والأشراف بيت الناشري من أولاد المطهر بن يحيى.
والأشراف بيت الفضيل من أولاد شمس الدين بن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين.
والأشراف بيت كوكبان من أولاد شمس الدين أيضا.
والفقهاء بيت الريمي نسبة الى بلاد ريمة المشهورة منهم سيدنا العلّامة إسمعيل بن علي الريمي ووالد بنت الأمير طاشخان الذي قتل مع الناصر في دار الحجر.
والفقهاء بيت السرحي وهم ينتسبون الى عمر بن الخطاب.
والأشراف بيت فايع من أولاد الحسن بن الإمام المؤيد.
والفقهاء بيت حميد من بني الحارث وأصلهم من مقري آنس.
والفقهاء بنو الزهيري من أهل ثلا ، وكذلك بيت الزلب من ثلا.
والقضاة بنو عقبة من أولاد عمرو بن معد يكرب الزبيدي كما في مشجر أبي علامة.
والأشراف بنو النعمي من ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
والفقهاء بنو دلال من أقدم البيوت بصنعاء.
والاشراف بنو البار من آل باعلوي أهل حضرموت من ولد علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق.
والقضاة بنو العرشي من الأعروش من خولان العالية.
والفقهاء بنو الحضرمي من حضرموت وهم اليوم من أفاضل صنعاء.
والأشراف بنو الذيفاني نسبة الى بلدة ذيفان من عيال سريح وهم من ولد الحسن بن حمزة أخي الإمام عبد الله بن حمزة.
والفقهاء بنو الحدائي نسبة الى ناحية الحدا.
وبنو راجح منهم الوزير علي بن أحمد راجح من صدور القرن الثاني
والأشراف بيت الفضيل من أولاد شمس الدين بن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين.
والأشراف بيت كوكبان من أولاد شمس الدين أيضا.
والفقهاء بيت الريمي نسبة الى بلاد ريمة المشهورة منهم سيدنا العلّامة إسمعيل بن علي الريمي ووالد بنت الأمير طاشخان الذي قتل مع الناصر في دار الحجر.
والفقهاء بيت السرحي وهم ينتسبون الى عمر بن الخطاب.
والأشراف بيت فايع من أولاد الحسن بن الإمام المؤيد.
والفقهاء بيت حميد من بني الحارث وأصلهم من مقري آنس.
والفقهاء بنو الزهيري من أهل ثلا ، وكذلك بيت الزلب من ثلا.
والقضاة بنو عقبة من أولاد عمرو بن معد يكرب الزبيدي كما في مشجر أبي علامة.
والأشراف بنو النعمي من ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
والفقهاء بنو دلال من أقدم البيوت بصنعاء.
والاشراف بنو البار من آل باعلوي أهل حضرموت من ولد علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق.
والقضاة بنو العرشي من الأعروش من خولان العالية.
والفقهاء بنو الحضرمي من حضرموت وهم اليوم من أفاضل صنعاء.
والأشراف بنو الذيفاني نسبة الى بلدة ذيفان من عيال سريح وهم من ولد الحسن بن حمزة أخي الإمام عبد الله بن حمزة.
والفقهاء بنو الحدائي نسبة الى ناحية الحدا.
وبنو راجح منهم الوزير علي بن أحمد راجح من صدور القرن الثاني
عشر وهم من بني الكينعي من آنس كما حكاه محسن بن الحسن أبو طالب في ترجمة الوزير المذكور من كتابه «ذوب الذهب».
وبيت العماري من قبائل آل عمار منهم الأديب علي بن صالح العماري المعاصر للمهدي العباس بن المنصور حسين بن المتوكل قاسم بن حسين.
والقضاة بيت قاطن وهم في الأصل من حبابة من بلاد ثلا ونسبهم في حمير كما تقدم في ثلا.
والقضاة بيت الجيوري ونسبهم في حمير من ولد عبد الحميد المنتاب وقد تقدم رفع نسبهم.
وبنو العراسي نسبة الى عراس من بلدان قضاء يريم.
والأشراف بنو الوزير من آل المفضل بن الحجاج ، وقد ذكروا في بني حشيش.
والقضاة بنو سهيل من أهل صعدة ، والفقهاء بنو كباس من بني بهلول.
والفقهاء بنو مداعس والأشراف بنو الحكيم من الهند ثم من لاهور.
والقضاة بنو الصديق من بيوت العلم مشهورون.
وبنو المحفدي نسبة الى بيت محفد من قرى ناحية البستان.
وبنو القرواني من خولان العالية من مخلاف قروى.
والقضاة بنو الرباعي وبيت الكستبان وبيت صلاح الدين والأشراف بيت المرنة من ولد يوسف الأصغر بن أحمد بن الإمام يوسف الداعي.
والأشراف بيت العوامي من ذرية الحسين بن الإمام يوسف الداعي.
والقضاة بيت الجبري من خولان العالية ثم من بني جبر من قرية أيطية.
وبيت الثور من أشهر بيوت صنعاء.
وبيت سعد يسر أصلهم من الهند كان جدهم تاجر بانيان ثم أسلم.
137
وبيت العماري من قبائل آل عمار منهم الأديب علي بن صالح العماري المعاصر للمهدي العباس بن المنصور حسين بن المتوكل قاسم بن حسين.
والقضاة بيت قاطن وهم في الأصل من حبابة من بلاد ثلا ونسبهم في حمير كما تقدم في ثلا.
