اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
348 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
"7" تقول سموها اسم جميل "سيدتنا" وكانوا يطلقونه على المربي أو الاستاذ والمعلم، لكن هذا الاسم لم يمنحها الراحة بل "الكنن قبالها" أي التعب والهوان أمامها.
"8" العرائف: اسم لبعض الحرس الإمامي في ذلك الحين.
"9" العيسة: أي اللقمة الجيدة، والحثاور: الفتات من الخبز .
"10" الجحين: خبز من الذرة الحمراء، وهو قاسٍ وصعب المضع، إلاّ أن طعمه جنان!
"11" الشجني: الغصن.
"12" النيني: الطفل الرضيع.
"13" عادْ به: بمعنى، وأيضًا هناك، أي في قصر الإمام، أحمى من الشزيرة: أي أشد حرارة من وضع الشزيرة - وهي الإبرة الكبيرة - في الجسم.
"14" تقول العجوز - الست الكبيرة، والظاهر أنها زوجة الإمام أحمد أو أُمه - تقول للشهارية: إذا لم يقرأ الأطفال فقومي وصبني "القمصان" الملابس أي غسليها. والحوية: هي حوش المنزل، أو خيطي إذا لم يوجد غسيل، مع انها مدرسة ومربية!!
"15" تقطف القات وتنظفه وتضعه في فم السيدة الكبيرة!
"16" رزحيني: أي اسنديني بالوسائد.
"17" تأمرها أن لا تترك بنتها خاصة مع وقت صلاة المغرب، وهو وقت دخول الليل.
"18" البرقاط هو الكلام المؤلم، أي لا تجرحي بنتي بكلامكِ .
"19" الداوي هو الضجيج أو الكلام بدون فائدة. والحزاوي معروفة.
"20" غاوي: أي صغير لا يعقل.
"21" أراشي: الترجي والتذلل.
"22" قفايا: أي في خلفي من دون علمي.
"23" يمين طارف: يعني يمين مقطوعة أو قريبا من هذا، والسلايف تطلق على الأقارب من النساء وبالأخص زوجات الإخوة.
"24" الزنة: الثوب، التمخة: قماش رديء أسود
"25" دكمه: قماش رديء أسود كذلك، بشمق: حذاء من صنع اليهود يطلق عليها البشمق.
"26" الكركار: هو الضحك.
"27" البهرة هي النظرات بحدة تهديدًا.
"28" البلزقي: هو سوار الأيادي للمراة، و الأخراص معروفة.
"29" قب ريقه: اصبح ريقه مُرًا.
منقووول
من روائع التراث
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
البن اليمني .. ذاكرة تاريخ ووحدة وطن !

علي الشراعي

مما لا شك فيه أن ازدهار زراعة وتجارة البن قد انعكست على العديد من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية بل وحتى الاجتماعية والثقافية في اليمن ومن ناحية أخرى دخل البن في التجارة العالمية
وتنافس العديد من الدول الاوروبية بشركاتها للاستحواذ على تجارته كما أن تجارة البن اليمني ساعدت على النطاق العالمي أن تكون  اليمن محط أنظار قوى استعمارية متعددة  فالبن لم يكن محصولا نقديا فقط بل كان رمزية وطنية في احداث تاريخ اليمن الحديث .

