#أسماك
قرية "أضرعة" بذمار بدون بحر او ميناء
من زراعة "الخوخ" إلى استزراع الأسماك!
صقر أبو حسن
#خيوط
اﻷربعاء, 7 يونيو/حزيران, 2023
تمضي أيام "أحمد جرادة" في رعاية مزرعته المثمرة بفاكهة "الخوخ"، والاستعداد لتصديرها إلى الأسواق المحلية بمدينة ذمار والمدن المجاورة، كإحدى الفواكه التي تنقل من مزارع منطقة أضرعة إلى الأسواق، فبالإضافة إلى كون منطقة "أضرعة" التابعة لمديرية عنس –30 كم شرق مدينة ذمار- منطقة أثرية بامتياز، تشتهر كذلك بزراعة أنواع متعددة من الفواكه والخضروات، وساهم وجود مصادر ثابتة للمياه في اتساع رقعة الزراعة والاخضرار الدائم للمنطقة.
ويعتقد "جرادة" -وهو مُزارِع في العقد الخامس من العمر، أمضى أربعة عقود في الزراعة- أن زراعة الفواكه تأتي بفوائد اقتصادية كبيرة، عكس زراعة الحبوب أو القات، إذ يتحدث لـ"خيوط"، عن أنّ القات في "أضرعة" قليل جدًّا، وأغلب المزارع خوخ، مشمش، برقوق، وغيرها. في رحلة الزراعة الطويلة، يؤمن أنّ "الأرض أكبر مصدر للسعادة والاستقرار"، مضيفًا: "الاهتمام بالأرض ورعايتها تقابل صاحبها بالخير الوفير".
رغم ذلك، يعتقد أنّ الغش في المبيدات الحشرية والأسمدة، تنعكس سلبًا على الزراعة وعلى الأرض. وخلال الأشهر القليلة الماضية، أصيبت عددٌ من المزارع في المنطقة بعدة أمراض استهلكت وقت وجهد المزارعين وقلّلت من حجم وجودة المحاصيل الزراعية.
لقلة خبرة الأهالي في أساليب الصيد، واستخدام أساليب بدائية في عملية الصيد، يحجم الكثير من الاصطياد في بحيرة السد، في حين تسبّبت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة خلال الفترات الماضية، في جرف الآلاف من الأسماك ذات الحجم الكبير.
"يخرج من أضرعة الخوخ والمشمش في أيام الموسم، بست وسبع شاحنات يوميًّا"؛ قال مزارع يدعى "ناصر علي منوار". مضيفًا بالقول: "الحبة الخوخة تصل إلى حجم كرة القدم التي يلعب بها الأطفال". كان يتحدث بنشوة عن جودة الإنتاج للفواكه في المنطقة، في مقدمتها فاكهة "الخوخ" والتي استطاعت أن تخلق استقرارًا اقتصاديًّا كبيرًا لأبناء المنطقة.
ولدى مقارنة منوار، بين القات وزراعة الفواكه، قال لـ"خيوط": "صحيح أنّ القات كل يوم تقطف، لكن ما فيه بركة وما يقوم (ينبت) إلّا برش المبيدات والأسمدة وهي مكلفة جدًّا، ويحتاج حراسة بشكل متواصل، أما زراعة الفواكه فتهتم بها في أشهر محددة، وثمارها فيها بركة ورزق كبير، وتبيعها بمبالغ كبيرة دفعة واحدة، ويلزمها أسمدة ومبيدات قليلة جدًّا في حال تعرضت للمرض فقط".
يتسع حجم زراعة الفواكه، وفي مقدمتها الخوخ والبرقوق والمشمش، وأنواع متعددة من الفواكه ذات الجودة العالية، إلّا أنّ المزارعين يأملون أن توفر لهم الجهات الرسمية المدخلات الزراعية لمواجهة الآفات الزراعية وتقلبات المناخ.
عيون متدفقة
كانت تسمى المنطقة بقرية السدين، لوجود سدين في شرقها وغربها؛ السد الشرقي بني في ثمانينيات القرن الماضي على أنقاض سدّ تاريخي قديم يعود إلى العهد الحميري، يبلغ ارتفاعه 14 مترًا، بمساحة تصل إلى أكثر من 300 متر مربع، يتعمد عليه سكان القرية في ري مزارع الوادي، الذي يشتهر بزراعة المشمش والخوخ وجميع المحاصيل الزراعية، بينما السد الغربي لم يتبقَّ منه غير آثار صخرية تآكلت بفعل عوامل التعرية.
وكلا السدين يوجد فيهما عيون ماء متدفقة طوال العام، تعمل على تنمية الزراعة في المنطقة بشكل مستمر. ومنذ سنوات طويلة تحوّل السد الشرقي والمنطقة إجمالًا، إلى مزار سياحي. ويرى المحامي عبدالكريم المصري أنّ قرب المنطقة من مدينة ذمار، ساهم بشكل أكبر في جذب الزوار، وأضاف في حديث لـ"خيوط": "للأسف، افتقار المنطقة إلى التنمية السياحية والخدمية جعل نسبة الزائرين إليها قليلة، بالمقارنة مع حجم القدرة السياحية الجاذبة للمكان، في مقدمة ذلك: الطريق إلى القرية"، لافتًا إلى أنّ المنطقة يمكن أن تتحول إلى مزار سياحي للسياحة البيئية والتنوع الفريد الموجود فيها.
وتابع: "تعد القرية من أهم المناطق الأثرية في محافظة ذمار، حيث ما تزال فيها بعض الشواهد التاريخية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، إضافة إلى كونها منطقة تاريخية وأثرية، هي منطقة سياحية أيضًا تتميز بغزارة مياهها وزرعها".
