#بلدان_اليمن_وقبائلها
رحل إليه الإمام أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم النحوي ، قال القاضي أحمد العرشاني : وكان قدومه على إسحق بن إبراهيم الدبري في سنة ٢٠٢ قال الخزرجي الصواب سنة ٢٨٢ لأن الميلاد للدبري في سنة ١٧٢ وهو بعيد من الصواب فيكون عمره إذ ذاك ثلاثين سنة وقلّ أن يرحل من قطر الى قطر إلى من سنه كذلك أو في سنة ١٩٢ وهو الصواب فيكون عمره حينئذ عشر سنين لم يبلغ سن الطلب فضلا عن أن يرحل إليه. ونقل الخزرجي عن تذكرة الذهبي أن الدبري مات سنة ٢٨٥ وأبوه إبراهيم أيضا روى عن عبد الرزاق ويروي عنه عبد الوهاب بن يحيى شيخ لابن المقرىء. انتهى كلام ابن مخرمة.
وقال يحيى بن الحسين بن القاسم في كتابه أنباء الزمن : في حوادث سنة ١٦٧ وفيها أو في غيرها طاف محمد بن إدريس الشافعي ودخل كثيرا من الأقطار لطلب العلم فوصل اليمن ودخل صنعاء فأخذ عن قاضيها هشام بن يوسف وقطوف بن بازان وهم من كبار أصحاب ابن جرير الذي ذكر أنه أخذ علم عطاء ، ومن العجائب التي إتفقت للشافعي في اليمن القصة المشهورة التي يذكرها أهل الفرائض في باب ميراث الحمل أنه دخل على شيخ باليمن لسماع الحديث فجاء خمسة كهول فسلموا عليه ثم خمسة صبيان فقال : من هؤلاء؟ قال الشيخ : أولادي كل خمسة منهم في بطن ، والشيخ الذي عني هو القاضي حسين الدبري الذي مسكنه الهجرة عند ضبر خيرة بوادي الفروات من بلاد سنحان وكان الشافعي يقول : (لا بد من صنعاء وإن طال السفر* ونقصد الشيخ إلى هجرة دبر) الخ. ما ذكره يحيى بن الحسين.
(حرف الدال مع الثاء وما إليهما)
دثينة : بلد مشهور ما بين حضر موت وعدن وقد ذكره الهمداني في ضمن كلامه الذي نقلناه في سرو حمير وما إليه قبل هذا في حمير.
وقال في معجم البلدان : الدثينة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ونون : ناحية بين الجند وعدن وفي حديث أبي سبرة النخعي قال : أقبل
رحل إليه الإمام أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم النحوي ، قال القاضي أحمد العرشاني : وكان قدومه على إسحق بن إبراهيم الدبري في سنة ٢٠٢ قال الخزرجي الصواب سنة ٢٨٢ لأن الميلاد للدبري في سنة ١٧٢ وهو بعيد من الصواب فيكون عمره إذ ذاك ثلاثين سنة وقلّ أن يرحل من قطر الى قطر إلى من سنه كذلك أو في سنة ١٩٢ وهو الصواب فيكون عمره حينئذ عشر سنين لم يبلغ سن الطلب فضلا عن أن يرحل إليه. ونقل الخزرجي عن تذكرة الذهبي أن الدبري مات سنة ٢٨٥ وأبوه إبراهيم أيضا روى عن عبد الرزاق ويروي عنه عبد الوهاب بن يحيى شيخ لابن المقرىء. انتهى كلام ابن مخرمة.
وقال يحيى بن الحسين بن القاسم في كتابه أنباء الزمن : في حوادث سنة ١٦٧ وفيها أو في غيرها طاف محمد بن إدريس الشافعي ودخل كثيرا من الأقطار لطلب العلم فوصل اليمن ودخل صنعاء فأخذ عن قاضيها هشام بن يوسف وقطوف بن بازان وهم من كبار أصحاب ابن جرير الذي ذكر أنه أخذ علم عطاء ، ومن العجائب التي إتفقت للشافعي في اليمن القصة المشهورة التي يذكرها أهل الفرائض في باب ميراث الحمل أنه دخل على شيخ باليمن لسماع الحديث فجاء خمسة كهول فسلموا عليه ثم خمسة صبيان فقال : من هؤلاء؟ قال الشيخ : أولادي كل خمسة منهم في بطن ، والشيخ الذي عني هو القاضي حسين الدبري الذي مسكنه الهجرة عند ضبر خيرة بوادي الفروات من بلاد سنحان وكان الشافعي يقول : (لا بد من صنعاء وإن طال السفر* ونقصد الشيخ إلى هجرة دبر) الخ. ما ذكره يحيى بن الحسين.
(حرف الدال مع الثاء وما إليهما)
دثينة : بلد مشهور ما بين حضر موت وعدن وقد ذكره الهمداني في ضمن كلامه الذي نقلناه في سرو حمير وما إليه قبل هذا في حمير.
وقال في معجم البلدان : الدثينة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ونون : ناحية بين الجند وعدن وفي حديث أبي سبرة النخعي قال : أقبل
رجل من اليمن فلما كان ببعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلّى ركعتين ثم قال : اللهمّ إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وإبتغاء مرضاتك وأنا أشهد أنك تحيي الموتى ، وتبعث من في القبور لا تجعل اليوم لأحد عليّ منّة أطلب إليك اليوم أن تحيي لي حماري. قال : فقام الحمار ينفض أذنيه. إنتهى كلام ياقوت.
وقال ابن مخرمة : دثينة بالفتح وكسر المثلثة وسكون التحتانية ثم نون مفتوحة ثم هاء : صقع معروف باليمن بناحية أبين من الشمال وتهامة رداع الحرامل تحت الكور من الشرق وهي بلاد متسعة في كل بقعة منها قبيلة منقطعة لا تطيع غيرها والعداوة بينهم قائمة والصلح قد يقع بينهم في بعض الأزمان وقاعدتها قرية كبيرة تسمى الحافة وسلاطينها الهياثم وكان مقدمهم آل قاحل بالقاف والحاء المهملة واليوم المتقدم فيهم حيدرة بن مسعود وولده محمد لا أسعدهما الله أبادوا الناس شرا طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وعجل الله الإنتقام منهم بحوله وقوته.
قال القاضي مسعود وزعم المنجمون أن طالعها العقرب والمريخ صاحبها فلهذا كان الشر ، وضد الصلاح غالبا عليهم ، ويقال إنها من المحرومات الأربع في اليمن وهو تعز والمعافر وصعدة ودثينة ، والمقدسات الأربع باليمن الجند والكثيب الأبيض مأرب وزبيد وصنعاء ، انتهى ما ذكره القاضي مسعود. وينسب إليها جماعة من أهل اليمن قال الحافظ : ولعل عروة بن غرنة الدثيني بزيادة تحتانية بين المثلثة والنون ، منهم روى عن الضحاك بن فيروز ذكره سيف في الفتوح. انتهى ما ذكره ابن مخرمة.
وقد نقلنا كلام الهمداني في صفة الجزيرة سابقا في سرو حمير وما إليه حيث قال : دثينة أولها عزان (١) واسمه الرقيب لبني كتيف ، وهم رهط ريام بن محمد ولهم الموشح وهو مدينة كبيرة الحار وثاران واديان لبني قيس من بني أود وهما أبناء عبد الله بن سحيط أعني كتيفا وقيسا ولهم قرية تعرف بالظاهرة.
بري : واد كبير لبني شكل بن حي من أود (المقيق لبني شهاب بن
______
(١) في المطبوع من صفة جزيرة العرب عرّان بالراء المهملة والرقب بدلا من الرقيب ورزّام بدلا من ريام وسحيطة بدلا من سحيط ويرى بدلا من برى بالباء الموحدة.
وقال ابن مخرمة : دثينة بالفتح وكسر المثلثة وسكون التحتانية ثم نون مفتوحة ثم هاء : صقع معروف باليمن بناحية أبين من الشمال وتهامة رداع الحرامل تحت الكور من الشرق وهي بلاد متسعة في كل بقعة منها قبيلة منقطعة لا تطيع غيرها والعداوة بينهم قائمة والصلح قد يقع بينهم في بعض الأزمان وقاعدتها قرية كبيرة تسمى الحافة وسلاطينها الهياثم وكان مقدمهم آل قاحل بالقاف والحاء المهملة واليوم المتقدم فيهم حيدرة بن مسعود وولده محمد لا أسعدهما الله أبادوا الناس شرا طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وعجل الله الإنتقام منهم بحوله وقوته.
قال القاضي مسعود وزعم المنجمون أن طالعها العقرب والمريخ صاحبها فلهذا كان الشر ، وضد الصلاح غالبا عليهم ، ويقال إنها من المحرومات الأربع في اليمن وهو تعز والمعافر وصعدة ودثينة ، والمقدسات الأربع باليمن الجند والكثيب الأبيض مأرب وزبيد وصنعاء ، انتهى ما ذكره القاضي مسعود. وينسب إليها جماعة من أهل اليمن قال الحافظ : ولعل عروة بن غرنة الدثيني بزيادة تحتانية بين المثلثة والنون ، منهم روى عن الضحاك بن فيروز ذكره سيف في الفتوح. انتهى ما ذكره ابن مخرمة.
وقد نقلنا كلام الهمداني في صفة الجزيرة سابقا في سرو حمير وما إليه حيث قال : دثينة أولها عزان (١) واسمه الرقيب لبني كتيف ، وهم رهط ريام بن محمد ولهم الموشح وهو مدينة كبيرة الحار وثاران واديان لبني قيس من بني أود وهما أبناء عبد الله بن سحيط أعني كتيفا وقيسا ولهم قرية تعرف بالظاهرة.
بري : واد كبير لبني شكل بن حي من أود (المقيق لبني شهاب بن
______
(١) في المطبوع من صفة جزيرة العرب عرّان بالراء المهملة والرقب بدلا من الرقيب ورزّام بدلا من ريام وسحيطة بدلا من سحيط ويرى بدلا من برى بالباء الموحدة.
الأرقم بن حي بن أود) (١) وادي جابرة (٢) لبني حباب وهم أخوة بني شبيب وقريتهم يقال لها منها ، عرفان واد لبني أفعى ، وهم من بني ربيعة بن أود رهط ابن الصنديد.
العمر : واد لثقيف ، رايس : وهو جبل يحله بنو أود جميعا يسقي لبني عمر وهم إخوة بني شهاب ، المعوران واد ، والحمرا : واد كلاهما لبني مزاحم وهم من الدهابل بل من أشراف بني أود وسادتهم وهم من بني ربيعة بن أود رهط أبي عثمان الدهبلي أقام بالثغر غازيا دهرا ثم عاد ، الشرفة : واد عظيم لبني عدي بن أسامة ، حبل : واد فيه قرية تعرف السوداء للأصبحيين من حمير ، الحافة للأصبحيين ، الذيبة : لبني الحماس من بلحرث بن كعب ، مران وكران ونعوة وحجرمة وملاحة والتبيب كلها للنخع ، وفي وادي مران منها بنو قباث منهم وهم سادتهم وأشرافهم منهم محمد بن قباث مطعم الذيب ، وله خبر عجيب ، وحر لكندة وروعان الجزع لبني عبد الله بن سعد ، الروضة وطب واديان لبني عبد الله بن سعد القرن ، العارضة ومهار لبني عجيب من أزد شنوءة ، الخبينة : مدينة لبني سويق من بني حي بن أود ، والسهل من دثينة فما يلي يرامس دار الحقينات الحصن وساكنه بنو شبيب وبنو حباب في ثلاث قرى متفرقة وأكمة لبني أفعى فهذه دثينة.
إنتهى كلام الهمداني.
(حرف الدال مع الخاء وما إليهما)
الدخال : عزلة من ذي السفال.
الدّخلة : دخلة عويدان ، ودخلة المسالمة قريتان من بلاد يريم.
(حرف الدال مع الراء وما إليهما)
درب السلاطين : في الروضة ، ودرب ذمار في بلاد عنس ، ودرب إرياب في بلاد يريم ، ودرب عسكر في بني سحام من خولان العالية ، ودرب عصيفر في بلاد الأشمور إليه ينسب العصيفري الفرضي.
______
(١) ما بين القوسين ليس موجودا في النسخ المطبوعة.
(٢) في المطبوع وادي ثرة بدلا من وادي جابرة.
329
العمر : واد لثقيف ، رايس : وهو جبل يحله بنو أود جميعا يسقي لبني عمر وهم إخوة بني شهاب ، المعوران واد ، والحمرا : واد كلاهما لبني مزاحم وهم من الدهابل بل من أشراف بني أود وسادتهم وهم من بني ربيعة بن أود رهط أبي عثمان الدهبلي أقام بالثغر غازيا دهرا ثم عاد ، الشرفة : واد عظيم لبني عدي بن أسامة ، حبل : واد فيه قرية تعرف السوداء للأصبحيين من حمير ، الحافة للأصبحيين ، الذيبة : لبني الحماس من بلحرث بن كعب ، مران وكران ونعوة وحجرمة وملاحة والتبيب كلها للنخع ، وفي وادي مران منها بنو قباث منهم وهم سادتهم وأشرافهم منهم محمد بن قباث مطعم الذيب ، وله خبر عجيب ، وحر لكندة وروعان الجزع لبني عبد الله بن سعد ، الروضة وطب واديان لبني عبد الله بن سعد القرن ، العارضة ومهار لبني عجيب من أزد شنوءة ، الخبينة : مدينة لبني سويق من بني حي بن أود ، والسهل من دثينة فما يلي يرامس دار الحقينات الحصن وساكنه بنو شبيب وبنو حباب في ثلاث قرى متفرقة وأكمة لبني أفعى فهذه دثينة.
إنتهى كلام الهمداني.
(حرف الدال مع الخاء وما إليهما)
الدخال : عزلة من ذي السفال.
الدّخلة : دخلة عويدان ، ودخلة المسالمة قريتان من بلاد يريم.
(حرف الدال مع الراء وما إليهما)
درب السلاطين : في الروضة ، ودرب ذمار في بلاد عنس ، ودرب إرياب في بلاد يريم ، ودرب عسكر في بني سحام من خولان العالية ، ودرب عصيفر في بلاد الأشمور إليه ينسب العصيفري الفرضي.
______
(١) ما بين القوسين ليس موجودا في النسخ المطبوعة.
(٢) في المطبوع وادي ثرة بدلا من وادي جابرة.
329
#نسب_الطالبيين
يعرفون بـ «بني الصعوة» ومنهم نقباء ورؤساء بالكوفة (١).
وأحمد أبو الطيّب يعرف بـ «ابن قرّة العين» وهي اسم أمّه ، وله عقب كثير بالكوفة والطبرية (٢) ودمشق. وكان له ابن ثالث اسمه الحسين ، قيل : له عقب.
أمّا محمّد بن محمّد الاقساسي ، فله من المعقّبين أربعة : أحمد المعروف بـ «حمل» عقبه بالكوفة. وعلي أبو الحسن الملقّب بـ «جوذاب» عقبه بالكوفة والبصرة. والحسين الأزرق ، وقيل : اسمه الحسن. والصحيح أنّ الحسن ابن آخر (٣) وكان أزرق أيضا ، وكنيته أبو محمّد ، وهو النقيب بالبصرة ، ومن ولده نقباء بها (٤).
