اليمن_تاريخ_وثقافة
10.7K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بلدان_اليمن_وقبائلها

في أخبار اليمن : أن دور صنعاء بلغت مائة وعشرين ألف دار ومساجدها ثلاثة عشر ألف مسجد وحماماتها كذلك ، وعدد مساكن القطيع سبعون ألف مسكن والقطيع ربعها ثم تلاشت في أيام أحمد بن قيس الضحاك سنة ثمان وثلاثمائة للهجرة فكانت ألف دار وأربعين دارا ، واختلفوا في من بنى جامع صنعاء ، فقيل أبان بن سعيد بن العاص وقيل وبر بن يحنس الخزاعي وهو ممن بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتب اليه أن يبني الحائط الذي لباذان مسجدا ويجعله من الصخرة الى موضع جداره ويستقبل بقبلته جبل ضين. انتهى ما ذكره ابن مخرمة.
ومما تضمنته أرجوزة القاضي محمد بن إبراهيم السحولي رحمه‌الله في وصف صنعاء قوله :
صنعاء طابت أرضا
بغيرها لا أرضى 
وقد قلبت الأرضا
خبرا فكان الأرضى 
فيما رأيت صنعا
للمحسنين صنعا
إذ فاقت الأماكنا
وفاتت المساكنا
هي البلاد الطيبة

 
تبقى بلا تناهي 
لمن له الشفاعه 
يوم تقوم الساعه 
وقد ختمت نظمي 
على سقام فهمي 
عام ثمان ماضية
من بعد ألف ومائه 
انتهى نقل المحتاج من أرجوزة القاضي محمد بن ابراهيم السحولي رحمه‌الله وهي طويلة جدا ، ومما نظمه السيد الأديب علي بن حسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد المعروف بالخفنجي رحمه‌الله في المفاخرة بين الروضة وبئر العزب قوله :
بير العزب قالت لورضة أحمد
قد عندنا حمام ودور مشيد
وسوحنا فيه الهزار غرّد
والغيم خيم فوقنا وأرعد
فحققي يا عجزة المخارف 
ما فيك من معنى ومن لطايف
يشارط الحامي على الفطيرة
النض فيهم متزر حصيرة
والا معه باقي وظف ومبزد
وردهن كلين الى مقره 
لأن ذا شي قد كفيت شره 
حر البديع في ذا الكلام حره 
قد اطلعه ملقن فصيح محتد
انتهى ما نظمه السيد علي الخفنجي رحمه‌الله وفيه من الألفاظ العامية واللحن ما ترى لكن معانيه لطيفة ، وكان هذا السيد أعجوبة في الهزل والمجون ، يعارض القصائد العجيبة بهزلياته المضحكة ، كقوله في عراض قصيدة محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين التي مستهلها :
شقيق القمر أسفر
بديجور فينانه 
جمع خده الأزهر
من السحر ألوانه 
أموت كلما فتر
وحوم بأجفانه 
فسبحان من صور
جماله ومن زانه 
عارضها بقوله :
بدا الخل من منظر
دفل فوق جيرانه 
بقت دفلته سكر
يسيل بين أسنانه 
وفيه نكهة العنبر
ولونه ودخانه 
وخالات مسك أذفر
مقرطس بأوجانه 
توشيح
بدا له عذار زغبر
مهيفل كبير أصفر
ولونه قذال أشقر
وصنعاء في العصر الحاضر تشمل ثلاثة أحياء ، الأول صنعاء وهو الجانب الشرقي وهو أعظمها ، ويليه بير العزب غربي صنعاء ، ثم قاع اليهود غربي بير العزب والثلاثة الأحياء محاطة بسور مساحته نحو خمسة أميال له أبواب من جنوبيه باب اليمن وباب خزيمة وباب البلقة ، ومن غريبه باب القاع ، ومن شماليه باب شعوب وباب الشقاديف وباب الروم (١).
