#المؤرخ_الهمداني
النهدي - هـمدان :
النهدي : بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بنى نهد، :
▪️وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، إليه ينتسب النهديون، ومنهم باليمن والشام، كلهم من ولد خزيمة بن نهد، وهم في تنوخ في نهد اليمن، وأما نهد الشام فعوف وزمان وسليم وصباح بن نهد، منهم عبد الله بن عجلان بن عبد الأحب بن صباح الشاعر، جاهلى، و قال ابن حبيب:
▪️في همدان: نهد بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب ابن دومان والمشهور بهذه النسبة :
▪️أشعث بن طلق النهدي يروى عن ابن عمر- رضى الله عنهما، روى عنه ابن عيينة
▪️وحبيب بن أبى مليكة النهدي الحراني ، كنيته أبو ثور، عن ابن عمر روى عنه الشعبي .
.
📚الأنـساب - السـمعاني ت 562 هـ
.
#همدان #بكيل #نهد #النهدي
النهدي - هـمدان :
النهدي : بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بنى نهد، :
▪️وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، إليه ينتسب النهديون، ومنهم باليمن والشام، كلهم من ولد خزيمة بن نهد، وهم في تنوخ في نهد اليمن، وأما نهد الشام فعوف وزمان وسليم وصباح بن نهد، منهم عبد الله بن عجلان بن عبد الأحب بن صباح الشاعر، جاهلى، و قال ابن حبيب:
▪️في همدان: نهد بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب ابن دومان والمشهور بهذه النسبة :
▪️أشعث بن طلق النهدي يروى عن ابن عمر- رضى الله عنهما، روى عنه ابن عيينة
▪️وحبيب بن أبى مليكة النهدي الحراني ، كنيته أبو ثور، عن ابن عمر روى عنه الشعبي .
.
📚الأنـساب - السـمعاني ت 562 هـ
.
#همدان #بكيل #نهد #النهدي
6⃣
#ثورة_سبتمبر و #الثورة_المضادة_للملكيين
#بلال_الطيب
ولأجل تنفيذ تلك الخطة؛ ضَاعف المصريون من أعداد قواتهم في اليمن، وقد وصل عددها إجمالًا إلى حوالي 20,000 جندي، وقيل أكثر، وقاموا بالتنسيق مع القيادة الجمهورية، وفي بداية الأسبوع الثاني لوصول المشير عامر، وتحت قيادة الأخير، بهجومهم الكبير (هجوم رمضان)، مَسنودين بـ 200 طائرة وصلت للتو، وقد كان لسلاح الجو بشكل عام، وللدبابات، والمدافع، والمدرعات التي رافقت تلك الحملة، دورٌ فاعل في حسم المعركة خلال أقل من شهر.
توجهت القوات المُشتركة بادئ الأمر شَمالًا، وتَعرضت قبل أنْ تستعيد مُعظم مَناطق لواء صعدة لـمُحاولة صد إمامية فاشلة، قادها الأمير محمد بن الحسين، الذي سارع فور علمه بذلك الهجوم، بتجميع 1,500 مُقاتل من مُعسكراته في نجران، إلا أنَّ القوات المُهاجمة فَرَّقت جمعه، ثم توجهت شرقًا، وبدأ بعد استعادة تلك القوات لمدينة المطمة، ثم الحزم، انهيار القوات الإمامية في المناطق المجاورة؛ وتمت - تبعًا لذلك، وبدون قتال - استعادة مدينة مأرب، ثم الجوبة، ثم حريب 7 مارس 1963م.
بالتزامن مع ذلك الهجوم، قام الجمهوريون عبر بعض الوجهاء - أمثال المناضل عبدالسلام صبرة - باستقطاب بعض قبائل طوق صنعاء، في حين قامت قوات تابعة لهم بتصفية بعض جيوب المقاومة الإمامية في ذات الإطار، وفي الوقت الذي تمركزت فيه بعض المجاميع القبلية الجمهورية في منطقة الخانق، وقطعت طَريق إمداد الإماميين في خولان الطيال، تمكن الشيخ سنان أبو لحوم ومجاميع من قبيلته من استعادة السيطرة على وادي السر في بني حشيش، واختراق قطاع نهم، ولم يمضِ من الوقت الكثير حتى استدعاه المشير عامر، وكلفه بالتوسط لدى قبيلة جهم البكيلية، من أجل فك الحصار عن كتيبة الصاعقة المصرية في صرواح، وقد نجح في ذلك، وجمهرت جهم مُؤقتًا.
حقق هجوم رمضان بالمعيار العسكري نجاحًا كبيرًا، فهو لم يُجبر الإماميين على الانسحاب إلى الشعاب والكهوف البعيدة فحسب؛ بل حرمهم من منفذين هامين كانا يمدانهم بالأموال والأسلحة، وهما منفذا نجران، وبيحان، ولم يتبق لهم إلا منفذ جيزان الذي استعصى على القوات المُشتركة، والمرتبط بجبال رازح، وخولان الشام، وبني الحداد، والممتد عبر سلسلة جبال اليمن الغربية إلى مشارف مدينة حجة، وصولاً إلى بلاد آنس جنوبًا.
واستمرارًا لمساعيها في التهدئة، أرسلت الأمم المتحدة مساعد أمينها العام وممثله الشخصي الدكتور رالف بانش إلى اليمن، وذلك لترتيب إجراءات عمل المُراقبين الدوليين، وقد زار كلًا من تعز، وصنعاء، ومأرب، الأخيرة بعد استعادتها مُباشرة، وصرح بأنَّ السلطات الجمهورية تُحكم سيطرتها على معظم الأراضي اليمنية، وخالف بذلك توقع رئيس الوزراء السعودي الأمير فيصل بن عبدالعزيز، الذي صرح قبل تلك الزيارة، بأنه - أي بانش - لن يَرى من اليمن إلا صنعاء، وأنَّ باقي المناطق تحت قبضة الإماميين!
