قصة إذاعة سيئون
أنشئت بمبادرة طلابية وعمالية قبل 50 عامًا
هشام السقاف
من أعلى غرفة في قصر سيئون التاريخي، صدح لأول مرة صوت المذيع الجهوري أبوبكر محسن الحامد -الله يرحمه- معلنًا: "هنا سيئون؛ إذاعة الشعب المحلية"، كان ذلك ظهيرة يوم 26 سبتمبر عام 1973م، لتنطلق تجربة إعلامية ومجتمعية فريدة ليس لها سابق بتأسيس هذه الإذاعة ذات الشعبية الكبيرة التي تحتفل العام الحالي باليوبيل الذهبي، 50 عامًا على بثها الهوائي.
قد لا يصدق البعض أنّ هذه الإذاعة المحلية تأسست واستمرت لمدة 27 عامًا من عمرها معتمدة في كل شيء على العمل الطوعي الخالص لكل أفرادها، فنييّن وإعلاميين، حتى ضُمّت عام 2000م للمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، لتصبح (إذاعة الجمهورية اليمنية من سيئون) ومنذئذٍ صار لها موظفون رسميون وإدارة حكومية... إلخ.
كانت الإذاعة تبث إرسالها اليومي لساعات محدودة بجهاز إرسال كولنس مخصص للتلغراف قوته 50 واطًا، يغطي مساحة صغيرة في وادي حضرموت، إلى عام 2002م عندما حظيت بمحطة بث راديو وأريلات حديثة بمنحة يابانية تعمل بالموجة المتوسطة (MW) بقوة 25 كيلو واطًا، ليغطي إرسالها الوادي والصحراء ومناطق بعيدة في حضرموت الساحل بوضوح تام، وكان ذلك بمثابة قفزة نوعية وتقنية كبرى، كما أضيفت لها في سنواتها القريبة الماضية أجهزة بث على موجات الإف إم (FM)، إلى جانب أجهزة إستُديو رقمية حديثة تعمل بها، فكانت من أوائل الإذاعات اليمنية التي تعمل بالكمبيوتر في إرسالها وبرامجها اليومية منذ عام 2007م، وهي اليوم تبث إرسالها من السابعة صباحًا حتى الثامنة مساء. وتبث برامج معادة بعد الثامنة حتى الصباح التالي على موقعها الإلكتروني بالنت وتطبيقات الموبايل.
سر السنوات الـ27 الأولى!
عَودٌ على بدء تأسيس إذاعة سيئون عام 1973م؛ فقد انبرى لها مجموعة متآلفة من قيادات اتحاد النقابات واتحاد الطلبة في سيئون ليكون للإعلام في هذه المنطقة جهازٌ مسموع يصل إلى الناس في ظل غياب وسائل الإعلام الوطنية التي لا تصل إلى هنا. فكانت هذه الإذاعة التي لم تؤسسها السلطة الحاكمة آنذاك -وطبعًا تمت بمباركتها المعنوية فقط- بل أسستها منظمات جماهيرية وأهلية واستقطبت حماس الشباب الذين عملوا بتطوع تام، ولا أبالغ إن قلت إنهم في كثير من الحالات يدفعون من جيوبهم، كما حظيت بتجاوب المواطنين الذين تبرع بعضهم لها بأجهزة تسجيل وأشرطة ولوازم أخرى... وكان لي شخصيًّا شرف المشاركة في تأسيس هذه الإذاعة منذ أن كنت طالبًا في الصف الأول ثانوي مع الزملاء والأصدقاء الكرام: سالم عوض العامري (أول المؤسسين وقائدهم)، وأبوبكر محسن الحامد، ومحمد عمر جواس، والأب الفاضل جعفر محمد السقاف، وهادي عبد هود، وعبدالحافظ باحشوان، وسبيت الصيعري، وآخرين. وكانت الإذاعة كسكة قطار يركبه الشبان الهواة في محطة ويغادره البعض في محطة. وصارت الإذاعة مدرسة يمارسون فيها هوايتهم وشغفهم بالإعلام كرسالة يخدمون بها المجتمع.
وللبحث عن تمويل لسد حاجات الإذاعة من أجهزة صوت وتسجيل ولوازم أخرى، فقد استضافت الإذاعة عددًا من كبار الفنانين من عدن لتنظيم حفلات غنائية بسيئون (كان ذلك قبل ظهور التلفزيون في حضرموت) يعود ريعها للإذاعة. ومن هؤلاء الفنانون: محمد سعد عبدالله، ومحمد محسن عطروش، وعوض أحمد، ومحمد صالح عزاني. ليس هذا وحسب، بل واستضافت الإذاعة أيضًا فريق نادي التلال لكرة القدم عام 87م (الذي كان يعج بالنجوم الكبار) لإجراء ثلاث مباريات مع أندية وادي حضرموت، كحدث تاريخي يتذكره الرياضيّون إلى اليوم، إلى جانب نشاطات وفعاليات أخرى للهدف نفسه.
الحاضر.. ونشوة اليوبيل!
لا أحد كان يصدق أنّ هذه الإذاعة (الجماهيرية) ستبقى كل هذه السنين الخمسين صامدة، وحيوية في سنوات التطوع وما بعدها في سنوات الإعلام الحكومي، بل ظلت متميزة ومبدعة ومتحدية ومنافسة في ظل طوفان وسائل الإعلام العالمية ووسائط التواصل الاجتماعي في عالمنا اليوم؛ فإذاعة سيئون اليوم بمهارات شبابها وكهولها صارت تُسمع في كل أنحاء العالم بواسطة الإنترنت، ولها موقع إلكتروني حديث، ومنصات في مختلف مواقع التواصل العالمية. ويكفي أن أشير إلى آخر استبيان عام حول الإذاعة وبرامجها، أجراه العام الماضي (بمعزل عن إدارة الإذاعة) مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، بتمويل من إحدى المنظمات الدولية المختصة بالإعلام، وشمل عينات في 10 مديريات بوادي وساحل حضرموت، جاءت نتائجه أن 74% من المبحوثين يستمعون إلى إذاعة سيئون بانتظام (الانتشار)، وأن 76% منهم يثقون بالأخبار والبرامج التي تقدمها (المصداقية).
كلمتان لا بدّ منهما!
قال الأولى مستمعٌ: "يكفي هذه الإذاعة أنها أخذت من وقتنا ما لم تأخذه أعرق الإذاعات".