ولقصر صنعاء باب الى خارج المدينة يسمى باب ستران ، والقصر المذكور شرقي صنعاء متصل بها ، ولم يكن في بقعة غمدان فان مكان غمدان شمالي الجامع الكبير وهو تل مرتفع وفيه دكاكين للحدادين ومن إليهم.
ومحل القليس في شرقي السوق بالقرب من مسجد موسى معروفة بعزقة القليس الى الآن.
أما مساجد صنعاء فالعامر منها اليوم نحو ثمانين مسجدا (٢) ومثلها المساجد الدارسة وتعرف عند أهل صنعاء بالمساجد المنسية ، وقد ذكرتها في تاريخ مساجد صنعاء ، وبينت فيه عامرها ومن زاد فيها وأضفت إلى ذلك فوائد تتعلق بالمساجد.

______
(١) لم يبق من أبواب صنعاء اليوم غير باب اليمن وسائر الأبواب قد هدمت بعد الثورة للجهالة المفرطة في الناس.
(٢) قد بني من المساجد بعد الثورة عدد كثير.
وأشرف مساجد صنعاء وأقدمها هو الجامع الكبير المقدس ، أول من أسّسه وبر بن يحنّس الأنصاري الصحابي في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة ست هجرية كما حكاه الرازي في تاريخ صنعاء وهو أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي ترجمه الأهدل في تاريخه ، وقد زاد فيه أيوب بن يحيى الثقفي في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي وكان عامله على اليمن ، وأخربه السيل في سنة ٢٦٥ فجدد عمارته الأمير أسعد بن أبي يعفر الحوالي على ما هو عليه اليوم ما عدا الجناح الشرقي فمن عمارة السيدة أروى بنت أحمد بن محمد الصليحي في سنة ٥٢٥ (١).
ومن محاسن إمام العصر يحيى بن الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين عمارة المكتبة الى ظهر المنارة الشرقية ونقل نفائس كتبه إليها وضم اليها ما وجد من الكتب
الموقوفة القديمة ، ومن أنفس ما فيها المصحف الشريف العثماني أحد المصاحف السبعة التي جمعها الصحابة في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه ، وقد جمع ما حوته الخزانة فهرست خاص وهو الآن يطبع (٢).
وهذه المكتبة لا تزال مفتوحة كل يوم لطلبة العلم ومن أراد المطالعة
______
(١) الصحيح أن الجناح الشرقي من عمارة أسعد بن أبي يعفر ودليلنا على ذلك ما قاله مؤرخون ثلاثة هم عبد الرحمن بن محمد الحبيشي المتوفي سنة ٧٨٢ في كتابه الاعتبار في التواريخ والاختبار حيث قال : وبلغ ما أنفق بنو يعفر في عمارة الجامع خمسة وعشرين ألف خزانة في كل خزانة أربع عشر ألف مثقال يعفري وجملة ذلك ثلثمائة ألف وخمسون ألف دينار والدينار اليعفري يومئذ ثلاثة دنانير ملكية ، وكذلك ما قاله المؤرخ عبد الرحمن الديبع من أعلام المائة العاشرة فقال : ولما رجع ـ أي محمد بن يعفر ـ من الحج بني جامع صنعاء على الحال التي هو عليه الآن» أي في وقت الديبع وما قاله ابن أبي الرحال وهو من أعلام المائة الحادية عشرة في كتابه مطلع البدور في ترجمة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأكوع فقال : ونسب هذا العلامة يلتقي بنسب أسعد بن أبي يعفر الذي عمر مجنب (جناح) جامع صنعاء الشرقي في سنة نيف وستين وماتين في كريب ابن الوضاح ، وهناك دليل آخر فلو كان للسيدة بنت أحمد لذكر ذلك مؤرخو الدولة الصليحية مع أنهم لم يغفلوا شيئا من محاسنها كما أن طراز المجنب الشرقي (الجناح الشرقي) مشابه تماما لجامع شبام الذي هو بالاجماع من بناء سعد بن أبي يعفر ومخالفا تماما لجامع ذي جبلة الذي هو بالاجماع من بناء السيدة بنت أحمد.
(٢) طبع في صنعاء ولكنه جمع فيه بين الكتب الخطية والمطبوعة وهو من عمل وتأليف القاضي محمد بن أحمد الحجري مؤلف هذا الكتاب.
109
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#إدام_القوت_بلدان_حضرموت


الوثيقة الّتي أمضى عليها أعيان تلك الجهات وسلاطينها بالسّمع والطّاعة لي على نصر الحقّ في المنشط والمكره (١).
كما أنّ من جملة الموقّعين عليها : الشّيخ محمّد بن جعبل العوذليّ بالنّيابة عن السّلطان صالح بن حسين بن جعبل ؛ لأنّه كان إذ ذاك صغيرا ، وهو القائم بأمور السّلطنة.
ومن الموقّعين عليها : السّلطان حسين بن أحمد الرّصاص ، ومشايخ المصعبين والمياسر وآل حسنة (٢) ، ومناصب السّادة آل المحضار بمرخة وحبّان ، ورؤساء آل بامسدوس والدّيّن ، وغيرهم ، وكان كلّ ذلك برأي المغفور له سيف الإسلام محمد ابن مولانا أمير المؤمنين ، أراد بذلك نصرتي لما نالني من الاهتضام بحضرموت إزاء قيامي بنصر الشّريعة ، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وقد استنجدت بوالده أمير المؤمنين يحيى بن محمّد .. فلم يتمكّن من مساعدتي علنا ؛ لتلبّد الجوّ السّياسيّ بالغيوم. ولقد تمّ كلّ ما يرام من أخذ العهود على أولئك ، ولو لا أنّني شاورت مولانا الإمام يحيى في النّهوض بهم فثناني ـ أدام الله مجده ـ عن الاعتماد عليهم .. لكان لذلك نبأ عظيم ، ولكنّه ـ أعلى الله شأنه ـ كان أعرف بأحوالهم ، وما كنت لأقدم على أمر وبيعته في عنقي
بدون إشارته ؛ لأنّ طاعته واجبة ، ورأيه الأعلى والأصوب ، فلله الحمد على السّلامة (٣).
______
فقط ، أمّا حبّان : فإنّها بعد مقتل سلطانها ناصر بن صالح بن ناصر الواحدي سنة (١٣٣١ ه‍) صارت تحت سلطان العوالق ، فحكمها محسن بن فريد من ذلك التّاريخ إلى سنة (١٣٥١ ه‍) ، حيث نصّب عليها حسين بن عبد الله الواحديّ. وأمّا عبد الله بن محسن .. فقد قتل فجأة بعدن سنة (١٣٥٨ ه‍).
(١) هذه الوثيقة كتبها وسار بها على المذكورين السّيّد المصنّف رحمه الله في أوائل سنة (١٣٤٩ ه‍) كما ذكر في «بضائع التابوت» (١ / ٣٠٨).
(٢) المصعبين : من بلدان ناحية حبّان. المياسر : جماعة مفردهم ميسري. الحسنة : هم قبائل آل الحسني ، بتسكين السّين.
(٣) ذكر المصنّف في «بضائع التابوت» (٢ / ٣٠٨) : أنّه في أوائل سنة (١٣٤٩ ه‍) وفد على أمير المؤمنين الإمام يحيى حميد الدّين يستنجد به في التّدخّل في سياسة حضرموت الدّاخليّة ؛ لكثرة الفتن فيها ، وعدم انضباط أمورها ، لكنّ الإمام اعتذر ، قال ابن عبيد الله : (ولما اعتذر عن المبادرة بتلبّد
وأخبرني الشّيخ محمّد بن أحمد الحجريّ بأنّ الأسلحة المطلوبة لذلك من ألمانيا وصلت ، لكن بعد وفاة المرحوم السّيف محمّد ، وانتهاء الحاجة.
ومن آل بالحاف جماعة كثيرة نجعت إلى الشّحر.
وفي الحكاية (١٦٨) من «الجوهر» (١ / ١٩٣) : أنّ آل بالحاف تلقّوا السّيّد عليّ بن علويّ بن أحمد ابن الفقيه المقدّم (١) بالسّماع.
وفي أخبار سنة (٨١٣ ه‍) : أنّ أحمد بن فارس أخذ قرية آل بالحاف وأخرجهم منها ، فخرجوا إلى الشّيخ عليّ بن عمر ، فأرسل بعض الفقراء فلم يجبه ، فسار هو بنفسه في رجب ، فردّها عليهم ورجع هو ـ أعني الشّيخ عليّ بن عمر ـ في شعبان. اه من «تاريخ باشراحيل» (٢).
وما أدري من هو الشّيخ عليّ بن عمر ، أمن آل باشراحيل ، أم الشّاذليّ صاحب المخا ، المتوفى بها سنة (٨٢٨ ه‍) ، والأقرب أنّه عليّ بن محمد بن عمر صاحب الحوطة ، الآتي ذكره فيها عمّا قليل ، وأنّ سقوط اسم أبيه في العبارة السّابقة سهو من النّاسخ.
وقد انعقدت بين سلطان بالحاف وهو محسن بن صالح بن عبد الله الواحديّ والإنكليز معاهدة بتاريخ (١٣) نوفمبر سنة (١٩٠٥ م) على يد مايسون والي عدن ، وشهودها : عبد الله بن حسين الواحديّ ، وأحمد بن صالح بن ناصر الواحديّ ، وهادي بن صالح الواحديّ ، وحسين بن صالح الواحديّ .. على غرار المعاهدات الّتي جرت بين القعيطيّ والإنكليز.
______
غيوم السّياسة ، ووعدني هو ووليّ عهده ـ لكن إلى أجل غير معلوم ـ .. اقترح عليّ زينة العصر ، سيف الإسلام ، الشّهيد البدر : أن أذهب إلى هذه الأطراف لإرشادهم ووعظهم ، ثمّ أخذ العهود عليهم بالسّمع والطّاعة ، في المنشط والمكره ، والسّعة والضّيق ، متعهّدا بما يلزم لذلك من النّفقات .. ففعلت ، وقرن الله المسعى بالنّجاح ..) إلخ.
(١) توفي مجاورا بمكّة. «المشرع» (٢ / ٤٩٧ ـ ٤٩٩).
(٢) ومثله في «تاريخ شنبل» (ص ١٥٩) ، و «العدة المفيدة» (١ / ١٣٧).
ثمّ انعقدت بأثرها على القرب بينهم معاهدة أخرى بتاريخ (٢٢) نوفمبر (١) من السّنة المذكورة ، جاء في المادة الثّالثة منها : (أنّه متى قذفت مياه البحر ببضاعة أو بمركب ، فإن عرف مالكه في ظرف شهر .. فليس للسّلطان الواحديّ إلّا ثلث الموجود. وإن لم يعرف في ظرف شهر .. فكلّه له) اه
وهذا يدلّ على أنّهم كانوا على نوع من القرصنة (٢) ؛ كآل كثير في ريدة ابن حمدات ، حسبما يأتي فيها.
وفي أواخر الحرب العظمى الأولى وردني بريد مخصوص بكتاب من السّيّد بو بكر بن سالم بن أحمد بن عليّ بن عمر المحضار (٣) ، محرّرا في (١٧) ذي الحجّة سنة (١٣٣٥ ه‍) يقول لي فيه : إنّ آل طالب بن هادي يريدون أن يحالفوا آل كثير ، فإذا كانوا راغبين .. أفيدونا.
ولكنّ آل كثير قد ركنوا إلى الدّعة ، وقصرت همّتهم ، فلم نجد عندهم حركة لشيء ، ولم يكن ذلك موافقا لهوانا ؛ إذ قد غمسنا في صداقة مع الدّولة القعيطيّة لا يمكن معها أن نؤلّب الأعداء عليها ، وإن كانت صداقتها لا تسمن ولا تغني من جوع ، لا معنا فقط ، بل مع سائر حلفائها وأصدقائها ؛ لأنّ السّيّد حسين بن حامد الّذي يمثّلها إذ ذاك إنّما ينفق من
______
(١) نوفمبر : اسم الشهر الحادي عشر من شهور السّنة الشمسيّة الميلاديّة بحسب التّقويم الروميّ ، يقابله شهر تشرين الثّاني ، الحادي عشر من شهور السّنة الشمسيّة الميلاديّة حسب التّقويم السّريانيّ. والشهور على الشّكل التّالي :
 روميّ
 سريانيّ
روميّ
 سريانيّ
١ ـ
 يناير
 كانون الثّاني
٧ ـ
 يوليو
 تموز
٢ ـ
 فبراير
 شباط
٨ ـ
 أغسطس
 آب
٣ ـ
 مارس
 آذار
٩ ـ
 سبتمبر
 أيلول
٤ ـ
 أبريل
 نيسان
١٠ ـ
 أكتوبر
 تشرين الأوّل
٥ ـ
 مايو
 أيّار
١١ ـ
 نوفمبر
 تشرين الثّاني
٦ ـ
 يونيو
 حزيران
١٢ ـ
 ديسمبر
 كانون الثّاني
(٢) القرصنة : السّطو على السّفن الّتي في البحر. والقرصان : لصّ البحر.
(٣) توفيّ بحبّان سنة (١٣٥٧ ه‍).
بضائع المجاملة والمعانقة الّتي لا تنفد ، بدون أية نتيجة ، ومن بعده من الوزراء شرّ منه ، فهي دولة غنيّة مترامية الأكناف (١) ، ولكن بلا رجال أكفاء مخلصين.
بير علي
هي إحدى موانىء البحر الشّحريّ ، في شرقيّ بالحاف ، وهي لآل طالب بن هادي الواحديّ.
والسّلطان فيهم : ناصر بن طالب ، وقد زار حضرموت قريبا ، وكان يزورني بعد الظّهر في أكثر الأيّام.
وكانت حكومة عدن تحاول اتّحاده مع آل أحمد بن هادي وجعلهم دولة واحدة. فأمّا آل أحمد بن هادي .. فرضوا ، وأمّا هو .. فأبى. ولكنّه توفّي فجأة بعدن في (١٤) أبريل من سنة (١٩٤٠ م) ، ولا أعرف الآن ما يوافقها بالضّبط من التّاريخ الهجريّ (٢)
ومن تلك السّنة و (٢٨) ديسمبر توفّي أيضا بعدن فجأة نقيب الموسطة الشّيخ بو بكر ، بعقب مقابلته لوالي عدن في الحادي عشر من الشّهر المذكور.
وكذلك كلّ من لم يوافق حكومة عدن على هواها يموت فجأة ؛ لأنّ لهم جنودا من العسل!
حصن الغراب
هو في بير عليّ ، وكان أحد مرائي حضرموت (٣) ، وهو مبنيّ بالحجارة المنحوتة ـ يبلغ بعض أحجاره أربعة أذرع وستّة أذرع ـ على قمّة جبل ، يحيط به البحر من الجهات
______
(١) الأكناف : الجوانب.
(٢) الّذي يوافقها من التّاريخ الهجريّ (١٣٥٩ ه‍). والله أعلم.
(٣) مرائي ـ جمع مرأى ـ وهو : المكان العالي ، الّذي ترى منه الأشياء ، وكأنّ المقصود هنا : ما يشبه برج المراقبة.
71
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#طبقات_صلحاء_اليمن

ثلاثمئة بَيت وَعشْرين بَيْتا فَانْتدبَ للجواب عَلَيْهَا جمَاعَة جود فِيهَا وَطول ثمَّ أَن القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العواجي الْمَذْكُور أَولا رد على ابْن خمرطاش كَلَامه بمقصورة سَمَّاهَا النفحة الروحانية والدرة العدنانية وَفِي ضمنهَا مدح قُرَيْش وَذكر جودهم وهجا فِيهَا غَسَّان وَمن انْتَمَى إِلَيْهِم من قحطان ويعرب وَغَيرهم وَهِي نَحْو ستمئة بَيت ونيف وَسبعين بَيْتا فَانْتدبَ للجواب عَلَيْهِ الشَّيْخ عَليّ بن حسن الخزرجي المؤرخ بقصيدة سَمَّاهَا الروحة اليعربية والنفحة الخزرجية مدح بهَا غَسَّان وَكَانَت لَهُ المكانة الْعَالِيَة عِنْد السُّلْطَان الْأَشْرَف مُوَافقَة لَهُ من تَعْظِيم نِسْبَة كَمَا هُوَ ينتسب إِلَى غَسَّان وَقد أَتَى فِي الْجَواب قبل النّظم بِخطْبَة بليغة نثرا فَلم يقدر العواجي يرد عَلَيْهِ جَوَابا من السُّلْطَان وَقد انتدب للجواب جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الرَّاعِي البَجلِيّ شَاعِر الدولة الْأَفْضَلِيَّة بقصيدة قَالَ فِي أَولهَا (إِنْكَار فضل رجال الْفضل نُقْصَان ... لَا يمتري فِيهِ إنسي وَلَا جَان) وَقد صوب الْعلمَاء كَلَام من رد على ابْن خمرطاش والخزرجي وضعفوا كَلَام من انتصر لَهما هَذَا كُله وَالْإِمَام جمال الدّين العواجي فِي رِبَاط هقرة خَائِف من السُّلْطَان وَكَانَ ينشر الْعلم فِي التدريس وَالْفَتْوَى فَنقل الثِّقَة عَنهُ أَنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتفل فِي فِي قَالُوا فازداد بلاغة تعبرات حَسَنَة لَا يقدر عَلَيْهَا غَيره ثمَّ إِن صَاحب هقرة شفع للْقَاضِي الْمَذْكُور فَقبل شَفَاعَته وَلم يُعَاقب القَاضِي جمال الدّين بِشَيْء مِمَّا ذمّ بِهِ غَسَّان وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ عِنْد وُصُوله إِلَيْهِ يَا قَاضِي جمال الدّين قطعت الشَّجَرَة من أَصْلهَا فَاعْتَذر إِلَيْهِ القَاضِي جمال الدّين ثمَّ أَقَامَ حجَّة قبلهَا مِنْهُ السُّلْطَان وَعَفا عَنهُ وولاه الخطابة ببناأبه مَعَ ولَايَة الْقَضَاء هُنَالك وبعدن إِلَى أَن توفّي سنة
ثَمَانِينَ وثمانمئة ببناأبه رَحمَه الله تَعَالَى ثمَّ لما توفّي الإِمَام العواجي خَلفه بمنصبه وَلَده الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد فَقَامَ قيَاما تَاما وَكَانَ لَهُ الجاه العريض وَالْكَرم المستفيض فغايره بعض أهل الْأَمر وحبسه فِي عدن وصادره بِأخذ شَيْء كَبِير من المَال سلمه ثمَّ خرج من الْحَبْس مبطونا فَمَاتَ رَحمَه الله فِي آخر الشَّهْر الَّذِي خرج فِيهِ من الْحَبْس وقبر فِي مَقْبرَة بناأبه رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم القَاضِي الْأَجَل جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ وَقد سمي بطال بن مياس كَانَ فَقِيها عَالما مدرسا مفتيا تولى الْقَضَاء فِي لحج وَحمد فِي أَحْكَامه وَحسن سيرته وَتُوفِّي بِشَهْر رَجَب سنة سبع عشرَة وثمانمئة وَنَشَأ لَهُ ولدان نجيبان أَحدهمَا اسْمه أَحْمد قَرَأَ على وَالِده وعَلى غَيره من فُقَهَاء وقته فَنَشَأَ أحسن نشوء كتب إِلَيّ بعض البلغاء