#ملوك_حمير_بن_هشام
يرمي ولم يرم فما أخطأن ... وراش بالسهمين لما رما رمى بطرف العين الطرف غيري فما ... جادت به عيني سهام الردى ويحك يا مي على ما الذي ... قلت على ماذا تطيل النوى وحمير تسمو بأفعالها ... فيها أسود البأس يوم اللقا وشمر رعش ذو النهى قادها ... يريد بالشرق اغتنام النسا فقد وطئنا أرض حمر بها ... وساعفت منا ليوثاً ضرا وكان يوم شانه معظم ... وقرت العيان يوم الفنا فسائلي يا مي عن يومنا ... في مغرب الأرض بيوم الوفا يخبرك من يعلم أفعالنا ... بصبرنا عند حلول اللقا إنا لنعتام رؤوس الوغى ... فقد جميع الناس ذبح وحى كانت لنا الأيام مأمورة ... والدهر نجريها بحكم القضا فآبت الفرسان من حمير ... بكل بيضاء كعفر الظبا وحل من سنجار قطانة ... فشيد القصر بصم الصفا وغودر الصين على بابه ... يجيب للداعي متى ما دعا فأصبحت جاجا وقطربيل ... يحدوهما الدهر لغير البقا أثر في آفاقها تبع ... أثراً يزيل الريب عن ذي العمى تكون للعابران هو رأى ... أمراً إعجاباً منه بعد الثنا ورجع تبع شمر يرعش بن عمرو ناشر النعم إلى قصر غمدان، وقد ملك الأرض كلها ودانت له ملوكها. فجمع أبناء ملوك حمير ووجوه العرب فقال: معاشر العرب عندنا علم مصون مكنون نعمل بأمره ونزدجر لنهيه ونتبع الأثر ويهجم علينا الأمر وقد غيب عنا القدر فحيناً تخطئ وحيناً نصيب وكل إلى غاية ومدة، وقد جاريت الدهر وقضيت
يرمي ولم يرم فما أخطأن ... وراش بالسهمين لما رما رمى بطرف العين الطرف غيري فما ... جادت به عيني سهام الردى ويحك يا مي على ما الذي ... قلت على ماذا تطيل النوى وحمير تسمو بأفعالها ... فيها أسود البأس يوم اللقا وشمر رعش ذو النهى قادها ... يريد بالشرق اغتنام النسا فقد وطئنا أرض حمر بها ... وساعفت منا ليوثاً ضرا وكان يوم شانه معظم ... وقرت العيان يوم الفنا فسائلي يا مي عن يومنا ... في مغرب الأرض بيوم الوفا يخبرك من يعلم أفعالنا ... بصبرنا عند حلول اللقا إنا لنعتام رؤوس الوغى ... فقد جميع الناس ذبح وحى كانت لنا الأيام مأمورة ... والدهر نجريها بحكم القضا فآبت الفرسان من حمير ... بكل بيضاء كعفر الظبا وحل من سنجار قطانة ... فشيد القصر بصم الصفا وغودر الصين على بابه ... يجيب للداعي متى ما دعا فأصبحت جاجا وقطربيل ... يحدوهما الدهر لغير البقا أثر في آفاقها تبع ... أثراً يزيل الريب عن ذي العمى تكون للعابران هو رأى ... أمراً إعجاباً منه بعد الثنا ورجع تبع شمر يرعش بن عمرو ناشر النعم إلى قصر غمدان، وقد ملك الأرض كلها ودانت له ملوكها. فجمع أبناء ملوك حمير ووجوه العرب فقال: معاشر العرب عندنا علم مصون مكنون نعمل بأمره ونزدجر لنهيه ونتبع الأثر ويهجم علينا الأمر وقد غيب عنا القدر فحيناً تخطئ وحيناً نصيب وكل إلى غاية ومدة، وقد جاريت الدهر وقضيت
ولم يقض لي وحاكمت فحكم عليّ، فإذا كان ما هو كائن فإن ابني صيفيا هو تبع ثان، فإن رأيتم خيرا منه فلكم، وإن رأيتم شراً فالأمر للعام لا للخاص، قدموا أفضل منه. ثم قال: سرت على الآفاق كالشمس ... بين طلوع السعد والنحس أجوب غور الأرض في أثره ... بما رج للعلم عن أس أوجفت بالخلق فلم أنتظر ... أسير في رفق وفي همس انقل من أرض إلى أرضها ... أصبح في أرض ولا أمسي كنت على الأرض كشمس بدت ... تشرق للناس بلا حس حتى إذا عادت إلى حجبها ... عاد ضياء الشمس في طمس حفظت ما خولت حتى إذا ... سلبته أمهل عن نفسي من ذا يرجي العيش من بعد من ... حاط جموع الجن والأنس أفصح ذو القرنين يوماً على ... ترجمه العالم في طرس لا يصحب الأيام إلا امرء ... غاد وإن خلد كالأمس والدهر يحدو أهله مسرعاً ... عن زهرة الدنيا إلى رمس ثم مات تبع شمر يرعش فكان عمره ألف سنة وستين عاماً، وكان قد منع الولد فلم يولد له إلا بعد ثمانمائة عام. فقال الباني بن قطن ابن همدان بن مالك بن منتاب الحميري يرثى تبعاً: أيها السائل الحوادث جهلاً ... هل سألت الزمان عن شمر رعش ملك أطد الجبال فلت ... وأطاعته حيث يمشي فتمشي قاد بالصين من تهامة حتى ... ترك الهند بين بهش ونهش كاد نفير حين كاد وولي ... ترك الجيش بين قفر وعطش
لم يهب للزمان صرفا فأعطاه ... مقاليده على غير غش وردت خيله نهاوند تسقي ... أهلها المرهفات عن سم رقش ساعدته الأيام حتى إذا ما جدت ... هفوة أراشت بهش قصدته من المنون سهام ... حملت شلوه على ظهر نعش وقال أيضاً: عاد رهن الهمود والأطلال ... نصباً للصبا وريح الشمال شمر رعش ومن كشر إذا ما ... طرفت بالعضال إحدى الليالي بعد ملك وعزه واقتدار ... لم يجد للردى محيداً بحال وقال تبع الأقرن بن تبع شمر يرعش يرثى أباه: يا بعد تبع حين شط مزاره ... بل بعد حالي عزتي وفلاحي لم ترتقي زهر النجوم لموته ... فالموت أفلته عن الإصباح لم ترتقي زهر النجوم لموته ... فالموت أفلته عن الإصباح ناحت مقلقلة فقلت لها اذهبي ... دهري ودهرك هالك الأنواح قلي العويل أو كثري فلك العزا ... أن المنية منهل الأرواح هل بعد ملك الصعب يرتجى ... يهدي بكل مسا وكل صباح ملك السعود بكل أرض حكمه ... تبع الهدى مستبصراً بنجاح سامي إلى الظلمات عن أسبابه ... والشمس تسجد في حما الضحضاح ولي وخلف ذكره من بعده ... وهما لنا شبحاً من الأشباح قال أبو محمد عبد الملك بن هشام عن أبيه عن جده محمد بن السائب قال: حدثني أبو صالح عن ابن عباس، إنه قال: أول ملك أمر بصنعة الدروع السوابغ المفاضة التي منها سواعدها وأكفها وهي الأبدان تبع شمر يرعش بن ناشر النعم. قال أبو محمد: جعل على فارس ألف درع يؤدونها كل عام، وكان عامله على فارس بلاس بن قباذ. وجعل على الروم ألف درع يؤدونها كل
242
242
#تاريخ_اليمن_الصنعاني
دم السَّيِّد بِذِمَّة الْمَذْكُورين لم ير أولياؤه أَنهم أهل للْقصَاص قَالُوا وَكَانَ الْمُبَاشر ولد ريحَان وَهُوَ فِي حَال الرقم فِي قيد الْوُجُود فأطلقوا عَن الإعتقال بعد وَفَاء الْأَدَب وَأما مَاله الَّذِي كَانَ سَبَب قَتله فَإِنَّهُ استخرج من أَمَاكِن بعد أَن دلّ عَلَيْهِ وَصَارَ إِلَى أَهله وراثة وخسرت صَفْقَة أُولَئِكَ الثَّلَاثَة وَلم يمض شهر من الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَحْمد بن مُحَمَّد حَتَّى قضي على أَخِيه السَّيِّد الْعَلامَة إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد بالعدين فذرفت لمصرعه عُيُون الْأَعْيَان وتوالت لفقده مَوَاضِع الأشجان وأصبحت الْعُيُون عبرا والأرجاء غبرا وَكَانَ بَقِيَّة أَعْيَان الدولة العزية بحماه لائذين وَمن طوارق آفَات الإمتهان بجواره عائذين فضوعف لَهُم أجر الصابرين على الْبِلَاد بذهاب وَاسِطَة عقدهم وَولي حلهم وعقدهم وَكَانَ بِمَثَابَة من سَائِر الْعُلُوم فآثاره فِي كتبه تقضي بالوقوع على طائل عَظِيم وحظ جسيم وَله سمط اللآل فِي شعر الْآل وَقعد مَكَان ولَايَته السَّيِّد جَعْفَر بن مطهر بِولَايَة الإِمَام وَذكر بَعضهم أَن السَّيِّد صارم الدّين فِي هَذِه الْأَحَايِين تحرّك للدعوة بِسَبَب اشْتِبَاه اسْم الإِمَام باسم ذَلِك السَّيِّد الْهمام فَظن أَنه الْمقْضِي عَلَيْهِ والموجه وَجه الْقَضَاء إِلَيْهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة ذَلِك وَكَانَ ملك عز الْإِسْلَام وَأَوْلَاده الْأَعْلَام إِلَى تَارِيخ وَفَاة وَلَده إِسْمَاعِيل فَوق أَرْبَعِينَ عَاما وَفِي صفر مَاتَ السَّيِّد الْعَارِف الْحُسَيْن بن عَليّ بن صَلَاح العبالي القاسمي وأصل وَالِده من بِلَاد الحرجة بِالشَّام سكن بالعبال من بِلَاد حجَّة وَنسب إِلَى السَّيِّد الْحُسَيْن اختراق التَّشَيُّع وتضليل الْمُعْتَزلَة وَجَمَاعَة من الْأَئِمَّة كَالْإِمَامِ الْمُؤَيد بِاللَّه الهاروني وَالْإِمَام يحيى بن حَمْزَة وَالْإِمَام الْمهْدي وإنكار الدَّجَّال وَقد قَالُوا أَن الْأَحَادِيث بِخُرُوجِهِ آخر الزَّمَان بلغت التَّوَاتُر وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا اعْتِقَاد الحسينية وَقد انقرض مَذْهَبهم السخيف والطعن فِي كتب السّنة النَّبَوِيَّة وَإِن الدَّابَّة لَا تكون على الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا هِيَ الْمهْدي وَفتح رَاء الرّوم من قَوْله تَعَالَى {الم غلبت الرّوم} وَتَفْسِيره بِمذهب الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَغير ذَلِك فَلَا حول
دم السَّيِّد بِذِمَّة الْمَذْكُورين لم ير أولياؤه أَنهم أهل للْقصَاص قَالُوا وَكَانَ الْمُبَاشر ولد ريحَان وَهُوَ فِي حَال الرقم فِي قيد الْوُجُود فأطلقوا عَن الإعتقال بعد وَفَاء الْأَدَب وَأما مَاله الَّذِي كَانَ سَبَب قَتله فَإِنَّهُ استخرج من أَمَاكِن بعد أَن دلّ عَلَيْهِ وَصَارَ إِلَى أَهله وراثة وخسرت صَفْقَة أُولَئِكَ الثَّلَاثَة وَلم يمض شهر من الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَحْمد بن مُحَمَّد حَتَّى قضي على أَخِيه السَّيِّد الْعَلامَة إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد بالعدين فذرفت لمصرعه عُيُون الْأَعْيَان وتوالت لفقده مَوَاضِع الأشجان وأصبحت الْعُيُون عبرا والأرجاء غبرا وَكَانَ بَقِيَّة أَعْيَان الدولة العزية بحماه لائذين وَمن طوارق آفَات الإمتهان بجواره عائذين فضوعف لَهُم أجر الصابرين على الْبِلَاد بذهاب وَاسِطَة عقدهم وَولي حلهم وعقدهم وَكَانَ بِمَثَابَة من سَائِر الْعُلُوم فآثاره فِي كتبه تقضي بالوقوع على طائل عَظِيم وحظ جسيم وَله سمط اللآل فِي شعر الْآل وَقعد مَكَان ولَايَته السَّيِّد جَعْفَر بن مطهر بِولَايَة الإِمَام وَذكر بَعضهم أَن السَّيِّد صارم الدّين فِي هَذِه الْأَحَايِين تحرّك للدعوة بِسَبَب اشْتِبَاه اسْم الإِمَام باسم ذَلِك السَّيِّد الْهمام فَظن أَنه الْمقْضِي عَلَيْهِ والموجه وَجه الْقَضَاء إِلَيْهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة ذَلِك وَكَانَ ملك عز الْإِسْلَام وَأَوْلَاده الْأَعْلَام إِلَى تَارِيخ وَفَاة وَلَده إِسْمَاعِيل فَوق أَرْبَعِينَ عَاما وَفِي صفر مَاتَ السَّيِّد الْعَارِف الْحُسَيْن بن عَليّ بن صَلَاح العبالي القاسمي وأصل وَالِده من بِلَاد الحرجة بِالشَّام سكن بالعبال من بِلَاد حجَّة وَنسب إِلَى السَّيِّد الْحُسَيْن اختراق التَّشَيُّع وتضليل الْمُعْتَزلَة وَجَمَاعَة من الْأَئِمَّة كَالْإِمَامِ الْمُؤَيد بِاللَّه الهاروني وَالْإِمَام يحيى بن حَمْزَة وَالْإِمَام الْمهْدي وإنكار الدَّجَّال وَقد قَالُوا أَن الْأَحَادِيث بِخُرُوجِهِ آخر الزَّمَان بلغت التَّوَاتُر وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا اعْتِقَاد الحسينية وَقد انقرض مَذْهَبهم السخيف والطعن فِي كتب السّنة النَّبَوِيَّة وَإِن الدَّابَّة لَا تكون على الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا هِيَ الْمهْدي وَفتح رَاء الرّوم من قَوْله تَعَالَى {الم غلبت الرّوم} وَتَفْسِيره بِمذهب الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَغير ذَلِك فَلَا حول
وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وفيهَا توفّي القَاضِي الْعَارِف بدر بن حميد من ذُرِّيَّة حميد الشَّهِيد كَانَ لَهُ معرفَة بالفقه وَتوجه إِلَيْهِ منصب الْقَضَاء والخطابة فِي جبل عفار وكحلان بدولة مُحَمَّد باشا وَفضل الله باشا وَاسْتمرّ أَيَّامًا على الْقَضَاء بدولة الْمُؤَيد ثمَّ عزل وَكَانَ زاهدا فِي ملبوسه متواضعا مطرحا للمراتب العلوية وَعرف دولة الْوَزير حسن وَكَانَ الباشا سِنَان يَوْمئِذٍ كدخداه وخادمه وَأخْبر أَنه رأى الْوَزير فِي بعض الأعياد خَارِجا إِلَى الْجَبانَة لصَلَاة الْعِيد وَمَعَهُ أبطال الأجناد والنوبة الَّتِي تأوب لَهَا جبال الْجِيَاد فَلَمَّا نزل الْوَزير عَن الحصان وَدخل بَاب الْجَبانَة احتضنه بِيَدِهِ الْأَمِير سِنَان وَكَانَ فِي نِهَايَة الجسامة والظرافة والوزير فِي نِهَايَة اللطف والنحافة وفيهَا جَاءَت أَخْبَار حَضرمَوْت بِأَن عشْرين برشة من الفرنج غزوا بِلَاد الْعمانِي مُكَافَأَة لمغزاه الْمَاضِي إِلَى الديو فَدَخَلُوا أَطْرَاف بِلَاده وسواحلها وانتهبوا فِيهَا وَقتلُوا من أَصْحَابه فَوق عشْرين نفسا وفيهَا رفع الإِمَام الْآدَاب عَن أهل الذِّمَّة بعد أَن مَاتَ بَعضهم من الْجُوع وَأسلم الْبَعْض وَفِي وسط خريفها درت شأبيب الرَّحْمَة وعاودت الْحَيَاة الْبِلَاد والعباد وَالْحَمْد لله وفيهَا غزت دهمة إِلَى حُدُود براقش بالجوف فانتهب طرفا من إبلها وَهِي ترعا وَفِي هَذِه الْأَيَّام عرض الإِمَام على ولد أَخِيه الْقَاسِم بن أَحْمد بن الإِمَام الدُّخُول فِي ولَايَة الْبِلَاد الَّتِي تَحت يَد صنوه مُحَمَّد بن أَحْمد فأباها احتشاما لجَانب أَخِيه فَعظم بذلك عِنْده وَعند النَّاس وَفِي ربيع الأول وصل إِلَى الإِمَام مَكْتُوب من ملك عمان سُلْطَان بن سيف وَلَفظه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من إِمَام الْمُسلمين سُلْطَان بن سيف رَأس الْعَرَب اليعربي إِلَى عالي ذرْوَة جناب الْمُعظم الْهمام المكرم إِسْمَاعِيل بن قَاسم الْقرشِي الْعَرَبِيّ أما بعد فَإنَّا نحمد الله على سوابغ آلائه وَجَمِيل صنعه وبلائه ونستر شده إِلَى سلوك سَبِيل
رِضَاهُ ونستزيده من خَزَائِن مواهبه وعطاه إِنَّه بِيَدِهِ مَفَاتِيح كل خير وكفاية كل بؤس وضير وَإِن سَأَلت أَيهَا الْمُحب عَنَّا ورمت كنه كَيْفيَّة الْحَال منا فَإنَّا نحمد الله فِي حَال يسر بِهِ الْوَدُود ويسأله الحسود ثمَّ لتعلم أَيهَا الْملك المبجل وَالسَّيِّد المجلل أَنه قد وصل إِلَيْنَا فِي مُدَّة أَيَّام قد تصرمت وشهور قد تخرمت رجل من جنابكم يزْعم أَنكُمْ أرسلتم بِيَدِهِ طروسا بهَا دُرَر من رائق لفضكم وخطابكم غير أَنه يَقُول أَن الْمركب الَّذِي أقبل فِيهِ عابه الإنكسار فغرق فِي اليم فَأدْرك الطروس المصطره حكم التّلف ثمَّ بيد أَنه قد تناها إِلَيْنَا من نتائج لِسَانه واتضح لنا من وَاضح نطقه وَبَيَانه أَنكُمْ علينا عاتبون وَمنا واجدون لأجل قطع خدامنا فِي الْعَام الْمَاضِي للْمُشْرِكين على بَابَكُمْ وَأَخذهم لسفنهم القاصدة إِلَى جنابكم ولعمري إِنَّا نَدْرِي أَن العتاب بَين الأخلا عنوان الْمَوَدَّة الْخَالِصَة والصفاء ورائد مَحْض الْمحبَّة الصادقة وَالْوَفَاء غير أَنه يجب عَن افْتِرَاق الجرائم وانتهاك الْمَحَارِم فَأَما نَحن فَلم نسلك إِلَى ارْتِكَاب ذَلِك سَبِيلا وَلَا نجد لَك على إلزامنا فعل ذَلِك دَلِيلا إِذْ كُنَّا لم نجهز مراكبنا ونحشد مخالبنا لسيارة رعيتك وَلَا لاستباحة أهل حكمك وقضيتك لَكِن جهزنا الجيوش والعساكر وأعددنا اللهاذم والبواتر لتدمير عَبدة الْأَوْثَان واعدا الْملك الديَّان تعرضا منا لرضى رب الْعَالمين وإحياء لسنة نبيه الْأمين ورغبة فِي إِدْرَاك فضل الصابرين الْمُجَاهدين وحاشا مثلك أَن يغْضب لقِتَال عَبدة الْأَصْنَام وأعداء الله وَالْإِسْلَام السِّت من سلالة عَليّ بن أبي طَالب الساقي للْمُشْرِكين وَبِي المشارب وَأَنت تَدْرِي بِمَا جرى بَيْننَا وَبينهمْ من قبل فِي سواحل عمان وَفِي سَائِر الْأَمَاكِن والبلدان من سفك الدِّمَاء وَكَثْرَة الصيال وتناهب الْأَمْلَاك وَالْأَمْوَال وَإِنَّا نأخذهم فِي كل مَوضِع تحل بِهِ مراكبهم وتغشاه حَتَّى من كنح وحميروية بندرى الشاه وَلم يظْهر لنا من أجل ذَلِك عتابا وَلَا نكيرا فَإِن كنت فِي شكّ من ذَلِك
213
213
#بلدان_اليمن_وقبائلها
ومن يافع جملة من العلماء والفضلاء ، فمن أجلهم الإمام العلّامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي توفي في جمادى الآخرة سنة ٧٦٨.