وقال مستمعٌ آخر: "صارت إذاعة سيئون واحدة من أفراد الأسرة، تشاركنا الغداء وجلسات الشاي كل يوم في صبحنا والظهيرة".
ترد (أيقونة) الإذاعة:
"الكلام كلامكم، الفنون فنونكم، إذاعة سيئون أنتم".
•••
هشام السقاف
كاتب صحفي
أنشئت بمبادرة طلابية وعمالية قبل 50 عامًا
هشام السقاف
من أعلى غرفة في قصر سيئون التاريخي، صدح لأول مرة صوت المذيع الجهوري أبوبكر محسن الحامد -الله يرحمه- معلنًا: "هنا سيئون؛ إذاعة الشعب المحلية"، كان ذلك ظهيرة يوم 26 سبتمبر عام 1973م، لتنطلق تجربة إعلامية ومجتمعية فريدة ليس لها سابق بتأسيس هذه الإذاعة ذات الشعبية الكبيرة التي تحتفل العام الحالي باليوبيل الذهبي، 50 عامًا على بثها الهوائي.
قد لا يصدق البعض أنّ هذه الإذاعة المحلية تأسست واستمرت لمدة 27 عامًا من عمرها معتمدة في كل شيء على العمل الطوعي الخالص لكل أفرادها، فنييّن وإعلاميين، حتى ضُمّت عام 2000م للمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، لتصبح (إذاعة الجمهورية اليمنية من سيئون) ومنذئذٍ صار لها موظفون رسميون وإدارة حكومية... إلخ.
كانت الإذاعة تبث إرسالها اليومي لساعات محدودة بجهاز إرسال كولنس مخصص للتلغراف قوته 50 واطًا، يغطي مساحة صغيرة في وادي حضرموت، إلى عام 2002م عندما حظيت بمحطة بث راديو وأريلات حديثة بمنحة يابانية تعمل بالموجة المتوسطة (MW) بقوة 25 كيلو واطًا، ليغطي إرسالها الوادي والصحراء ومناطق بعيدة في حضرموت الساحل بوضوح تام، وكان ذلك بمثابة قفزة نوعية وتقنية كبرى، كما أضيفت لها في سنواتها القريبة الماضية أجهزة بث على موجات الإف إم (FM)، إلى جانب أجهزة إستُديو رقمية حديثة تعمل بها، فكانت من أوائل الإذاعات اليمنية التي تعمل بالكمبيوتر في إرسالها وبرامجها اليومية منذ عام 2007م، وهي اليوم تبث إرسالها من السابعة صباحًا حتى الثامنة مساء. وتبث برامج معادة بعد الثامنة حتى الصباح التالي على موقعها الإلكتروني بالنت وتطبيقات الموبايل.
سر السنوات الـ27 الأولى!
عَودٌ على بدء تأسيس إذاعة سيئون عام 1973م؛ فقد انبرى لها مجموعة متآلفة من قيادات اتحاد النقابات واتحاد الطلبة في سيئون ليكون للإعلام في هذه المنطقة جهازٌ مسموع يصل إلى الناس في ظل غياب وسائل الإعلام الوطنية التي لا تصل إلى هنا. فكانت هذه الإذاعة التي لم تؤسسها السلطة الحاكمة آنذاك -وطبعًا تمت بمباركتها المعنوية فقط- بل أسستها منظمات جماهيرية وأهلية واستقطبت حماس الشباب الذين عملوا بتطوع تام، ولا أبالغ إن قلت إنهم في كثير من الحالات يدفعون من جيوبهم، كما حظيت بتجاوب المواطنين الذين تبرع بعضهم لها بأجهزة تسجيل وأشرطة ولوازم أخرى... وكان لي شخصيًّا شرف المشاركة في تأسيس هذه الإذاعة منذ أن كنت طالبًا في الصف الأول ثانوي مع الزملاء والأصدقاء الكرام: سالم عوض العامري (أول المؤسسين وقائدهم)، وأبوبكر محسن الحامد، ومحمد عمر جواس، والأب الفاضل جعفر محمد السقاف، وهادي عبد هود، وعبدالحافظ باحشوان، وسبيت الصيعري، وآخرين. وكانت الإذاعة كسكة قطار يركبه الشبان الهواة في محطة ويغادره البعض في محطة. وصارت الإذاعة مدرسة يمارسون فيها هوايتهم وشغفهم بالإعلام كرسالة يخدمون بها المجتمع.
وللبحث عن تمويل لسد حاجات الإذاعة من أجهزة صوت وتسجيل ولوازم أخرى، فقد استضافت الإذاعة عددًا من كبار الفنانين من عدن لتنظيم حفلات غنائية بسيئون (كان ذلك قبل ظهور التلفزيون في حضرموت) يعود ريعها للإذاعة. ومن هؤلاء الفنانون: محمد سعد عبدالله، ومحمد محسن عطروش، وعوض أحمد، ومحمد صالح عزاني. ليس هذا وحسب، بل واستضافت الإذاعة أيضًا فريق نادي التلال لكرة القدم عام 87م (الذي كان يعج بالنجوم الكبار) لإجراء ثلاث مباريات مع أندية وادي حضرموت، كحدث تاريخي يتذكره الرياضيّون إلى اليوم، إلى جانب نشاطات وفعاليات أخرى للهدف نفسه.
الحاضر.. ونشوة اليوبيل!
لا أحد كان يصدق أنّ هذه الإذاعة (الجماهيرية) ستبقى كل هذه السنين الخمسين صامدة، وحيوية في سنوات التطوع وما بعدها في سنوات الإعلام الحكومي، بل ظلت متميزة ومبدعة ومتحدية ومنافسة في ظل طوفان وسائل الإعلام العالمية ووسائط التواصل الاجتماعي في عالمنا اليوم؛ فإذاعة سيئون اليوم بمهارات شبابها وكهولها صارت تُسمع في كل أنحاء العالم بواسطة الإنترنت، ولها موقع إلكتروني حديث، ومنصات في مختلف مواقع التواصل العالمية. ويكفي أن أشير إلى آخر استبيان عام حول الإذاعة وبرامجها، أجراه العام الماضي (بمعزل عن إدارة الإذاعة) مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، بتمويل من إحدى المنظمات الدولية المختصة بالإعلام، وشمل عينات في 10 مديريات بوادي وساحل حضرموت، جاءت نتائجه أن 74% من المبحوثين يستمعون إلى إذاعة سيئون بانتظام (الانتشار)، وأن 76% منهم يثقون بالأخبار والبرامج التي تقدمها (المصداقية).