"ميناء ميناء يا سلال"
قبل نحو عامين، تم استزراع نوعين من الأسماك النهرية؛ "الجحش" و"القد". نجحت التجربة، وتحوّلت بحيرة السد الشرقي إلى موطن للأسماك، والبط البري، وأنواع أخرى من الطيور النادرة. "لدينا سمك، ما عدنا نحتاج البحر والميناء"؛ قالها رجل سبعينيّ متندرًا على وجود الأسماك في قريتهم، ومعرجًا على حكاية شعبية متداولة مفادها أنّ الرئيس السلال زار مدينة ذمار بعد ثورة سبتمبر، وأثناء إلقاء خطابه ارتفعت أصوات المواطنين بعبارة "ميناء ميناء يا سلال"، فقال لهم: "عليكم البحر، وعليَّ الميناء".
قرية "أضرعة" بذمار بدون بحر او ميناء
من زراعة "الخوخ" إلى استزراع الأسماك!
صقر أبو حسن
#خيوط
اﻷربعاء, 7 يونيو/حزيران, 2023
تمضي أيام "أحمد جرادة" في رعاية مزرعته المثمرة بفاكهة "الخوخ"، والاستعداد لتصديرها إلى الأسواق المحلية بمدينة ذمار والمدن المجاورة، كإحدى الفواكه التي تنقل من مزارع منطقة أضرعة إلى الأسواق، فبالإضافة إلى كون منطقة "أضرعة" التابعة لمديرية عنس –30 كم شرق مدينة ذمار- منطقة أثرية بامتياز، تشتهر كذلك بزراعة أنواع متعددة من الفواكه والخضروات، وساهم وجود مصادر ثابتة للمياه في اتساع رقعة الزراعة والاخضرار الدائم للمنطقة.
ويعتقد "جرادة" -وهو مُزارِع في العقد الخامس من العمر، أمضى أربعة عقود في الزراعة- أن زراعة الفواكه تأتي بفوائد اقتصادية كبيرة، عكس زراعة الحبوب أو القات، إذ يتحدث لـ"خيوط"، عن أنّ القات في "أضرعة" قليل جدًّا، وأغلب المزارع خوخ، مشمش، برقوق، وغيرها. في رحلة الزراعة الطويلة، يؤمن أنّ "الأرض أكبر مصدر للسعادة والاستقرار"، مضيفًا: "الاهتمام بالأرض ورعايتها تقابل صاحبها بالخير الوفير".
رغم ذلك، يعتقد أنّ الغش في المبيدات الحشرية والأسمدة، تنعكس سلبًا على الزراعة وعلى الأرض. وخلال الأشهر القليلة الماضية، أصيبت عددٌ من المزارع في المنطقة بعدة أمراض استهلكت وقت وجهد المزارعين وقلّلت من حجم وجودة المحاصيل الزراعية.
لقلة خبرة الأهالي في أساليب الصيد، واستخدام أساليب بدائية في عملية الصيد، يحجم الكثير من الاصطياد في بحيرة السد، في حين تسبّبت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة خلال الفترات الماضية، في جرف الآلاف من الأسماك ذات الحجم الكبير.
"يخرج من أضرعة الخوخ والمشمش في أيام الموسم، بست وسبع شاحنات يوميًّا"؛ قال مزارع يدعى "ناصر علي منوار". مضيفًا بالقول: "الحبة الخوخة تصل إلى حجم كرة القدم التي يلعب بها الأطفال". كان يتحدث بنشوة عن جودة الإنتاج للفواكه في المنطقة، في مقدمتها فاكهة "الخوخ" والتي استطاعت أن تخلق استقرارًا اقتصاديًّا كبيرًا لأبناء المنطقة.
ولدى مقارنة منوار، بين القات وزراعة الفواكه، قال لـ"خيوط": "صحيح أنّ القات كل يوم تقطف، لكن ما فيه بركة وما يقوم (ينبت) إلّا برش المبيدات والأسمدة وهي مكلفة جدًّا، ويحتاج حراسة بشكل متواصل، أما زراعة الفواكه فتهتم بها في أشهر محددة، وثمارها فيها بركة ورزق كبير، وتبيعها بمبالغ كبيرة دفعة واحدة، ويلزمها أسمدة ومبيدات قليلة جدًّا في حال تعرضت للمرض فقط".
يتسع حجم زراعة الفواكه، وفي مقدمتها الخوخ والبرقوق والمشمش، وأنواع متعددة من الفواكه ذات الجودة العالية، إلّا أنّ المزارعين يأملون أن توفر لهم الجهات الرسمية المدخلات الزراعية لمواجهة الآفات الزراعية وتقلبات المناخ.
عيون متدفقة
كانت تسمى المنطقة بقرية السدين، لوجود سدين في شرقها وغربها؛ السد الشرقي بني في ثمانينيات القرن الماضي على أنقاض سدّ تاريخي قديم يعود إلى العهد الحميري، يبلغ ارتفاعه 14 مترًا، بمساحة تصل إلى أكثر من 300 متر مربع، يتعمد عليه سكان القرية في ري مزارع الوادي، الذي يشتهر بزراعة المشمش والخوخ وجميع المحاصيل الزراعية، بينما السد الغربي لم يتبقَّ منه غير آثار صخرية تآكلت بفعل عوامل التعرية.
وكلا السدين يوجد فيهما عيون ماء متدفقة طوال العام، تعمل على تنمية الزراعة في المنطقة بشكل مستمر. ومنذ سنوات طويلة تحوّل السد الشرقي والمنطقة إجمالًا، إلى مزار سياحي. ويرى المحامي عبدالكريم المصري أنّ قرب المنطقة من مدينة ذمار، ساهم بشكل أكبر في جذب الزوار، وأضاف في حديث لـ"خيوط": "للأسف، افتقار المنطقة إلى التنمية السياحية والخدمية جعل نسبة الزائرين إليها قليلة، بالمقارنة مع حجم القدرة السياحية الجاذبة للمكان، في مقدمة ذلك: الطريق إلى القرية"، لافتًا إلى أنّ المنطقة يمكن أن تتحول إلى مزار سياحي للسياحة البيئية والتنوع الفريد الموجود فيها.
وتابع: "تعد القرية من أهم المناطق الأثرية في محافظة ذمار، حيث ما تزال فيها بعض الشواهد التاريخية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، إضافة إلى كونها منطقة تاريخية وأثرية، هي منطقة سياحية أيضًا تتميز بغزارة مياهها وزرعها".
"ميناء ميناء يا سلال"
قبل نحو عامين، تم استزراع نوعين من الأسماك النهرية؛ "الجحش" و"القد". نجحت التجربة، وتحوّلت بحيرة السد الشرقي إلى موطن للأسماك، والبط البري، وأنواع أخرى من الطيور النادرة. "لدينا سمك، ما عدنا نحتاج البحر والميناء"؛ قالها رجل سبعينيّ متندرًا على وجود الأسماك في قريتهم، ومعرجًا على حكاية شعبية متداولة مفادها أنّ الرئيس السلال زار مدينة ذمار بعد ثورة سبتمبر، وأثناء إلقاء خطابه ارتفعت أصوات المواطنين بعبارة "ميناء ميناء يا سلال"، فقال لهم: "عليكم البحر، وعليَّ الميناء".
لقلة خبرة الأهالي في عملية الاصطياد، يستخدم البعض أساليب بدائية للحصول على الأسماك، ويحجم الكثير عن الاصطياد في بحيرة السدّ، وقد تسبّبت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة خلال الفترات الماضية، في جرف كميات كبيرة من الأسماك ذات الحجم الكبير إلى خارج السد، ليجدها المزارعون؛ بعضها في مزارعهم، والبقية على مجاري السيول.
يعتمد علي الأضرعي في صيد السمك، على شبكة صغيرة في أطراف السد، ومحاصرة الأسماك، واختيار ذات الحجم الكبير وإعادة الصغيرة إلى بحيرة السد، لكن الأمر يتطلب منه وقتًا طويلًا، وفي الغالب يعود إلى منزله محملًا بعددٍ من الأسماك، يصل وزن بعضها إلى 3 كجم. وقال لـ"خيوط": "تتواجد في أطراف السد أسماك صغيرة، وفي عمقه هناك أسماك كبيرة، وقد شاهدت الكثير منها، وهناك من اصطاد أسماكًا يتجاوز وزنها 4 كجم".
استزراع الأسماك
يقول مدير مكتب الزراعة بمحافظة ذمار، عادل عمر لـ"خيوط": "تجربة استزراع الأسماك في سد "أضرعة" نجحت بشكل كبير، بالمقارنة مع سدود أخرى، وقد وفرت بحيرة السد موردًا غذائيًّا مجانيًّا للعشرات من الأسَر في المنطقة"، وأضاف: "لدينا الآن برنامج لتكثيف التوعية والإرشاد الزراعي والسمكي في المنطقة، للاستفادة من الخصائص الزراعية الجيدة المتوفرة في المنطقة، بالإضافة إلى التثقيف في مجال الأسماك وأساليب الصيد الجيدة".
وبيَّن عمر أنّ تجربة استزراع أنواع من الأسماك في سد "أضرعة"، يرفع الجهد في تكرار التجربة في سدود أخرى تشابه في بيئتها سد "أضرعة".
•••
صقر أبو حسن
يعتمد علي الأضرعي في صيد السمك، على شبكة صغيرة في أطراف السد، ومحاصرة الأسماك، واختيار ذات الحجم الكبير وإعادة الصغيرة إلى بحيرة السد، لكن الأمر يتطلب منه وقتًا طويلًا، وفي الغالب يعود إلى منزله محملًا بعددٍ من الأسماك، يصل وزن بعضها إلى 3 كجم. وقال لـ"خيوط": "تتواجد في أطراف السد أسماك صغيرة، وفي عمقه هناك أسماك كبيرة، وقد شاهدت الكثير منها، وهناك من اصطاد أسماكًا يتجاوز وزنها 4 كجم".
استزراع الأسماك
يقول مدير مكتب الزراعة بمحافظة ذمار، عادل عمر لـ"خيوط": "تجربة استزراع الأسماك في سد "أضرعة" نجحت بشكل كبير، بالمقارنة مع سدود أخرى، وقد وفرت بحيرة السد موردًا غذائيًّا مجانيًّا للعشرات من الأسَر في المنطقة"، وأضاف: "لدينا الآن برنامج لتكثيف التوعية والإرشاد الزراعي والسمكي في المنطقة، للاستفادة من الخصائص الزراعية الجيدة المتوفرة في المنطقة، بالإضافة إلى التثقيف في مجال الأسماك وأساليب الصيد الجيدة".
وبيَّن عمر أنّ تجربة استزراع أنواع من الأسماك في سد "أضرعة"، يرفع الجهد في تكرار التجربة في سدود أخرى تشابه في بيئتها سد "أضرعة".
•••
صقر أبو حسن
شيخ مشايخ "الجنس الأسود"
حكايات "عبدالله عبدان" الذي رافق سعيد باشا إلى لحج!
عبدالرحمن بجاش
لعب القات الشامي برأس "العَرُوضي"(*) لعبته، وصلت النشوة إلى أعلى قمة الرأس.
أحمد غانم هناك، والـ"عُسيق" وعبدالملك، والصديق، وآخرون كثر.
يتوزعون على "السرائر" المصنوعة من مادة "الخوص"، كان الوقت يقترب من العيد الكبير.