وقد خرج بانش بعد زيارته تلك بانطباع داعم للجمهوريين، وقال مقولته الصادمة: «لقد كنت أتصور أنني رأيت أسوأ صور التخلف في الكونغو - نتيجة الاستعمار - ولكن ما رأيته هنا في اليمن أقنعني بأنَّ هناك ما هو أسوأ من التخلف في الكونغو».
رفض السعوديون استقبال بانش بعد تصريحاته تلك؛ فما كان من الرئيس الأمريكي كنيدي إلا أنْ أرسل السفير السيورث بانكرز لتدارك الأمر، وقد التقي الأخير بالرئيس ناصر، والأمير فيصل، واقنعهما بالتهدئة، ولم يمض من الوقت الكثير حتى لقي كنيدي مَصرعه 22 نوفمبر 1963م، وقد انتهى باغتياله الدور الأمريكي المزدوج في التعامل مع القضية اليمنية، وصار ذلك الدور في عهد خلفه (ليندون جونسون) أكثر وضوحًا، وتحول إلى داعم بارز للإماميين.
وكان قبل اغتيال كنيدي بخمسة أشهر قد بدأ العمل باتفاقية فض الاشتباك، وتم إرسال بعثة المراقبين الدوليين 4 يوليو 1963م، واستمر عملها حتى 4 سبتمبر 1964م؛ فهل أتت تلك الاتفاقية أكلها؟ وهل كان هجوم رمضان - كما اعتبره المصريون - نَصرًا نهائيًا؟ هذا ما سنجيب عنه اختزالاً في موضوع مستقل (2).
حكمة يمانية
#ثورة_سبتمبر و #الثورة_المضادة_للملكيين
#بلال_الطيب
ولأجل تنفيذ تلك الخطة؛ ضَاعف المصريون من أعداد قواتهم في اليمن، وقد وصل عددها إجمالًا إلى حوالي 20,000 جندي، وقيل أكثر، وقاموا بالتنسيق مع القيادة الجمهورية، وفي بداية الأسبوع الثاني لوصول المشير عامر، وتحت قيادة الأخير، بهجومهم الكبير (هجوم رمضان)، مَسنودين بـ 200 طائرة وصلت للتو، وقد كان لسلاح الجو بشكل عام، وللدبابات، والمدافع، والمدرعات التي رافقت تلك الحملة، دورٌ فاعل في حسم المعركة خلال أقل من شهر.
توجهت القوات المُشتركة بادئ الأمر شَمالًا، وتَعرضت قبل أنْ تستعيد مُعظم مَناطق لواء صعدة لـمُحاولة صد إمامية فاشلة، قادها الأمير محمد بن الحسين، الذي سارع فور علمه بذلك الهجوم، بتجميع 1,500 مُقاتل من مُعسكراته في نجران، إلا أنَّ القوات المُهاجمة فَرَّقت جمعه، ثم توجهت شرقًا، وبدأ بعد استعادة تلك القوات لمدينة المطمة، ثم الحزم، انهيار القوات الإمامية في المناطق المجاورة؛ وتمت - تبعًا لذلك، وبدون قتال - استعادة مدينة مأرب، ثم الجوبة، ثم حريب 7 مارس 1963م.
بالتزامن مع ذلك الهجوم، قام الجمهوريون عبر بعض الوجهاء - أمثال المناضل عبدالسلام صبرة - باستقطاب بعض قبائل طوق صنعاء، في حين قامت قوات تابعة لهم بتصفية بعض جيوب المقاومة الإمامية في ذات الإطار، وفي الوقت الذي تمركزت فيه بعض المجاميع القبلية الجمهورية في منطقة الخانق، وقطعت طَريق إمداد الإماميين في خولان الطيال، تمكن الشيخ سنان أبو لحوم ومجاميع من قبيلته من استعادة السيطرة على وادي السر في بني حشيش، واختراق قطاع نهم، ولم يمضِ من الوقت الكثير حتى استدعاه المشير عامر، وكلفه بالتوسط لدى قبيلة جهم البكيلية، من أجل فك الحصار عن كتيبة الصاعقة المصرية في صرواح، وقد نجح في ذلك، وجمهرت جهم مُؤقتًا.
حقق هجوم رمضان بالمعيار العسكري نجاحًا كبيرًا، فهو لم يُجبر الإماميين على الانسحاب إلى الشعاب والكهوف البعيدة فحسب؛ بل حرمهم من منفذين هامين كانا يمدانهم بالأموال والأسلحة، وهما منفذا نجران، وبيحان، ولم يتبق لهم إلا منفذ جيزان الذي استعصى على القوات المُشتركة، والمرتبط بجبال رازح، وخولان الشام، وبني الحداد، والممتد عبر سلسلة جبال اليمن الغربية إلى مشارف مدينة حجة، وصولاً إلى بلاد آنس جنوبًا.
واستمرارًا لمساعيها في التهدئة، أرسلت الأمم المتحدة مساعد أمينها العام وممثله الشخصي الدكتور رالف بانش إلى اليمن، وذلك لترتيب إجراءات عمل المُراقبين الدوليين، وقد زار كلًا من تعز، وصنعاء، ومأرب، الأخيرة بعد استعادتها مُباشرة، وصرح بأنَّ السلطات الجمهورية تُحكم سيطرتها على معظم الأراضي اليمنية، وخالف بذلك توقع رئيس الوزراء السعودي الأمير فيصل بن عبدالعزيز، الذي صرح قبل تلك الزيارة، بأنه - أي بانش - لن يَرى من اليمن إلا صنعاء، وأنَّ باقي المناطق تحت قبضة الإماميين!
