مسجد العابد بمديرية الشاهل محافظة حجة
نسبة للعالم علي حسين علي ابراهيم العابد القاسمي والذي يعود تاريخ بنائه للعام 1046 هجرية
نسبة للعالم علي حسين علي ابراهيم العابد القاسمي والذي يعود تاريخ بنائه للعام 1046 هجرية
جامع حورة ( الجامع الكبير) حجة
ﺗﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1347 ه
الموافق 1928 م
بناه الامام
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺟﺎﻣﻊ ﺣﻮﺭﺓ
طوله ﺣﻮﺍﻟﻲ 92 ﻣﺘﺮﺍ
ﻭﻋﺮﺿﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 38 ﻣﺘﺮﺍ
يتسع لحوالي
5000 ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺼﻠﻲ
وفي عام ١٤٢٤ هجرية بمساهمة من وزارة الاوقاف وفاعلين خير تمت الاضافة وبنفس التصميم والشكل والتي تمت فوق البركة التي في الخلف.
ﺗﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1347 ه
الموافق 1928 م
بناه الامام
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺟﺎﻣﻊ ﺣﻮﺭﺓ
طوله ﺣﻮﺍﻟﻲ 92 ﻣﺘﺮﺍ
ﻭﻋﺮﺿﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 38 ﻣﺘﺮﺍ
يتسع لحوالي
5000 ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺼﻠﻲ
وفي عام ١٤٢٤ هجرية بمساهمة من وزارة الاوقاف وفاعلين خير تمت الاضافة وبنفس التصميم والشكل والتي تمت فوق البركة التي في الخلف.
#الصهيونية
مسيرة الصهيونية في خمسين عاماً 1897 ـ 1947
في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، انصرف هيرتزل ورفاقه إلى تنفيذ القرارات، التي اتخذها المؤتمر؛ ومنها إنشاء المؤسسات التي وافق عليها المؤتمر؛ والاتصال بالدول الكبرى للحصول على دعمها، أو على ضمانات منها، برعاية أهداف الحركة الصهيونية.
أولاً: الاتصالات الدولية المبكرة
حاول هيرتزل، بعد المؤتمر مباشرة، الاتصال بالسلطان العثماني للحصول على براءة، أو صك يضفي الشرعية على (الاستيطان الجماعي) لليهود في فلسطين، وفي سبيل ذلك، توسل إلى القيصر الألماني ولهلم الثاني، وعلى الرغم من أن هذا الأخير كان يمقت اليهود، إلاّ أنه وعد هيرتزل بأن يرتب له لقاء مع السلطان. ويبدو أن ولهلم كان يرجو أن يوافق السلطان، حتى تتخلص ألمانيا نفسها من بعض، إن لم يكن كل، اليهود فيها، وخاصة أولئك اليهود النشطين في الحركات الاشتراكية والثورية. وعلى الرغم من حدوث اللقاء، في أكتوبر 1898، مع ولهلم الثاني، إلاّ أنه لم يستطيع ترتيب لقاء مماثل مع السلطان عبدالحميد.
حاول هيرتزل لقاء السلطان عبدالحميد، مباشرة، عن طريق معارف في البلاط العثماني. ونجح فعلاً، خلال المدة من 1899 إلى 1901، في إجراء اتصالات مباشرة مع السلطان، وعده فيها بمساعدات في الحصول على قروض للإمبراطورية العثمانية من البنوك، التي يملكها أو يسيطر عليها أغنياء اليهود، في مقابل " براءة "، أو صك بالاستيطان الجماعي، أو إنشاء شركات يهودية في فلسطين. ولإثبات حسن النية وفتح شهية السلطان، أودع هيرتزل بالفعل ثلاثة ملايين فرنك في بنوك تركيا، إلاّ أن هذه الجهود لم تسفر عن شيء يذكر.