تاريخ وثيق
هناك ارتباط تاريخي وثيق بين اليمن والبن  وقد مرت تجارة البن منذ اكتشافه عام  1450م تقريبا الى منتصف العقد الثاني من القرن العشرين بمراحل مختلفة من حيث الازدهار والتأثر والتأثير على مجرى الحياة السياسية والاقتصادية في اليمن , ويرجع لليمن فضل تسميته العلمية بالبن العربي واكتشافه بتغيير طريقة استعماله من المضغ إلى شراب منقوعة بعد التقشير والتحميص والغلي في الماء  ثم فضل زراعته كمحصول بستاني والعناية به وانتشر في بقية أنحاء العالم العربي ثم في أوروبا وآسيا وأمريكا, وقد تعدد الروايات عن طريقة دخول البن وزراعته إلى اليمن ولكنها تتفق على أن موطن البن هو الحبشة (إثيوبيا) أما متى نقل إلى اليمن فأمر يصعب الجزم به فيرى البعض أنه نقل إلى اليمن في حوالى عام 575م على أن هناك من يتحدث انه نقل مع المتصوفة ما بين القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين وكانوا يتخذون منه شرابا يساعدهم على السهر والذكر ثم شاعت زراعته بعد ذلك في القرن السادس عشر .
وكانت اليمن مصدر البن الوحيد في العالم حتى نهاية القرن السابع عشر . وقد احتكر اليمن تجارة البن ونتيجة لازدياد الطلب العالمي على السيطرة على تجارة البن بين كل من الأوروبيين والأمريكيين وغيرهما في القرن الثامن عشر الميلادي خاصة بين أمريكا وبريطانيا وكان للأمريكيين فيه نصيب الأسد , ويظهر إعجاز المزارع اليمني جليا في زراعته لأشجار البن في المدرجات بأسلوب هندسي بارع وتمكنه من المحافظة عليها وعلى إنتاجية الأشجار لمئات السنين وقد وردت إشارة إلى ذلك في كتابات  نيبور عن اليمن عام 1763م ( كان البن يحتل المرتبة الأولى على رأس المحاصيل الزراعية في اليمن وكان يشغل معظم الأراضي الخصبة في المرتفعات الجبلية الممتدة في وسط اليمن من الشمال إلى الجنوب وأن زراعته تكثر أيضا في بلاد حاشد وبكيل وقعطبة ويافع ولكن أفضله كان يزرع في مناطق العدين وكسمة والجبين وكان بُن العدين أجود أنواع البن في اليمن وكانت أشجار البن تزرع في مدرجات تمتد حتى قمم الجبال ) ولم تكن تلك كل المناطق فقط التي كانت تزرع البن بل هناك العديد لم يذكرها نيبور ولم يزرها .فإن حب اليمنيين للبن جعلهم يزرعونه حتى في حدائق المنازل وقد لاحظ الطبيب الفرنسي الذي زار الإمام المهدي محمد بن أحمد بن الحسن في المواهب عام 1712م حب ذلك الإمام للبن لذلك قام بزراعة البن في بساتينه بالقرب من حصنه في المواهب .
حيث ساهم المناخ الممتاز في احتلال البن اليمني مكانة فريدة في السوق العالمي لما يتميز به من نوعية ممتازة وخاصة في الطعم والنكهة واشتهر بالاسم التجاري بن المخا ( موكا ) نسبة لميناء المخا الذي كان البن يصدر عن طريقه للعالم .
فيعود لليمن فضل اكتشاف بذرة البن واتخاذها شرابا انتشر سريعا بين الناس في أرجاء المعمورة وعلى الرغم من أن تجارة البن في مستهل أمرها كانت حكرا على اليمنيين ومن ثم التجار المسلمين إلا أنها ما لبثت أن خرجت من أيديهم خاصة بعد استزراع الاوروبيين لنبتة البن خارج اليمن فغدا الإنتاج اليمني لا يشكل حجما يذكر من الإنتاج العالمي وعلى الرغم من ذلك ظل البن اليمني مطلبا لجودته وندرته .
فالقهوة كانت معروفة ومتداولة بين أهالي مكة المكرمة عام 917هجرية الموافق 1511م ولعل هيمنة العثمانيين على معظم البلاد العربية بما فيها اليمن قد ساعد على انتشار القهوة وازدهار تجارة البن بين ولايات الدولة العثمانية كما ان اتصال العثمانيين بالدول الاوروبية سنحت لهذه السلعة أن تجد اسواقا جديدة في القارة الاوروبية ففي عام 1808م حملت السفن الأمريكية  أكثر من (532000) رطل من البن أي بما يعادل 240 طنا تقريبا كما حملت السفن الأمريكية والأوروبية في العام التالي 20  مليون رطل أي ما يعادل تسعة آلاف طن من بن المخا كان معظمه من نصيب أمريكا .

وحدة وطن
يعد التاريخ الاقتصادي أحد العناصر المكونة  للتاريخ العام إن لم يكن أهم تلك العناصر على الإطلاق إذ يمثل المرآة الحقيقية التي تعكس الأوضاع السياسية والاقتصادية لأي أمة من الأمم وان الانعكاس الأهم الناجم عن ازدهار تجارة وزراعة البن على العثمانيين  خلال سيطرتهم الاولى على اليمن (1538- 1635م) ولم يتوقف استغلال العثمانيين للبن عن طريق فرض الرسوم الجمركية على تجارته وأخذ العشور من المزارعين فحسب ولكنهم كانوا يتاجرون به ايضا فقد كان التجار العثمانيون ينتشرون في كافة الاسواق
والموانئ اليمنية التي تتعامل في تجارة البن وبالذات مينائي المخا واللحية فقد حاول العثمانيون الاحتفاظ  بميناء المخا حتى أخر لحظة في تاريخ بقاؤهم في اليمن والذي مكن مردود البن حصول اليمنيين على الأموال اللازمة  لمقاومة العثمانيين وشراء الأسلحة مما أدى في النهاية إلى إخراج العثمانيين من اليمن عام 1635م . فالبن قد دعم ميزانية الدولة والتي استخدمت تلك الأموال في تكوين جيش كبير وقوي مكنها من فرض سيطرتها على جميع المناطق اليمنية مكونا بذلك أول دولة يمنية موحدة تحت راية حكومة مركزية واحدة الأمر الذي ساعد اليمن على إقامة علاقات سياسية وطيدة مع بلدان كثيرة منها الهند والحبشة وغيرهما وتعد عملية توحيد اليمن هي أهم النتائج السياسية التي ترتبت على وجود اقتصاد قوى ناتج من توفر كميات كبيرة من النقود حصلت عليها اليمن من زراعة وتجارة البن بدرجة أساسية .

علاقات دولية
 كان عهد الإمام إسماعيل بن القاسم دون سائر الائمة عهد استقرار سياسي (1644- 1676م) وقد انعكس هذا الاستقرار النسبي إيجابيا على تجارة البن حيث نجد أن إمبراطور الحبشة فاسيليدس( 1632- 1667م) يراسل الإمام إسماعيل مقترحا تبادل البضائع مباشرة بين اليمن والحبشة  ولم تجد محاولات إمبراطور الحبشة صدى إيجابيا لدى الإمام إسماعيل الذي كان لا يريد منافسة للبن اليمني في موانئه, كذلك ارتبط اليمن ببعض العلاقات التجارية مع سلاطين الدولة المغولية في الهند بعهد السلطان شاهجهان (1627- 1665م) حيث كانت التجارة منتظمة بين اليمن والهند وكان البن من اهم صادرات اليمن . ومن جهة أخرى انعكست علاقة الإمام إسماعيل الودية مع الشاه عباس الصفوي الثاني (1642- 1667م) على التجارة بين البلدين لدرجة أن الشاه عباس الثاني أخذ يحث الإمام إسماعيل على مهاجمة سلطان اليعاربة  في عًمان لأن العمانيين كانوا يشكلون منافسا قويا للتجارة الفارسية في اليمن والبحر الأحمر فقد كان التجار العمانيون كثيري النشاط في الموانئ اليمنية وخاصة ميناء المخا حيث كانت سفنهم تنقل البن إلى موانئ عُمان وجدة .
ورغم ذلك فقد كانت تجارة البحر الأحمر  وعلى وجه الخصوص التجارة في السواحل اليمنية لم تكن آمنة تماما على الرغم من الاستقرار النسبي الذي كانت تنعم به اليمن إذ إن قراصنة السفن الاوروبية وغيرهم كانوا يحاصرون الموانئ ويهاجمون السفن الداخلة إليها أو الخارجة منها ينهبون بضائعها ويقتلون بحاراتها وقد يتعدى الأمر إلى مهاجمة الموانئ اليمنية نفسها الأمر الذي يدفع حكام هذه الموانئ إلى التعامل معهم إما بالقتال أو الاتفاق على مصالح مشتركة .

شركات اوروبية
لقد انتشر شرب القهوة في اوروبا انتشارا سريعا منذ حوالي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي فأصبحت الاسواق الاوروبية بقوتها الشرائية تبعا لذلك سوقا مهمة للبن اليمني فكان من الطبيعي أن تزدهر تجارة البن اليمني وان تجني اليمن ارباحا طائلة من وراء هذه التجارة باعتبار اليمن هي المصدر الوحيد في تلك المرحلة للبن ولم يكن الإنتاج اليمني من البن  يفي بمتطلبات الأسواق المتزايدة فلقد كانت السفن الهولندية الضخمة والتي تصل حمولتها إلى 700 طن تحمل سنويا من ميناء المخا ببضائع يأتي البن في مقدمتها لتباع في أمستردام فقد كانت شركة الهند الشرقية الأكثر هيمنة ونشاطا على الساحة التجارية اليمنية من بين الشركات الاوروبية التجارية الأخرى آنذاك ولعل هذا ما دفع بالهولنديين إلى إعادة فتح وكالتهم في ميناء المخا لتمارس نشاطها التجاري عام 1712م وكانت قد اغلقت نتيجة للاضطرابات السياسية في اليمن ابان التواجد العثماني والصراع مع المقاومة اليمنية والذي استمر إلى عام 1635م وقد انعكست تلك الاضطرابات على تجارة البن حيث قرر الهولنديون إقفال وكالتهم التجارية بالمخا عام 1628م واكتفوا بإرسال سفنهم التجارية من حين لآخر إليها .