كلمتان لا بدّ منهما!
قال الأولى مستمعٌ: "يكفي هذه الإذاعة أنها أخذت من وقتنا ما لم تأخذه أعرق الإذاعات".
وقال مستمعٌ آخر: "صارت إذاعة سيئون واحدة من أفراد الأسرة، تشاركنا الغداء وجلسات الشاي كل يوم في صبحنا والظهيرة".
ترد (أيقونة) الإذاعة:
"الكلام كلامكم، الفنون فنونكم، إذاعة سيئون أنتم".
•••
هشام السقاف
كاتب صحفي
Khuyut
خُــيـوط
“خيوط” هي منصة الكترونية مستقلة تقدّم محتوى إعلاميًّا ومعرفيًّا عن اليمن في سياقه المحلي، وارتباطاته في السياق الإقليمي والدولي.
#ملوك_حمير_وأقيال_اليمن
#نشوان_الحميري
وقتلت أملاك الأعجام كلها ... أهل المرازب وانتفى ساسان ونفخت سمى في العراق فأحرقت ... أقصى مساكن أهلها النيران ودخلت في الظلمات أعظم مدخل ... من حيث لا زرع وأوطان ومعي مقاول حمير وملوكها ... والأزد شنؤة وعمان ومعي قضاعة بالقواضب والقنا ... والحي كندة والذرى همدان قلت اقبظوا فإذا الحصا بأكفكهم ... الدر والياقوت والمرجان وأقمت فيها ليلتين دليلنا ... ديك وخندور معا وأتان وطمعت في العمر الطويل وعيشة ... في الخلد لولا فاتني الحيوان وكسوة بيت الله أعظم كسوة ... حذر العقاب ويرحم الرحمن ولقد علمت لئن هلكت وأوحشت ... مني ظفار وعطلت ريدان فليفقدن من الملوك أعظممها ... ولتفقدن حليفها التيجان وأنا باو كرب وخال ياسر ... ذو التاج ينعم وابنه شادان نحن الملوك بني الملوك مقاول ... ولنا أساس الملك والسلطان قولوا لحمير يقربوني قائما ... من حولي الحبلات والرمان وأفطن لكاهنتي فإنَّ كلامها ... حق وإنَّ قبورنا غيمان
#نشوان_الحميري
وقتلت أملاك الأعجام كلها ... أهل المرازب وانتفى ساسان ونفخت سمى في العراق فأحرقت ... أقصى مساكن أهلها النيران ودخلت في الظلمات أعظم مدخل ... من حيث لا زرع وأوطان ومعي مقاول حمير وملوكها ... والأزد شنؤة وعمان ومعي قضاعة بالقواضب والقنا ... والحي كندة والذرى همدان قلت اقبظوا فإذا الحصا بأكفكهم ... الدر والياقوت والمرجان وأقمت فيها ليلتين دليلنا ... ديك وخندور معا وأتان وطمعت في العمر الطويل وعيشة ... في الخلد لولا فاتني الحيوان وكسوة بيت الله أعظم كسوة ... حذر العقاب ويرحم الرحمن ولقد علمت لئن هلكت وأوحشت ... مني ظفار وعطلت ريدان فليفقدن من الملوك أعظممها ... ولتفقدن حليفها التيجان وأنا باو كرب وخال ياسر ... ذو التاج ينعم وابنه شادان نحن الملوك بني الملوك مقاول ... ولنا أساس الملك والسلطان قولوا لحمير يقربوني قائما ... من حولي الحبلات والرمان وأفطن لكاهنتي فإنَّ كلامها ... حق وإنَّ قبورنا غيمان
خبره مع تابعته من الجن التي تسكن في جبل ينور, وإرساله ابنه حسانا إليها, وما جرى لها معها
وكان لتبع تابعة من الجن تسكن في ينور، وهو على مسيرة ساعة من صنعاء، فأرسل تبع ابه حسانا إليها فقال: إذا أتيت ينور فاقرع الجبل فانه سيفتح لك باب فادخل حتى إذ أتيت إلى المرأة فأخبرها أني مثقل بالمرض، فانظر ماذا تقول لك وما تأمرك به، ولا تعصها في شيء. فأقبل حسان حتى انتهى إلى المكان فقرعه ففتح له باب فدخل فلما انتهى إلى المرأة فأخبرها بالخبر، فأشارت إليه أنْ يقعد على الكرسي فيه حيات وعقارب ودود، فأبى، وقعد على الأرض، ثم قدمت بين يديه طبقا فيه رؤس ناس، فقالت: كل هؤلاء، فأبى أنْ يفعل ذلك، فدعت بقدح فيه دم، فقالت: اشربه، فأبى أنْ يشربه، فقالت: ما أبعد همتك عن همة أبيك، وقالت: قد أمرتك فلم تفعل، فاما إذ عصيتني، فانظر إذا رجعت إلى أبيك، ودخلت باب غيمان، فاقتل أول من يلقاك من الناس، وأدرك أباك فهو في آخر رمق، فخرج مسرعا حتى إذا أتى غيمان، فلقيه على بابها أخوه معدي كرب، فأبى أنْ يقتله، ثم دخل على أبيه فأخبره الخبر، وما قالت له المرأة من قتل أول من لقيه، فقال له تبع ما أراك إلاّ مخطئا. إنَّ هذه أمثال ضربتها لك. أما الكرسي الذي أقعدتك عليه، لا يملك حمير إلاّ من صبر على مثل لدغ الحيات والعقارب والدود، وأما الذي سقتك فانه لا يملك حمير من أهرق دمها. وأما الرؤس والعظام التي أمرتك أنْ تأكلها وتمشها، فانه لا يملك حمير إلاّ من أكل أموالها. وأما أخوك فسيقتلك إنْ لم تقتله. وهذا قد أوله له أبوه. فقال: لو أنك أكلت الرءوس لخضعت لك رؤساء حمير، ولو أنك قعدت على الكرسي الذي فيه الحيات والعقارب والدود لكثر ولدك ثم مات أسعد تبع بغيمان، وقبره بها.
