اليمن_تاريخ_وثقافة
10.7K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#السلوك_طبقات_الجُنْدي_بهاءالدين

الْمسَافَة بَينهمَا أَرْبَعُونَ فرسخا فالنسبة إِلَى مرو الشاهجان مروزي وَإِلَى مرو الروذ مروروذي لغَرَض الْفرق فَإِذا اجتمعتا قيل المروان وَذكر فِي الشّعْر كثيرا من ذَلِك قَول الأخطل حِين دخل على يزِيد بن الْمُهلب وَهُوَ فِي أسر الْحجَّاج ... أَبَا خَالِد ضَاقَتْ خُرَاسَان بعدكم ... وَقَالَ ذَوُو الْحَاجَات أَيْن يزِيد فَلَا قطرت بالمرو بعْدك قَطْرَة ... وَلَا أَخْضَر بالمروين بعْدك عود فَمَا لسرير بعد ملكك بهجة ... وَلَا لجواد بعد جودك جود ...
قَالَ ابْن خلكان كَانَ ابْن رَاهَوَيْه أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام عده الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَن روى عَن الشَّافِعِي وعده الْبَيْهَقِيّ فِي أَصْحَابه وَكَانَ قد نَاظر الشَّافِعِي ثمَّ اعْترف بفضله فنسخ كتبه وَجمع مصنفاته بِمصْر وَكَانَ من أعرف النَّاس بِالْحَدِيثِ حَتَّى قيل كَانَ يحفظ سبعين ألف حَدِيث وَمَا سمع شَيْئا قطّ إِلَّا حفظه وَلَا حفظ شَيْئا قطّ فنسيه سكن بنيسابور فِي آخر عمره فَتوفي بهَا لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ومئتين وَمِنْهُم عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر الْمَدِينِيّ وَهُوَ مَعْدُود فِي أَصْحَاب الإِمَام الشَّافِعِي كتب عَن الشَّافِعِي كتاب الرسَالَة وَحمله إِلَى عبد الرَّحْمَن بن الْمهْدي فأعجب بِهِ نرْجِع حِينَئِذٍ إِلَى ذكر عُلَمَاء الْيمن الْمَوْجُودين فِي طبقَة عبد الرَّزَّاق فَمن أهل الْجند مُحَمَّد بن خَالِد وَهُوَ أحد شُيُوخ الشَّافِعِي وروى عَنهُ مَا رَوَاهُ عَن أبان بن صَالح عَن الْحسن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يزْدَاد الْأَمر إِلَّا شدَّة وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إدبارا وَلَا النَّاس إِلَّا شحا وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس وَلَا مهْدي إِلَّا عِيسَى بن مَرْيَم قَالَ ابْن سَمُرَة روى هَذَا الْخَبَر عَن الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أحد أَصْحَابه وَلِهَذَا خرجه الْقُضَاعِي فِي كتاب الشهَاب وَكَانَ بعض الْفُقَهَاء يسْتَدلّ على أَن الشَّافِعِي دخل الْجند كَمَا دخل صنعاء بروايته عَن هَذَا مُحَمَّد بن خَالِد وَمِنْهُم يحيى بن وثاب الجندي أدْرك طَاوُوس وحَنْظَلَة وَغَيرهمَا وَمن صنعاء
عبد الله بن صَالح بن أبي غَسَّان الْكُوفِي سكن صنعاء إِلَى أَن توفّي بهَا وعد من فضلائها وَكَانَ مجيدا للْقِرَاءَة بِحرف حَمْزَة لَيْسَ بَينه وَبَينه غير رجلَيْنِ وَكَانَ يقْرَأ أَيْضا بِحرف عَاصِم وَكَانَ نَسِيج وَحده عبَادَة وفضلا وتعليما للخير خرج من صنعاء إِلَى سعوان لبَعض حَوَائِجه فرصده راصد فَإِذا بِهِ لم يتَوَضَّأ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة غير مرّة وَقت الظّهْر وَكَانَ يقرىء النَّاس سنة أَربع ومئتين وروى عَن عبد الحميد بن مَرْوَان بن سَالم عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أول مَا يجازى بِهِ العَبْد الْمُؤمن بعد مَوته أَن يغْفر لجَمِيع من شيع جنَازَته وَكَانَ يجيد الْقِرَاءَة بالطريقين