ديمته فِي الْعلم غزيرة وعومته فِيهِ عميقة وَكَانَ وَالِده دونه وَانْفَرَدَ هَذَا الْوَلَد بِزِيَادَة على البلاغة بفن الْأَدَب والإنشاء فَطَلَبه السُّلْطَان النَّاصِر لذَلِك فضرع وَالِده إِلَى السُّلْطَان أَن يعذرهُ عَن ذَلِك فأعفاه وَتُوفِّي قبل وَالِده بِنصْف سنة قبل سنة سِتّ عشرَة وثمانمئة وَأما الْوَلَد الثَّانِي فَسَماهُ عبد الْقَادِر كَانَ ذكيا حاذقا فطنا لبيبا وَكَانَ خَطِيبًا بقرية بناأبه ثمَّ توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثمانمئة وَمِمَّنْ تولى الخطابة مِنْهُم ببنا أبه بعد الَّذِي تقدّمت وفاتهم القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مياس كَانَ صيتًا وَإِذا خطب خشع فيخشع النَّاس بخشوعه دَامَ على الْخطْبَة وأسن ثمَّ توفّي بعد سنة عشْرين وثمانمئة وَله ولد يُسمى عبد الْقَادِر هُوَ الْآن خطيب الرعارع وَهُوَ حسن الصَّوْت طيب النغمة يحفظ من الْخطب البليغة شَيْئا كثيرا فيزينها بِلَفْظِهِ الدُّرِّي فتؤجل
الْقُلُوب ويسكب من سَمعهَا لرقتها الْقُلُوب طَال عمره حَتَّى أسن وَهُوَ مجلل مُحْتَرم عِنْد الْوُلَاة وَعَامة النَّاس فَإِذا خطب بكاء وأبكى فَهُوَ شَاب حدث تُسنم الْمجد وارتقى الْمَكَان الصعب كَأَنَّهُ من أبنا الصباري لَهُ فصاحة وَهُوَ من طلبة الْعلم الشريف الَّذِي ظَهرت فِيهِ النجابة وَمن أهل لحج الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن المندحي قَرَأَ الْفِقْه على الْفَقِيه عَليّ بن عفيف الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا اسْتَفَادَ أضيف ولَايَة القضا بالجهات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَكَانَ أَبوهُ مولى لبَعض أهل مندحة الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة هُنَالك وَلم يزل هَذَا الْفَقِيه جمال الدّين يُفْتِي ويدرس وَيحكم إِلَى أَن توفّي سنة سبع ووثمانمئة وَمن الْقُضَاة بلحج القَاضِي عفيف الدّين عبد الله بن عَليّ النَّاشِرِيّ انْتقل من بَلْدَة زبيد إِلَى لحج سنة خمسين وثمانمئة وَله الْيَد الطُّولى فِي علم الْفُرُوع وَعَلِيهِ السكينَة وَالْوَقار وَقد ذكره المقرىء عفيف الدّين عمر النَّاشِرِيّ فِي كِتَابه الَّذِي جمعه فِي تَارِيخ أَهله الناشرين وَمن أهل لحج الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن رَاجِح قَرَأَ على القَاضِي جمال الدّين أَبُو شكيل فِي الْفِقْه وَغَيره فَفتح عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ فدرس وَأفْتى فِي قَرْيَة بناأبه وَهُوَ ورع حَرِيص على دينه لَهُ الْعِفَّة وَشرف النَّفس مَشْهُور فِي الذكاء ودام على الْحَال المرضي وَمن أهل اللخبة القَاضِي رَضِي الدّين أَبُو بكر بن أَحْمد بن دربين قَرَأَ على
جمَاعَة من أَئِمَّة وقته
307
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#صفة_بلاد_اليمن

وإلى المزحجية ثلاث فراسخ ، وهى بئر مالحة فى أرض عرب يقال لهم : العقار ، وإلى البيضاء فرسخان ، وتعرف بسبخة الغراب وتتسمى قاع الغراب ، وقد كان عند البحر وعلى يسار الدرب بئر تسمى المخنق ، بناها القائد حسين بن سلامة ، وليس فى الربع المسكون أحلى ولا أخف من مائها على الفؤاد ، وجواز القوافل على ساحل البحر.