والإمام تقي الدين عمر بن محمد بن عيسى اليافعي الحريري توفي بعدن سنة ٨٢٣.
والإمام جمال الدين محمد بن عيسى اليافعي ، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن ابراهيم اليافعي نسبا الجندي ، ومنهم اليحيويون. انتهى ما ذكره ابن مخرمة.
قلت : ومن فضلاء يافع ابراهيم بن أحمد اليافعي سكن صنعاء توفي سنة ١١١٠ ، وابنه الشيخ حسين بن ابراهيم اليافعي رحل إلى بلاد الشام وانقطع خبره ، ومن شعره :
لحى الله دهرا خصني بخصاصة
وأقعدني عما سعى فيه أمثالي
تنوب صديقي نائبات زمانه
فيمنعني عن رفده قلة المال
ومن علماء يافع أبو الوليد عبد الملك بن محمد بن ميسرة اليافعي سكن جبل الصلو من بلاد الحجرية توفي سنة ٤٩٣ ترجمه الأهدل.
وأبو بكر بن علي الحريري اليافعي ترجمه ابن مخرمة في تاريخ عدن.
والحريري نسبة الى جبل حرير من بلاد يافع ، ومعوضة بن علي بن عزان اليافعي سمع على حسين بن أحمد بن حسين الحسيني بعدن في سنة ٧٤٨ ، والفقيه رضي الدين أبو بكر بن محمد بن أسلم الفراع اليافعي كان إماما في النحو سمع كتاب الشفاء للقاضي عياض على القاضي محمد بن ابراهيم الصنعاني في سنة ٧٩١ ، والشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن الشيخ عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي توفي بمكة سنة ٨٠٥.
وشعب يافع : عزلة من مخلاف الشوافي وأعمال إبّ.
يام : من قبائل همدان ثم من حاشد وهو يام بن أصبا ، وقد ذكروا في نجران إذ هي بلادهم ، وكان لهم من قبل جبل يام ما بين بلاد نهم والجوف وهو جبل واسع ، قال الهمداني : وهو بلاد يام القديمة.
ومن يافع جملة من العلماء والفضلاء ، فمن أجلهم الإمام العلّامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي توفي في جمادى الآخرة سنة ٧٦٨.
والإمام تقي الدين عمر بن محمد بن عيسى اليافعي الحريري توفي بعدن سنة ٨٢٣.
والإمام جمال الدين محمد بن عيسى اليافعي ، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن ابراهيم اليافعي نسبا الجندي ، ومنهم اليحيويون. انتهى ما ذكره ابن مخرمة.
قلت : ومن فضلاء يافع ابراهيم بن أحمد اليافعي سكن صنعاء توفي سنة ١١١٠ ، وابنه الشيخ حسين بن ابراهيم اليافعي رحل إلى بلاد الشام وانقطع خبره ، ومن شعره :
لحى الله دهرا خصني بخصاصة
وأقعدني عما سعى فيه أمثالي
تنوب صديقي نائبات زمانه
فيمنعني عن رفده قلة المال
ومن علماء يافع أبو الوليد عبد الملك بن محمد بن ميسرة اليافعي سكن جبل الصلو من بلاد الحجرية توفي سنة ٤٩٣ ترجمه الأهدل.
وأبو بكر بن علي الحريري اليافعي ترجمه ابن مخرمة في تاريخ عدن.
والحريري نسبة الى جبل حرير من بلاد يافع ، ومعوضة بن علي بن عزان اليافعي سمع على حسين بن أحمد بن حسين الحسيني بعدن في سنة ٧٤٨ ، والفقيه رضي الدين أبو بكر بن محمد بن أسلم الفراع اليافعي كان إماما في النحو سمع كتاب الشفاء للقاضي عياض على القاضي محمد بن ابراهيم الصنعاني في سنة ٧٩١ ، والشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن الشيخ عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي توفي بمكة سنة ٨٠٥.
وشعب يافع : عزلة من مخلاف الشوافي وأعمال إبّ.
يام : من قبائل همدان ثم من حاشد وهو يام بن أصبا ، وقد ذكروا في نجران إذ هي بلادهم ، وكان لهم من قبل جبل يام ما بين بلاد نهم والجوف وهو جبل واسع ، قال الهمداني : وهو بلاد يام القديمة.
ومن فضلاء يام طلحة بن مصرّف اليامي الهمداني من أفاضل التابعين ترجمه أبو نعيم في حلية الأولياء وحكى قصته مع سليمان بن عبد الملك الأموي لما أراد منه سب علي بن أبي طالب وتهدده بالقتل فلم يسبه وكان سليمان يقول له : والله لتسبنه أو لأضربن عنقك وطلحة يقول : والله ما أسبّه ... إلى آخر الحكاية.
ومنهم زبيد بن الحارث اليامي ترجمه ابن الجوزي في صفوة الصفوة توفي سنة ١٢٢ أدرك من الصحابة ابن عمر وأنس وروى عنهما.
يامن : عزلة من ناحية كسمة وأعمال ريمة.
(حرف الياء مع الحاء وما إليهما)
يحصب : مخلاف واسع منه بلاد يريم وغيرها من البلدان المجاورة لها سمي باسم يحصب بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وايل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
قال في معجم البلدان : مخلاف اليحصبين : يتصل بالسحول من شمالها الى سمت متوسط السراة يحصب السفل وبحذائها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها يحصب بن دهمان ومن السفل الواديان : الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ووادي حمض ، وبيحصب ثمانون سدا وفيه قال تبع :
وفي الربوة الخضراء من أرض يحصب
ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
انتهى ما ذكره ياقوت في مخلاف يحصب ، ثم قال في يحصب أيضا : يحصب من حصب يحصب ، والحصب في لغة أهل اليمن : الحطب فهو مثل حطب يحطب إذا جمع الحطب ، وأما من الحصباء فهي الحجارة الصغيرة فهو حصب يحصب حصبا بكسر الصاد رواه الكلبي.
ويحصب مخلاف فيه قصر زيدان ويزعمون أنه لم يبن قط مثله وبينه
ومنهم زبيد بن الحارث اليامي ترجمه ابن الجوزي في صفوة الصفوة توفي سنة ١٢٢ أدرك من الصحابة ابن عمر وأنس وروى عنهما.
يامن : عزلة من ناحية كسمة وأعمال ريمة.
(حرف الياء مع الحاء وما إليهما)
يحصب : مخلاف واسع منه بلاد يريم وغيرها من البلدان المجاورة لها سمي باسم يحصب بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وايل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
قال في معجم البلدان : مخلاف اليحصبين : يتصل بالسحول من شمالها الى سمت متوسط السراة يحصب السفل وبحذائها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها يحصب بن دهمان ومن السفل الواديان : الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ووادي حمض ، وبيحصب ثمانون سدا وفيه قال تبع :
وفي الربوة الخضراء من أرض يحصب
ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
انتهى ما ذكره ياقوت في مخلاف يحصب ، ثم قال في يحصب أيضا : يحصب من حصب يحصب ، والحصب في لغة أهل اليمن : الحطب فهو مثل حطب يحطب إذا جمع الحطب ، وأما من الحصباء فهي الحجارة الصغيرة فهو حصب يحصب حصبا بكسر الصاد رواه الكلبي.
ويحصب مخلاف فيه قصر زيدان ويزعمون أنه لم يبن قط مثله وبينه
وبين ذمار ثمانية فراسخ ، ويقال له : علو يحصب ، وسفل يحصب مخلاف آخر فتفهمه ، انتهى ما ذكره ياقوت.
وفي صفة الجزيرة للهمداني : اليحصبان ويتصل بالسحول من شماليها على سمت موسط السراة يحصب السّفل ، ومن نجدها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان والسخطيون والسفليون من همدان ، فالسّفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ومنوب ووادي حمض ، وأهل حمض أحد حمير حدا وأرماه وورف عاله فعتمة السفلى.
والعلو قتاب ومنكث وماوة ويريم ويخار فإلى سحمّر والأحطوط والسملال أشراف قرد والحبلة ، وفي يحصب العلو على ما حدّثني أبو غالب بن أبي العرار بن أبي غالب السفلى (١) ثمانون سدا ، وقد ذكرنا عنه في كتاب الاكليل كبارها وفيها يقول تبع :
وبالربوة الخضراء من أرض يحصب
ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
انتهى ما ذكره الهمداني. قلت : ومن مشاهير أسداد يحصب سد قتاب غربي حقل يحصب ما بين قرية الحزّة وبين قرية قتاب من عزلة إرياب تمر طريق المسافر (٢) من يريم إلى إبّ من شماليه ومنها يصعد إلى قرية الضربة وهو الآن خارب إلا بقية من جداره.
ومنها سد شخران شمالي قاع الحقل على مقربة من قرية دخلة عويدين من عزلة بني منبه.
ومنها سد قصعان في الشرق الشمالي من الحقل ما بين قرية ذي صارف من عزلة عراس وبين قرية ذي شميران من بني منبه وهو أوسعها فمساحة مخزن الماء نحو عشرة آلاف لبنة كل لبنة اثنا عشر ذراعا طولا ومثلها عرضا بالذراع الحديد.
______
(١) في صفة جزيرة العرب بتحقيق القاضي محمد الأكوع على ما خبرني أبو العباس بن أبي غالب السفلى.
(٢) كانت هذه الطريق هي المشهورة قبل شق طريق السيارات التي تقع الى جنوب الطريق الأولى والتي تمر من أسفل السد المذكور. (حاشية لأخي المؤلف).
372
وفي صفة الجزيرة للهمداني : اليحصبان ويتصل بالسحول من شماليها على سمت موسط السراة يحصب السّفل ، ومن نجدها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان والسخطيون والسفليون من همدان ، فالسّفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ومنوب ووادي حمض ، وأهل حمض أحد حمير حدا وأرماه وورف عاله فعتمة السفلى.
والعلو قتاب ومنكث وماوة ويريم ويخار فإلى سحمّر والأحطوط والسملال أشراف قرد والحبلة ، وفي يحصب العلو على ما حدّثني أبو غالب بن أبي العرار بن أبي غالب السفلى (١) ثمانون سدا ، وقد ذكرنا عنه في كتاب الاكليل كبارها وفيها يقول تبع :
وبالربوة الخضراء من أرض يحصب
ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
انتهى ما ذكره الهمداني. قلت : ومن مشاهير أسداد يحصب سد قتاب غربي حقل يحصب ما بين قرية الحزّة وبين قرية قتاب من عزلة إرياب تمر طريق المسافر (٢) من يريم إلى إبّ من شماليه ومنها يصعد إلى قرية الضربة وهو الآن خارب إلا بقية من جداره.
ومنها سد شخران شمالي قاع الحقل على مقربة من قرية دخلة عويدين من عزلة بني منبه.
ومنها سد قصعان في الشرق الشمالي من الحقل ما بين قرية ذي صارف من عزلة عراس وبين قرية ذي شميران من بني منبه وهو أوسعها فمساحة مخزن الماء نحو عشرة آلاف لبنة كل لبنة اثنا عشر ذراعا طولا ومثلها عرضا بالذراع الحديد.
______
(١) في صفة جزيرة العرب بتحقيق القاضي محمد الأكوع على ما خبرني أبو العباس بن أبي غالب السفلى.
(٢) كانت هذه الطريق هي المشهورة قبل شق طريق السيارات التي تقع الى جنوب الطريق الأولى والتي تمر من أسفل السد المذكور. (حاشية لأخي المؤلف).
372
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت
وبإثر هذه الحادثة تراخى أمر ذلك الحلف ؛ إذ تقنّعت الأحلاف ، ولم يلبّ صوت المقدّم سعيد باصليب إلّا المشاجرة ، جاؤوا من يبعث ونواحيها في نحو سبع مئة رام ، يتقدّمهم باشقير ، ولكن بعد ما سبق السّيف العذل ، وفرغوا من سعيد باصليب .. فعادوا أدارجهم.
وكان عند آل العموديّ بعض مأجوري الحكومة يشاغلونهم بالكلام ، حتّى قضي الأمر ، وما أظنّه إلّا يتساوى النّاس ، ويصحّ القياس.
وقال الطّيّب بامخرمة في التّعريف بالشّحر : (سمّيت الشّحر بهذا الاسم لأنّ سكّانها كانوا جيلا من المهرة يسمّون : الشّحرات ـ بالفتح وسكون الحاء المهملة وفتح الرّاء ، ثمّ ألف ، فحذفوا الألف وكسروا الشّين ، ومنهم من لم يكسرها ، والكسر أكثر ـ وتسمّى : الأشحار أيضا ؛ كالجمع. وتسمّى : الأشغاء ؛ لأنّه كان بها واد يسمّى الأشغا (١) ، كان كثير الشّجر ، وكان فيه آبار ونخيل ، وكانت البلاد حوله من الجانب الشّرقيّ ، والمقبرة القديمة في جانبه الغربيّ.
وتسمّى أيضا : سمعون ؛ لأنّ بها واد يسمّى بذلك ، والمدينة حوله من الشّرق والغرب ، وشرب أهلها من آبار في سمعون. وتسمّى : الأحقاف أيضا.
وقد ذكر هذه الأسماء النّقيب أبو حنيفة ، واسمه أحمد ، كان من أولاد أحد تجّار عدن ، ثمّ صار نقيبا لفقراء زاوية الشّيخ جوهر (٢) ، ثمّ عزم إلى الشّحر ، وامتدح
وبإثر هذه الحادثة تراخى أمر ذلك الحلف ؛ إذ تقنّعت الأحلاف ، ولم يلبّ صوت المقدّم سعيد باصليب إلّا المشاجرة ، جاؤوا من يبعث ونواحيها في نحو سبع مئة رام ، يتقدّمهم باشقير ، ولكن بعد ما سبق السّيف العذل ، وفرغوا من سعيد باصليب .. فعادوا أدارجهم.
وكان عند آل العموديّ بعض مأجوري الحكومة يشاغلونهم بالكلام ، حتّى قضي الأمر ، وما أظنّه إلّا يتساوى النّاس ، ويصحّ القياس.
وقال الطّيّب بامخرمة في التّعريف بالشّحر : (سمّيت الشّحر بهذا الاسم لأنّ سكّانها كانوا جيلا من المهرة يسمّون : الشّحرات ـ بالفتح وسكون الحاء المهملة وفتح الرّاء ، ثمّ ألف ، فحذفوا الألف وكسروا الشّين ، ومنهم من لم يكسرها ، والكسر أكثر ـ وتسمّى : الأشحار أيضا ؛ كالجمع. وتسمّى : الأشغاء ؛ لأنّه كان بها واد يسمّى الأشغا (١) ، كان كثير الشّجر ، وكان فيه آبار ونخيل ، وكانت البلاد حوله من الجانب الشّرقيّ ، والمقبرة القديمة في جانبه الغربيّ.
وتسمّى أيضا : سمعون ؛ لأنّ بها واد يسمّى بذلك ، والمدينة حوله من الشّرق والغرب ، وشرب أهلها من آبار في سمعون. وتسمّى : الأحقاف أيضا.
وقد ذكر هذه الأسماء النّقيب أبو حنيفة ، واسمه أحمد ، كان من أولاد أحد تجّار عدن ، ثمّ صار نقيبا لفقراء زاوية الشّيخ جوهر (٢) ، ثمّ عزم إلى الشّحر ، وامتدح
(١) انتقد هذه التسمية صاحب «الشامل» وأكد أنّ صوابها : الأسعاء ، بالسّين المهملة ، والعين المهملة ، وأنّ الشّين إنّما هي تصحيف. ومن أسماء الشّحر المعروفة أيضا : (سعاد).
(٢) الشّيخ جوهر العدني (٠٠٠ ـ ٦٢٦ ه) : هو الشّيخ الكبير الصّوفيّ الصّالح ، المشهور بعدن ، يقال : إنّه من أهل الجند ، كان عبدا عتيقا أمينا ، وكان يتّجر في سوق عدن في البزّ ، لقي الشّيخ باحمران ، وكراماته كثيرة ، وقبره معروف بعدن.
وممّا ينسب له من الشّعر هذه الأبيات :
إذا سعدوا أحبابنا وشقينا
صبرنا على حكم القضا ورضينا
وإن جيّش الأحباب جيشا من الجفا
بنينا من الصّبر الجميل حصونا
وإن بعثوا خيل الصّدود مغيرة
بعثنا لهم خيل الوصال كمينا
(٢) الشّيخ جوهر العدني (٠٠٠ ـ ٦٢٦ ه) : هو الشّيخ الكبير الصّوفيّ الصّالح ، المشهور بعدن ، يقال : إنّه من أهل الجند ، كان عبدا عتيقا أمينا ، وكان يتّجر في سوق عدن في البزّ ، لقي الشّيخ باحمران ، وكراماته كثيرة ، وقبره معروف بعدن.
وممّا ينسب له من الشّعر هذه الأبيات :
إذا سعدوا أحبابنا وشقينا
صبرنا على حكم القضا ورضينا
وإن جيّش الأحباب جيشا من الجفا
بنينا من الصّبر الجميل حصونا
وإن بعثوا خيل الصّدود مغيرة
بعثنا لهم خيل الوصال كمينا
سلطانها عبد الرّحمن بن راشد بأشعار كثيرة ، معظمها على البال بال ، وهو الّذي يسمّيه أهل حضرموت الدان دان.