الصراعات الداخلية
فإن الاضطرابات السياسية في البلاد حالت دون أن تكون هناك صناعة للبن يمكن أن تشكل دخلا قوميا مهما للبلاد أسوة بتلك الصناعات التي قامت في غيرها من المناطق .كما أن تجارة البن اليمني ساعدت على النطاق العالمي أن تكون بلاد اليمن محط أنظار قوى استعمارية متعددة وعلى النطاق المحلى كانت مناطق زراعته وتسويقه هدفا للحكام المحليين الطامحين في تقوية مركزهم المالي والسياسي في اليمن الأمر الذي أدى إلى قيام حروب وصراعات شتى من أجل تحقيق هذا الغرض مما انعكس على وحدة اليمن . لقد كان نتائج زراعة البن خارج اليمن كارثية على اليمن نفسها من الناحيتين السياسية والاقتصادية فقد نتج عن ذلك انخفاض معدل دخل اليمن من الأموال الناتجة عن تجارة البن وبالتالي تدهورها اقتصاديا مما نتج عنه في نهاية الأمر زيادة حدة الاضطرابات الداخلية وهذا يعني بالضرورة بأن الاستقرار السياسي في اليمن كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بقدرتها الاقتصادية
لم يكن الهدف من زراعة البن خارج اليمن هو كسر احتكار اليمن لهذه السلعة فحسب ولكن ايضا من أجل تغطية احتياج السوق الأوروبية من هذه السلعة وخاصة بعد أن فشلت اليمن في سد الاحتياج بسبب زيادة الطلب العالمي على البن من ناحية والظروف السياسية التي جعلت اليمن عاجزة عن الوفاء باحتياجات السوق العالمية من هذه السلعة من ناحية ثانية .
لقد أدى ضعف اليمن الاقتصادي نتيجة نضوب الموارد المالية الناتجة عن تجارة البن إلى حدوث الكثير من حالات الانفصال عن الحكومة المركزية في صنعاء فقد أعلن حاكم عدن فضل بن علي العبدلي انفصال عدن عن الحكومة المركزية عام 1728م ونتيجة للضعف الاقتصادي لم تقم حكومة صنعاء بأي مجهود لاستعاد سيطرتها على عدن والمناطق المجاورة لها تاركة إياها لسلطان لحج زعيم قبيلة العبادلة. وابتداء من عام 1760م أصبحت حكومة صنعاء نفسها تتعرض للتهديد المستمر من قبل بعض القبائل وعند وصول بعثة نيبور إلى اليمن في عام 1763م كانت عدن والمناطق المجاورة لها في قعطبة وتعز والمناطق الشمالية في "أبو العريش" منفصلة عن حكومة صنعاء وتعد حالات الانفصال تلك دليلا كافيا على ضعف الدولة عن فرض سيادتها على كامل الأراضي اليمنية والناجم عن ضعف مواردها الاقتصادية والذي كان دخل البن أحد أهم ركائز تلك الموارد فلقد كانت نتيجة نجاح زراعة البن في المستعمرات الاوروبية في جنوب شرق آسيا هي فقدان اليمن لأسواق مهمة لتصريف إنتاجها من البن ففي نهاية القرن الثامن الميلادي كان بن المستعمرات الأوروبية يغزو الأسواق الاوروبية والعربية .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
“المهرية”..لغة تتناقلها الألسن في محافظة المهرة وخارجها للآلاف السنين

جذبت محافظة المهرة اهتماماً واسعاً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، انطلاقاً من موقعها الجغرافي الفريد، حيث تمتلك منافذ بحرية وبرية وحدوداً مع سلطنة عمان، كما أن تاريخها وحضارتها شدّت إليها أنظار الباحثين والمهتمين.
أحد أبرز معالم محافظة المهرة لغتها، فالمحافظة الواقعة شرق اليمن يتحدث سكانها اللغة “المهرية” التي تعود جذورها إلى آلاف السنين، إضافة إلى اللغة العربية، وتوارثت الأجيال هذه اللغة من آبائهم وأجدادهم، وهي لغة يعتبرها الباحثون واللغويون لغة سامية بدائية، والأصفى لغويّاً بين اللغات السامية بسبب انعزالها.
في تقرير نشرته “اندبندنت عربية” تحدث مدير مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث عامر بلحاف، مشيراً أن المهرية لغة محكية في جنوب الجزيرة العربية، تناولها بعض الدارسين منذ سنوات خلت، فمنهم من رأى فيها بقية من بقايا اللغات العربية الجنوبية (الحمّيرية)، وقرّبها بعضهم من العربية الفصحى، وشطّ بعضهم حين جعلها أقرب إلى العبرية أو العجزية (الحبشية).
وقال بلحاف، إن بعض الدراسات كشفت أن عمر اللغة المهرية يتجاوز 3000 سنة، وأخرى ترى أن عمرها تجاوز 5000 سنة، منطلقين من مبادئ علم الإنسان الأنثروبولوجيا، مضيفاً أنها لسان أهل المهرة المنتمين نسباً إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة، ويمتد النسب بعد ذلك إلى مالك بن حمّير، وأن بلادهم المهرة هي اليوم محافظة من محافظات اليمن.
ويتابع: “في هذا الامتداد الجغرافي والتنوع الجيولوجي تكلم الناس المهرية منذ زمن قديم، وتنوّعت ألسنتهم فيها حسب الجغرافيا. والحق أنّ المهرية لم تنحصر في تلك الحدود التي رُسمتْ، بل تعدتها إلى بلدان مجاورة مثل سلطنة عُمان، إذ تتكلمها بعض قبائل الإقليم الجنوبي (محافظة ظفار) المنحدرة من أصول مهرية، كما تتحدّث بها بعض قبائل السعودية في الربع الخالي والمنطقة الشرقية المنحدرة من الأصل نفسه، وتتحدث بها أيضاً قبائل المهرة في الإمارات”.

تاريخ المهرة ومرآة حضارتها
وعن سؤال: هل المهرية لغة أم لهجة؟ أجاب قائلاً “المهرية لغة، وليست لهجة، لأنها بعدت عن أصولها الأولى، ما جعلها غريبة عن أخواتها، عسرة الفهم على أبناء اللهجات الأخرى في اللغة نفسها، كما أنّ الاختلاف فيها لم يعد في صفات لغوية ضمن بيئة خاصة، ولم يعد عادات كلامية مستقلة، بل تعداه إلى عناصر لغوية متنوّعة، يضرب بعضها بعضاً في حقب زمنية موغلة في القدم، وهذه المبادئ التي ذُكرت يعتمد عليها علم اللغة اليوم في التمييز بين اللغة واللهجة”.
ويسهب بلحاف مفصِّلاً ذلك قائلاً “لقد أثبتّ أن المهرية لغة وليست لهجة، فهي تحتفظ بعناصر لغوية متنوّعة، ما يعني أن الصفات اللغوية فيها ليست واحدة، والعادات الكلامية فيها ليست واحدة، بالتالي فهي لغة لا لهجة، ثم اصطلاح الباحثين في الألسن التي وجدت في جنوب جزيرة العرب، فمنهم من اصطلح عليها بأنها من اللهجات العربية الجنوبية، ومنهم من قال أنها من اللغات العربية الجنوبية، وقد أضحى الاصطلاح الأخير أقرب إلى الإقناع، خصوصاً بعد أن أثبتت النقوش وجود بعض الفروق بين تلك الألسن، كما ثبت لدينا أن المهرية وجدت منذ عصور قديمة، وقد أثّرت في غيرها وتأثرت، بالمفهوم العلمي اللغوي الحديث يجعلها لغة، إذ غدت بيئة أوسع وأشمل وأكثر اختلافاً مما جاورها من البيئات، وعندما أرى أن المهرية لغة، لا أفصلها بالطبع عن محيطها العربي، إذ هي عربية لا يمكن أن ينكر ذلك منكر أو يزيّف ذلك مزيّف”.
 
التقارب مع العربية الفصحى
ويلفت بلحاف إلى تقارب المهرية المعاصرة مع العربية الفصحى تقارباً كبيراً، فـ”معظم الأفعال فيها متوافق مع الفصحى لفظاً ودلالة، ومعظم الأسماء فيها متوافق أيضاً، مثل ألفاظ الأسرة، وأعضاء الجسم، والألوان، وألفاظ العدد والكثير والكثير”.
وأضاف: “كما تتطابق المهرية مع العربية الفصحى في الصيغ الفعلية، وتقسيمات الفعل (ماضٍ، ومضارع، وأمر)، وأبنية المجهول والتعدية والاستعمال، والظواهر اللغوية اللهجية والإمالة والتخفيف ومد الحركات، والأنظمة اللغوية في تقسيمات الضمائر (متكلم، ومخاطب، وغائب)، والنسبة والعدد، كما تحتفظ المهرية المعاصرة اليوم بعناصر لغويةٍ عربيةٍ جنوبية عدة”.
 
الكيبورد المهري
وعن حاضر اللغة المهرية يؤكد اعتزاز أهل المهرة بلغتهم اعتزازاً كبيراً، وهم يتناقلونها شفاهة أباً عن جد، فهي تحظى اليوم باهتمام كبير على الصعيدين الشعبي والرسمي في زمن كثرت فيه التحديات، معتبراً أن من أبرز التحديات التي تواجه المهرية تحديان: الأول عدم وجود نظام كتابي لها، والثاني عدم وجود معجم يحفظ ألفاظها، متطرقاً إلى الجهود الشعبية التي تعمل على الحفاظ على اللغة المهرية، ومنها قيام مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث في صيف 2019 باقتراح نظام كتابي يعتمد الرموز العربية مع تمييز الحروف الزائدة في المهرية برموز خاصة، وقد حُوّل هذا الاقتراح إلى برنامج يعرف
بـ(الكيبورد المهري)، ويُستخدم حاليّاً في الحواسيب والجوالات، إضافة إلى تنظيم جولات ميدانية للمهتمين بالثقافة واللغة المهرية لمديريات المحافظة لتوثيق مفرداتها، تمهيداً لوضع المعجم المهري الشامل.

اهتمام الباحثين بالمهرية
ويرى الباحث والمهتم بالتراث واللغة المهرية سالم لحيمر القميري، أن “المهرية” ما زالت تشغل الباحثين والدارسين حتى وقتنا الحاضر.
وينوّه، في حديثه إلى أن المهرية كلغة لم تنحصر في تلك الحدود التي رسمت لها، بل تعدّتها إلى دول مجاورة، مثل سلطنة عمان، إذ تتكلم بها قبائل الإقليم الجنوبي من محافظة ظفار المنحدرة من أصول مهرية، كما تتحدّث بها قبائل السعودية في الربع الخالي والمنطقة الشرقية، وفي هذا الامتداد الجغرافي والتنوع الجيولوجي تكلم الناس المهرية منذ زمن قديم، وتنوّعت ألسنتهم حسب الجغرافيا. ويكشف عن ارتباط اللغة المهرية بلهجات محلية منذ القدم، مثل الحرسوسية والبطرحية والهوبيوت والشحرية والسقطرية.
وفقاً للقميري فإن فرضية امتداد وبقاء اللغة المهرية من السامية إلى قوم عاد إلى السبئيين، افتراض بحاجة إلى الدراسة والبحث، لا سيما علاقتها ببعض الكتابات القديمة، مثل الخط المسند والخط المسماري، معرباً عن أمل المهريين في معرفة تحديد لسان هذه اللغة، متى بدأت وأين توقفت؟ وما الأقوام التي تتحدّث بها؟ وما أبجدية وخط هذه اللغات؟
 
جهود المستشرقين
رافق القميري في سنوات مضت زيارات قام بها عدد من المستشرقين والباحثين للمهرة، لكشف أسرار اللغة المهرية. وقال “توجد جهود بُذلت من بعثات أثرية متعددة، فقد أتت المستشرقة الفرنسية ماري كلود سيمون بين عامي 1978 و1983، وكنت مرافقاً لها في رحلاتها، اكتشفت فيها لهجة (الهوبيوت) التي تعدُّ من اللهجات المنبثقة من المهرية، في كلماتها وألفاظها وتصاريفها، كما كتب المستشرق آت جونسون دراسة اللغة المهرية والسقطرية، وأعدّ لها قواميس في الفترة بين عامي 1977 و1987، ويعتبر ذلك عملاً موسّعاً، لما بذله من جهد يشكر عليه، وقدم عملاً علمياً كبيراً، كما قام المستشرق الروسي ناومكين بدراسة ونشر اللغة المهرية، 1978 و1993، غير أن رحلات المستشرقين كانت أقدم بذلك بكثير، فقد وصل مستشرق نمساوي (حيل) 1508، وكتب أحرف لغتنا وصور ورسم من تراث المهرة الكثير، وعند عودته إلى النمسا افتتح مُتحفاً خاصاً بالمهرة”.
ويخلص إلى القول “إن مساهمة المهره ثقافيّاً وتاريخيّاً في التاريخ اليمني والعربي كبيرة، بحفاظها على لغتها الأصيلة منذ مئات السنين، إضافة إلى الموروث الثقافي والإنساني الزاخر، المتمثل في العادات والتقاليد، التي تميز بها المهرة عن غيرها من أقاليم اليمن”، مطالباً الحكومة اليمنية، لا سيما وزارة الثقافة، والمنظمات الدولية ذات الصلة، بالاهتمام بهذا الموروث الحضاري.
 
انتشار جغرافي واسع 
في السياق ذاته، قال الباحث أحمد التميمي، إن اللغة المهرية لها حضور بارز في الشارع السعودي، ويوجد نحو 20 ألفاً من أبناء السعودية يتحدثونها، ينحدر أغلبهم من قبيلة المهرة اليمنية المنتشرة في السعودية، لا سيما في جزئها الجنوبي من صحراء الربع الخالي، حيث يسكن أغلبهم محافظتي شرورة والخرخير.
وأوضح التميمي، أن علاقة المهرية بنظيرتها الحمّيرية (لغة مملكة حمّير القديمة في اليمن) مثل علاقة الأم بابنتها، وهذا ما جرى اكتشافه خلال إجراء بحث سابق، ورصد النقوش الحميرية في المناطق التي تتحدّث المهرية.
*نقلاً عن : (اندبندنت عربية)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ملوك_حمير_بن_هشام