والقضاة بيت الجيوري ونسبهم في حمير من ولد عبد الحميد المنتاب وقد تقدم رفع نسبهم.
وبنو العراسي نسبة الى عراس من بلدان قضاء يريم.
والأشراف بنو الوزير من آل المفضل بن الحجاج ، وقد ذكروا في بني حشيش.
والقضاة بنو سهيل من أهل صعدة ، والفقهاء بنو كباس من بني بهلول.
والفقهاء بنو مداعس والأشراف بنو الحكيم من الهند ثم من لاهور.
والقضاة بنو الصديق من بيوت العلم مشهورون.
وبنو المحفدي نسبة الى بيت محفد من قرى ناحية البستان.
وبنو القرواني من خولان العالية من مخلاف قروى.
والقضاة بنو الرباعي وبيت الكستبان وبيت صلاح الدين والأشراف بيت المرنة من ولد يوسف الأصغر بن أحمد بن الإمام يوسف الداعي.
والأشراف بيت العوامي من ذرية الحسين بن الإمام يوسف الداعي.
والقضاة بيت الجبري من خولان العالية ثم من بني جبر من قرية أيطية.
وبيت الثور من أشهر بيوت صنعاء.
وبيت سعد يسر أصلهم من الهند كان جدهم تاجر بانيان ثم أسلم.
137
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت
الطّويل] :
ومن تكن الأسد الضّواري جدوده
يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا (٢)
وأصل المعنى فيما أحفظ : ما أنشده مروان يوم وثب على الملك بعد معاوية بن يزيد ، وهو [كما في «الطبقات الكبرى» ٤ / ١٦٩ من البسيط] :
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وأرض ميفع صالحة للزّراعة لكثرة مائها وحسن تربتها ، فهي مظنّة ارتفاع هائل ، إلّا أنّها موبوءة (٣) ، قلّ من أقام بها إلّا زارته الحمّى من دون حياء ، ثمّ لم تفارقه حتّى تورده شعوب (٤) ، ولكن ما أظنّه يصعب مع تقدّم الطّبّ في الأيّام الأخيرة أن يعالج هواؤها حتّى يصحّ ، فتنبعث نيّة السّلطان لعمارتها ، حتّى يتوفّر على الخزينة ربح عظيم ، ومال كثير تنتعش به البلاد وينتفع به العباد ، إن لم يؤل الأمر إلى مثل قول الرّصافيّ [من مجزوء الرّمل]
هو ملك مشرق
يّ الضّرع غربيّ الملابن
______
(١) المعنى : إذا بلغوا في أسفارهم منازل قوم لم يكن بينهم وبين سكانها مودّة .. أجازتهم رماحهم فلم يخافوا أهل النّاحية. ثمّ قال : وأن تخاف خير من أن تحبّ ؛ لأنّ من أطاعك خوفا منك .. كان أبلغ من أن يطيعك بالمودّة. والله أعلم.
(٢) المعنى : من كان ولد الشّجعان ، وكان جدوده كالأسود الّتي تعوّدت أكل اللّحوم .. يكن اللّيل له نهارا ؛ لأنّه لا تعوقه الظّلمة عن إدراك ما يريد ، وكان مطعمه ممّا يغصب من الأعداء ، فهو يركب اللّيل لقضاء حاجته.
(٣) تحدّث عن وباء ميفع صاحب «الشّامل» ص (٧٥) فقال : (وفي ميفعة مستنقعات ، كثر من أجلها البعوض ، وكانت العرب تقول : إنه عشّ الحمّى ، وقد صدّق قولهم أهل علم الطّبّ الحديث ؛ فإنّه يوجد منه جنس يتسبّب عن قرصه الحمّى الصفراويّة ، ويقال لها : (الملاريا) ، وهذه الحمّى منتشرة بميفع وبحجر وبوادي ساه ، وبعض الغياض. وقد قلّ سكّان ميفع لوبائها ووخمها ..) اه
(٤) شعوب : اسم من أسماء المنيّة (الموت).
الطّويل] :
ومن تكن الأسد الضّواري جدوده
يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا (٢)
وأصل المعنى فيما أحفظ : ما أنشده مروان يوم وثب على الملك بعد معاوية بن يزيد ، وهو [كما في «الطبقات الكبرى» ٤ / ١٦٩ من البسيط] :
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وأرض ميفع صالحة للزّراعة لكثرة مائها وحسن تربتها ، فهي مظنّة ارتفاع هائل ، إلّا أنّها موبوءة (٣) ، قلّ من أقام بها إلّا زارته الحمّى من دون حياء ، ثمّ لم تفارقه حتّى تورده شعوب (٤) ، ولكن ما أظنّه يصعب مع تقدّم الطّبّ في الأيّام الأخيرة أن يعالج هواؤها حتّى يصحّ ، فتنبعث نيّة السّلطان لعمارتها ، حتّى يتوفّر على الخزينة ربح عظيم ، ومال كثير تنتعش به البلاد وينتفع به العباد ، إن لم يؤل الأمر إلى مثل قول الرّصافيّ [من مجزوء الرّمل]
هو ملك مشرق
يّ الضّرع غربيّ الملابن
______
(١) المعنى : إذا بلغوا في أسفارهم منازل قوم لم يكن بينهم وبين سكانها مودّة .. أجازتهم رماحهم فلم يخافوا أهل النّاحية. ثمّ قال : وأن تخاف خير من أن تحبّ ؛ لأنّ من أطاعك خوفا منك .. كان أبلغ من أن يطيعك بالمودّة. والله أعلم.
