اليمن_تاريخ_وثقافة
10.8K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#اطوار_الاعتقاد_التوحيدي_في_اليمن_القديم

💥عبادة الاله رحمن عرفت باسم " التوحيد الحميري "
(إنجليزية: Himyarite Monotheism)

💥نقش توحيدي قبل ميلاد النبي ﷺ كُتب بـ الخط الزبوري

💥 نص النقش:
بسم له /رحمن /رحمن /رب/سموت
ر ز قن/مفضلك/وأثرن/مخه/شكمت/ايمن

💥محتوى النص:

بسم الله الرحمن الرحيم رب السموات
(أسألك) الرزق من فضلك وان تمنح عقله (قلبة) قوة (حلاوة) الإيمان .

💥وهذا يدل على ان اليمنيين كانوا موحدين لله تعالى واهل ايمان وعقيدة توحيدية.

💥وحد الحميريين الآلهة واعتبروا رحمن إلها أوحد وقدسوه وحده إلى أن دخلت اليهودية والمسيحية إلى اليمن فجعلوا رحمن هذا والد المسيح.

💥وقد مرت هذه الإعتقادات التوحيدية بعدة أطوار فقد كان ذو سماوي أو "ذو سموى" بلغة المسند يذكر مقرونا بعدد من الأصنام بداية حتى أصبح إله الأرض والسماء الأوحد ثم ترسخ التوحيد وأهملت الآلهة الأخرى وتم تقديم الإله رحمن وحده في صيغ التعبد غير مقرون بآلهة أخرى ولا حتى أقوام أخرين كالمسيح أو رب اليهود وهو مايقلل من فرضية أن التوحيد دخل اليمن بتأثير من اليهود والمسيحيين إذ عرف الباحثون ديانة الرحمن هذا باسم " التوحيد الحميري " (إنجليزية: Himyarite Monotheism) لخصائص لم توجد في أديان أخرى .

💥استطاع الأركيولوجيين معرفة لمحة بسيطة عن معتقدات اليمنيين عن حياة بعد الموت، فقد وجدت عدة مقابر لجثث محنطة موضوعة داخل أكياس من الجلد مع ترك الرأس خارجا دون تغطيته في مشهد يشبه الولادة، فاعتبر اليمنيون الموت مرحلة لحياة أو ولادة من جديد .

💥يطلق على المعابد في اليمن لفظة "حرم" و"محرم" وكان يحرم دخولها بملابس متسخة وتمنع النساء من دخولها خلال فترة الحيض ويظهر أنه كان لليمنيين طقوس تعبدية تدعى "طوف" (طواف) حول الحرم لها علاقة بالطهارة الروحية يعقبه اعتراف بالذنوب للكهنة وتقديم القرابين التي غالبا ماتكون من حيوانات مفضلة للآلهة وهي الوعلان والغنم والخراف والثيران وتقديم القرابين عادة مايكون لغفران الذنوب أو لشكر الآلهة أملا في زيادة عطاياها واكتشفت عدة حالات تضحية بالبشر وعادة مايكونون من الغرباء عن المملكة الذين يقعون في الأسر .

* دراسة الدكتور احمد فقعس متخصص بخط الزبور سنة 2018

*صورة نقش توحيدي قبل ميلاد النبي ﷺ كُتب بـ الخط الزبوري .

#اعداد_ابو_زهران_الدوس
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نقش_الخيول_الميتمية_او_الميثمية

نقش الخيول الميتمية المسندي الذي وجد في قرية رخمة، تاريخ النقش 332 م وهو من مقتنيات متحف ذمار سابقا قبل قصفه من العدوان.

نص النقش المسندي:

1) أب ك رب | ي ن ف |ب ن | ذح ج رم | و أ ص ن ع | وذخ رم | ن ح ي ل | أ

2) ف رس ن | م ي ت م ي ت ن | ب رأ |وهـ ق ش ب ن | ب ي ت هـ م و | ي ك رب | ب

3) م ق م | م رأهـ م و | ث أرن | ي هـ ن ع م |
وب ن ي هـ و | م ل ك ك رب | ي

4) هـ أم ن | وذم رع ل ي | ي هـ ب ر | أم ل ك |
س ب أ | وذري دن| وح ض رم ت | وي م ن ت

محتوى النقش:

أبي كرب ينوف بن ذو حجر وأصنع وذخار – ذخير – سائس الخيول الميتمية، بنى وأنشأ بيتهم المسمى (يكرب) في عهد سيدهم ثأران يهنعم وابنيه ملكي كرب يهأمن وذمار علي يهبر (جميعهم) ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت.

- قراءة د/ خلدون نعمان

مدينة رخمة ذكرت في نقش سابق وهو نفس المكان الذي وجد فيه هذا النقش تحت القلعة وهي من بقايا مدينة رخمة العتيقة الذي أنشأت قبل 2١00 سنة.

ورد بالنقش اسم ميتم وهو بالتأكيد اسم المكان الذي تنسب اليه الخيول الميتمية، وقد تم تسميتها إبان الدولة الحميرية بالخيول الميثمية الملكية،
وربما هو مكان رعيها وتربيتها وتدريبها وربما هو موطنها الاصلي الذي ليس شرطا ان يكون جبل ميتم في رداع.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السياسة والغناء في اليمن
عباءة الكراهية أصغر من مساحة الجمال
جمال حسن