وقد خرج بانش بعد زيارته تلك بانطباع داعم للجمهوريين، وقال مقولته الصادمة: «لقد كنت أتصور أنني رأيت أسوأ صور التخلف في الكونغو - نتيجة الاستعمار - ولكن ما رأيته هنا في اليمن أقنعني بأنَّ هناك ما هو أسوأ من التخلف في الكونغو».
رفض السعوديون استقبال بانش بعد تصريحاته تلك؛ فما كان من الرئيس الأمريكي كنيدي إلا أنْ أرسل السفير السيورث بانكرز لتدارك الأمر، وقد التقي الأخير بالرئيس ناصر، والأمير فيصل، واقنعهما بالتهدئة، ولم يمض من الوقت الكثير حتى لقي كنيدي مَصرعه 22 نوفمبر 1963م، وقد انتهى باغتياله الدور الأمريكي المزدوج في التعامل مع القضية اليمنية، وصار ذلك الدور في عهد خلفه (ليندون جونسون) أكثر وضوحًا، وتحول إلى داعم بارز للإماميين.
وكان قبل اغتيال كنيدي بخمسة أشهر قد بدأ العمل باتفاقية فض الاشتباك، وتم إرسال بعثة المراقبين الدوليين 4 يوليو 1963م، واستمر عملها حتى 4 سبتمبر 1964م؛ فهل أتت تلك الاتفاقية أكلها؟ وهل كان هجوم رمضان - كما اعتبره المصريون - نَصرًا نهائيًا؟ هذا ما سنجيب عنه اختزالاً في موضوع مستقل (2).
حكمة يمانية
تعدد المسارات وأمان السفينة
تولّى السلال رئاسة البلاد في ظروف صعبة للغاية كما كان متوقعًا، وكان عليه أن يسير في مسارين متوازيين عادة ما يتم الخلط بينهما، وهما المسار الثوري العسكري والمسار الإداري وبناء مؤسسات الدولة. وقد استطاع السلال أن ينجح في كِلا المسارين، والخروج بسفينة الثورة بأمان من عواصف تحديات الأشهر والسنوات الأولى، وما حملته من أخطار كبيرة. وما كان له أن ينجح لولا تلك السمات الشخصية والقيادية التي تحلى بها منذ بداية انشغاله بالعمل العام وارتباطه بالحركة الوطنية، وإن كانت قد تجلّت أكثر خلال سنوات حكمه.
خطأ القراءات خارج السياق التاريخي
وقبل الحديث عن بعض المعالم الأساسية والسمات القيادية للرئيس عبدالله السلال خلال هذه الفترة، التي لم تزد عن خمس سنوات، لا بد من الإشارة إلى ملاحظة بالغة الأهمية فيما يتعلق بعدد غير قليل من القراءات التي تناولت سيرة حياة الشخصيات الكبيرة في الحركة الوطنية اليمنية، وأدوارها النضالية، في مختلف المراحل الزمنية. والملاحظة هي أن هذه القراءات عادةً ما تقع في خطأ تجاهل السياق التاريخي للأحداث، وتجاهل مجمل العوامل الخاصة والعامة التي شكّلت بيئة هذه الأحداث وأثَّرت في الشخصيات التي لعبت دورًا كبيرًا في رسم معالمها.
ولا يبدو أن تجاهل السياق التاريخي كان مقصورًا على مجموعة الأحكام والاستخلاصات التي أنتجتها هذه القراءات حول تاريخ اليمن المعاصر وحسب، بل يكاد يكون سمة لمعظم القراءات التي تناولت تراثنا العربي والإسلامي ككل. فمما لا شك فيه أن محاكمة الماضي بأدوات الحاضر هو خطأ، له نفس جسامة خطأ محاكمة الحاضر بأدوات الماضي.
ولم يكن الرئيس السلال بمعزل عن خطأ هذ النوع من القراءات وما ترتب عليها من الحكم عليه، أو محاولة فهم مكانته وأسلوبه القيادي خارج اللحظة التاريخية التي ظهر فيها، بما في ذلك تلك القراءات التي مجدته أو التي حاولت التقليل من دوره، مثله مثل الكثير من رموز الحركة الوطنية، بل وحتى من شخصيات العهد الإمامي التي جميعها تُشكِّل أجزاءً مهمة من تاريخنا وتراثنا الوطني.
قائد ثورة أم رئيس دولة؟
بعد هذه الإشارة يمكننا في السياق التاريخي للحركة الوطنية ككل، والثورة السبتمبرية على وجه الخصوص، أن نتفهم الطرح الذي يقول إن السلال قاد ثورة أكثر من كونه ترأّس دولة. وبين مفردتي "الثورة" و"الدولة" مسافةٌ كبيرة، وتفاصيلٌ كثيرة، وأحداثٌ عظيمة امتدت ما بين 26 سبتمبر/ أيلول 1962 إلى 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، وهي الفترة التي ورثت خلالها الجمهورية الوليدة وضعًا في منتهى الصعوبة، سواء في شقها الثوري التأسيسي أم في سعيها لبناء دولة حديثة من الصفر تمامًا؛ دولة تقوم بتوفير احتياجات الشعب اليمني من خدمات أساسية كان في أمسّ الحاجة إليها بعد حرمانه منها لعقود، إن لم يكن لقرون طويلة.
وليس أدلّ على ما كان عليه الحال، وما ورثته الجمهورية عشية إعلان الثورة، من وصف الرئيس عبدالرحمن الإرياني في مذكراته، إذ يقول: "ترك الإمام ]أحمد[ البلاد في وضع متخلف لا نظير لتخلفه في العالم، فلا جهاز حكومي ولا مدارس ولا مستشفيات ولا طرقات ولا أي شيء من مقومات الحضارة الحديثة. لم يخلّف في البلاد مشروعًا حيويًّا واحدًا، بل خلف السجون والمعتقلات والأغلال والأصفاد، ترك الفقر والجوع والجهل والمرض والرشوة والفساد، ترك كل ما يمسخ مقومات الأمة ويفسد أخلاقها، فكان لزامًا على الجمهورية الفتية أن تبتدئ كل شيء من الصفر لإعادة البناء من جديد"(1).