(٢) المعنى : من كان ولد الشّجعان ، وكان جدوده كالأسود الّتي تعوّدت أكل اللّحوم .. يكن اللّيل له نهارا ؛ لأنّه لا تعوقه الظّلمة عن إدراك ما يريد ، وكان مطعمه ممّا يغصب من الأعداء ، فهو يركب اللّيل لقضاء حاجته.
(٣) تحدّث عن وباء ميفع صاحب «الشّامل» ص (٧٥) فقال : (وفي ميفعة مستنقعات ، كثر من أجلها البعوض ، وكانت العرب تقول : إنه عشّ الحمّى ، وقد صدّق قولهم أهل علم الطّبّ الحديث ؛ فإنّه يوجد منه جنس يتسبّب عن قرصه الحمّى الصفراويّة ، ويقال لها : (الملاريا) ، وهذه الحمّى منتشرة بميفع وبحجر وبوادي ساه ، وبعض الغياض. وقد قلّ سكّان ميفع لوبائها ووخمها ..) اه
(٤) شعوب : اسم من أسماء المنيّة (الموت).
غير أنّ الولد حامد بن أبي بكر المحضار كثيرا ما يغضّ من شأن ميفع هذه ، ويجزم بضياع الآمال الّتي تعلّق على خيراتها ، وما أدري أهو بارّ في ذلك أم من أثر حقده على تلك الحكومة بسبب عزله.
وفي أخبار سنة (٩١٦ ه) من «تاريخ باشراحيل» : أنّ ابن سدّة أغار على ميفع ، ونهب عبيدا وبهائم ، ثمّ لاقاه ابن دغّار إلى نحو عين بامعبد ، فانهزم ابن دغّار انهزاما فاحشا فأسر ، وقتل من قومه نحو خمسة عشر ، وأسر الباقون.
حجر (١)
ذكر في «التّاج» و «أصله» : (حجر ذي رعين من حمير. وحجر الأزد).
قال : وباليمن موضع يقال له : حجر ، على مسافة عشرة أيّام من زبيد (٢).
وهو المذكور في قول مهلهل [من الوافر] :
ولو لا الرّيح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذّكور (٣)
______
١) حجر ـ بفتح فسكون ـ : واد عظيم في ساحل حضرموت ، على بعد خمسين كيلومترا غرب المكلا ، يمتد من يبعث وميفع شمالا إلى الساحل جنوبا ، بطول (٢٠٠ كم) تقريبا ، ثم يصب في البحر بالقرب من رأس الكلب ، وتوجد على امتداده قرى بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ويعتبر من أخصب المناطق في حضرموت وأكثرها ماء ، وفيه بعض عيون الماء الحار ، وأغلب سكانه من نوّح وحضرموت القبيلة ، وحالكة ومراشدة وخامعة ، وجماعة من العلويين.
(٢) زبيد هي : البلدة المشهورة ، صنّف في تاريخها مصنّفات ، وأجودها لابن الديبع الشّيبانيّ ، ومن أجمل ما كتب عنها : الكتاب المسمّى : «زبيد مساجدها ومدارسها العلميّة في التّاريخ» للأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد الله الحضرمي (١٩٣٣ ـ ١٩٩٣ م) رحمه الله ، صدر عن المركز الفرنسي للدراسات اليمنيّة بصنعاء في (٢٠٠٠ م).
(٣) الصليل : الصوت. والبيض : السيوف. والذكور : السيوف الفولاذيّة ، وسيف ذكر : يابس شديد جيّد. ويقال : إنّ هذا أكذب بيت قالته العرب ، وذلك لأنّ المعنى : قاتلناهم أشدّ القتال ، وضربناهم ضربا عنيفا .. حتّى إنّ صوت سيوفنا لو لا وجود الرّيح ليسمع من بعد عشرة أيّام ، وقبل هذا البيت قوله :
أليلتنا بذي حسم أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري
وفي أخبار سنة (٩١٦ ه) من «تاريخ باشراحيل» : أنّ ابن سدّة أغار على ميفع ، ونهب عبيدا وبهائم ، ثمّ لاقاه ابن دغّار إلى نحو عين بامعبد ، فانهزم ابن دغّار انهزاما فاحشا فأسر ، وقتل من قومه نحو خمسة عشر ، وأسر الباقون.
حجر (١)
ذكر في «التّاج» و «أصله» : (حجر ذي رعين من حمير. وحجر الأزد).
قال : وباليمن موضع يقال له : حجر ، على مسافة عشرة أيّام من زبيد (٢).
وهو المذكور في قول مهلهل [من الوافر] :
ولو لا الرّيح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذّكور (٣)
______
١) حجر ـ بفتح فسكون ـ : واد عظيم في ساحل حضرموت ، على بعد خمسين كيلومترا غرب المكلا ، يمتد من يبعث وميفع شمالا إلى الساحل جنوبا ، بطول (٢٠٠ كم) تقريبا ، ثم يصب في البحر بالقرب من رأس الكلب ، وتوجد على امتداده قرى بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ويعتبر من أخصب المناطق في حضرموت وأكثرها ماء ، وفيه بعض عيون الماء الحار ، وأغلب سكانه من نوّح وحضرموت القبيلة ، وحالكة ومراشدة وخامعة ، وجماعة من العلويين.