(1)
تمهيد
لم يكن الغناء في اليمن بعيدًا عن الصراعات السياسية، بل تأثر بها وكان أحيانًا جزءًا منها. ومؤخرًا ذكر لي صديقي المخرج آدم الحُسامي عن لقاء جمعه بأحد الفنانين اليمنيين، في القاهرة، أثناء تصوير لقاء معه للتلفزيون، وأخبره أنه ذات مرة هاجمه بقسوة في مقالة، وكان رد الخواجة: "الله يلعن السياسة؛ فرقت بيننا".
ومقولة الفنان الذي غنّى داعمًا للانفصال، لم تكن سوى صورة بليغة لتأثير الصراعات السياسية في اليمن على الغناء. ففي ذروة تصاعد الخطاب الانفصالي، انخرط بصوته الجميل مُغنيًا وداعمًا. لكنه بعد سنوات، سيدرك أن عباءة السياسة أصغر من مساحة الفن. أو أنه لم يعد راغبًا بجعل فنه وسيلة لتغذية الشقاق. 
فعلى الأرجح انخرط نفس الفنان في الغناء بهدف أن يحمل مطالب سياسية مشروعة ضد مظالم رأى أن النظام ارتكبها، وليس لإشاعة فُرقة أو كراهية. وهكذا لم يُخفِ امتعاضه من أثر السياسة على الغناء، بل أبعد من ذلك؛ على العلاقات الاجتماعية.
يقول الحسامي، أنه منذ تلك اللحظة تشكّلت صداقة مع ذلك الفنان والإنسان، أزالت تلك الحمولات الملغومة بالسياسة.
قبل ذلك بحوالي نصف قرن، اندلعت ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن ضد الحكم الإمامي، عقب ذلك حروب استمرت سنوات بين الجمهورية الوليدة ومناصري الملكية، ولم يتخلف الغناء عن قاطرة الصراع. 
والتحق فنانون كُثر بركب الثورة، لعل أبرزهم الفنان علي الآنسي، الذي لم يكتفِ بأغانيه الثورية، والداعمة للثورة ضد الإمامة. إنما أيضًا، غنّى للمدافعين عن الجمهورية في جبهات القتال، بما في ذلك فترة حصار السبعين.
وفي خضم الصراع، انحاز فنان آخر من جيل الآنسي بالجبهات الأخرى في صفوف الملكيين. كان محمد أبو نصار يصغر الآنسي بثماني سنوات، وينتسب لأسرة حميد الدين الحاكمة قبل سقوطها عام 62.
عرَّضت الصلة العائلية (أبو نصار) للحبس بداية العهد الجمهوري، وبعد خروجه من الحبس أصبح صوته مناصرًا لحكم أسرته.
اللافت، أن صاحب "يا مجلس الأمن" سجّل أول أغانيه لإذاعة صنعاء في العهد الإمامي. وخلافًا لعُرفٍ لدى تلك الأسر، بازدراء الغناء وتحريمه، فرضت موهبته نفسها ليحظى بتشجيع أسرته، فسجّل أول أغانيه لإذاعة صنعاء أواخر العهد الملكي. 
ولعل اختياره اسم "أبو نصار" كان نوعًا من التوافق على استمراره بالغناء، مستبعدًا لقب الأسرة حتى لا يثير حساسيتها. لكنْ هناك أمران: أولهما تخفف موقف الأسرة الحاكمة في آخر السنوات إزاء الغناء، وفي نفس الوقت ربما كانت مقتنعة بما للغناء من دور سياسي، ولعلها رأت في صوت (أبو نصار) سندًا وداعمًا مضمونًا لها.
وفي ذروة المعارك من أجل استرداد الحكم الإمامي، كان أبو نصار عونًا لها، غير أن أغانيه السياسية الداعمة للملكيين ضاعت نتيجة الصراع السياسي، ولم يُكتب لها البقاء، فكانت أغانيَ مارقة في نظر الجمهورية.
ورغم اختلاف الانحياز السياسي، بين الآنسي و(أبو نصار)، فستجمعهما صورة جنبًا إلى جنب، تجمعهما روح الفن، الذي بإمكانه إزالة شوائب السياسة، ولدى (أبو نصار) أغنية من كلمات شقيقه يقول مطلعها: "يا مجلس الأمن ذُل المستهام اليماني وهو كريم الحسب".
من الوهلة الأولى قد يخطر للذهن بأنها ربما إحدى تلك الأغاني السياسية التي دعم بها الملكيين، لكنها أغنية شكوى بهجر الحبيب تدعو تدخل مجلس الأمن.
وبصرف النظر عن موضوعها العاطفي، فهي نتاج تأثر بالصراع السياسي الذي شهدته اليمن بعد ثورة سبتمبر؛ فاستدعاء "كريم الحسب" لوصف العاشق، يبدو استدعاء للفكرة الجوهرية التي يقوم عليها حكم الإمامة، أي ارتباط الحكم بالانتساب العائلي، وما إلى ذلك من امتيازات، وهو نفس الانتساب الذي ينتمي له الشاعر يحيى حسين حميد الدين، والمغني أبو نصار، وهما شقيقان.