وإلى رباك فرسخان ، وهى قرية كانت عامرة ، وقد عمر بها الأمير ناصر الدين فاروت بستانا حسنا وحفر بها أنهارا وغرس بها النارنج والأترج والموز والنارجيل ، ويقال : إن الناخوذة عمر الآمدى غرس شجر الشكى البركى ، وهو شجر يخرج من بدن الشجر بخلاف جميع الأشجار ، والبركى غرسه سنة خمس وعشرين وستمائة ، وحفر بها برك وبها حفرة تسمى حفرة الأسد فى سالف الدهر ، كانت الخلق تحج إليها من أبين ولحج وما حولها من القرى فى أول شهر الله الأصب رجب.
وإلى المكسر فرسخ ، قنطرة بناها الفرس الذين تولوا عدن على سبع قواعد ، ويقال : إنما بناها شداد بن عاد فى الأصل.
حدثنى يحيى بن يحيى بن على بن عبد الرحمن الزراد قال : إنما بناها رجل جبلى سنة خمسمائة ، ويسمى المزف وكان فى الأول لا يعدون هذا الموضع إلا بسنابيق وكذلك الماء والحطب.
وإلى جبل حديد نصف فرسخ ، ويقال : إنه جبل حديد جاء بعض أرباب المخبرة وسبك من هذا الجبل بهارين ونصف حديد وغار المعدن عن أعين الخلق ،
ويقال : إن الرجل السباك قتل لأجل سبكه الحديد ، وفى لحفه مسجد بنى بالحجر والجص.
وإلى المياه ربع فرسخ ، وإلى عدن ربع فرسخ.
ذكر ما كانت عليه عدن
فى قديم العهد
كان من القلزم إلى عدن إلى وراء جبل سقطرة كله بر واحد متصل لا فيه بحر ولا باحة ، فجاء ذو القرنين فى دورانه ووصل إلى هذا الموضع ففتح وحفر خليجا فى البحر فجرى البحر فيه إلى أن وقف على جبل باب المندب فبقيت عدن فى البحر وهو مستدير حولها ، وما كان يبان من عدن سوى رءوس الجبال شبه الجزر.
ولنا على قولنا دليل واضح أن آثار ماء البحر والموج باق بائن فى ذرى جبل العر ، والجبل الذى بنى على ذروته حصن التعكر وجبل الأخضر.
والدليل الثانى أن شداد بن عاد ما بنى إرم ذات العماد إلا ما بين اللخبة ولحج وبين المغاوى التى على طريق المفاليس ، وهو الرمل الذى إلى جبل دار زينة ، وما بناها إلا فى أطيب الأراضى والأهوية والجو فى صفاء من الأرض بعيدا عن البحر ، والآن رجع البحر فى أطراف بلاد إرم ذات العماد وتناول البحر شيئا منه أخذة ، ولم يكن بهذه الأرض بحر وإنما استجد بفتح ذى القرنين فمد من جزيرة سقطرة فساح إلى أن وقف أواخر المندب.