إذن هذا هو الوضع الإداري الذي ورثه الرئيس السلال عن الإمامة، والذي لخصه د. عبدالعزيز المقالح بعبارة بسيطة: "لا دولة، ولا جهاز دولة"(2). ومن نافل القول أنه لا يمكن لأي قائد أو رئيس في مثل هكذا وضع مليء بالتعقيدات إلا أن يواجه جبالًا من التحديات، وأن يتعرض إلى صنوف من الأخطار والمؤامرات، فما بالك إذا كان هذا الرئيس منصرفًا إلى ما هو أكثر أهمية وأولوية في حينه، ألا وهو إنجاح الثورة وإرساء واقع الجمهورية الجديدة، إذ يخطئ من يعتقد أن ثورة وجمهورية 26 سبتمبر كانتا قد تحققتا بعد إعلانهما وفرار ولي العهد محمد البدر من صنعاء، واعتراف معظم دول العالم بهما. فالثورة والجمهورية، كما تخبرنا به وقائع التاريخ، كانتا دائمًا على مهب الرياح العاتية، والتحديات الشرسة، القادمة من كل اتجاه ولسنوات طويلة.
ومن هذا المنطلق وحده، ينبغي أن تتحدد معالم القراءات الموضوعية لشخصية عبدالله السلال، ودورها القيادي خلال فترة حكمه القصيرة التي كانت كلها سنوات تأسيس وحروب أكثر من كونها سنوات إدارة وتنمية، وهي بالتالي تختلف اختلافًا جذريًّا عن السنوات الجمهورية التي تلتها، والتي وإن لم تشهد استقرارًا سياسيًّا كاملًا، إلا أنها لم تواجه نفس حجم وجسامة التحديات التي واجهتها الخمس السنوات الأولى من الثورة ومن بناء دولة الجمهورية الجديدة.
تولّى السلال رئاسة البلاد في ظروف صعبة للغاية كما كان متوقعًا، وكان عليه أن يسير في مسارين متوازيين عادة ما يتم الخلط بينهما، وهما المسار الثوري العسكري والمسار الإداري وبناء مؤسسات الدولة. وقد استطاع السلال أن ينجح في كِلا المسارين، والخروج بسفينة الثورة بأمان من عواصف تحديات الأشهر والسنوات الأولى، وما حملته من أخطار كبيرة. وما كان له أن ينجح لولا تلك السمات الشخصية والقيادية التي تحلى بها منذ بداية انشغاله بالعمل العام وارتباطه بالحركة الوطنية، وإن كانت قد تجلّت أكثر خلال سنوات حكمه.
خطأ القراءات خارج السياق التاريخي
وقبل الحديث عن بعض المعالم الأساسية والسمات القيادية للرئيس عبدالله السلال خلال هذه الفترة، التي لم تزد عن خمس سنوات، لا بد من الإشارة إلى ملاحظة بالغة الأهمية فيما يتعلق بعدد غير قليل من القراءات التي تناولت سيرة حياة الشخصيات الكبيرة في الحركة الوطنية اليمنية، وأدوارها النضالية، في مختلف المراحل الزمنية. والملاحظة هي أن هذه القراءات عادةً ما تقع في خطأ تجاهل السياق التاريخي للأحداث، وتجاهل مجمل العوامل الخاصة والعامة التي شكّلت بيئة هذه الأحداث وأثَّرت في الشخصيات التي لعبت دورًا كبيرًا في رسم معالمها.
ولا يبدو أن تجاهل السياق التاريخي كان مقصورًا على مجموعة الأحكام والاستخلاصات التي أنتجتها هذه القراءات حول تاريخ اليمن المعاصر وحسب، بل يكاد يكون سمة لمعظم القراءات التي تناولت تراثنا العربي والإسلامي ككل. فمما لا شك فيه أن محاكمة الماضي بأدوات الحاضر هو خطأ، له نفس جسامة خطأ محاكمة الحاضر بأدوات الماضي.
ولم يكن الرئيس السلال بمعزل عن خطأ هذ النوع من القراءات وما ترتب عليها من الحكم عليه، أو محاولة فهم مكانته وأسلوبه القيادي خارج اللحظة التاريخية التي ظهر فيها، بما في ذلك تلك القراءات التي مجدته أو التي حاولت التقليل من دوره، مثله مثل الكثير من رموز الحركة الوطنية، بل وحتى من شخصيات العهد الإمامي التي جميعها تُشكِّل أجزاءً مهمة من تاريخنا وتراثنا الوطني.
قائد ثورة أم رئيس دولة؟
بعد هذه الإشارة يمكننا في السياق التاريخي للحركة الوطنية ككل، والثورة السبتمبرية على وجه الخصوص، أن نتفهم الطرح الذي يقول إن السلال قاد ثورة أكثر من كونه ترأّس دولة. وبين مفردتي "الثورة" و"الدولة" مسافةٌ كبيرة، وتفاصيلٌ كثيرة، وأحداثٌ عظيمة امتدت ما بين 26 سبتمبر/ أيلول 1962 إلى 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، وهي الفترة التي ورثت خلالها الجمهورية الوليدة وضعًا في منتهى الصعوبة، سواء في شقها الثوري التأسيسي أم في سعيها لبناء دولة حديثة من الصفر تمامًا؛ دولة تقوم بتوفير احتياجات الشعب اليمني من خدمات أساسية كان في أمسّ الحاجة إليها بعد حرمانه منها لعقود، إن لم يكن لقرون طويلة.