أصوات السائقين تتداخل، ثم لا تنفك أن تتفرق، وينشغل كلٌّ بما هو فيه، وهمهم كان متمركزًا على "الفِرْزة".
لكن صوت العروضي قطع الطريق على كلّ الأصوات:
"اسكتوا".
سكتوا، قال العُسَيق:
"هيا أيش قد في؟"
"أشتي ازَوّج الابن".
قال أحمد غانم مازحًا:
"طيب، زوِّجه، سنأتي ضيوفًا عندك كلنا، والكبش جاهز".
لم يكن بال العروضي عند الكباش ولا الضيوف، كان باله في مكان ثانٍ، ارتفع صوته:
"يا وليد، دوِّر لي على الشيخ".
شيخ مشايخ الجنس الأسود جاء إلى الحديدة من أجل رمضان، جاء يدور على الرعية، والرعية يدرون جيدًا أنّ طلباته لا تُرد.
ذهب محمود ليبحث عنه، وجده أمام معرض الغنامي في شارع صنعاء:
"العروضي يشتيك".
"أيش قد في معه؟ جنّن بنا"، لكنه ذهب معه.
"يا عثمان العروضي، شغلتنا، ما تشتي؟".
"أشتي أزَوِّج عبدالحبيب".
"طيب زوّجه وأنا عليّ الطاسة و"المرفع" و"الأخدمات".
"أشتي حاجة ثانية. تسمع بأيوب طارش؟ أشتيه يخرج يحيي العرس، يقع عرس تسمع به قدس كلها".
انفرجت أسارير العروضي.
بعد يومين كانوا في تعز، طلبوا من أيوب الخروج، وافق.
* *
هلَّ العيد، حنّ صوت المرفع، أخذ الكون المحيط علمًا بأن العروضي سيزوّج ابنه، وإنّ أيوب طارش سيأتي، غنّت المنطقة كلها: "بالله عليك وا مسافر".
ثلاثة أيام بلياليها أحياها أيوب.
ودندن المرفع والدف أجمل أغاني الفرح.
وجد العروضي نفسه أمام استحقاق لا بدّ أن يوفيه للفرقة المصاحبة، لم يدرِ كيف مرت الطريق الوعرة حتى وجد نفسه والشيخ وأيوب على أبواب تعز.
همس، وقد وصلوا، في أذن عبدالله عبدان:
"كيف أفعل؟ ما فيش بيس".
وببديهية اشتهر بها شيخ الجنس الأسود:
"عليك وعلى شيخ الجنس الأبيض".
ذهب وعادا بالمطلوب؛ فقد حرر الشيخ الأبيض كشفًا بمن يفترض أن يدفعوا نيابة عن العروضي؛ "المهم أنك شرفت قدس بأيوب"...
على رأس الكشف كتب اسمه وأمامه مبلغ.
أحمد الغنامي
بيت الدالي
شائف
مستودع الثورة
أحمد عقلان
قائد عبده
كل رموز قدس ...
فاض عن المطلوب، وما زاد كان من نصيب الشيخ عبدالله.
بديهية لا مثيل لها اشتهر بها الشيخ، بدأت ببرقية إلى الإمام أيام الجوع. لفت التوقيع انتباه الإمام:
عبدكم/ شيخ مشايخ الجنس الأسود
"شيخ السود؟! من هو؟".
"عبدالله عبدان".
"أعطوه أول واحد ما دام وهو ذكي هكذا".
من يومها، اعتمد نفسه شيخًا على كل اللون الأسود في منطقة الحجرية كلها.
من يساويه ذاكرة وتذكر؟!
نزلت مع سعيد باشا في حملته إلى لحج.
وفي مارسيليا، بلاد اللبن، هناك ترك شقيقه يذهب محاربًا مع الفرنص، ولم يعد إلا عندما زاره في عام تلا بعد سنين:
"هيا نروح".
"أين نروح؟! أنا هنا محارب متقاعد مع الجيش الفرنسي وأنال حقوقًا لا تعد ولا تحصى. أرجع البلاد خادمًا؟!".
لكن عبدالله عبدان عاد، وظل مدركًا وبفهم عالٍ أنّ الحكاية كلها ترتبط بارتفاع الوعي، والوعي يأتي من التعليم، والتعليم في مدارس بعد ثورة 26 سبتمبر 62، إليها دفع بأولاده وأحفاده، وكلما مددت يدي إلى يده محاولًا تقبيلها، سحب يده:
"الوقت مبكر".
لكن عبده وهو نجله الأصغر، كان يطرد التلميذ من الفصل في مدرسة القرية إذا لم يسبق اسمه بـ: الأستاذ.
قلت:
"يا عم عبدالله، عبده يفعل كذا؟!"، رد ببديهيته:
"هذا من حقكم، مش من حقنا!".
محمد كان يشار إليه بالبنان في شوارع تعز كلما مر ببابور الـ"GMC":
"ابن الشيخ جزع، ابن الشيخ طلع، ابن الشيخ نزل ...".
وآخر أحفاده ذهب للدراسة في دمشق، أرسل لي رسالة شفهية:
"قولوا لابن الشيخ، باقي بيننا وبينهم شبر!".
لماذا أنا بالتحديد؟
لأنني كنت صديقه برغم فارق السن. السن الذي لم يمنعه من ذرذرة ذكرياته في كل مكان يصل إليه.
وإذا لاحظ أن لا أحد يستمتع، علق على عدم الفهم بالإيطالية بلغة الفرنص، تلك التي اكتسب الأولى من الصومال، والثانية من مارسيليا التي اشتغل فيها في البحر مع صاحبه البحار محمد سلام خويلد، والذي عاش حياته بالطول والعرض.