عمرو بن عامر مزيقيا ملك متوج تبع
عمرو بن عامر مزيقيا ملك متوج تبع قال أبو محمد: حدثني محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرو بن عامر مزيقيا بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد - وإنما سمي مزيقيا لأنه كانت تنسج له في كل سنة ثلاث مائة وستون حلة، ثم يأذن للناس في الدخول فإذا أرادوا الخروج استلبت عنه وتمزق قطعاً - ولذلك سمي مزيقياً، وكانت الحاكة بمأرب تقيم له حلة في كل سنة نسجها ذهب أحمر، وكان له عيد من الحول إلى الحول تعدله، فإذا أراد الرجوع إلى منزله مزقت عليه. وكانت له سنة من ذي القرنين يوم هتك عرشه ومزق حلته، وكان فراغ الحاكة منها يوم عيده، ثم تمزق عليه. وإنما كان يغفل ذلك لئلا يتخذ أحد ما يلبس منها بعده. وكان اسم أبيه عامر ماء المزن لأنه كان إذا نزل بقومه جدب فتح بيوت أمواله وعالهم حتى يخصبوا ويقوم لهم مقام المطر إذا فقد وكانوا يقولون: كفانا عامر هو ماء المزن لنا وكان عامر ماء المزن ابن حارثة الغرف بن امرئ القيس الجواد بن ثعلبة الضمر بن مازن ابن الأزد. وفي ذلك يقول عمرو بن حرام جد حسان بن ثابت: ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ... وحارثة الغطريف مجداً مؤثلا كرائم من أبناء نبت بن مالك ... ونبت ابن اسمعيل ما إن تحولا وإنما كان أول نقلة عمرو بن عامر من اليمن بالأزد وتفرقهم في البلاد إنه كان باليمن سد بناه يشجب بن يعرب بن قحطان وأتمه من بعده الصعب ذو القرنين عليه السلام.
وهو السد الذي ذكر الله في كتابه العزيز، وكان السد بين جبل مأرب وجبل الأبلق - وكان الأبلق متصلاً بالجبال الزرق - وإنما قيل الأبلق: لأنه في أرض سوداء فيها معادن اللجن وأرض غبراء فيها معادن العقان وأرض زرقاء فيها معادن الزبرجد والجزع - وكان يقال له الأبلق الباذخ - ومأرب الشامخ، فمأرب متصل بجبال عمان والأبلق متصل بجبال لجة وما فوق السد ستة أشهر وما تحته ستة أشهر يدركه نفع الماء وكان يأتي إلى السد سبعون نهراً كباراً سوى ما كان يأتيه من السييول من أرض حضر موت وأرض برهوت إلى باب الحبشة. فكان ما يلي مأرب عن شمال السد لبني كهلان، وما يلي الأبلق لبني حمير بن سبأ. فكان يحبس السد لما فيه من الماء سنة من الحول إلى الحول يسقون به جناتهم وزراعتهم وما حاولوه من أمرهم على قدر ما يريدون فكان كما قال الله تعالى: {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال} إلى قوله: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا نفسهم}. وكان لعمرو بن عامر مزيقيا من الجنات والزروع مثل ما كان لجميع أهل سبأ، وكان لعمرو بن عامر من الولد أحد عشر الأكبر ثعلبة العنقاء وحارثة وأبو حارثة وعوف وعلبة ومالك - قاتل الجوع - وكف ووداعة وعمرو وقيس وعبيد وأمهم مارية ذات القرطين بنت ظالم بن معاوية بن كندة بن مريع بن مالك بن عريب بن زيد ابن كهلان. وكان لعمرو أخ أكبر منه يقال له عمران بن عامر، وكان ملكاً متوجاً قبله، وكان كاهناً لم يكن في الأرض أعلم منه، وكان بيده علم من بقايا دعاة سليمان، وكان له حظ عظيم من ذلك، وكانت العرب لا تعدل بعلم عمران بديلاً وكان يخبر قومه أن بلادهم ستخرب آخر
الزمان حتى يفترق قومها في مشرق الأرض ومغربها، وكانوا يكتمون ذلك من قوله ويقولون: شيخ قد كبر وبلغ من السنين أربعمائة عام، وكان أخوه عمرو بن عامر قد بلغ ثلاثمائة عام. فلما حضر عمران الموت دعا بأخيه عمرو وقال له: يا عمرو إني ميت وهذه البلاد ستخرب ويفترق أهلها وإن لله عليها نعمتين وسخطتين: أما النعمة الأولى فهذه النعمة التي كنتم فيها، والسخطة الأولى: ينهدم هذا السد ويفيض عليكم فيهلككم ويهلك زروعكم وجناتكم وأموالكم وتفترقون في الأرض، والسخطة الثانية تغلب عليكم الحبشة. والنعمة الثانية: يبعث الله النبي محمد التهامي صلى الله عليه وآله وسلم بالرحمة ويغلب أهل الأوثان في آخر الزمان أهل الأديان فيخرجونهم من البيت الحرام ويخربونه، فيرسل الله عليهم رجلاً من حمير يقال له شعيب بن صالح فيهلكهم ثم يخرجهم منه، فلا يكون بالدنيا إيمانا لا بأرض اليمن. واني أخبرك بما يكون لك النجاة ولقومك وذلك أن امرأة من قومك يقال لها ظريفة بنت الحبر الحجورية - وهي وارثة علمي - فلما مات عمران وولي أخوه عمرو تزوجها وتتوج عمرو بعد أخيه، وكان عمرو أعظم ملك بمأرب وكان له تحت السد من الجنات ما لا يحاط به. كانت المرأة تمشي من بيتها وعلى رأسها مكتل فلا تصل إلى بيت جارتها إلا وهي تملؤه من كل فاكهة من غير أن تمس منها شيئاً وكانت كما قال الله تعالى {بلدة طيبة ورب غفور} وإن الرجل يمشي تحت ظلال الشجر شهرين فلا تصل إليه الشمس من كثرة الجنات حتى دعوا على أنفسهم فقالوا: {ربنا باعد بين أسفارنا} فأرسل الله عليهم السيل. قال: وإن ظريفة لما تزوجها عمرو بن عامر كانت ذات يوم نائمة إذ رأت كأن آتياً آتاها وقال لها: ما تحبين يا ظريفة علم تطيب به
268