فقد فرغنا من نسب محمّد الاقساسي.
أمّا عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، فله من المعقّبين ابنان : محمّد الأكبر الملقّب بالفدان بالكوفة. وأحمد المحدّث الشاعر بالكوفة.
أمّا محمّد الفدان ، فله من المعقّبين ثلاثة : الحسين أبو عبد الله يلقّب بـ «الفدان» أيضا ، والقاسم بالكوفة ، وجعفر.
______
(١) منهم : أبو الحسن الأديب الظريف الشاعر العفيف الرئيس كمال الشرف ويكنّى أيضا أبا البقاء ، وهو محمّد بن أبي القاسم الشاعر النقيب بالبصرة الحسن بن محمد أبي جعفر هذا ، ولي امارة الحاج من بغداد سنة أربع وأربعمائة ، وله أعقاب بمصر وواسط والكوفة كبار محتشمون.
(٢) منهم : النقيب بطبريّة أبو الحسين زيد بن علي بن أبي الطيّب أحمد هذا.
(٣) كما في الفخري ص ٤٠.
(٤) منهم : النقيب بالبصرة والأهواز أبو الحسن محمّد بن الحسن الأزرق النقيب بالبصرة.
يعرفون بـ «بني الصعوة» ومنهم نقباء ورؤساء بالكوفة (١).
وأحمد أبو الطيّب يعرف بـ «ابن قرّة العين» وهي اسم أمّه ، وله عقب كثير بالكوفة والطبرية (٢) ودمشق. وكان له ابن ثالث اسمه الحسين ، قيل : له عقب.
أمّا محمّد بن محمّد الاقساسي ، فله من المعقّبين أربعة : أحمد المعروف بـ «حمل» عقبه بالكوفة. وعلي أبو الحسن الملقّب بـ «جوذاب» عقبه بالكوفة والبصرة. والحسين الأزرق ، وقيل : اسمه الحسن. والصحيح أنّ الحسن ابن آخر (٣) وكان أزرق أيضا ، وكنيته أبو محمّد ، وهو النقيب بالبصرة ، ومن ولده نقباء بها (٤).
فقد فرغنا من نسب محمّد الاقساسي.
أمّا عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، فله من المعقّبين ابنان : محمّد الأكبر الملقّب بالفدان بالكوفة. وأحمد المحدّث الشاعر بالكوفة.
أمّا محمّد الفدان ، فله من المعقّبين ثلاثة : الحسين أبو عبد الله يلقّب بـ «الفدان» أيضا ، والقاسم بالكوفة ، وجعفر.
______
(١) منهم : أبو الحسن الأديب الظريف الشاعر العفيف الرئيس كمال الشرف ويكنّى أيضا أبا البقاء ، وهو محمّد بن أبي القاسم الشاعر النقيب بالبصرة الحسن بن محمد أبي جعفر هذا ، ولي امارة الحاج من بغداد سنة أربع وأربعمائة ، وله أعقاب بمصر وواسط والكوفة كبار محتشمون.
(٢) منهم : النقيب بطبريّة أبو الحسين زيد بن علي بن أبي الطيّب أحمد هذا.
(٣) كما في الفخري ص ٤٠.
(٤) منهم : النقيب بالبصرة والأهواز أبو الحسن محمّد بن الحسن الأزرق النقيب بالبصرة.
أمّا الحسين بن محمّد الفدان ، فله من المعقّبين ثلاثة : الحسن (١) أبو محمّد الرئيس بالكوفة ، وزيد أبو الحسين الجندي ، وجعفر الأحول ، ولهم أعقاب كثيرة بالكوفة والواسط والموصل.
أمّا القاسم بن محمّد الفدان ، فله من المعقّبين ثلاثة : محمّد أبو جعفر الذي يلقّب «سوسة» عقبه بقزوين والموصل وما مطير من أرض طبرستان ، وعلي عقبه بطبرستان ، والحسين في عقبه خلاف.
أمّا جعفر بن محمّد الفدان ، فأثبت بعضهم له عقبا وأنكره البعض.
أمّا أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، فله ابن واحد معقّب اسمه الحسين (٢) أبو عبد الله الرئيس النقيب بالكوفة ، وله كتاب في النسب ، وهو يعرف بـ «النهر شابوسي» وهي قرية قريبة من واسط.
وللحسين هذا ابنان معقّبان : يحيى أبو الحسين ، وزيد السديد أمّه بنت الحسن اللحق الموسوي.
أمّا يحيى بن الحسين هذا ، فله ابنان معقّبان : عمر أبو علي الرئيس النقيب بالكوفة ، وكان أمير الحاج. والحسن أبو محمّد الفارس النقيب بالكوفة.
أمّا عمر النقيب (٣) هذا ، فله من الأبناء المعقّبين الذين لا خلاف فيهم ثمانية :
محمّد أبو الحسن الشريف الرئيس بالكوفة ، وكان أمير الحاج ، وهو الذي عناه الصاحب بقوله : أشتهي أن أدخل بغداد فاشاهد جرأة محمّد بن عمر
______
(١) من أعقابه أبو علي أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين الفدان صديق أبي الحسن العمري ، قال : كان حسن الشباب مليح الوجه والأخلاق ، مات سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة أحسن ما كانت له الدنيا رضى الله عنه.
(٢) كان عالما نسّابة ورد العراق من الحجاز سنة إحدى وخمسين ومائتين.
(٣) قال في الفخري ص ٤١ : له أربعة وعشرون من الذكر ممّن عرف أسماءهم ، وكان له ثلاثون ذكرا وثلاث وعشرون أنثى ، وكان فيهم من اسمه محمّد أحدا وعشرين رجلا وكناهم مختلفة.
أمّا القاسم بن محمّد الفدان ، فله من المعقّبين ثلاثة : محمّد أبو جعفر الذي يلقّب «سوسة» عقبه بقزوين والموصل وما مطير من أرض طبرستان ، وعلي عقبه بطبرستان ، والحسين في عقبه خلاف.
أمّا جعفر بن محمّد الفدان ، فأثبت بعضهم له عقبا وأنكره البعض.
أمّا أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ، فله ابن واحد معقّب اسمه الحسين (٢) أبو عبد الله الرئيس النقيب بالكوفة ، وله كتاب في النسب ، وهو يعرف بـ «النهر شابوسي» وهي قرية قريبة من واسط.
وللحسين هذا ابنان معقّبان : يحيى أبو الحسين ، وزيد السديد أمّه بنت الحسن اللحق الموسوي.
أمّا يحيى بن الحسين هذا ، فله ابنان معقّبان : عمر أبو علي الرئيس النقيب بالكوفة ، وكان أمير الحاج. والحسن أبو محمّد الفارس النقيب بالكوفة.
أمّا عمر النقيب (٣) هذا ، فله من الأبناء المعقّبين الذين لا خلاف فيهم ثمانية :
محمّد أبو الحسن الشريف الرئيس بالكوفة ، وكان أمير الحاج ، وهو الذي عناه الصاحب بقوله : أشتهي أن أدخل بغداد فاشاهد جرأة محمّد بن عمر
______
(١) من أعقابه أبو علي أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين الفدان صديق أبي الحسن العمري ، قال : كان حسن الشباب مليح الوجه والأخلاق ، مات سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة أحسن ما كانت له الدنيا رضى الله عنه.
(٢) كان عالما نسّابة ورد العراق من الحجاز سنة إحدى وخمسين ومائتين.
(٣) قال في الفخري ص ٤١ : له أربعة وعشرون من الذكر ممّن عرف أسماءهم ، وكان له ثلاثون ذكرا وثلاث وعشرون أنثى ، وكان فيهم من اسمه محمّد أحدا وعشرين رجلا وكناهم مختلفة.
العلوي ، ويبسك (١) أبي أحمد الموسوي ، وطوف أبي محمّد بن معروف قاضي القضاة ببغداد.
ومحمّد أبو طالب الدّين الخيّر النقيب. ومحمّد أبو منصور من كبار أهل البصرة ، وكان أمير الحاج. ومحمّد أبو الغنائم كان من العظماء. ومحمّد أبو العلاء. ومحمّد أبو الفتح أمير الحاج. وأحمد أبو عبد الله الشاعر الرئيس بالكوفة بعد أبيه. وإبراهيم أبو طاهر الحماني.
وكان لعمر النقيب والد هؤلاء المذكورين ستّة عشر ابنا آخر أسماء كلّهم محمّد وكناهم مختلفة ، لا يعرف لهم عقب.
أمّا الحسن الفارس (٢) النقيب ، فله من المعقّبين ثمانية :
عبد الله أبو طالب ، عقبه بالعراق والشام والمصر. والحسن أبو محمّد الأصم له عقب ببغداد. ومحمّد أبو الحسن النهر شابوسي يعرف بالتقي (٣) ذي الشرفين وزيد أبو الحسين. وسليمان الأعور أبو طاهر. ومحمّد أبو عبد الله الباذيار. وعلي أبو الحسن. ويحيى.
وكان له ابن تاسع اسمه أحمد أبو الفضل ، قيل : له عقب.
فهذا هو الكلام في عقب يحيى بن الحسين بن أحمد المحدّث.
أمّا زيد السديد بن الحسين بن أحمد المحدّث ، فله أولاد كثيرة ، منهم : محمّد المعروف بـ «ابن الحيريّة» وأمّه حسنة بنت جعفر بن الحسن بن موسى بن
______
(١) الكلمة كذا في الأصل ولكنّها غير منقوطة.
(٢) من كبار العالم تقدّما وفضلا ومالا ، له ترجمة في المجدي ص ١٧٤ ، قال : اتّسعت حاله وعظمت تركته حتّى وجد فيها ما لا يعرف ، وكان جمّ المروءة ممدحا ذكيّا ، يرجع إلى فضل وأدب نفيس ودرس.
(٣) وفي بني التقي علماء وقدماء ورؤساء ، وله ست من الذكور أحدهم أبو علي عمر الزكي ذو النباهتين الرئيس بالكوفة.
131
ومحمّد أبو طالب الدّين الخيّر النقيب. ومحمّد أبو منصور من كبار أهل البصرة ، وكان أمير الحاج. ومحمّد أبو الغنائم كان من العظماء. ومحمّد أبو العلاء. ومحمّد أبو الفتح أمير الحاج. وأحمد أبو عبد الله الشاعر الرئيس بالكوفة بعد أبيه. وإبراهيم أبو طاهر الحماني.
وكان لعمر النقيب والد هؤلاء المذكورين ستّة عشر ابنا آخر أسماء كلّهم محمّد وكناهم مختلفة ، لا يعرف لهم عقب.
أمّا الحسن الفارس (٢) النقيب ، فله من المعقّبين ثمانية :
عبد الله أبو طالب ، عقبه بالعراق والشام والمصر. والحسن أبو محمّد الأصم له عقب ببغداد. ومحمّد أبو الحسن النهر شابوسي يعرف بالتقي (٣) ذي الشرفين وزيد أبو الحسين. وسليمان الأعور أبو طاهر. ومحمّد أبو عبد الله الباذيار. وعلي أبو الحسن. ويحيى.
وكان له ابن تاسع اسمه أحمد أبو الفضل ، قيل : له عقب.
فهذا هو الكلام في عقب يحيى بن الحسين بن أحمد المحدّث.
أمّا زيد السديد بن الحسين بن أحمد المحدّث ، فله أولاد كثيرة ، منهم : محمّد المعروف بـ «ابن الحيريّة» وأمّه حسنة بنت جعفر بن الحسن بن موسى بن
______
(١) الكلمة كذا في الأصل ولكنّها غير منقوطة.
(٢) من كبار العالم تقدّما وفضلا ومالا ، له ترجمة في المجدي ص ١٧٤ ، قال : اتّسعت حاله وعظمت تركته حتّى وجد فيها ما لا يعرف ، وكان جمّ المروءة ممدحا ذكيّا ، يرجع إلى فضل وأدب نفيس ودرس.
(٣) وفي بني التقي علماء وقدماء ورؤساء ، وله ست من الذكور أحدهم أبو علي عمر الزكي ذو النباهتين الرئيس بالكوفة.
131
#طبقات_صلحاء_اليمن_البريهي
فَمنهمْ القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن صَالح الْمُقدم ذكره كَانَ إِمَامًا عَالما قَرَأَ على جمَاعَة من أَهله الْعلمَاء بِذِي السفال وعَلى الْفُقَهَاء بِمَدِينَة تعز وَغَيرهم قَالَ الإِمَام جمال الدّين بن الْخياط إِن هَذَا القَاضِي ولي الْقَضَاء بضعا وَسِتِّينَ سنة وحمدت سيرته وَكَانَ ورعا وَله قريحة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك قَوْله (على قدر فضل الْمَرْء غم حسوده ... فَمَا ازْدَادَ فضلا زَاد حاسده غما) (وَلَا شكّ مَا فِي الْفضل كَالْعلمِ والتقى ... كَذَا الْعلم شيخ الْفضل كَانَ لَهُ أما) توفّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وثمانمئة وَمِنْهُم الْفَقِيه عماد الدّين إِدْرِيس بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عمر البريهي قَرَأَ مسموعات الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفُقَهَاء من أهاليه فأجازوا لَهُ وَلم أتحقق من حَاله غير ذَلِك وَتُوفِّي بِشَهْر ربيع الأول سنة ثَلَاث وثمانمئة وَمِنْهُم الْفَقِيه تَقِيّ الدّين صَالح بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عمر البريهي أخْبرت أَنه قَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع على المقرىء الصَّالح عَليّ بن عمر الْخَولَانِيّ وبالفقه على الإِمَام مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البريهي فأجازوا لَهُ ودرس وَأفْتى وَكَانَ حسن الْخط توفّي بِشَهْر رَجَب سنة خمس وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم وَلَده القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر تفقه بوالده وَولي الْقَضَاء على كرهه بالقاعدة وَسكن بسهفنه وَكَانَ صواما قواما حسن السِّيرَة فِي أَحْكَامه ورعا زاهدا توفّي بسهفنه بعد سنة عشْرين وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن صَالح البريهي قَرَأَ على وَالِده بالفقه وعَلى غَيره وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعد وَالِده بِذِي السفال وَمَا إِلَيْهَا وَقد سمع على الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فِي كتب التَّفْسِير والْحَدِيث وَحصل كتبا كَثِيرَة بِخَطِّهِ الْحسن وَكَانَ خَاشِعًا جَارِيا
فَمنهمْ القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن صَالح الْمُقدم ذكره كَانَ إِمَامًا عَالما قَرَأَ على جمَاعَة من أَهله الْعلمَاء بِذِي السفال وعَلى الْفُقَهَاء بِمَدِينَة تعز وَغَيرهم قَالَ الإِمَام جمال الدّين بن الْخياط إِن هَذَا القَاضِي ولي الْقَضَاء بضعا وَسِتِّينَ سنة وحمدت سيرته وَكَانَ ورعا وَله قريحة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك قَوْله (على قدر فضل الْمَرْء غم حسوده ... فَمَا ازْدَادَ فضلا زَاد حاسده غما) (وَلَا شكّ مَا فِي الْفضل كَالْعلمِ والتقى ... كَذَا الْعلم شيخ الْفضل كَانَ لَهُ أما) توفّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وثمانمئة وَمِنْهُم الْفَقِيه عماد الدّين إِدْرِيس بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عمر البريهي قَرَأَ مسموعات الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفُقَهَاء من أهاليه فأجازوا لَهُ وَلم أتحقق من حَاله غير ذَلِك وَتُوفِّي بِشَهْر ربيع الأول سنة ثَلَاث وثمانمئة وَمِنْهُم الْفَقِيه تَقِيّ الدّين صَالح بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عمر البريهي أخْبرت أَنه قَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع على المقرىء الصَّالح عَليّ بن عمر الْخَولَانِيّ وبالفقه على الإِمَام مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البريهي فأجازوا لَهُ ودرس وَأفْتى وَكَانَ حسن الْخط توفّي بِشَهْر رَجَب سنة خمس وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم وَلَده القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر تفقه بوالده وَولي الْقَضَاء على كرهه بالقاعدة وَسكن بسهفنه وَكَانَ صواما قواما حسن السِّيرَة فِي أَحْكَامه ورعا زاهدا توفّي بسهفنه بعد سنة عشْرين وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن صَالح البريهي قَرَأَ على وَالِده بالفقه وعَلى غَيره وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعد وَالِده بِذِي السفال وَمَا إِلَيْهَا وَقد سمع على الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فِي كتب التَّفْسِير والْحَدِيث وَحصل كتبا كَثِيرَة بِخَطِّهِ الْحسن وَكَانَ خَاشِعًا جَارِيا
على سنَن السّلف الصَّالح عَلَيْهِ سكينَة الْعلم ووقار التَّقْوَى وَنور الْعِبَادَة وَكَانَت سيرته فِي الْقَضَاء سيرة مرضية وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي المعجزات والكرامات الَّتِي صحت لسيدنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا أُخْرَى فِي مَنَاقِب الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَ راتبه هُوَ وَأَوْلَاده ودرسته فِي كل يَوْم ختمة وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى ان توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَمِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن أبي بكر البريهي قَرَأَ بالفقه على القَاضِي تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد البريهي وَحضر سَماع الحَدِيث عِنْد الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وناب لِابْنِ عَمه القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بِذِي السفال فِي بعض الْأَوْقَات وَتُوفِّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم الْفَقِيه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن صَالح البريهي كَانَ فَقِيها مُبَارَكًا قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته وأجازوا لَهُ وَتُوفِّي من ألم الطَّاعُون سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَأما الساكنون فِي الرِّبَاط هُنَالك فَمنهمْ أَوْلَاد الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله البريهي المرقد أحدهم الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد قَرَأَ بالفقه على عَم وَالِده الإِمَام عفيف الدّين عبد الله بن صَالح وَقَرَأَ الحَدِيث والقراءات السَّبع على المقرىء الصَّالح الْعَلامَة جمال الدّين بن مَيْمُون الأندلسي الغرناطي وعَلى الْفَقِيه نَفِيس الدّين سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي وَحج حجَّة الْإِسْلَام ثمَّ عَاد فَأَقَامَ بالرباط بِذِي السفال وَقصد للمهمات واجتهد بِالْعبَادَة ودرس وَأفْتى واشتهرت لَهُ كرامات وقصده النَّاس للتبرك فَكَانَ مكرما للضيف فاتفق بَينه وَبَين سُلْطَان وقته وَحْشَة فانتقل إِلَى أكمة عبار الْمَشْهُورَة تَحت جبل سورق وَكَانَ ذَا
ثروة فَاشْترى أَرضًا هُنَالك وَأَعْمر دَارا سكن فِيهَا وربط قرى كَثِيرَة فجلل واحترم وَلما مَاتَ السُّلْطَان رَجَعَ إِلَى بَيته إِلَى الرِّبَاط بِذِي السفال فَأَقَامَ فِيهِ إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسبعمئة وَالثَّانِي الشَّيْخ الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن عبد الله المرقد كَانَ فَقِيها عابدا صَالحا قَرَأَ على ابْن عَمه الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن صَالح بِمَدِينَة تعز ثمَّ انْتقل إِلَى رِبَاط عَبْدَانِ فسكن فِيهِ واحتجب عَن النَّاس مُدَّة واجتهد بِالْعبَادَة وَنسب إِلَى علم الْأَسْمَاء واشتهرت لَهُ الكرامات وَقصد للمهمات فَلَمَّا توفّي أَخُوهُ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله اقام هُنَالك إِلَى أَن توفّي سنة عشر وثمانمئة وَدفن بَين أَهله رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَلامَة تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن صَالح البريهي كَانَ مجودا فِي علم النَّحْو واللغة مشاركا فِي الْفِقْه أَخذ ذَلِك على الشُّيُوخ الْكِبَار من عُلَمَاء وقته وَكَانَت لَهُ قريحة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فِي وصفك الْمَدْح صدقا حِين ينظمه ... وَمن يقل بسواك الْمَدْح يَظْلمه) (خلقت أشرف مَخْلُوق وَأكْرمهمْ ... فَكَانَ مدحك بَين الْمَدْح أكْرمه) وَله وَقد أكل الْجَرَاد زرعه (أَلا لله أَشْكُو كل بثي ... وَقد أكل الْجَرَاد جزيل حرثي) (فَإِن لم يجْبر الرَّحْمَن حَالي ... فَلَيْسَ بنافعي كسبي وإرثي) وَله غير ذَلِك من الشّعْر مِمَّا هُوَ مُثبت فِي الأَصْل مِمَّا يدل على بلاغته وفضله توفّي سنة ثَمَانِينَ وثمانمئة وَدفن بمقبرة ذِي السفال رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ وَمِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله المرقد نَشأ على طَريقَة مرضية وَقَرَأَ أَشْيَاء من الْعلم على بعض أَئِمَّة عصره وأجازوا لَهُ واجتهد بِالْعبَادَة ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المكرمة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ سَافر إِلَى
الْقُدس الشريف
126
ثروة فَاشْترى أَرضًا هُنَالك وَأَعْمر دَارا سكن فِيهَا وربط قرى كَثِيرَة فجلل واحترم وَلما مَاتَ السُّلْطَان رَجَعَ إِلَى بَيته إِلَى الرِّبَاط بِذِي السفال فَأَقَامَ فِيهِ إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسبعمئة وَالثَّانِي الشَّيْخ الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن عبد الله المرقد كَانَ فَقِيها عابدا صَالحا قَرَأَ على ابْن عَمه الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن صَالح بِمَدِينَة تعز ثمَّ انْتقل إِلَى رِبَاط عَبْدَانِ فسكن فِيهِ واحتجب عَن النَّاس مُدَّة واجتهد بِالْعبَادَة وَنسب إِلَى علم الْأَسْمَاء واشتهرت لَهُ الكرامات وَقصد للمهمات فَلَمَّا توفّي أَخُوهُ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله اقام هُنَالك إِلَى أَن توفّي سنة عشر وثمانمئة وَدفن بَين أَهله رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَلامَة تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن صَالح البريهي كَانَ مجودا فِي علم النَّحْو واللغة مشاركا فِي الْفِقْه أَخذ ذَلِك على الشُّيُوخ الْكِبَار من عُلَمَاء وقته وَكَانَت لَهُ قريحة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فِي وصفك الْمَدْح صدقا حِين ينظمه ... وَمن يقل بسواك الْمَدْح يَظْلمه) (خلقت أشرف مَخْلُوق وَأكْرمهمْ ... فَكَانَ مدحك بَين الْمَدْح أكْرمه) وَله وَقد أكل الْجَرَاد زرعه (أَلا لله أَشْكُو كل بثي ... وَقد أكل الْجَرَاد جزيل حرثي) (فَإِن لم يجْبر الرَّحْمَن حَالي ... فَلَيْسَ بنافعي كسبي وإرثي) وَله غير ذَلِك من الشّعْر مِمَّا هُوَ مُثبت فِي الأَصْل مِمَّا يدل على بلاغته وفضله توفّي سنة ثَمَانِينَ وثمانمئة وَدفن بمقبرة ذِي السفال رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ وَمِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله المرقد نَشأ على طَريقَة مرضية وَقَرَأَ أَشْيَاء من الْعلم على بعض أَئِمَّة عصره وأجازوا لَهُ واجتهد بِالْعبَادَة ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المكرمة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ سَافر إِلَى
الْقُدس الشريف
126
#فضائل_اليمن_الميمون
عليه وآله وسلّم الى الرفيق الاعلا وعماله على اليمن عمرو بن حزم الانصارى على نجران وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين زبيد ونجران وعامر إبى شهر الهمدانى على همدان وشهر بن باذان على صنعا والطاهر بن أبن هالة على عك والاشعريين وعلى مخاليف الجبال من الجند الى حضرموت قاضيا ومعما معاذ بن جبل وعلى الجند يعلى ابن أمية وعلى حضرموت زياد ابن لبيد الانصارى وعلى السكاسك عكاشة بن ثور وعلى بنى معاوية من كنده عبد الله بن المهاجر فاشتكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مرضه الذى توفى فيه فلم يذهب الى محل عمله الا فى خلافة أبى بكر وعلى مراد وزبيد ومذحج كلها فروة بن مسيك المرادى اه من السيرة الحلبية وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وسبل الهدى وتاريخ الخميس
تنبيه ذكرنا بعث على عليهالسلام الى اليمن أربع مرات والذى يظهر من بعض الروايات انها مرتين الى همدان ومذحج وزبيد ونجران من قبائل الجبال
الباب التاسع
فى الوفود
مقدما وفادة ضماد رضى الله عنه لانه أول وافد الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اخرج مسلم وأحمد فى مسنده والبيهقى وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما واللفظة لمسلم أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنؤة وكان يرقى من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون أن محمدا مجنون فقال لو أنى رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدى قال فلقيه فقال يا محمد انى أرقى من هذه الريح وان الله يشفى على يدى من شاء فهل لك فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله أما بعد» قال فقال أعد على كلماتك هؤلاء فاعادهن عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر (١) قال فقال هات يدك أبايعك على الاسلام قال فبايعه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «وعلى قومك» قال وعلى قومى قال فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلّم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال
______
(١) قال النووى ضبطناه بوجهين اشهرهما ناعوس بالنون والعين والثانى قوس بالقاف والميم أى لجته ووسطه
عليه وآله وسلّم الى الرفيق الاعلا وعماله على اليمن عمرو بن حزم الانصارى على نجران وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين زبيد ونجران وعامر إبى شهر الهمدانى على همدان وشهر بن باذان على صنعا والطاهر بن أبن هالة على عك والاشعريين وعلى مخاليف الجبال من الجند الى حضرموت قاضيا ومعما معاذ بن جبل وعلى الجند يعلى ابن أمية وعلى حضرموت زياد ابن لبيد الانصارى وعلى السكاسك عكاشة بن ثور وعلى بنى معاوية من كنده عبد الله بن المهاجر فاشتكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مرضه الذى توفى فيه فلم يذهب الى محل عمله الا فى خلافة أبى بكر وعلى مراد وزبيد ومذحج كلها فروة بن مسيك المرادى اه من السيرة الحلبية وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وسبل الهدى وتاريخ الخميس
تنبيه ذكرنا بعث على عليهالسلام الى اليمن أربع مرات والذى يظهر من بعض الروايات انها مرتين الى همدان ومذحج وزبيد ونجران من قبائل الجبال
الباب التاسع
فى الوفود
مقدما وفادة ضماد رضى الله عنه لانه أول وافد الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اخرج مسلم وأحمد فى مسنده والبيهقى وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما واللفظة لمسلم أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنؤة وكان يرقى من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون أن محمدا مجنون فقال لو أنى رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدى قال فلقيه فقال يا محمد انى أرقى من هذه الريح وان الله يشفى على يدى من شاء فهل لك فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله أما بعد» قال فقال أعد على كلماتك هؤلاء فاعادهن عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر (١) قال فقال هات يدك أبايعك على الاسلام قال فبايعه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «وعلى قومك» قال وعلى قومى قال فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلّم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال
______
(١) قال النووى ضبطناه بوجهين اشهرهما ناعوس بالنون والعين والثانى قوس بالقاف والميم أى لجته ووسطه
رجل من القوم أصبت منهم مطهرة فقال ردوها فان هؤلاء قوم ضاد اه
(فصل فى وفد الاشعريين)
وفدوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة خمس وقيل سنة ست وقيل سنة سبع من الهجرة قال الحافظ فى الاصابة فى ترجمة أبى موسى فى حرف العين أنه أسلم وهاجر الى الحبشة وقيل رجع الى قومه ولم يهاجر الى الحبشة وهذا قول الاكثر فان موسى ابن عقبة وابن اسحق والواقدى لم يذكروه فى مهاجرة الحبشة اه وقيل لا وفادة له قبل هذه والاصح أن الاشعريين وفدوا من اليمن سنة سبع وصادفت سفينتهم سفينة جعفر عليهالسلام ومن معه من المهاجرين رضى الله عنهم عائدين من الحبشة وقدموا معهم الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخيبر بعد فتحها وكانوا نيفا وخمسين نفرا فاسهم لهم من غنائمها وقال لهم رسول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (من أين جئتم) قالوا من زبيد قال (بارك الله فى زبيد) قالوا وفى رمع قال (بارك لله فى زبيد) قالوا وفى رمع (قال بارك الله فى رمع) ورمع وادى زبيد كثير المزروعات تربته طيبة سريعة الانبات خيراته ظاهرة تنحدر اليه السيول من جهات الجبال وزبيد مدينة مباركة دار العلم والصلاح اشتهر منها العلماء العاملون من الفقهاء والمحدثين فى كل عصر وطار فضلهم الى كل مصر ببركة دعائه صلىاللهعليهوآلهوسلم اه
فصل فى وفد همدان
وهم كما قال ابن خلدون اعظم قبائل العرب باليمن ولهم الغلبة على أهله والكثير من حصونه وفد عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم مائة وعشرون راكبا فيهم مالك بن النمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك الارحبى الهمدانى الملقب بذى المشاعر وارجب بطن من همدن وكان شاعرا مجيدا ومنهم عمرو ابن مالك الخارفى وضمام بن مالك بكسر الضاد المعجمة السلمانى بطنان من همدان لقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرجعه من تبورك وعليهم مقطعات الحبرات بكسر الحاء المهملة ثياب مخططه من برود اليمن والعمائم العدنية على الرواحل المهرية والارحبية وكان مالك ورجل اخرير تجزان بالقوم احدهما يقول
همدان خير سوقة وأقيال
ليس لها فى العالمين أمثال
محلها الهضبة ومنها الابطال
لها أطابات بها وآكال
ويقول الاخر
اليك جاوزن سود الريف
فى هبواب الصيف
(فصل فى وفد الاشعريين)
وفدوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة خمس وقيل سنة ست وقيل سنة سبع من الهجرة قال الحافظ فى الاصابة فى ترجمة أبى موسى فى حرف العين أنه أسلم وهاجر الى الحبشة وقيل رجع الى قومه ولم يهاجر الى الحبشة وهذا قول الاكثر فان موسى ابن عقبة وابن اسحق والواقدى لم يذكروه فى مهاجرة الحبشة اه وقيل لا وفادة له قبل هذه والاصح أن الاشعريين وفدوا من اليمن سنة سبع وصادفت سفينتهم سفينة جعفر عليهالسلام ومن معه من المهاجرين رضى الله عنهم عائدين من الحبشة وقدموا معهم الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخيبر بعد فتحها وكانوا نيفا وخمسين نفرا فاسهم لهم من غنائمها وقال لهم رسول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (من أين جئتم) قالوا من زبيد قال (بارك الله فى زبيد) قالوا وفى رمع قال (بارك لله فى زبيد) قالوا وفى رمع (قال بارك الله فى رمع) ورمع وادى زبيد كثير المزروعات تربته طيبة سريعة الانبات خيراته ظاهرة تنحدر اليه السيول من جهات الجبال وزبيد مدينة مباركة دار العلم والصلاح اشتهر منها العلماء العاملون من الفقهاء والمحدثين فى كل عصر وطار فضلهم الى كل مصر ببركة دعائه صلىاللهعليهوآلهوسلم اه