بعد أن تقاعد في قريتهما، كثيرًا متذكرًا نوادرهما:
كان ذلك النهار جميلًا إلى درجة أنّ الشمس سطعت قبل الأوان. كان عيدًا احتشد له الفرنسيون بما لذ وطاب.
دارت الرؤوس والكؤوس، ليمتشق كلٌّ خصره ويراقص جميلات مارسيليا.
صاحب ذبحان من الجنس الأسود، طلب إحدى الجميلات يراقصها، فقبلت على الفور، مما زاد من غيرة خويلد؛ كيف لذلك القوام الممشوق أن يُراقص "الخادم" حتى تبللت الأرض بعرقهم. لاحظ عبدان غيرة خويلد، وجدها فرصة للفتنة وليرد على مقلب سابق لخويلد.
حكايات "عبدالله عبدان" الذي رافق سعيد باشا إلى لحج!
عبدالرحمن بجاش
لعب القات الشامي برأس "العَرُوضي"(*) لعبته، وصلت النشوة إلى أعلى قمة الرأس.
أحمد غانم هناك، والـ"عُسيق" وعبدالملك، والصديق، وآخرون كثر.
يتوزعون على "السرائر" المصنوعة من مادة "الخوص"، كان الوقت يقترب من العيد الكبير.
أصوات السائقين تتداخل، ثم لا تنفك أن تتفرق، وينشغل كلٌّ بما هو فيه، وهمهم كان متمركزًا على "الفِرْزة".
لكن صوت العروضي قطع الطريق على كلّ الأصوات:
"اسكتوا".
سكتوا، قال العُسَيق:
"هيا أيش قد في؟"
"أشتي ازَوّج الابن".
قال أحمد غانم مازحًا:
"طيب، زوِّجه، سنأتي ضيوفًا عندك كلنا، والكبش جاهز".
لم يكن بال العروضي عند الكباش ولا الضيوف، كان باله في مكان ثانٍ، ارتفع صوته:
"يا وليد، دوِّر لي على الشيخ".
شيخ مشايخ الجنس الأسود جاء إلى الحديدة من أجل رمضان، جاء يدور على الرعية، والرعية يدرون جيدًا أنّ طلباته لا تُرد.
ذهب محمود ليبحث عنه، وجده أمام معرض الغنامي في شارع صنعاء:
"العروضي يشتيك".
"أيش قد في معه؟ جنّن بنا"، لكنه ذهب معه.
"يا عثمان العروضي، شغلتنا، ما تشتي؟".
"أشتي أزَوِّج عبدالحبيب".
"طيب زوّجه وأنا عليّ الطاسة و"المرفع" و"الأخدمات".
"أشتي حاجة ثانية. تسمع بأيوب طارش؟ أشتيه يخرج يحيي العرس، يقع عرس تسمع به قدس كلها".
انفرجت أسارير العروضي.
بعد يومين كانوا في تعز، طلبوا من أيوب الخروج، وافق.
* *
هلَّ العيد، حنّ صوت المرفع، أخذ الكون المحيط علمًا بأن العروضي سيزوّج ابنه، وإنّ أيوب طارش سيأتي، غنّت المنطقة كلها: "بالله عليك وا مسافر".
ثلاثة أيام بلياليها أحياها أيوب.
ودندن المرفع والدف أجمل أغاني الفرح.
وجد العروضي نفسه أمام استحقاق لا بدّ أن يوفيه للفرقة المصاحبة، لم يدرِ كيف مرت الطريق الوعرة حتى وجد نفسه والشيخ وأيوب على أبواب تعز.
همس، وقد وصلوا، في أذن عبدالله عبدان:
"كيف أفعل؟ ما فيش بيس".
وببديهية اشتهر بها شيخ الجنس الأسود:
"عليك وعلى شيخ الجنس الأبيض".
ذهب وعادا بالمطلوب؛ فقد حرر الشيخ الأبيض كشفًا بمن يفترض أن يدفعوا نيابة عن العروضي؛ "المهم أنك شرفت قدس بأيوب"...
على رأس الكشف كتب اسمه وأمامه مبلغ.
أحمد الغنامي
بيت الدالي
شائف
مستودع الثورة
أحمد عقلان
قائد عبده
كل رموز قدس ...
فاض عن المطلوب، وما زاد كان من نصيب الشيخ عبدالله.
بديهية لا مثيل لها اشتهر بها الشيخ، بدأت ببرقية إلى الإمام أيام الجوع. لفت التوقيع انتباه الإمام:
عبدكم/ شيخ مشايخ الجنس الأسود
"شيخ السود؟! من هو؟".
"عبدالله عبدان".
"أعطوه أول واحد ما دام وهو ذكي هكذا".
من يومها، اعتمد نفسه شيخًا على كل اللون الأسود في منطقة الحجرية كلها.
من يساويه ذاكرة وتذكر؟!
نزلت مع سعيد باشا في حملته إلى لحج.
وفي مارسيليا، بلاد اللبن، هناك ترك شقيقه يذهب محاربًا مع الفرنص، ولم يعد إلا عندما زاره في عام تلا بعد سنين:
"هيا نروح".
"أين نروح؟! أنا هنا محارب متقاعد مع الجيش الفرنسي وأنال حقوقًا لا تعد ولا تحصى. أرجع البلاد خادمًا؟!".
لكن عبدالله عبدان عاد، وظل مدركًا وبفهم عالٍ أنّ الحكاية كلها ترتبط بارتفاع الوعي، والوعي يأتي من التعليم، والتعليم في مدارس بعد ثورة 26 سبتمبر 62، إليها دفع بأولاده وأحفاده، وكلما مددت يدي إلى يده محاولًا تقبيلها، سحب يده:
"الوقت مبكر".
لكن عبده وهو نجله الأصغر، كان يطرد التلميذ من الفصل في مدرسة القرية إذا لم يسبق اسمه بـ: الأستاذ.