وخرج من الشّحر جماعة من العلماء الفضلاء ؛ كآل أبي شكيل (١) ، وآل السّبتيّ ، وآل بن حاتم ، وغيرهم. وإليها ينسب خلق كثير ؛ منهم : محمّد بن معاذ الشّحريّ ، سمع من أبي عبد الله الفزاريّ (٢). والجمال محمّد بن عمر بن الأصفر الشّحريّ ، سمع منه القواضي بماردين سنة «٦٨٠ ه».
______
وإن شهّروا أسيافهم لقتالنا
أتيناهم بالذّلّ مدّرعينا
أحبّاءنا جوروا وإن شئتم اعدلوا
صبرنا على حكم القضا ورضينا
«تاريخ عدن» (٧١ ـ ٧٣).
(١) لم يذكر المصنّف هنا أحدا من علماء آل باشكيل ، وحقّهم أن يذكروا ؛ فمن أجلّهم :
العلّامة القاضي محمّد بن سعد بن محمّد بن عليّ بن سالم باشكيل الأنصاريّ الخزرجيّ ، ولد سنة (٦٦٤ ه) ، وتولّى قضاء زبيد ، ثمّ درّس بعدن ، وانفصل سنة (٧٢٠ ه) ، وأقام بالشّحر ثلاث سنين ، كان فقيها كبيرا ، له شرح على «الوسيط» للغزاليّ ، في عداد المفقودات ، وفتاوى ، ونبذة في الأنساب ، توفّي أواسط القرن الثامن.
محمّد بن مسعود بن سعد بن أحمد بن سعد باشكيل ، ولد بغيل باوزير سنة (٨٠٤ ه) ، ومناقبه كثيرة ، له شرح على «المنهاج» للنووي ، جمع فيه بين شروح الإسنوي والسّبكيّ والأذرعي وابن النّحوي.
وهو جدّ القاضي المؤرّخ محمّد الطّيب بامخرمة ، لأمّه ، توفي سنة (٨٧١ ه).
(٢) صوابه : الفراويّ ، بفاء وراء ، نسبة إلى فراوة بالفتح ، بليدة من أعمال نسا ، تقع بينها وبين دهستان وخوارزم ، خرج منها جماعة من أهل العلم ، ويقال لها : رباط فراوة ، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون. وأبو عبد الله المذكور هنا هو : الإمام محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي ، المولود سنة (٤٤١ ه) ، والمتوفى سنة (٥٣٠ ه). كان يعرف بفقيه الحرم ، من أئمة الشافعية.
من شيوخه : الحافظ أبو عثمان بن الصابوني ، وأبو إسحاق الشيرازي ، والحافظ الإمام البيهقي ، وابن القاسم الصفار ، وأبو المعالي الجويني ، وغيرهم. قال ياقوت : روى عنه شيخنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة بالإجازة ، وله مجالس في الوعظ والتذكير مجموعة. اه وأرخ وفاته في (٥٠٣ ه). «الأعلام» (٦ / ٣٣٠) ، «معجم البلدان» (٤ / ٢٤٥) ، «شذرات الذهب» (٤ / ٩٦) ، «بروكلمان» (١ / ٤٣٦). خرّج له ابن معاذ الشحري «أربعين حديثا عن أربعين شيخا» ، قاله السمعاني.
وخرج من الشّحر جماعة من العلماء الفضلاء ؛ كآل أبي شكيل (١) ، وآل السّبتيّ ، وآل بن حاتم ، وغيرهم. وإليها ينسب خلق كثير ؛ منهم : محمّد بن معاذ الشّحريّ ، سمع من أبي عبد الله الفزاريّ (٢). والجمال محمّد بن عمر بن الأصفر الشّحريّ ، سمع منه القواضي بماردين سنة «٦٨٠ ه».
______
وإن شهّروا أسيافهم لقتالنا
أتيناهم بالذّلّ مدّرعينا
أحبّاءنا جوروا وإن شئتم اعدلوا
صبرنا على حكم القضا ورضينا
«تاريخ عدن» (٧١ ـ ٧٣).
(١) لم يذكر المصنّف هنا أحدا من علماء آل باشكيل ، وحقّهم أن يذكروا ؛ فمن أجلّهم :
العلّامة القاضي محمّد بن سعد بن محمّد بن عليّ بن سالم باشكيل الأنصاريّ الخزرجيّ ، ولد سنة (٦٦٤ ه) ، وتولّى قضاء زبيد ، ثمّ درّس بعدن ، وانفصل سنة (٧٢٠ ه) ، وأقام بالشّحر ثلاث سنين ، كان فقيها كبيرا ، له شرح على «الوسيط» للغزاليّ ، في عداد المفقودات ، وفتاوى ، ونبذة في الأنساب ، توفّي أواسط القرن الثامن.
محمّد بن مسعود بن سعد بن أحمد بن سعد باشكيل ، ولد بغيل باوزير سنة (٨٠٤ ه) ، ومناقبه كثيرة ، له شرح على «المنهاج» للنووي ، جمع فيه بين شروح الإسنوي والسّبكيّ والأذرعي وابن النّحوي.
وهو جدّ القاضي المؤرّخ محمّد الطّيب بامخرمة ، لأمّه ، توفي سنة (٨٧١ ه).
(٢) صوابه : الفراويّ ، بفاء وراء ، نسبة إلى فراوة بالفتح ، بليدة من أعمال نسا ، تقع بينها وبين دهستان وخوارزم ، خرج منها جماعة من أهل العلم ، ويقال لها : رباط فراوة ، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون. وأبو عبد الله المذكور هنا هو : الإمام محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي ، المولود سنة (٤٤١ ه) ، والمتوفى سنة (٥٣٠ ه). كان يعرف بفقيه الحرم ، من أئمة الشافعية.
من شيوخه : الحافظ أبو عثمان بن الصابوني ، وأبو إسحاق الشيرازي ، والحافظ الإمام البيهقي ، وابن القاسم الصفار ، وأبو المعالي الجويني ، وغيرهم. قال ياقوت : روى عنه شيخنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة بالإجازة ، وله مجالس في الوعظ والتذكير مجموعة. اه وأرخ وفاته في (٥٠٣ ه). «الأعلام» (٦ / ٣٣٠) ، «معجم البلدان» (٤ / ٢٤٥) ، «شذرات الذهب» (٤ / ٩٦) ، «بروكلمان» (١ / ٤٣٦). خرّج له ابن معاذ الشحري «أربعين حديثا عن أربعين شيخا» ، قاله السمعاني.
ومن شحر عمان : عمرو بن أبي عمر الشّحري ، أنشد له الثّعالبيّ شعرا في «اليتيمة» اه (١)
وقد أطلت القول على الأشحار ب «الأصل» ، ومتى عرفنا أنّه من أسماء الشّحر .. انحلّ المشكل عليّ فيه ، فهذا ممّا يستدرك على ما هناك.
وطالما استشكلت قولهم : (إنّ المظفّر هو الّذي جعل الشّحر مدينة) ، مع عاديّ عمرانها ، وتقادم أخبارها ، والمفهوم : أنّها كانت مدينة عامرة ثمّ اندثرت حتّى عمّرها المظفّر ، فهذا الجمع متعيّن.
ومرّ أوائل هذه المسوّدة عن ياقوت ذكر محمّد بن خويّ بن معاذ (٢) ، ولكنّ الطّيّب بامخرمة نسبه إلى جدّه ولم يذكر أباه.
وقال الطّيّب أيضا في مادة (ذبحان) (٣) : (إنّ الشّيخ محمّد بن سعيد بن أحمد الذّبحانيّ (٤) تفقّه حتّى ترشّح للفتوى ، ثمّ سلك طريق التّصوّف ، واجتهد في الخلوة
______
(١) بعد الرجوع إلى «اليتيمة» ومع شدة البحث تبين أن الذي ذكره الثعالبي هو : أبو الحسن عمر بن أبي عمر السّجزي النوقاني ، من أهل خراسان ، فلعل كلمة السّجزي اشتبهت على بامخرمة فظنها الشحري. والله أعلم.
(٢) محمد بن خوي بن معاذ ، كذا في نسخ «النسبة» ، وفي المطبوع من «تكملة الإكمال» (٣ / ٣١٧) وسمّاه : محمد بن خرفي ، وفي «الأنساب» (٣ / ٤٢٨) سمّاه : محمد بن حرمي ، بحاء وراء وميم مهملات. قال السمعاني (٥٨١٩) : محمد بن حرمي بن معاذ الشحري اليماني ، من أهل الشحر ، ورد العراق وسمع بها وبخراسان. سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الساعدي ، وبمرو أبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله الدهان ، وجماعة سواهما. وما رأيته ، ورأيت اسمه على أجزاء الحديث ، وخرّج لشيخنا الفراوي «الأربعين حديثا عن أربعين شيخا» اه والساعدي والفراوي هما شخص واحد ، تقدمت ترجمته. وزاد صاحب «تكملة الإكمال» : وله شعر. اه وفي هذه النصوص زيادات مفيدة جدا ، كما صرح السمعاني بأنه من أهل شحر عمان وهو صريح في أنه ليس من هذه المدينة التي الحديث ههنا عنها ، لما تقدم نقله عن «الشامل». انظر «معجم البلدان» (٣ / ٣٢٨).
(٣) ذبحان : عزلة فيها عدد من القرى ، أكبرها التّربة ، وهي اليوم مركز ناحية الحجريّة المعافر من أعمال تعز ، وكان مركزها من قبل جبا. «هجر العلم» (٦٨٨).
(٤) أصلهم من ذبحان ، هاجروا إلى عدن ولعلّ الّذي قدم عدن هو والده الفقيه سعيد بن أحمد ، المتوفّى بعدن في (٢٠) رجب (٨٨٨ ه) ، تفقّه على القاضي إسماعيل بن المقري مصنف «الإرشاد» ،
197
وقد أطلت القول على الأشحار ب «الأصل» ، ومتى عرفنا أنّه من أسماء الشّحر .. انحلّ المشكل عليّ فيه ، فهذا ممّا يستدرك على ما هناك.
وطالما استشكلت قولهم : (إنّ المظفّر هو الّذي جعل الشّحر مدينة) ، مع عاديّ عمرانها ، وتقادم أخبارها ، والمفهوم : أنّها كانت مدينة عامرة ثمّ اندثرت حتّى عمّرها المظفّر ، فهذا الجمع متعيّن.
ومرّ أوائل هذه المسوّدة عن ياقوت ذكر محمّد بن خويّ بن معاذ (٢) ، ولكنّ الطّيّب بامخرمة نسبه إلى جدّه ولم يذكر أباه.
وقال الطّيّب أيضا في مادة (ذبحان) (٣) : (إنّ الشّيخ محمّد بن سعيد بن أحمد الذّبحانيّ (٤) تفقّه حتّى ترشّح للفتوى ، ثمّ سلك طريق التّصوّف ، واجتهد في الخلوة
______
(١) بعد الرجوع إلى «اليتيمة» ومع شدة البحث تبين أن الذي ذكره الثعالبي هو : أبو الحسن عمر بن أبي عمر السّجزي النوقاني ، من أهل خراسان ، فلعل كلمة السّجزي اشتبهت على بامخرمة فظنها الشحري. والله أعلم.
(٢) محمد بن خوي بن معاذ ، كذا في نسخ «النسبة» ، وفي المطبوع من «تكملة الإكمال» (٣ / ٣١٧) وسمّاه : محمد بن خرفي ، وفي «الأنساب» (٣ / ٤٢٨) سمّاه : محمد بن حرمي ، بحاء وراء وميم مهملات. قال السمعاني (٥٨١٩) : محمد بن حرمي بن معاذ الشحري اليماني ، من أهل الشحر ، ورد العراق وسمع بها وبخراسان. سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الساعدي ، وبمرو أبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله الدهان ، وجماعة سواهما. وما رأيته ، ورأيت اسمه على أجزاء الحديث ، وخرّج لشيخنا الفراوي «الأربعين حديثا عن أربعين شيخا» اه والساعدي والفراوي هما شخص واحد ، تقدمت ترجمته. وزاد صاحب «تكملة الإكمال» : وله شعر. اه وفي هذه النصوص زيادات مفيدة جدا ، كما صرح السمعاني بأنه من أهل شحر عمان وهو صريح في أنه ليس من هذه المدينة التي الحديث ههنا عنها ، لما تقدم نقله عن «الشامل». انظر «معجم البلدان» (٣ / ٣٢٨).
(٣) ذبحان : عزلة فيها عدد من القرى ، أكبرها التّربة ، وهي اليوم مركز ناحية الحجريّة المعافر من أعمال تعز ، وكان مركزها من قبل جبا. «هجر العلم» (٦٨٨).
(٤) أصلهم من ذبحان ، هاجروا إلى عدن ولعلّ الّذي قدم عدن هو والده الفقيه سعيد بن أحمد ، المتوفّى بعدن في (٢٠) رجب (٨٨٨ ه) ، تفقّه على القاضي إسماعيل بن المقري مصنف «الإرشاد» ،
197