الْمَذْكُورين وَمن أهل عدن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مَرْوَان الحكم بن أبان بن عَفَّان بن الحكم بن عُثْمَان الْعَدنِي أدْرك ابْن طَاوُوس بالجند فَأخذ عَنهُ وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي صفة الصفوة وَقَالَ كَانَ مشيخة يعْتَبر قَوْلهم يَقُولُونَ كَانَ الحكم بن أبان سيد أهل الْيمن وَكَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذا غَلبه النّوم ألْقى بِنَفسِهِ فِي الْبَحْر وَقَالَ أسبح لله عز وَجل مَعَ الْحيتَان وَأسْندَ عَن عِكْرِمَة وَغَيره وامتحن بِقَضَاء عدن وَكَانَ مَشْهُورا بِالْكَرمِ ومسجده الَّذِي كَانَ يقف فِيهِ من عدن هُوَ مَسْجِد أَبِيه الَّذِي يعرف عِنْد أهل عدن بِمَسْجِد أبان وَهُوَ أحد مَسَاجِد عدن الْمَشْهُورَة بِالْبركَةِ واستجابة الدُّعَاء فِي نجاح الْحَوَائِج وَبِه أَقَامَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل حِين قدم للأخذ عَن ولد هَذَا الْآتِي ذكره وَمِنْهُم أَخُوهُ المكبر بن أبان وَكَانَ حَال قدوم الإِمَام أَحْمد إِلَى عدن مَوْجُودا فَلَمَّا لم يجد إِبْرَاهِيم ابْن أَخِيه كَمَا بلغه قَالَ لهَذَا فِي سَبِيل الله الدريهمات الَّتِي أنفقناها إِلَى ابْن أَخِيك وَمِنْهُم ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن الْفَقِيه الحكم مقدم الذّكر وَهُوَ الَّذِي قدم إِلَيْهِ
الإِمَام أَحْمد على السماع فَلم يجده كَمَا قيل وَقد ذكرت ذَلِك فِيمَا مضى وَكَانَ قدومه إِلَيْهِ لبضع وَتِسْعين ومئة وَمِنْهُم مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدنِي كَانَ إِمَامًا فَاضلا كثير الْحَج حج سِتِّينَ حجَّة مَاشِيا على قَدَمَيْهِ أَخذ عَنهُ مُسلم بن الْحجَّاج وَالتِّرْمِذِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَخرج عَنهُ مُسلم عدَّة أَحَادِيث فِي صَحِيحه وَهُوَ أجل شُيُوخ الْمفضل الجندي الْآتِي ذكره مَعَ جمع من الْيمن وَغَيرهم وَهَذَا ذكر من عرض ذكره مَعَ هَذَا الْفَقِيه أَوَّلهمْ مُسلم فَهُوَ مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي كَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث شَيْخه البُخَارِيّ وَلم يثبت مَعَه فِي المحنة غَيره توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ومئتين وَقد بلغ عمره خمْسا وَخمسين سنة وَأما التِّرْمِذِيّ فَكَانَت وَفَاته برجب سنة سبع وَسبعين ومئتين وَقيل سنة خمس وَسبعين ومئتين وَلم يذكر الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق غَيره وَالدَّارَقُطْنِيّ بِبَغْدَاد توفّي بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ ومئتين ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِنْهُم أَيمن بن نابل عده الْحَاكِم فِي أهل الْيمن سكن مَكَّة وَأدْركَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد أحد فُقَهَاء الْإِسْلَام السَّبْعَة الَّذين يَقُول فيهم
.. أَلا كل من لَا يَقْتَدِي بأئمة ..
78
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت

وفيه آل أحمد بن عليّ من قبائل الجعدة (١) ، ويقال للجعدة : مرّة ، إمّا نسبة إلى مرّة بن زيد بن مالك بن حمير ـ وهو كما سبق جدّ قضاعة ـ وإمّا إلى أحد من ذرّيّة قضاعة ، يقال له : مرّة.