وليس أدلّ على ما كان عليه الحال، وما ورثته الجمهورية عشية إعلان الثورة، من وصف الرئيس عبدالرحمن الإرياني في مذكراته، إذ يقول: "ترك الإمام ]أحمد[ البلاد في وضع متخلف لا نظير لتخلفه في العالم، فلا جهاز حكومي ولا مدارس ولا مستشفيات ولا طرقات ولا أي شيء من مقومات الحضارة الحديثة. لم يخلّف في البلاد مشروعًا حيويًّا واحدًا، بل خلف السجون والمعتقلات والأغلال والأصفاد، ترك الفقر والجوع والجهل والمرض والرشوة والفساد، ترك كل ما يمسخ مقومات الأمة ويفسد أخلاقها، فكان لزامًا على الجمهورية الفتية أن تبتدئ كل شيء من الصفر لإعادة البناء من جديد"(1).
إذن هذا هو الوضع الإداري الذي ورثه الرئيس السلال عن الإمامة، والذي لخصه د. عبدالعزيز المقالح بعبارة بسيطة: "لا دولة، ولا جهاز دولة"(2). ومن نافل القول أنه لا يمكن لأي قائد أو رئيس في مثل هكذا وضع مليء بالتعقيدات إلا أن يواجه جبالًا من التحديات، وأن يتعرض إلى صنوف من الأخطار والمؤامرات، فما بالك إذا كان هذا الرئيس منصرفًا إلى ما هو أكثر أهمية وأولوية في حينه، ألا وهو إنجاح الثورة وإرساء واقع الجمهورية الجديدة، إذ يخطئ من يعتقد أن ثورة وجمهورية 26 سبتمبر كانتا قد تحققتا بعد إعلانهما وفرار ولي العهد محمد البدر من صنعاء، واعتراف معظم دول العالم بهما. فالثورة والجمهورية، كما تخبرنا به وقائع التاريخ، كانتا دائمًا على مهب الرياح العاتية، والتحديات الشرسة، القادمة من كل اتجاه ولسنوات طويلة.
ومن هذا المنطلق وحده، ينبغي أن تتحدد معالم القراءات الموضوعية لشخصية عبدالله السلال، ودورها القيادي خلال فترة حكمه القصيرة التي كانت كلها سنوات تأسيس وحروب أكثر من كونها سنوات إدارة وتنمية، وهي بالتالي تختلف اختلافًا جذريًّا عن السنوات الجمهورية التي تلتها، والتي وإن لم تشهد استقرارًا سياسيًّا كاملًا، إلا أنها لم تواجه نفس حجم وجسامة التحديات التي واجهتها الخمس السنوات الأولى من الثورة ومن بناء دولة الجمهورية الجديدة.
#السلوك #الجندي
وَركب بغلته وَعَاد الى بَاب السُّلْطَان فحين وَصله اسْتَغَاثَ وقلب عمَامَته فَسئلَ عَن السَّبَب فاخبر بِهِ فامر #الْمَنْصُور عونا الى الْفَقِيه يساله عَن الْقَصْد فحين اتاه واخبره بذلك قَالَ لَهُ الْفَقِيه سلم على السُّلْطَان وعرفه انه لَا يحل لَهُ ان يتْرك #الْيَهُود يركبُوا البغال بالسروج وَلَا ان يتراسوا على الْمُسلمين بالركوب والملابس وَمَتى فعلوا هَذَا فقد خلعوا ذمَّة الاسلام مِنْهُم وَوَجَب قتال فَاعل ذَلِك فحين عَاد الرَّسُول الى السُّلْطَان واخبره بِجَوَاب الْفَقِيه فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ تقدم مَعَ الرَّسُول الى الْفَقِيه ليعرفك مَا يجب بِالشَّرْعِ فافعله ثمَّ قَالَ للرسول قل لَهُ يسلم عَلَيْك فلَان وَيُحب ان تعرف الْيَهُودِيّ مَا يجب عَلَيْهِ بِالشَّرْعِ وَمَتى جاوزه فقد برِئ مِنْهُ فَقَالَ الْفَقِيه لِلْيَهُودِيِّ مَا يجب عَلَيْك كَذَا وَكَذَا وَلَا تفعل الا مَا هُوَ كَذَا وَكَذَا وَمَتى تعديت وَجب قَتلك وَحل دمك وَانْصَرف الْيَهُودِيّ على ذَلِك الى السُّلْطَان فاخبره الرَّسُول بذلك فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ اياك تتعدا مَا امرك بِهِ الْفَقِيه وامره بالانصراف وَلم يزل هَذَا الْفَقِيه على التدريس فِي الْمَسْجِد الْمَذْكُور حَتَّى توفّي ثامن رَمَضَان سنة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ وستماية وَمِنْهُم ابو السُّعُود بن الْحُسَيْن بن مُسلم بن عَليّ بن عمر #الفضلي #الْهَمدَانِي وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه حُسَيْن صَاحب الفراوي مقدم الذّكر تفقه بِمُحَمد بن مَضْمُون وبابي عبد الله العمراني المحلميين واخذ عَن عَليّ بن ابي بكر #التباعي وارتحل الى #عدن واخذ بهَا عَن القَاضِي ابراهيم بن احْمَد القريظي وَكَانَ زميله فِي الْقِرَاءَة حُسَيْن العديني وسُفْيَان #الابيني وَولده ابو بكر والسني #الشحري وَغَيرهم الَّاتِي ذكرهم وَكَانَ بذلك بِمدَّة مِنْهَا سلخ سنة احدى عشرَة وَسَبْعمائة وَعَاد الْجَبَل فدرس ب #جبلة وَغَيرهَا وَهُوَ اُحْدُ اشيوخ القَاضِي عبد الله #العرشاني ودرس بِمَسْجِد عكار بعد #الماربي الى ان توفّي بِشَهْر الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وستماية ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة اخرى وَجَمَاعَة غالبهم اصحاب الْفَقِيه عمر بن سعيد وَمِنْهُم ابو بكر بن عذيب مَسْكَنه قَرْيَة #المعبري غربي ذِي عقيب كَانَ