قلت:
"يا عم عبدالله، عبده يفعل كذا؟!"، رد ببديهيته:
"هذا من حقكم، مش من حقنا!".
محمد كان يشار إليه بالبنان في شوارع تعز كلما مر ببابور الـ"GMC":
"ابن الشيخ جزع، ابن الشيخ طلع، ابن الشيخ نزل ...".
وآخر أحفاده ذهب للدراسة في دمشق، أرسل لي رسالة شفهية:
"قولوا لابن الشيخ، باقي بيننا وبينهم شبر!".
لماذا أنا بالتحديد؟
لأنني كنت صديقه برغم فارق السن. السن الذي لم يمنعه من ذرذرة ذكرياته في كل مكان يصل إليه.
وإذا لاحظ أن لا أحد يستمتع، علق على عدم الفهم بالإيطالية بلغة الفرنص، تلك التي اكتسب الأولى من الصومال، والثانية من مارسيليا التي اشتغل فيها في البحر مع صاحبه البحار محمد سلام خويلد، والذي عاش حياته بالطول والعرض.
بعد أن تقاعد في قريتهما، كثيرًا متذكرًا نوادرهما:
كان ذلك النهار جميلًا إلى درجة أنّ الشمس سطعت قبل الأوان. كان عيدًا احتشد له الفرنسيون بما لذ وطاب.
دارت الرؤوس والكؤوس، ليمتشق كلٌّ خصره ويراقص جميلات مارسيليا.
صاحب ذبحان من الجنس الأسود، طلب إحدى الجميلات يراقصها، فقبلت على الفور، مما زاد من غيرة خويلد؛ كيف لذلك القوام الممشوق أن يُراقص "الخادم" حتى تبللت الأرض بعرقهم. لاحظ عبدان غيرة خويلد، وجدها فرصة للفتنة وليرد على مقلب سابق لخويلد.
بمجرد أن جلس "خادم" ذبحان، حتى همس في أذنه:
"خويلد قال للفرنسية أنك خادم وكيف سمحت لنفسها تراقصك!".
فجن جنون الذبحاني:
- "مخدامة حتى في مارسيليا؟!".
أحس خويلد أن فتنة قد حبكها عبدان، الذي طرح أمامه حلًّا واحدًا:
"تقبل رأس صاحب ذبحان".
"كيف أقبله؟ أنا قبيلي، وهو من هو".
لم يجد طريقة أخرى ليحل مشكلته، فطلب من عبدان وعدًا بألا يكلم الشيخ تحديدًا عندما يعودان إلى القرية، فتعهد، وخويلد قبل الرأس كثيف الشعر المجعد.
بمجرد أن عادا، ذهب عبدان إلى الشيخ فورًا وأخبره، ليعتكف خويلد في البيت طوال أيام الإجازة، ويخرج تحت جنح الليل عائدًا إلى البحر.
عمره الذي امتدّ إلى ما بعد المئة، ظل شيخ مشايخ الجنس الأسود ذلك الحكيم الذي يدرك أنّ الأمر الذي سيدفن الهوة بين خويلد وخادم ذبحان طريق العلم وحده.
أولاده وأحفاده وحفيداته يحملون شهادات جامعية في واقع يصر على الوقوف حيث هو! لا ماضٍ ذهب، ولا مستقبل أتى.
____
(*) عثمان العَرُوضي على أنه واحد "بتانات" عدن، كانت عصاه وعبده جُلود يغلقان حوافي بحالها، هكذا كانا يوصفان.
•••
عبدالرحمن بجاش
"خويلد قال للفرنسية أنك خادم وكيف سمحت لنفسها تراقصك!".
فجن جنون الذبحاني:
- "مخدامة حتى في مارسيليا؟!".
أحس خويلد أن فتنة قد حبكها عبدان، الذي طرح أمامه حلًّا واحدًا:
"تقبل رأس صاحب ذبحان".
"كيف أقبله؟ أنا قبيلي، وهو من هو".
لم يجد طريقة أخرى ليحل مشكلته، فطلب من عبدان وعدًا بألا يكلم الشيخ تحديدًا عندما يعودان إلى القرية، فتعهد، وخويلد قبل الرأس كثيف الشعر المجعد.
بمجرد أن عادا، ذهب عبدان إلى الشيخ فورًا وأخبره، ليعتكف خويلد في البيت طوال أيام الإجازة، ويخرج تحت جنح الليل عائدًا إلى البحر.
عمره الذي امتدّ إلى ما بعد المئة، ظل شيخ مشايخ الجنس الأسود ذلك الحكيم الذي يدرك أنّ الأمر الذي سيدفن الهوة بين خويلد وخادم ذبحان طريق العلم وحده.
أولاده وأحفاده وحفيداته يحملون شهادات جامعية في واقع يصر على الوقوف حيث هو! لا ماضٍ ذهب، ولا مستقبل أتى.
____
(*) عثمان العَرُوضي على أنه واحد "بتانات" عدن، كانت عصاه وعبده جُلود يغلقان حوافي بحالها، هكذا كانا يوصفان.