وقيل : إنّهم من مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عمرو بن زيد بن كهلان ، ومرّة هذا أخو الأشعر وطيّء ومذحج ، وهو جدّ كندة الثّالث ؛ لأنّ كندة هو كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد.
وفي الجزء الأوّل من «الإكليل» للهمدانيّ [٢٠٣ ـ ٢٠٤] : (أنّ مرّة بن حمير بطن ؛ منهم : ربيعة ذو مرحب بن معدي كرب بن النّعمان ، القيل بحضرموت ، وهو الّذي أنجد الحارث بن معاوية بن مالك بن معاوية بن عوف بن حريم الجعفيّ ـ الملقّب بالأسعر ـ على قتله أبيه ، وأعطاه فرسا من رباطه يقال له : المعلّى ، وراشه بالجند والسّلاح ، وله خبر طويل.
قال أبو نصر : فأولد ربيعة ذو مرحب بن معدي كرب بن النّضر حليلا وذا المسوح.
وقال غيره من علماء اليمن : أولد مرّة بن حمير عمرا وربيعة ، فأولد ربيعة الأحول وذا المسوح. والكلبيّون وأهل المسجل يقولون : إنّه مسروح.
وأولد عمرو بن مرّة قبائل بحضرموت ، منها دخلت في مهرة بن حيدان ، ومنهم العجلان ، وإليه تنسب العجلانيّة بحضرموت : ذو أصبح ، وذو النّعرين) اه
وهم (٢) قبائل كثيرة ؛ منهم : آل هلابي ، وآل غانم ، والمراضيح (٣) ، وآل شملان ، وآل لجذم ، والرّوامضة ، وآل الشّيبة ، وآل عامر بن عليّ ، وآل سليمان بن عليّ ، وآل أحمد بن عليّ.
______
(١) مفردهم : جعيدي ، وهم كثرة في حضرموت والمهاجر.
(٢) أي : الجعدة.
(٣) الواحد منهم يقال له : بن مرضاح
والصّقرة (١) ، ومساكنهم : نفحون ، والسّيلة ، والجدفرة ، وسراواه ، وحدّ عنق ، والبطيخ ، والنعير ، وتبرعة ، وعمد ونواحيها.
ومن أعمال وادي عمد : حريضة (٢).
قال الحبيب أحمد بن حسن العطّاس في «سفينته» : (قال الطّيّب بامخرمة في كتابه «نسبة البلدان» : سمّيت حريضة باسم قبيلة من حمير ، ويسكنها السّكون من كندة) اه
ولعلّ هذا النقل عن الطّيّب من غير مادة حريضة ؛ أمّا فيها .. فلم يزد على قوله : (حريضة بالكسر ، كضدّ الجبر ، أسفل من وادي عمد ، مقابلة لعندل) اه (٣)
وقوله : (بالكسر) يعني الصّقع الآتي ذكره ، وفيه تسامح ؛ لأنّ الأكثر عدّ حريضة في عمد لا في الكسر.
وقد فهم بعضهم من قوله : (بالكسر) أنّه يريد كسر الحاء من حريضة ، وليس كذلك.
ومن كتاب باشكيل : (أنّ آل عليّ بن سالم آل حريضة من بني يزيد بن معاوية بن كندة).
وقال بعضهم : إنّ حريضة مصحّفة عن قريضة ، ودلّل على ذلك بأنّها كانت مسكن اليهود قبل البعثة بأربع مئة سنة.
______
(١) ويقال لهم : آل باصقر ، ويقال : إنّهم ليسوا من بني مرّة ، وإنما هم من السّموح من سيبان ، والله أعلم.
(٢) حريضة : بضمّ ففتح ، مدينة ومركز إداري جنوب غرب شبام ، أسفل وادي عمد ، وهي عاصمة مديريّة دوعن. ومن قرى وادي حريضة : الهجرين ، عندل ، نفحون ، المنيظرة ، شرج آل علي بن سالم من كندة. وتوجد شمال حريضة خوّة أسطوانيّة الشّكل ، يقال لها : بئر غمدان ، ينزل فيها بدرج طويلة ، كل درجة بقامة إنسان. وممّن ينسب إلى حريضة : الفقيه يعقوب بن صالح الحريضي ، كان من أعيان الشّحر في القرن العاشر ، وهو أحد الشّهداء السّبعة الّذين قتلوا في حادثة غزو البرتغال للشّحر سنة (٩٢٩ ه‍).
(٣) نسبة البلدان (خ ٨٩ ـ ٩٠).
ومن «دشتة» وجدت بزاهر باقيس : (وحريضة كانت تسمّى قريضة ، ترد إليها القوافل من صنعاء ومأرب ، وكانت بها أسواق ، وهي من بلاد عاد القديمة).
وفي بعض مذكّرات الحبيب أحمد بن حسن العطّاس : (أنّ حريضة كانت ذات جاهليّة صمّاء ، وطاغوتيّة عمياء ، وكانت لليهود قبل النّبوّة ، فأسلموا بكتابه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ ارتدّوا إلى اليهوديّة ، وبقوا عليها إلى زمان المهاجر أحمد بن عيسى ، فأسلموا على يده وحسن إسلامهم ، وإنّما بقيت لهم نزغات يحييها الجهل ويطفئها العلم) (١). نقله العلّامة السّيّد عليّ بن حسن العطّاس ، والشّيخ محمّد بن أحمد بامشموس ، من «مناقب الحبيب عمر بن عبد الرّحمن العطّاس».
وجاء في كلام الحبيب عمر بن حسن الحدّاد : (أنّ الحبيب عمر العطّاس كان كآبائه في النّسك ، فأشار عليه شيخه الحبيب حسين ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم أن يرحل إلى حريضة ليعلّم أهلها (٢) ؛ علّهم يفيقون ممّا هم عليه من الجهل والغلظة ، وقال له : لو أعلم أحدا أجفى منهم .. لبعثتك إليهم ، فسار إلى هناك ، وألفاهم على جاهليّة جهلاء ، يبيتون مختلطين رجالا ونساء على ما يسمّونه الظّاهري (٣) ، فلم يسعه إلّا أن دخل فيهم ، وجعل يلقي عليهم الأراجيز في ألعابهم ، ثمّ أشار عليهم بعزل النّساء عن الرّجال ، وما زال يتدرّج في نصحهم وإرشادهم ـ كمؤمن آل فرعون في ترتيب دعوته لقومه ـ حتّى انكفّوا عن العادات السّيّئة ، وأقبلوا على الدّين والصّلاة بفضل هذه السّياسة والرّفق) اه بمعناه
وقد تكرّر هذا في كلام الحبيب عمر بن حسن الحدّاد ، ولاحظ عليه سيّدي أحمد بن حسن العطّاس : أنّ الحبيب عمر بن عبد الرّحمن لا يقول الشّعر .. فلعلّه الحبيب عليّ بن حسن ؛ لأنّه الشّاعر الّذي لا يدافع ، ولكنّه لا يمكن أن يكون
______
(١) نزغات : وسوسات وتحريك للإفساد بين النّاس.
(٢) مولده باللسك سنة (٩٩٢ ه‍) ، سنة توفّي الشّيخ أبو بكر بن سالم ، وهي قريبة من عينات. ولا زال بيته بها معلوما.
(٣) الظّاهريّ : رقصة كان يفعلها البادية ، تضرب فيها الهواجر ـ جمع هاجر ـ وهي الطّبول الكبيرة ، ويرقص على دقّاتها الرّجال والنّساء ، وهي من الألعاب الّتي يولع بها البدو ، ومثلها : الشرح.
284
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#العقود_اللؤلؤية_الدولة_الرسولية

لا يستريح ولا يفضي بهِ سفرُ ... ما سار آل رسول الله في اليسير وعزمةٍ كل حدٍّ من صرامتها ... أمضى من الموت أو أمضى من القدر لو أن هيبتهُ أو بعض هيبته ... تلقى على الفلك الدوار لم يدر أحيي التتابع والأّدواء فاشتملت ... بالعدل دولة قحطان على مضر وجال في الأرض حتى قال ساكنها ... هذا خليفة ذي القرنين والخضر إن الخلافة قد آمت وقد فنيت ... عنها ملوك بني العباس والتتر وان طلبت مطاراً للتي عضلت ... فقد وجدت جناحاً طائراً فطر هذا قميصك إما قُدَّ من قُبُلٍ ... كابن النبي وأما قدَّ من دبر فانهض لعذرتها وأعلم بأنك أن ... أهملتها كانت الاحدى من الكبر وما أظن قناة الدهر أن عجمت ... بطاعن لي بها تخلو عن الخور يهني دقينة أن الله عوَّضها ... من الدآدي ببيض البيض والغرر غر الجحافل حصناها وما علموا ... أن الزجاجة لا تقوى على الحجر أَرسلت صاعقة في غيم بارقةٍ ... تردي وتبرق في رعدٍ بلا مطر فسلموا الخيل واعتاضوا بها حمراً ... فاعجب على حمر منهم على حمر أعميتهم فتمنوا انهم خلصُوا ... عور العين ومن للعمي بالعور جاءوُك يا شمس إرسالاً وقد بذلوا ... لك الحكومة في الأنثى وفي الذكر اسمع بقيت مصاناً عن منافسة ... الأَغيار في الملك محروساً من الغير أني امرؤُ في فمي ماءُ وفي كبدي ... جراحه من أمير غير مؤْتمر قد ذُقت من غصص الدنيا وفجعهتا ... ما كان منهُ جميل الصبر كالصبر أن جرجر العود فانظر ما بغاربه ... فانه أن رغا يرغوا من الدبر وانظر إليَّ بعينٍ منك راحمةٍ ... لا تقصدن غير وجه الله في النظر والبس من الحبر الموشى مذهبةً ... ينسيك مذهبها موشيةً الحبر وفي هذه السنة المذكورة توفي الشيخ الصالح العارف بالله أبو الحسن أحمد ابن
علوان الصوفي صاحب يفرس قرية من نواحي جبا. وكان مولده في قرية عقاقه بضم العين المهملة وألف بين قافين وآخر الاسم هاءُ وهي قرية من قرى جبل صبر معروفة ونشأَ في قرية تعرف بذي الجنان من جبل ذخر ولم يزل على ترفة ورعونة على ما جرت عليه عادة أولاد الكتاب لان والده كان كاتباً للملك المسعود بن الملك الكامل. ثم شب شباباً حسناً فكان قارئاً كاتباً عارفاً بالنحو فاضلاً في اللغة والكتابة وشعره وكلامه في التصوف دليل على ذلك. وذكر بعض نقلة أحباره أنه دعتهُ نفسه وهو شاب إلى قصد باب السلطان والتعرض للخدمة وخرج من قرية ذي الجنان وسار نحو باب السلطان فبينما هو سائر في أثناء الطريق إذ بطائر اخضر قد وقع على كتفه ومد منقاره إلى فيه ففتح فصبَّ فيه الطائر شيئاً فابتلعه الشيخ ثم عاد من قوره إلى بلده فلزم الخلوة أربعين يوماً فلما كان يوم الحادي والأربعين خرج من المعبد وقعد على صخرة يتعبد فانقلبت الصخرة عن كف فقيل له صافح الكف فقال ومن أنت فقال أبو بكر فصافحه فقال له قد نصبتك شيخاً والى ذلك أشار في شيء من كلامه الذي يخاطب به أصحابه حيث يقول وسيحكم أبو بكر الصديق ثم التقى له الحب في قلوب الناس والوجامة وظهرت لم كرامات كثيرة وتحكم لهُ جمع كثير ثم ارتحل إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل فاخذ عنهُ اليد أيضاً والبسه الخرقة الشريفة وكان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم. وكان يقول شعراً حسناً ومن شعرهِ من قصيدةٍ طويلة يحث فيها السلطان على العدل وحسن السيرة هذا: يا ثالث العمرين افعل كفعلهما ... وليتفق فيه منك السر والعلن واستبد عدلاً يقول الناظرون له ... نعم المليك ونعم البلدة اليمن عار عليك قصورات مشيدة ... وللرعية دور كلها دمن وصنف كتاباً في الوعظ نحى فينه منحنى ابن الجوزي فلذلك يقال له جوزي اليمن وله في التصوف فصول كثيرة يتكلم فيها على لغات شتى وقيل لبعض العارفين من أين كان الشيخ يعرف تلك اللغات وهو عربي ولم يعرف له خروج عن