بعد الفشل مع القيصر الأماني والسلطان العثماني، توجه هيرتزل إلى بريطانيا. وفي عام 1902، وبمساعدة اللورد ناثان روتشيلد (اليهودي الثري المعروف)، قابل وزير المستعمرات البريطاني، جوزيف تشمبرلين، الذي عرض على هيرتزل استيطان العريش المصرية في سيناء، حيث كانت مصر نفسها مستعمرة إنجليزية في ذلك الوقت. ولكن الإدارة الإنجليزية في مصر لم توافق على الاقتراح، خوفاً من إثارة حفيظة الحركة الوطنية المصرية. وفي عام 1903 عرض تشمبرلين، على هيرتزل والحركة الصهيونية، صكاً للاستيطان الجماعي في شرق أفريقيا (أوغندا)، ولكن حينما عُرض الاقتراح البريطاني على المؤتمر الصهيوني السادس (1903) رفضه بشدة، وانتقد هيرتزل، بل واتهمه "بالخيانة العظمى" للحركة الصهيونية، لمجرد التفكير في التخلي عن فلسطين. وتوفى هيرتزل في العام التالي (1904).
في كل محاولات هيرتزل، حتى تلك التي لم يوفق فيها، أو تلك التي رفضها المؤتمر الصهيوني السادس، كان همه الأول هو إثبات مبدأ التفاوض بين المنظمة الصهيونية، أو الوكالة اليهودية من جانب، وممثلي الدول والحكومات (العثمانية، الألمانية، الإنجليزية، المصرية) من جانب آخر، وذلك لإضفاء الشرعية على المؤسسات الصهيونية. فقد كان ذلك بالنسبة له ولزملائه، في بداية حركتهم، بمثابة اعتراف دولي بالصهيونية، حتى إذا اختلفوا معها، وأثبتوا هذا الاختلاف "كتابة"، في مراسلات أو مواثيق. ومن ثم فإن السنوات الخمس التالية للمؤتمر الصهيوني الأول كانت سنوات وضع الحركة الصهيونية في خريطة الدبلوماسية الدولية.
ثانياً: المنظمة الصهيونية والمؤسسات المنبثقة عنها
كان الخط الموازى للاتصالات الدولية، في نشاط هيرتزل وزملائه، هو بناء، وتكريس المؤسسات اليهودية للحركة الصهيونية. وكان في مقدمة هذه المؤسسات، المنظمة الصهيونية نفسها، والتي انتخب هيرتزل رئيساً لها، في أول مؤتمر صهيوني، في بازل عام 1897. وأصبح المؤتمر الصهيوني الأول مقدمة لمؤتمرات تالية، انعقد منها ستة في حياة هيرتزل نفسه، وذلك إلى عام 1903. وظلت هذه المؤتمرات تُعقد بانتظام، إلاّ في سنوات الحرب والأزمات الدولية الطاحنة. وعلى سبيل المثال عُقد المؤتمر الثالث والثلاثين في القدس عام 1997، واحتفل بمرور مائة عام على بداية الحركة الصهيونية. أي أن المؤتمر الصهيوني الدولي عُقد بمعدل مرة كل ثلاث سنوات، خلال القرن الأول من ميلاد الحركة الصهيونية.
وبذلك أصبح المؤتمر الصهيوني بمثابة الجمعية العامة، أو الهيئة التشريعية، للحركة الصهيونية، بينما أصبحت المنظمة الصهيونية بمثابة الحكومة، أو الهيئة التنفيذية للحركة، ومن ذلك أن المؤتمر كان هو الذي يرسم السياسات، ويضع برنامج الحركة. فهو الذي وضع ما سمي ببرنامج بازل (1897) الذي سارت عليه الحركة، نحو خمس وخمسين عاماً، إلى أن حل محله برنامج القدس عام 1951، بعد إنشاء الدولة اليهودية.
ومع المؤتمر الصهيوني الثاني عام 1898، كانت شعبية هيرتزل والحركة الصهيونية عموماً قد تضاعفت. فقد بلغ عدد المندوبين في المؤتمر الثاني 400 مندوباً، مقارنة بـ 197 مندوباً في المؤتمر الأول. وأصبح دور المنظمة الصهيونية والمؤتمر الصهيوني هو كسب تأييد القاعدة الشعبية العريضة لليهود، في كل مكان، يستطيعون الوصول إليه.
مسيرة الصهيونية في خمسين عاماً 1897 ـ 1947
في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، انصرف هيرتزل ورفاقه إلى تنفيذ القرارات، التي اتخذها المؤتمر؛ ومنها إنشاء المؤسسات التي وافق عليها المؤتمر؛ والاتصال بالدول الكبرى للحصول على دعمها، أو على ضمانات منها، برعاية أهداف الحركة الصهيونية.
أولاً: الاتصالات الدولية المبكرة
حاول هيرتزل، بعد المؤتمر مباشرة، الاتصال بالسلطان العثماني للحصول على براءة، أو صك يضفي الشرعية على (الاستيطان الجماعي) لليهود في فلسطين، وفي سبيل ذلك، توسل إلى القيصر الألماني ولهلم الثاني، وعلى الرغم من أن هذا الأخير كان يمقت اليهود، إلاّ أنه وعد هيرتزل بأن يرتب له لقاء مع السلطان. ويبدو أن ولهلم كان يرجو أن يوافق السلطان، حتى تتخلص ألمانيا نفسها من بعض، إن لم يكن كل، اليهود فيها، وخاصة أولئك اليهود النشطين في الحركات الاشتراكية والثورية. وعلى الرغم من حدوث اللقاء، في أكتوبر 1898، مع ولهلم الثاني، إلاّ أنه لم يستطيع ترتيب لقاء مماثل مع السلطان عبدالحميد.
حاول هيرتزل لقاء السلطان عبدالحميد، مباشرة، عن طريق معارف في البلاط العثماني. ونجح فعلاً، خلال المدة من 1899 إلى 1901، في إجراء اتصالات مباشرة مع السلطان، وعده فيها بمساعدات في الحصول على قروض للإمبراطورية العثمانية من البنوك، التي يملكها أو يسيطر عليها أغنياء اليهود، في مقابل " براءة "، أو صك بالاستيطان الجماعي، أو إنشاء شركات يهودية في فلسطين. ولإثبات حسن النية وفتح شهية السلطان، أودع هيرتزل بالفعل ثلاثة ملايين فرنك في بنوك تركيا، إلاّ أن هذه الجهود لم تسفر عن شيء يذكر.
بعد الفشل مع القيصر الأماني والسلطان العثماني، توجه هيرتزل إلى بريطانيا. وفي عام 1902، وبمساعدة اللورد ناثان روتشيلد (اليهودي الثري المعروف)، قابل وزير المستعمرات البريطاني، جوزيف تشمبرلين، الذي عرض على هيرتزل استيطان العريش المصرية في سيناء، حيث كانت مصر نفسها مستعمرة إنجليزية في ذلك الوقت. ولكن الإدارة الإنجليزية في مصر لم توافق على الاقتراح، خوفاً من إثارة حفيظة الحركة الوطنية المصرية. وفي عام 1903 عرض تشمبرلين، على هيرتزل والحركة الصهيونية، صكاً للاستيطان الجماعي في شرق أفريقيا (أوغندا)، ولكن حينما عُرض الاقتراح البريطاني على المؤتمر الصهيوني السادس (1903) رفضه بشدة، وانتقد هيرتزل، بل واتهمه "بالخيانة العظمى" للحركة الصهيونية، لمجرد التفكير في التخلي عن فلسطين. وتوفى هيرتزل في العام التالي (1904).
في كل محاولات هيرتزل، حتى تلك التي لم يوفق فيها، أو تلك التي رفضها المؤتمر الصهيوني السادس، كان همه الأول هو إثبات مبدأ التفاوض بين المنظمة الصهيونية، أو الوكالة اليهودية من جانب، وممثلي الدول والحكومات (العثمانية، الألمانية، الإنجليزية، المصرية) من جانب آخر، وذلك لإضفاء الشرعية على المؤسسات الصهيونية. فقد كان ذلك بالنسبة له ولزملائه، في بداية حركتهم، بمثابة اعتراف دولي بالصهيونية، حتى إذا اختلفوا معها، وأثبتوا هذا الاختلاف "كتابة"، في مراسلات أو مواثيق. ومن ثم فإن السنوات الخمس التالية للمؤتمر الصهيوني الأول كانت سنوات وضع الحركة الصهيونية في خريطة الدبلوماسية الدولية.
ثانياً: المنظمة الصهيونية والمؤسسات المنبثقة عنها
كان الخط الموازى للاتصالات الدولية، في نشاط هيرتزل وزملائه، هو بناء، وتكريس المؤسسات اليهودية للحركة الصهيونية. وكان في مقدمة هذه المؤسسات، المنظمة الصهيونية نفسها، والتي انتخب هيرتزل رئيساً لها، في أول مؤتمر صهيوني، في بازل عام 1897. وأصبح المؤتمر الصهيوني الأول مقدمة لمؤتمرات تالية، انعقد منها ستة في حياة هيرتزل نفسه، وذلك إلى عام 1903. وظلت هذه المؤتمرات تُعقد بانتظام، إلاّ في سنوات الحرب والأزمات الدولية الطاحنة. وعلى سبيل المثال عُقد المؤتمر الثالث والثلاثين في القدس عام 1997، واحتفل بمرور مائة عام على بداية الحركة الصهيونية. أي أن المؤتمر الصهيوني الدولي عُقد بمعدل مرة كل ثلاث سنوات، خلال القرن الأول من ميلاد الحركة الصهيونية.
وبذلك أصبح المؤتمر الصهيوني بمثابة الجمعية العامة، أو الهيئة التشريعية، للحركة الصهيونية، بينما أصبحت المنظمة الصهيونية بمثابة الحكومة، أو الهيئة التنفيذية للحركة، ومن ذلك أن المؤتمر كان هو الذي يرسم السياسات، ويضع برنامج الحركة. فهو الذي وضع ما سمي ببرنامج بازل (1897) الذي سارت عليه الحركة، نحو خمس وخمسين عاماً، إلى أن حل محله برنامج القدس عام 1951، بعد إنشاء الدولة اليهودية.
ومع المؤتمر الصهيوني الثاني عام 1898، كانت شعبية هيرتزل والحركة الصهيونية عموماً قد تضاعفت. فقد بلغ عدد المندوبين في المؤتمر الثاني 400 مندوباً، مقارنة بـ 197 مندوباً في المؤتمر الأول. وأصبح دور المنظمة الصهيونية والمؤتمر الصهيوني هو كسب تأييد القاعدة الشعبية العريضة لليهود، في كل مكان، يستطيعون الوصول إليه.
ولمزيد من ربط هذه القواعد الشعبية اليهودية بالحركة الصهيونية ومؤسساتها، (مثل المنظمة الصهيونية، والمؤتمر الصهيوني، والوكالة اليهودية، وغيرها مما سينشأ من مؤسسات)، أُقر نظام لتمثيل كل يهودي يؤدي اشتراكاً، ولو رمزياً. عبر نظام "الشاقل"، وهو مارك ألماني أو فرنك فرنسي، أو شلن نمساوي. فينتخب كل مائة دافع "شاقل" ممثلاً واحداً عنهم في المؤتمر الصهيوني. وهذا معناه أن الأربعمائة مندوب، الذين حضروا المؤتمر الثاني، كانوا يمثلون في الواقع 40 ألف عضو، ممن أدوا اشتراكاتهم في الحركة الصهيونية. وقد أمَّن ذلك مورداً مالياً لتغطية نفقات المؤتمر ذاته، ونفقات اللجنة التنفيذية، ومكتبها وأعضائه المنبثقين عنه عن طريق الانتخاب. كما أرسى منذ البداية المبكرة، أسساً " ديموقراطية " للتعامل داخل الحركة، ولانتقال السلطة، وأساليب اتخاذ القرار.
وضمنت هذه الترتيبات استمرار "لا مركزية" المنظمة الصهيونية، واكتفاءها ذاتياً. وفي داخل كل بلد، كانت تنشأ جمعيات وروابط يهودية ـ صهيونية محلية، كان يتم حثها، لا إجبارها، على الانضمام، طواعية، إلى اتحاد عام يضمها جميعاً في الدولة نفسها، ما دامت قوانينها الوضعية تسمح بذلك. وسمح ذلك بنشأة اتحادات إقليمية وقومية، واتحادات قطاعية لمختلف المهن والأعمال. أي أنه، منذ البداية، روعي، في التنظيمات الصهيونية، مبدأ "التعددية". كما سُمح للأحزاب اليهودية العقائدية بالانضمام إلى المنظمة الصهيونية، أو إلى الاتحادات القائمة، أو إنشاء اتحاد خاص بها. ممَّا مكن الاشتراكيين والمتدينين اليهود المتعاطفين مع الصهيونية من تأسيس علاقات مرنة مع الحركة الصهيونية، في بلدانهم، وفي العالم. لم تعبأ الحركة الصهيونية لا بالانتماء الأيديولوجي، ولا الطبقي، ولا المهني، ولا الوطني لأي يهودي عند ضمه إلى صفوفها. يكفي أن يعلن تضامنه، أو تعاطفه، مع الهدف الصهيوني الأسمى، وهو "إنشاء وطن قومي لليهود"، وتأدية الرسم المتواضع، أي "الشاقل"، سنوياً.