•••
عبدالرحمن بجاش
#أحمد_عبدالله_فضل
رحلة الكابتن ويلستد 1833 – 1834 – أحور
في هذا الجزء مختصر لما كتبه عن أحور والعوالق السفلى:
تقع أحور على مسافة خمسة أميال من الشاطئ, وعلى الرغم من انها مدينة واسعة فهي غير محددة على الخرائط الإنجليزية في ذاك الزمان, عدد المنازل ستمائة و السكان حوالي ثلاثة آلاف وينتشروا في منطقة واسعة بعضها وسط مناظر البساتين و غابات من أشجار الصمغ العربي والسمر, وجميعهم مقيمون دائمون فيها بخلاف البدو المتنقلين, ويشتغلوا بالزراعة, ونظام حيازة الأراضي الزراعية يشبه النظام المعمول به في عُمان, حيث في وقت الحرب ينضموا مع الشيخ, وفي وقت السلم يقدموا عشر الغلة, والجزء الأكثر خصوبة هو الوادي وترعى فيه المواشي, حجم كمية الحبوب المتوفرة تؤكد ان الأرض كلها خصبة في القرى الكثيرة المنتشرة, ذكر المواشي المتنوعة والكثيرة مثل الأغنام والثيران, وكذلك الخيول الصغيرة التي تتحمل العبء والحمير,
وعن المقاتلين قال ان عددهم حوالي سبعة ألف, منهم ألفان مشاة مسلحون بالبنادق في خدمة شبه عسكرية تحت امرة السلطان ناصر(السلطان ناصر بن ابوبكر), ليس لديهم رواتب لكن يمنحوا اراضي, حسب نظام حيازة الأراضي, ويمنحوا ذخائر بوفرة, هذا بالإضافة لخمسمائة من الفرسان على ظهور الخيول, وهذا يمنحهم ميزة ردع ضد القبائل المجاورة التي لا تمتلك سلاح فرسان, وذكر أنه قبل سنوات قليلة (قبل سنة 1834م) شن سلاح الفرسان هجوم سريع على شقرة ونهبوها وأحرقوها وانسحبوا قبل أن يجمع الفضلي المقاتلين لصدهم,
لا يمتلك أهل احور قوارب تجارية ويستبدل فائض الحبوب بالتمر والملابس والتوابل من الموانئ الشرقية, التي تأتي في عشرين قارب سنويا, وتأتي كمية كبيرة من القهوة من شقرة, والأسماك في هذا الجزء وفيرة جدا,
الصورة لأطلال نقب الهاجر والنقش على مدخله, من كتاب السفر للجزيرة العربية للرحالة, الجزء الثاني, طيع سنة 1838م,
رحلة الكابتن ويلستد 1833 – 1834 – أحور
في هذا الجزء مختصر لما كتبه عن أحور والعوالق السفلى:
تقع أحور على مسافة خمسة أميال من الشاطئ, وعلى الرغم من انها مدينة واسعة فهي غير محددة على الخرائط الإنجليزية في ذاك الزمان, عدد المنازل ستمائة و السكان حوالي ثلاثة آلاف وينتشروا في منطقة واسعة بعضها وسط مناظر البساتين و غابات من أشجار الصمغ العربي والسمر, وجميعهم مقيمون دائمون فيها بخلاف البدو المتنقلين, ويشتغلوا بالزراعة, ونظام حيازة الأراضي الزراعية يشبه النظام المعمول به في عُمان, حيث في وقت الحرب ينضموا مع الشيخ, وفي وقت السلم يقدموا عشر الغلة, والجزء الأكثر خصوبة هو الوادي وترعى فيه المواشي, حجم كمية الحبوب المتوفرة تؤكد ان الأرض كلها خصبة في القرى الكثيرة المنتشرة, ذكر المواشي المتنوعة والكثيرة مثل الأغنام والثيران, وكذلك الخيول الصغيرة التي تتحمل العبء والحمير,
وعن المقاتلين قال ان عددهم حوالي سبعة ألف, منهم ألفان مشاة مسلحون بالبنادق في خدمة شبه عسكرية تحت امرة السلطان ناصر(السلطان ناصر بن ابوبكر), ليس لديهم رواتب لكن يمنحوا اراضي, حسب نظام حيازة الأراضي, ويمنحوا ذخائر بوفرة, هذا بالإضافة لخمسمائة من الفرسان على ظهور الخيول, وهذا يمنحهم ميزة ردع ضد القبائل المجاورة التي لا تمتلك سلاح فرسان, وذكر أنه قبل سنوات قليلة (قبل سنة 1834م) شن سلاح الفرسان هجوم سريع على شقرة ونهبوها وأحرقوها وانسحبوا قبل أن يجمع الفضلي المقاتلين لصدهم,
لا يمتلك أهل احور قوارب تجارية ويستبدل فائض الحبوب بالتمر والملابس والتوابل من الموانئ الشرقية, التي تأتي في عشرين قارب سنويا, وتأتي كمية كبيرة من القهوة من شقرة, والأسماك في هذا الجزء وفيرة جدا,
الصورة لأطلال نقب الهاجر والنقش على مدخله, من كتاب السفر للجزيرة العربية للرحالة, الجزء الثاني, طيع سنة 1838م,
#أحمد_عبدالله_فضل
رحلة الكابتن ويلستد 1833 – 1834 – يافع,
رجاء راجع الجزء الأول للتعريف بالرحالة, ولأنه كان قبطان بحري لم يتوغل كثير بعيد عن الساحل, والوصف الذي كتبه عن يافع كان كما قيل له أثناء وجوده في شقرة,
في هذا الجزء مختصر لما كتبه عن يافع:
قال ان يافع وهي في اقصى شرق منطقة زراعة القهوة وتجلب منها كميات كبيرة من القهوة, ووصفت له بأنها منطقة جبلية مرتفعة تشبه حضرموت من حيث عدد القرى الصغيرة المنتشرة فيها, وقال يبدو أنهم فقدوا ملكية الساحل, وقد عد بعض أسماء الأسر, لكن وجدت ان بعضها غير صحيح لفظا, ذكر منهم الكسادي وبني قاصد وال بريك, وذكر ان حكام الشحر والمكلا وهم ال بريك و الكسادي من يافع,
وقال إن منطقة يافع تستحق السفر اليها, ويتباهى سكانها بأنهم لم يخضعوا لأحد, وانهم محتفظين بعاداتهم القديمة وقد وصلوا إلى درجة من الأدب والحضارة تتجاوز تلك الموجودة في معظم أجزاء الجزيرة العربية الأخرى. وسكان يافع مهاجرون ويقاتلون خارج أرضهم, حيث يوجد منهم بعض المقاتلين في الهند,
يمتهن اهل يافع زراعة البن والقمح والذرة الهندية و القرفة, وإذا كانت هناك أي محاولة لغزو أرضهم يُجمع المقاتلين من قبل الرسل و يستدعوا في وقت ومكان محددين, على الرغم من أن شيخ يافع ليس لديه قوات نظامية لكن يقال انه يستطيع جمع مايقارب عشرة آلاف مقاتل.