وَركب بغلته وَعَاد الى بَاب السُّلْطَان فحين وَصله اسْتَغَاثَ وقلب عمَامَته فَسئلَ عَن السَّبَب فاخبر بِهِ فامر #الْمَنْصُور عونا الى الْفَقِيه يساله عَن الْقَصْد فحين اتاه واخبره بذلك قَالَ لَهُ الْفَقِيه سلم على السُّلْطَان وعرفه انه لَا يحل لَهُ ان يتْرك #الْيَهُود يركبُوا البغال بالسروج وَلَا ان يتراسوا على الْمُسلمين بالركوب والملابس وَمَتى فعلوا هَذَا فقد خلعوا ذمَّة الاسلام مِنْهُم وَوَجَب قتال فَاعل ذَلِك فحين عَاد الرَّسُول الى السُّلْطَان واخبره بِجَوَاب الْفَقِيه فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ تقدم مَعَ الرَّسُول الى الْفَقِيه ليعرفك مَا يجب بِالشَّرْعِ فافعله ثمَّ قَالَ للرسول قل لَهُ يسلم عَلَيْك فلَان وَيُحب ان تعرف الْيَهُودِيّ مَا يجب عَلَيْهِ بِالشَّرْعِ وَمَتى جاوزه فقد برِئ مِنْهُ فَقَالَ الْفَقِيه لِلْيَهُودِيِّ مَا يجب عَلَيْك كَذَا وَكَذَا وَلَا تفعل الا مَا هُوَ كَذَا وَكَذَا وَمَتى تعديت وَجب قَتلك وَحل دمك وَانْصَرف الْيَهُودِيّ على ذَلِك الى السُّلْطَان فاخبره الرَّسُول بذلك فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ اياك تتعدا مَا امرك بِهِ الْفَقِيه وامره بالانصراف وَلم يزل هَذَا الْفَقِيه على التدريس فِي الْمَسْجِد الْمَذْكُور حَتَّى توفّي ثامن رَمَضَان سنة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ وستماية وَمِنْهُم ابو السُّعُود بن الْحُسَيْن بن مُسلم بن عَليّ بن عمر #الفضلي #الْهَمدَانِي وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه حُسَيْن صَاحب الفراوي مقدم الذّكر تفقه بِمُحَمد بن مَضْمُون وبابي عبد الله العمراني المحلميين واخذ عَن عَليّ بن ابي بكر #التباعي وارتحل الى #عدن واخذ بهَا عَن القَاضِي ابراهيم بن احْمَد القريظي وَكَانَ زميله فِي الْقِرَاءَة حُسَيْن العديني وسُفْيَان #الابيني وَولده ابو بكر والسني #الشحري وَغَيرهم الَّاتِي ذكرهم وَكَانَ بذلك بِمدَّة مِنْهَا سلخ سنة احدى عشرَة وَسَبْعمائة وَعَاد الْجَبَل فدرس ب #جبلة وَغَيرهَا وَهُوَ اُحْدُ اشيوخ القَاضِي عبد الله #العرشاني ودرس بِمَسْجِد عكار بعد #الماربي الى ان توفّي بِشَهْر الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وستماية ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة اخرى وَجَمَاعَة غالبهم اصحاب الْفَقِيه عمر بن سعيد وَمِنْهُم ابو بكر بن عذيب مَسْكَنه قَرْيَة #المعبري غربي ذِي عقيب كَانَ
الْغَالِب عَلَيْهِ الْعِبَادَة حَتَّى توفّي لم اتحقق تَارِيخه وَمِنْهُم ابراهيم بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله الماربي مقدم الذّكر مولده سنة خمس عشرَة وستماية تفقه بعمر بن سعيد وَهُوَ اكبر من يروي كراماته ودرس بعد الْفَقِيه ابي السُّعُود غَالِبا فِي حَيَاة شَيْخه وَمن غَرِيب مَا روى للفقيه عمر بن الكرامات انه قَالَ حصلت على حمى انْقَطَعت بِسَبَبِهَا اياما فِي الْبَيْت فَسَأَلَ عني الْفَقِيه فَأخْبرهُ أخوتي بانقطاعي بِسَبَب الحما فَأَتَانِي يزورني على ذِي محدان وَقَالَ لي يَا ابراهيم اكْتُبْ لَك عَزِيمَة تعلقهَا عَلَيْك بِشَرْط ان لَا تفتحها وَلَا تنظر مَا فِيهَا فَقلت نعم فاستدعى بِدَوَاةٍ وبياضا وَكتب سطرا لم أدر مَا هُوَ ثمَّ طوى الورقة وناولنيها وامرني بتعليقها على عضدي بخيط فَفعلت فَلم اكد اتمم تَعْلِيقهَا حَتَّى انْقَطَعت عني الحما فعجبت من ذَلِك وَقلت بِهَذِهِ اسْم الله عَظِيم رُبمَا حسدني الْفَقِيه على مَعْرفَته ثمَّ فتحتها فَوجدت مَكْتُوبًا فِيهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لَا غير فعجبت من ذَلِك ودخلني الْعجب بعض مَا يدْخل الْعَارِف بِالْمَعْرُوفِ اذ بالحما قد عاودتني لَكِنَّهَا اخف من الاولى فرحت الى الْفَقِيه