🔟
#العرب_البائدة
وأخيرًا، فالرواية تحريف لرواية توراتية، أراد كاتبها أن يقدم لنا تفسيرًا لاختلاف اللغات والأجناس -كما فعلت الرواية العربية- فقدم لنا تفسيرًا ساذجًا غير علمي، ذهب فيه إلى أن الله سبحانه وتعالى قد رأى أن سلالة الناجين من الطوفان يبنون برجًا بغية الوصول إليه في علياء سمائه، وكانوا يحسبون السماء أشبه بلوح زجاج يعلو بضع مئات من الأمتار، فخشي شرهم واحتاط لنفسه فهبط الأرض وبلبل ألسنتهم، فتقرقوا شذر مذر، ومن ثم فقد سميت المدينة "بابل"، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ثم بددهم على وجه الأرض، أضف إلى ذلك كله، أن الرواية العربية إنما هي متأثرة بروايات تذهب إلى أن الموطن الأصلي للساميين إنما كان في بابل، بل ربما كانت أساسًا لنظريات حديثة تنحو هذا النحو.
وعلى أي حال، فالعماليق -في نظر التوراة- من أقدم الشعوب التي سكنت جنوب فلسطين، وقد عدهم "بلعام" أول الشعوب، ربما لأنهم كانوا أول من اصطدم بالإسرائيليين في أثناء التيه في صحراوات سيناء، ومن ثم فليس صحيحًا ما ذهب إليه البعض -طبقًا لرواية توراتية- من أنهم من سلالة "اليعازر بن عيسو" جد الآدوميين، وحفيد إبراهيم، ذلك لأن هناك نصًّا تواراتيًّا آخر يجعلهم يقيمون في جنوب غرب البحر الميت على أيام الخليل إبراهيم، وأنهم كانوا على أيام موسى الكليم منتشرين في كل صحراء التيه حتى حدود مصر، وفي معظم سيناء، وجنوب فلسطين، كما كان هناك "جبل العمالقة" في أرض أفرايم.
#العرب_البائدة
وأخيرًا، فالرواية تحريف لرواية توراتية، أراد كاتبها أن يقدم لنا تفسيرًا لاختلاف اللغات والأجناس -كما فعلت الرواية العربية- فقدم لنا تفسيرًا ساذجًا غير علمي، ذهب فيه إلى أن الله سبحانه وتعالى قد رأى أن سلالة الناجين من الطوفان يبنون برجًا بغية الوصول إليه في علياء سمائه، وكانوا يحسبون السماء أشبه بلوح زجاج يعلو بضع مئات من الأمتار، فخشي شرهم واحتاط لنفسه فهبط الأرض وبلبل ألسنتهم، فتقرقوا شذر مذر، ومن ثم فقد سميت المدينة "بابل"، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ثم بددهم على وجه الأرض، أضف إلى ذلك كله، أن الرواية العربية إنما هي متأثرة بروايات تذهب إلى أن الموطن الأصلي للساميين إنما كان في بابل، بل ربما كانت أساسًا لنظريات حديثة تنحو هذا النحو.
وعلى أي حال، فالعماليق -في نظر التوراة- من أقدم الشعوب التي سكنت جنوب فلسطين، وقد عدهم "بلعام" أول الشعوب، ربما لأنهم كانوا أول من اصطدم بالإسرائيليين في أثناء التيه في صحراوات سيناء، ومن ثم فليس صحيحًا ما ذهب إليه البعض -طبقًا لرواية توراتية- من أنهم من سلالة "اليعازر بن عيسو" جد الآدوميين، وحفيد إبراهيم، ذلك لأن هناك نصًّا تواراتيًّا آخر يجعلهم يقيمون في جنوب غرب البحر الميت على أيام الخليل إبراهيم، وأنهم كانوا على أيام موسى الكليم منتشرين في كل صحراء التيه حتى حدود مصر، وفي معظم سيناء، وجنوب فلسطين، كما كان هناك "جبل العمالقة" في أرض أفرايم.
وليس هناك من شك في أن الصدام الحقيقي بين اليهود والعماليق إنما بدأ في المرحلة الأولى من التيه، ونقرأ في التوراة أن العمالقة قد هاجموا بني إسرائيل المنهكين عند خروجهم من مصر وأسروا جميع مقاتليهم، كما نقرأ كذلك في التوراة أن العماليق قد أتوا لمحاربة بني إسرائيل في "رفيديم"، حيث ضرب موسى الحجر بعصاه، فانبثقت منه اثنتا عشرة عينًا، ويذهب "يوسف بن متى" المؤرخ اليهودي، إلى أن الإسرائيليين حينما وصلوا إلى "رفيديم" كانوا في حالة يرثى لها من العطش، ومن ثم فقد كان هجوم العمالقة عليهم ناجحًا.
وعلى أي حال، فإذا كانت "رفيديم" والتي أطلق الإسرائيليون عليها "مريبة" -وكذا قادش القريبة منها- تقعان حول البتراء، فهما إذن في جوار أرض العماليق الذين كانوا يتمكنون في سهولة من أن يهاجموا بني إسرائيل، متنقلين من معسكر إلى آخر، ومن أن يأسروا مقاتليهم، غير أن العمالقة قد أعانوا أعداء آخرين لبني إسرائيل، حتى بعد استقرارهم في فلسطين، ومن ثم فإننا نقرأ في التوراة أن العمالقة قد اتحدوا مع "عجلون" ملك مؤاب، الذي انتزع منهم مدينة النخل "أريحا"، كما كانوا كذلك حلفاء لأهل مدين وبني المشرق "بني قدم" الذين كانوا يسكنون في سهل يزرعيل، وهكذا استمر العماليق يغزون بني إسرائيل في فلسطين، تقول التوراة: "إذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق، ويتلفون غلة الارض إلى مجيئك إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوة الحياة، ولا غنمًا ولا بقرًا ولا حميرًا".
وعلى أي حال، فإذا كانت "رفيديم" والتي أطلق الإسرائيليون عليها "مريبة" -وكذا قادش القريبة منها- تقعان حول البتراء، فهما إذن في جوار أرض العماليق الذين كانوا يتمكنون في سهولة من أن يهاجموا بني إسرائيل، متنقلين من معسكر إلى آخر، ومن أن يأسروا مقاتليهم، غير أن العمالقة قد أعانوا أعداء آخرين لبني إسرائيل، حتى بعد استقرارهم في فلسطين، ومن ثم فإننا نقرأ في التوراة أن العمالقة قد اتحدوا مع "عجلون" ملك مؤاب، الذي انتزع منهم مدينة النخل "أريحا"، كما كانوا كذلك حلفاء لأهل مدين وبني المشرق "بني قدم" الذين كانوا يسكنون في سهل يزرعيل، وهكذا استمر العماليق يغزون بني إسرائيل في فلسطين، تقول التوراة: "إذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق، ويتلفون غلة الارض إلى مجيئك إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوة الحياة، ولا غنمًا ولا بقرًا ولا حميرًا".
وهكذا بدأ الإسرائيليون يفكرون في الانتقام من العماليق، وكان "شاول" "1020-100ق. م" هو أول ملك إسرائيلي يحارب العماليق، ونقرأ في التوراة أن الربَّ أمر شاؤل أن يحارب العماليق ويبيد كل ممتلكاتهم من ثيران وماشية وجمال وحمير، ومن هذا نفهم أن العمالقة إنما كانوا يمتلكون عددًا من القرى والديار، وأنهم قد عنوا بحرث الأرض وزراعاتها، فضلا عن تربية الماشية والأنعام.
وطبقًا لرواية التوراة، فإن شاؤل قد نجح في مهمته، وحقق للإسرائيليين -ولأول مرة- نصرًا على العماليق، كما يفهم من الرواية نفسها أن العمالقة إنما كانوا يسيطرون على طرق القوافل فيما بين جنوب فلسطين وشمال شبه الجزيرة العربية.
وكان هناك طريقان يقعان في أرض العماليق، الواحد عن طريق برزخ السويس، والآخر عن طريق خليج العقبة، ولما كانت العلاقات التجارية بين مصر وغزة من ناحية، وبين جنوب بلاد العرب من ناحية أخرى، في غاية من الازدهار والنشاط، فقد كانت القوافل التجارية القادمة من غزة إلى العقبة تمر في أرض العماليق، فليس من شك في أنها إنما كانت تعترف بسلطتهم في هذا الجزء من الطريق القادم من غزة متجهًا إلى مصر، والأمر كذلك بالنسبة إلى جزئه الآخر المتجه نحو الجنوب الشرقي، أو أنها على الأقل كانت خاضعة لسلطة العمالقة في هذا الجزء المتاخم لساحل البحر من الطريق.
وفي أيام داود عليه السلام "1000-960ق. م"
وطبقًا لرواية التوراة، فإن شاؤل قد نجح في مهمته، وحقق للإسرائيليين -ولأول مرة- نصرًا على العماليق، كما يفهم من الرواية نفسها أن العمالقة إنما كانوا يسيطرون على طرق القوافل فيما بين جنوب فلسطين وشمال شبه الجزيرة العربية.
وكان هناك طريقان يقعان في أرض العماليق، الواحد عن طريق برزخ السويس، والآخر عن طريق خليج العقبة، ولما كانت العلاقات التجارية بين مصر وغزة من ناحية، وبين جنوب بلاد العرب من ناحية أخرى، في غاية من الازدهار والنشاط، فقد كانت القوافل التجارية القادمة من غزة إلى العقبة تمر في أرض العماليق، فليس من شك في أنها إنما كانت تعترف بسلطتهم في هذا الجزء من الطريق القادم من غزة متجهًا إلى مصر، والأمر كذلك بالنسبة إلى جزئه الآخر المتجه نحو الجنوب الشرقي، أو أنها على الأقل كانت خاضعة لسلطة العمالقة في هذا الجزء المتاخم لساحل البحر من الطريق.
وفي أيام داود عليه السلام "1000-960ق. م"
#ملوك_حمير_وأقيال_اليمن
#نشوان_الحميري
فقال:
وصية عبد شمس لأولاده بطاعة الصوار
يا بني، أوصيكم بطاعة أخيكم الصوار، فانه أكبركم وأرجاكم عندي. وأنت يا أبا السميع - وكان الصوار يكنى أبا السميدع - خليفتي بعد الله تعالى عليكم وعلى رعيتي واحفظ مني خصالا لن تضل ما اقتديت بها؛ اعلم أنْ العز لا يتبين في الحرب إلا بصدق اللقاء وحماية الأذمار، وذلك أمارة الغلبة، ولا يتبين في سالم إلا من منع الجار، وشموخ الأنف عن سموه الخسف، والحمل على الدنية. ولن يكون ذلك إلاّ بالرجال، ولن تعرف معك النادر منهم إلا بإبانة قدره، عمن ليس يغني عناءه. لأنك إذا ضممت مسماكين في أحدهما قصر وقع الحمل على الأطول وسقط الأقصر، وكذلك الأدق من الأجدال الحوامل. وأعلم أنْ الملك بيت أساسه العدل، وقواعده التدبير، وحيطانه التيقظ، وأركانه الحزم، وتلاحكه الشدة، وعماده إزراء الكفاة، وعوارضهالقادة، ومواحظه الأتباع. ولا استقامة لمدبري المملكة ومستخرجي الإتاوة إلاّ بمصادقة قادة الجيوش، ولا يحمل قائد الجيش وسائق الجماعة سوى أصحاب الخزانة، وربما وجدت مائة مقاتل وأعجزك كاف، وكثير أنْ يصدق الكرة العشرة من الماءة المقاتل، والمائة من الألف، والألف من عشرة أضعاف. وأنشأ يقول: أوصي بني وإنْ تقارب بينهم ... فيما لدي بطاعة الصوار
#نشوان_الحميري
فقال:
وصية عبد شمس لأولاده بطاعة الصوار
يا بني، أوصيكم بطاعة أخيكم الصوار، فانه أكبركم وأرجاكم عندي. وأنت يا أبا السميع - وكان الصوار يكنى أبا السميدع - خليفتي بعد الله تعالى عليكم وعلى رعيتي واحفظ مني خصالا لن تضل ما اقتديت بها؛ اعلم أنْ العز لا يتبين في الحرب إلا بصدق اللقاء وحماية الأذمار، وذلك أمارة الغلبة، ولا يتبين في سالم إلا من منع الجار، وشموخ الأنف عن سموه الخسف، والحمل على الدنية. ولن يكون ذلك إلاّ بالرجال، ولن تعرف معك النادر منهم إلا بإبانة قدره، عمن ليس يغني عناءه. لأنك إذا ضممت مسماكين في أحدهما قصر وقع الحمل على الأطول وسقط الأقصر، وكذلك الأدق من الأجدال الحوامل. وأعلم أنْ الملك بيت أساسه العدل، وقواعده التدبير، وحيطانه التيقظ، وأركانه الحزم، وتلاحكه الشدة، وعماده إزراء الكفاة، وعوارضهالقادة، ومواحظه الأتباع. ولا استقامة لمدبري المملكة ومستخرجي الإتاوة إلاّ بمصادقة قادة الجيوش، ولا يحمل قائد الجيش وسائق الجماعة سوى أصحاب الخزانة، وربما وجدت مائة مقاتل وأعجزك كاف، وكثير أنْ يصدق الكرة العشرة من الماءة المقاتل، والمائة من الألف، والألف من عشرة أضعاف. وأنشأ يقول: أوصي بني وإنْ تقارب بينهم ... فيما لدي بطاعة الصوار
إبراهيم الخليل عليه السلام ومعاصرته للملوك الثلاثة
وإليك يا صوار أوصي بالذي ... وصى اليّ ابوتي في الجار ومحل كل حيث يبلغ قدره ... إذ من بها متفات الأقدار إنَّ الأصابع مستو آصالها ... والفرع بين أطوال وقصار ومن الرجال الكل حيث توجهت ... منه الركاب وحامل الأوزار والملك بيت لا تقوم سماؤه ... إلا بأعمدة رست وجدار فالبعض منه ببعضه متدافع ... بالطين فوق الأرض والحجار ولربما عز الخيار وأيوا ... واستنصروا في الدين بالأشرار وعاش إبراهيم الخليل عليه السلام عمر هؤلاء الملوك الثلاثة. وذو القرنين عليه السلام أيضاً لحق عربياً ووائلا. وكان النائب معه على الثغور حارثة بن الغطريف أبن امرئ القيس وقال نشوان: وزهير الصوار أو ذو يقدمٍ ... منيا بدهرٍ سالبٍ طراحِ ولمّا توفى عبد شمس بن وائل؛ قام بمقامه الصوار بن عبد شمس، فالتقط في ايامه آثار أجداده، واستعمل وصية أبيه عبد شمس في المملكة، وأعلم الحساب أنْ الملك كائن في ولده، وغير خارج منهم، إلى مظهر نبي من ولد إسماعيل، وأنهم يملكون في مدتهم شرق البلاد وغربها، ويبلغون من العز ما لا يبلغه غيرهم، فأخذ في جمع المال وادخار السلاح، وأنجد حمير باتخاذ العدد، ولم ينس حظه من العدل وحسن السيرة، حمير حسرت به حياته، فجمع بينه وهم آل شرح يحضب وذو يقدم والسميع والغوث وأشغم
وإليك يا صوار أوصي بالذي ... وصى اليّ ابوتي في الجار ومحل كل حيث يبلغ قدره ... إذ من بها متفات الأقدار إنَّ الأصابع مستو آصالها ... والفرع بين أطوال وقصار ومن الرجال الكل حيث توجهت ... منه الركاب وحامل الأوزار والملك بيت لا تقوم سماؤه ... إلا بأعمدة رست وجدار فالبعض منه ببعضه متدافع ... بالطين فوق الأرض والحجار ولربما عز الخيار وأيوا ... واستنصروا في الدين بالأشرار وعاش إبراهيم الخليل عليه السلام عمر هؤلاء الملوك الثلاثة. وذو القرنين عليه السلام أيضاً لحق عربياً ووائلا. وكان النائب معه على الثغور حارثة بن الغطريف أبن امرئ القيس وقال نشوان: وزهير الصوار أو ذو يقدمٍ ... منيا بدهرٍ سالبٍ طراحِ ولمّا توفى عبد شمس بن وائل؛ قام بمقامه الصوار بن عبد شمس، فالتقط في ايامه آثار أجداده، واستعمل وصية أبيه عبد شمس في المملكة، وأعلم الحساب أنْ الملك كائن في ولده، وغير خارج منهم، إلى مظهر نبي من ولد إسماعيل، وأنهم يملكون في مدتهم شرق البلاد وغربها، ويبلغون من العز ما لا يبلغه غيرهم، فأخذ في جمع المال وادخار السلاح، وأنجد حمير باتخاذ العدد، ولم ينس حظه من العدل وحسن السيرة، حمير حسرت به حياته، فجمع بينه وهم آل شرح يحضب وذو يقدم والسميع والغوث وأشغم
وصية الصوار لأولاده بطاعة ذي يقدم
برك، وأقبل على ذي يقدم من بينهم وقال: يا بني رحم على حفظك من دنياك أنْ تسلبه، ولا تنس من الله تعالى، فانه. . . يناسيك ذكرته. ولا تناصب من ناصبت وقد جعلته ملاذا. . . . . . .، بل لا تسرع بالمباينة عن ضرورة، ولا تعاقبن إلاّ عن جريرة، ولا تخف في الله سواه. وإذا عمرت ما بينك وبينه، فلا تبتئس، وأنْ خرب ما بينك وبين أحد من خلقه. وإذا ملكت الرعية فاحرص على إرهابها دون السوط، وبالسوط دون السيف. فما غلب القول فبالسوط، وما غلب السوط فالسيف غالبه، ولا بقية مع السيف، فلا تركبه إلاّ فيما لا لبسة فيه. وإياك وإجماع الكلمة عليك، فإنَّ بليت فأطفئها عنك بالغفلة إنْ أنظرتك، وباللين إنْ أهملتك، إلى أنْ تستعطف من قدرت على استعطافه بما غلب عليه ذا الطمع، وذا الرئاسة والرتبة بالزيادة في رتبته. واعلم أنك إنْ شححت عندهما بالمال، هو مالهم، وإنْ سمحت فهو مالك. واعلم أنْ اليد إذا أثقلها ما يقع فيها من الطمع تخفف بثقلها ما في القلب، فإذا طفئت الثائرة، وافترقت الكلمة، فما أقدرك على أنْ تقسو. وإياك أنْ ينسلخ عنك يوم من أيام دعتك وحفضك إلاّ وأنت على مثل عدة المهايب وحذر المحارب، فرب ملك أتى عليه مالا يحسبه. وأنشأ يقول: وصى أوائلنا قدما ونحن كما ... وصوا فلا بد نوصي اليوم يا قدم فراقب الله إنَّ الله آثر من ... راقبته، إنَّه يملي وينتقم من يتق الله لا تدحض له قدم ... إلاّ وثبته من بعدها قدم
مؤازرة امرئ القيس الغطريف وأبيه في عمل الغوث ووائل وعبد شمس والصوار وذي يقدم
46
برك، وأقبل على ذي يقدم من بينهم وقال: يا بني رحم على حفظك من دنياك أنْ تسلبه، ولا تنس من الله تعالى، فانه. . . يناسيك ذكرته. ولا تناصب من ناصبت وقد جعلته ملاذا. . . . . . .، بل لا تسرع بالمباينة عن ضرورة، ولا تعاقبن إلاّ عن جريرة، ولا تخف في الله سواه. وإذا عمرت ما بينك وبينه، فلا تبتئس، وأنْ خرب ما بينك وبين أحد من خلقه. وإذا ملكت الرعية فاحرص على إرهابها دون السوط، وبالسوط دون السيف. فما غلب القول فبالسوط، وما غلب السوط فالسيف غالبه، ولا بقية مع السيف، فلا تركبه إلاّ فيما لا لبسة فيه. وإياك وإجماع الكلمة عليك، فإنَّ بليت فأطفئها عنك بالغفلة إنْ أنظرتك، وباللين إنْ أهملتك، إلى أنْ تستعطف من قدرت على استعطافه بما غلب عليه ذا الطمع، وذا الرئاسة والرتبة بالزيادة في رتبته. واعلم أنك إنْ شححت عندهما بالمال، هو مالهم، وإنْ سمحت فهو مالك. واعلم أنْ اليد إذا أثقلها ما يقع فيها من الطمع تخفف بثقلها ما في القلب، فإذا طفئت الثائرة، وافترقت الكلمة، فما أقدرك على أنْ تقسو. وإياك أنْ ينسلخ عنك يوم من أيام دعتك وحفضك إلاّ وأنت على مثل عدة المهايب وحذر المحارب، فرب ملك أتى عليه مالا يحسبه. وأنشأ يقول: وصى أوائلنا قدما ونحن كما ... وصوا فلا بد نوصي اليوم يا قدم فراقب الله إنَّ الله آثر من ... راقبته، إنَّه يملي وينتقم من يتق الله لا تدحض له قدم ... إلاّ وثبته من بعدها قدم
مؤازرة امرئ القيس الغطريف وأبيه في عمل الغوث ووائل وعبد شمس والصوار وذي يقدم
46
#السلوك_طبقات_الجُنْدي_بهاءالدين
وَمِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحسن بن خلف بن الْحُسَيْن
المقيبعي الَّذِي ذكرت أَنه وصل إِلَى الصدائي كَانَ فَقِيها فروعيا حديثيا لما دخل عدن خَائفًا من ابْن مهْدي أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي أَحْمد القريظي وَعلي بن عبد الله الْمليكِي وَغَيرهمَا وسافر بلد السودَان وزيلع وَعَاد إِلَى عدن فِي مركب عصفته الرّيح إِلَى سَاحل أنحاء بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون والحاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ ألف توفّي فِيهِ وقبر هُنَاكَ منتصف شَوَّال سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن باديتها عبد الله بن عِيسَى بن أَيمن الهرمي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة تعرف بالهرمة على وزن الفعلة بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْعين قَالَ ابْن سَمُرَة نسبهم إِلَى نزار وَأَصله من العماقي إِحْدَى قرى مَدِينَة الْجند وَكَانَ لَهُ بهَا قرَابَة انقرضوا بزماننا وَمن نَسْله جمَاعَة يسكنون بِهَذِهِ الْقرْيَة الْمَذْكُورَة من وَادي زبيد وينتسبون إِلَى بني أُميَّة وَمِنْهُم مُوسَى وَأَبوهُ الْآتِي ذكرهمَا وليا قَضَاء زبيد من قبل بني عمرَان أدْركْت مُوسَى حَاكما بزبيد وَأما عبد الله هَذَا فَكَانَ فَقِيها صَالحا ورعا مرجو الدعْوَة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن سَمُرَة وَقَالَ أَصله من العماقي وَقَالَ من جلة الْفُقَهَاء عبد الله تفقه بِابْن الْأَبَّار غَالِبا وَرُبمَا قيل بِابْن عبدويه وَكَانَ تِلْمِيذه الْأَحْنَف الْآتِي ذكره أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء بليغا وَقَالَ مَا رَأَيْت أحفظ للمهذب وَلَا أذكر مِنْهُ لَهُ وَلَا أورع وَكَانَ مَتى طعم عِنْد قوم قَالَ اللَّهُمَّ اعمر منزلهم بالتقوى ووسعه بالرزق وَيُقَال أَن ابْن مهْدي قَتله ظلما وَلما حج أَخذ عَن الشريف العثماني الْأَرْبَعين المقدسية بِأَخْذِهِ لَهَا عَن مؤلفها أبي نصر الْمَقْدِسِي وَله ولدان فاضلان تفقها بِهِ مُحَمَّد وَعلي وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله وَأول من وصل مِنْهُم أَبُو حسان بكتب كَثِيرَة فسكن الخوهة فَكَانَ فَقِيها محققا مدققا رُبمَا ذكر لَهُ تصنيف وَخلف حُسَيْن مَعَ إِبْرَاهِيم ثَلَاثَة آخَرين عبد الله وفاتح وَعلي فعبد الله غلب عَلَيْهِ الشّعْر وَمَعْرِفَة أَخْبَار الْعَرَب حَتَّى كَانَ يَقُول مَا سَقَطت مقرعة أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَلَا قيل شعر إِلَّا وَأَنا أعرف قَائِله وَقد ذكرت فِي غير هَذَا الْموضع مَا أمكن وَأما فاتح فَكَانَ فَقِيها فِي ذُريَّته الْفُقَهَاء يَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله وَمن الخوهة قَرْيَة بساحل حيس على وزن قيس والقرية فتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وخفض الْوَاو وَفتح الْهَاء الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْن بن أبي بكر بن أبي حسان الشَّيْبَانِيّ مولده
وَمِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحسن بن خلف بن الْحُسَيْن
المقيبعي الَّذِي ذكرت أَنه وصل إِلَى الصدائي كَانَ فَقِيها فروعيا حديثيا لما دخل عدن خَائفًا من ابْن مهْدي أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي أَحْمد القريظي وَعلي بن عبد الله الْمليكِي وَغَيرهمَا وسافر بلد السودَان وزيلع وَعَاد إِلَى عدن فِي مركب عصفته الرّيح إِلَى سَاحل أنحاء بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون والحاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ ألف توفّي فِيهِ وقبر هُنَاكَ منتصف شَوَّال سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن باديتها عبد الله بن عِيسَى بن أَيمن الهرمي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة تعرف بالهرمة على وزن الفعلة بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْعين قَالَ ابْن سَمُرَة نسبهم إِلَى نزار وَأَصله من العماقي إِحْدَى قرى مَدِينَة الْجند وَكَانَ لَهُ بهَا قرَابَة انقرضوا بزماننا وَمن نَسْله جمَاعَة يسكنون بِهَذِهِ الْقرْيَة الْمَذْكُورَة من وَادي زبيد وينتسبون إِلَى بني أُميَّة وَمِنْهُم مُوسَى وَأَبوهُ الْآتِي ذكرهمَا وليا قَضَاء زبيد من قبل بني عمرَان أدْركْت مُوسَى حَاكما بزبيد وَأما عبد الله هَذَا فَكَانَ فَقِيها صَالحا ورعا مرجو الدعْوَة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن سَمُرَة وَقَالَ أَصله من العماقي وَقَالَ من جلة الْفُقَهَاء عبد الله تفقه بِابْن الْأَبَّار غَالِبا وَرُبمَا قيل بِابْن عبدويه وَكَانَ تِلْمِيذه الْأَحْنَف الْآتِي ذكره أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء بليغا وَقَالَ مَا رَأَيْت أحفظ للمهذب وَلَا أذكر مِنْهُ لَهُ وَلَا أورع وَكَانَ مَتى طعم عِنْد قوم قَالَ اللَّهُمَّ اعمر منزلهم بالتقوى ووسعه بالرزق وَيُقَال أَن ابْن مهْدي قَتله ظلما وَلما حج أَخذ عَن الشريف العثماني الْأَرْبَعين المقدسية بِأَخْذِهِ لَهَا عَن مؤلفها أبي نصر الْمَقْدِسِي وَله ولدان فاضلان تفقها بِهِ مُحَمَّد وَعلي وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله وَأول من وصل مِنْهُم أَبُو حسان بكتب كَثِيرَة فسكن الخوهة فَكَانَ فَقِيها محققا مدققا رُبمَا ذكر لَهُ تصنيف وَخلف حُسَيْن مَعَ إِبْرَاهِيم ثَلَاثَة آخَرين عبد الله وفاتح وَعلي فعبد الله غلب عَلَيْهِ الشّعْر وَمَعْرِفَة أَخْبَار الْعَرَب حَتَّى كَانَ يَقُول مَا سَقَطت مقرعة أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَلَا قيل شعر إِلَّا وَأَنا أعرف قَائِله وَقد ذكرت فِي غير هَذَا الْموضع مَا أمكن وَأما فاتح فَكَانَ فَقِيها فِي ذُريَّته الْفُقَهَاء يَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله وَمن الخوهة قَرْيَة بساحل حيس على وزن قيس والقرية فتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وخفض الْوَاو وَفتح الْهَاء الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْن بن أبي بكر بن أبي حسان الشَّيْبَانِيّ مولده
أول شهور سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة تفقه بالهرمي وَأخذ عَن ابْن عبدويه من أول التَّنْبِيه إِلَى النِّكَاح وَهَذَا آخر من عَرفته أَخذ عَن ابْن عبدويه وَكَانَ فَاضلا بالفقه والْحَدِيث ومشكله على الْمُهَذّب يدل على ذَلِك وَكَانَ يتَرَدَّد مَا بَين بَلَده وعدن وزبيد وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء زبيد أَيَّام توران شاه فَامْتنعَ ثمَّ عرضه عَلَيْهِ أَيَّام سيف الْإِسْلَام القَاضِي الْأَثِير فَامْتنعَ أَيْضا فَقَالَ لَهُ إِن لم تفعل فدلنا على من يصلح لذَلِك فدلهم على عبد الله بن مُحَمَّد العقامي فولاه الْأَثِير فَلم يزل على ذَلِك وَولده إِلَى أَن توفّي فِي صدر الدولة المظفرية قَالَ ابْن سَمُرَة وَكَانَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيّ لَهُ غزارة علم ومصنفات مفيدة غير الْمُشكل لزم مجْلِس الطويري سبع سِنِين وَكَانَ رَفِيقه فِي الرحلة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأَحْنَف اجْتمع بِهِ ابْن سَمُرَة فِي عدن سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعرف لوفاته تَارِيخا وَتُوفِّي وَقد خلف ثَلَاثَة أَوْلَاد تفقهوا بِهِ وَشهر مِنْهُم إِبْرَاهِيم عمر عمرا طَويلا حَتَّى أدْرك زمن المظفر وزاره بمنزله بالخوهة فبشره بِأَخْذِهِ للْملك وسامحه بأراضيه وأراضي أَهله ونخيلهم ذكر من حضر مجْلِس السُّلْطَان مَعَه أَنه ضرب على كتفه وَقَالَ الْملك لَك بِالسَّيْفِ لَا أَسد الدّين وَلَا فَخر الدّين وَلَا قطب الدّين وَكَانَ يصحب الْجِنّ ويقرأون عَلَيْهِ وَله مَعَهم أَخْبَار يتناقلها أهل قريته وَقد دَخَلتهَا وَأَنا مَرِيض فِي أحد شهور سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وقبورهم متجاورة لم أستطع زيارتهم لما كَانَ بِي من الْمَرَض فَالله أَحْمد على كل حَال وَأَعُوذ بِهِ من حَال أهل النَّار وَمن هَذِه الطَّبَقَة ثمَّ من أَصْحَاب الفقيهين الْمَذْكُورين اللَّذين خصصت هَذِه الطَّبَقَة بِتَقْدِيم أصحابهما وهما اليفاعي وَابْن عبدويه جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ اليهاقري بياء مَفْتُوحَة بعد ألف وَلَام وهاء مَفْتُوحَة ثمَّ ألف ثمَّ قَاف مخفوضة ثمَّ رَاء وَهِي قَرْيَة غربي مَدِينَة الْجند إِحْدَى قراها الْمُعْتَمدَة الْقَدِيمَة قَالَ ابْن سَمُرَة تفقه بشيوخ الْجند وَوجدت سَنَد هـ بالمهذب وَأَنه قَرَأَهُ على الْفَقِيه سَالم بن حسن الزوقري مقدم الذّكر أثنى عَلَيْهِ ابْن سَمُرَة ثَنَاء كَامِلا وَقَالَ فِي التعليقة الَّتِي ذكر بهَا شُيُوخه فَقَالَ أَوَّلهمْ شَيْخي عَليّ بن أَحْمد مَسْكَنه اليهاقر بادية الْجند تفقه بشيوخ
الْبَلَد كزيد بن عبد الله اليفاعي وَزيد الفائشي وَهُوَ أول من علقت عَنهُ فِي الْفِقْه وَلما حصل فِي الأجناد الْخَوْف من ابْن مهْدي انْتقل هَذَا الْفَقِيه إِلَى قَرْيَة الانصال من بلد العوادر فَتوفي بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وقبره بمقبرة الكريف وَهُوَ آخر من حَقَّقَهُ ابْن سَمُرَة من أَصْحَاب اليفاعي قَالَ ابْن سَمُرَة وَفِي هَذِه السّنة دخل الْمهْدي بن عَليّ الْجند فَقتل بعض أَهلهَا وأحرق مَسْجِدهَا وَعَاد إِلَى زبيد فَمَاتَ وقبر بمشهدهم الْمَعْرُوف بزيارة الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَمِنْهُم أسعد بن أبي بكر بن بلاوه الْجَعْدِي تفقه بِعَبْد الله الزبراني وَكَانَ يحضر حَلقَة الإِمَام اليفاعي بِمَدِينَة الْجند ومسكنه ذُو السمكر إِحْدَى قرى الْجند الْمُعْتَمدَة بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وواو سَاكِنة وَفتح السِّين الْمُشَدّدَة بعد ألف وَلَام ثمَّ مِيم سَاكِنة وكاف مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء وَابْن عَمه عمر بن أَحْمد بن بلاوه تفقه بشيوخ الْجند وَكَانَ هُوَ وَابْن عَمه تربين وَلم أجد لَهما تَارِيخا لَكِن عرفت أَنَّهُمَا من أهل الطَّبَقَة لكَون ابْن سَمُرَة عدهما فِي الَّذين كَانُوا يحْضرُون مجْلِس الشَّيْخ زيد اليفاعي وَلَهُمَا قرَابَة بقريبتهما الْمَذْكُورَة وذرية إِلَى الْآن وَرُبمَا جَاءَ فيهم مُسْتَحقّ للذّكر فأذكره إِن شَاءَ الله وَمِنْهُم الأخوان عَليّ وَعبد الرَّحْمَن ابْنا الْفَقِيه يحيى بن عبد الْعَلِيم الْمُقدم ذكره أَخذ عَن الْحَافِظ العرشاني الْأَرْبَعين الآجرية فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعلم تَارِيخ أَخِيه وَمِنْهُم ابْن أخيهما عبد الله بن عمر بن الْفَقِيه يحيى بن عبد الْعَلِيم قَالَ ابْن سَمُرَة كَانَ فَقِيها زاهدا ورعا قَتله أهل الْفساد بقريتهم حجرَة الَّتِي تقدم ذكرهَا وَذَلِكَ بتاريخ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمِنْهُم مُحَمَّد بن الْفَقِيه أَحْمد بن عبد الله بن أبي عمرَان مقدم الذّكر مولده سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة تفقه بِابْن عَم أَبِيه يحيى الْمُقدم ذكره
272
272
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت
ضروان خبطا كثيرا ، والّذي أصاب كبد الحقيقة فيهما إنّما هو ابن كثير ؛ إذ قال في تفسير سورة (ن) : (إنّ أهل الجنّتين كانوا من أهل اليمن ، قال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كانوا من قرية يقال لها : ضروان ، على ستّة أميال من صنعاء. ثمّ نقل عن مجاهد أنّ حرثهم كان عنبا) اه (١)
فإنّه موافق لقول الهمدانيّ في الجزء الثّامن [ص ٦٧] من «الإكليل» : (ومخرج النّار من آخر ضروان على ما يقول علماء اليمن. والجنّة اقتصّ الله تعالى خبرها في سورة «ن») اه
وموافق لما يحدّث به من شاهد أنّها على ثلاث ساعات ونصف تقريبا من صنعاء.
ومن أثر احتراقها بالنّار الباقي إلى اليوم : خفّة حجارتها ؛ لما أخذ من ثقالها الاحتراق حتّى صارت قريبا من الحجارة الّتي تحرق للنّورة في خفّتها (٢).
أمّا البغويّ : فقد قارب ولم يبعد إلّا في قوله : (إنّها على فرسخين من صنعاء) وقوله : (إنّ حرثهم كان نخلا) (٣) ، وليست بذات نخل.
وأمّا ضوران : فغير ضروان ، وإنّما هو كما قال الهمدانيّ في ذلك الجزء : (جبل أنس بن الهان بن مالك بن ربيعة أخي همدان ، وهو جبل منيف فوق بكيل) اه (٤)
وأمّا ياقوت .. فقد خلط صوران الحضرميّة بضروان الصّنعانيّة.
ونار صوران على ما يقول الحضارمة : متكرّرة تعبد ، بخلاف نار ضروان الصّنعانيّة فإنّها ظهرت لإحراق الجنّتين ، فليعلم ذلك ، والله أعلم بحقيقة الحال (٥).
______
(١) تفسير ابن كثير (٤ / ٤٠٧).
(٢) ويقول بعض الباحثين : ما زالت حجارة ضروان بادية للعيان إلى اليوم على أنها بقايا أرض محترقة.
(٣) «تفسير البغوي» (٤ / ٣٧٩).
(٤) الإكليل (٨ / ٥٨).
(٥) وههنا ينبغي التفريق بين صوران وضروان .. أما صوران ـ بالصاد المهملة .. فتقدم كلام المصنف عنها آنفا.
وأما ضوران ـ بالضاد المعجمة ـ : فجبل مشهور بآنس ، وهو المعروف بالدامغ ، كما سيأتي نقل المصنف ذلك عن الهمداني ، وفي سفحه الشمالي تقع بلدة ضوران التي كانت تحمل اسم الحصين
ضروان خبطا كثيرا ، والّذي أصاب كبد الحقيقة فيهما إنّما هو ابن كثير ؛ إذ قال في تفسير سورة (ن) : (إنّ أهل الجنّتين كانوا من أهل اليمن ، قال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كانوا من قرية يقال لها : ضروان ، على ستّة أميال من صنعاء. ثمّ نقل عن مجاهد أنّ حرثهم كان عنبا) اه (١)
فإنّه موافق لقول الهمدانيّ في الجزء الثّامن [ص ٦٧] من «الإكليل» : (ومخرج النّار من آخر ضروان على ما يقول علماء اليمن. والجنّة اقتصّ الله تعالى خبرها في سورة «ن») اه
وموافق لما يحدّث به من شاهد أنّها على ثلاث ساعات ونصف تقريبا من صنعاء.
ومن أثر احتراقها بالنّار الباقي إلى اليوم : خفّة حجارتها ؛ لما أخذ من ثقالها الاحتراق حتّى صارت قريبا من الحجارة الّتي تحرق للنّورة في خفّتها (٢).
أمّا البغويّ : فقد قارب ولم يبعد إلّا في قوله : (إنّها على فرسخين من صنعاء) وقوله : (إنّ حرثهم كان نخلا) (٣) ، وليست بذات نخل.
وأمّا ضوران : فغير ضروان ، وإنّما هو كما قال الهمدانيّ في ذلك الجزء : (جبل أنس بن الهان بن مالك بن ربيعة أخي همدان ، وهو جبل منيف فوق بكيل) اه (٤)
وأمّا ياقوت .. فقد خلط صوران الحضرميّة بضروان الصّنعانيّة.
ونار صوران على ما يقول الحضارمة : متكرّرة تعبد ، بخلاف نار ضروان الصّنعانيّة فإنّها ظهرت لإحراق الجنّتين ، فليعلم ذلك ، والله أعلم بحقيقة الحال (٥).
______
(١) تفسير ابن كثير (٤ / ٤٠٧).
(٢) ويقول بعض الباحثين : ما زالت حجارة ضروان بادية للعيان إلى اليوم على أنها بقايا أرض محترقة.
(٣) «تفسير البغوي» (٤ / ٣٧٩).
(٤) الإكليل (٨ / ٥٨).
(٥) وههنا ينبغي التفريق بين صوران وضروان .. أما صوران ـ بالصاد المهملة .. فتقدم كلام المصنف عنها آنفا.
وأما ضوران ـ بالضاد المعجمة ـ : فجبل مشهور بآنس ، وهو المعروف بالدامغ ، كما سيأتي نقل المصنف ذلك عن الهمداني ، وفي سفحه الشمالي تقع بلدة ضوران التي كانت تحمل اسم الحصين
ومن نيران العرب : نار الحرتين ، قالوا : كانت في بلاد عبس إذا كان اللّيل .. سطعت نارا ، ومتى جاء النّهار .. ارتفعت دخانا ، وربّما خرج منها عنق فأحرق من يمرّ بها ، فحفر لها خالد بن سنان ودفنها ، فكانت معجزة له.
وقال ابن قتيبة : كانت نار بأشواف اليمن ، لها سدنة ، إذا تفاقم الأمر بين القوم فحلف بها .. انقطع بينهم ، وكان اسمها الهولة ، ويقال لها أيضا : هولة.
قال الكميت [من الطّويل] :
هم خوّفونا بالعمى هوّة الرّدى
كما شبّ نار الحالفين المهوّل
وقال أوس بن حجر [من الطّويل] :
إذا استقبلته الشّمس صدّ بوجهه
المهوّل حالف
وكان السّادن عندما يأتي الحالف .. يضع فيها الكبريت والملح فتتنغّص ، فيقول : لقد تهدّدتك ، فإن كان مريبا .. نكل ، وإن كان بريئا .. حلف ومثله عن ابن قتيبة أيضا في [٧ / ١٥٢] من «خزانة الأدب».
ومن قرى الكسر : (حرّة العين) لآل البقريّ (١) ، أهل شهامة ومروءة ، لهم ثروة بجاوة.
______
ثم غلب عليها اسم جبلها. وهي مركز علمي مشهور ، اتخذها الإمام الحسن بن الإمام القاسم بن محمد مقرا لإمارته ، وتوفي بها سنة (١٠٤٨ ه) ، ثم اتخذها عمه الإمام المتوكل إسماعيل بن الإمام القاسم عاصمة ملكه ، وتوفي بها سنة (١٠٨٧ ه) ، والمدينة القديمة هذه كانت قائمة على جبل بركاني ، ثم تعرضت لكثير من الزلازل والهزات الأرضية ، آخرها زلزال سنة (١٩٨٢ م) الذي دمّرها بالكامل وجعلها أثرا بعد عين. ثم أقامت الحكومة بلدة أخرى تحمل نفس الاسم في منطقة بكيل بجوار بلدة البستان «المقحفي» (١ / ٩٥٠ ـ ٩٥١).
وأما ضروان ـ بضاد معجمة فراء محركتين ـ فهي قرية وواد في بني مكرّم من مديرية همدان صنعاء ، تقع بجوار جبل حنين إلى الشمال الغربي من صنعاء بمسافة (٢٥ كم) ، سميت نسبة إلى ضروان بن الرحبة بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ، ويعرف واديها بوادي سليمان.
(١) آل البقري فخيذة من نهد ، ومن ديارهم : الحرة المذكورة ، وحوره.
وقال ابن قتيبة : كانت نار بأشواف اليمن ، لها سدنة ، إذا تفاقم الأمر بين القوم فحلف بها .. انقطع بينهم ، وكان اسمها الهولة ، ويقال لها أيضا : هولة.
قال الكميت [من الطّويل] :
هم خوّفونا بالعمى هوّة الرّدى
كما شبّ نار الحالفين المهوّل
وقال أوس بن حجر [من الطّويل] :
إذا استقبلته الشّمس صدّ بوجهه
المهوّل حالف
وكان السّادن عندما يأتي الحالف .. يضع فيها الكبريت والملح فتتنغّص ، فيقول : لقد تهدّدتك ، فإن كان مريبا .. نكل ، وإن كان بريئا .. حلف ومثله عن ابن قتيبة أيضا في [٧ / ١٥٢] من «خزانة الأدب».
ومن قرى الكسر : (حرّة العين) لآل البقريّ (١) ، أهل شهامة ومروءة ، لهم ثروة بجاوة.
______
ثم غلب عليها اسم جبلها. وهي مركز علمي مشهور ، اتخذها الإمام الحسن بن الإمام القاسم بن محمد مقرا لإمارته ، وتوفي بها سنة (١٠٤٨ ه) ، ثم اتخذها عمه الإمام المتوكل إسماعيل بن الإمام القاسم عاصمة ملكه ، وتوفي بها سنة (١٠٨٧ ه) ، والمدينة القديمة هذه كانت قائمة على جبل بركاني ، ثم تعرضت لكثير من الزلازل والهزات الأرضية ، آخرها زلزال سنة (١٩٨٢ م) الذي دمّرها بالكامل وجعلها أثرا بعد عين. ثم أقامت الحكومة بلدة أخرى تحمل نفس الاسم في منطقة بكيل بجوار بلدة البستان «المقحفي» (١ / ٩٥٠ ـ ٩٥١).
وأما ضروان ـ بضاد معجمة فراء محركتين ـ فهي قرية وواد في بني مكرّم من مديرية همدان صنعاء ، تقع بجوار جبل حنين إلى الشمال الغربي من صنعاء بمسافة (٢٥ كم) ، سميت نسبة إلى ضروان بن الرحبة بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ، ويعرف واديها بوادي سليمان.
(١) آل البقري فخيذة من نهد ، ومن ديارهم : الحرة المذكورة ، وحوره.