الصورة من كتاب السفر إلى الجزيرة العربية الجزء الثاني, وهي لنقش في حصن الغراب,
رحلة الكابتن ويلستد 1833 – 1834 – يافع,
رجاء راجع الجزء الأول للتعريف بالرحالة, ولأنه كان قبطان بحري لم يتوغل كثير بعيد عن الساحل, والوصف الذي كتبه عن يافع كان كما قيل له أثناء وجوده في شقرة,
في هذا الجزء مختصر لما كتبه عن يافع:
قال ان يافع وهي في اقصى شرق منطقة زراعة القهوة وتجلب منها كميات كبيرة من القهوة, ووصفت له بأنها منطقة جبلية مرتفعة تشبه حضرموت من حيث عدد القرى الصغيرة المنتشرة فيها, وقال يبدو أنهم فقدوا ملكية الساحل, وقد عد بعض أسماء الأسر, لكن وجدت ان بعضها غير صحيح لفظا, ذكر منهم الكسادي وبني قاصد وال بريك, وذكر ان حكام الشحر والمكلا وهم ال بريك و الكسادي من يافع,
وقال إن منطقة يافع تستحق السفر اليها, ويتباهى سكانها بأنهم لم يخضعوا لأحد, وانهم محتفظين بعاداتهم القديمة وقد وصلوا إلى درجة من الأدب والحضارة تتجاوز تلك الموجودة في معظم أجزاء الجزيرة العربية الأخرى. وسكان يافع مهاجرون ويقاتلون خارج أرضهم, حيث يوجد منهم بعض المقاتلين في الهند,
يمتهن اهل يافع زراعة البن والقمح والذرة الهندية و القرفة, وإذا كانت هناك أي محاولة لغزو أرضهم يُجمع المقاتلين من قبل الرسل و يستدعوا في وقت ومكان محددين, على الرغم من أن شيخ يافع ليس لديه قوات نظامية لكن يقال انه يستطيع جمع مايقارب عشرة آلاف مقاتل.
الصورة من كتاب السفر إلى الجزيرة العربية الجزء الثاني, وهي لنقش في حصن الغراب,
#بلدان_اليمن_وقبائلها
وقيل وجد على خشبة لما هدم مكتوب برصاص مصبوب «أسلم غمدان ، هادمك مقتول» فهدمه عثمان رضياللهعنه فقتل. انتهى ما ذكره ياقوت.
وقال في معجم البلدان : القليس تصغير قلس وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه.
لما ملك أبرهة ابن الصباح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها ونقشها بالذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيه خشبا له رؤوس كرؤوس الناس ولكّكّها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القبة برنسا فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فتلألأ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر وسمّاها القلّيس بتشديد اللام.
وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس بفتح القاف وكسر اللام (١) ، وكذا قرأته بخط السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين ، أخبرنا سلمويه أبو صالح قال : حدّثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال :
رأيت مكتوبا على باب القليس وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسند «بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه إسمك وأنا عبدك».
كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام ، قال عبد الرحمن بن محمد : سميت القليس لارتفاع بنائها وعلوها ومنه القلانس لأنها في أعلى الرؤوس ، ويقال تقلنس الرجل وتقلس إذا لبس القلنسوة ، وقلس طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه ، وما ذكرنا من أنه جعل على أعلى الكنيسة خشبا كرؤوس الناس ولككها دليل على صحة هذا الإشتقاق ، وكان أبرهة قد استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعا من السخر وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة
______
(١) هذا هو الشائع عند أهل صنعاء حتى اليوم ومكان القليس معروف في أعلى صنعاء ما بين قصر صنعاء ومسجد موسى.
وقيل وجد على خشبة لما هدم مكتوب برصاص مصبوب «أسلم غمدان ، هادمك مقتول» فهدمه عثمان رضياللهعنه فقتل. انتهى ما ذكره ياقوت.
وقال في معجم البلدان : القليس تصغير قلس وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه.
لما ملك أبرهة ابن الصباح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها ونقشها بالذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيه خشبا له رؤوس كرؤوس الناس ولكّكّها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القبة برنسا فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فتلألأ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر وسمّاها القلّيس بتشديد اللام.
وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس بفتح القاف وكسر اللام (١) ، وكذا قرأته بخط السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين ، أخبرنا سلمويه أبو صالح قال : حدّثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال :
رأيت مكتوبا على باب القليس وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسند «بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه إسمك وأنا عبدك».
كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام ، قال عبد الرحمن بن محمد : سميت القليس لارتفاع بنائها وعلوها ومنه القلانس لأنها في أعلى الرؤوس ، ويقال تقلنس الرجل وتقلس إذا لبس القلنسوة ، وقلس طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه ، وما ذكرنا من أنه جعل على أعلى الكنيسة خشبا كرؤوس الناس ولككها دليل على صحة هذا الإشتقاق ، وكان أبرهة قد استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعا من السخر وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة
______
(١) هذا هو الشائع عند أهل صنعاء حتى اليوم ومكان القليس معروف في أعلى صنعاء ما بين قصر صنعاء ومسجد موسى.