بلده فقال كانت روح الشيخ أحمد مهبطاً لأولياء الله ولهم لغات كثرة يتكلمون بها على لسان الشيخ فينطق بها ما يقولون. وكان الشيخ أشوق إلى كلامه من سامعيه. وكان متى علم أن في السامعين لكلامه من لا يفهمه قال معرضاً به يا واقفاً في الماء وهو عطشان. وفي آخر الأمر تأهل بامرأَة من أهل يفرس فسكن معها وترك قريته ذا الجنان ولم يزل بها حتى توفي ليلة العشرين من شهر رجب من السنة المذكورة ودفن على باب المسجد وهو القبر الملتصق بالمسجد على يسار الداخل إليه وكان له ولد يسكن ذا الجنان وكان على طريق مرضي إلى أن توفي عشرة شهر شوال من سنة خمس وسبعمائة رحمه الله تعالى. وفي هذه أسنة أيضاً توفي افقه الإمام العالم البارع أبو عبد الله بن أبي بكر بن الحسين بن عبد الله الزوقري الركبي المعروف بابن الحطاب لان أباه كان يسكن قرية النويدرة التي هي على باب سهام من مدينة زبيد وكان يبيع الحطب فيها. وكان ميلاد الفقيه في آخر المائة السادسة وتفقه بالفقيه علي بن قاسم الحكمي واطلع على علوم شتى وكان فقيهاً باراً أصولياً فرعياً فرضياً حسبانياً مفسراً مقرئاً يقرأ القراءات السبع وكان يقول أنا ابن عشرين ليس لي مناظر في شيء منها. ويرى أن بعض الأكابر من أهل زبيد عمل وليمة وطلب أكابر الفقهاء فحضروا وحضر من جملتهم الفقيه علي ابن قاسم وتأخر ابن الحطاب المذكور وطال بطؤُه عن حضور الجماعة ثم وصل بعد ذلك والناس جميعهم في انتظاره فأقبل ييمس عليه ثياب مرتفعة فقصد المجلس غير محتفل بأحد فقال شيخه علي بن قاسم ما هذا العجب مع هذا الصبي فنقل إليه المجلس ما قاله الفقيه. فقال متمثلاً يقول أبي الطيب: أن اكن معجباً فعجب عجيب ... لم يجد فوق نفسه من مزيد ثم قال وكيف لا اعجب وأنا ابن عشرين لا أجد من يناظرني في شيء منها فنقل الكلام إلى الفقيه علي بن قاسم فقال شغله الله فكان من أمره ما كان. ولما تفقه ابن الحطاب وبرع على أهل عصره انتقل من قرية النويدرة إلى مدينة زبيد
129
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
3⃣
عصر الدولة الحميرية

هذا وقد اعتبر "بليني" الحميريين من أكثر الشعوب عددًا، وأن عاصمتهم هي مدينة "سيفار "Sapphar" أي ظفار"، وقد جاءت في التوراة تحت اسم "سفار"، وهي مدينة في الداخل، على مبعدة مائة ميل إلى الشمال الشرقي من "المخا" وعلى الطريق إلى صنعاء، وقد احتلت في تلك الفترة مكانة "مأرب" عاصمة سبأ، و"قرناو" عاصمة معين، ولا تزال آثارها ماثلة للعيان على قمة تل مستدير بجوار بلدة "يرم" الحديثة
وهذا وقد عرف الحميريون عند الأحباش باسم Hemet، كما أشار "بليني" إلى مدينة دعاها "مسلة Mesaia"- والتي رأى فيها "جلازر" المشالحة الحالية إلى الشرق من "مخا" -بينما ذهب "سبرنجر" على أنها "مأسل الجمع"، وأن المقصود بـ "Homeritae" هنا، جماعة أخرى دعاهم "Nomeritae" وأن التحريف إنما جاء من النساخ.