وكان لتبع تابعة من الجن تسكن في ينور، وهو على مسيرة ساعة من صنعاء، فأرسل تبع ابه حسانا إليها فقال: إذا أتيت ينور فاقرع الجبل فانه سيفتح لك باب فادخل حتى إذ أتيت إلى المرأة فأخبرها أني مثقل بالمرض، فانظر ماذا تقول لك وما تأمرك به، ولا تعصها في شيء. فأقبل حسان حتى انتهى إلى المكان فقرعه ففتح له باب فدخل فلما انتهى إلى المرأة فأخبرها بالخبر، فأشارت إليه أنْ يقعد على الكرسي فيه حيات وعقارب ودود، فأبى، وقعد على الأرض، ثم قدمت بين يديه طبقا فيه رؤس ناس، فقالت: كل هؤلاء، فأبى أنْ يفعل ذلك، فدعت بقدح فيه دم، فقالت: اشربه، فأبى أنْ يشربه، فقالت: ما أبعد همتك عن همة أبيك، وقالت: قد أمرتك فلم تفعل، فاما إذ عصيتني، فانظر إذا رجعت إلى أبيك، ودخلت باب غيمان، فاقتل أول من يلقاك من الناس، وأدرك أباك فهو في آخر رمق، فخرج مسرعا حتى إذا أتى غيمان، فلقيه على بابها أخوه معدي كرب، فأبى أنْ يقتله، ثم دخل على أبيه فأخبره الخبر، وما قالت له المرأة من قتل أول من لقيه، فقال له تبع ما أراك إلاّ مخطئا. إنَّ هذه أمثال ضربتها لك. أما الكرسي الذي أقعدتك عليه، لا يملك حمير إلاّ من صبر على مثل لدغ الحيات والعقارب والدود، وأما الذي سقتك فانه لا يملك حمير من أهرق دمها. وأما الرؤس والعظام التي أمرتك أنْ تأكلها وتمشها، فانه لا يملك حمير إلاّ من أكل أموالها. وأما أخوك فسيقتلك إنْ لم تقتله. وهذا قد أوله له أبوه. فقال: لو أنك أكلت الرءوس لخضعت لك رؤساء حمير، ولو أنك قعدت على الكرسي الذي فيه الحيات والعقارب والدود لكثر ولدك ثم مات أسعد تبع بغيمان، وقبره بها.
قصة طسم وجديس
قال عبيد بن شرة: ومنهم من قال: إنَّ تبع قتله قومه. قال الحسن الهمداني: ذلك يقال في تبع الأصغر، لأنّه صاحب الحبرين. وجاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهم أذل غيمان، وأسقط مهور كندة. وقال نشوان: أم أين حسان بن أسعد خانه ... دهر تلا الإحسان. . . . . . . . . . . . ورياح الطسمى لمّا جاءه ... مستعيدا فشفى غليل رياح أفنى جديسا باليمامة إذا علوا ... طسما بحد ذوابل وصفاح هذا حسان بن أسعد الملك تبع بن حسان وهو ملكي كرب بن. . . . . . الأكبر. وحسان هذا هو الذي قتل جديسا باليمامة، وكان سبب ذلك أنْ ملكا من طسم يقال له عمليق بن جباس. وكان مطيعا لملوك حمير، وكان ملكا على طسم وجديس أبني عامر أبن روم بن سام بن نوح النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان جبارا، لا لا يتزوج رجل امرأة إلاّ أهديت إليه قبل زواجها، حتى تزوج رجل من جديس عقيرة ابنة أخت الأسود بن عفار عظيم جديس ورئيسها، فلما أرادوا أنْ يهدوها إلى زوجها بدأوا بها عمليقا فأدخلوها عليه، ومعها القيان يضربن بالدفوف ويغنين ويقلن:
138
قال عبيد بن شرة: ومنهم من قال: إنَّ تبع قتله قومه. قال الحسن الهمداني: ذلك يقال في تبع الأصغر، لأنّه صاحب الحبرين. وجاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهم أذل غيمان، وأسقط مهور كندة. وقال نشوان: أم أين حسان بن أسعد خانه ... دهر تلا الإحسان. . . . . . . . . . . . ورياح الطسمى لمّا جاءه ... مستعيدا فشفى غليل رياح أفنى جديسا باليمامة إذا علوا ... طسما بحد ذوابل وصفاح هذا حسان بن أسعد الملك تبع بن حسان وهو ملكي كرب بن. . . . . . الأكبر. وحسان هذا هو الذي قتل جديسا باليمامة، وكان سبب ذلك أنْ ملكا من طسم يقال له عمليق بن جباس. وكان مطيعا لملوك حمير، وكان ملكا على طسم وجديس أبني عامر أبن روم بن سام بن نوح النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان جبارا، لا لا يتزوج رجل امرأة إلاّ أهديت إليه قبل زواجها، حتى تزوج رجل من جديس عقيرة ابنة أخت الأسود بن عفار عظيم جديس ورئيسها، فلما أرادوا أنْ يهدوها إلى زوجها بدأوا بها عمليقا فأدخلوها عليه، ومعها القيان يضربن بالدفوف ويغنين ويقلن:
138
#السلوك_طبقات_الجُنْدي_بهاءالدين
.. وأنذرني شيبي بحتفي معجلا ... فَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا وسمعا لداعي الْحق مِنْك وَطَاعَة ... وَإِن كنت بطالا وَإِن كنت مذنبا فَقَالَ أَرَاك اشْتقت وَيحك مَا الَّذِي ... بجرمك قد أَعدَدْت بَين لي النبا أتحسب أَن الْخطب من بعد هَين ... وهيهات يَا مغرور قد خلت غيهبا أَنا الْمُنْذر الْعُرْيَان فاسمع نصيحتي ... فَإِن أَمِير الْجَيْش بعدِي تأهبا فَإِن رَسُول الْمَوْت عَمَّا عهدته ... على أثري للقصد هيأ مركبا فَقتل لَهُ وَالله مَا لي عدَّة ... وَإِن كَانَ فيض الذَّنب قد بلغ الزبا سوى حسن ظَنِّي أَن رَبِّي مسامحي ... وَأَن ذُنُوبِي جنب رَحمته هبا وَأَن رَسُول الله فِي الْحَشْر شَافِعِيّ ... وَأَنِّي وجدت الْعَفو للذنب أقربا وَأَنِّي أحب الله ثمَّ نبيه ... وَصَحب نَبِي الله وَالْحق مذهبا فَهَذَا الَّذِي أرجوه يُنجي من الردى ... بِيَوْم يرى من هوله الطِّفْل أشيبا وَصلى إِلَه الْخلق مَا ذَر شارق ... على الْمُصْطَفى حَقًا وَمَا هبت الصِّبَا ... وَنسخ بِيَدِهِ كتبا عديدة وَكتب على كل مِنْهَا أبياتا مِنْهَا قَوْله ... وقف حرَام وَحبس دَائِم الْأَبَد ... يبْقى رَجَاء ثَوَاب الْوَاحِد الصَّمد على الْحَنَابِلَة الْمَشْهُور مَذْهَبهم ... من آل بَيت أبي عمرَان ذِي الرشد ثمَّ الحنابل طرا بعد أَن عدموا ... سيان غائبهم أَو حَاضر الْبَلَد لَا حَظّ فِيهَا لبدعي يخالفني ... لَو كَانَ مُعْتَقدًا ضدا لمعتقدي فَمن بغى أَو سعى فِي هتك حرمتهم ... فخصمه الله إِن الله بالرصد يَا رب فانفع بِهِ دنيا وآخرة ... يَا من تَعَالَى فَلم يُولد وَلم يلد وصل مَا انهل أَو أضا قبس ... على النَّبِي بِلَا حصر وَلَا عدد ... وَقد أَخذ الْعلم أَيْضا عَن أبي السُّعُود بن خيران مقدم الذّكر فِي أَصْحَاب الإِمَام يحيى وَلما قدمت الملحمة بالتاريخ الْمُتَقَدّم ووقفت على بعض كتبه الْمَوْقُوفَة نقلت الأبيات مِنْهَا وَوجدت عَلَيْهِ مُعَلّقا شعرًا وَهُوَ بِخَطِّهِ من قَوْله ... من كَانَ فِي الْحَشْر لَهُ قربَة ... تدنيه من عَفْو الْقَدِير الْوَلِيّ فقربتي حبي للمصطفى ... ثمَّ اعتقادي مَذْهَب الْحَنْبَلِيّ ...
.. وأنذرني شيبي بحتفي معجلا ... فَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا وسمعا لداعي الْحق مِنْك وَطَاعَة ... وَإِن كنت بطالا وَإِن كنت مذنبا فَقَالَ أَرَاك اشْتقت وَيحك مَا الَّذِي ... بجرمك قد أَعدَدْت بَين لي النبا أتحسب أَن الْخطب من بعد هَين ... وهيهات يَا مغرور قد خلت غيهبا أَنا الْمُنْذر الْعُرْيَان فاسمع نصيحتي ... فَإِن أَمِير الْجَيْش بعدِي تأهبا فَإِن رَسُول الْمَوْت عَمَّا عهدته ... على أثري للقصد هيأ مركبا فَقتل لَهُ وَالله مَا لي عدَّة ... وَإِن كَانَ فيض الذَّنب قد بلغ الزبا سوى حسن ظَنِّي أَن رَبِّي مسامحي ... وَأَن ذُنُوبِي جنب رَحمته هبا وَأَن رَسُول الله فِي الْحَشْر شَافِعِيّ ... وَأَنِّي وجدت الْعَفو للذنب أقربا وَأَنِّي أحب الله ثمَّ نبيه ... وَصَحب نَبِي الله وَالْحق مذهبا فَهَذَا الَّذِي أرجوه يُنجي من الردى ... بِيَوْم يرى من هوله الطِّفْل أشيبا وَصلى إِلَه الْخلق مَا ذَر شارق ... على الْمُصْطَفى حَقًا وَمَا هبت الصِّبَا ... وَنسخ بِيَدِهِ كتبا عديدة وَكتب على كل مِنْهَا أبياتا مِنْهَا قَوْله ... وقف حرَام وَحبس دَائِم الْأَبَد ... يبْقى رَجَاء ثَوَاب الْوَاحِد الصَّمد على الْحَنَابِلَة الْمَشْهُور مَذْهَبهم ... من آل بَيت أبي عمرَان ذِي الرشد ثمَّ الحنابل طرا بعد أَن عدموا ... سيان غائبهم أَو حَاضر الْبَلَد لَا حَظّ فِيهَا لبدعي يخالفني ... لَو كَانَ مُعْتَقدًا ضدا لمعتقدي فَمن بغى أَو سعى فِي هتك حرمتهم ... فخصمه الله إِن الله بالرصد يَا رب فانفع بِهِ دنيا وآخرة ... يَا من تَعَالَى فَلم يُولد وَلم يلد وصل مَا انهل أَو أضا قبس ... على النَّبِي بِلَا حصر وَلَا عدد ... وَقد أَخذ الْعلم أَيْضا عَن أبي السُّعُود بن خيران مقدم الذّكر فِي أَصْحَاب الإِمَام يحيى وَلما قدمت الملحمة بالتاريخ الْمُتَقَدّم ووقفت على بعض كتبه الْمَوْقُوفَة نقلت الأبيات مِنْهَا وَوجدت عَلَيْهِ مُعَلّقا شعرًا وَهُوَ بِخَطِّهِ من قَوْله ... من كَانَ فِي الْحَشْر لَهُ قربَة ... تدنيه من عَفْو الْقَدِير الْوَلِيّ فقربتي حبي للمصطفى ... ثمَّ اعتقادي مَذْهَب الْحَنْبَلِيّ ...
وَكَانَ الْملك الْمَنْصُور بن عَليّ بن رَسُول يُحِبهُ ويعتقده فَلَمَّا بنى مدرسته الَّتِي بِدَرَجَة المغربة الْمَعْرُوفَة بالوزيرية لم يزل يتلطف لَهُ ويتوسل إِلَيْهِ حَتَّى نزل من بَلَده وَقعد فِي الْمدرسَة مدرسا ثمَّ قَالَ لَهُ إِنِّي أحب أَن أكون أَقرَأ عَلَيْك ونزولي إِلَى الْمدرسَة فِي كل يَوْم يشق عَلَيْك وَعلي وعَلى النَّاس فَإِن رَأَيْت فانعم كل يَوْم يَأْتِيك الركبدار ببغلة تركبها وتطلع الْحصن فأقرأ عَلَيْك فِي خلْوَة فَرَأى الْفَقِيه أَن طلوعه أسهل فاستعفاه الْفَقِيه من ركُوب البغلة وَقَالَ أَنا أطلع على كل يَوْم بدرسي من أَصْحَابِي يؤنسني وَاتفقَ مَعَ السُّلْطَان على ذَلِك وَصَارَ يطلع فِي كل يَوْم الْحصن وَمَعَهُ درسي من أَصْحَابه فَلَمَّا صَار على بَاب الستارة وقف صَاحبه وَدخل الْفَقِيه من غير إِذن فَيقْرَأ عَلَيْهِ السُّلْطَان مَا شَاءَ الله ثمَّ يخرج الْفَقِيه وَكَانَ السُّلْطَان مَتى نزل من الْحصن يَأْمر من يسْبقهُ إِلَى الْفَقِيه يسْأَل مِنْهُ أَن يقف على بَاب الْمدرسَة فَإِذا قَابل السُّلْطَان ذَلِك الْموضع رد السَّلَام ثمَّ رفع يَده يُشِير إِلَى أَن الْفَقِيه يَدْعُو فيفهم الْإِشَارَة وَيَدْعُو السُّلْطَان وَاقِف رَافعا يَدَيْهِ فَإِذا مسح الْفَقِيه وَجهه مسح السُّلْطَان وَمن مَعَه وُجُوههم ويتقدم حَيْثُ أَرَادَ وَيعود الْفَقِيه الْمدرسَة فَلَا يبرح مدرسا ومفتيا بَقِيَّة يَوْمه وَلم يزل ذَلِك من عَادَته وَحج سنة سبع وَعشْرين أَو ثَمَان وَعشْرين وَحج مَعَه وَلَده عمر وَلما دنت وَفَاته عَاد من تعز بَلَده فَتوفي بهَا وَرَأَيْت بِخَط وَلَده عمر يَقُول توفّي الْوَالِد طُلُوع الْفجْر لَيْلَة الْجُمُعَة لليلة أَو لَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا من الْمحرم أول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ آخر مَا فهمنا من كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا الله وَللَّه الْحَمد ودفناه بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ يَقُول من زمَان يَوْم الْجُمُعَة وليلتها عَليّ ثقيلان وَلَعَلَّ موتِي فيهمَا وَكَانَ قد أَخْبرنِي مَعَ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح زُرَيْع بن سعد الْحداد وَقبل أَن يعلم أَن يُرِيد حفر قَبره مَتى حفرت قَبْرِي وجدْتُم قبرا آخر فَلَمَّا توفّي وجدنَا جربة مزروعة فأبعدنا الزَّرْع من مَوضِع فِيهَا ثمَّ حفرنا فِيهِ فَلَمَّا قاربنا اللَّحْد ظهر لنا طَاقَة إِلَى قبر آخر فسددناها ثمَّ أتممنا الْقَبْر وقبرناه فِيهِ ثمَّ خَلفه ابْنه عمر وَامْتنع عَن النُّزُول إِلَى تعز للتدريس فَلم يعذرهُ الْمَنْصُور من
341
341
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت
ومن محاسن شعره ، وبعضهم يرويه لغيره :
الهرج له شوكه وله ميزان
قدّام ما يخرج من الحلقوم
والّي خرج شاهد على الإنسان
مثل الظرف لي قابل التّبشوم
و (التبشوم) : هو البارود ، يكون في أسفل البندق. و (الظرف) : ناب الفتيلة المشتعلة ، إذا لاقت البارود .. اندفع وصاحت البندقيّة (١).
ومنه قوله في وصيّته لابنه :
يا الله يا ربّاه يا جزل العطا عبدك دعاك
خائفرهين الذّنب راجيمن قبلجودك فكاك
إلى أن قال :
الشّدّة الشّدّة بها طول المدى عامل عداك
ولايروعكفسل في الوقت العصبيهدم بناك
وانباتخوض الماء توحّالغوطقدّمله عصاك (٢)
وادفعبميسوركولاتكرهإذاالطّارشضواك (٣)
______
(٢٠ ه) ، وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم : «هذا سيد أهل الوبر». «الأعلام» (٥ / ٢٠٦).
(١) ههنا نذكر بعض القرى والمواضع التي لم يذكرها المصنف .. حسب ورودها في «الشامل» .. فذكر بين غيل بلخير وبضه :
ظاهر : فيه البابطين ، والبازيح ، والبانوير ، وهو بالجانب القبلي ، ، وهذه القبائل كلها من نوّح.
عرض باسويد : فيه آل باسويد.
مطروح : فيه المشايخ آل باجمّال ، والقثم ، وآل عفيف ، وباسويد ، وباجنيد ، وبانبيلة ، وباوادي ، والحداد (آل الحداد .. وهم غير آل الحداد العلويين).
الجبيل : تقدم ذكرها.
قارة بافنع فيها : آل بافنع ، ثم حصن باعبد الصمد : فيه آل خرد ، آل باشويّة.
(٢) توحّ الغوط : استكشف مدى عمقه بغرز العصا فيه.
(٣) الطارش : الضّيف. ضواك : أتاك مساء.
ومن محاسن شعره ، وبعضهم يرويه لغيره :
الهرج له شوكه وله ميزان
قدّام ما يخرج من الحلقوم
والّي خرج شاهد على الإنسان
مثل الظرف لي قابل التّبشوم
و (التبشوم) : هو البارود ، يكون في أسفل البندق. و (الظرف) : ناب الفتيلة المشتعلة ، إذا لاقت البارود .. اندفع وصاحت البندقيّة (١).
ومنه قوله في وصيّته لابنه :
يا الله يا ربّاه يا جزل العطا عبدك دعاك
خائفرهين الذّنب راجيمن قبلجودك فكاك
إلى أن قال :
الشّدّة الشّدّة بها طول المدى عامل عداك
ولايروعكفسل في الوقت العصبيهدم بناك
وانباتخوض الماء توحّالغوطقدّمله عصاك (٢)
وادفعبميسوركولاتكرهإذاالطّارشضواك (٣)
______
(٢٠ ه) ، وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم : «هذا سيد أهل الوبر». «الأعلام» (٥ / ٢٠٦).
(١) ههنا نذكر بعض القرى والمواضع التي لم يذكرها المصنف .. حسب ورودها في «الشامل» .. فذكر بين غيل بلخير وبضه :
ظاهر : فيه البابطين ، والبازيح ، والبانوير ، وهو بالجانب القبلي ، ، وهذه القبائل كلها من نوّح.
عرض باسويد : فيه آل باسويد.
مطروح : فيه المشايخ آل باجمّال ، والقثم ، وآل عفيف ، وباسويد ، وباجنيد ، وبانبيلة ، وباوادي ، والحداد (آل الحداد .. وهم غير آل الحداد العلويين).
الجبيل : تقدم ذكرها.
قارة بافنع فيها : آل بافنع ، ثم حصن باعبد الصمد : فيه آل خرد ، آل باشويّة.
(٢) توحّ الغوط : استكشف مدى عمقه بغرز العصا فيه.
(٣) الطارش : الضّيف. ضواك : أتاك مساء.
وأهل قرن ماجد يغضبون إذا قيل : (اتقوا الله) ، وسبب ذلك أنّه كان لواحد علب ـ وهو شجرة السّدر ـ في جربة أحدهم ، فعرض عليه فيه أكثر من قيمته .. فامتنع ، فلم يكن إلّا أن سرى بأهل قريته فاجتثّوه من أصله واحتملوه ، ولم يتركوا له أثرا ـ لا ورقة ولا غيرها ـ ثمّ أثاروا الأرض من ليلتهم ، ولمّا جاء صاحبه .. تحيّر في أمره واندهش في نفسه واختلج في عقله ، وظنّ أنّ بصره كذبه ، ثمّ صاح : (اتّقوا الله يا أهل قرن ماجد ، أين علبي؟) ، فصاروا يغضبون من ذلك.
وأمّا الوادي الأيسر : فأوّله على يمين الدّاخل إليه :
العرسمة (١)
وهي من كبريات قرى الوادي الأيسر ، كان بها ناس من آل مقيبل (٢) ، منهم : الإمام الفاضل المجذوب عبد الله بن أبي بكر مقيبل (٣) ، المتوفّى سنة (١١٩٥ ه)
ومنها : آل باشميل ، كانوا مشهورين بالعلم والصّلاح ؛ ومنهم : القاضي المشهور أحمد بن محمّد شميل ، له فتاوى مفيدة جامعة ، يقال : إنّها عند الشّيخ عبد الله بن سعيد باجنيد.
______
(١) بفتح العين وسكون الراء ، ثم فتحتين ، وهي في الجانب القبلي ، وحولها شعاب ؛ منها ذلّوت ، وشعب الغبرا ، وشعب كحيلا ، وشعب الأوسط.
(٢) آل مقيبل ـ تصغير مقبل ـ وهم : منسوبون للسيد الشريف أحمد مقيبل ابن علوي الأعين ابن عبد الله بن علوي بن محمد مولى الدويلة .. إلى آخر النسب ، وهو من أهل القرن العاشر ، توفي ابنه عمر شريف سنة (٩٩٦ ه) بتريم ، وعلوي سنة (٩٩٩ ه) ، ومن أبنائه أيضا : عبد الله ، توفي كإخوته بتريم ، وزين ، توفي بالشحر ، وله بها عقب.
(٣) ترجم له في «الشجرة العلوية» : كان إماما فاضلا ، وشريفا ناسكا ، مجذوبا وليا تقيا صالحا صوفيا ، له هيبة عظيمة ، وكرامات جسيمة ، توفي بالعرسمة من وادي دوعن الأيسر ، يوم الجمعة (٢) رجب سنة (١١٩٥ ه) ، ذكره في «فيض الأسرار» اه
وقد أفرده بالترجمة الشيخ أحمد باشميل بكتاب سماه : «النفحات السرية البهلوانية والنفثات البلهية البليانية في ترجمة السلالة الهاشمية والبضعة النبوية» تقع في (١٢٨) صفحة (مخطوطة) ، صنفها سنة (١٢٢٢ ه).
وأمّا الوادي الأيسر : فأوّله على يمين الدّاخل إليه :
العرسمة (١)
وهي من كبريات قرى الوادي الأيسر ، كان بها ناس من آل مقيبل (٢) ، منهم : الإمام الفاضل المجذوب عبد الله بن أبي بكر مقيبل (٣) ، المتوفّى سنة (١١٩٥ ه)
ومنها : آل باشميل ، كانوا مشهورين بالعلم والصّلاح ؛ ومنهم : القاضي المشهور أحمد بن محمّد شميل ، له فتاوى مفيدة جامعة ، يقال : إنّها عند الشّيخ عبد الله بن سعيد باجنيد.
______
(١) بفتح العين وسكون الراء ، ثم فتحتين ، وهي في الجانب القبلي ، وحولها شعاب ؛ منها ذلّوت ، وشعب الغبرا ، وشعب كحيلا ، وشعب الأوسط.
(٢) آل مقيبل ـ تصغير مقبل ـ وهم : منسوبون للسيد الشريف أحمد مقيبل ابن علوي الأعين ابن عبد الله بن علوي بن محمد مولى الدويلة .. إلى آخر النسب ، وهو من أهل القرن العاشر ، توفي ابنه عمر شريف سنة (٩٩٦ ه) بتريم ، وعلوي سنة (٩٩٩ ه) ، ومن أبنائه أيضا : عبد الله ، توفي كإخوته بتريم ، وزين ، توفي بالشحر ، وله بها عقب.
(٣) ترجم له في «الشجرة العلوية» : كان إماما فاضلا ، وشريفا ناسكا ، مجذوبا وليا تقيا صالحا صوفيا ، له هيبة عظيمة ، وكرامات جسيمة ، توفي بالعرسمة من وادي دوعن الأيسر ، يوم الجمعة (٢) رجب سنة (١١٩٥ ه) ، ذكره في «فيض الأسرار» اه
وقد أفرده بالترجمة الشيخ أحمد باشميل بكتاب سماه : «النفحات السرية البهلوانية والنفثات البلهية البليانية في ترجمة السلالة الهاشمية والبضعة النبوية» تقع في (١٢٨) صفحة (مخطوطة) ، صنفها سنة (١٢٢٢ ه).
ومنهم : ابنه عبد الله بن أحمد بن محمّد شميل ، له رسالة في الحراثة ذات فصول ممتعة ، توفّي سنة (١٣٠١ ه).
ومنهم ـ الآن ـ سعيد بن عبد الله شميل ، طلب العلم بتريم ، وهو الآن معلّم مسجد العرسمة والمدرّس بها.
وفيها : آل باخشب منهم : المكرّم محمد بن بو بكر باخشب (١) ، له تجارة واسعة ، بأفريقيا وأوروبا وأميركا ومصر والحجاز ، وتصرّف في فنون الأعمال ، واتّصال بأعاظم الرّجال ، ووجاهة ظاهرة لدى الملوك فمن دونهم ، وشمم يبسط كفّه في معالي الأمور إلى حسن طريقة ، وصفاء طبيعة ، وسعة صدر ، وكرم نفس ، وصلة أرحام ، وإعانة على نوائب الحقّ. إلّا أنّني أخاف عليه اندفاعه في المروءة مع انتشار اللّؤم ، وتراذل الزّمان ، والنّاس ما ركبوا ظهرا إلّا أدبروه ، ولا جوادا إلّا عقروه ، وأكبر مؤرقيه وأعوانه على جلائل أعماله بلديّه الشّيخ سالم عبود بلّعمش (٢) ، وهو شابّ نشيط له يقظة حاضرة ، وذكاء غالب ، وتبصّر في الآراء ، ونسيم خفيف ، وكفاية تامّة ، تزيّنها بسطة في الجسم ، وشدّة في الأسر ، وحسن في البيان (٣).
______
(١) محمد أبو بكر عبد الله باخشب ، ولد بالعرسمة ، وتوفي بجدة سنة (١٣٨٨ ه) أو (١٣٩٠ ه). يعد من المساهمين الأساسيين في إنشاء جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، إذ إنه في عام (١٣٨٦ ه) قدم تبرعا بمبلغ مليون ريال سعودي ، ويعد هذا المبلغ كبيرا جدا بمقياس ذلك الوقت ، وتقديرا لهذا فقد أطلقت الحكومة السعودية اسمه على أحد الشوارع الكبرى بقرب الجامعة في مدينة جدة.
(٢) توفي الشيخ سالم عبود بالعمش ب (جدة) سنة (١٣٩٦ ه) ، وهو كما ذكر المصنف من أهل الفضل والمعروف ، وفي «الشامل» : أن آل بالعمش كانوا في الأصل ب (هينن).
(٣) لم يذكر المصنف هنا سوى آل باخشب ، وآل بالعمش ، واختصر جدا كما فعل في بقية قرى الوادي الأيسر ، ربما لأنه لم يجد مسعفا بالمعلومات. ومما يذكر في تاريخ العرسمة كما في «الشامل» : أن حلفا قام بها بين خمس بيوت من بيوتاتها ، وهذه البيوت هي : آل باشميل ، وآل باجخيف ، وآل بالعمش ، وآل باحسن ، وآل بازعزوع. هؤلاء هم الأحلاف.
وتقدم ذكر آل بالعمش وباخشب ، وأما آل باجخيف فكانوا أهل زراعة وحرث ، ولهم عناية بزاوية شهيرة عندهم ، تسمى : زاوية الغزالي ، وقد قام بعمارتها منهم الفاضل الشيخ علي بن أحمد بن عبد الله باجخيف في سنة (١٣١٣ ه) ، ولا زالت معمورة إلى اليوم.
368
ومنهم ـ الآن ـ سعيد بن عبد الله شميل ، طلب العلم بتريم ، وهو الآن معلّم مسجد العرسمة والمدرّس بها.
وفيها : آل باخشب منهم : المكرّم محمد بن بو بكر باخشب (١) ، له تجارة واسعة ، بأفريقيا وأوروبا وأميركا ومصر والحجاز ، وتصرّف في فنون الأعمال ، واتّصال بأعاظم الرّجال ، ووجاهة ظاهرة لدى الملوك فمن دونهم ، وشمم يبسط كفّه في معالي الأمور إلى حسن طريقة ، وصفاء طبيعة ، وسعة صدر ، وكرم نفس ، وصلة أرحام ، وإعانة على نوائب الحقّ. إلّا أنّني أخاف عليه اندفاعه في المروءة مع انتشار اللّؤم ، وتراذل الزّمان ، والنّاس ما ركبوا ظهرا إلّا أدبروه ، ولا جوادا إلّا عقروه ، وأكبر مؤرقيه وأعوانه على جلائل أعماله بلديّه الشّيخ سالم عبود بلّعمش (٢) ، وهو شابّ نشيط له يقظة حاضرة ، وذكاء غالب ، وتبصّر في الآراء ، ونسيم خفيف ، وكفاية تامّة ، تزيّنها بسطة في الجسم ، وشدّة في الأسر ، وحسن في البيان (٣).
______
(١) محمد أبو بكر عبد الله باخشب ، ولد بالعرسمة ، وتوفي بجدة سنة (١٣٨٨ ه) أو (١٣٩٠ ه). يعد من المساهمين الأساسيين في إنشاء جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، إذ إنه في عام (١٣٨٦ ه) قدم تبرعا بمبلغ مليون ريال سعودي ، ويعد هذا المبلغ كبيرا جدا بمقياس ذلك الوقت ، وتقديرا لهذا فقد أطلقت الحكومة السعودية اسمه على أحد الشوارع الكبرى بقرب الجامعة في مدينة جدة.
(٢) توفي الشيخ سالم عبود بالعمش ب (جدة) سنة (١٣٩٦ ه) ، وهو كما ذكر المصنف من أهل الفضل والمعروف ، وفي «الشامل» : أن آل بالعمش كانوا في الأصل ب (هينن).
(٣) لم يذكر المصنف هنا سوى آل باخشب ، وآل بالعمش ، واختصر جدا كما فعل في بقية قرى الوادي الأيسر ، ربما لأنه لم يجد مسعفا بالمعلومات. ومما يذكر في تاريخ العرسمة كما في «الشامل» : أن حلفا قام بها بين خمس بيوت من بيوتاتها ، وهذه البيوت هي : آل باشميل ، وآل باجخيف ، وآل بالعمش ، وآل باحسن ، وآل بازعزوع. هؤلاء هم الأحلاف.
وتقدم ذكر آل بالعمش وباخشب ، وأما آل باجخيف فكانوا أهل زراعة وحرث ، ولهم عناية بزاوية شهيرة عندهم ، تسمى : زاوية الغزالي ، وقد قام بعمارتها منهم الفاضل الشيخ علي بن أحمد بن عبد الله باجخيف في سنة (١٣١٣ ه) ، ولا زالت معمورة إلى اليوم.
368