فصل فى وفد همدان
وهم كما قال ابن خلدون اعظم قبائل العرب باليمن ولهم الغلبة على أهله والكثير من حصونه وفد عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم مائة وعشرون راكبا فيهم مالك بن النمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك الارحبى الهمدانى الملقب بذى المشاعر وارجب بطن من همدن وكان شاعرا مجيدا ومنهم عمرو ابن مالك الخارفى وضمام بن مالك بكسر الضاد المعجمة السلمانى بطنان من همدان لقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرجعه من تبورك وعليهم مقطعات الحبرات بكسر الحاء المهملة ثياب مخططه من برود اليمن والعمائم العدنية على الرواحل المهرية والارحبية وكان مالك ورجل اخرير تجزان بالقوم احدهما يقول
همدان خير سوقة وأقيال
ليس لها فى العالمين أمثال
محلها الهضبة ومنها الابطال
لها أطابات بها وآكال
ويقول الاخر
اليك جاوزن سود الريف
فى هبواب الصيف
مخطمات بحبال الليف
فقام مالك بن النمط بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال نصية من همدان من كل حاضر وباد أتوك على قلص نواج متصلة بحبائل الاسلام لا تأخذهم فى الله لومة لائم من مخلاف خارف ويام وشاكر أهل السود والقود أجابوا دعوة الرسول وفارقوا آلهات الانصاب عهدهم لا ينقض ما أقام لعع (١) وما جرى اليعفور بصلع
ومن شعره رضى الله عنه
ذكرت رسول الله فى فحمة الدجى
ونحن باعلا رحرحان وصلدد
وهن بنا خوص طلائح تعتلى
بركبانها فى لاحب متمدد
على كل فتلاء الذراعين جسرة
تمر بنا مر الهجيف (٢) الخفيدد
حلفت برب الرقصات الى منى
صوادر بالركبان من هضب قردد
بأن رسول الله فينا مصدق
رسول اتى من عند ذى العرش مهتدى
فما حملت من ناقة فوق رحلها
أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه
وأمضى بحد المشرفى المهند
وكتب معه لشعب همدان وأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم على من أسلم من قومه رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين اه من سيرة ابن هشام وفى الاصابة فى ترجمة مالك بن مرارة أخرج البغوى من طريق مجالد بن سعيد قال لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوى الى قومه كتب معه النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصيكم به خيرا فانه منظور اليه قال فجمعت له همدان ثلاث عشرة وستة وسبعون بعيرا اه وقد ثبتت همدان كلها على الاسلام لم يرتد منها أحد قال الحافظ بن حجر فى الاصابة عصمهم الله بعبد الله بن مالك الارحبى الصحابى له هجرة وفضل فى دينه فاجتمعت اليه همدان وقام فيهم خطيبا فقال يا معشر همدان انكم لم تعبدوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم انما عبدتم رب محمد وهو الحى الذى لا يموت غير أنكم أطعتم الله ورسوله بطاعة الله وأعلموا أنّه استنقذكم من النار ولم يكن الله ليجمع أصحابه على ضلالة وذكر ابن اسحاق له خطبه طويلة يقول فيها
لعمرى لئن مات النبى محمد
لما مات يابن القيل رب محمد
دعاه اليه ربه فأجابه
فياخير غورى ويا خير منجد
______
(١) اسم جبل وصلع الارض الملسا اه من الروض الانف
(٢) الخفيد ولد النعامة والهجيف الضخم من الروض الانف
84
فقام مالك بن النمط بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال نصية من همدان من كل حاضر وباد أتوك على قلص نواج متصلة بحبائل الاسلام لا تأخذهم فى الله لومة لائم من مخلاف خارف ويام وشاكر أهل السود والقود أجابوا دعوة الرسول وفارقوا آلهات الانصاب عهدهم لا ينقض ما أقام لعع (١) وما جرى اليعفور بصلع
ومن شعره رضى الله عنه
ذكرت رسول الله فى فحمة الدجى
ونحن باعلا رحرحان وصلدد
وهن بنا خوص طلائح تعتلى
بركبانها فى لاحب متمدد
على كل فتلاء الذراعين جسرة
تمر بنا مر الهجيف (٢) الخفيدد
حلفت برب الرقصات الى منى
صوادر بالركبان من هضب قردد
بأن رسول الله فينا مصدق
رسول اتى من عند ذى العرش مهتدى
فما حملت من ناقة فوق رحلها
أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه
وأمضى بحد المشرفى المهند
وكتب معه لشعب همدان وأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم على من أسلم من قومه رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين اه من سيرة ابن هشام وفى الاصابة فى ترجمة مالك بن مرارة أخرج البغوى من طريق مجالد بن سعيد قال لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوى الى قومه كتب معه النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصيكم به خيرا فانه منظور اليه قال فجمعت له همدان ثلاث عشرة وستة وسبعون بعيرا اه وقد ثبتت همدان كلها على الاسلام لم يرتد منها أحد قال الحافظ بن حجر فى الاصابة عصمهم الله بعبد الله بن مالك الارحبى الصحابى له هجرة وفضل فى دينه فاجتمعت اليه همدان وقام فيهم خطيبا فقال يا معشر همدان انكم لم تعبدوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم انما عبدتم رب محمد وهو الحى الذى لا يموت غير أنكم أطعتم الله ورسوله بطاعة الله وأعلموا أنّه استنقذكم من النار ولم يكن الله ليجمع أصحابه على ضلالة وذكر ابن اسحاق له خطبه طويلة يقول فيها
لعمرى لئن مات النبى محمد
لما مات يابن القيل رب محمد
دعاه اليه ربه فأجابه
فياخير غورى ويا خير منجد
______
(١) اسم جبل وصلع الارض الملسا اه من الروض الانف
(٢) الخفيد ولد النعامة والهجيف الضخم من الروض الانف
84
#يحيى_عمر_اليافعي
شل صوت الدان
اللَّبْس في أشعاره
تعرضت أشعار يحيى عمر على مدى ثلاثة قرون للبس والخلط الذي ربما لحق بها أكثر من غيرها. ناهيك أن ثمة العديد من أشعاره قد طواها الزمن أو توارت خلف البحار أو بطون الجبال وسفوحها وأوديتها، أولا زالت تقبع في أماكن معينة أو في بطون المخطوطات أو الأسطوانات أو مصادر أخرى منسية أو مجهولة لم تصل إلينا بعد. وأجزم أن معظم ما بين أيدينا من أشعاره لم تصل إلينا كما كانت بصورتها الأصلية التي أبدعتها قريحة صاحبها، أو حتى كما سجلها أصدقاؤه الذين كانوا يلازمونه باستمرار ويدونون كل أشعاره، لأن طرق وصولها إلينا بصورتها التي هي عليها الآن قد كانت متعددة ومتعرجة. والذاكرة الشعبية كمصدر رئيسي لحفظ وتناقل أشعاره، لا يمكن الركون إليها، لأنها عرضة للنسيان ومن شوائبها أن كل ناقل يساهم في بعض الإضافات أو التعديلات بشكل إرادي أو عفوي، وقد تخونه الذاكرة فيسقط بعض الأبيات أو المقاطع سهواً أو يخلط بينها، والدليل على ذلك تعدد روايات أشعاره والاختلاف البيّن والواضح في صيغها ومفرداتها وتقديم وتأخير في بعض الأبيات هنا، أو نسيان وإضافة هناك. وبرغم ورود بعض المعلومات في أكثر من مصدر عن مخطوطات أو دواوين ليحيى عمر فإن أحداً لم يقطع بعودتها إلى يحيى عمر نفسه أو حتى إلى عصره أو العصر القريب منه، وما يزيد في غموضها أن مصيرها لا زال مجهولاً، باستثناء بعض المخطوطات المتناثرة التي عثرنا عليها في أرشيف بعض الأسر اليافعية، وهي في غالبيتها تعود إلى المهاجرين اليافعيين في الهند في النصف الأول من القرن الماضي، ولكن حتى مثل هذه المخطوطة، على أهميتها في حفظ مثل هذه الأغاني، فأنها لا تخلو من أخطاء أو زيادة أو نقص كغيرها من المصادر المكتوبة أو الشفهية، بل نجد أنها هي الأخرى قد نسبت أشعاراً وردت فيها إلى يحيى عمر بينما هي في الأصل لشعراء آخرين، وهو ما يتطلب التحري والتدقيق في التعامل في مثل هذه الحالات.