ويذهب صاحب كتاب "الطواف حول البحر الأرتيري" إلى أن الحميريين إنما كانوا يحكمون منطقة واسعة تمتد من ساحل البحر الأحمر وساحل المحيط حتى حضرموت، فضلا عن ساحل "عزانيا" الأفريقي، وأن ملكهم، كان يسمى "كرب إيل" وأن ظفار كانت عاصمة لهم ، وأن اسمهم قد جاء في ألقاب "عيزانا" ملك أكسوم، حيث نقرأ في لقبه "ملك أكسوم وحمير وريدان وحبشة والسبئيين وصلح وتهامة"، ومن الغريب أن الكتاب المسيحيين والبيزنطيين إنما عدوهم من القبائل الحبشية.
وقد شغل الحميريون في الكتب العربية صفحات، ربما كانت أكثر مما شغلته بقية دول العربية الجنوبية مجتمعة، وقد نسبوهم إلى "زيد" الذي لقبوه "حمير" ثم جعلوه ابنا لسبأ، فهو -فيما يزعمون- "حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"، وأنه أول من توج بالذهب، وقد ورث أباه في عرشه- ولمدة خمسين عامًا على رأي، وخمسة وثمانين على رأي أخر- وأنه في أثناء ذلك مد حكمه إلى حدود الصين، كما أخرج ثمودًا من اليمن إلى الحجاز، وأنه عاصر الخليل عليه السلام "أو على الأقل هو في درجته من النسب"، ومن ثم فهو الذي سير جرهما إلى الحرم وأرض الحجاز، حيث التقوا بهاجر وولدها إسماعيل الذي تزوج منهم، وهكذا ذهب بعض الإخباريين إلى أنه إنما كان قبل عاد وثمود بدهور طويلة، فضلا عن أنه هو الذي بنى سد مأرب، أو أكمله بعد أبيه سبأ، ثم مات بعد عمر طال إلى ثلاثة قرون كاملة، تاركًا وراءه بنين كثيرين، وإن رأى البعض أنهم ستة تفرعت منهم قبائل حمير، والتي لم يربط الود بينها، بقدر ما دقت طبول الحرب، ويضيف البعض إلى ذلك، أنه لما مات وثب أخوه "كهلان" على الملك فاغتصبه، ولكن أبناء حمير سرعان ما استردوه، ومن ثم فقد بقيت "كهلان" على الحدود، فيما يلي الصحراء.
وأما لماذا سمي باسمه هذا؟ فالجواب عند بعض الأخباريين، لأنه كان يلبس حلة حمراء، وإن وقف البعض الآخر موقفًا محايدًا إزاء هذه التفسيرات، فرأى أن هذه الأسماء مثل حمير -وكذا اسمه الآخر العرنج أو العرنجج- لا نقف لها على اشتقاق، لأنها قد بعدت قدم العهد بمن كان يعرفها.
وبدهي أن هذه الروايات لا شك أن الكثير منها، إنما هو أقرب إلى الأساطير منه إلى حقائق التاريخ، وأن حمير -إن كان هناك من يدعى حمير- لم يمد حدوده إلى الصين؛ ذلك لأن التاريخ لا يعرف أن العرب قد وصلوا إلى تلك البلاد غزاة فاتحين، طوال تلك العصور الغابرة، وإني لأظن -وليس كل الظن إثمًا- أن هؤلاء الكتاب الإخباريين إنما كانوا متأثرين بالفتوحات الإسلامية في تلك المناطق، فخيل إليهم أن للأمر سوابق
خلت، فإذا كان ذلك كذلك، فتلك مأساة، إذ يصبح الإخباريون بعيدين عن تلك الروح التي تمت بها الفتوح الإسلامية، والتي لم ولن يعرف التاريخ لها مثيلا، وذلك حين خرج المسلمون من بلاد العرب ينشرون التوحيد والهداية والنور في جميع أنحاء الدنيا، لا يبغون من وراء ذلك بلادًا يستعمرونها، أو إمبراطورية يتربعون على عرشها، أو أسلابا يغنمونها، وإنما كانوا يبغون أولًا وأخيرًا، وجه الله، وهداية الناس -كل الناس- إلى الإسلام، دين الله الحنيف.
والأمر كذلك بالنسبة إلى إخراج ثمود من اليمن إلى الحجاز؛ ذلك لأن الثموديين -كما تدل آثارهم- إنما كانوا أصلا من شمال بلاد العرب، وليس من جنوبها، وقد انتشرت آثارهم في مناطق واسعة، امتدت من الجوف شمالا، إلى الطائف جنوبًا، ومن الأحساء شرقًا، إلى يثرب فأرض مدين غربًا، وفي المسالك المؤدية إلى العقبة والأردن وسورية، ولعل في هذا تفسيرًا لذكر القرآن الكريم لهم دون غيرهم من شعوب بلاد العرب، ممن هم كانوا أكثر منهم شهرة في مجال التجارة أو المدنية أو القوة، كالديدانيين والأنباط واللحيانيين، فضلا عن العظة من قصة النبي الكريم سيدنا صالح عليه السلام، هذا إلى أن الثموديين إنما كانوا يقيمون في شمال بلاد العرب في القرن الثامن ق. م، كما تدلنا على ذلك النصوص الآشورية، بينما نحن الآن نتحدث عن حمير في فترة تقرب من الميلاد بقليل أو كثير، وأما أنه كان في عصر إبراهيم عليه السلام، فتلك مبالغة، بخاصة إذا ما علمنا أن الخليل كان يعيش في الفترة "1940-1765ق. م"، والأمر كذلك بالنسبة لمن جعلوه قبل عاد وثمود، وكذا بالنسبة إلى الفترة التي عاشها في هذه الدنيا.
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى لقب "تبع" -وجمعه التبابعة- والذي ظهر في تلك الفترة، من تاريخ اليمن القديم، وهو لقب مجهول الأصل كان يطلق على الملوك، ومن ثم فقد أصبح المؤرخون والمفسرون في حيرة من تفسير المراد به، فهناك من يرى أن الملوك قد سموا به لأنهم إنما كانوا يتبعون بعضهم البعض الآخر في الملك وفي السيرة، وهناك من يرى أن "التبع" ملك يتبعه قومه ويسيرون تبعًا له، أو لكثرة أتباعه أو من التتابع، ولست أظن أنهم كانوا في ذلك يختلفون عن غيرهم من الملوك، فالملكية بطبيعتها نظام وراثي، ثم إن الملك إنما يتبعه قومه، لأنه صاحب الأمر فيهم، كما أن أتباعه لا بد وأن يكونوا من الكثرة بحيث يكونون ممكلة.
وهناك من يفرق بين لقب "تبع" ولقب "ملك"، فذهب إلى أن اللقب الأول لا يلقب به إلا من يملك اليمن والشحر وحضرموت، وقيل حتى يتبعهم "بنو جشم بن عبد شمس"، فإن لم يكن كذلك فهو ملك، وليس تبعًا، وأن أول من حمل لقب "تبع" إنما كان "الحارث بن ذى شم" "الرائش"، وأن هذا اللقب قد استمر حتى زال سلطانهم حين استولت الحبشة على اليمن، ولعلهم في هذا إنما يقصدون أن لقب "تبع" إنما هو أعظم من لقب "ملك"، ومن ثم فإنهم في هذا لم يجانبوا الصواب كثيرًا بالنسبة إلى تاريخ اليمن، فلقد رأينا من قبل -كما في أربع وسمعاي وغيرهما- كثيرًا من مشايخ القبائل والمشيخات الصغيرة، الذين انتحلوا لقب "ملك"، دون أن يكون لديهم شيئًا من مقومات الملكية المعروفة.
على أن أسوأ ما في الأمر، مبالغة الأخباريين فيمن أرسلهم الله، سبحانه وتعالى، من المصطفين الأخيار للتبابعة، فيذهب البعض منهم إلى أنهم كانوا اثني عشر ألف نبي، وإن تواضع البعض، فجعلهم ثلاثة عشر نبيًّا، وأن واحدًا من التبابعة قد صنع "الماذيات" من الحديد، قيل إن الحديد إنما قد سخر له، شأنه في ذلك شأن داود عليه السلام.
هذا وقد تحدث القرآن الكريم عن التبابعة، فقال سبحانه وتعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} ، وقال: {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ} ،