وبطبيعة الحال، تتضمن الأغنية تجسيدًا غير مباشر عن محنة منظومة الحكم العائلية التي تزين استبدادها بصكوك دينية، فعلى الأرجح لا يقتصر هذا الاستدعاء على سياق اجتماعي، إنما سياق سياسيّ، وهي نفسها الصيغة الموجهة لمجلس الأمن. 
ولن نذهب بعيدًا في التأويل، لنفتش عن آمال كانت حاضرة لدى الجانب الملكي بالحصول على دعم دولي يتم انتزاعه عبر قرار من مجلس الأمن. ففي تلك الفترة كلف الأمين العام للأمم المتحدة (يوثانت) أولَ مبعوث أممي إلى اليمن، للتدخل في الصراع. وتدخل المبعوث (رالف بانش) في محاولة لإقناع السعودية ومصر من الانسحاب أثناء الحرب بين الجمهوريين والملكيين.
فالأغنية، وإن تضمنت خطابًا عاطفيًّا يطالب فيها العاشق بتدخل مجلس الأمن، فإنها بصورةٍ ما كانت نتيجة لتقاطع الغناء مع الصراع السياسي في اليمن، على الأقل بتوظيفها دلالات على صلة بحرب استمرت عدة سنوات.
وفي تاريخ الغناء اليمني، سنرى عشرات الأغاني ذات الدلالات السياسية، ظهرت في جنوب اليمن وشمالها، ففي سبعينيات القرن الفائت ظهرت أغنية الآنسي "أنا الشعب يا فندم"، وكانت ترميزًا واضحًا تنتقد فيه حكم العسكر، بعد ما جرى تسميته "حركة التصحيح 13 يونيو" بقيادة إبراهيم الحمدي، وما تلاها من تجميد لمجلس الشورى.
وفي الجنوب، ظهرت أغنية "نشوان"، كلمات سلطان الصريمي، وألحان وغناء محمد مرشد ناجي. ولعدة سنوات، كانت الأغنيتان محظورتين في شمال اليمن، حتى إنّ أغنية المرشدي، تداولها الجمهور بوصفها إدانة لمقتل الحمدي، مع أنها موجهة لنقد سياسي لا صلة له بتلك الواقعة، فالقصيدة نشرت أول مرة في الأول من يونيو العام 1974، بمجلة الحكمة؛ أي قبل أن يصعد الحمدي للحكم، وليس مقتله فقط.
على أنّ السياسة أيضًا، فرضت على الغناء تفسيرها الخاص، وكانت الدوافع جاهزة لدى الجمهور اليمني بالتعاطي مع أغانٍ لوصف واقع سياسي أو موقف، بل إنّ بعض الأغاني السياسية ارتفع شأنها بسبب ما تعرضت له من الحظر، مثلها مثل السجناء السياسيين والمناضلين، فلم يكن اللحن هو المغزى، إنما ما تحمّلَه من معنى، حتى إنّ البعض وجد في الاستماع لها دلالة عن موقف معارض للنظام السياسي، وأحيانًا عن قدر من النضال، لأنها ممنوعة ومحتمل أن تتسبب في الحبس، وهكذا تسللت خفية بنوع من المخاطرة.
وفي سياق حديثنا عن الغناء السياسي في اليمن، سألني صديقي عن الفرق بين الأغنية الوطنية والأغنية السياسية، فأجبته أنّ ما يمكن اعتباره غناءً سياسيًّا، هو ذلك المارق والمحظور في نظر الحاكم، بينما الغناء الوطني هو ما يحظى باتفاق أوسع من أكثر الشرائح.
ومن الممكن أيضًا أن يصبح الغناء السياسي وطنيًّا، وفقًا للتفسير العام، أو لتفسير طرف سياسي وربما العكس، لكنه أيضًا يصبح بالنسبة للنظام مارقًا، وكذلك خطرًا على السكينة العامة والوطن، وما إلى ذلك من دلالات تتماشى مع الخطاب السياسي للسلطة، لكن ما هو ممنوعٌ ليس بالضرورة سياسيًّا، أو أن الغناء أصبح سياسيًّا في بعض المناطق اليمنية؛ وذلك نتيجة الحظر المفروض عليه من جماعة الحوثي، والتي تسعى لحكر الغناء على الزامل، والنشيد الديني، الذي أصبح أداتها الدعائية.
ويمكن لنا الخوض في سياق أوسع حول الأغنية السياسية، وما يجعلها مختلفة عن الأغنية الوطنية، وأين النقاط المشتركة إن وجدت، في القادم من مقالاتنا.
•••
جمال حسن
كاتب وصحفي، يكتب في الأدب والموسيقى والسياسة. أصدرت له رواية "حشرات الذاكرة" عام 2014.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_اليمن_الصنعاني

(تنْحَل عَنَّا صعدة الشَّام لائذا ... فَكَانَ لبرق الشؤم أمثل شائم) (مضى ليقص الحادثات لمن بهَا ... وَقد قصّ من علياه ريش القوادم) (وَكَانَ لشدق الهندواني طعمة ... فَللَّه سيف طاعم أَي طاعم) (كَذَا من عصى فِي مَذْهَب الْبَغي رَأسه ... فَلَيْسَ لَهُ غير العواصي العواصم) وَلما انحسم ضَرَره وبتر عمره تَوَجَّهت الأجناد إِلَى تتبع بَقِيَّة أَصْحَابه وَفِيهِمْ السودي فاتفقت عِنْد ذَلِك حروب مُتعَدِّدَة تولى شَأْنهَا الْأَمِير السَّيِّد الْأَعْظَم إِسْحَاق بن الْمهْدي وَغَيره وَكَانَ غَايَة ذَلِك الإستيلاء على جمَاعَة السودي وفر بِنَفسِهِ إِلَى حَيْثُ يخفى مَكَانَهُ ويستتر جثمانه وسكنت زعازع فتنته واستراح النَّاس من قَبِيح فعلته وَلَيْسَ هَذَا مَحل الْقِصَّة وَإِنَّمَا جر إِلَيْهِ ذكر السودي الْمُسَمّى بِعَبْد الله وَفِي اول شعْبَان سَار صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن إِلَى معِين من بِلَاد الْجوف وَأرْسل جمَاعَة من الْجند إِلَى صروم المعضة الَّذين انتهبوا هَدِيَّة السُّلْطَان بدر فَاسْتَاقُوا بعض مَوَاشِيهمْ ثمَّ تبعتهم المعضة بعد عزمهم ففاتتهم الْمَوَاشِي وَقتلُوا من أَصْحَاب الصفي أَرْبَعَة أَنْفَار وَاتفقَ بَين بني أَسد بسفيان هَذِه الْأَيَّام غارات ذهب فِيهَا سِتَّة أَنْفَار وَفِي هَذَا الشَّهْر سَار السَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن عَليّ الغرباني من صنعاء إِلَى برط وَلما وصل إِلَيْهِم ذكر لَهُم أَشْيَاء استنكرها من السِّيرَة المتوكلية وَأَنه قد تضيق عَلَيْهِ الْقيام وَعَلَيْهِم الْإِجَابَة والإنعام وَآل أمره إِلَى الْعود إِلَى صنعاء لانخرام ذَلِك الْحساب وَعدم من يُعينهُ على فتح هَذَا الْبَاب وَفِي رَمَضَان توفّي السَّيِّد الْعَلامَة عز الدّين بن دريب بالطويلة غربي كوكبان وبيته هُنَالك وَكَانَ صَاحب عرفان فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره وَسمع البُخَارِيّ
على بعض بني النزيلي وَكَانَ فِي زمن الْمُؤَيد بِاللَّه نَائِبا بالطويلة فَلَمَّا صَارَت إِلَى الْأَمِير النَّاصِر بن عبد الرب بِولَايَة الإِمَام المتَوَكل عذره عَنْهَا فاستمر استقراره بهَا وَتَوَلَّى منصب الْقَضَاء وَكَانَ بَصيرًا بمواقع الْجَواب كتب إِلَيْهِ الإِمَام وَهُوَ أَمِير بخدار للداعي أَحْمد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ صنو الإِمَام وَكَانَ من كِتَابه لَا يَنْبَغِي من مثلكُمْ وَأَنْتُم بِمحل من الْعلم أَن تَكُونُوا بغاة علينا ومحاربين لنا وصنوكم أَحْمد الْمُتَقَدّم إِلَى الدعْوَة عَلَيْكُم فَأجَاب الإِمَام ظنية اجتهاديه وَكَانَ صَاحب توقد وحدة وَفِي الْأَحَادِيث الدائرة على الْأَلْسِنَة الحدة تعتري خِيَار أمتِي اتّفق فِي بعض مجَالِس تدريسه أَن رجلا رَاجعه فِي العقائد وَكَانَ ذكر لَهُ أَن مَذْهَب آبَائِك كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَنا أعرف بِمذهب أهل الْبَيْت مِنْك