(٢) زبيد هي : البلدة المشهورة ، صنّف في تاريخها مصنّفات ، وأجودها لابن الديبع الشّيبانيّ ، ومن أجمل ما كتب عنها : الكتاب المسمّى : «زبيد مساجدها ومدارسها العلميّة في التّاريخ» للأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد الله الحضرمي (١٩٣٣ ـ ١٩٩٣ م) رحمه الله ، صدر عن المركز الفرنسي للدراسات اليمنيّة بصنعاء في (٢٠٠٠ م).
(٣) الصليل : الصوت. والبيض : السيوف. والذكور : السيوف الفولاذيّة ، وسيف ذكر : يابس شديد جيّد. ويقال : إنّ هذا أكذب بيت قالته العرب ، وذلك لأنّ المعنى : قاتلناهم أشدّ القتال ، وضربناهم ضربا عنيفا .. حتّى إنّ صوت سيوفنا لو لا وجود الرّيح ليسمع من بعد عشرة أيّام ، وقبل هذا البيت قوله :
أليلتنا بذي حسم أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري
وكانت الواقعة بالذّنائب (١) ، وهي على مقربة من زبيد.
وعلّ هذه الواقعة هي التي كثرت على هلكاها الندبة ، فيما تقدّم.
ولا أدري أحجر هذه بضمّ الحاء أم بفتحها؟ ولكنّ ياقوت [٢ / ٢٢٣] يقول : (قال أبو سعد : حجر ـ بالضّمّ ـ اسم موضع باليمن ، إليه ينسب أحمد بن عليّ الهذليّ الحجريّ) ، وأطال في حجر اليمامة ، وهي غير الّتي نحن بسبيلها ، وهي عاصمة نجد ، واسمها اليوم : الرّياض ، وإليها الإشارة بقول عروة بن حزام في نونيّته المشهورة [في «الأغاني» ٢٤ / ١٢٢ من الطّويل] :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعرّاف حجر إن هما شفياني
وقول جحدر بن مالك الحنفيّ [من الوافر] :
فيا أخويّ من جشم بن سعد
أقلّا اللّوم إن لم تنفعاني
إذا جاوزتما سعفات حجر
وأودية اليمامة فانعياني
وقول النّابغة [الذّبيانيّ في «ديوانه» ٦٧ من الطّويل] :
وهم قتلوا الطّائيّ بالحجر عنوة
أخا جابر واستنكحوا أمّ جابر
وقول زهير [من الكامل] :
لمن الدّيار بقنّة الحجر
... (٢)
وأنكر أبو عمرو أن يكون المراد من هذا قصبة اليمامة ، وقال : لأنّ (أل) لا تدخلها.
ولكن قال الجوهريّ : (الحجر ـ بالفتحة ـ : قصبة اليمامة ، يذكّر ويؤنّث).
______
فإن يك بالذّنائب طال ليلي
فقد أبكي من اللّيل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب
فيعلم بالذّنائب أيّ زير
بيوم الشّعثمين أقرّ عينا
وكيف لقاء من تحت القبور
وإنّي قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير
«البلدان اليمانية عند ياقوت» (ص ٢٤). والزّير : الذي يعجبه كلام النّساء ، أو : جليسهنّ.
(١) الذنائب : بلدة في أسفل جبل ملحان ، بالقرب من المهجّم.
(٢) القنّة : أعلى الجبل. والبيت ـ كما سيأتي بعد قليل ـ في «خزانة الأدب» (٩ / ٤٣٩).
93
وعلّ هذه الواقعة هي التي كثرت على هلكاها الندبة ، فيما تقدّم.
ولا أدري أحجر هذه بضمّ الحاء أم بفتحها؟ ولكنّ ياقوت [٢ / ٢٢٣] يقول : (قال أبو سعد : حجر ـ بالضّمّ ـ اسم موضع باليمن ، إليه ينسب أحمد بن عليّ الهذليّ الحجريّ) ، وأطال في حجر اليمامة ، وهي غير الّتي نحن بسبيلها ، وهي عاصمة نجد ، واسمها اليوم : الرّياض ، وإليها الإشارة بقول عروة بن حزام في نونيّته المشهورة [في «الأغاني» ٢٤ / ١٢٢ من الطّويل] :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعرّاف حجر إن هما شفياني
وقول جحدر بن مالك الحنفيّ [من الوافر] :
فيا أخويّ من جشم بن سعد
أقلّا اللّوم إن لم تنفعاني
إذا جاوزتما سعفات حجر
وأودية اليمامة فانعياني
وقول النّابغة [الذّبيانيّ في «ديوانه» ٦٧ من الطّويل] :
وهم قتلوا الطّائيّ بالحجر عنوة
أخا جابر واستنكحوا أمّ جابر
وقول زهير [من الكامل] :
لمن الدّيار بقنّة الحجر
... (٢)
وأنكر أبو عمرو أن يكون المراد من هذا قصبة اليمامة ، وقال : لأنّ (أل) لا تدخلها.
ولكن قال الجوهريّ : (الحجر ـ بالفتحة ـ : قصبة اليمامة ، يذكّر ويؤنّث).
______
فإن يك بالذّنائب طال ليلي
فقد أبكي من اللّيل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب
فيعلم بالذّنائب أيّ زير
بيوم الشّعثمين أقرّ عينا
وكيف لقاء من تحت القبور
وإنّي قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير
«البلدان اليمانية عند ياقوت» (ص ٢٤). والزّير : الذي يعجبه كلام النّساء ، أو : جليسهنّ.
(١) الذنائب : بلدة في أسفل جبل ملحان ، بالقرب من المهجّم.
(٢) القنّة : أعلى الجبل. والبيت ـ كما سيأتي بعد قليل ـ في «خزانة الأدب» (٩ / ٤٣٩).
93
#طبقات_صلحاء_اليمن
الْمِنْبَر وَلَقَد أَخْبرنِي بعض الثِّقَات أَن هَذَا الإِمَام كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْأَئِمَّة الْمُجْتَهدين قل من جمع الْعُلُوم مَا جمعه وَأَنه انْتفع عَلَيْهِ جمَاعَة من طلبة الْعلم الشريف ثمَّ ارتحل من الْيمن وَانْقطع خَبره وَلم أعلم مَكَان وَفَاته وَدَفنه رَحمَه الله تَعَالَى وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة أحد الْأَئِمَّة الْمُحَقِّقين والبلغاء المجودين عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْقرشِي الْمَكِّيّ كَانَ هَذَا الإِمَام من أجل الْعلمَاء الْأَعْلَام وَمن أكَابِر فُقَهَاء الْإِسْلَام مُحدثا أصوليا نحويا مجودا لجَمِيع فنون الْعلم وَفد إِلَى الْيمن بأوائل المئة التَّاسِعَة فَأحْسن إِلَيْهِ سُلْطَان الْوَقْت وَهُوَ النَّاصِر وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بِمَدِينَة تعز إِحْدَى دور المضيف والمدرسة المظفرية وَغير ذَلِك فدرس وَأفْتى وَقَرَأَ عِنْده صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ وَحضر الْقِرَاءَة عِنْده جماعات كَثِيرُونَ من فُقَهَاء الْبَلَد وَغَيرهم ثمَّ ولاه السُّلْطَان الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز فَسَار فِي النَّاس على مُقْتَضى عَادَة بَلَده فِي الْجد فِي الْأُمُور والشدة فِي الْأَحْكَام والغلظة فِي الْكَلَام فشق ذَلِك على كثير من النَّاس فشكوا إِلَى السُّلْطَان وشنعوا عَلَيْهِ فَعَزله السُّلْطَان عَن الْقَضَاء وَبعد ذَلِك سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة بعد سنة خمس عشرَة وثمانمئة وَلم يعلم مَا صَار إِلَيْهِ حَاله بعد ذَلِك وَمِنْهُم القَاضِي الإِمَام الْعَلامَة بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر المَخْزُومِي الدماميني الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي هُوَ من الْأَئِمَّة البلغاء والسادة الْفُضَلَاء متبحرا فِي علم الْأَدَب لَهُ فِيهِ مصنفات مِنْهَا كتاب المثني على كتاب الْمُغنِي فِي النَّحْو وَكَانَ لَهُ فِي الشّعْر الْيَد الطُّولى وَفد إِلَى الْيمن سنة ثَمَانِي عشرَة وثمانمئة فَأكْرمه السُّلْطَان النَّاصِر وقابله بِمَا يُقَابل بِهِ مثله وَاجْتمعَ بالأئمة من فُقَهَاء زبيد وَكتب إِلَى
الْمِنْبَر وَلَقَد أَخْبرنِي بعض الثِّقَات أَن هَذَا الإِمَام كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْأَئِمَّة الْمُجْتَهدين قل من جمع الْعُلُوم مَا جمعه وَأَنه انْتفع عَلَيْهِ جمَاعَة من طلبة الْعلم الشريف ثمَّ ارتحل من الْيمن وَانْقطع خَبره وَلم أعلم مَكَان وَفَاته وَدَفنه رَحمَه الله تَعَالَى وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة أحد الْأَئِمَّة الْمُحَقِّقين والبلغاء المجودين عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْقرشِي الْمَكِّيّ كَانَ هَذَا الإِمَام من أجل الْعلمَاء الْأَعْلَام وَمن أكَابِر فُقَهَاء الْإِسْلَام مُحدثا أصوليا نحويا مجودا لجَمِيع فنون الْعلم وَفد إِلَى الْيمن بأوائل المئة التَّاسِعَة فَأحْسن إِلَيْهِ سُلْطَان الْوَقْت وَهُوَ النَّاصِر وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بِمَدِينَة تعز إِحْدَى دور المضيف والمدرسة المظفرية وَغير ذَلِك فدرس وَأفْتى وَقَرَأَ عِنْده صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ وَحضر الْقِرَاءَة عِنْده جماعات كَثِيرُونَ من فُقَهَاء الْبَلَد وَغَيرهم ثمَّ ولاه السُّلْطَان الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز فَسَار فِي النَّاس على مُقْتَضى عَادَة بَلَده فِي الْجد فِي الْأُمُور والشدة فِي الْأَحْكَام والغلظة فِي الْكَلَام فشق ذَلِك على كثير من النَّاس فشكوا إِلَى السُّلْطَان وشنعوا عَلَيْهِ فَعَزله السُّلْطَان عَن الْقَضَاء وَبعد ذَلِك سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة بعد سنة خمس عشرَة وثمانمئة وَلم يعلم مَا صَار إِلَيْهِ حَاله بعد ذَلِك وَمِنْهُم القَاضِي الإِمَام الْعَلامَة بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر المَخْزُومِي الدماميني الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي هُوَ من الْأَئِمَّة البلغاء والسادة الْفُضَلَاء متبحرا فِي علم الْأَدَب لَهُ فِيهِ مصنفات مِنْهَا كتاب المثني على كتاب الْمُغنِي فِي النَّحْو وَكَانَ لَهُ فِي الشّعْر الْيَد الطُّولى وَفد إِلَى الْيمن سنة ثَمَانِي عشرَة وثمانمئة فَأكْرمه السُّلْطَان النَّاصِر وقابله بِمَا يُقَابل بِهِ مثله وَاجْتمعَ بالأئمة من فُقَهَاء زبيد وَكتب إِلَى
الإِمَام شرف الدّين المقرىء يمدحه نظما ونثرا بِكَلَام بليغ ذكرته فِي الأَصْل فَأجَاب عَلَيْهِ الإِمَام شرف الدّين بأبلغ من ذَلِك بِمَا مدحه فِيهِ وَاتفقَ بَينهمَا لَهُ أحجيات ومطارحات يطول ذكرهَا وَللْإِمَام الدماميني شعر فِي زبيد مِنْهَا (قَالَت وَقد فتحت جفونا نعسا ... ترمي الورى فِي الْجور بِالْأَحْكَامِ) (احذر هلاكك فِي زبيد فإنني ... لِذَوي الغرام فتحت بَاب سِهَام) وَله فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قصيدة طَوِيلَة ذكرتها فِي الأَصْل أَولهَا (أَنا رَاض بنظرة من بعيد ... فاجبروا سادتي وَلَاء العبيد) وَمِنْهُم الأديب البارع جمال الدّين شعْبَان بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الْقرشِي كَانَ لَهُ الباع الأطول فِي فن الْأَدَب وقريحة مطاوعة فِي الشّعْر وَمَعْرِفَة فنون الْعَرَبيَّة وَفد إِلَى أَرض الْيمن فِي سنة أَربع وثمانمئة وامتدح السُّلْطَان بغرر من القصائد فَأحْسن إِلَيْهِ فَأَقَامَ فِي الْيمن مُدَّة وَرُوِيَ عَنهُ البديعية الْمَشْهُورَة الَّتِي عَارض فِيهَا الصفي الْحلِيّ فِي بديعيته وَأحسن فِيهَا بمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِيهَا الإِمَام شمس الدّين مُحَمَّد المراكشي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله (وروضة للزين شعْبَان قد ... أربت على زهر رياض الرّبيع) (لَو لم تفق نسج الحريري لما ... حاكت بِحسن النّظم رقم الرّبيع) وللأديب شعْبَان من الْمَدْح والهجو والتهاني والمراثي والوعظ شَيْء كثير من ذَلِك قَوْله (رب هَب لي من زبيد ... حسن منجى وذماما) (إِنَّهَا يَا رب ساءت ... مُسْتَقرًّا ومقاما)
فناقضه القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعلوِي فَقَالَ (رب هَب لي من زبيد ... طيب عَيْش ومقاما) (إِنَّهَا يَا رب طابت ... مُسْتَقرًّا ومقاما) (لَا يَرَاهَا أَرض سوء ... غير شخص قد تعامى) (أَو لئيم ذُو افتقار ... يَوْمه قد صَار عَاما) وَله تخميس الْبردَة جود فِيهِ وَله فِي الْمعَارض مَا يشْهد لَهُ بالبلاغة وَله كتاب فِي علم الْخط سَمَّاهُ هِلَال شعْبَان يتَضَمَّن وضع الأحرف ورسمها على طرق الْمَشَايِخ المعتبرين فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ مُفِيد فِي بَابه ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى مَكَّة وَانْقطع خَبره وَلم نعلم أَيْن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَلامَة الرّحال الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى المراكشي الْمَالِكِي قَرَأَ على الشُّيُوخ الْكِبَار فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَسَائِر الْعُلُوم فَمن شُيُوخه الشَّيْخ عبد الرَّحِيم الْعِرَاقِيّ صَاحب الألفية فِي الحَدِيث والتصانيف المفيدة وَكَانَ هُوَ وَالْإِمَام أَبُو زرْعَة ولد الشَّيْخ عبد الرَّحِيم مُصَنف التَّحْرِير وَشرح الْمَنْظُومَة كفرسي رهان فِي الِاجْتِمَاع على نقل الْفَوَائِد وَالْملح والعوائد وَكَانَ لَدَيْهِ من المعارف وفرائد اللطائف وغرائب الْفَوَائِد مَا يدل على ارْتِفَاع قدره وَظُهُور بدره سمع عَلَيْهِ الحَدِيث فِي بلدان كَثِيرَة وَله شعر جيد فِي الْغَزل وَغَيره ذكرت بعضه فِي الأَصْل وَكَانَ دُخُوله الْيمن سنة ثَلَاث عشرَة وثمانمئة وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام المقرىء الْمُحدث شمس الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن
يُوسُف الْجَزرِي
330
يُوسُف الْجَزرِي
330
#صفة_بلاد_اليمن
الباقون غادون على حالهم إلى أن نزل صاحب حصن النعكر مع جمع من الخلائق ، فركبوا السيف على الجاشو فلم يسلم منهم إلا كل طويل العمر ، فكانت جماجم رءوسهم ملء تلك الأرض ، فكان إذا أشكل على رجل من أهل عدن موضعا قال : أين من الجماجم؟ فعرف الموضع بالجماجم ، والمعنى بالجماجم رءوس الجاشو.
فلما انتصرت بنو زريع هذا النصر نزلوا من الحصون وسكنوا الوادى وبنوا الدور الملاح ، وهم أول من بنى الدور الحجر والجص بعدن ، وكان يجلب الحجر إلى عدن من أعمال أبين لأجل العمارة ، ولم يظهر لأهل عدن المقلع إلا أبو الحسن على بن الضحاك الكوفى ، فلما أن سكن عدن اشترى عبيدا زنوجا يقطعون الحجر من جبال عدن ، وكانت الجوارى تنقله على أعناقها ، فمن حينئذ قطعوا الحجر بها وصارت مقالع يعرف كل مقلع بصاحبه : مقلع على الأنكى ، ويوسف الأردبيلى ، ومقلع ريتيه النحار ، ومقلع إسماعيل السلامى ، ومقلع حميد بن حماسة ، ومقلع
إسماعيل السلامى ، ومقلع حميد بن حماسة ، ومقلع عبد الواحد بن ميمون ، ومقلع أبى الحسن بن الدورى ، وتملكوها إلى أن صارت لهم ملكا ومستغلات.
فصل : ولما قبض شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شاذى على عبد النبى ابن على بن مهدى ، وهو آخر من تولى من العرب أرض الحصيب ، وجاء به مسلسلا إلى عدن ، وقبض على ياسر بن بلال بن جرير المحمدى ، مولى الداعى محمد بن أبى السعود بن زريع ، وهو آخر من تولى من الدعاة ، أقعد كل واحد منهم فى خيمة وحده ، فالتفت عبد النبى فوجد ياسر بن بلال يسارقه بالنظر فقال : يا عبد السوء ما تنظر إلا إلى أسد مقيد بقيد من حديد ومسلسل بسلاسل حديد.
الباقون غادون على حالهم إلى أن نزل صاحب حصن النعكر مع جمع من الخلائق ، فركبوا السيف على الجاشو فلم يسلم منهم إلا كل طويل العمر ، فكانت جماجم رءوسهم ملء تلك الأرض ، فكان إذا أشكل على رجل من أهل عدن موضعا قال : أين من الجماجم؟ فعرف الموضع بالجماجم ، والمعنى بالجماجم رءوس الجاشو.
فلما انتصرت بنو زريع هذا النصر نزلوا من الحصون وسكنوا الوادى وبنوا الدور الملاح ، وهم أول من بنى الدور الحجر والجص بعدن ، وكان يجلب الحجر إلى عدن من أعمال أبين لأجل العمارة ، ولم يظهر لأهل عدن المقلع إلا أبو الحسن على بن الضحاك الكوفى ، فلما أن سكن عدن اشترى عبيدا زنوجا يقطعون الحجر من جبال عدن ، وكانت الجوارى تنقله على أعناقها ، فمن حينئذ قطعوا الحجر بها وصارت مقالع يعرف كل مقلع بصاحبه : مقلع على الأنكى ، ويوسف الأردبيلى ، ومقلع ريتيه النحار ، ومقلع إسماعيل السلامى ، ومقلع حميد بن حماسة ، ومقلع
إسماعيل السلامى ، ومقلع حميد بن حماسة ، ومقلع عبد الواحد بن ميمون ، ومقلع أبى الحسن بن الدورى ، وتملكوها إلى أن صارت لهم ملكا ومستغلات.
فصل : ولما قبض شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شاذى على عبد النبى ابن على بن مهدى ، وهو آخر من تولى من العرب أرض الحصيب ، وجاء به مسلسلا إلى عدن ، وقبض على ياسر بن بلال بن جرير المحمدى ، مولى الداعى محمد بن أبى السعود بن زريع ، وهو آخر من تولى من الدعاة ، أقعد كل واحد منهم فى خيمة وحده ، فالتفت عبد النبى فوجد ياسر بن بلال يسارقه بالنظر فقال : يا عبد السوء ما تنظر إلا إلى أسد مقيد بقيد من حديد ومسلسل بسلاسل حديد.
وكان أبناء زريع يؤدون الخراج إلى الخلفاء الفاطميين ، وهو لأجل المذهب لأن القوم كانوا إسماعيلية ، وكل من تولى بأرض اليمن من بنى زريع يسمى الداعى ، أى يدعو الخلق إلى المذهب ، والملاحدة الذين هم ملوك كردكوه وألموت ، وهما حصنان على جبل على مدور لهم ـ أى للملاحدة ـ يأخذون الخراج من جبل السماق الذى لهم بأعمال الشأم ، ومن القرامطة الذين بالسند ، ومن التورسنا الذين هم بأعمال نجران ، وإن كانوا كفارا فهم على عقيدة واحدة ، وبعدهم ملك الغز البلاد وبنوا المنظر على جبل حقات بعد رجوع شمس الدولة توران شاه بن أيوب من اليمن إلى مصر ، وسلم عدن إلى فخر الدين ، أبو عثمان ، عمر بن عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى.
ذكر بناء سور عدن
حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : أرسى مركب من المغرب إلى عدن فى الليل فنزل الناخوذة من المركب فدار عدن فإذا هو بدار عالية وبه شمع يقد وعود يبخر فدق الباب فنزل الخادم ففتح له وقال له : هل لك من حاجة؟ قال التاجر : نعم ، فاستأذن الخادم له ، فقال له صاحب الدار يصعد ، فصعد فسلّم كلّ على صاحبه ، من غير معرفة ، وجرى
الحديث ، فقال الناخوذة : إنى قدمت الليلة من المغرب وأريد من إنعام المولى أن أخفى عنده بعض التحف ، قال : ولم؟ قال : خوفا من الداعى ، وقال له : أقبل ولا تخف من الظالمين ، انقل جميع ما معك إلى الدار الفلانية ، فنزل التاجر فصارت البحارون ينقلون المتاع من المركب إلى
ذكر بناء سور عدن
حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : أرسى مركب من المغرب إلى عدن فى الليل فنزل الناخوذة من المركب فدار عدن فإذا هو بدار عالية وبه شمع يقد وعود يبخر فدق الباب فنزل الخادم ففتح له وقال له : هل لك من حاجة؟ قال التاجر : نعم ، فاستأذن الخادم له ، فقال له صاحب الدار يصعد ، فصعد فسلّم كلّ على صاحبه ، من غير معرفة ، وجرى
الحديث ، فقال الناخوذة : إنى قدمت الليلة من المغرب وأريد من إنعام المولى أن أخفى عنده بعض التحف ، قال : ولم؟ قال : خوفا من الداعى ، وقال له : أقبل ولا تخف من الظالمين ، انقل جميع ما معك إلى الدار الفلانية ، فنزل التاجر فصارت البحارون ينقلون المتاع من المركب إلى
الصناديق إلى الدار إلى أن يخلوا ثلثى ما فى المركب ، فلما أصبح الناخوذة وجد صاحبه البارحة الداعى بعينه ، وقال فى نفسه : خفت من المطر فوقعت تحت الميزاب ، وتشوش خاطره واسودّ ناظره ، فأنفذ الداعى إليه وقال له : أنا صاحبك البارحة وأنا الداعى مالك عدن ، اليوم طيّب قلبك واشرح صدرك ، عشور مركبك هبة منى إليك مع الدار التى نزلت فيها ، وهذه الف دينار تنفقها ما دمت فى بلادنا ، وحرام علىّ أخذ شىء منك ، لا على وجه الهبة ولا على وجه البيع والشرى ، فقال له الناخوذة : وعلام (١) هذا كله؟ قال : لدخولك علينا البارحة منزلنا فى نصف الليل ، وأمر أن يمد سور من الحصن الأخضر إلى جبل حقات فأدير سور ضعيف وارتدم بعضه على بعض واهتدم لدوام الموج عليه ، فلما خرب أدير عليه سور ثان من القصب شبّك ، وبقى على حاله إلى أن بناه أبو عثمان عمر بن عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى دائرا على جبل
المنظر إلى آخر جبل العر وركّب عليه باب حقات ، وأدار سورا ثانيا على الجبل الأخضر ، وحده من حصن الأخضر إلى التعكر على رءوس الجبال ، وأدار سورا على الساحل من الصناعة إلى جبل حقات ، وركب عليه ستة أبواب : باب الصناعة ، وباب حومة ، وباب السكة ، وهما بابان يخرج منهما السيل إذا نزل الغيث بعدن ، وباب الفرضة ومنه تدخل البضائع وتخرج ، وباب مشرف ، لا يزال مفتوحا للدخل والخرج ، وباب حيق ، لا يزال مغلقا ، وباب البر ، قد تقدم ذكره ، وبنى سورها بالحجر والجص ، وبنى الفرضة وجعل لها بابين.
______
(١) فى الأصل : «على ما» والصواب هو المثبت ، لأنه يجب حذف ألف «ما» الاستفهامية إذا جرّت مع إبقاء الفتحة دليلا عليها ، فرقا بينها وبين الموصولة ، وإذا كان الجار قبلها مختوما بألف مقصورة أبدلت ألفا محضة مثل : «إلام ـ علام ـ حتام».
147
المنظر إلى آخر جبل العر وركّب عليه باب حقات ، وأدار سورا ثانيا على الجبل الأخضر ، وحده من حصن الأخضر إلى التعكر على رءوس الجبال ، وأدار سورا على الساحل من الصناعة إلى جبل حقات ، وركب عليه ستة أبواب : باب الصناعة ، وباب حومة ، وباب السكة ، وهما بابان يخرج منهما السيل إذا نزل الغيث بعدن ، وباب الفرضة ومنه تدخل البضائع وتخرج ، وباب مشرف ، لا يزال مفتوحا للدخل والخرج ، وباب حيق ، لا يزال مغلقا ، وباب البر ، قد تقدم ذكره ، وبنى سورها بالحجر والجص ، وبنى الفرضة وجعل لها بابين.
______
(١) فى الأصل : «على ما» والصواب هو المثبت ، لأنه يجب حذف ألف «ما» الاستفهامية إذا جرّت مع إبقاء الفتحة دليلا عليها ، فرقا بينها وبين الموصولة ، وإذا كان الجار قبلها مختوما بألف مقصورة أبدلت ألفا محضة مثل : «إلام ـ علام ـ حتام».
147
Forwarded from ابو ادهم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM