...
قدم #زبيد بعد ان اخذ العلم وتفقه ب #الشويري..
/ الشُّويرَى ؛ قرية بوادي #سهام ../ على يد الفقيه إبراهيم ابن زكريا ، ثم أخذ العلم والفقه ب #زبيد على يد الفقيه عباس بن محمد ، ثم دخل #ذي_أشرق وأخذ عن القاضي مسعود ....
وبرع - تفوق في العلم والفقه - حتى كان - صار ، أصبح - إماماً من أئمة الدين ، وبورك له وللمسلمين في علمه ، وقصده الطلبة من نواح شتى ، وتفقهوا به - على يده - وتفقه بهم غيرهم ، ونشروا العلم عنه ، وله مؤلفات ومصنفات مفيدة منها كتابه #الدرر_في_الفرائض ، وكذلك له كتاب الدور في #مشكلات_المهذب وله رسالة #سؤالات_على_التنبيه وسيرها إلى #بغداد وأجابه عنها علماء بغداد ، ثم أجاب عنها أيضاً الفقيه محمد بن يوسف الشويري وجوابه عنها أرضى الأجوبه - رأي الجندي -
قال الجندي ؛
ومن أعيان أصحابه - تلاميذه وطلابه الذين أخذوا عنه العلم - ب #زبيد
#محمد_بن_الحطاب ، - سياتي ذكره - ومنهم إبن عاصم ، وابن القلقل ، والفوفلي وعبدالرحمن بن مبارك السحولي ، وعمر بن مسعود الأبيني وحسن الشرعبي وعبيد بن أحمد من السهولة ، وغيرهم
وقيل أن من أصحابه - تلاميذه - ستين فقيهاً مدرساً ...
وكان الإمام علي بن القاسم الحكمي يحفظ كتاب التنبيه ولا يزال يحمله معه فقيل له تحمله وأنت تحفظه قال نعم أحتج به على أهل المراء - المجادلين المكذبين له - وكان يدرس كل ليلة - ورده - سبع القرآن - أكثر من أربعة أجزاء قليلاً - وعرض عليه قضاء #زبيد فامتنع ، وعرض عليه السلطان #المنصور التدريس - لديه في مدرسته - فامتنع لورعه مع حاجته وفقره ، وفضائل هذا الإمام أكثر من أن تحصر .....
اوفي رحمه الله في رمضان سنة 640هج ، وخلفه إبنه أحمد فدرس مكانه الى ان توفي رحمه الله سنة 664هج ، وله ذرية ب #زبيد يجللون ويحترمون ببركته ،،،،
******★☆******★****☆*****★*************
Telegram
اليمن_تاريخ_وثقافة
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
@mao777 للتواصل
www.telegram.me/taye5 🇾🇪🇾🇪
#شعراء_وأدباء_اليمن
شاﻋﺮ ﺍﻟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ
#ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ #ﺍﻟﻜﺎﻑ ،
ﻭﺍﻟﻤﻠﻘَّﺐ (ﺣﺪَّﺍﺩ)، ﻭُﻟِﺪَ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﺎﻡ 1327 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 1907 ﻡ ..
ﻭﻧﺸﺄ ﺑﻬﺎ ﻧﺸﺄﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ اﻛﻨﺎﻑ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ اﻳﺪﻱ ﻣﺸﺎﻳﺨﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ﻓﺄﺧﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﺘﻪ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﻭشاﻋﺮﻧﺎ الغزل (حداد بن حسن) .. ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻳﺘﻐﻨﻮﻥ ﻭﻳﺘﻠﺬﺫﻭﻥ ﺑﺄﻏﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ
وﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ بﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻋَﻠَّﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺩَّﺑﻪ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻳُﻨَﻤِّﻲ ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﺘﻤﺮَّ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩُّﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﺗﻔﺘَّﺤﺖ ﻟـﻪ ﺁﻓﺎﻕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﻜﻮَّﻧﺖ ﻟـﻪ ﺧﻠﻔﻴَّﺔ ﻓﻘﻬﻴَّﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﻭﺑﻴﺘﻪ ﻳﻀﻢُّ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻬﺘﻢُّ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ اﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻼﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴَّﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻄَّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪَّﺭ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ .. ﻛُﻞُّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﺻﻘﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔً ﺷﻌﺮﻳَّﺔً ﻣُﺘَﻮَّﻗﺔ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴَّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻐُﺺُّ ﺑﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﺜﺎﻝ: ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ، ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ، ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺍﻟﻤﺆﺭِّﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ، ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ .. ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤﺎﺩﻱ ، ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ، ﻛﻨﺪﻱ ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ بذﻛﺮﻫﻢ .. ﻭﻗﻞَّ اﻥ ﺗﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺇﻻّ ﻭﻫﻮ ﻣُﻄَّﻠِﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﺍً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ، ﻭاﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ﺃﻣَّﺎ ﺗﻨﺸﺪ ﻛﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻣُﻮَّﺷﺤﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ، ﻛﻔﺮﻗﺔ ﺁﻝ ﺑﺎﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺒﻨﻲ ﻣﻐﺮﺍﻩ .. اﻭ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻵﻧﺴﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﻐﻨَّﻰ ﺳﻤﺎﻋﻴَّﺎً ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ – ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ - ﻋﻠﻰ الحاﻥ (ﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤَّﺎﻟـﻪ) ﻭﻫُﻮَّ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺟُﻞَّ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ اﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ .. ﻭاﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﻨﺠﻪ (ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ) اﻭ
(ﺍﻟﺮﺑﺎﺑﺔ) ، ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺤَﺴَﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﺑﻨﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ اﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻔﺘَّﺢ ﻣﻮﻫﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ، ﻭﺗﻌﻠَّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ. ﺛﻢَّ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﺤﺴّﻴَّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﻭﺗﻌَﺮَّﻑَ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻓﻲ (ﺣﻮﻃﺔ اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼّﻣﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺟﻞٌ ﻭﻗﻮﺭ ﻭﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﻛَﻮَّﻥ ﻣﻌﻪ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓِّﻲ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ – ﻋﻤﺮ ﻏﺎﺑﻪ – ﻟﻴُﻌﻠِّﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﻟـﻪ اﺫﻥ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗُﻔَﻨِّﺪ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭﺣُﺒِّﻪ ﻟﻠﺪّﺍﻥ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺋﻪ ﻭﻣﻠﺤّﻨﻴﻪ ﻭﻣﻐﻨﻴﻪ، ﻭﺗﻮﺛَّﻘﺖ ﻋﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺰﻭﺭﻫﻢ ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ اﻟﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪّﺍﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺯﻣﻼﺀ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤَﺎﺩﻱ ، ﻋﺎﻳﺾ ﺑﺎﻟﻮﻋﻞ ، ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ، ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻐﻨِّﻴﻦ .. ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ، ﻋﻮﺽ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ، ﻫﺎﺩﻱ ﻭﻋﻮﺽ اﺑﻨﺎﺀ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺮﻳِّﻚ ، ﻋﺒﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﺎﻧﻲ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﻳﺞ ، ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺮﻙ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﻟﻤﺎّ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﻣﻠﻜﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ اﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮَّﻟﺔ ﺑﺄﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ .. ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﻆّ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻼﺕ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳَّﺔ .. ﻭﻟـﻪ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻏﻨَّﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺳﺠَّﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻨّﺎنون الكبار .. ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺣﻮﻳﺮﺙ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﻪ ﺧﺎﻥ ، ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﺮﺍﻣﻪ ﻣﺮﺳﺎﻝ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ، ﻭﻗّﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻮ ﺟﻠﺴﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﺃ
#شعراء_وأدباء_اليمن
شاﻋﺮ ﺍﻟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ
#ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ #ﺍﻟﻜﺎﻑ ،
ﻭﺍﻟﻤﻠﻘَّﺐ (ﺣﺪَّﺍﺩ)، ﻭُﻟِﺪَ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﺎﻡ 1327 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 1907 ﻡ ..
ﻭﻧﺸﺄ ﺑﻬﺎ ﻧﺸﺄﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ اﻛﻨﺎﻑ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ اﻳﺪﻱ ﻣﺸﺎﻳﺨﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ﻓﺄﺧﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﺘﻪ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﻭشاﻋﺮﻧﺎ الغزل (حداد بن حسن) .. ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻳﺘﻐﻨﻮﻥ ﻭﻳﺘﻠﺬﺫﻭﻥ ﺑﺄﻏﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ
وﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ بﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻋَﻠَّﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺩَّﺑﻪ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻳُﻨَﻤِّﻲ ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﺘﻤﺮَّ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩُّﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﺗﻔﺘَّﺤﺖ ﻟـﻪ ﺁﻓﺎﻕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﻜﻮَّﻧﺖ ﻟـﻪ ﺧﻠﻔﻴَّﺔ ﻓﻘﻬﻴَّﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﻭﺑﻴﺘﻪ ﻳﻀﻢُّ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻬﺘﻢُّ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ اﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻼﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴَّﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻄَّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪَّﺭ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ .. ﻛُﻞُّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﺻﻘﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔً ﺷﻌﺮﻳَّﺔً ﻣُﺘَﻮَّﻗﺔ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴَّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻐُﺺُّ ﺑﺎﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﺜﺎﻝ: ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ، ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ، ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺍﻟﻤﺆﺭِّﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ، ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ .. ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤﺎﺩﻱ ، ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ، ﻛﻨﺪﻱ ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ بذﻛﺮﻫﻢ .. ﻭﻗﻞَّ اﻥ ﺗﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺇﻻّ ﻭﻫﻮ ﻣُﻄَّﻠِﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﺍً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ، ﻭاﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ﺃﻣَّﺎ ﺗﻨﺸﺪ ﻛﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻣُﻮَّﺷﺤﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ، ﻛﻔﺮﻗﺔ ﺁﻝ ﺑﺎﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺒﻨﻲ ﻣﻐﺮﺍﻩ .. اﻭ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻵﻧﺴﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﻐﻨَّﻰ ﺳﻤﺎﻋﻴَّﺎً ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ – ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ - ﻋﻠﻰ الحاﻥ (ﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤَّﺎﻟـﻪ) ﻭﻫُﻮَّ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺟُﻞَّ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ اﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ .. ﻭاﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﻨﺠﻪ (ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ) اﻭ
(ﺍﻟﺮﺑﺎﺑﺔ) ، ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺤَﺴَﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﺑﻨﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ اﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻔﺘَّﺢ ﻣﻮﻫﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ، ﻭﺗﻌﻠَّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ. ﺛﻢَّ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﺤﺴّﻴَّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﻭﺗﻌَﺮَّﻑَ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻓﻲ (ﺣﻮﻃﺔ اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼّﻣﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺟﻞٌ ﻭﻗﻮﺭ ﻭﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﻛَﻮَّﻥ ﻣﻌﻪ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓِّﻲ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ – ﻋﻤﺮ ﻏﺎﺑﻪ – ﻟﻴُﻌﻠِّﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﻟـﻪ اﺫﻥ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗُﻔَﻨِّﺪ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭﺣُﺒِّﻪ ﻟﻠﺪّﺍﻥ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺋﻪ ﻭﻣﻠﺤّﻨﻴﻪ ﻭﻣﻐﻨﻴﻪ، ﻭﺗﻮﺛَّﻘﺖ ﻋﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺰﻭﺭﻫﻢ ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ اﻟﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪّﺍﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺯﻣﻼﺀ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤَﺎﺩﻱ ، ﻋﺎﻳﺾ ﺑﺎﻟﻮﻋﻞ ، ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ، ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻐﻨِّﻴﻦ .. ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ، ﻋﻮﺽ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ، ﻫﺎﺩﻱ ﻭﻋﻮﺽ اﺑﻨﺎﺀ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺮﻳِّﻚ ، ﻋﺒﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﺎﻧﻲ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﻳﺞ ، ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺮﻙ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﻟﻤﺎّ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﻣﻠﻜﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ اﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮَّﻟﺔ ﺑﺄﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ .. ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﻆّ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻼﺕ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳَّﺔ .. ﻭﻟـﻪ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻏﻨَّﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺳﺠَّﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻨّﺎنون الكبار .. ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺣﻮﻳﺮﺙ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﻪ ﺧﺎﻥ ، ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﺮﺍﻣﻪ ﻣﺮﺳﺎﻝ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ، ﻭﻗّﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻮ ﺟﻠﺴﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﺃ
ﻭ ﺳﻬﺮﺓ ﻋﺎﻣَّﺔ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺪّﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔٌ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻓﻬﻮَّ ﻳﻌﺸﻘﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ:-
ﻧﺴﻴـﺖ ﺍﻟﻌﺸـــﻖ ﻭﻧﺴﻴــﺖ ﺃﻫﻠـــــﻪ
ﻭﻟـﻤَّــﺎ ﺟﻴـﺖ ﺳﻔـﺢِ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ
ﻟُﺤﻘﺘِـﻪ ﻋـﺎﺩ ﻓﻲ ﻋُﺸَّﺎﻗﻬﺎ ﺻَﻄْﻠِــــﻪ
ﻳﻤَﻀُّﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺯﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰَّﺍﻡ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻫُﻮَّ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻔَّﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﺩُ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬَّﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﻤﻮﺕ ﺭﻭﺣﻪ .. ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ :-
ﻧِﺴﻨﺴُﻮﺍ ﺑـﺎﻟــﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﺣﻴﻮﻧــﺎ
ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣِﻦ ﻣـﺎﺕ ﺣَـﺪ ﺗﺤﻴُـــﻮﻥ
اﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻐﻨِّﻲ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ (ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ)، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺗﻪ :-
ﺭُﺩّﺩُّﻩ ﺭَﺩِّﻩ ﺑـــــــــــــﺮَﺩِّﻩ ﻣَـﻐﻨــﺎﻙ
ﻳـﺎﺑـﺎﺳﻌﻴـــــــﺪﻩ
ﻭﻟﻘﺪ ﺣَﻜَﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ (ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟـﻪ) اﻧَّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﻪ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟﺔ .. ﻭﻳﺘﻌﻤَّﺪ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟـﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺣﺪّﺍﺩ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻟـﻪ اﺟﺮﺓ اﻛﺜﺮ ﻣﻤَّﺎ ﻳﺪَّﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸِّﻌﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻭمن اﻫﻢ ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺰﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ .. ﺑﻞ ﻭﺟﺒﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﻴﺮﺍ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﺮ ﻋﺸﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ .. فنسمعه يقول :-
ﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻛـﻢ ﻣـﺎ ﺭﺃﻳﺘـﻪ
ﺃﻣـﺲ ﻭﺍﻟﺒـﺎﺭﺣـﺔ ﻭﻗــﺖ ﺍﻟﻌﺸـﻴـﺔ
ﻣـﻦ ﻗـﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻴـﺎﺯﺭ ﺗﺤـﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘـﺔ
ﻟـﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻘـﺎﻉ ﻳﺘـﺮﺍﻣـﻰ ﻋﻠـﻴّـﻪ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺧﻠﻮﻩ ﺳﻨﺠﺎﺭ
ﺛـﻢ ﺍﺳﺘﻐﻔـﺮﻭﺍ ﻣـﻦ ﺭﺑﻜـﻢ ﻗـﺪ ﺑﻠﻴﺘـﻪ
ﺟﻴـﺖ ﻭﺍﺳﻌﻔـﺖ ﻭﻗﻌـﺖ ﻟـﻲ ﺑﻠـﻴّـﺔ
ﻛﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﻮﻱ ﺯﺍﻛـﻲ ﺃﺳـﺪ ﻻ ﺍﺣﺘﺠﻴﺘـﻪ
ﺃﺑـﺸـﺮﻭﺍ ﻓــﻲ ﻭﻓـﺎﻫـﻢ ﻭﺍﻟﺠـﺰﻳّـﺔ
ﺻﺪﻕ ﺑﺎ ﺍﻓﻌﻞ ﻭﻏﻴﺮﻱ ﺑﺎﻳﺨﺎﺑﺮ ﺑﺎﻻﺧﺒـﺎﺭ
ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺑﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴـﺪﻱ ﻭﺍﻧـﺎ ﻣﺎﺩﺭﻳﺘـﻪ
ﻭﺍﻧـﺖ ﺟــﻼﺏ ﻻ ﺣــﺪ ﻣﺸﺘـﺮﻳّـﻪ
ﺍﻟﻨﻔـﺲ ﺍﺗـﻮﻥ ﻣـﻦ ﺑﻨﺪﻗـﻚ ﻻ ﻣﺘﻠﻬﻴﺘـﻪ
ﻧـﺤـﺰ ﺍﻟـﻠـﺴـﻦ ﻃـﻴــﺔ ﺑـﻄـﻴّـﺔ
ﺑﺎ ﻧﺜﻤﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﻮﺟـﻪ ﻭﺍﻟﻠـﻮﻡ ﻭﺍﻟﻌـﺎﺭ
ﻣﺒﻄﻠﺔ ﻣﺴﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻬـﻢ ﻣـﺎ ﺧﻄﻴﺘـﻪ
ﺣـﺪ ﺗﻌـﻤّـﺪ ﻭﺣــﺪ ﻣـﻨـﻪ ﺧﻄـﻴّـﺔ
ﻳﺎ ﻣﺤﺒـﻲ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧـﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒـﻲ ﺣﻴﺘـﻪ
ﻣــﺎ ﺭﻓــﻊ ﺑﻨـﺪﻗـﻪ ﻭﺍﻟﺠﺮﻣـﻠـﻴّـﺔ
ﻗﺎﻝ ﻭﺣﺪﻙ ﻃﻌﻢ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭ
ﻭقال ايضا :-
إﻳـﻦ ﻫـﺎﺷـﻢ ﺍﻟﺴـﺎﻟـﻲ ﺑﻨـﻴـّﺔ
ﺟﻴﺖ ﻣﻦ ﺿﻴـﻖ ﺑﺎﺗﺴﻼ ﺑﺴﻔﺢ ﺍﻟﻄﻮﻳـﻠﺔ
ﺧـﺼـﻜﻢ ﻳـﺎ ﺍﻫـﻞ ﺍﻟﻘـﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴـﻠﻴـﺔ
ﻳـﻮﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺳـﻠﻮﺓ ﻗـﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤـﺒﻴﻦ
ﻧﺴــﻤﻮﻧﺎ ﻓـﻀـﻴﻠـﺔ ﺿـﻴـﻖ ﺑﻴـّـﻪ
ﺫﻱ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻣﺜﻞ ﻃﺶ ﺍﻟﻤﺨﻴـﻠﺔ
ﺫﻛــﺮﻭﻧــﺎ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻣــﺮ ﻟـﻮﻟـﻴـّـﻪ
ﻟﺠﻞ ﺑﺎﺳـﻼ ﻭﺑﺎﺗﺬﻛﺮ ﻭﻗﻮﺕ ﺍﻟﻤﻀـﺎﻧﻴﻦ
ﻋـﻨﺪﻛـﻢ ﺑﺎ ﻧﺤـﻂ ﻛﺜــﻴﺮ ﺍﻟﺸـﻜــﻴّﺔ
ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﺎاﻫﻞ ﺍﻟﺸــﺮﻭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳـﻠﺔ
ﻣﻦ ﺑـﻠﻲ ﻛﻴـﻒ ﺑﺎ ﻳـﻠﻘـﻲ ﺑﺎﻟﻬـﻮﻳـّـﺔ
ﻗﺪﻩ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺭﺍﺳﻪ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺴﻜﻴـﻦ
ﻟﻠـﻬــﻮﻯ ﺑﺎ ﻳﺠـﻲ ﻳـﺎ ﺍﻟـﺪﺍﻣـﻜﻴــﺔ
ﺑﺎﺍﺑـﺬﻝ ﺁﻻﻑ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒـﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ
بحمد ﺍﻟـﻠﻪ ﻣـﺎ ﻳـﺪﻱ ﺧـﻠﻴـّـﺔ
ﻟﻠﻬـﻮﻯ ﺑﺎﻟﻌـﻄـﺎ ﺑﺎﻣـﺪ ﺣﺘـﻰ ﻣﻼﻳﻴـﻦ
ﻳﺎ ﻣﺤـﺐ ﺻـﻮﺏ ﺑـﻲ ﻣﻦ ﻋـﻴﻄـﻠـﻴّﻪ
ﻋـﺬﺑﺘـﻨﺎ ﻭﻧﺎ ﻋﻨـﺪﻱ ﻣﺤـﺒـﺔ ﺩﻭﻳـﻠـﺔ
ﻻ ﺗـﺬﻛـــﺮﺗـﻬـﺎ ﺑـﻴـﺖ ﻫـﻤـﻴّـﺔ
ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟـﺪﻣﻊ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﻦ
ﺑﺎ ﺗﺼـﺒّـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻜــﺘﻮﺏ ﻟﻴـّـﻪ
ﻣﺎ ﺷﻲ ﺃﻋﻈـﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻞ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﻗﺔ ﺧﻠﻴـﻠﻪ
ﻛـﻞ ﺳـﺎﻋـﺔ ﻳﺸــﺎﻫــﺪ ﺑـﺎﻟﻤﻨـﻴـّﺔ
ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻻ ﻗـﺪﻩ ﻣﻘﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴـنه
اﻟـﻮﻓـﺎﺀ ﻳـﺎ ﺍﻟﻤـﻮﻟــﻊ ﻭﺍﻟﺠـﺰﻳـﺔ
ﻣﻦ ﺣﺒﻴـﺒﻚ ﻃﻌﻢ ﺳـﻢ ﺍﻟﻜﺒــﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴـﻠﺔ
ﺍﻧﺖ ﺗﺴـﻘـﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺟـﺒﺢ ﺍﻟﺒـﻐـﻴـّﺔ
ﻛﻞ ﺳـﺎﻋﺔ
ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻘﻴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭ ﻛﻞ ﺣﻴـﻦ
ﻫـﻜـﺬﺍ ﺍﻟﺠــﻮﺩ ﻭﺍﻹﺣـﺴــﺎﻥ ﻓـﻴّـﻪ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺷـﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﺒﻴﻠـﻪ
ﻛــﻦ ﺫﺍ ﻭﻗـﺘـﻨﺎ ﺑـﺎ ﺍﻟﻤـﻘـﺒـﻠﻴــّﺔ
ﺭﺍﺣﺖ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻟﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴـﻦ
ﻭﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﻳﺄﺱ ﻭﺍﺳﺘﻌﻄﺎﻑ ﻭﺭﺟﺎﺀ ... ﻓﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻮﺭﻫﺎ (ﺣﺪﺍﺩ ) ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻇﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﺒﺪ ﻣﻌﺘﺰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺻﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ اﻭ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ اﻥ ﻳﻘﻮﻝ .. ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺜﺮﺕ ﺑﻪ ... ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﺐ (ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ) ﻣﺘﻠﻬﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﻟﻪ ﻭﺍﺟﺪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻭﻳﻨﺒﺌﻪ ﺑﺄﻣﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻭﻳﻤﻨﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﺇﻥ ﺭﺍﻭﻏﺖ ﺃﻭ ﺻﺪﺕ ﻋﻨﻪ
ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ :-
ﻣﺎﻧﺒﺎﻫﺎ ﺑﻄﻮﻟـﻪ ﻳـﺪ ﺑﺎﻫـﺎ ﺷﺮﻳـﻪ
ﺑﺎﻟﻄﻠـﺐ ﺑﺎﻧﻤﻨﻴﻬـﺎ ﺑﺘﺮﻛـﻪ ﻗﻮﻳـﻪ
ﻟﻮ ﺗﺒﺎ ﻗﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻣﺪﺭﻱ ﺑﺒﺴﺘﺎﻥ
ويقول ايضا :-
ﻳﺎﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﻠﻮﺓ ﻛـﻞ ﺧﺎﻃـﺮ
ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﺎ ﻋﺎﺷﻘـﻚ ﻭﺩﻳـﻪ
ﻳﺤﻴـﺎ ﺑﻬـﺎ ﻗـﻠـﺐ ﺣـﺎﺳـﺮ
ﺧﻞ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﻩ ﺷﻔﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﺤﺒﺎﻥ
ﻭﺗﻮﻓﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﻡ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺩﻓﻦ ﺑﻬﺎ . ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﺃﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ
@taye5
ﻧﺴﻴـﺖ ﺍﻟﻌﺸـــﻖ ﻭﻧﺴﻴــﺖ ﺃﻫﻠـــــﻪ
ﻭﻟـﻤَّــﺎ ﺟﻴـﺖ ﺳﻔـﺢِ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ
ﻟُﺤﻘﺘِـﻪ ﻋـﺎﺩ ﻓﻲ ﻋُﺸَّﺎﻗﻬﺎ ﺻَﻄْﻠِــــﻪ
ﻳﻤَﻀُّﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺯﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰَّﺍﻡ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻫُﻮَّ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻔَّﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﺩُ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬَّﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﻤﻮﺕ ﺭﻭﺣﻪ .. ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ :-
ﻧِﺴﻨﺴُﻮﺍ ﺑـﺎﻟــﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﺣﻴﻮﻧــﺎ
ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣِﻦ ﻣـﺎﺕ ﺣَـﺪ ﺗﺤﻴُـــﻮﻥ
اﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻐﻨِّﻲ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ (ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ)، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺗﻪ :-
ﺭُﺩّﺩُّﻩ ﺭَﺩِّﻩ ﺑـــــــــــــﺮَﺩِّﻩ ﻣَـﻐﻨــﺎﻙ
ﻳـﺎﺑـﺎﺳﻌﻴـــــــﺪﻩ
ﻭﻟﻘﺪ ﺣَﻜَﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ (ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟـﻪ) اﻧَّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﻪ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟﺔ .. ﻭﻳﺘﻌﻤَّﺪ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟـﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺣﺪّﺍﺩ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻟـﻪ اﺟﺮﺓ اﻛﺜﺮ ﻣﻤَّﺎ ﻳﺪَّﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸِّﻌﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻭمن اﻫﻢ ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺰﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ .. ﺑﻞ ﻭﺟﺒﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﻴﺮﺍ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﺮ ﻋﺸﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ .. فنسمعه يقول :-
ﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻛـﻢ ﻣـﺎ ﺭﺃﻳﺘـﻪ
ﺃﻣـﺲ ﻭﺍﻟﺒـﺎﺭﺣـﺔ ﻭﻗــﺖ ﺍﻟﻌﺸـﻴـﺔ
ﻣـﻦ ﻗـﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻴـﺎﺯﺭ ﺗﺤـﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘـﺔ
ﻟـﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻘـﺎﻉ ﻳﺘـﺮﺍﻣـﻰ ﻋﻠـﻴّـﻪ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺧﻠﻮﻩ ﺳﻨﺠﺎﺭ
ﺛـﻢ ﺍﺳﺘﻐﻔـﺮﻭﺍ ﻣـﻦ ﺭﺑﻜـﻢ ﻗـﺪ ﺑﻠﻴﺘـﻪ
ﺟﻴـﺖ ﻭﺍﺳﻌﻔـﺖ ﻭﻗﻌـﺖ ﻟـﻲ ﺑﻠـﻴّـﺔ
ﻛﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﻮﻱ ﺯﺍﻛـﻲ ﺃﺳـﺪ ﻻ ﺍﺣﺘﺠﻴﺘـﻪ
ﺃﺑـﺸـﺮﻭﺍ ﻓــﻲ ﻭﻓـﺎﻫـﻢ ﻭﺍﻟﺠـﺰﻳّـﺔ
ﺻﺪﻕ ﺑﺎ ﺍﻓﻌﻞ ﻭﻏﻴﺮﻱ ﺑﺎﻳﺨﺎﺑﺮ ﺑﺎﻻﺧﺒـﺎﺭ
ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺑﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴـﺪﻱ ﻭﺍﻧـﺎ ﻣﺎﺩﺭﻳﺘـﻪ
ﻭﺍﻧـﺖ ﺟــﻼﺏ ﻻ ﺣــﺪ ﻣﺸﺘـﺮﻳّـﻪ
ﺍﻟﻨﻔـﺲ ﺍﺗـﻮﻥ ﻣـﻦ ﺑﻨﺪﻗـﻚ ﻻ ﻣﺘﻠﻬﻴﺘـﻪ
ﻧـﺤـﺰ ﺍﻟـﻠـﺴـﻦ ﻃـﻴــﺔ ﺑـﻄـﻴّـﺔ
ﺑﺎ ﻧﺜﻤﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﻮﺟـﻪ ﻭﺍﻟﻠـﻮﻡ ﻭﺍﻟﻌـﺎﺭ
ﻣﺒﻄﻠﺔ ﻣﺴﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻬـﻢ ﻣـﺎ ﺧﻄﻴﺘـﻪ
ﺣـﺪ ﺗﻌـﻤّـﺪ ﻭﺣــﺪ ﻣـﻨـﻪ ﺧﻄـﻴّـﺔ
ﻳﺎ ﻣﺤﺒـﻲ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧـﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒـﻲ ﺣﻴﺘـﻪ
ﻣــﺎ ﺭﻓــﻊ ﺑﻨـﺪﻗـﻪ ﻭﺍﻟﺠﺮﻣـﻠـﻴّـﺔ
ﻗﺎﻝ ﻭﺣﺪﻙ ﻃﻌﻢ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭ
ﻭقال ايضا :-
إﻳـﻦ ﻫـﺎﺷـﻢ ﺍﻟﺴـﺎﻟـﻲ ﺑﻨـﻴـّﺔ
ﺟﻴﺖ ﻣﻦ ﺿﻴـﻖ ﺑﺎﺗﺴﻼ ﺑﺴﻔﺢ ﺍﻟﻄﻮﻳـﻠﺔ
ﺧـﺼـﻜﻢ ﻳـﺎ ﺍﻫـﻞ ﺍﻟﻘـﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴـﻠﻴـﺔ
ﻳـﻮﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺳـﻠﻮﺓ ﻗـﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤـﺒﻴﻦ
ﻧﺴــﻤﻮﻧﺎ ﻓـﻀـﻴﻠـﺔ ﺿـﻴـﻖ ﺑﻴـّـﻪ
ﺫﻱ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻣﺜﻞ ﻃﺶ ﺍﻟﻤﺨﻴـﻠﺔ
ﺫﻛــﺮﻭﻧــﺎ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻣــﺮ ﻟـﻮﻟـﻴـّـﻪ
ﻟﺠﻞ ﺑﺎﺳـﻼ ﻭﺑﺎﺗﺬﻛﺮ ﻭﻗﻮﺕ ﺍﻟﻤﻀـﺎﻧﻴﻦ
ﻋـﻨﺪﻛـﻢ ﺑﺎ ﻧﺤـﻂ ﻛﺜــﻴﺮ ﺍﻟﺸـﻜــﻴّﺔ
ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﺎاﻫﻞ ﺍﻟﺸــﺮﻭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳـﻠﺔ
ﻣﻦ ﺑـﻠﻲ ﻛﻴـﻒ ﺑﺎ ﻳـﻠﻘـﻲ ﺑﺎﻟﻬـﻮﻳـّـﺔ
ﻗﺪﻩ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺭﺍﺳﻪ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺴﻜﻴـﻦ
ﻟﻠـﻬــﻮﻯ ﺑﺎ ﻳﺠـﻲ ﻳـﺎ ﺍﻟـﺪﺍﻣـﻜﻴــﺔ
ﺑﺎﺍﺑـﺬﻝ ﺁﻻﻑ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒـﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ
بحمد ﺍﻟـﻠﻪ ﻣـﺎ ﻳـﺪﻱ ﺧـﻠﻴـّـﺔ
ﻟﻠﻬـﻮﻯ ﺑﺎﻟﻌـﻄـﺎ ﺑﺎﻣـﺪ ﺣﺘـﻰ ﻣﻼﻳﻴـﻦ
ﻳﺎ ﻣﺤـﺐ ﺻـﻮﺏ ﺑـﻲ ﻣﻦ ﻋـﻴﻄـﻠـﻴّﻪ
ﻋـﺬﺑﺘـﻨﺎ ﻭﻧﺎ ﻋﻨـﺪﻱ ﻣﺤـﺒـﺔ ﺩﻭﻳـﻠـﺔ
ﻻ ﺗـﺬﻛـــﺮﺗـﻬـﺎ ﺑـﻴـﺖ ﻫـﻤـﻴّـﺔ
ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟـﺪﻣﻊ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﻦ
ﺑﺎ ﺗﺼـﺒّـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻜــﺘﻮﺏ ﻟﻴـّـﻪ
ﻣﺎ ﺷﻲ ﺃﻋﻈـﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻞ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﻗﺔ ﺧﻠﻴـﻠﻪ
ﻛـﻞ ﺳـﺎﻋـﺔ ﻳﺸــﺎﻫــﺪ ﺑـﺎﻟﻤﻨـﻴـّﺔ
ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻻ ﻗـﺪﻩ ﻣﻘﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴـنه
اﻟـﻮﻓـﺎﺀ ﻳـﺎ ﺍﻟﻤـﻮﻟــﻊ ﻭﺍﻟﺠـﺰﻳـﺔ
ﻣﻦ ﺣﺒﻴـﺒﻚ ﻃﻌﻢ ﺳـﻢ ﺍﻟﻜﺒــﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴـﻠﺔ
ﺍﻧﺖ ﺗﺴـﻘـﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺟـﺒﺢ ﺍﻟﺒـﻐـﻴـّﺔ
ﻛﻞ ﺳـﺎﻋﺔ
ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻘﻴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭ ﻛﻞ ﺣﻴـﻦ
ﻫـﻜـﺬﺍ ﺍﻟﺠــﻮﺩ ﻭﺍﻹﺣـﺴــﺎﻥ ﻓـﻴّـﻪ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺷـﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﺒﻴﻠـﻪ
ﻛــﻦ ﺫﺍ ﻭﻗـﺘـﻨﺎ ﺑـﺎ ﺍﻟﻤـﻘـﺒـﻠﻴــّﺔ
ﺭﺍﺣﺖ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻟﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴـﻦ
ﻭﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﻳﺄﺱ ﻭﺍﺳﺘﻌﻄﺎﻑ ﻭﺭﺟﺎﺀ ... ﻓﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻮﺭﻫﺎ (ﺣﺪﺍﺩ ) ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻇﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﺒﺪ ﻣﻌﺘﺰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺻﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ اﻭ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ اﻥ ﻳﻘﻮﻝ .. ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺜﺮﺕ ﺑﻪ ... ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﺐ (ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ) ﻣﺘﻠﻬﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﻟﻪ ﻭﺍﺟﺪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻭﻳﻨﺒﺌﻪ ﺑﺄﻣﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻭﻳﻤﻨﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﺇﻥ ﺭﺍﻭﻏﺖ ﺃﻭ ﺻﺪﺕ ﻋﻨﻪ
ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ :-
ﻣﺎﻧﺒﺎﻫﺎ ﺑﻄﻮﻟـﻪ ﻳـﺪ ﺑﺎﻫـﺎ ﺷﺮﻳـﻪ
ﺑﺎﻟﻄﻠـﺐ ﺑﺎﻧﻤﻨﻴﻬـﺎ ﺑﺘﺮﻛـﻪ ﻗﻮﻳـﻪ
ﻟﻮ ﺗﺒﺎ ﻗﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻣﺪﺭﻱ ﺑﺒﺴﺘﺎﻥ
ويقول ايضا :-
ﻳﺎﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺳﻠﻮﺓ ﻛـﻞ ﺧﺎﻃـﺮ
ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﺎ ﻋﺎﺷﻘـﻚ ﻭﺩﻳـﻪ
ﻳﺤﻴـﺎ ﺑﻬـﺎ ﻗـﻠـﺐ ﺣـﺎﺳـﺮ
ﺧﻞ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﻩ ﺷﻔﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﺤﺒﺎﻥ
ﻭﺗﻮﻓﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﻡ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺩﻓﻦ ﺑﻬﺎ . ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﺃﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ
@taye5
@taye5
حداد بن حسن الكاف
من ابناء تريم الغنـّا حضرموت
لشعر حداد بن حسن مكانة خاصة في شعر أغاني الدان الحضرمي ويحتل موقع الصدارة وإن كان منحصرا في شعر الغزل ولايثنيه عنه أي شيء وهذا الغزل كان إستعدادا فطري وتجارب شخصية له ..ولهذا كان أصيلا في التعبير عن وجدانياته وعواطفه ومواقفه من الجمال وهزائمه الغرامية الى آخر ذلك ..!! ولقد شجت كل الاصوات الحضرمية بأعذب الألحان لكلمات شاعرنا حداد بن حسن الكاف وكان آخر شريط غنائي للفنان ابوبكر سالم بلفقيه أحتوي على اربع أغاني من (حداديات) شاعرنا الموهوب رحمه الله .وحداد بن حسن الكاف شاعر يحمل بين جنبيه قلبا يهيم عشقا مفتونا بالجمال فهو حين يقول :
بن حسن قال ذي اليــومين حِسْ ضيـق بيــِّه
لا تذكــرت في الغنــَّا المدينـــــه صـبـــيّــه
ماخلق مثلها لو طـفـت في حـُـــور لعــيـان
* * * *
نار في الجـوف تشعل وكــبـــدي ظــنيه
من تــذكـــارها قـد لي ليــــالي هــمــيّه
عدّا اللـيـــل مــا يغــمضـــن بالنوم لعيـان
* * * *
حِس من بــعدهــا خــاطري مــاهــومعيــّه
بُـــعُد يـومين لي سـواه و ألــقاه فــــيــّه
ما تشــوفونــنا مثل المجـانين البــلهـــان
صورة جميلة لقلب يهيم عشقا لفاتنة سحرته وملأت عليه جوانحه لكنها لم تكافئه
على ذلك الحب إلا بالحرمان فأمتلأت نفسه بالأسى وأثقلها بالحسرة ولم يبقىله إلا الذكريات يجترها في حزن وألم يقول:
من تخــبرك مني قلهم فـي أذيـّه
لا عبرقوت في حلقي ولا نوم ليّه
خــايل إلا خلي بيـده الكاس مليان
وتذهب محبوبة حداد بن حسن الى البعيد في النأي عنه تاركة شاعرنا ولكن شاعرنا لايستطيع فكاكا عنها ولا مهربا منها ولا يرضى بديلا كائن كان يقول:
ولا لي قلب ذاكر في الدنيا ولافي الفلس فاكـر
ولا فكري بشي غير فــكري بالحسان الحـــور
إن إحساس حداد بن حسن بحب الفرح وما يفرح المحبوب ويقر بعينيه مايقر بعين المحبوب ويتجسد هذا الإحساس بذلك في قوله:
في الذي تقصده صرّفنا مرتضي بالعز وإنه هون
000000والذي يفرحك في الدنيا يفرحنا إنت يوسف وأنا يعقوب
باتتفتح من أشذاك أعيــاني الحــور
وهذا لايكون إلا لرب العالمين ... ولكن كما قالت العرب أعذبه أكذبه .. غير إن فيض حب شاعرنا حداد بن حسن يجتاح كل السدود والقيود وإن كان الكون يبدو أحيانا فارغا من مسعف له أو معين يعينه ولم يبق له إلا الضياع يقول:
في البحر غارق معاد راسي ظهر
000000000000000000صحيح ما مخلوق علي درّك
والأصحاب قالوا خزى لك
0000000000000000000طعم با تشوف الموت له هوحمر
هكذا من عشق بعد شرب الحلو يتجرع القار
ولكن متى ماقدم إليه أحد المغنيين لأصوات الدان الحضرمي من صوب ديار محبوبته يكشف حداد بن حسن فرحته بذلك ويخاطب المغني(باسعيده ) بقوله
ياحي يامرحيب من جاء ألف بك ترحوب
0000000000000ياباسعيده خذ سلام آلاف لك مــرّه
هت لي خبر في أهل الطويله000000كيف عاد الناس
هل هم عادهم في بسطهم 0000او هم كماي ضاقت بهم المحبين
حداد بن حسن الكاف
من ابناء تريم الغنـّا حضرموت
لشعر حداد بن حسن مكانة خاصة في شعر أغاني الدان الحضرمي ويحتل موقع الصدارة وإن كان منحصرا في شعر الغزل ولايثنيه عنه أي شيء وهذا الغزل كان إستعدادا فطري وتجارب شخصية له ..ولهذا كان أصيلا في التعبير عن وجدانياته وعواطفه ومواقفه من الجمال وهزائمه الغرامية الى آخر ذلك ..!! ولقد شجت كل الاصوات الحضرمية بأعذب الألحان لكلمات شاعرنا حداد بن حسن الكاف وكان آخر شريط غنائي للفنان ابوبكر سالم بلفقيه أحتوي على اربع أغاني من (حداديات) شاعرنا الموهوب رحمه الله .وحداد بن حسن الكاف شاعر يحمل بين جنبيه قلبا يهيم عشقا مفتونا بالجمال فهو حين يقول :
بن حسن قال ذي اليــومين حِسْ ضيـق بيــِّه
لا تذكــرت في الغنــَّا المدينـــــه صـبـــيّــه
ماخلق مثلها لو طـفـت في حـُـــور لعــيـان
* * * *
نار في الجـوف تشعل وكــبـــدي ظــنيه
من تــذكـــارها قـد لي ليــــالي هــمــيّه
عدّا اللـيـــل مــا يغــمضـــن بالنوم لعيـان
* * * *
حِس من بــعدهــا خــاطري مــاهــومعيــّه
بُـــعُد يـومين لي سـواه و ألــقاه فــــيــّه
ما تشــوفونــنا مثل المجـانين البــلهـــان
صورة جميلة لقلب يهيم عشقا لفاتنة سحرته وملأت عليه جوانحه لكنها لم تكافئه
على ذلك الحب إلا بالحرمان فأمتلأت نفسه بالأسى وأثقلها بالحسرة ولم يبقىله إلا الذكريات يجترها في حزن وألم يقول:
من تخــبرك مني قلهم فـي أذيـّه
لا عبرقوت في حلقي ولا نوم ليّه
خــايل إلا خلي بيـده الكاس مليان
وتذهب محبوبة حداد بن حسن الى البعيد في النأي عنه تاركة شاعرنا ولكن شاعرنا لايستطيع فكاكا عنها ولا مهربا منها ولا يرضى بديلا كائن كان يقول:
ولا لي قلب ذاكر في الدنيا ولافي الفلس فاكـر
ولا فكري بشي غير فــكري بالحسان الحـــور
إن إحساس حداد بن حسن بحب الفرح وما يفرح المحبوب ويقر بعينيه مايقر بعين المحبوب ويتجسد هذا الإحساس بذلك في قوله:
في الذي تقصده صرّفنا مرتضي بالعز وإنه هون
000000والذي يفرحك في الدنيا يفرحنا إنت يوسف وأنا يعقوب
باتتفتح من أشذاك أعيــاني الحــور
وهذا لايكون إلا لرب العالمين ... ولكن كما قالت العرب أعذبه أكذبه .. غير إن فيض حب شاعرنا حداد بن حسن يجتاح كل السدود والقيود وإن كان الكون يبدو أحيانا فارغا من مسعف له أو معين يعينه ولم يبق له إلا الضياع يقول:
في البحر غارق معاد راسي ظهر
000000000000000000صحيح ما مخلوق علي درّك
والأصحاب قالوا خزى لك
0000000000000000000طعم با تشوف الموت له هوحمر
هكذا من عشق بعد شرب الحلو يتجرع القار
ولكن متى ماقدم إليه أحد المغنيين لأصوات الدان الحضرمي من صوب ديار محبوبته يكشف حداد بن حسن فرحته بذلك ويخاطب المغني(باسعيده ) بقوله
ياحي يامرحيب من جاء ألف بك ترحوب
0000000000000ياباسعيده خذ سلام آلاف لك مــرّه
هت لي خبر في أهل الطويله000000كيف عاد الناس
هل هم عادهم في بسطهم 0000او هم كماي ضاقت بهم المحبين
@taye5
ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﺰﻝ /
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ
( ﻳﺎ ﻏُﺼـــﻦ ﻗـــُﺪ ﺭَﺑّـــــــُﻮﻙ )
ﺃﺑﺪﻳـــﺖ ﺑـﺎﻟﻠﻪ ﻳـﺎ ﺭﻓﻴــــﻊ ﺍﻟﺸَّــــــــﺎﻥ ﻟـﻚ ﺑـﺎ ﺗـــــــــﻮﺏ
ﺃﻧﻈـــــــﺮ ﻟﺤﺎﻟــــــــﻲ ﻓﻲ ﻛَﻠَــــــﻒ ﺃﻧــــــــــﺎ ﺷﻔﺘﻬــــــــــــﺎ ﺯﺭَّﻩ
ﺫﺍ ﻓﺼـﻞ ﻑَ ﺍْﺷﺠــﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨــــﺐ ﻭﺷﺠــــﺮﺓ ﺍﻟﻨّـﺎﻧـــــــﺎﺱ
ﺗﺮﻋﺶ ﺛﻤـﺎﺭﻩ ﺑـﺎﻟﺰّﻫﺮ ﻣﻐﺮﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻼّﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ
*****
ﻭﺑـِﺎﻟﺴّﻬَـﺎﻟِـــــﻪ ﻛِﻴــﻪ ﺩُﻋُــــﻮﺍ ﻟــﻲ ﻳﻮﻣﻨـــــﺎ ﻣﻐﺼــــﻮﺏ
ﻭﺑِﺎﻟﻌﻴــــــــــــــــﺎﺩﻩ ﻋﻨﺪﻛــــﻢ ﺑـﺎ ﻧﻄــــــــــﺮﺡ ﺍﻟـﻤـــــــــــــــــﺪﺭﻩ
ﻭﺩِّﻱ ﻣَﺤَﻠِّــــــﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ ﺷﻮّﻗـــــﺖ ﻓﻲ ﺍﻟـــــــﺮَّﺍﺱ
ﻣﺎﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻼﻳﻴـﻦ
*****
"ﺣﺪﺍﺩ "
ﻳـﺎ ﻏﺼــﻦ ﻗــﺪ ﺭَﺑـــُّــﻮﻙ ﺃﻫــﻠﻚ ﻣﻦ ﺯﻣــــﻦ ﻣﺤـــــﺮﻭﺏ
ﻳﺴﻘﻮﻧــــــﻚ ﺍﻻّ ﺍﻟﻄﺎﻳﻔــــــــــﻲ ﻗُﻄـــــــﺮﻩ ﻗﻔـــــــﺎ ﻗُﻄــــــــــــــﺮﻩ
ﻣُــــﻮﻻﻙ ﻣِﺘْﻌِـــــﺰّﺯ ﺑﺤــــﺚ ﻟﻚ ﺩﺍﺧـــــﻞ ﺍﻟـﻬـــــــــــﻼّﺱ
ﻭﻃَﺮَﺣَﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﻌﺔ ﻋﺴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻠﻤﺴﻚ ﻳﺎ ﺫﺍﻟﻐﺼﻦ
ﺷﻲ ﻃﻴﻦ
*****
ﻳـﺎ ﺣـﻲّ ﻳـﺎ ﻣﺮﺣﻴــﺐ ﻣﻦ ﺟــﺎﺀ ﺃﻟــﻒ ﻟﻚ ﺗﺮﺣــــــــــــﻮﺏ
ﻳـﺎ ﺑﺎﺳﻌﻴــــــﺪﻩ ﺧـــــــــﺬ ﺳـــــــــــﻼﻡ ﺁﻻﻑ ﻟﻚ ﻣـــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻫﺖ ﻟﻲ ﺧﺒــﺮ ﻑَ ﺍْﻫـﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠـﻪ ﻛﻴﻒ ﺣــﺎﻝ ﺍﻟﻨـــــــــــﺎﺱ
ﻫﻢ ﻋﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﺴﻄﻬﻢ ﺃﻭ ﻫــﻢ ﻛﻤﺎﻳﻪ ﺿﻘﺖ ﻭِﻛْﺜُـﺮﻥ
ﺍﻟﺘّﻤﺎﺣﻴـﻦ
*****
ﻭﻋﺎﺩﻫــــــــﻢ ﻳﺘﺬﻛّـــــــﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨّــــــــﻞ ﻭﺍﻟـﻤﺤﺒـــــــــــــﻮﺏ
ﻭﻳﺬﻛــــﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﻗـــــﺖ ﻭﻗــﺖ ﺍﻟﺸـــــــــﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌِﺸْــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﻳﺘﻘﻨـــﻮﻥ ﺃﻳـــــــــﺎﻡ ﻣــــــــــﺮّﺕ ﺩﺍﻳﺮﻳــــــﻦ ﺍﻟــــــــﻜـﺎﺱ
ﻭﺍﻥ ﻗُﺪ ﻧﺴﻮﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺴﻰ ﺷﺮﻋﻬﻢ ﻭﺍﻟﺠـﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻳﻚ
ﺍﻟﻤﻈﺎﻧﻴﻦ
*****
ﻳـﻠﻠـــــﻲ ﻃﻠﻌﺘـــﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃــــــﺮ ﻋﻨﺪﻧــﺎ ﻣﺸﺒــــــــــﻮﺏ
ﻭﺍﻳـــــﺶ ﻳﺨـــﺮﺝ ﺍﻟﺸﺎﺑـــــــﺎﺕ ﻟـﻲ ﻃﻠﻌـــﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻈــــــــــــﺮﻩ
ﻣﺎ ﺑﺎﻗــﻲ ﺍﻻّ ﺍﻟﺬﻛـــﺮ ﻳــﻮﻡ ﺍﻟﺬﻛــــــﺮ ﺑــﻴﻦ ﺍﻟﻨـــــــــــــﺎﺱ
ﻳُﺤﻴـــﻲ ﺍﻟﻘﻠـــﻮﺏ ﺍﻟـﻤﻴّﺘﻪ ﻟﻲ ﺷﻮّﻗﺖ ﻟَﺮﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﺑُﻌﺪ
ﺍﻟﻤﻀﺎﻧﻴﻦ
*****
ﻣﺴﻜﻴــﻦ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻌــﺬّﺏ ﻓﻲ ﺍﻟـﻤﺤﺒّـــــــــــﻪ ﻟــــــــــﻮﺏ
ﻋﻄﺸــــﺎﻥ ﻣـﺎ ﺑﻴــــﻦ ﺍﻟـﻤـــــــــﻮﺍﺭﺩ ﻗِﻄِّــــــــــــﻊ ﺍﻟﻌَﺒــــــــــــﺮﻩ
ﻣـﺎ ﺣــﺪ ﺭﺛـــﻲ ﺣﺎﻟـﻲ ﺳﻤﻴــﺮ ﺍﻟﺸﻬـــﺐ ﻓﻲ ﻟﻐــــــــــﻼﺱ
ﺧﺎﻳﻒ ﻳﻘﻊ ﻣﻮﺗﻲ ﻭﺍﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟـﻤـﻮﺍﺭﺩ
ﻭﺍﻟـﻤﻌﺎﻳﻴـــﻦ
*****
ﻟـﻲ ﻫﺎﺵ ﻋﻘﻠﻲ ﻋــﺬﺏ ﻓﻲ ﻗَﺼْــﺮُﻩ ﻣَﺴَـﻰ ﻣﺤﺠــــــــﻮﺏ
ﺣﺴﻴﺒـــﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻫُﺸﺘﻨــــــــﺎ ﻳـﺎ ﺑـﺎﻫـــــــــــــﻲ ﺍﻟﻐُـــــــــــــــــــــــﺮَّﻩ
ﺧﻠّﻴﺘﻨــﺎ ﻫﺎﻳـــــــــﻢ ﻭﺣﺎﻳــــــﺮ ﻏﺎﻳـــﺐ ﺍﻟﻠّﺤـــــــــــــﻮﺍﺱ
ﺳﻠّﻴﺖ ﺣﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺿﻲ ﻗَﻄَّﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻠـﺐ ﺍﻟﻤﺤـﺐ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﺳﻜّﻴـﻦ
*****
ﻋﻴﻨـــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻴــــﺰﺭ ﻣﺨـــــﺮّﺝ ﺻﻨﻌﺘـــﻪ ﻣﻠﺒـــــــــــﻮﺏ
ﺯﻳـــﻦ ﺍﻟﺤَﺪِﻳْــــــــــﺪِﻩ ﻭﺍﻟـﻤﺸــــﻂ ﻣﺎ ﻳـﻤﺘﺴــــﻚ ﺧﺼــــــــــــــﺮﻩ
ﻳـﺎ ﺭﻳﺘﻨــــﺎ ﺑـَﺘﺴﻠّﺒُــــــــــــﻪ ﺑـﻠﻘـــــــــﻲ ﻋﻤﺎﻣـــــــﺔ ﻻﺱ
ﻳـﺎ ﺧﻴـﺮ ﺳُﻠﺒَﻪ ﺷَﻠَّﺖ ﺍﻟﺸُّﻬــــﺮﻩ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺎﻫـــﻞ ﺍﻻّ
ﻟﻠﺴﻼﻃﻴــــــﻦ
*****
ﻋﺒـﺮﺕ ﺣﻴﺎﺗــﻲ ﻓﻲ ﺗﻌـــﺐ ﻳـﺎﺍﻫــﻞ ﺍﻟﻬـﻮﻯ ﻣﻨﺸــــﻮﺏ
ﻓﻲ ﻋـــﺬﺏ ﺗﻨﻈــــــﺮ ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻨُــــﻪ ﻣﻄﻠـــــــــﻊ ﺍﻟﺰّﻫــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟـﻤﻄﻠﺒِــــﻪ ﻧﻠﻘــــــﺎﻩ ﻓﻲ ﺳـﻤـــﺮَﻩ ﻧﺪﻳــــــﺮ ﺍﻟــــــﻜﺎﺱ
ﻧﻨﻈﺮ ﺧﺪﻭﺩﻩ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨّﺎﻋﺴﻪ ﻟﻲ ﺷــﻂ ﻭﺍﺫﻻﻕ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺑـﻴــــﻦ
*****
ﻟـﻲ ﻗﻠــﺖ ﻟــﻪ ﻭﺍﺻـــﻞ ﻣُﺤِﺒَّـــﻚ ﻗـﺎﻝ ﻟــﻲ ﻣﻐﺼـــــﻮﺏ
ﻭﺍﻫﻠـــﻲ ﻋﻠﻴِّـــــــﻪ ﻣَﻨَّﻌَــــــــــــــﻮْﺍ ﻭﻻ ﻧُﺒَــــﺎ ﺳـﻤــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﻧﺪﻳــﺮ ﻛﺎﺳـــﺎﺕ ﺍﻟـﻬـــﻮﻯ ﻭﺍﻟﻘﻠـــﺐ ﻓﻲ ﺇﻳﻨــــــــــﺎﺱ
ﻭﺍﻃﺮﺣﻚ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻳﺎﻟﺤﺒّـﺎﻥ ﻟﻲ ﺗﻮﻓـﻲ ﻋﻬـﻮﺩﻙ
ﻟﻠﻤﺤﺒّـﻴـــﻦ
*****
ﻳـﺎ ﺟﺒـﺢ ﻋﺎﻣـــﺪ ﻓﻲ ﺟﺒــﻞ ﺷﻤﺴــﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻨﻄـــــــﻮﺏ
ﻣـﺎ ﻋـــﺬﺭ ﻣـﺎ ﻧﺪﺑﺴـــــــــﻚ ﻭﺍﻗﻄــــﻊ ﻣﻨّـــﻚ ﺍﻟﺤﺴــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻻ ﻳـﺎ ﻋﺴـــﻞ ﻣــــــﺎﺯﻭﻥ ﺑﺎﻻﻗﻔــــــــــﺎﻝ ﻭﺍﻟـﻤﻘﻴــــﺎﺱ
ﻭﻳﺎ ﺩِﻭَﺍ ﺍﻟﻌﺸّﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﺴﻊ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻳﺎﻋﺴـﻞ ﻣﺼﺒﻮﺏ ﻓﻲ
ﺻﻴﻦ
*****
ﻭﻣﺘـــــﺎﻩ ﻳـﺎ ﻟَﺼﺤـــــﺎﺏ ﻳﻠﻘـــﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟـــﺐ ﺍﻟـﻤﻄــــﻮﺏ
ﻭﻳﺤﺼّـــــﻞ ﺍﻟﺤﺒّـــــﺎﻥ ﻳُﺴـــــــﺮُﻩ ﺑﻌـــــﺪ ﺫﻱ ﺍﻟﻌُﺴــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟﺼﻴـــﻦ ﺷـﻮ ﻗُــــﺪُﻩ ﻣﺨـــﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺣﺒــــﻮﺏ ﺍﻟـﻤّـــﺎﺱ
ﻭﺍﻟﺴّﻌﺪ ﻟﻲ ﻫﺒّﺖ ﻧُﻮﺍﺩُﻩ ﺑـﺎ ﻳﻬـﺰّ ﺍﻟﻐﺼـﻦ ﻣﻦ ﺫﻳــﻚ
ﺍﻟﺒﺴﺎﺗـﻴــﻦ
*****
ﻣُـــﺪُّﻭﺍ ﺑﺴﺠﻠــــﻪ ﻟﻠﻔﺘّـــﻰ ﻳـﺎ ﺩﺍﺑﺴﻴــــــﻦ ﺍﻟﻨّــــــــــــﻮﺏ
ﻻ ﻫُـــﻮ ﻣـــــﻼﺀ ﻓﻨﺠــــﺎﻥ ﻭﺍﺣـــﺪ ﻳﻘﻄـــــــﻊ ﺍﻟﻌﺒــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻜﺒـــﺪ ﺑـﺎﺗـﺖ ﺗﻨﻘﻠـــــﻲ ﻛﺎﻟﺒــــــﻦّ ﻓﻲ ﺍﻟـﻤﺤﻤـــــــﺎﺱ
ﻳـﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﻈﻔﺮ ﻣﻦ ﺻـﺒﺮ ﻭﻧﺨـﺰﻱ ﺍﻟﺤُﺴَّﺎﺩ ﻣـﺮّﻩ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃـﻴــــﻦ
@taye5
ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﺰﻝ /
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ
( ﻳﺎ ﻏُﺼـــﻦ ﻗـــُﺪ ﺭَﺑّـــــــُﻮﻙ )
ﺃﺑﺪﻳـــﺖ ﺑـﺎﻟﻠﻪ ﻳـﺎ ﺭﻓﻴــــﻊ ﺍﻟﺸَّــــــــﺎﻥ ﻟـﻚ ﺑـﺎ ﺗـــــــــﻮﺏ
ﺃﻧﻈـــــــﺮ ﻟﺤﺎﻟــــــــﻲ ﻓﻲ ﻛَﻠَــــــﻒ ﺃﻧــــــــــﺎ ﺷﻔﺘﻬــــــــــــﺎ ﺯﺭَّﻩ
ﺫﺍ ﻓﺼـﻞ ﻑَ ﺍْﺷﺠــﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨــــﺐ ﻭﺷﺠــــﺮﺓ ﺍﻟﻨّـﺎﻧـــــــﺎﺱ
ﺗﺮﻋﺶ ﺛﻤـﺎﺭﻩ ﺑـﺎﻟﺰّﻫﺮ ﻣﻐﺮﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻼّﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ
*****
ﻭﺑـِﺎﻟﺴّﻬَـﺎﻟِـــــﻪ ﻛِﻴــﻪ ﺩُﻋُــــﻮﺍ ﻟــﻲ ﻳﻮﻣﻨـــــﺎ ﻣﻐﺼــــﻮﺏ
ﻭﺑِﺎﻟﻌﻴــــــــــــــــﺎﺩﻩ ﻋﻨﺪﻛــــﻢ ﺑـﺎ ﻧﻄــــــــــﺮﺡ ﺍﻟـﻤـــــــــــــــــﺪﺭﻩ
ﻭﺩِّﻱ ﻣَﺤَﻠِّــــــﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ ﺷﻮّﻗـــــﺖ ﻓﻲ ﺍﻟـــــــﺮَّﺍﺱ
ﻣﺎﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻼﻳﻴـﻦ
*****
"ﺣﺪﺍﺩ "
ﻳـﺎ ﻏﺼــﻦ ﻗــﺪ ﺭَﺑـــُّــﻮﻙ ﺃﻫــﻠﻚ ﻣﻦ ﺯﻣــــﻦ ﻣﺤـــــﺮﻭﺏ
ﻳﺴﻘﻮﻧــــــﻚ ﺍﻻّ ﺍﻟﻄﺎﻳﻔــــــــــﻲ ﻗُﻄـــــــﺮﻩ ﻗﻔـــــــﺎ ﻗُﻄــــــــــــــﺮﻩ
ﻣُــــﻮﻻﻙ ﻣِﺘْﻌِـــــﺰّﺯ ﺑﺤــــﺚ ﻟﻚ ﺩﺍﺧـــــﻞ ﺍﻟـﻬـــــــــــﻼّﺱ
ﻭﻃَﺮَﺣَﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﻌﺔ ﻋﺴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻠﻤﺴﻚ ﻳﺎ ﺫﺍﻟﻐﺼﻦ
ﺷﻲ ﻃﻴﻦ
*****
ﻳـﺎ ﺣـﻲّ ﻳـﺎ ﻣﺮﺣﻴــﺐ ﻣﻦ ﺟــﺎﺀ ﺃﻟــﻒ ﻟﻚ ﺗﺮﺣــــــــــــﻮﺏ
ﻳـﺎ ﺑﺎﺳﻌﻴــــــﺪﻩ ﺧـــــــــﺬ ﺳـــــــــــﻼﻡ ﺁﻻﻑ ﻟﻚ ﻣـــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻫﺖ ﻟﻲ ﺧﺒــﺮ ﻑَ ﺍْﻫـﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠـﻪ ﻛﻴﻒ ﺣــﺎﻝ ﺍﻟﻨـــــــــــﺎﺱ
ﻫﻢ ﻋﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﺴﻄﻬﻢ ﺃﻭ ﻫــﻢ ﻛﻤﺎﻳﻪ ﺿﻘﺖ ﻭِﻛْﺜُـﺮﻥ
ﺍﻟﺘّﻤﺎﺣﻴـﻦ
*****
ﻭﻋﺎﺩﻫــــــــﻢ ﻳﺘﺬﻛّـــــــﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨّــــــــﻞ ﻭﺍﻟـﻤﺤﺒـــــــــــــﻮﺏ
ﻭﻳﺬﻛــــﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﻗـــــﺖ ﻭﻗــﺖ ﺍﻟﺸـــــــــﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌِﺸْــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﻳﺘﻘﻨـــﻮﻥ ﺃﻳـــــــــﺎﻡ ﻣــــــــــﺮّﺕ ﺩﺍﻳﺮﻳــــــﻦ ﺍﻟــــــــﻜـﺎﺱ
ﻭﺍﻥ ﻗُﺪ ﻧﺴﻮﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺴﻰ ﺷﺮﻋﻬﻢ ﻭﺍﻟﺠـﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻳﻚ
ﺍﻟﻤﻈﺎﻧﻴﻦ
*****
ﻳـﻠﻠـــــﻲ ﻃﻠﻌﺘـــﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃــــــﺮ ﻋﻨﺪﻧــﺎ ﻣﺸﺒــــــــــﻮﺏ
ﻭﺍﻳـــــﺶ ﻳﺨـــﺮﺝ ﺍﻟﺸﺎﺑـــــــﺎﺕ ﻟـﻲ ﻃﻠﻌـــﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻈــــــــــــﺮﻩ
ﻣﺎ ﺑﺎﻗــﻲ ﺍﻻّ ﺍﻟﺬﻛـــﺮ ﻳــﻮﻡ ﺍﻟﺬﻛــــــﺮ ﺑــﻴﻦ ﺍﻟﻨـــــــــــــﺎﺱ
ﻳُﺤﻴـــﻲ ﺍﻟﻘﻠـــﻮﺏ ﺍﻟـﻤﻴّﺘﻪ ﻟﻲ ﺷﻮّﻗﺖ ﻟَﺮﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﺑُﻌﺪ
ﺍﻟﻤﻀﺎﻧﻴﻦ
*****
ﻣﺴﻜﻴــﻦ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻌــﺬّﺏ ﻓﻲ ﺍﻟـﻤﺤﺒّـــــــــــﻪ ﻟــــــــــﻮﺏ
ﻋﻄﺸــــﺎﻥ ﻣـﺎ ﺑﻴــــﻦ ﺍﻟـﻤـــــــــﻮﺍﺭﺩ ﻗِﻄِّــــــــــــﻊ ﺍﻟﻌَﺒــــــــــــﺮﻩ
ﻣـﺎ ﺣــﺪ ﺭﺛـــﻲ ﺣﺎﻟـﻲ ﺳﻤﻴــﺮ ﺍﻟﺸﻬـــﺐ ﻓﻲ ﻟﻐــــــــــﻼﺱ
ﺧﺎﻳﻒ ﻳﻘﻊ ﻣﻮﺗﻲ ﻭﺍﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟـﻤـﻮﺍﺭﺩ
ﻭﺍﻟـﻤﻌﺎﻳﻴـــﻦ
*****
ﻟـﻲ ﻫﺎﺵ ﻋﻘﻠﻲ ﻋــﺬﺏ ﻓﻲ ﻗَﺼْــﺮُﻩ ﻣَﺴَـﻰ ﻣﺤﺠــــــــﻮﺏ
ﺣﺴﻴﺒـــﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻫُﺸﺘﻨــــــــﺎ ﻳـﺎ ﺑـﺎﻫـــــــــــــﻲ ﺍﻟﻐُـــــــــــــــــــــــﺮَّﻩ
ﺧﻠّﻴﺘﻨــﺎ ﻫﺎﻳـــــــــﻢ ﻭﺣﺎﻳــــــﺮ ﻏﺎﻳـــﺐ ﺍﻟﻠّﺤـــــــــــــﻮﺍﺱ
ﺳﻠّﻴﺖ ﺣﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺿﻲ ﻗَﻄَّﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻠـﺐ ﺍﻟﻤﺤـﺐ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﺳﻜّﻴـﻦ
*****
ﻋﻴﻨـــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻴــــﺰﺭ ﻣﺨـــــﺮّﺝ ﺻﻨﻌﺘـــﻪ ﻣﻠﺒـــــــــــﻮﺏ
ﺯﻳـــﻦ ﺍﻟﺤَﺪِﻳْــــــــــﺪِﻩ ﻭﺍﻟـﻤﺸــــﻂ ﻣﺎ ﻳـﻤﺘﺴــــﻚ ﺧﺼــــــــــــــﺮﻩ
ﻳـﺎ ﺭﻳﺘﻨــــﺎ ﺑـَﺘﺴﻠّﺒُــــــــــــﻪ ﺑـﻠﻘـــــــــﻲ ﻋﻤﺎﻣـــــــﺔ ﻻﺱ
ﻳـﺎ ﺧﻴـﺮ ﺳُﻠﺒَﻪ ﺷَﻠَّﺖ ﺍﻟﺸُّﻬــــﺮﻩ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺎﻫـــﻞ ﺍﻻّ
ﻟﻠﺴﻼﻃﻴــــــﻦ
*****
ﻋﺒـﺮﺕ ﺣﻴﺎﺗــﻲ ﻓﻲ ﺗﻌـــﺐ ﻳـﺎﺍﻫــﻞ ﺍﻟﻬـﻮﻯ ﻣﻨﺸــــﻮﺏ
ﻓﻲ ﻋـــﺬﺏ ﺗﻨﻈــــــﺮ ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻨُــــﻪ ﻣﻄﻠـــــــــﻊ ﺍﻟﺰّﻫــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟـﻤﻄﻠﺒِــــﻪ ﻧﻠﻘــــــﺎﻩ ﻓﻲ ﺳـﻤـــﺮَﻩ ﻧﺪﻳــــــﺮ ﺍﻟــــــﻜﺎﺱ
ﻧﻨﻈﺮ ﺧﺪﻭﺩﻩ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨّﺎﻋﺴﻪ ﻟﻲ ﺷــﻂ ﻭﺍﺫﻻﻕ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺑـﻴــــﻦ
*****
ﻟـﻲ ﻗﻠــﺖ ﻟــﻪ ﻭﺍﺻـــﻞ ﻣُﺤِﺒَّـــﻚ ﻗـﺎﻝ ﻟــﻲ ﻣﻐﺼـــــﻮﺏ
ﻭﺍﻫﻠـــﻲ ﻋﻠﻴِّـــــــﻪ ﻣَﻨَّﻌَــــــــــــــﻮْﺍ ﻭﻻ ﻧُﺒَــــﺎ ﺳـﻤــــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﻧﺪﻳــﺮ ﻛﺎﺳـــﺎﺕ ﺍﻟـﻬـــﻮﻯ ﻭﺍﻟﻘﻠـــﺐ ﻓﻲ ﺇﻳﻨــــــــــﺎﺱ
ﻭﺍﻃﺮﺣﻚ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻳﺎﻟﺤﺒّـﺎﻥ ﻟﻲ ﺗﻮﻓـﻲ ﻋﻬـﻮﺩﻙ
ﻟﻠﻤﺤﺒّـﻴـــﻦ
*****
ﻳـﺎ ﺟﺒـﺢ ﻋﺎﻣـــﺪ ﻓﻲ ﺟﺒــﻞ ﺷﻤﺴــﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻨﻄـــــــﻮﺏ
ﻣـﺎ ﻋـــﺬﺭ ﻣـﺎ ﻧﺪﺑﺴـــــــــﻚ ﻭﺍﻗﻄــــﻊ ﻣﻨّـــﻚ ﺍﻟﺤﺴــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻻ ﻳـﺎ ﻋﺴـــﻞ ﻣــــــﺎﺯﻭﻥ ﺑﺎﻻﻗﻔــــــــــﺎﻝ ﻭﺍﻟـﻤﻘﻴــــﺎﺱ
ﻭﻳﺎ ﺩِﻭَﺍ ﺍﻟﻌﺸّﺎﻕ ﻣﻦ ﻧﺴﻊ ﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻳﺎﻋﺴـﻞ ﻣﺼﺒﻮﺏ ﻓﻲ
ﺻﻴﻦ
*****
ﻭﻣﺘـــــﺎﻩ ﻳـﺎ ﻟَﺼﺤـــــﺎﺏ ﻳﻠﻘـــﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟـــﺐ ﺍﻟـﻤﻄــــﻮﺏ
ﻭﻳﺤﺼّـــــﻞ ﺍﻟﺤﺒّـــــﺎﻥ ﻳُﺴـــــــﺮُﻩ ﺑﻌـــــﺪ ﺫﻱ ﺍﻟﻌُﺴــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟﺼﻴـــﻦ ﺷـﻮ ﻗُــــﺪُﻩ ﻣﺨـــﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺣﺒــــﻮﺏ ﺍﻟـﻤّـــﺎﺱ
ﻭﺍﻟﺴّﻌﺪ ﻟﻲ ﻫﺒّﺖ ﻧُﻮﺍﺩُﻩ ﺑـﺎ ﻳﻬـﺰّ ﺍﻟﻐﺼـﻦ ﻣﻦ ﺫﻳــﻚ
ﺍﻟﺒﺴﺎﺗـﻴــﻦ
*****
ﻣُـــﺪُّﻭﺍ ﺑﺴﺠﻠــــﻪ ﻟﻠﻔﺘّـــﻰ ﻳـﺎ ﺩﺍﺑﺴﻴــــــﻦ ﺍﻟﻨّــــــــــــﻮﺏ
ﻻ ﻫُـــﻮ ﻣـــــﻼﺀ ﻓﻨﺠــــﺎﻥ ﻭﺍﺣـــﺪ ﻳﻘﻄـــــــﻊ ﺍﻟﻌﺒــــــــــــــــــﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻜﺒـــﺪ ﺑـﺎﺗـﺖ ﺗﻨﻘﻠـــــﻲ ﻛﺎﻟﺒــــــﻦّ ﻓﻲ ﺍﻟـﻤﺤﻤـــــــﺎﺱ
ﻳـﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﻈﻔﺮ ﻣﻦ ﺻـﺒﺮ ﻭﻧﺨـﺰﻱ ﺍﻟﺤُﺴَّﺎﺩ ﻣـﺮّﻩ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃـﻴــــﻦ
@taye5
@taye5
حداد بن حسن الكاف
ﻧﺴﺒﻪ ﻭﻣﻴﻼﺩﻩ :
ﻫُﻮَ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻘَّﺐ ( ﺣﺪَّﺍﺩ ) ، ﻭُﻟِﺪَ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﺎﻡ 1327 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 1907 ﻡ .
ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ :
ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﺑَّﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺗﺮﻳﻢ ﻋﺎﻡ 1297 ﻫـ ، ﻭﻗﺪ ﺩﺃﺏ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻩ ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻘِّﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻓﻲ
ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻨﺎﺭﺍً ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﻤﺬ
ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣُﻮَﺯِّﻋﺎً ﻭﻗﺘﻪ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺑﻴﻦ
ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻷﺋﻤَّﺔ ﻳﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ
ﺑﺸﻐﻒ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻹﻃِّﻼﻉ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻨَّﺤﻮ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮُّﻑ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻣﻊ ﺯﻣﺎﻟﺘﻪ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ. ﻭﻗﺪ
ﺃﻫَّﻠﺘﻪ ﻋﻠﻮﻣُﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ، ﻭﻟﻜﻦّ ﻧﻔﺴﻪ
ﻋﺰﻓﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﻮ ﺫﻭ ﻧﻔﺲٍ ﺯﺍﻫﺪﺓٍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،
ﺗَﻮَّﺍﻗﺔٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠِّﻲ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻛُﻠُّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻞ ﺇﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒَﻮَّﺃُ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺳﺎﻣﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋَﻤُّﻪ
ﺍﻟﺜَّﺮﻱ ﺷﻴﺦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ
ﺁﺭﺍﺋﻪ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟـﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺩﻋﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺷﻖِّ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﺇﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻷﻃﺒَّﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻳﻢ
ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ
ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪﻳﻦ . ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻰ ﻟﻬﺎ
ﺑﻨﺎﻳﺔً ﺧﺎﺻَّﺔً ﻋﺎﻡ 1331 ﻫـ ، ﻭﺣﻴﻦ ﺟُﻤِﻌَﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ
ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻭُﺟِﺪَ ﺑﻤﻜﺘﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ( 559 ﻛﺘﺎﺑﺎً ) ﻣﻄﺒﻮﻋﺎً
ﻭ ( 45 ﻛﺘﺎﺑﺎً ) ﻣﺨﻄﻮﻃﺎً ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻣﻊ ﻛُﻞِّ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻋﺮﺍً
ﻣﺮﻣﻮﻗﺎً ﻭﻟـﻪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ،
ﺣﻴﺚ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻧﺘﺤَﺼَّﻞ ﺇﻻّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎﻑ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻴﻴﻦ – ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ – ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻭﺭﺩ
ﻟـﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ . ﺗﻮﻓﻲ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ /18 ﻣﺤﺮﻡ 1346/ ﻫـ -
1928 ﻡ . ( ﻟﻪ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻟﻪ
ﺇﺳﻤﻪ " ﺭﺣﻠﺔ ﻭﺩﻳﻮﺍﻥ .("
ﺗﻨﻘﻠﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻤُﺒَﺴَّﻄﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴَّﺔ ﻭﺃﺩﺑﻴَّﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻓﻲ
ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﺣﺪَّﺍﺩ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺛﺮﻳَّﺔ ﻣﻜَّﻨﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺍﻏﺪﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻪ ، ﻭﻛﺄﺑﻨﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﺗﻌﻠَّﻢ ﺃﻭَّﻝ ﻣﺎ
ﺗﻌﻠَّﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﺳﻮﺭﻩ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺗﻴﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ، ﺛُﻢَّ ﺃﻟﺤﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴَّﺔ
ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻓﺪﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﻭﻷﻧَّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺑﻐﻴﻦ ﺭُﺷِّﺢَ
ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻊ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻹﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺸﺎﺋﺦ
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺣﺎﻟﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ، ﻟﻌَﻞَّ ﻫﺬﺍ
ﺃﻓﻘﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻘﻞ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻠﻤﺬ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺑﻤﺪﺭﺱ ﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ، ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻠﻘَّﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺑﻦ ﺷﻴﺦ
ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟـﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻜﺎﻧﺔً ﺧﺎﺻَّﻪ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻜﺎﺗﺒﺎﺕ ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ
ﻋﺼﺮﻫﻢ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻟـﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﺟﺎﺯﺍﺕ
ﻭﺍﻹﻟﺒﺎﺱ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎً ﺑﺎﻟﺰّﻱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ( ﺍﻟﺠُﺒّﻪ ) ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ
ﻭﺍﻷﻟﻔﻴﺔ .
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴَّﺔ :
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ
ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻋَﻠَّﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺩَّﺑﻪ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ
ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ
ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻳُﻨَﻤِّﻲ
ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﺘﻤﺮَّ ﺣﺪَّﺍﺩ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩُّﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ
ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﺗﻔﺘَّﺤﺖ ﻟـﻪ ﺁﻓﺎﻕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﻜﻮَّﻧﺖ ﻟـﻪ
ﺧﻠﻔﻴَّﺔ ﻓﻘﻬﻴَّﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻠﺲ
ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ،
ﻭﺑﻴﺘﻪ ﻳﻀﻢُّ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻬﺘﻢُّ
ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻼﻑ
ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴَّﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻄَّﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪَّﺭ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.
ﻛُﻞُّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﺻﻘﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔً
ﺷﻌﺮﻳَّﺔً ﻣُﺘَﻮَّﻗﺔ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴَّﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻐُﺺُّ ﺑﺎﻷﺩﺑﺎﺀ
ﻭﺍﻟ
حداد بن حسن الكاف
ﻧﺴﺒﻪ ﻭﻣﻴﻼﺩﻩ :
ﻫُﻮَ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻘَّﺐ ( ﺣﺪَّﺍﺩ ) ، ﻭُﻟِﺪَ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻋﺎﻡ 1327 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 1907 ﻡ .
ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ :
ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﺑَّﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺗﺮﻳﻢ ﻋﺎﻡ 1297 ﻫـ ، ﻭﻗﺪ ﺩﺃﺏ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻩ ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻘِّﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻓﻲ
ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻨﺎﺭﺍً ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﻤﺬ
ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣُﻮَﺯِّﻋﺎً ﻭﻗﺘﻪ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺑﻴﻦ
ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻷﺋﻤَّﺔ ﻳﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ
ﺑﺸﻐﻒ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻹﻃِّﻼﻉ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻨَّﺤﻮ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮُّﻑ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻣﻊ ﺯﻣﺎﻟﺘﻪ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ. ﻭﻗﺪ
ﺃﻫَّﻠﺘﻪ ﻋﻠﻮﻣُﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ، ﻭﻟﻜﻦّ ﻧﻔﺴﻪ
ﻋﺰﻓﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﻮ ﺫﻭ ﻧﻔﺲٍ ﺯﺍﻫﺪﺓٍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،
ﺗَﻮَّﺍﻗﺔٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠِّﻲ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻛُﻠُّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻞ ﺇﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒَﻮَّﺃُ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺳﺎﻣﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋَﻤُّﻪ
ﺍﻟﺜَّﺮﻱ ﺷﻴﺦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ
ﺁﺭﺍﺋﻪ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟـﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺩﻋﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺷﻖِّ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﺇﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻷﻃﺒَّﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻳﻢ
ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ
ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪﻳﻦ . ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻰ ﻟﻬﺎ
ﺑﻨﺎﻳﺔً ﺧﺎﺻَّﺔً ﻋﺎﻡ 1331 ﻫـ ، ﻭﺣﻴﻦ ﺟُﻤِﻌَﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ
ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻭُﺟِﺪَ ﺑﻤﻜﺘﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ( 559 ﻛﺘﺎﺑﺎً ) ﻣﻄﺒﻮﻋﺎً
ﻭ ( 45 ﻛﺘﺎﺑﺎً ) ﻣﺨﻄﻮﻃﺎً ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻣﻊ ﻛُﻞِّ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻋﺮﺍً
ﻣﺮﻣﻮﻗﺎً ﻭﻟـﻪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ،
ﺣﻴﺚ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﻧﺘﺤَﺼَّﻞ ﺇﻻّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎﻑ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻴﻴﻦ – ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ – ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻭﺭﺩ
ﻟـﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻔﺼﺤﻰ . ﺗﻮﻓﻲ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ /18 ﻣﺤﺮﻡ 1346/ ﻫـ -
1928 ﻡ . ( ﻟﻪ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻟﻪ
ﺇﺳﻤﻪ " ﺭﺣﻠﺔ ﻭﺩﻳﻮﺍﻥ .("
ﺗﻨﻘﻠﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻤُﺒَﺴَّﻄﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻷﺩﺏ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴَّﺔ ﻭﺃﺩﺑﻴَّﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻓﻲ
ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﺣﺪَّﺍﺩ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺛﺮﻳَّﺔ ﻣﻜَّﻨﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺍﻏﺪﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻪ ، ﻭﻛﺄﺑﻨﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﺗﻌﻠَّﻢ ﺃﻭَّﻝ ﻣﺎ
ﺗﻌﻠَّﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﺳﻮﺭﻩ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺗﻴﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ، ﺛُﻢَّ ﺃﻟﺤﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴَّﺔ
ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻓﺪﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﻭﻷﻧَّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺑﻐﻴﻦ ﺭُﺷِّﺢَ
ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻊ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻹﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺸﺎﺋﺦ
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺣﺎﻟﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ، ﻟﻌَﻞَّ ﻫﺬﺍ
ﺃﻓﻘﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻘﻞ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻠﻤﺬ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺑﻤﺪﺭﺱ ﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ ، ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮﻱ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻠﻘَّﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺑﻦ ﺷﻴﺦ
ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟـﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻜﺎﻧﺔً ﺧﺎﺻَّﻪ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻜﺎﺗﺒﺎﺕ ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ
ﻋﺼﺮﻫﻢ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻟـﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﺟﺎﺯﺍﺕ
ﻭﺍﻹﻟﺒﺎﺱ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎً ﺑﺎﻟﺰّﻱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ( ﺍﻟﺠُﺒّﻪ ) ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ
ﻭﺍﻷﻟﻔﻴﺔ .
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴَّﺔ :
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ
ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻋَﻠَّﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺩَّﺑﻪ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ
ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺭﺑﺎﻁ ﺗﺮﻳﻢ
ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻳُﻨَﻤِّﻲ
ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﺘﻤﺮَّ ﺣﺪَّﺍﺩ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩُّﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ
ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﺗﻔﺘَّﺤﺖ ﻟـﻪ ﺁﻓﺎﻕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﻜﻮَّﻧﺖ ﻟـﻪ
ﺧﻠﻔﻴَّﺔ ﻓﻘﻬﻴَّﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻠﺲ
ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ،
ﻭﺑﻴﺘﻪ ﻳﻀﻢُّ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻬﺘﻢُّ
ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻼﻑ
ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴَّﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻄَّﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪَّﺭ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.
ﻛُﻞُّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﺻﻘﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔً
ﺷﻌﺮﻳَّﺔً ﻣُﺘَﻮَّﻗﺔ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﻛﺒﺎﺭ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴَّﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻐُﺺُّ ﺑﺎﻷﺩﺑﺎﺀ
ﻭﺍﻟ
ﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﺜﺎﻝ : ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ، ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ، ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺍﻟﻤﺆﺭِّﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻫﺎﺷﻢ ، ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ . ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ
ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ
ﺣُﻤﺎﺩﻱ ، ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ، ﻛﻨﺪﻱ ،
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺫﻛﺮﻫﻢ . ﻭﻗﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺇﻻّ
ﻭﻫﻮ ﻣُﻄَّﻠِﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﺍً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ، ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ﺃﻣَّﺎ
ﺗﻨﺸﺪ ﻛﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻣُﻮَّﺷﺤﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ، ﻛﻔﺮﻗﺔ ﺁﻝ ﺑﺎﺻﺎﻟﺢ
ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺒﻨﻲ ﻣﻐﺮﺍﻩ . ﺃﻭ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪ
ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻛﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻵﻧﺴﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﺗﻐﻨَّﻰ ﺳﻤﺎﻋﻴَّﺎً ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ –
ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ - ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻥ (ﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤَّﺎﻟـﻪ ) ﻭﻫُﻮَّ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺘﺐ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺟُﻞَّ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ …
ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﻨﺠﻪ ( ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ) ﺃﻭ (ﺍﻟﺮﺑﺎﺑﺔ ) ، ﻛﺎﻥ
ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺤَﺴَﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ
ﺇﺑﻨﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﺇﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺍﺩﻱ
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻔﺘَّﺢ ﻣﻮﻫﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ، ﻭﺗﻌﻠَّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﺑﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﻠﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻄﺮﺏ . ﺛﻢَّ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﻄﻮﻳﺮ
ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﺤﺴّﻴَّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﻭﺗﻌَﺮَّﻑَ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻓﻲ ( ﺣﻮﻃﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ )
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼّﻣﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺟﻞٌ
ﻭﻗﻮﺭ ﻭﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﻛَﻮَّﻥ ﻣﻌﻪ
ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓِّﻲ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ – ﻋﻤﺮ ﻏﺎﺑﻪ –
ﻟﻴُﻌﻠِّﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﻟـﻪ ﺃﺫﻥ
ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗُﻔَﻨِّﺪ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭﺣُﺒِّﻪ ﻟﻠﺪّﺍﻥ
ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺋﻪ ﻭﻣﻠﺤّﻨﻴﻪ ﻭﻣﻐﻨﻴﻪ،
ﻭﺗﻮﺛَّﻘﺖ ﻋﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺰﻭﺭﻫﻢ
ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪّﺍﻥ ﻓﻲ
ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺯﻣﻼﺀ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤَﺎﺩﻱ ،
ﻋﺎﻳﺾ ﺑﺎﻟﻮﻋﻞ ، ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ، ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻐﻨِّﻴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ، ﻋﻮﺽ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻋﻮﺽ
ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ، ﻫﺎﺩﻱ ﻭﻋﻮﺽ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺮﻳِّﻚ ، ﻋﺒﻴﺪ
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﺎﻧﻲ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﻳﺞ ، ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺮﻙ،
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﻭﻟﻤﺎّ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﻣﻠﻜﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ
ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮَّﻟﺔ ﺑﺄﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ … ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﻆّ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻼﺕ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳَّﺔ ﻭﻟـﻪ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻏﻨَّﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺳﺠَّﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺣﻮﻳﺮﺙ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﻪ ﺧﺎﻥ ، ﺳﻌﻴﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﺮﺍﻣﻪ ﻣﺮﺳﺎﻝ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ، ﻭﻗّﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻮ ﺟﻠﺴﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﺃﻭ ﺳﻬﺮﺓ ﻋﺎﻣَّﺔ
ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺪّﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔٌ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻓﻬﻮَّ
ﻳﻌﺸﻘﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ :
ﻧﺴﻴـﺖ ﺍﻟﻌﺸـــﻖ ﻭﻧﺴﻴــﺖ ﺃﻫﻠـــــﻪ ﻭﻟـﻤَّــﺎ ﺟﻴـﺖ
ﺳﻔـﺢِ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ
ﻟُﺤﻘﺘِـﻪ ﻋـﺎﺩ ﻓﻲ ﻋُﺸَّﺎﻗﻬﺎ ﺻَﻄْﻠِــــﻪ ﻳﻤَﻀُّﻮﻥ
ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺯﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰَّﺍﻡ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻫُﻮَّ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻔَّﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﺩُ ﺑﻪ
ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬَّﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ
ﻓﻴﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﻤﻮﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻧِﺴﻨﺴُﻮﺍ ﺑـﺎﻟــﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﺣﻴﻮﻧــﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣِﻦ
ﻣـﺎﺕ ﺣَـﺪ ﺗﺤﻴُـــﻮﻥ
ﺃﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ
ﻣﻐﻨِّﻲ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺗﻪ :
ﺭُﺩّﺩُّﻩ ﺭَﺩِّﻩ ﺑـــــــــــــﺮَﺩِّﻩ ﻣَـﻐﻨــﺎﻙ ﻳـﺎﺑـﺎﺳﻌﻴـــــــﺪﻩ
ﻭﻟﻘﺪ ﺣَﻜَﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ (ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟـﻪ ) ﺃﻧَّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﻪ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟﺔ ﻭﻳﺘﻌﻤَّﺪ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟـﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻟـﻪ ﺃﺟﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤَّﺎ ﻳﺪَّﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ
ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸِّﻌﺮ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ :
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨَّﺎﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﻳﺴﺮ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺛﻢ ﺗﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺠﻴﺪ
ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﺳِﻨَّﺎً ﻭﻣﻼﺯﻣﺎً
ﻟـﻪ ﻓﻲ ﻏﺪﺍﺗﻪ ﻭﺭﻭﺣﺎﺗﻪ ، ﻓﻜﻮَّﻥ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺛﻨﺎﺋﻴَّﺎً ﺭﺍﺋﻌﺎً
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦِّ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻬﻞَّ ﺣﺪَّﺍﺩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺑ
ﺍﻟﺠﻨﻴﺪ ، ﺯﻳﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺍﻟﻤﺆﺭِّﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻫﺎﺷﻢ ، ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻑ . ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﻋﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ
ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ
ﺣُﻤﺎﺩﻱ ، ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ، ﻛﻨﺪﻱ ،
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤَّﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺫﻛﺮﻫﻢ . ﻭﻗﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺇﻻّ
ﻭﻫﻮ ﻣُﻄَّﻠِﻊ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﺍً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ، ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺪَّﺍﺭﺟﺔ ﺃﻣَّﺎ
ﺗﻨﺸﺪ ﻛﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻣُﻮَّﺷﺤﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ، ﻛﻔﺮﻗﺔ ﺁﻝ ﺑﺎﺻﺎﻟﺢ
ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺒﻨﻲ ﻣﻐﺮﺍﻩ . ﺃﻭ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪ
ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻛﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻵﻧﺴﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﺗﻐﻨَّﻰ ﺳﻤﺎﻋﻴَّﺎً ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ –
ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ - ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻥ (ﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤَّﺎﻟـﻪ ) ﻭﻫُﻮَّ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺘﺐ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺟُﻞَّ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ …
ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﻤﻨﺠﻪ ( ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ) ﺃﻭ (ﺍﻟﺮﺑﺎﺑﺔ ) ، ﻛﺎﻥ
ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺤَﺴَﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ
ﺇﺑﻨﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﺇﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺍﺩﻱ
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻔﺘَّﺢ ﻣﻮﻫﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ، ﻭﺗﻌﻠَّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﺑﻨﻐﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﻠﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻄﺮﺏ . ﺛﻢَّ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﻄﻮﻳﺮ
ﻣﺪﺍﺭﻛﻪ ﺍﻟﺤﺴّﻴَّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﻭﺗﻌَﺮَّﻑَ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻓﻲ ( ﺣﻮﻃﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ )
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼّﻣﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺟﻞٌ
ﻭﻗﻮﺭ ﻭﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﻛَﻮَّﻥ ﻣﻌﻪ
ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓِّﻲ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ – ﻋﻤﺮ ﻏﺎﺑﻪ –
ﻟﻴُﻌﻠِّﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﻟـﻪ ﺃﺫﻥ
ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗُﻔَﻨِّﺪ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭﺣُﺒِّﻪ ﻟﻠﺪّﺍﻥ
ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺋﻪ ﻭﻣﻠﺤّﻨﻴﻪ ﻭﻣﻐﻨﻴﻪ،
ﻭﺗﻮﺛَّﻘﺖ ﻋﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺰﻭﺭﻫﻢ
ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪّﺍﻥ ﻓﻲ
ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺯﻣﻼﺀ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ، ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺣُﻤَﺎﺩﻱ ،
ﻋﺎﻳﺾ ﺑﺎﻟﻮﻋﻞ ، ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻘﺎﻑ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ، ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ، ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻐﻨِّﻴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ، ﻋﻮﺽ ﻓﺎﺿﻞ ، ﻋﻮﺽ
ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ، ﻫﺎﺩﻱ ﻭﻋﻮﺽ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺮﻳِّﻚ ، ﻋﺒﻴﺪ
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﺎﻧﻲ، ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﻳﺞ ، ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺮﻙ،
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﻭﻟﻤﺎّ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﺪَّﺍﺩ ﻣﻠﻜﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ
ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻄﻮَّﻟﺔ ﺑﺄﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ … ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﻆّ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻼﺕ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳَّﺔ ﻭﻟـﻪ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻏﻨَّﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺳﺠَّﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻄﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺣﻮﻳﺮﺙ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﻌﻪ ﺧﺎﻥ ، ﺳﻌﻴﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻠﻔﻘﻴﻪ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﺮﺍﻣﻪ ﻣﺮﺳﺎﻝ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ، ﻭﻗّﻞَّ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻮ ﺟﻠﺴﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﺃﻭ ﺳﻬﺮﺓ ﻋﺎﻣَّﺔ
ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺪّﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔٌ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻓﻬﻮَّ
ﻳﻌﺸﻘﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ :
ﻧﺴﻴـﺖ ﺍﻟﻌﺸـــﻖ ﻭﻧﺴﻴــﺖ ﺃﻫﻠـــــﻪ ﻭﻟـﻤَّــﺎ ﺟﻴـﺖ
ﺳﻔـﺢِ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠــــﻪ
ﻟُﺤﻘﺘِـﻪ ﻋـﺎﺩ ﻓﻲ ﻋُﺸَّﺎﻗﻬﺎ ﺻَﻄْﻠِــــﻪ ﻳﻤَﻀُّﻮﻥ
ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺯﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰَّﺍﻡ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻫُﻮَّ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﻔَّﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﺩُ ﺑﻪ
ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸِّﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬَّﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ
ﻓﻴﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﻤﻮﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻧِﺴﻨﺴُﻮﺍ ﺑـﺎﻟــﺪَّﺍﻥ ﻭﺍﺣﻴﻮﻧــﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣِﻦ
ﻣـﺎﺕ ﺣَـﺪ ﺗﺤﻴُـــﻮﻥ
ﺃﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ
ﻣﻐﻨِّﻲ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ ﻋﻮﺽ ﺑﺎﺳﻌﻴﺪﻩ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺗﻪ :
ﺭُﺩّﺩُّﻩ ﺭَﺩِّﻩ ﺑـــــــــــــﺮَﺩِّﻩ ﻣَـﻐﻨــﺎﻙ ﻳـﺎﺑـﺎﺳﻌﻴـــــــﺪﻩ
ﻭﻟﻘﺪ ﺣَﻜَﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ (ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟـﻪ ) ﺃﻧَّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﻪ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺠَﻤَّﺎﻟﺔ ﻭﻳﺘﻌﻤَّﺪ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺣﺪَّﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟـﻪ ﻓﻴﺪﻋﻮﻩ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻟـﻪ ﺃﺟﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤَّﺎ ﻳﺪَّﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ
ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸِّﻌﺮ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﺪّﺍﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ :
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨَّﺎﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﻳﺴﺮ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺗﺮﻳﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺛﻢ ﺗﻌﻠَّﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺠﻴﺪ
ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﺳِﻨَّﺎً ﻭﻣﻼﺯﻣﺎً
ﻟـﻪ ﻓﻲ ﻏﺪﺍﺗﻪ ﻭﺭﻭﺣﺎﺗﻪ ، ﻓﻜﻮَّﻥ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺛﻨﺎﺋﻴَّﺎً ﺭﺍﺋﻌﺎً
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦِّ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻬﻞَّ ﺣﺪَّﺍﺩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺑ
ﺬﻛﺮ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺣﺪّﺍﺩ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ :
ﺑﺴـﺄﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺷُﻮﺭ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻠــﺪ ﻭﺍﺧﺒﺎﺭ
ﻏﻨَّﺎﻧﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺒَﻠﺪِﻩ
ﺑﺎﻟﻠَّﻪ ﺧﺎﺑﺮ ﻋـﺎﺩ ﺣَـﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣَــﺪ ﻋـﺎﺩُﻫُـــــﻢ
ﻓﻲ ﺫﻛِـــــــﺮ ﺣـــــــــﺪَّﺍﺩ
ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ:
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺧﻮ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴـــﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻳــﻮﻡ
ﺷَﻞِّ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﺎﺷـــﻮﺭ
ﺻﻮﺗـﻪ ﻳﺠﻠّــﻲ ﻫﻤَّﻨـــﺎ ﻭﺍﻟﻜــﺪﻭﺭ ﻛﻢ ﻗﻠــﺐ
ﻣﻦ ﻧﻐﻤﺘــﻪ ﻣﺴـــــﺮﻭﺭ
ﻭﻣﺜﻞ :
ﻋﺎﺷـﻮﺭ ﻧِﺴِّﻤﻨـﺎ ﺗﻔﻀَّـﻞ ﺿـﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺍﻋﺘﺼَــﺮ ﻗﺪ
ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﺒﻊ ﻟﻲ ﻋَﺪَّﺕ ﻋَﻠَﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﻴـﻮﻭﻥ
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮَّﺭ ﻗُﻮَّﺓ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻭﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺳﻴﺆﻥ ﻏﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﺧﻤﺲ
ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺪَّ ﻟﻮﺍﻋﺞ ﺍﻟﺸّﻮﻕ ، ﺟﺎﺀ
ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺄﻧَّﻪ ﺣﺎﻣﻼً ﻟﺤﺪّﺍﺩ
ﻧﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﺍً ﻣﻨﻬﻢ . ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ
ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ
ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭَّﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻭﺍﻥ ﻗُﺪ ﺗِﻨَﺎﺳَﻮﺍ ﻣﻦ ﻗــَﺮَﺏْ ﻭﻻَّ ﺑَﻌَـــﺪ
ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺫِﺑـﻪ ﺑُﻜﺮَﻩ ﻗﻔﺎ ﺑَﻌْـﺪِﻩ
ﻣَﻌَــﺎﺩ ﺣﺎﺟِـــﻪ ﻟﻠﻤُﻮِﻟَّـــﻰ ﻭﺍﻟﻤَــــــﺮَﺩ ﺑﺎ ﻗـــﻮﻝ
ﻓﻲ ﺳﻴـــﻮﻭﻥ ﻳــــــﺎ ﺭﺍﺩ
***
ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﻮﻭﻥ ﻗَﺼﺪﻱ ﻣﺎ ﻳَﺠَﺪ
ﺑﺮﺣَﻞ ﺃﻧﺎ ﻭﻳَّﺎﻙ ﻻﻗُﺮﺏِ ﺍﻟﺤَﺮَﻡ ﺟِﺪِّﻩ
ﺑﺸﻜﻲ ﺑُﻬُﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺟـــﺪِّﻱ ﺣَﻤَـــﺪ
ﻋﺴﻰ ﻳﻠﻴِّـــﻦ ﻃﺒِــــﻊ ﻛﻞ ﺣـــــــﺎﺩ
ﻧﻌﻢ ﺇﻧّﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﺮَّﺣﻴﻞ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻮﺣﺪﻩ
ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻤﺜِّﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻔﻨِّﻲ
ﺍﻵﺧﺮ ﻟـﻪ ﻭﺍﻟﺮَّﺣﻴﻞ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﻭﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﻮﺩﻳﻦ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳُّﻞ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ
ﺍﻟﻨّﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﺎﺩ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ .
ﻟﻘﺪ ﻋُﺮِﻑَ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﻨﺪ
ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﻗﺎﺭﺏ ﺣﺪّﺍﺩ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨّﺤﻴﺐ ،
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺇﺣﺘﺠﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ، ﻭﻋﺰﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﺭﺡ
ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻّ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ /27
ﺫﻭﺍﻟﺤﺠﺔ 1405/ﻫـ .
ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌُﺠﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻧﺘﺘﺒَّﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺣﺖ ﻟـﻪ ﺑﻬﺎ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻴﻠﺔ ﺣﻤﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻐﻤﺎﺕ
ﺷﺠﻴَّﺔ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺗﻔﻮﺡ ﺑﺎﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ، ﺇﻫﺘﺰَّﺕ ﻟﻬﺎ
ﺃﺫﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ … ﻓﺎﻫﺘﺰَّﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺠﻴَّﺎﺷﺔ
ﺑﺎﻟﻔﻦّ ﻭﺍﻟﺤﺐ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻭﺩﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺍﻟﻔﻨّﻲ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﺍﻟﺬّﻱ ﺃﺛَّﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﻦ .
ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺵ ﺣﺪّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴَّﺔ
ﺑﺎﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻟـﻪ ﺻﻠﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺰﺍﺭﺍً ﻟﻜُﻞِّ ﺍﻟﻔﻨَّﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻳﻄﻤﻊ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺷَﺠَّﻊ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺰﻑ ،
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻷﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ -
ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ( ﺳﻌﻴّﺪ ) ﺍﻟﻜﺎﻑ - ﺍﻟﺬّﻱ ﻏﻨّﻰ
ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴَّﺔ ﻭﺳﺠَّﻞ
ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﻼّ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻳﺤﺮﺹ ﺩﻭﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ
ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﺳﻬﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﻭﻟﻌﻞَّ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ
ﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘّﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﻣﻦ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻭﻣﻤَّﻦ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠّﺤﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ
ﻣﻦ ﺣﺪّﺍﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻮﺛّﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻠّﺤﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺨﺼّﺼﺎً ﺑﻐﻨﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺤﺪّﺍﺩ .
ﻭﻓﺎﺗﻪ :
ﺗﻮﻓِّﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺩﻋﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﺍﻷﺟﻼّﺀ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺣﻔﻴﻆ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﻳﻦ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺻﻌﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﻘﺒﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ
ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺳﻘﻂ ﻣﻐﺸﻴَّﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺆﻥ ﻟﻠﻔﺤﻮﺹ ﻭﺗﺮﻳﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻗﺪ
ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ
ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺴﻨﺔ 1389ﻫـ ، ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻋﺼﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺯﻧﺒﻞ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﻗﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﺟﻤﻊٌ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ
ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ
ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺇﻻّ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺳﺎﻟﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺣﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﻭﻋﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻭﻻﺩﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻫﻢ : ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﻓﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﻠﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺠﺪﺓ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﻭﺳﺎﻟﻢ
ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺛﺮ ﺣﺎﺩﺙ ﺃﻟﻴﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺳﺒﻌﺔ ﺗﻮﻓّﺖ
ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺯﻭﺟﺎﺕ
@taye5
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ :
ﺑﺴـﺄﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺷُﻮﺭ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻠــﺪ ﻭﺍﺧﺒﺎﺭ
ﻏﻨَّﺎﻧﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺒَﻠﺪِﻩ
ﺑﺎﻟﻠَّﻪ ﺧﺎﺑﺮ ﻋـﺎﺩ ﺣَـﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣَــﺪ ﻋـﺎﺩُﻫُـــــﻢ
ﻓﻲ ﺫﻛِـــــــﺮ ﺣـــــــــﺪَّﺍﺩ
ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ:
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺧﻮ ﻋﻴﺪﻳﺪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴـــﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻳــﻮﻡ
ﺷَﻞِّ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﺎﺷـــﻮﺭ
ﺻﻮﺗـﻪ ﻳﺠﻠّــﻲ ﻫﻤَّﻨـــﺎ ﻭﺍﻟﻜــﺪﻭﺭ ﻛﻢ ﻗﻠــﺐ
ﻣﻦ ﻧﻐﻤﺘــﻪ ﻣﺴـــــﺮﻭﺭ
ﻭﻣﺜﻞ :
ﻋﺎﺷـﻮﺭ ﻧِﺴِّﻤﻨـﺎ ﺗﻔﻀَّـﻞ ﺿـﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺍﻋﺘﺼَــﺮ ﻗﺪ
ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﺒﻊ ﻟﻲ ﻋَﺪَّﺕ ﻋَﻠَﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﻴـﻮﻭﻥ
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮَّﺭ ﻗُﻮَّﺓ ﺍﻟﺼّﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻭﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺳﻴﺆﻥ ﻏﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﺧﻤﺲ
ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺪَّ ﻟﻮﺍﻋﺞ ﺍﻟﺸّﻮﻕ ، ﺟﺎﺀ
ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﻢ ﻭﻛﺄﻧَّﻪ ﺣﺎﻣﻼً ﻟﺤﺪّﺍﺩ
ﻧﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﺍً ﻣﻨﻬﻢ . ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ
ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ
ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭَّﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻭﺍﻥ ﻗُﺪ ﺗِﻨَﺎﺳَﻮﺍ ﻣﻦ ﻗــَﺮَﺏْ ﻭﻻَّ ﺑَﻌَـــﺪ
ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺫِﺑـﻪ ﺑُﻜﺮَﻩ ﻗﻔﺎ ﺑَﻌْـﺪِﻩ
ﻣَﻌَــﺎﺩ ﺣﺎﺟِـــﻪ ﻟﻠﻤُﻮِﻟَّـــﻰ ﻭﺍﻟﻤَــــــﺮَﺩ ﺑﺎ ﻗـــﻮﻝ
ﻓﻲ ﺳﻴـــﻮﻭﻥ ﻳــــــﺎ ﺭﺍﺩ
***
ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﻮﻭﻥ ﻗَﺼﺪﻱ ﻣﺎ ﻳَﺠَﺪ
ﺑﺮﺣَﻞ ﺃﻧﺎ ﻭﻳَّﺎﻙ ﻻﻗُﺮﺏِ ﺍﻟﺤَﺮَﻡ ﺟِﺪِّﻩ
ﺑﺸﻜﻲ ﺑُﻬُﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺟـــﺪِّﻱ ﺣَﻤَـــﺪ
ﻋﺴﻰ ﻳﻠﻴِّـــﻦ ﻃﺒِــــﻊ ﻛﻞ ﺣـــــــﺎﺩ
ﻧﻌﻢ ﺇﻧّﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﺮَّﺣﻴﻞ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻮﺣﺪﻩ
ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬّﻱ ﻳﻤﺜِّﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻔﻨِّﻲ
ﺍﻵﺧﺮ ﻟـﻪ ﻭﺍﻟﺮَّﺣﻴﻞ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﻭﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﻮﺩﻳﻦ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳُّﻞ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ
ﺍﻟﻨّﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﺎﺩ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ .
ﻟﻘﺪ ﻋُﺮِﻑَ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ﻋﻨﺪ
ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﻗﺎﺭﺏ ﺣﺪّﺍﺩ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨّﺤﻴﺐ ،
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ ﺇﺣﺘﺠﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺓ ﺣﺪّﺍﺩ ، ﻭﻋﺰﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﺭﺡ
ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻّ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ /27
ﺫﻭﺍﻟﺤﺠﺔ 1405/ﻫـ .
ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌُﺠﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻧﺘﺘﺒَّﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺣﺖ ﻟـﻪ ﺑﻬﺎ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻴﻠﺔ ﺣﻤﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻐﻤﺎﺕ
ﺷﺠﻴَّﺔ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺗﻔﻮﺡ ﺑﺎﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ، ﺇﻫﺘﺰَّﺕ ﻟﻬﺎ
ﺃﺫﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ … ﻓﺎﻫﺘﺰَّﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺠﻴَّﺎﺷﺔ
ﺑﺎﻟﻔﻦّ ﻭﺍﻟﺤﺐ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻭﺩﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺍﻟﻔﻨّﻲ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﺍﻟﺬّﻱ ﺃﺛَّﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﻦ .
ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺵ ﺣﺪّﺍﺩ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴَّﺔ
ﺑﺎﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻟـﻪ ﺻﻠﺔ ﻓﻨﻴَّﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺰﺍﺭﺍً ﻟﻜُﻞِّ ﺍﻟﻔﻨَّﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻳﻄﻤﻊ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺷَﺠَّﻊ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺰﻑ ،
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻷﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻨّﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ -
ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ( ﺳﻌﻴّﺪ ) ﺍﻟﻜﺎﻑ - ﺍﻟﺬّﻱ ﻏﻨّﻰ
ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻐﻨِّﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴَّﺔ ﻭﺳﺠَّﻞ
ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﻼّ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺖ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺣﺪّﺍﺩ ﻳﺤﺮﺹ ﺩﻭﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ
ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﺳﻬﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴَّﺔ ﻭﻟﻌﻞَّ ﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻐﻨّﻴﻦ
ﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺣﺪّﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘّﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﻣﻦ ﺣﺪّﺍﺩ
ﻭﻣﻤَّﻦ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠّﺤﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ
ﻣﻦ ﺣﺪّﺍﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻮﺛّﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻠّﺤﻦ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺨﺼّﺼﺎً ﺑﻐﻨﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪَّﺍﻥ
ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺤﺪّﺍﺩ .
ﻭﻓﺎﺗﻪ :
ﺗﻮﻓِّﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺩﻋﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﺍﻷﺟﻼّﺀ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺣﻔﻴﻆ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﻳﻦ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺻﻌﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﻘﺒﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ
ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺳﻘﻂ ﻣﻐﺸﻴَّﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺆﻥ ﻟﻠﻔﺤﻮﺹ ﻭﺗﺮﻳﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻗﺪ
ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ
ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺴﻨﺔ 1389ﻫـ ، ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻋﺼﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺯﻧﺒﻞ ﺑﺘﺮﻳﻢ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﻗﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﺟﻤﻊٌ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ
ﺗﺮﻳﻢ ﻭﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ
ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺇﻻّ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺳﺎﻟﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺣﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﻭﻋﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺧﻠَّﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻭﻻﺩﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻫﻢ : ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﻓﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﻠﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺠﺪﺓ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﻭﺳﺎﻟﻢ
ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺛﺮ ﺣﺎﺩﺙ ﺃﻟﻴﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺳﺒﻌﺔ ﺗﻮﻓّﺖ
ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺯﻭﺟﺎﺕ
@taye5
www.telegram.me/taye5
الدان الحضرمي
عرفت كلمة الدان شعراً ولحناً على مستوى حضرموت والجزيرة العربية بأنها تعبر عن الغناء بشكل عام وقد عرفت كلمة الدان في بعض المصادر على انها اسم لجوهرة من جواهر البحر تسمة ( دانا) وتعني ليلة دانا في الخليج ( ليلة مضيئة ) كالجوهرة . والدان في تعريف اشمل هو جزء من الموروثات الشعبية العامة التي تراكمت عبر عهود عديدة في حياة الأمم والشعوب وقد شكلت تلك الموروثات في مجموعها ما عرف ( بالتراث الشعبي) وفي اعتقادنا ان الدان قديم قدم الانسان على هذه الأرض وقدم تعامله مع الطبيعة من حوله ومع الحيوانات كالجمال التي حدى لها الانسان ويعتبر الحداء لونا من الوان الغناء والدندنه .
والدان الحضرمي في تعريف أدق هو عبارة عن نغمات موسيقية فنية بديعة تحلق بالروح والوجدان في سموات الخيال والسحر والالهام وتخلب الألباب والنفوس بجو رومانسي أخاذ ، كل ذلك في بساطة رائعة باسلوب ونهج السهل الممتنع
وعودة الى الدان وطريقة قوله من قبل شعراء الدان فانه يرتجل على البديهة ولا يستطيع شاعر الدان ترتيب ما سيقوله مسبقاً كون طريقة الشعر وقوافيه واوازانه تكون وليدة ساعتها ولحظتها ولا بأس في لو شلاحنا بشيء من التفصيل الكيفية التي يقال بها شعر الدان فلا يتفق مسبقا على القوافي ولا على الأوزان ولا حرف الروي حيث ان الطريقة المتبعة هي ان يبداء مغني الدان الغناء بلحن من الحان الدان التي يضعها ملحنون عرفوا بصياغة الحان الدان فيغني مرددا كلمة ( دان يا دان داني) او ( يا دان داني دان ) وغيرها من الألحان فيستهل احد الشعراء جلسة الدان بقافية وحرف روي معين يلتزم الشعراء الآخرون قول الشعر على نفس تقاطيعه وقافيته وحرف رويه وبهذا الاستهلاال يستمر القول عليه ولا تستبدل قوافيه الا بعد نفاذ كلمات حرف الروي وهو ما يطلق عليه مجازاً ( امتلاء الفصل ) ومن الضروري ان يمتلك الشعراء المشاركون في جلسة السمر حساً فنيا خاصاً يجعلهم لا يكررون آخر كلمات المقاطع وفي حين تكرارها من أحدهم ينبه الى ان الكلمة سبق وان وردت من احدهم و هو ما يعرف اصطلاحاً ( بالمدحوق) مما يجعل بعض الشعراء يلمزون من يكرر الكلمات الخاصة بحرف الروي التي سبقه غيره اليها بشكل رمزي شيق , كقول احدهم ( لا تلبسون الثوب لا شفتوه ملبوس ) والمغزى معروف كما انهم يتقيدون بما يقوله الشاعر الاول من طباق او ( مرجّع) مثل ما يسميه شعراء الدان
والشعر في الدان يأتي بعد اللحن اذ يسبق اللحن الشعر فيقول الشاعر شعره على تقاطيع صوت المغني أي ان الوزن في شعر الدان سماعي ويمتلك المغني حساً فنياً رقيقاً يمكنه من تحديد انضباط اوزران مصاريع البيت من خلال ترديده وينبَه الشاعر الى وجود الزياده والنقص . فيعمد الشاعر في حينها الى التصحيح بالاضافة او الحذف في محافظة تامة على المعنى وفي تقيد تام بالقافية وحرف الروي.
فن الدان
الدان من الفنون الحضرميه وهي من الفنون الاصيله والتي لها شهره عريقه
وهو الدان الذي تغنى به عمالقة العمالقة العمالقه ويختص في هذا الفن هم
حضرموت الداخل
الدان الحضرمي
مـــاهو الدان ؟؟
الدان الحضرمي هو نغمات موسيقية وإيقاعات فنيه مطربة تطرب الروح وتبعث على الشجن وهو اكثر انتشارا في حضرموت لأنه يعبر بصدق عن احساس الناس وامانيهم وتطلعاتهم وهمومهم وآلامهم وشعورهم العاطفي
وتنطلق مع توقيعات الحانه وتقاسيمها الغنائية المنسابة الكلمات الرقيقة العذبة والمعبرة فالدان نغم ولحن له صفة قديمة لدى كل فئات طبقات المجتمع الحضرمي وهو نوع من الشعر المغنى بالفاظ وأوزان غير مقيده بما يقوله النحاه ولقد سموه في الاندلس بالموشحات وسماه الحضارم الدان
وفي اللغة يأتي معنى الدندنة بهيمنة الكلام ودندن فلان نغم لا يفهم منه كلام فإن لفظه ما يدل عليه الدان يمكن ان يكون الى الهمهمه والتنغيم وليست الى الشعر وبهذا يكون الدان هو الأصل وليس الشعر اصل الدان وتجمع المعاجم على ان الدندنه هي نغم فلفظة دان بحروفها الثلاثه تدل على نمط معين من الالحان يسبق الهمهمه والتي هي في الأساس التحضير للنغم وتحديد اللحن فيما بعد فحين ينطق المغني الثلاثة الحروف ..د..ا..ن...(دان) فهذه الحروف الثلاثه هي مقدمة استطلاعية وتحضيرية لإستكمال بنية اللحن ليأخذ دورته الكامل في مصهر الألحان ويتشكل منها بروز اللحن الجديد له خصائص موسيقية ثم ينطلق الشعر مربوطا بألحان الدان
ويقال لذلك اللحن في حضرموت فن الدان اوصوت الدان
والدان الحضرمي أول ما يبدأ بالهمهة والنغم ثم تأليف ووضع اللحن وترابط أجزاؤه بتفعيلة ( دان ) ومن هذه الثلاثة الأحرف والتي قد تختصر في النغمة أوتتطول أو تمد فإنها تبقى التفعيلة الجذرية لأصل نغمات وألحان الدان ..
ويجب ان نعرف ان الدان الحضرمي نغم ولحن له أصوله وجذوره وتفعيليته التي بقيت في محيط اساسه الأول منطلقا من الدندنة والهمهمة في تأليف اللحن ثم تأتي دور الكلمة الشعرية التي يقولها الشاعر ثم يأتي دور الغناء بعد تحديد اللحن
وهو فن قديم اصيل
الدان الحضرمي
عرفت كلمة الدان شعراً ولحناً على مستوى حضرموت والجزيرة العربية بأنها تعبر عن الغناء بشكل عام وقد عرفت كلمة الدان في بعض المصادر على انها اسم لجوهرة من جواهر البحر تسمة ( دانا) وتعني ليلة دانا في الخليج ( ليلة مضيئة ) كالجوهرة . والدان في تعريف اشمل هو جزء من الموروثات الشعبية العامة التي تراكمت عبر عهود عديدة في حياة الأمم والشعوب وقد شكلت تلك الموروثات في مجموعها ما عرف ( بالتراث الشعبي) وفي اعتقادنا ان الدان قديم قدم الانسان على هذه الأرض وقدم تعامله مع الطبيعة من حوله ومع الحيوانات كالجمال التي حدى لها الانسان ويعتبر الحداء لونا من الوان الغناء والدندنه .
والدان الحضرمي في تعريف أدق هو عبارة عن نغمات موسيقية فنية بديعة تحلق بالروح والوجدان في سموات الخيال والسحر والالهام وتخلب الألباب والنفوس بجو رومانسي أخاذ ، كل ذلك في بساطة رائعة باسلوب ونهج السهل الممتنع
وعودة الى الدان وطريقة قوله من قبل شعراء الدان فانه يرتجل على البديهة ولا يستطيع شاعر الدان ترتيب ما سيقوله مسبقاً كون طريقة الشعر وقوافيه واوازانه تكون وليدة ساعتها ولحظتها ولا بأس في لو شلاحنا بشيء من التفصيل الكيفية التي يقال بها شعر الدان فلا يتفق مسبقا على القوافي ولا على الأوزان ولا حرف الروي حيث ان الطريقة المتبعة هي ان يبداء مغني الدان الغناء بلحن من الحان الدان التي يضعها ملحنون عرفوا بصياغة الحان الدان فيغني مرددا كلمة ( دان يا دان داني) او ( يا دان داني دان ) وغيرها من الألحان فيستهل احد الشعراء جلسة الدان بقافية وحرف روي معين يلتزم الشعراء الآخرون قول الشعر على نفس تقاطيعه وقافيته وحرف رويه وبهذا الاستهلاال يستمر القول عليه ولا تستبدل قوافيه الا بعد نفاذ كلمات حرف الروي وهو ما يطلق عليه مجازاً ( امتلاء الفصل ) ومن الضروري ان يمتلك الشعراء المشاركون في جلسة السمر حساً فنيا خاصاً يجعلهم لا يكررون آخر كلمات المقاطع وفي حين تكرارها من أحدهم ينبه الى ان الكلمة سبق وان وردت من احدهم و هو ما يعرف اصطلاحاً ( بالمدحوق) مما يجعل بعض الشعراء يلمزون من يكرر الكلمات الخاصة بحرف الروي التي سبقه غيره اليها بشكل رمزي شيق , كقول احدهم ( لا تلبسون الثوب لا شفتوه ملبوس ) والمغزى معروف كما انهم يتقيدون بما يقوله الشاعر الاول من طباق او ( مرجّع) مثل ما يسميه شعراء الدان
والشعر في الدان يأتي بعد اللحن اذ يسبق اللحن الشعر فيقول الشاعر شعره على تقاطيع صوت المغني أي ان الوزن في شعر الدان سماعي ويمتلك المغني حساً فنياً رقيقاً يمكنه من تحديد انضباط اوزران مصاريع البيت من خلال ترديده وينبَه الشاعر الى وجود الزياده والنقص . فيعمد الشاعر في حينها الى التصحيح بالاضافة او الحذف في محافظة تامة على المعنى وفي تقيد تام بالقافية وحرف الروي.
فن الدان
الدان من الفنون الحضرميه وهي من الفنون الاصيله والتي لها شهره عريقه
وهو الدان الذي تغنى به عمالقة العمالقة العمالقه ويختص في هذا الفن هم
حضرموت الداخل
الدان الحضرمي
مـــاهو الدان ؟؟
الدان الحضرمي هو نغمات موسيقية وإيقاعات فنيه مطربة تطرب الروح وتبعث على الشجن وهو اكثر انتشارا في حضرموت لأنه يعبر بصدق عن احساس الناس وامانيهم وتطلعاتهم وهمومهم وآلامهم وشعورهم العاطفي
وتنطلق مع توقيعات الحانه وتقاسيمها الغنائية المنسابة الكلمات الرقيقة العذبة والمعبرة فالدان نغم ولحن له صفة قديمة لدى كل فئات طبقات المجتمع الحضرمي وهو نوع من الشعر المغنى بالفاظ وأوزان غير مقيده بما يقوله النحاه ولقد سموه في الاندلس بالموشحات وسماه الحضارم الدان
وفي اللغة يأتي معنى الدندنة بهيمنة الكلام ودندن فلان نغم لا يفهم منه كلام فإن لفظه ما يدل عليه الدان يمكن ان يكون الى الهمهمه والتنغيم وليست الى الشعر وبهذا يكون الدان هو الأصل وليس الشعر اصل الدان وتجمع المعاجم على ان الدندنه هي نغم فلفظة دان بحروفها الثلاثه تدل على نمط معين من الالحان يسبق الهمهمه والتي هي في الأساس التحضير للنغم وتحديد اللحن فيما بعد فحين ينطق المغني الثلاثة الحروف ..د..ا..ن...(دان) فهذه الحروف الثلاثه هي مقدمة استطلاعية وتحضيرية لإستكمال بنية اللحن ليأخذ دورته الكامل في مصهر الألحان ويتشكل منها بروز اللحن الجديد له خصائص موسيقية ثم ينطلق الشعر مربوطا بألحان الدان
ويقال لذلك اللحن في حضرموت فن الدان اوصوت الدان
والدان الحضرمي أول ما يبدأ بالهمهة والنغم ثم تأليف ووضع اللحن وترابط أجزاؤه بتفعيلة ( دان ) ومن هذه الثلاثة الأحرف والتي قد تختصر في النغمة أوتتطول أو تمد فإنها تبقى التفعيلة الجذرية لأصل نغمات وألحان الدان ..
ويجب ان نعرف ان الدان الحضرمي نغم ولحن له أصوله وجذوره وتفعيليته التي بقيت في محيط اساسه الأول منطلقا من الدندنة والهمهمة في تأليف اللحن ثم تأتي دور الكلمة الشعرية التي يقولها الشاعر ثم يأتي دور الغناء بعد تحديد اللحن
وهو فن قديم اصيل
لم تدخل في إدائه اية آلة موسيقية مما يعطي الدليل الواضح على قدمه وأصالته وإن كانت بعض الحانه في الأربعين سنة الأخيرة طوعت للأدائه بالآلات الموسيقية ولكن هذا التطويع جاء بعد بروز اللحن لفن متعارف عليه اصلا هو(الدان)
وتؤلف اجزاء نغمات الدان ويقال لها تلحين أوصــوت ويأتي كله ضمن اطار الكلمات الشعرية المقيدة بهذا الإطار ويبدأ (بالفصل ) كما يقال له والفصل هوربط الكلمات الشعرية ببعضها البعض في اطار يحدد الوقوف عند كل مقطع بالقافية والوزن . والفصل مأخوذمن الحاجز بين الشيئين وهو يفصل بين القولين في نظم الشعر
المعروف عن الدان الحضرمي خروجه عن دائرة أبحر الشعر الـ 16 بحرا وخروجه ايضا عن نطاق أبحر الشعر الحميني والتي تقابل ما يماثلها في الشعر العربي والدان مع خروجه عن نطاق الشعر الحميني غير انه يسير في دربه من حيث التسكين وعدم الإعراب
وهناك تقارب بين الموشحات الأندلسية والدان الحضرمي من حيث ان الموشحات كما أوضح ذلك المؤرخ ابن خلدون بانهم ينظموها أسماطا واغصانا واعاريض وإلتزاما بالوقوف عند تلك الأغصان
ومن هذه المقتطفات من قصائد بامخرمه تتكون لنا صوره واضحه عن الدان ما قبل خمسة قرون إذكان الدان هو الفن اكثر ديوعا وإنتشارا وكفن له عشاقه وموروث متوارث عبر القرون التي خلت قبله غير اننا نجهل ما إذا كانت عليه تلك الألحان في تلك العصور ولن يستطع التطور العلمي في البحوث ان يجزم لنا عن ماهية تلك الألحان ولكن إذا كنا نسمع اليوم الحانا من اغاني الدان مضى عليها أكثر من قرن من الزمان وتردد في اوساط عشاق هذا الفن فلابد ان يكون هذا الإرث الفني ينتقل بين الأجيال عبر تواصلها
الحــــان الــــدان
--------------------
ان لنغمات الدان الحضرمي صلة بحياتنا وبواقعنا وملازم في اطوار حياتنا وملتزم معها وبها لأن العاطفة في الانسان هي الاساس في تحريك وانبعاث الشعور وبالدندنه والهمهمه تنبعث فينا سرورا وابتهاجا حزنا او ألما وترديد الدندنة تبعث في اعماق نفوسنا السلوان
التخميس :- القمر شارقه بين البهاء والسرير سار
من المقاطع الثلاثيه
نازحين الدلي
راثي إلا لمن ينزح ودلوه خلي
والعرب كلهم له راثيين
التخميس :- في بحور الهوى واقف لعشق المضانين
ومن الثلاثي
يومنى غني ونسنس
بالمغاني اليوم هرجس
قد تذكر شلت الدان
التخميس :- ربنا بايصلح الشان
ويقول الشاعر العيدروس
ليلة النور ياحيا بكم قال سالم
يشهد الله لي بأحوالنا دوب عالم
إننا جيت بارحب بكم دوب فرحان
التخميس :- بالكرم لا تفارق بين عاشق وحبان
وهذه المقاطع تعد ثلاثيه لكنها غير متحده في الموازين الشعريه ويقول الشاعر حداد بن حسن الكاف
ولا لي قلب ذاكر
في الدنيا ولا في الفلس فاكر
ولا فكري بشي ماغير فكري في الحسان الحور
ويقول في صوت ثلاثي غير الصوت الأول
العشق بلوى ومن شله حنب وانتشب
كله سوىمايحصل مقصده والطلب
تاجر وانه فليس
ويأتي المقطع الرابع والذي يأتي في نغمات متعددة لا يمكن ان تنحصر فهي بدون حصر في التقسيم الوزني الغنائي في كل انواع الدان مقاطعه وموازينه يقول الشاعر مستور حمادي
قد لي مقدر عام بن مرزوق رحله
مسهن وصولك للوطن ياطيب اللحون
خليت بقعه غبــّرت لشجار ضنين والبساتين
من بعد ما دبرت حتين الورق و يبسن الأغصان
ويقول الشاعر خميس الكندي
إسعيد مرزوق في كل دار
كل ما طلع مرواح جات أفكار
لا بطلو في جنس في التجنيس جاب الجنس لخرى
دايم وهو شال السفر يمديه يكسب للملايين
والمعروف ان الشاعر سعيد مرزوق كان يعمل في مجال البناء (منور ) والشيد باللهجة الحضرمية هو الصبغ او الطلاء يقول خميس كندي
وسعيد بن مرزوق غلاّ الشيد شله للفوالق
والشيد قالوا عس في لسواق
كله من الشرغات شي وافق وشي ما با يوافق
والحاصل ان الحركه عند آل مرزوق
ويقول مستور حمادي
سلام يا القرن عاشجارك واحجارك ونخلك
وسلام مني على ايمانك ويسراك
يا ميـّت الروح ماليله طلع من وسط قبرك
واطلب من اهل المجنه زام لا قد نسنس الريح
وننتقل الى المقطع الخماسي والسداسي والسباعي وهو كما ذكرت لكم بدون تحديد وانما التفعيلة والنغمة هي القاسم الاول فقد يكون مقطعا خماسيا ولكنه لعشرة اصوات وبعشرة موازين او اكثر
يقول حداد بن حسن الكاف
ردوه رده برده
مغناك ليله سعيده
من يوم جيته زمان الانس عندي عاد
بك انسنا عاد عيده
والليالي رجعت لنا عيد
ويقول ايضا حداد الكاف
ياغصن ربوك اهلك من زمن محروب
يسقونك الا الطائفي قطره قفى قطره
مولاك متعزز بحثلك داخل الهلاس
وطرحك في قصعة عسل
والله لايلمسك ياذا الغصن شي طين
ويقول سعيد مرزوق
وين الذي صوته يحن وسط المسامع
يتحدث الشاعر اذا حصل مغنى
اذا انثر بيته لقا في القلب طابع
ياهل المطابع
القوا تراتيب للدان
اما المقاطع الخمسة والستة وغيرها بجميع اجزائها وتداخلها وارتباطها تكثر في ( الدان الحضرمي ) ومن المقاطع السته قول الشاعر عبدالله التوي
حطت مخي
وتؤلف اجزاء نغمات الدان ويقال لها تلحين أوصــوت ويأتي كله ضمن اطار الكلمات الشعرية المقيدة بهذا الإطار ويبدأ (بالفصل ) كما يقال له والفصل هوربط الكلمات الشعرية ببعضها البعض في اطار يحدد الوقوف عند كل مقطع بالقافية والوزن . والفصل مأخوذمن الحاجز بين الشيئين وهو يفصل بين القولين في نظم الشعر
المعروف عن الدان الحضرمي خروجه عن دائرة أبحر الشعر الـ 16 بحرا وخروجه ايضا عن نطاق أبحر الشعر الحميني والتي تقابل ما يماثلها في الشعر العربي والدان مع خروجه عن نطاق الشعر الحميني غير انه يسير في دربه من حيث التسكين وعدم الإعراب
وهناك تقارب بين الموشحات الأندلسية والدان الحضرمي من حيث ان الموشحات كما أوضح ذلك المؤرخ ابن خلدون بانهم ينظموها أسماطا واغصانا واعاريض وإلتزاما بالوقوف عند تلك الأغصان
ومن هذه المقتطفات من قصائد بامخرمه تتكون لنا صوره واضحه عن الدان ما قبل خمسة قرون إذكان الدان هو الفن اكثر ديوعا وإنتشارا وكفن له عشاقه وموروث متوارث عبر القرون التي خلت قبله غير اننا نجهل ما إذا كانت عليه تلك الألحان في تلك العصور ولن يستطع التطور العلمي في البحوث ان يجزم لنا عن ماهية تلك الألحان ولكن إذا كنا نسمع اليوم الحانا من اغاني الدان مضى عليها أكثر من قرن من الزمان وتردد في اوساط عشاق هذا الفن فلابد ان يكون هذا الإرث الفني ينتقل بين الأجيال عبر تواصلها
الحــــان الــــدان
--------------------
ان لنغمات الدان الحضرمي صلة بحياتنا وبواقعنا وملازم في اطوار حياتنا وملتزم معها وبها لأن العاطفة في الانسان هي الاساس في تحريك وانبعاث الشعور وبالدندنه والهمهمه تنبعث فينا سرورا وابتهاجا حزنا او ألما وترديد الدندنة تبعث في اعماق نفوسنا السلوان
التخميس :- القمر شارقه بين البهاء والسرير سار
من المقاطع الثلاثيه
نازحين الدلي
راثي إلا لمن ينزح ودلوه خلي
والعرب كلهم له راثيين
التخميس :- في بحور الهوى واقف لعشق المضانين
ومن الثلاثي
يومنى غني ونسنس
بالمغاني اليوم هرجس
قد تذكر شلت الدان
التخميس :- ربنا بايصلح الشان
ويقول الشاعر العيدروس
ليلة النور ياحيا بكم قال سالم
يشهد الله لي بأحوالنا دوب عالم
إننا جيت بارحب بكم دوب فرحان
التخميس :- بالكرم لا تفارق بين عاشق وحبان
وهذه المقاطع تعد ثلاثيه لكنها غير متحده في الموازين الشعريه ويقول الشاعر حداد بن حسن الكاف
ولا لي قلب ذاكر
في الدنيا ولا في الفلس فاكر
ولا فكري بشي ماغير فكري في الحسان الحور
ويقول في صوت ثلاثي غير الصوت الأول
العشق بلوى ومن شله حنب وانتشب
كله سوىمايحصل مقصده والطلب
تاجر وانه فليس
ويأتي المقطع الرابع والذي يأتي في نغمات متعددة لا يمكن ان تنحصر فهي بدون حصر في التقسيم الوزني الغنائي في كل انواع الدان مقاطعه وموازينه يقول الشاعر مستور حمادي
قد لي مقدر عام بن مرزوق رحله
مسهن وصولك للوطن ياطيب اللحون
خليت بقعه غبــّرت لشجار ضنين والبساتين
من بعد ما دبرت حتين الورق و يبسن الأغصان
ويقول الشاعر خميس الكندي
إسعيد مرزوق في كل دار
كل ما طلع مرواح جات أفكار
لا بطلو في جنس في التجنيس جاب الجنس لخرى
دايم وهو شال السفر يمديه يكسب للملايين
والمعروف ان الشاعر سعيد مرزوق كان يعمل في مجال البناء (منور ) والشيد باللهجة الحضرمية هو الصبغ او الطلاء يقول خميس كندي
وسعيد بن مرزوق غلاّ الشيد شله للفوالق
والشيد قالوا عس في لسواق
كله من الشرغات شي وافق وشي ما با يوافق
والحاصل ان الحركه عند آل مرزوق
ويقول مستور حمادي
سلام يا القرن عاشجارك واحجارك ونخلك
وسلام مني على ايمانك ويسراك
يا ميـّت الروح ماليله طلع من وسط قبرك
واطلب من اهل المجنه زام لا قد نسنس الريح
وننتقل الى المقطع الخماسي والسداسي والسباعي وهو كما ذكرت لكم بدون تحديد وانما التفعيلة والنغمة هي القاسم الاول فقد يكون مقطعا خماسيا ولكنه لعشرة اصوات وبعشرة موازين او اكثر
يقول حداد بن حسن الكاف
ردوه رده برده
مغناك ليله سعيده
من يوم جيته زمان الانس عندي عاد
بك انسنا عاد عيده
والليالي رجعت لنا عيد
ويقول ايضا حداد الكاف
ياغصن ربوك اهلك من زمن محروب
يسقونك الا الطائفي قطره قفى قطره
مولاك متعزز بحثلك داخل الهلاس
وطرحك في قصعة عسل
والله لايلمسك ياذا الغصن شي طين
ويقول سعيد مرزوق
وين الذي صوته يحن وسط المسامع
يتحدث الشاعر اذا حصل مغنى
اذا انثر بيته لقا في القلب طابع
ياهل المطابع
القوا تراتيب للدان
اما المقاطع الخمسة والستة وغيرها بجميع اجزائها وتداخلها وارتباطها تكثر في ( الدان الحضرمي ) ومن المقاطع السته قول الشاعر عبدالله التوي
حطت مخي
له من على سيئون
والرعد له حنه
والبرق يشبه مبسم المضنون
لي زان فنه
الله يزيده فائق الغزلان في فنه على لفنون
قد زيده بلجود فوق الفن فنين
والشاعر حداد الكاف ومستور حمادي
يقول حداد
------------
حيا ليالي جميله
مرت بسفح الجبل
مثنات بحر الطويله
القرن وحيوط السحيل
والحوطه المستطيله
فيها علي حبشي وكم فرع اصيل
ويقول مستور حمادي
------------------------
إن جيت باخوذك حيله
مانا من أهل الحيل
ماحد يغالط عميله
إلا المسفل والرذيل
يصبر شروعي طويله
و باتبلغ فيك بالشرع الطويل
بعد ان أوضحنا نماذج من نغمات الدان وشعره وتنوعه يجب على القاريء ان يعرف ان انواع الدان المشهورة بحضرموت ثلاثة انواع وهي
الرّيض
الحيقي
الهبيش
الريّض ـ هو ذوالمقاطع الطويلة وهو الرباعي والخماسي والسداسي ومابعده وسمي ريضا لهدؤ انغامه وعدم سرعة اندراجها عند الغناء والطرب ويكثر الريض في وادي حضرموت ويبدو ان منبعه المنطقة المعروفة إداريا بمديرية سيئون ،ومنها انتشر الى مناطق حضرموت الأخرى وقد كانت كل النماذج في الحلقات السابقة من الدان الريض
الحيقي ـ والحيق في اللهجة الحضرمية تعني ( السهل ) والحيقي نسبة الى سكان السهل الممتد من حافة هضبة حضرموت حتى الساحل .. والدان الحيقي ذو مقاطع ثنائية وثلاثية ورباعية سريعة الحركة والإندراج ويتعاطاه بدو الحيق في اسمارهم
الهبيش ـ الهبيش في اللغة الجمع والكسب وهبش الرجل حلب بالكف كلها وبهش القوم تجمعوا ... وهذه من صفة بادية حضرموت التجمع على رقصة الهبيش ويتجمع الكف بالكف في التصفيق والكتف الى الكتف في رقصة الهبيش ، والهبيش غالبا ما يكون ذو مقاطع ثنائية وهو اسرع حركة من الحيقي ويكثر في بادية حضرموت ومنه
أنا وخلي تراضينا وقسمنا الهويه وخيره
والذي ما تراضوا خلفوهم يشربون العِـيق وسيول سمعون
تحمليت الحوش والثقل واشبيت العقاب الكبيره
لأجل نوفي بعهدي ما بغيت القاصره والعرب بالعهد يوفون
جلسات الدان
-----------------
لجلسات الدان في حضرموت طقوس صارمة ونظام وتقاليد راسخة فهي تكون في اماكن محددة أي خاصة ولا يحضرها إلا عدد محدد من أهل الذوق وعشاق هذا الفن ويؤخذ المغني جلسته في صدر المجلس بغض النظر عن مكانته الطبقية في المجتمع ويجلس في وضع الحبوة
(محتبي ) ويبدأ بالتحضير للغناء بالدندنة ومع تنوع نغمات الدندنة يبدأ في رفع وتيرة صوته تدريجيا كلما أستحسن صوته و يبدأ التفاعل ويضع كفيه خلف اذنيه لترجيع صدى صوت الدندنة ليضخم سماعها فيها ..
ثم يغني ويقول الشاعر البيت ويأتي دور الملقن وغالبا مايكون من هو من بين الحضور سريع الحفظ وتلقف ما يقوله الشاعر وتلقينه المغني ويأتي الشاعر الآخر لينشد بيتا و هكذا ولا يمكن ان يقول الشاعر بيتا إلا بعد غناء بيت من كان قبله واساس الدان المغني والشعراء والملقن وقد يكون من بين الحضور كاتبا يكتب ما قالته الشعراء ولا يسمح لأحد بالكلام عند الغناء والشعر بل يسود الهدؤ والسكينه والإنصات ويشد الإنفعال الوجداني الحضور حتى يغرقون وسط بحور الدان ويكسون انفسهم بالهيبة والوقار في جلسة استحضار تهيم فيها ارواحهم فوق سموات حضرموت وبكل شفافية نحو التألق والإبداع مع نعمة التعبير عن أدق خلجات النفس البشرية
سيؤن والدان والمحضار:
ثلاثة محاور ارتبطت ببعضها ارتباطاً وجدانياً وروحياً وثيقاً . وقد افصح هذا الترابط عن نفسه في قصائد واشعار الشاعر الكبير حسين ابو بكر المحضار ( بيت القصيد ) وساتناول في سياق هذا الحديث جذور الترابط والتماسك بين هذه المحاور مبيناً مواطن هذه الترابط والتماسك ومدللا عليه بالكلمات الرائعة والخالده التي لهج بها المحضار بهذ الخصوص وهي اكبر دليل على عمق ذلك الترابط والتواصل .................
ولا اجد مدخلا لتأكيد حب المحضار لسيؤن اقوى ولا ابلغ من قوله :
ليله في الطويلهخير من الف ليله
وليس هذا كل شئ بل ها هو يؤكد في موقع آخر بقوله
ماشي على البالالا زيارتكم وبس
يا أهل الطويلـهماشي على البال
قراءات في شعر عاشق مفارق :
انسان رقيق الطبع مرهف الاحساس لطيف ودمث الاخلاق خفيف الظل وذكي لماح يعشق الفن والسلا كما يحلو له ان يسميه الى درجة العبادة احبيته من خلال شعره قبل ان اراه وازددت له حبا وتقديرا بعد ان التقيت به و تعرفت عليه وجالسته ذلكم هو الشاعر المبدع محفوظ عبدالقادر التوي والشاعر التوي شاعر ابن شاعر كما يقولون فوالده المرحوم الشاعر عبدالقادر التوي الملقب خميس شاعر مجيد كما ان من اهل شاعرنا الشاعر المبدع علي عبدالله التوي عموما فان محفوظ نشاء وعاش في كنف اسرة يسري الشعر في عروقها مسار الدم في الاوردة والشرايين وقد رضع شعراً مع اللبن مما خلف فيه شاعراً مبدعاً ينساب شعره انسياباً بديعاً ليغزو الوجدان ويلهب الاحاسيس وهو غير متكلف في الصناعة .
................
حين يصف التوي مشهدا من ذكرياته فكانه يفتح لك شريط سينمائي تشاهد الصورة فيه واضحة وهو يصف دون تكلف ..
والرعد له حنه
والبرق يشبه مبسم المضنون
لي زان فنه
الله يزيده فائق الغزلان في فنه على لفنون
قد زيده بلجود فوق الفن فنين
والشاعر حداد الكاف ومستور حمادي
يقول حداد
------------
حيا ليالي جميله
مرت بسفح الجبل
مثنات بحر الطويله
القرن وحيوط السحيل
والحوطه المستطيله
فيها علي حبشي وكم فرع اصيل
ويقول مستور حمادي
------------------------
إن جيت باخوذك حيله
مانا من أهل الحيل
ماحد يغالط عميله
إلا المسفل والرذيل
يصبر شروعي طويله
و باتبلغ فيك بالشرع الطويل
بعد ان أوضحنا نماذج من نغمات الدان وشعره وتنوعه يجب على القاريء ان يعرف ان انواع الدان المشهورة بحضرموت ثلاثة انواع وهي
الرّيض
الحيقي
الهبيش
الريّض ـ هو ذوالمقاطع الطويلة وهو الرباعي والخماسي والسداسي ومابعده وسمي ريضا لهدؤ انغامه وعدم سرعة اندراجها عند الغناء والطرب ويكثر الريض في وادي حضرموت ويبدو ان منبعه المنطقة المعروفة إداريا بمديرية سيئون ،ومنها انتشر الى مناطق حضرموت الأخرى وقد كانت كل النماذج في الحلقات السابقة من الدان الريض
الحيقي ـ والحيق في اللهجة الحضرمية تعني ( السهل ) والحيقي نسبة الى سكان السهل الممتد من حافة هضبة حضرموت حتى الساحل .. والدان الحيقي ذو مقاطع ثنائية وثلاثية ورباعية سريعة الحركة والإندراج ويتعاطاه بدو الحيق في اسمارهم
الهبيش ـ الهبيش في اللغة الجمع والكسب وهبش الرجل حلب بالكف كلها وبهش القوم تجمعوا ... وهذه من صفة بادية حضرموت التجمع على رقصة الهبيش ويتجمع الكف بالكف في التصفيق والكتف الى الكتف في رقصة الهبيش ، والهبيش غالبا ما يكون ذو مقاطع ثنائية وهو اسرع حركة من الحيقي ويكثر في بادية حضرموت ومنه
أنا وخلي تراضينا وقسمنا الهويه وخيره
والذي ما تراضوا خلفوهم يشربون العِـيق وسيول سمعون
تحمليت الحوش والثقل واشبيت العقاب الكبيره
لأجل نوفي بعهدي ما بغيت القاصره والعرب بالعهد يوفون
جلسات الدان
-----------------
لجلسات الدان في حضرموت طقوس صارمة ونظام وتقاليد راسخة فهي تكون في اماكن محددة أي خاصة ولا يحضرها إلا عدد محدد من أهل الذوق وعشاق هذا الفن ويؤخذ المغني جلسته في صدر المجلس بغض النظر عن مكانته الطبقية في المجتمع ويجلس في وضع الحبوة
(محتبي ) ويبدأ بالتحضير للغناء بالدندنة ومع تنوع نغمات الدندنة يبدأ في رفع وتيرة صوته تدريجيا كلما أستحسن صوته و يبدأ التفاعل ويضع كفيه خلف اذنيه لترجيع صدى صوت الدندنة ليضخم سماعها فيها ..
ثم يغني ويقول الشاعر البيت ويأتي دور الملقن وغالبا مايكون من هو من بين الحضور سريع الحفظ وتلقف ما يقوله الشاعر وتلقينه المغني ويأتي الشاعر الآخر لينشد بيتا و هكذا ولا يمكن ان يقول الشاعر بيتا إلا بعد غناء بيت من كان قبله واساس الدان المغني والشعراء والملقن وقد يكون من بين الحضور كاتبا يكتب ما قالته الشعراء ولا يسمح لأحد بالكلام عند الغناء والشعر بل يسود الهدؤ والسكينه والإنصات ويشد الإنفعال الوجداني الحضور حتى يغرقون وسط بحور الدان ويكسون انفسهم بالهيبة والوقار في جلسة استحضار تهيم فيها ارواحهم فوق سموات حضرموت وبكل شفافية نحو التألق والإبداع مع نعمة التعبير عن أدق خلجات النفس البشرية
سيؤن والدان والمحضار:
ثلاثة محاور ارتبطت ببعضها ارتباطاً وجدانياً وروحياً وثيقاً . وقد افصح هذا الترابط عن نفسه في قصائد واشعار الشاعر الكبير حسين ابو بكر المحضار ( بيت القصيد ) وساتناول في سياق هذا الحديث جذور الترابط والتماسك بين هذه المحاور مبيناً مواطن هذه الترابط والتماسك ومدللا عليه بالكلمات الرائعة والخالده التي لهج بها المحضار بهذ الخصوص وهي اكبر دليل على عمق ذلك الترابط والتواصل .................
ولا اجد مدخلا لتأكيد حب المحضار لسيؤن اقوى ولا ابلغ من قوله :
ليله في الطويلهخير من الف ليله
وليس هذا كل شئ بل ها هو يؤكد في موقع آخر بقوله
ماشي على البالالا زيارتكم وبس
يا أهل الطويلـهماشي على البال
قراءات في شعر عاشق مفارق :
انسان رقيق الطبع مرهف الاحساس لطيف ودمث الاخلاق خفيف الظل وذكي لماح يعشق الفن والسلا كما يحلو له ان يسميه الى درجة العبادة احبيته من خلال شعره قبل ان اراه وازددت له حبا وتقديرا بعد ان التقيت به و تعرفت عليه وجالسته ذلكم هو الشاعر المبدع محفوظ عبدالقادر التوي والشاعر التوي شاعر ابن شاعر كما يقولون فوالده المرحوم الشاعر عبدالقادر التوي الملقب خميس شاعر مجيد كما ان من اهل شاعرنا الشاعر المبدع علي عبدالله التوي عموما فان محفوظ نشاء وعاش في كنف اسرة يسري الشعر في عروقها مسار الدم في الاوردة والشرايين وقد رضع شعراً مع اللبن مما خلف فيه شاعراً مبدعاً ينساب شعره انسياباً بديعاً ليغزو الوجدان ويلهب الاحاسيس وهو غير متكلف في الصناعة .
................
حين يصف التوي مشهدا من ذكرياته فكانه يفتح لك شريط سينمائي تشاهد الصورة فيه واضحة وهو يصف دون تكلف ..
..
والقمر الذي شاهد حلة الالفة والانسجام .... شهد حالة الفراق الصعب والوداع الحار حيث يقول التوي
مكاني اذكر الليلة وخلي حين قابلنا
على ضوء القمر بالليل جا عاني يودعنا
ومد يده وصافحنا
واكدت على انن لا نخين العيش وعهوده
تبادلنا النظر وعيوننا تهطل بلا معنى
ولو ماحد مراقب كان قبلته وقبلنا
الفنان والملحن الموهوب سعيد مبارك مرزوق
الحيث عن الفنان المبدع سعيد مبارك مرزوق حديث ذو شجون كما يقولون ويثير في النفس والوجدان مزيجا رائعا من الخواطر لا سيما عند عشاق فن الدان الحضرمي ومتذوقيه وقد اقترن اسم الفنان المبدع سعيد مبارك مرزوق باسم الدان واصبح مرادفا لاسمه فلا يذكر الدان الحضرمي الاً وتتم الاشارة الى فارسه الاول سعيد مرزوق وقد قال عن هذا " الدان حرفتنا اذا قد مات قولوا مات سعيد مرزوق "
....
ومن ينبري للكتابة عن الفنان سعيد مرزوق لابد وان يعاني كثيراً من الاستياء لا سيما بعد ان يدرك ان هذا الفنان قد عاش مغموراً ولم يحس باحساس الفرحة لنجاح اعماله الفنية التي اكتسحت الوادي والجمهورية بل وحتى الجزيرة العربية فلم تتم الاشارة من قريب او بعيد الى ابتكاراته الفنية المتمثله في كونه لحن الكثير من الالحان البديعة التي نغنى بها ولا زال يتغنى بها كثير من الفننيين والفنانات منهم محمد جمعة خان و باحويرث وابوبكر سالم بلفقيه ومرسال وفتحية الصغيره وبدوي زبير وعبدالله الرويشد ولكن وياللاسف فان ظاهرة عدم نسب الشي لأهله ظاهرة عامة ................
.... وقد لحن ابن مرزوق الحانه على كل الحان الدان بما فيها التخميس والمربوع والمخموس والمسدوس والمسبوع والمثمون وقد اخترت هنا بعض الالحان المتميزة التي اشتهرت مع مطلع كلماتها التي اشتهرت بها وهي جميعاً من الحان سعيد مرزوق وهي :
1حولك ياسويح القبالي
2فصل ياهل القرن شلونا
3مسكين قلبي لا بكن لعيان
4يا حسين النظر با شوف ودك
5يا غصن لي ربوك اهلك من زمن محروب
6تمنات قلبي يالمختم
7يقول بن هاشم بكت لعيان
8ذا خرج فصل والثاني اذا جاءت زله
9ذا فصل ضاعت حمامه
10ذا فصل حي ممساك
11حيا ليلي جميله
12طاب السمر قل دان يا بن زين
13قال القتى عنه باتغزل
14ذا فصل ضاعت على دره
.....
اما الشاعر مرهف الاحساس محفوظ عبدالقادر التوي فالتواصل بينه وبين المرحوم سعيد مرزوق كان مستمراً في الوطن والمهجر وقال التوي على لحن بن مرزوق
ذا فصل والثاني نسيت الدان واهل الدان نسيونا
وامسيت يا مرزوق انا في عالم النسيان
على ضفاف النيل وسط الغوط فكونا
تلعب بي الامواج مثنات الغبب
اذرع عروض البحر والطول
وقال التوي عن الفنان سعيد بن مرزوق
سعيد بن مرزوق خلف للجزيرة ثروه كبيره
وابنه عوض شل الرساله والرساله ماهي صغيره
ولحملها المثقل ضرب نحره وصدره
والده قد لقا لها منهج ودستور
مام مات بن مرزوق عايش لم يزل داخل جماهيره
وابنه عوض وقع خلوفه بايكملها مشاويره
وبايسد كل ما بدت في الكون ثغره
وبا يخلي عجلته في ديرها اتدور
وقال عنه الشاعر محفوظ التوي
عميد الفن بن مرزوق ياما ناس يبكونه
رحمه الله بن مرزوق خلف للوطن ثروه
كبيره ما يعادلها الذهب مهما غلي سعره
وفي كل حفل وندوه بابيات الثناء والشكر والتقدير يحيونه
مثيله فين با نلحق وبايملي لنا الفجوه
وبا ينزح بدلوه بعد ما دبر وحط دلوه
على من نطرح الحبوه
على جمل الرساله كان الله في عونه
اننا نشهد في عصرنا هذا حالات عديده للانتحال وبعضهم اذا ما حاول الابتعاد عن الحرج نسبها للتراث الشعبي او الفلكلور ان كانت شعرا او لحنا ولا يغيب عن بالنا ان صفة الشعبية التي تضفى على بعض الاعمال هي في الاصل ابداع فردي ..... وقد دلت الدراسات الحديثه على ان دور الجماعة ليس ابداع العمل الفني بقدر ماهو اعادة لهذا الابداع ...... وانما ياتي الابداع من شخصا واحداً ثم يتبناه الشعب عموماً .... ويعود ذلك لغياب التوثيق
الدان الحضرمي هو غناء شعبي يحتوي على العديد من طرق الغـناء من كتابة و نظم . فن الدان الحضرمي يشكل جزء مهم من ثقافة حضرموت و نشاطها الاجتماعي حيث تشكل جسر ثقافي يربط بين الأجيال الحضرمية.
الدان هو نوع فريد من الغناء الفلكلوري خاصة لأهالي وادي حضرموت أو ما يطلق عليهم أهل حضرموت الداخل و قد كان الدان متبنى من قبل الناس في المناطق الساحلية و أجزاء أخرى من حضرموت أيضا . هذا النوع من الفلكلور المحلي يمثل المجتمع الحضرمي و انفعالاته و أحاسيسه و أفكاره بطريقة رائعة.
الدان الحضرمي له شعراءه و ملحنيه و الذي يمتلكون طرق مختلفة في تقديمه بسبب اختلاف مواهبهم الفنية و الطبيعية للكتابة و النظم كما إن الدان يختلف عن باقي الفنون المؤداة في حضرموت . أهم ناظمي أغاني الدان هم من الأجزاء الداخلية لحضرموت مثل شبام و الحوطة و تريم و سيئون و ذلك لأن هذه المناطق مشهورة بهذا الطراز من الأغاني الفلكلورية و اشهر شاعر دان حضرمي هو حداد من أهل تريم و اسمه الحقيقي عمر حسن الكاف كما أن هناك شعراء آخرون مثل سالم عبد القادر
والقمر الذي شاهد حلة الالفة والانسجام .... شهد حالة الفراق الصعب والوداع الحار حيث يقول التوي
مكاني اذكر الليلة وخلي حين قابلنا
على ضوء القمر بالليل جا عاني يودعنا
ومد يده وصافحنا
واكدت على انن لا نخين العيش وعهوده
تبادلنا النظر وعيوننا تهطل بلا معنى
ولو ماحد مراقب كان قبلته وقبلنا
الفنان والملحن الموهوب سعيد مبارك مرزوق
الحيث عن الفنان المبدع سعيد مبارك مرزوق حديث ذو شجون كما يقولون ويثير في النفس والوجدان مزيجا رائعا من الخواطر لا سيما عند عشاق فن الدان الحضرمي ومتذوقيه وقد اقترن اسم الفنان المبدع سعيد مبارك مرزوق باسم الدان واصبح مرادفا لاسمه فلا يذكر الدان الحضرمي الاً وتتم الاشارة الى فارسه الاول سعيد مرزوق وقد قال عن هذا " الدان حرفتنا اذا قد مات قولوا مات سعيد مرزوق "
....
ومن ينبري للكتابة عن الفنان سعيد مرزوق لابد وان يعاني كثيراً من الاستياء لا سيما بعد ان يدرك ان هذا الفنان قد عاش مغموراً ولم يحس باحساس الفرحة لنجاح اعماله الفنية التي اكتسحت الوادي والجمهورية بل وحتى الجزيرة العربية فلم تتم الاشارة من قريب او بعيد الى ابتكاراته الفنية المتمثله في كونه لحن الكثير من الالحان البديعة التي نغنى بها ولا زال يتغنى بها كثير من الفننيين والفنانات منهم محمد جمعة خان و باحويرث وابوبكر سالم بلفقيه ومرسال وفتحية الصغيره وبدوي زبير وعبدالله الرويشد ولكن وياللاسف فان ظاهرة عدم نسب الشي لأهله ظاهرة عامة ................
.... وقد لحن ابن مرزوق الحانه على كل الحان الدان بما فيها التخميس والمربوع والمخموس والمسدوس والمسبوع والمثمون وقد اخترت هنا بعض الالحان المتميزة التي اشتهرت مع مطلع كلماتها التي اشتهرت بها وهي جميعاً من الحان سعيد مرزوق وهي :
1حولك ياسويح القبالي
2فصل ياهل القرن شلونا
3مسكين قلبي لا بكن لعيان
4يا حسين النظر با شوف ودك
5يا غصن لي ربوك اهلك من زمن محروب
6تمنات قلبي يالمختم
7يقول بن هاشم بكت لعيان
8ذا خرج فصل والثاني اذا جاءت زله
9ذا فصل ضاعت حمامه
10ذا فصل حي ممساك
11حيا ليلي جميله
12طاب السمر قل دان يا بن زين
13قال القتى عنه باتغزل
14ذا فصل ضاعت على دره
.....
اما الشاعر مرهف الاحساس محفوظ عبدالقادر التوي فالتواصل بينه وبين المرحوم سعيد مرزوق كان مستمراً في الوطن والمهجر وقال التوي على لحن بن مرزوق
ذا فصل والثاني نسيت الدان واهل الدان نسيونا
وامسيت يا مرزوق انا في عالم النسيان
على ضفاف النيل وسط الغوط فكونا
تلعب بي الامواج مثنات الغبب
اذرع عروض البحر والطول
وقال التوي عن الفنان سعيد بن مرزوق
سعيد بن مرزوق خلف للجزيرة ثروه كبيره
وابنه عوض شل الرساله والرساله ماهي صغيره
ولحملها المثقل ضرب نحره وصدره
والده قد لقا لها منهج ودستور
مام مات بن مرزوق عايش لم يزل داخل جماهيره
وابنه عوض وقع خلوفه بايكملها مشاويره
وبايسد كل ما بدت في الكون ثغره
وبا يخلي عجلته في ديرها اتدور
وقال عنه الشاعر محفوظ التوي
عميد الفن بن مرزوق ياما ناس يبكونه
رحمه الله بن مرزوق خلف للوطن ثروه
كبيره ما يعادلها الذهب مهما غلي سعره
وفي كل حفل وندوه بابيات الثناء والشكر والتقدير يحيونه
مثيله فين با نلحق وبايملي لنا الفجوه
وبا ينزح بدلوه بعد ما دبر وحط دلوه
على من نطرح الحبوه
على جمل الرساله كان الله في عونه
اننا نشهد في عصرنا هذا حالات عديده للانتحال وبعضهم اذا ما حاول الابتعاد عن الحرج نسبها للتراث الشعبي او الفلكلور ان كانت شعرا او لحنا ولا يغيب عن بالنا ان صفة الشعبية التي تضفى على بعض الاعمال هي في الاصل ابداع فردي ..... وقد دلت الدراسات الحديثه على ان دور الجماعة ليس ابداع العمل الفني بقدر ماهو اعادة لهذا الابداع ...... وانما ياتي الابداع من شخصا واحداً ثم يتبناه الشعب عموماً .... ويعود ذلك لغياب التوثيق
الدان الحضرمي هو غناء شعبي يحتوي على العديد من طرق الغـناء من كتابة و نظم . فن الدان الحضرمي يشكل جزء مهم من ثقافة حضرموت و نشاطها الاجتماعي حيث تشكل جسر ثقافي يربط بين الأجيال الحضرمية.
الدان هو نوع فريد من الغناء الفلكلوري خاصة لأهالي وادي حضرموت أو ما يطلق عليهم أهل حضرموت الداخل و قد كان الدان متبنى من قبل الناس في المناطق الساحلية و أجزاء أخرى من حضرموت أيضا . هذا النوع من الفلكلور المحلي يمثل المجتمع الحضرمي و انفعالاته و أحاسيسه و أفكاره بطريقة رائعة.
الدان الحضرمي له شعراءه و ملحنيه و الذي يمتلكون طرق مختلفة في تقديمه بسبب اختلاف مواهبهم الفنية و الطبيعية للكتابة و النظم كما إن الدان يختلف عن باقي الفنون المؤداة في حضرموت . أهم ناظمي أغاني الدان هم من الأجزاء الداخلية لحضرموت مثل شبام و الحوطة و تريم و سيئون و ذلك لأن هذه المناطق مشهورة بهذا الطراز من الأغاني الفلكلورية و اشهر شاعر دان حضرمي هو حداد من أهل تريم و اسمه الحقيقي عمر حسن الكاف كما أن هناك شعراء آخرون مثل سالم عبد القادر
العيدروس و خميس كندي و آخرون آما اشهر مغني الدان فهو عاشور آمان من أهالي تريم حتى إن اسمه قد ذكر في إحدى قصائد حداد الكاف و التي غناها محمد جمعة خان و قد كان عـاشور مؤدي انفعالي لأغاني الدان و قد كان على اتصال دائم بالشعراء و ملحني الدان و قد كان اقرب رفاقه حداد الكاف و الذي كان مساهم كبير في نجاحه
لقد كتب حداد الكاف الكثير من أشعار قصائد الحب و الأغاني الشعبية و قد كان عاشور آمان موسيقي بارع و خبير في آلة العود . و من الطرق المهمة لاجتماع شعراء و ملحني الدان هي جلسات الدان حيث يتم في هذه الجلسات كتابة أغاني الدان و تلحينها في نفس الوقت و تبدأ جلسة الدان بشاعر يروي قصيدة تناقش قصة واقعية و موقف للشاعر و هكذا تبدأ المساجلة الشعرية
المساجلة الشعرية
يختار الشاعر موضوع يستطيع الجميع شرح وجهة نظرهم فيه بحرية و يدافعون عنه شعريا و عندما ينتهي الشاعر يقوم الشاعر المنافس بالإجابة على نفس النمط و الإيقاع و تكون نتيجة الجلسة لحن موسيقي رائع مع كلمات جميلة تضيف جوهرة للفلكلور الحضرمي كما إن الشعراء يستطيعون كتابة أغاني الدان لوحدهم على انفراد
الأفكار الرئيسية لقصائد الدان
شعر الدان متنوع الأفكار مثل الحب و المديح و المفاخرة و هو تعبير عن إحساس الشاعر في تلك اللحظة كما يغطي شعر الدان مواضيع سياسية و اجتماعية التي تركز على الصراعات و الخلافات القبلية آو الحكومية و القضايا العامة
الفنان أبو بكر سالم بلفقيه
أبو بكر بلفقيه مغني معروف أدى الكثير من أغاني الدان و نشأته في حضرموت كان لها تأثير كبير عليه في جعله نجم تأدية هذا النوع من الغناء الفلكلوري كما قام بتطوير أغاني الدان و جعلها عصرية بأن غناها بمصاحبة الآلات الموسيقية الحديثة
بعض أغاني بلفقيه أصبحت مشهورة ليس على مستوى اليمن فقط بل على المستوى الخارجي و كان اشهر الكتاب الذين غنى لهم حداد الكاف و حسين أبو بكر المحضار
انواع الدان الحضرمي
انواع الدان في حضرموت كثيرة والمشهور منها ثلاثه انواع هي
الريض .... الحيقي .....الهبيش
الريض : هو ذو المقاطع الطويله وهو الرباعي والخماسي وما بعده..سمي ريضا لهدوءة أنغامه وعدم سرعة إندراجها عند الغناء والطرب ولطرب الإبل (الحدا) عند سجع الإبل بالمغنى بالدان فيريض الجمل ويسترسل ويمد خطاه ويطمئن ويسترخي ...ويكثر الريض في حضرموت بل يكاد ان يكون منبعه وأصله وإزدهاه المنطقه المحيطه بسيئون..
الحيقي : الحيق في لهجة الحضارم (السهل) والحيق هم سكان السهول الساحليه (والحقه ) كما جاء في القاموس هي الأرض المستديره أو المطمئنة ... ويليهم (النيد)أي النجد وهم سكان الجول والهضبه..والدان الحيقي هو ذو المقاطع الثنائيه والثلاثيه والرباعيه السريعه الحركه والإندراج وسمي بالحيق لأنه يأتي غالبا من أهل الحيق ثم ينتقل الى سكان الجبال ثم الى الوديان في حضرموت..ويزدهر في وادي دوعن ووادي العين..
الهبيش : فهو ذو القاطع الثنائية غالبا..غير انه اسرع إيقاع وحركة من الحيقي ويكثر لدى البادية ويستعمل في (الشرح) وفي رقص (الهبيش) المعروفه في بادية حضرموت وهي نوع من الرقص يجتمع الرجال والنساء فيها يصفق الكف بالكف ويقفون في دائره بينما يكون أكثر من إثنين وقد تصاحبهم إمرأة في الرقص في وسط الدائره..والهبيش في اللغة العربية : الجمع والكسب وهبش الرجل : حلب بالكف كلها وبهش القوم : تجمعوا...وللدان في الهبيش الحان متنوعه جميله وكل لحن يطلق عليه الصوت
وقد أضيف حضرمي هذه الأضافة لتعريف الدان الحضرمي
اضيف هالاضافه البسيطه لكي تلقي نظره واسعه على هذا الفن العملاق الى اصبح طريق شهرة العديد من الفنانين امثال اكبرهم ابوبكر وعيدالله رويشد ونوال وريم وعلي بن محمد وغيرهم وغيرهم عن طريق سفيري الغنيه الحضرميه الآن الشاعر يوسف بن عقيل الملحن صالح يسلم ولا انسى الشاعر الناصر
الدان الحضرمي
مـــاهو الدان ؟؟
الدان الحضرمي هو نغمات موسيقية وإيقاعات فنيه مطربة تطرب الروح وتبعث على الشجن وهو اكثر انتشارا في حضرموت لأنه يعبر بصدق عن احساس الناس وامانيهم وتطلعاتهم وهمومهم وآلامهم وشعورهم العاطفي
وتنطلق مع توقيعات الحانه وتقاسيمها الغنائية المنسابة الكلمات الرقيقة العذبة والمعبرة فالدان نغم ولحن له صفة قديمة لدى كل فئات طبقات المجتمع الحضرمي وهو نوع من الشعر المغنى بالفاظ وأوزان غير مقيده بما يقوله النحاه ولقد سموه في الاندلس بالموشحات وسماه الحضارم الدان
وفي اللغة يأتي معنى الدندنة بهيمنة الكلام ودندن فلان نغم لا يفهم منه كلام فإن لفظه ما يدل عليه الدان يمكن ان يكون الى الهمهمه والتنغيم وليست الى الشعر وبهذا يكون الدان هو الأصل وليس الشعر اصل الدان وتجمع المعاجم على ان الدندنه هي نغم فلفظة دان بحروفها الثلاثه تدل على نمط معين من الالحان يسبق الهمهمه والتي هي في الأساس التحضير للنغم وتحديد اللحن فيما بعد فحين ينطق المغني الثلاثة الحروف ..د..ا..ن...(دان) فهذه الحروف الثلاثه هي مقدمة استطلاع
لقد كتب حداد الكاف الكثير من أشعار قصائد الحب و الأغاني الشعبية و قد كان عاشور آمان موسيقي بارع و خبير في آلة العود . و من الطرق المهمة لاجتماع شعراء و ملحني الدان هي جلسات الدان حيث يتم في هذه الجلسات كتابة أغاني الدان و تلحينها في نفس الوقت و تبدأ جلسة الدان بشاعر يروي قصيدة تناقش قصة واقعية و موقف للشاعر و هكذا تبدأ المساجلة الشعرية
المساجلة الشعرية
يختار الشاعر موضوع يستطيع الجميع شرح وجهة نظرهم فيه بحرية و يدافعون عنه شعريا و عندما ينتهي الشاعر يقوم الشاعر المنافس بالإجابة على نفس النمط و الإيقاع و تكون نتيجة الجلسة لحن موسيقي رائع مع كلمات جميلة تضيف جوهرة للفلكلور الحضرمي كما إن الشعراء يستطيعون كتابة أغاني الدان لوحدهم على انفراد
الأفكار الرئيسية لقصائد الدان
شعر الدان متنوع الأفكار مثل الحب و المديح و المفاخرة و هو تعبير عن إحساس الشاعر في تلك اللحظة كما يغطي شعر الدان مواضيع سياسية و اجتماعية التي تركز على الصراعات و الخلافات القبلية آو الحكومية و القضايا العامة
الفنان أبو بكر سالم بلفقيه
أبو بكر بلفقيه مغني معروف أدى الكثير من أغاني الدان و نشأته في حضرموت كان لها تأثير كبير عليه في جعله نجم تأدية هذا النوع من الغناء الفلكلوري كما قام بتطوير أغاني الدان و جعلها عصرية بأن غناها بمصاحبة الآلات الموسيقية الحديثة
بعض أغاني بلفقيه أصبحت مشهورة ليس على مستوى اليمن فقط بل على المستوى الخارجي و كان اشهر الكتاب الذين غنى لهم حداد الكاف و حسين أبو بكر المحضار
انواع الدان الحضرمي
انواع الدان في حضرموت كثيرة والمشهور منها ثلاثه انواع هي
الريض .... الحيقي .....الهبيش
الريض : هو ذو المقاطع الطويله وهو الرباعي والخماسي وما بعده..سمي ريضا لهدوءة أنغامه وعدم سرعة إندراجها عند الغناء والطرب ولطرب الإبل (الحدا) عند سجع الإبل بالمغنى بالدان فيريض الجمل ويسترسل ويمد خطاه ويطمئن ويسترخي ...ويكثر الريض في حضرموت بل يكاد ان يكون منبعه وأصله وإزدهاه المنطقه المحيطه بسيئون..
الحيقي : الحيق في لهجة الحضارم (السهل) والحيق هم سكان السهول الساحليه (والحقه ) كما جاء في القاموس هي الأرض المستديره أو المطمئنة ... ويليهم (النيد)أي النجد وهم سكان الجول والهضبه..والدان الحيقي هو ذو المقاطع الثنائيه والثلاثيه والرباعيه السريعه الحركه والإندراج وسمي بالحيق لأنه يأتي غالبا من أهل الحيق ثم ينتقل الى سكان الجبال ثم الى الوديان في حضرموت..ويزدهر في وادي دوعن ووادي العين..
الهبيش : فهو ذو القاطع الثنائية غالبا..غير انه اسرع إيقاع وحركة من الحيقي ويكثر لدى البادية ويستعمل في (الشرح) وفي رقص (الهبيش) المعروفه في بادية حضرموت وهي نوع من الرقص يجتمع الرجال والنساء فيها يصفق الكف بالكف ويقفون في دائره بينما يكون أكثر من إثنين وقد تصاحبهم إمرأة في الرقص في وسط الدائره..والهبيش في اللغة العربية : الجمع والكسب وهبش الرجل : حلب بالكف كلها وبهش القوم : تجمعوا...وللدان في الهبيش الحان متنوعه جميله وكل لحن يطلق عليه الصوت
وقد أضيف حضرمي هذه الأضافة لتعريف الدان الحضرمي
اضيف هالاضافه البسيطه لكي تلقي نظره واسعه على هذا الفن العملاق الى اصبح طريق شهرة العديد من الفنانين امثال اكبرهم ابوبكر وعيدالله رويشد ونوال وريم وعلي بن محمد وغيرهم وغيرهم عن طريق سفيري الغنيه الحضرميه الآن الشاعر يوسف بن عقيل الملحن صالح يسلم ولا انسى الشاعر الناصر
الدان الحضرمي
مـــاهو الدان ؟؟
الدان الحضرمي هو نغمات موسيقية وإيقاعات فنيه مطربة تطرب الروح وتبعث على الشجن وهو اكثر انتشارا في حضرموت لأنه يعبر بصدق عن احساس الناس وامانيهم وتطلعاتهم وهمومهم وآلامهم وشعورهم العاطفي
وتنطلق مع توقيعات الحانه وتقاسيمها الغنائية المنسابة الكلمات الرقيقة العذبة والمعبرة فالدان نغم ولحن له صفة قديمة لدى كل فئات طبقات المجتمع الحضرمي وهو نوع من الشعر المغنى بالفاظ وأوزان غير مقيده بما يقوله النحاه ولقد سموه في الاندلس بالموشحات وسماه الحضارم الدان
وفي اللغة يأتي معنى الدندنة بهيمنة الكلام ودندن فلان نغم لا يفهم منه كلام فإن لفظه ما يدل عليه الدان يمكن ان يكون الى الهمهمه والتنغيم وليست الى الشعر وبهذا يكون الدان هو الأصل وليس الشعر اصل الدان وتجمع المعاجم على ان الدندنه هي نغم فلفظة دان بحروفها الثلاثه تدل على نمط معين من الالحان يسبق الهمهمه والتي هي في الأساس التحضير للنغم وتحديد اللحن فيما بعد فحين ينطق المغني الثلاثة الحروف ..د..ا..ن...(دان) فهذه الحروف الثلاثه هي مقدمة استطلاع
ية وتحضيرية لإستكمال بنية اللحن ليأخذ دورته الكامل في مصهر الألحان ويتشكل منها بروز اللحن الجديد له خصائص موسيقية ثم ينطلق الشعر مربوطا بألحان الدان
ويقال لذلك اللحن في حضرموت فن الدان اوصوت الدان
وقد جاءت لفظة الدان في كثير من اشعار الشعراء الشعبيين في حضرموت منهم الفقيه الشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة المتوفي سنة تسعمائه واثنان وخمسون هجريـه الذي يقول مستبديا بالدان
دان يامطربه فإني على دانش اطرب
روقي فيه خلينا من الصافي اشرب
فاني لي في الغناء مذهب وللناس مذهب
ويقول
يامطربه دندني بالدان يامطربه
غني بصوتش وشلي ابياتي المعربه
وغيرها من اشعار يامخرمة الحافلة بذكر الاستهلال بالدان
والدان الحضرمي أول ما يبدأ بالهمهة والنغم ثم تأليف ووضع اللحن وترابط أجزاؤه بتفعيلة ( دان ) ومن هذه الثلاثة الأحرف والتي قد تختصر في النغمة أوتتطول أو تمد فإنها تبقى التفعيلة الجذرية لأصل نغمات وألحان الدان ..
ويجب ان نعرف ان الدان الحضرمي نغم ولحن له أصوله وجذوره وتفعيليته التي بقيت في محيط اساسه الأول منطلقا من الدندنة والهمهمة في تأليف اللحن ثم تأتي دور الكلمة الشعرية التي يقولها الشاعر ثم يأتي دور الغناء بعد تحديد اللحن
وهو فن قديم اصيل لم تدخل في إدائه اية آلة موسيقية مما يعطي الدليل الواضح على قدمه وأصالته وإن كانت بعض الحانه في الأربعين سنة الأخيرة طوعت للأدائه بالآلات الموسيقية ولكن هذا التطويع جاء بعد بروز اللحن لفن متعارف عليه اصلا هو(الدان)
وتؤلف اجزاء نغمات الدان ويقال لها تلحين أوصــوت ويأتي كله ضمن اطار الكلمات الشعرية المقيدة بهذا الإطار ويبدأ (بالفصل ) كما يقال له والفصل هوربط الكلمات الشعرية ببعضها البعض في اطار يحدد الوقوف عند كل مقطع بالقافية والوزن . والفصل مأخوذمن الحاجز بين الشيئين وهو يفصل بين القولين في نظم الشعر
وفي الدان بعد احكام النغم واللحن يأتي دور الشاعر ليقول فيبدأ بالفصل ويبدأ الفصل كقول الشاعر خميس سالم الكندي
ذا فصل والثاني سمر ياسعيد ذكر كل عاشق
الدان يومه حرفة العشاق
الدان خطتهم ومنبتهم وله زاعق وناعق
يتذكر النغمات كل عاشق ومعشوق
أوكما يقول الشاعر عايض بلوعل
ذا خرج فصل والثاني إذا جات زله
من ضنينك رمى قلبك بها وانت غافل
لا تعامله بالزلات خـله
غض واصفح ****** وقله ياضنيني كفانا حسبك الله
وقول الشاعر ناصر بن يسلم بن ناصر
ذا فصل والثاني سمر ياعاشقين الدان
ياسامعين الصوت جمع الاهل والاخوان
ياضيق حالي باتنسم ****** ذي تحياتي لكم ياللي تسمرون
وقول الشاعر مستور حمادي
ذا خرج فصل والثاني تشوقنا الخضيره
لي خضرت قلبي الميت بها خضر
قتلتنا خذت عمري بالحيا ياغصن ضيره
سبحان ربك اخلقك وانشاك من طين
وقول الشاعر سالم العيدروس
ذا فصل ياالعشاق
خوضوا بحور العشق ياكل عاشق
ما ضاع في العشقه لكم با تلحقونه
هاكم مقاله علم كل مطرود ملحوق
المعروف عن الدان الحضرمي خروجه عن دائرة أبحر الشعر الـ 16 بحرا وخروجه ايضا عن نطاق أبحر الشعر الحميني والتي تقابل ما يماثلها في الشعر العربي والدان مع خروجه عن نطاق الشعر الحميني غير انه يسير في دربه من حيث التسكين وعدم الإعراب
وهناك تقارب بين الموشحات الأندلسية والدان الحضرمي من حيث ان الموشحات كما أوضح ذلك المؤرخ ابن خلدون بانهم ينظموها أسماطا واغصانا واعاريض وإلتزاما بالوقوف عند تلك الأغصان
وفي فن الدان الحضرمي ينظمونه اسماطا وأغصانا واعاريض والتزاما عند القوافي بل يبلغ الإلتزام فيه بلزوم ما لا يلزم في الشعر
وكذلك فان الموشحات خرجت عن نطاق قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة والإرتباط اللفظي . كما إن الدان خرج ايضا عن قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة
وينسب البعض من المؤرخين الموشحات الى انها فن اهل اليمن وانها هاجرت الى الأندلس مع اليمنيين ثم عادت الى اليمن في القرن السادس الهجري واشتهر في ميدانه محمد بن احمد فليته عام721هـ وله ديوان شعر بمكتبة صنعاء والمزاح بن عبدالله المزاح وغيرهم وفي القرن العاشر برز الشاعر محمد بن عبدالله بن شرف .
وإذا كان اصل الموشحات من اليمن فإن اصل الدان بحضرموت وهو قديم وقد يكون معروف قبل القرن الثالث الهجري وفن الموشحات وفن الدان الحضرمي مترابطان ترابطا جذريا فالتفعيلة في الفنين والمنهجين ضرورية الوجود والترابط والإلتزام موجود والخروج عن قيود النحاة موجود والخروج عن ابحر الشعر ايضا موجود
يقول ابن حماد الأندلسي
بدر تم*** شمس ضحا *** غصن نــقــا *** مسك شم
ما أتم*** ما أوضــحــا *** مــا أورقــا *** مــا أتــم
لا جرم *** من لمــحـا *** قــد عشــقا *** قـد جرم
ويقول الأعمى الطليطلي
ضـاحك عن جمان *** ســافر عن درر
ضاق عنه الزمان *** وحواه صـــــدري
وقد نهج الشعراء في حضرموت نهج الموشحات الأندلسية ويقول ابوبكر بن عبدالله بن شهاب
يامعسجد الخــدود *** باهي الجمال
مهفف القد ***املد اللدن***
ويقال لذلك اللحن في حضرموت فن الدان اوصوت الدان
وقد جاءت لفظة الدان في كثير من اشعار الشعراء الشعبيين في حضرموت منهم الفقيه الشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة المتوفي سنة تسعمائه واثنان وخمسون هجريـه الذي يقول مستبديا بالدان
دان يامطربه فإني على دانش اطرب
روقي فيه خلينا من الصافي اشرب
فاني لي في الغناء مذهب وللناس مذهب
ويقول
يامطربه دندني بالدان يامطربه
غني بصوتش وشلي ابياتي المعربه
وغيرها من اشعار يامخرمة الحافلة بذكر الاستهلال بالدان
والدان الحضرمي أول ما يبدأ بالهمهة والنغم ثم تأليف ووضع اللحن وترابط أجزاؤه بتفعيلة ( دان ) ومن هذه الثلاثة الأحرف والتي قد تختصر في النغمة أوتتطول أو تمد فإنها تبقى التفعيلة الجذرية لأصل نغمات وألحان الدان ..
ويجب ان نعرف ان الدان الحضرمي نغم ولحن له أصوله وجذوره وتفعيليته التي بقيت في محيط اساسه الأول منطلقا من الدندنة والهمهمة في تأليف اللحن ثم تأتي دور الكلمة الشعرية التي يقولها الشاعر ثم يأتي دور الغناء بعد تحديد اللحن
وهو فن قديم اصيل لم تدخل في إدائه اية آلة موسيقية مما يعطي الدليل الواضح على قدمه وأصالته وإن كانت بعض الحانه في الأربعين سنة الأخيرة طوعت للأدائه بالآلات الموسيقية ولكن هذا التطويع جاء بعد بروز اللحن لفن متعارف عليه اصلا هو(الدان)
وتؤلف اجزاء نغمات الدان ويقال لها تلحين أوصــوت ويأتي كله ضمن اطار الكلمات الشعرية المقيدة بهذا الإطار ويبدأ (بالفصل ) كما يقال له والفصل هوربط الكلمات الشعرية ببعضها البعض في اطار يحدد الوقوف عند كل مقطع بالقافية والوزن . والفصل مأخوذمن الحاجز بين الشيئين وهو يفصل بين القولين في نظم الشعر
وفي الدان بعد احكام النغم واللحن يأتي دور الشاعر ليقول فيبدأ بالفصل ويبدأ الفصل كقول الشاعر خميس سالم الكندي
ذا فصل والثاني سمر ياسعيد ذكر كل عاشق
الدان يومه حرفة العشاق
الدان خطتهم ومنبتهم وله زاعق وناعق
يتذكر النغمات كل عاشق ومعشوق
أوكما يقول الشاعر عايض بلوعل
ذا خرج فصل والثاني إذا جات زله
من ضنينك رمى قلبك بها وانت غافل
لا تعامله بالزلات خـله
غض واصفح ****** وقله ياضنيني كفانا حسبك الله
وقول الشاعر ناصر بن يسلم بن ناصر
ذا فصل والثاني سمر ياعاشقين الدان
ياسامعين الصوت جمع الاهل والاخوان
ياضيق حالي باتنسم ****** ذي تحياتي لكم ياللي تسمرون
وقول الشاعر مستور حمادي
ذا خرج فصل والثاني تشوقنا الخضيره
لي خضرت قلبي الميت بها خضر
قتلتنا خذت عمري بالحيا ياغصن ضيره
سبحان ربك اخلقك وانشاك من طين
وقول الشاعر سالم العيدروس
ذا فصل ياالعشاق
خوضوا بحور العشق ياكل عاشق
ما ضاع في العشقه لكم با تلحقونه
هاكم مقاله علم كل مطرود ملحوق
المعروف عن الدان الحضرمي خروجه عن دائرة أبحر الشعر الـ 16 بحرا وخروجه ايضا عن نطاق أبحر الشعر الحميني والتي تقابل ما يماثلها في الشعر العربي والدان مع خروجه عن نطاق الشعر الحميني غير انه يسير في دربه من حيث التسكين وعدم الإعراب
وهناك تقارب بين الموشحات الأندلسية والدان الحضرمي من حيث ان الموشحات كما أوضح ذلك المؤرخ ابن خلدون بانهم ينظموها أسماطا واغصانا واعاريض وإلتزاما بالوقوف عند تلك الأغصان
وفي فن الدان الحضرمي ينظمونه اسماطا وأغصانا واعاريض والتزاما عند القوافي بل يبلغ الإلتزام فيه بلزوم ما لا يلزم في الشعر
وكذلك فان الموشحات خرجت عن نطاق قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة والإرتباط اللفظي . كما إن الدان خرج ايضا عن قيد ابحر الشعر وعن دائرة النحاة
وينسب البعض من المؤرخين الموشحات الى انها فن اهل اليمن وانها هاجرت الى الأندلس مع اليمنيين ثم عادت الى اليمن في القرن السادس الهجري واشتهر في ميدانه محمد بن احمد فليته عام721هـ وله ديوان شعر بمكتبة صنعاء والمزاح بن عبدالله المزاح وغيرهم وفي القرن العاشر برز الشاعر محمد بن عبدالله بن شرف .
وإذا كان اصل الموشحات من اليمن فإن اصل الدان بحضرموت وهو قديم وقد يكون معروف قبل القرن الثالث الهجري وفن الموشحات وفن الدان الحضرمي مترابطان ترابطا جذريا فالتفعيلة في الفنين والمنهجين ضرورية الوجود والترابط والإلتزام موجود والخروج عن قيود النحاة موجود والخروج عن ابحر الشعر ايضا موجود
يقول ابن حماد الأندلسي
بدر تم*** شمس ضحا *** غصن نــقــا *** مسك شم
ما أتم*** ما أوضــحــا *** مــا أورقــا *** مــا أتــم
لا جرم *** من لمــحـا *** قــد عشــقا *** قـد جرم
ويقول الأعمى الطليطلي
ضـاحك عن جمان *** ســافر عن درر
ضاق عنه الزمان *** وحواه صـــــدري
وقد نهج الشعراء في حضرموت نهج الموشحات الأندلسية ويقول ابوبكر بن عبدالله بن شهاب
يامعسجد الخــدود *** باهي الجمال
مهفف القد ***املد اللدن***