واخبرته فَقَالَ لَعَلَّك فتحت الْعَزِيمَة فَقلت نعم فَقَالَ اكْتُبْ لَك غَيرهَا بِشَرْط انك لَا تنظر فِيهَا فَقلت سمعا وَطَاعَة فَكتب مثل ذَلِك وامر من عمل لَهَا خيطا وعلقها عَليّ فَلم تأتني الحما فَلَبثت اياما لم افتحها ثمَّ فتحتها فَوجدت فِيهَا مَا وجدت اولا فداخلني بِشَيْء هُوَ دون مَا دخلني اولا فَلم اقم حَتَّى عَادَتْ إِلَيّ الحما وعدت الى الْفَقِيه وشكوت عَلَيْهِ فَقَالَ هَل نظرت فِي الْعَزِيمَة فَقلت نعم فَقَالَ الم انهك اقْتصر عَن ذَلِك وانا اكْتُبْ لَك غَيرهمَا فاجبت بِالطَّاعَةِ وَكتب لي غَيرهَا فَلَمَّا علقتها انْقَطَعت الحما فحمدت الله وَلم افتض الْعَزِيمَة الا بعد سِنِين عديدة فَلم اجد غير مَا وجدت فِي الاولتين فَقبلت ذَلِك وَوَضَعته على رَأْسِي فَلم تعدني الحما قَالَ مُؤَلفه وَهَذِه الْقِصَّة تشبه الْقِصَّة المروية عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ انه مر بمصروع فَوقف عَلَيْهِ وَقَالَ الله اذن لكم ام على الله تفترون فولى الجني هَارِبا يَقُول لَا وَالله لَا وَالله ثَلَاثًا فَمر رجل بعد ذَلِك على مصروع وَقد سمع عمر يَقُول ذَلِك فَقَالَ مثله فناداه الجني الاية الْآيَة لَكِن عمر لَيْسَ عمر
وَلما صَار الْقَضَاء إِلَى مُحَمَّد بن عمر
644
وَلما صَار الْقَضَاء إِلَى مُحَمَّد بن عمر
644
#إدام_القوت
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
وقد قلت بمناسبة ذلك قصيدة توجد بمحلّها في الجزء الثّالث من «الدّيوان» ، ومنها [من الكامل] :
لا شامت قرّت له عين ولا
تركته يسمع في الطّريق موبّخا
ومنها ما قلته في وصف ذلك الجيش ومعدّاته الهائلة :
جيش تميد به الفلاة ومنظر
منه الرّعان تكاد أن تتفسّخا (١)
هضبات فولاذ تقلّ مدافعا
ملئت وقد سارت قطارا فرسخا
وقذائف لا يستقلّ لرميها
حصن وطيد الرّكن حتّى ينفخا
سلّ الأمير وما بمحجمة دم
يوم الهجوم من البريء توسّخا
يوم أجرّ من المذلّة ألسنا
وأمدّ أخرى بالتّطوّل بذّخا
فيه الشّنافر يضحكون شماتة
وسيجهشون إذا الظّلام تدخدخا (٢)
كم من طويل شامخ عرنينه
لا بدّ بعد اليوم أن يتنخنخا (٣)
وكذلك كان الأمر ، فقد صار الشّنافر بعده أذلّ من أبناء السّبيل ، حتّى لقد منعوا حمل السّلاح ، بل منعوا من إطلاق البنادق في أفراحهم.
ومن الغرائب : أنّ ضبعا وقع في شبكة أحدهم ، فما جسر أن يطلق بندقيّته عليها ، فبقيت تناوص وهو ينظر إليها حتّى هربت.
وما أظنّ الأمر يبلغ إلى ذلك ، ولكنّه من خور العزائم واستيلاء الذّلّ ، وما أجد لصاحب الضّبع مثلا إلّا عليّة بنت المهديّ ، فلقد منعها الرّشيد أن تذكر غلاما كانت تتّهم بهواه ، واسمه طلّ ، فبينما هي تتلو كتاب الله إذ انتهت إلى قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ) فلم تجسر أن تقول (فَطَلٌ) وإنّما قالت : (فإن لم يصبها وابل .. فما
______
(١) الرعان : الجبال الطويلة ، تميد : تميل.
(٢) جهش للبكاء : استعدّ له واستعبر. تدخدخ : اختلط ظلامه.
(٣) يتنخنخا : مأخوذ من النّخّ ، وهو بروك الإبل ، وهو هنا كناية عن الذّلّ ، على حدّ قول الشّاعر :
ما طار طير وارتفع
إلّا كما طار وقع
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
وقد قلت بمناسبة ذلك قصيدة توجد بمحلّها في الجزء الثّالث من «الدّيوان» ، ومنها [من الكامل] :
لا شامت قرّت له عين ولا
تركته يسمع في الطّريق موبّخا
ومنها ما قلته في وصف ذلك الجيش ومعدّاته الهائلة :
جيش تميد به الفلاة ومنظر
منه الرّعان تكاد أن تتفسّخا (١)
هضبات فولاذ تقلّ مدافعا
ملئت وقد سارت قطارا فرسخا
وقذائف لا يستقلّ لرميها
حصن وطيد الرّكن حتّى ينفخا
سلّ الأمير وما بمحجمة دم
يوم الهجوم من البريء توسّخا
يوم أجرّ من المذلّة ألسنا
وأمدّ أخرى بالتّطوّل بذّخا
فيه الشّنافر يضحكون شماتة
وسيجهشون إذا الظّلام تدخدخا (٢)
كم من طويل شامخ عرنينه
لا بدّ بعد اليوم أن يتنخنخا (٣)
وكذلك كان الأمر ، فقد صار الشّنافر بعده أذلّ من أبناء السّبيل ، حتّى لقد منعوا حمل السّلاح ، بل منعوا من إطلاق البنادق في أفراحهم.
ومن الغرائب : أنّ ضبعا وقع في شبكة أحدهم ، فما جسر أن يطلق بندقيّته عليها ، فبقيت تناوص وهو ينظر إليها حتّى هربت.
وما أظنّ الأمر يبلغ إلى ذلك ، ولكنّه من خور العزائم واستيلاء الذّلّ ، وما أجد لصاحب الضّبع مثلا إلّا عليّة بنت المهديّ ، فلقد منعها الرّشيد أن تذكر غلاما كانت تتّهم بهواه ، واسمه طلّ ، فبينما هي تتلو كتاب الله إذ انتهت إلى قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ) فلم تجسر أن تقول (فَطَلٌ) وإنّما قالت : (فإن لم يصبها وابل .. فما
______
(١) الرعان : الجبال الطويلة ، تميد : تميل.
(٢) جهش للبكاء : استعدّ له واستعبر. تدخدخ : اختلط ظلامه.
(٣) يتنخنخا : مأخوذ من النّخّ ، وهو بروك الإبل ، وهو هنا كناية عن الذّلّ ، على حدّ قول الشّاعر :
ما طار طير وارتفع
إلّا كما طار وقع
نهى عنه أمير المؤمنين). فظهر عليها وكان ذلك بمسمع من الرّشيد بحيث لا تشعر وقال لها : ولا كلّ ذلك يا أخيّه (١).
أمّا نفقات ذلك الجيش فلا يزال أمرها مجهولا ، وقد أخبرني من لا يتّهم أنّ أحد رؤساء الإنكليز خطب بالمكلّا مع سفره عنها ، وقال في خطبته : إنّ البتّ في نفقات ذلك الجيش مؤخّر إلى الفرصة المناسبة ، ولا شكّ أنّها ستكون باهظة جدّا (٢).
أمّا عبيد صالح .. فقد بقي ب #عدن موفور الكرامة مدّة من الزّمان ، ثمّ أذن له في السّفر إلى #سنغافورة ، وبقي يتردّد بينها وبين بتاوي ، معتمدا على أمواله ، رخيّ البال ، مشروح الصّدر ، قد أراحته الحكومة من الحالة الّتي توغر الصّدر ، وتقبض النّفس ، وتطيل التّعب والعنا في مسايسة من لا بدّ له منهم في الدّفاع عن الغرفة ، من أمثال الحموم الّذين يتجنّون عليه ويملؤون قلبه كلّ يوم قيحا وغيظا ، ويأتي فيهم قول المتنبّي [في «العكبريّ» ١ / ٣٧٥ من الطّويل] :
ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى
عدوّا له ما من صداقته بدّ
حصون آل كثير
والغرفة محاطة بحصون آل كثير :
ففي شرقيّها : حصون آل خالد بن عمر ، وفي الرّسالة الّتي طبعها الشّيخ عبيد بن عبدات ووزّعها بين النّاس ، ما يصرّح بأنّ آل خالد بن عمر لم يبنوا ديارهم بذلك المكان إلّا بمخابرة من آل الفاس.
وفيها أيضا : أن ديار آل الفاس كانت بالجانب الغربيّ من السّليل ، في شمال ديار آل فحيثا.
______
(١) القصّة في «المستطرف» (١ / ١٠٠).
(٢) لمعرفة نهاية أمر ابن عبدات .. ينظر : «حركة ابن عبدات في الغرفة بحضرموت ١٩٢٤ ـ ١٩٤٥ م» بحث أعده الأستاذ المساعد الدكتور محمد سعيد داود بكلية التربية بالمكلا ، ضمن فعاليات الندوة التاريخية حول «المقاومة الشعبية في حضرموت» المنعقدة في كلية التربية (٢٥ ـ ٢٦) فبراير (١٩٨٩ م).
642
أمّا نفقات ذلك الجيش فلا يزال أمرها مجهولا ، وقد أخبرني من لا يتّهم أنّ أحد رؤساء الإنكليز خطب بالمكلّا مع سفره عنها ، وقال في خطبته : إنّ البتّ في نفقات ذلك الجيش مؤخّر إلى الفرصة المناسبة ، ولا شكّ أنّها ستكون باهظة جدّا (٢).
أمّا عبيد صالح .. فقد بقي ب #عدن موفور الكرامة مدّة من الزّمان ، ثمّ أذن له في السّفر إلى #سنغافورة ، وبقي يتردّد بينها وبين بتاوي ، معتمدا على أمواله ، رخيّ البال ، مشروح الصّدر ، قد أراحته الحكومة من الحالة الّتي توغر الصّدر ، وتقبض النّفس ، وتطيل التّعب والعنا في مسايسة من لا بدّ له منهم في الدّفاع عن الغرفة ، من أمثال الحموم الّذين يتجنّون عليه ويملؤون قلبه كلّ يوم قيحا وغيظا ، ويأتي فيهم قول المتنبّي [في «العكبريّ» ١ / ٣٧٥ من الطّويل] :
ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى
عدوّا له ما من صداقته بدّ
حصون آل كثير
والغرفة محاطة بحصون آل كثير :
ففي شرقيّها : حصون آل خالد بن عمر ، وفي الرّسالة الّتي طبعها الشّيخ عبيد بن عبدات ووزّعها بين النّاس ، ما يصرّح بأنّ آل خالد بن عمر لم يبنوا ديارهم بذلك المكان إلّا بمخابرة من آل الفاس.
وفيها أيضا : أن ديار آل الفاس كانت بالجانب الغربيّ من السّليل ، في شمال ديار آل فحيثا.
______
(١) القصّة في «المستطرف» (١ / ١٠٠).
(٢) لمعرفة نهاية أمر ابن عبدات .. ينظر : «حركة ابن عبدات في الغرفة بحضرموت ١٩٢٤ ـ ١٩٤٥ م» بحث أعده الأستاذ المساعد الدكتور محمد سعيد داود بكلية التربية بالمكلا ، ضمن فعاليات الندوة التاريخية حول «المقاومة الشعبية في حضرموت» المنعقدة في كلية التربية (٢٥ ـ ٢٦) فبراير (١٩٨٩ م).
642