كذلك كان ضمن المؤسسات المبكرة للحركة الصهيونية "الصندوق الاستعماري اليهودي" Jewish Colonial Trust عام 1899، و"الصندوق القومي اليـهودي" Jewish National Found، وهما الهيئتان الماليتان الرئيسيتان للمنظمة الصهيونية، أو التجسيد العملي لفكرة "الشركة اليهودية" التي كان هيرتزل قد اقترحها في كتابه (الدولة اليهودية). تم تسجيل الصندوق الاستعماري اليهودي في لندن، كشركة مساهمة محدودة، برأسمال معلن قدره مليونا جنيه، غُطى منه فقط حوالي الخمس (400 ألفاً) بسبب إحجام الأثرياء اليهود عن المشاركة في تلك المرحلة، التي بدا فيها المشروع الصهيوني مجرد مغامرة غير محسوبة العواقب. ولم يُقبل على الاكتتاب إلاّ فقراء اليهود وأبناء الطبقة الوسطى. وقام " الصندوق الاستعماري اليهودي" بإنشاء شركات فرعية، بعضها مصرفي، مثل شركة "الأنجلو ـ الفلسطينية" (1903)؛ وبعضها لشراء وتنمية الأراضي، مثل "شركة تطوير أراضي فلسطين" Palestine Land Development Co. (1908) وعلى الرغم من تسجيلهما في لندن كذلك شركات محدودة، إلاّ أنه تم إنشاء فروع لها في بيروت والقدس ويافا والخليل وحيفا وصفد وطبرية.
أمّا "الصندوق القومي اليهودي"، فقد تخصص في تمويل شراء الأراضي من الفلسطينيين، على أن تبقي ملكاً "للشعب اليهودي"، لا يقبل التصرف. وتؤجَّر لليهود من دون سواهم، ولا يُسمح لغير اليهود بالعمل فيها. وعلى الرغم من تسجيله كشركة في لندن، إلاّ انه لم يعتمد على الأسهم، بقدر اعتماده على الجباية والتبرعات وبيع الطوابع. فكانت المحلات، التي يملكها يهود، تضع صناديق صغيرة عند مداخلها، وعليها لافتات تحث العملاء على التبرع لها. كذلك شجعت الحركة الصهيونية الأطفال والشباب على الاحتفاظ بصناديق ادخار (حصالات) خاصة، لوضع تبرعاتهم للحركة فيها. وكانوا يُمنحون شهادات تقدير، كل مرة يرسلون حصيلة هذه التبرعات التوفيرية للصندوق القومي اليهودي.
من المؤسسات المهمة كذلك "مكتب فلسطين" (The Palestine Office)، الذي تأسس عام 1908، للتنسيق بين كافة الأنشطة الصهيونية في فلسطين. وقد تولى إدارته بيروقراطي ألماني يهودي قدير، هو أرثر روبين (1876 ـ 1943). وهو الذي أوعز للصندوق القومي اليهودي والصندوق الاستعماري وشركة تطوير أراضي فلسطين، بتملك الأراضي المتجاورة، في محاور متصلة، يسهل تنميتها جماعياً من ناحية، والدفاع عنها، في المستقبل، من ناحية أخرى. وقد اختار روبين ثلاثة محاور:
الأول: المحور الساحلي، الممتد بين يافا وحيفا.
والثاني: المحور الداخلي الشمالي، بين حيفا وطبرية.
والثالث: المحور الشرقي، في حوض نهر الأردن، من طبرية إلى أعالي النهر.
وضمنت هذه الترتيبات استمرار "لا مركزية" المنظمة الصهيونية، واكتفاءها ذاتياً. وفي داخل كل بلد، كانت تنشأ جمعيات وروابط يهودية ـ صهيونية محلية، كان يتم حثها، لا إجبارها، على الانضمام، طواعية، إلى اتحاد عام يضمها جميعاً في الدولة نفسها، ما دامت قوانينها الوضعية تسمح بذلك. وسمح ذلك بنشأة اتحادات إقليمية وقومية، واتحادات قطاعية لمختلف المهن والأعمال. أي أنه، منذ البداية، روعي، في التنظيمات الصهيونية، مبدأ "التعددية". كما سُمح للأحزاب اليهودية العقائدية بالانضمام إلى المنظمة الصهيونية، أو إلى الاتحادات القائمة، أو إنشاء اتحاد خاص بها. ممَّا مكن الاشتراكيين والمتدينين اليهود المتعاطفين مع الصهيونية من تأسيس علاقات مرنة مع الحركة الصهيونية، في بلدانهم، وفي العالم. لم تعبأ الحركة الصهيونية لا بالانتماء الأيديولوجي، ولا الطبقي، ولا المهني، ولا الوطني لأي يهودي عند ضمه إلى صفوفها. يكفي أن يعلن تضامنه، أو تعاطفه، مع الهدف الصهيوني الأسمى، وهو "إنشاء وطن قومي لليهود"، وتأدية الرسم المتواضع، أي "الشاقل"، سنوياً.
كذلك كان ضمن المؤسسات المبكرة للحركة الصهيونية "الصندوق الاستعماري اليهودي" Jewish Colonial Trust عام 1899، و"الصندوق القومي اليـهودي" Jewish National Found، وهما الهيئتان الماليتان الرئيسيتان للمنظمة الصهيونية، أو التجسيد العملي لفكرة "الشركة اليهودية" التي كان هيرتزل قد اقترحها في كتابه (الدولة اليهودية). تم تسجيل الصندوق الاستعماري اليهودي في لندن، كشركة مساهمة محدودة، برأسمال معلن قدره مليونا جنيه، غُطى منه فقط حوالي الخمس (400 ألفاً) بسبب إحجام الأثرياء اليهود عن المشاركة في تلك المرحلة، التي بدا فيها المشروع الصهيوني مجرد مغامرة غير محسوبة العواقب. ولم يُقبل على الاكتتاب إلاّ فقراء اليهود وأبناء الطبقة الوسطى. وقام " الصندوق الاستعماري اليهودي" بإنشاء شركات فرعية، بعضها مصرفي، مثل شركة "الأنجلو ـ الفلسطينية" (1903)؛ وبعضها لشراء وتنمية الأراضي، مثل "شركة تطوير أراضي فلسطين" Palestine Land Development Co. (1908) وعلى الرغم من تسجيلهما في لندن كذلك شركات محدودة، إلاّ أنه تم إنشاء فروع لها في بيروت والقدس ويافا والخليل وحيفا وصفد وطبرية.
أمّا "الصندوق القومي اليهودي"، فقد تخصص في تمويل شراء الأراضي من الفلسطينيين، على أن تبقي ملكاً "للشعب اليهودي"، لا يقبل التصرف. وتؤجَّر لليهود من دون سواهم، ولا يُسمح لغير اليهود بالعمل فيها. وعلى الرغم من تسجيله كشركة في لندن، إلاّ انه لم يعتمد على الأسهم، بقدر اعتماده على الجباية والتبرعات وبيع الطوابع. فكانت المحلات، التي يملكها يهود، تضع صناديق صغيرة عند مداخلها، وعليها لافتات تحث العملاء على التبرع لها. كذلك شجعت الحركة الصهيونية الأطفال والشباب على الاحتفاظ بصناديق ادخار (حصالات) خاصة، لوضع تبرعاتهم للحركة فيها. وكانوا يُمنحون شهادات تقدير، كل مرة يرسلون حصيلة هذه التبرعات التوفيرية للصندوق القومي اليهودي.
من المؤسسات المهمة كذلك "مكتب فلسطين" (The Palestine Office)، الذي تأسس عام 1908، للتنسيق بين كافة الأنشطة الصهيونية في فلسطين. وقد تولى إدارته بيروقراطي ألماني يهودي قدير، هو أرثر روبين (1876 ـ 1943). وهو الذي أوعز للصندوق القومي اليهودي والصندوق الاستعماري وشركة تطوير أراضي فلسطين، بتملك الأراضي المتجاورة، في محاور متصلة، يسهل تنميتها جماعياً من ناحية، والدفاع عنها، في المستقبل، من ناحية أخرى. وقد اختار روبين ثلاثة محاور:
الأول: المحور الساحلي، الممتد بين يافا وحيفا.
والثاني: المحور الداخلي الشمالي، بين حيفا وطبرية.
والثالث: المحور الشرقي، في حوض نهر الأردن، من طبرية إلى أعالي النهر.