إن شهرة أغاني وألحان يحيى عمر الواسعة في الجزيرة والخليج وغيرها، تنبع من كونه كان شاعراً غزلياً مجيدا وعازفاً وملحناً ومغنياً في آن واحد "وكان من عادته ألاّ ينام حتى يقضي وقتاً في العزف والغناء"( )، ومن هنا كتب لأعماله الخلود، لأن استمرار ترديد تلك الأغاني والألحان، وتداولها على كل لسان، قد جعلها في منأى عن الإهمال والنسيان، بل وحاضرة دائماً في شفاه ووجدان محبيه على تعاقب الأجيال ومر الزمان. وهكذا فإن شعره الملحون كان يجد استحساناً ولا يزال كذلك من لدن المطربين والفنانين في كثير من الأقطار. وبقدر ما حفظ لنا اللحن والغناء الكثير من أشعاره بقدر ما جنى أيضاً بعض الشيء، بدرجة تزيد أو تقل، على تلك الأشعار التي نسمعها اليوم بأصوات فنانين متعددين بصيغ متباينة أو مختلفة في كثير أو قليل من أبياتها أو مفرداتها وفقاً والمصدر الذي أخذ منه هذا الفنان أو ذاك أو بما يضيف عليها هو من تعديل أو تحوير أو تحريف في الألفاظ والأبيات وفقا لهواه أو بقصد تطويعها وتقريبها للهجته المحلية، ومع كل ذلك فهذا أهون من أن تترك
شل صوت الدان
اللَّبْس في أشعاره
تعرضت أشعار يحيى عمر على مدى ثلاثة قرون للبس والخلط الذي ربما لحق بها أكثر من غيرها. ناهيك أن ثمة العديد من أشعاره قد طواها الزمن أو توارت خلف البحار أو بطون الجبال وسفوحها وأوديتها، أولا زالت تقبع في أماكن معينة أو في بطون المخطوطات أو الأسطوانات أو مصادر أخرى منسية أو مجهولة لم تصل إلينا بعد. وأجزم أن معظم ما بين أيدينا من أشعاره لم تصل إلينا كما كانت بصورتها الأصلية التي أبدعتها قريحة صاحبها، أو حتى كما سجلها أصدقاؤه الذين كانوا يلازمونه باستمرار ويدونون كل أشعاره، لأن طرق وصولها إلينا بصورتها التي هي عليها الآن قد كانت متعددة ومتعرجة. والذاكرة الشعبية كمصدر رئيسي لحفظ وتناقل أشعاره، لا يمكن الركون إليها، لأنها عرضة للنسيان ومن شوائبها أن كل ناقل يساهم في بعض الإضافات أو التعديلات بشكل إرادي أو عفوي، وقد تخونه الذاكرة فيسقط بعض الأبيات أو المقاطع سهواً أو يخلط بينها، والدليل على ذلك تعدد روايات أشعاره والاختلاف البيّن والواضح في صيغها ومفرداتها وتقديم وتأخير في بعض الأبيات هنا، أو نسيان وإضافة هناك. وبرغم ورود بعض المعلومات في أكثر من مصدر عن مخطوطات أو دواوين ليحيى عمر فإن أحداً لم يقطع بعودتها إلى يحيى عمر نفسه أو حتى إلى عصره أو العصر القريب منه، وما يزيد في غموضها أن مصيرها لا زال مجهولاً، باستثناء بعض المخطوطات المتناثرة التي عثرنا عليها في أرشيف بعض الأسر اليافعية، وهي في غالبيتها تعود إلى المهاجرين اليافعيين في الهند في النصف الأول من القرن الماضي، ولكن حتى مثل هذه المخطوطة، على أهميتها في حفظ مثل هذه الأغاني، فأنها لا تخلو من أخطاء أو زيادة أو نقص كغيرها من المصادر المكتوبة أو الشفهية، بل نجد أنها هي الأخرى قد نسبت أشعاراً وردت فيها إلى يحيى عمر بينما هي في الأصل لشعراء آخرين، وهو ما يتطلب التحري والتدقيق في التعامل في مثل هذه الحالات.
إن شهرة أغاني وألحان يحيى عمر الواسعة في الجزيرة والخليج وغيرها، تنبع من كونه كان شاعراً غزلياً مجيدا وعازفاً وملحناً ومغنياً في آن واحد "وكان من عادته ألاّ ينام حتى يقضي وقتاً في العزف والغناء"( )، ومن هنا كتب لأعماله الخلود، لأن استمرار ترديد تلك الأغاني والألحان، وتداولها على كل لسان، قد جعلها في منأى عن الإهمال والنسيان، بل وحاضرة دائماً في شفاه ووجدان محبيه على تعاقب الأجيال ومر الزمان. وهكذا فإن شعره الملحون كان يجد استحساناً ولا يزال كذلك من لدن المطربين والفنانين في كثير من الأقطار. وبقدر ما حفظ لنا اللحن والغناء الكثير من أشعاره بقدر ما جنى أيضاً بعض الشيء، بدرجة تزيد أو تقل، على تلك الأشعار التي نسمعها اليوم بأصوات فنانين متعددين بصيغ متباينة أو مختلفة في كثير أو قليل من أبياتها أو مفرداتها وفقاً والمصدر الذي أخذ منه هذا الفنان أو ذاك أو بما يضيف عليها هو من تعديل أو تحوير أو تحريف في الألفاظ والأبيات وفقا لهواه أو بقصد تطويعها وتقريبها للهجته المحلية، ومع كل ذلك فهذا أهون من أن تترك