وأقوالهم وكتبهم ورواياتهم وأحوالهم ثمَّ أَمر بِإِخْرَاجِهِ من حَضرته وَأَن لَا يعود إِلَيْهَا وَلما اسْتَقر الصفي هَذِه الْمدَّة بالجوف وجد هُنَالك مآثر أشبه بأهرام مصرمحفوفة بنهر مُرَاد ونهر شوابه وَهُوَ نهر فوار لَا يُمكن عبوره أَيَّام الأمطار وَفِي غَيرهَا لَا يعبره إِلَّا الشطار قيل وَهُوَ كنهر السحول بِالْيمن لَكِن أَهله أشرار وَلَيْسَ فِي الْغَالِب من أهل الْقَرار إِنَّمَا عمدتهم على اللحوم والألبان لاعلى الثِّمَار وَلما تخَلّل الصفي وَمن مَعَه تِلْكَ المآثر الَّتِي تبهر الْإِنْسَان وتنطق عَن ساكنيها بِغَيْر لِسَان دبت عَلَيْهِم نمل كَأَنَّهَا الرمل وأزعجتهم عَن ذَلِك الْمحل وَهَذِه الأثار المجهولة والأطلال الَّتِي كَانَت مأهولة قد حملت فِي نظيرها فِي بِلَاد دهمة طيور على من أَرَادَ أَن يفتش عَن عجائبها حَتَّى اضطرتهم إِلَى الْخُرُوج عَن جوانبها وَفِي شَوَّال اتّفق أَن بَيْتا بِالْقربِ من دَار النَّقِيب جَوْهَر سَعْدَان شرس على أَهله الجان وأصابه طائف من الشَّيْطَان فتكرر إِلَيْهِ الرَّجْم فِي اللَّيْل
التجهيز على حسين باشا صاحب البصرة
وَالنَّهَار حَتَّى كَاد أَن يسلب عقول أَهله كَمَا سلبهم الْقَرار ولصدور مثل هَذَا عَن الجان نَظَائِر وَأَشْبَاه وَأما تشكلهم فَفِيهِ الْخلاف وَأنْكرهُ الْعَلامَة صَاحب الْكَشَّاف وَتكلم عِنْد تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} بِمَا لَا تَدْعُو إِلَى تمحله الْحَاجة وَلَا يمس مُحَافظَة على قَاعِدَة إخوانه الْمُعْتَزلَة وَقد قابله كَلَام سعد الدّين بِمَا يَكْفِي ويشفي وَرَأَيْت سَيِّدي عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور قد كتب على هَامِش حَاشِيَة السعد مَا لَفظه رَأينَا من هَذَا الشكل مَا يبهر الْعُقُول ويردع رائده عَن طرق الفضول انْتهى وَفِي ثَانِي شَوَّال توفّي الشَّيْخ الرئيس أَحْمد بن عَامر الجماعي من مَشَايِخ الْيمن الْأَسْفَل وَهُوَ الَّذِي تزوج إِحْدَى بَنَات شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور وَفِي آخر شَوَّال سَار إِلَى مَكَّة بإمارة الْحَج السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن صَلَاح الجحافي وَزِير الإِمَام وَعذر الْحَاج فرحان عَن ذَلِك لما حصل بَينه وَبَين الحرامية فِي الْعَام الْمَاضِي التَّجْهِيز على حُسَيْن باشا صَاحب الْبَصْرَة قد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن الْحُسَيْن باشا صَاحب الْبَصْرَة أخرج عِيسَى باشا عَن وَكره وَضم قطره إِلَى قطره وَالْقدر يَقُول لعيسى أَنْت عَائِد إِلَى ربع ملكك الفسيح فاصبر كَمَا صَبر سميك الْمَسِيح حَيْثُ نسب إِلَيْهِ كل أَمر عَظِيم حَتَّى قيل هُوَ الْقَدِيم وَأحد الأقانيم وَأما الْحُسَيْن فقد ظلمك بسؤال نعجتك إِلَى نعاجه فسيرك التِّسْعَة وَالتسْعين بعد إزعاجه وَكَانَ عِيسَى قد عرض شكواه إِلَى
الْأَبْوَاب وابتهل 
160
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM