الرياسة بِهَذَيْنِ الفنين وَأَنه فيهمَا لَا يجارى وَلَا يمارى وَمد الله لَهُ فِي عمره وَبَارك فِيهِ حَتَّى ألحق الأحفاد بالأجداد وانتفع بِهِ الشُّيُوخ وَالْأَوْلَاد ودرس بِهَذَيْنِ الفنين زِيَادَة عَن سِتِّينَ سنة باذلا نَفسه للطلبة وَحفظ الله عَلَيْهِ سَمعه وبصره مَعَ الطعْن بِالسِّنِّ والضعف من أجل حلقته وَله قَوَاعِد وضوابط قررها للمستفيدين يعظم قدرهَا ويجل نَفعهَا وَله الْيَد الطُّولى فِي حل المشكلات وإيضاح الغامضات وَله شعر وأحاجي تشهد لَهُ بالبلاغة وتوضح أَنه مطبوع على البراعة من ذَلِك مَا ألغزه بِشعرِهِ يمْتَحن بِهِ بعض الطّلبَة فِي اسْم سُلَيْمَان وَقد ذكرته فِي الأَصْل مَعَ زِيَادَة مسَائِل وفوائد وأشعار لَا يحتملها هَذَا الْمُخْتَصر وَقد أثنى عَلَيْهِ الإِمَام رَضِي الدّين بن الْخياط ومدحه بقصيدة أَولهَا (بِسَمَاع ذكرك كل قلب يطرب ... وبمثل مدحك كل مدح يعذب) وَهِي طَوِيلَة ذكرتها فِي الأَصْل مَعَ مَا قيل فِيهِ بعد مَوته من المراثي للفقيه بدر الدّين حسن بن عبد الرَّحْمَن الصباحي وَغَيرهَا توفّي هَذَا الإِمَام جمال الدّين بِشَهْر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وثمانمئة وقبر بمحنطان رَحمَه الله ونفع بِهِ وَمِنْهُم القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد الْأَوْسَط بن الإِمَام رَضِي الدّين ابْن الْخياط الْمُقدم الذّكر كَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا قَرَأَ على أَخِيه جمال الدّين الْأَكْبَر وَأَجَازَ لَهُ الإِمَام الحريري وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الإِمَام الْفَقِيه عفيف الدّين عَطِيَّة بن عبد الرَّزَّاق وبالفرائض على الإِمَام جمال الدّين الضراسي وَأَجَازَ لَهُ هَؤُلَاءِ واستنابه القَاضِي جمال الدّين الحريري بِالْقضَاءِ فِي مَدِينَة ذِي جبلة ثمَّ اسْتَقل بِهِ مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ وانتقل إِلَى مَدِينَة إب فأضيف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بهَا مَا يَلِيق بِحَالهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى ذِي جبلة وَتَوَلَّى الْقَضَاء بهَا إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثمانمئة ورثاه ابْن أَخِيه
113
113
#فضائل_اليمن_الميمون
(فصل فى ذكر كتابى أبى بكر الصديق رضى الله عنه
الى أهل اليمن فى الفرائض وفى الجهاد)
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير البجيرى واسحاق بن ابراهيم ببست قالا ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال ثنا أبى عن ثمامة قال حدثنى أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لما استخلف كتب له حيث وجهه الى اليمن هذا الكتاب (بسم الله الرّحمن الرّحيم هذه فريضة الدقة التى فرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المسلمين التى أمر الله تعالى بها رسوله فمن سألها من المؤمنين على وجهها فليعطها ومن سأل فوقها فلا يعطها فى أربعة وعشرين من الابل فما دونها الغنم فى كل خمس شاة فاذا بلغت خمسا وعشرين الى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض فان لم يكن بنت مخاض فابن لبون ذكر فاذا بلغت ستا وثلاثين الى خمس وأربعين ففيها ابنة لبون فاذا بلغت ستا وأربعين الى ستين ففيها حقة طروقة الفحل فاذا بلغت واحدة وستين الى خمس وسبعين ففيها جذعة فاذا بلغت ستا وسبعين الى تسعين ففيها ابنتا لبون فاذا بلغت احدى وتسعين الى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فاذا زادت على عشرين ومائة ففى كل أربعين ابنتا لبون وفى كل خمسين حقة وان من بلغت عنده من الابل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فتقبل منه الحقة ويجعل مكانها شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده حقة وعنده جذعة قتقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته الحقة وليست عنده الا ابنة لبون فانها تقبل منه ويعطى شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده الا حقة فانها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده فانها تقبل منه ابنة مخاض ويعطى معها عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده ابنة لبون فانها تقبل منه ابنة لبون ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن لم يكن عنده ابنة مخاض وعنده ابن لبون فانه يقبل منه وليس معه شىء ومن لم يكن معه الا أربعة من الابل فليست فيها صدقة الا أن يشاء ربها فاذا بلغت خمسا من الابل ففيها شاة. وصدقة الغنم فى كل سائمة اذا كانت أربعين الى عشرين ومائة شاة فاذا زادت على عشرين ومائة الى أن تبلغ مائتين ففيها شاتان فان زادت على
(فصل فى ذكر كتابى أبى بكر الصديق رضى الله عنه
الى أهل اليمن فى الفرائض وفى الجهاد)
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير البجيرى واسحاق بن ابراهيم ببست قالا ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال ثنا أبى عن ثمامة قال حدثنى أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لما استخلف كتب له حيث وجهه الى اليمن هذا الكتاب (بسم الله الرّحمن الرّحيم هذه فريضة الدقة التى فرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المسلمين التى أمر الله تعالى بها رسوله فمن سألها من المؤمنين على وجهها فليعطها ومن سأل فوقها فلا يعطها فى أربعة وعشرين من الابل فما دونها الغنم فى كل خمس شاة فاذا بلغت خمسا وعشرين الى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض فان لم يكن بنت مخاض فابن لبون ذكر فاذا بلغت ستا وثلاثين الى خمس وأربعين ففيها ابنة لبون فاذا بلغت ستا وأربعين الى ستين ففيها حقة طروقة الفحل فاذا بلغت واحدة وستين الى خمس وسبعين ففيها جذعة فاذا بلغت ستا وسبعين الى تسعين ففيها ابنتا لبون فاذا بلغت احدى وتسعين الى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فاذا زادت على عشرين ومائة ففى كل أربعين ابنتا لبون وفى كل خمسين حقة وان من بلغت عنده من الابل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فتقبل منه الحقة ويجعل مكانها شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده حقة وعنده جذعة قتقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته الحقة وليست عنده الا ابنة لبون فانها تقبل منه ويعطى شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده الا حقة فانها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده فانها تقبل منه ابنة مخاض ويعطى معها عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده ابنة لبون فانها تقبل منه ابنة لبون ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن لم يكن عنده ابنة مخاض وعنده ابن لبون فانه يقبل منه وليس معه شىء ومن لم يكن معه الا أربعة من الابل فليست فيها صدقة الا أن يشاء ربها فاذا بلغت خمسا من الابل ففيها شاة. وصدقة الغنم فى كل سائمة اذا كانت أربعين الى عشرين ومائة شاة فاذا زادت على عشرين ومائة الى أن تبلغ مائتين ففيها شاتان فان زادت على
ثلاث مائة ففى كل مائة شاة ولا يخرج فى الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا ثيس؟؟؟ الغنم الا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من حليطين فانهما يتراجعان بينهما بالسوية وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة الا أن يشاء ربها وفى الورق ربع العشر فإذا لم يكن ماله الا تسعين ومائة فليس فيها صدقة الا أن يشاء ربها اه من الاحسان فى تقريب صحيح ابن حبان ج ٥
(فصل فى كتابه رضى الله عنه الى أهل اليمن يدعوهم الى فريضة الجهاد)
(وهو بسم الله الرّحمن الرّحيم) من خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى من قرىء عليه كتابى من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإنّى أحمد اليكم الله الذى لا اله الا هو اما بعد فان الله كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا وقال تعالى (جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فالجهاد فريضة مفروضة وثوابه عند الله عظيم وقد استنفرنا من قبلنا من المسلمين الى جهاد الروم وقد سارعوا الى ذلك وعسكروا وخرجوا وحسنت فى ذلك نيتهم وعظمت فى الخير حسبتهم فسارعوا عباد الله الى فريضة ربّكم والى احدى الحسنيين أما الشهادة وأما الفتح والغنيمة فان الله تعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يترك أهل عداوته حتى يدينوا بالحق ويقروا بحكم الكتاب أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون حفظ الله لكم دينكم وهذا قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم آجر المجاهدين الصابرين وبعثه مع أنس بن مالك رضى الله عنه. ما كان من خبر أهل اليمن حدثنا أبو الوليد قال أنبأنا الحسين ابن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال حدثنى محمد بن يوسف عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال اتيت أهل اليمن جذاحا جذاحا وقبيلة قبيلة إقرأ عليهم كتاب أبى بكر وإذا فرغت من قراءته قلت الحمد لله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بسم الله الرّحمن الرّحيم أما بعد فانى رسول خليفة رسول الله ورسول المسلمين اليكم الاوانى قد تركتهم معسكرين اليس يمنعهم من الشخوص الى عدوهم الا انتظاركم فعجلوا الى اخوانكم رحمة لله عليكم أيها المسلمون قال فكان كل من قرىء عليه ذلك الكتاب وسمع منى هذا القول يحسن الرد على ويقول نحن سائرون وكأن قد فعلنا حتى انتهيت الى ذى الكلاع الحميرى فلما قرأت عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض فى قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن وسارعوا فلما اجتمعوا اليه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى
(فصل فى كتابه رضى الله عنه الى أهل اليمن يدعوهم الى فريضة الجهاد)
(وهو بسم الله الرّحمن الرّحيم) من خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى من قرىء عليه كتابى من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإنّى أحمد اليكم الله الذى لا اله الا هو اما بعد فان الله كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا وقال تعالى (جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فالجهاد فريضة مفروضة وثوابه عند الله عظيم وقد استنفرنا من قبلنا من المسلمين الى جهاد الروم وقد سارعوا الى ذلك وعسكروا وخرجوا وحسنت فى ذلك نيتهم وعظمت فى الخير حسبتهم فسارعوا عباد الله الى فريضة ربّكم والى احدى الحسنيين أما الشهادة وأما الفتح والغنيمة فان الله تعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يترك أهل عداوته حتى يدينوا بالحق ويقروا بحكم الكتاب أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون حفظ الله لكم دينكم وهذا قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم آجر المجاهدين الصابرين وبعثه مع أنس بن مالك رضى الله عنه. ما كان من خبر أهل اليمن حدثنا أبو الوليد قال أنبأنا الحسين ابن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال حدثنى محمد بن يوسف عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال اتيت أهل اليمن جذاحا جذاحا وقبيلة قبيلة إقرأ عليهم كتاب أبى بكر وإذا فرغت من قراءته قلت الحمد لله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بسم الله الرّحمن الرّحيم أما بعد فانى رسول خليفة رسول الله ورسول المسلمين اليكم الاوانى قد تركتهم معسكرين اليس يمنعهم من الشخوص الى عدوهم الا انتظاركم فعجلوا الى اخوانكم رحمة لله عليكم أيها المسلمون قال فكان كل من قرىء عليه ذلك الكتاب وسمع منى هذا القول يحسن الرد على ويقول نحن سائرون وكأن قد فعلنا حتى انتهيت الى ذى الكلاع الحميرى فلما قرأت عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض فى قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن وسارعوا فلما اجتمعوا اليه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى
على النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال أيها الناس ان من رحمة الله اياكم ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسولا وأنزل عليه كتابا فأحسن عنه البلاغ فعلمكم ما يرشدكم؟؟؟ ونهاكم عما يفسدكم حتى علمكم مالم تكونوا تعلمون ورغبكم فى الخير فيما لم تكونوا ترغبون ثم قد دعاكم اخوانكم الصالحون الى جهاد المشركين واكتساب الاجر العظيم فلينفر من أراد النفير معى الساعة قال فنفر بعده من أهل اليمن كثير وقدموا على أبى بكر قال فرجعنا نحن فسبقناه بايام فوجدنا أبا بكر بالمدينة ووجدنا ذلك العسكر قبله على حاله ووجدنا أبا عبيدة يصلى بأهل ذلك العسكر فقدمت حمير معها ذو الكراع الحميرى واسمه أيفع بعدد كثير من أهل اليمن وعنده حسنة ومعها نساؤها وأولادها ففرح أبو بكر وجميع الصحابة بمقدمهم فلما رآهم أبو بكر قال عباد الله ألم نكن نتحدث فنقول إذ اقبلت حمير تحمل أولادها ومعها نساؤها نصر الله المسلمين وخذل الله المشركين فابشروا أيها المسلمون قلت ورواية الواقدى أن أبا بكر رضى الله عنه قال لعلى عليهالسلام يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول إذا أقبلت حمير ومعها نسائها تحمل أولادها فابشروا بنصر الله على أهل الشرك قال نعم ثم جأت مدحج فيها قيس بن عبيرة المرادى فى جمع عظيم من قومه ثم الازد وفيهم جندب بن عمرو
قوم حمزة بن مالك الهمدانى
حدثنى ابن حماد قال أنبأنا الحسين بن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال وحدثنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدى عن عمرو بن محصن عن حمزة بن مالك الهمدانى أنه قم فى جمع عظيم من همدان على أبى بكر وهم أكثر من الفى رجل فلما رآهم أبو بكر رضى الله عنه فرح بهم وسر بذلك وقال الحمد لله على صنيعه للمسلمين ما يزال الله يتيح لهم مددا من أنفسهم ما يشد به ظهورهم ويقصم به عدوهم ثم تتابعت قبائل اليمن وكان أكثر من شهد فتح الشام أهل اليمن واستوطنها بعضهم اهمن فتوح الشام للشيخ ابى اسماعيل محمد ابن عبد الله الازدى البصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثامن
(فى بعوث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى اليمن)
مبتدأ بخالد بن ألوليد رضى الله عنه لانه أول من دخل اليمن من بعوثه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه الى همدان فى جمع من الصحابة رضى الله عنهم ـ قلت
72
قوم حمزة بن مالك الهمدانى
حدثنى ابن حماد قال أنبأنا الحسين بن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال وحدثنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدى عن عمرو بن محصن عن حمزة بن مالك الهمدانى أنه قم فى جمع عظيم من همدان على أبى بكر وهم أكثر من الفى رجل فلما رآهم أبو بكر رضى الله عنه فرح بهم وسر بذلك وقال الحمد لله على صنيعه للمسلمين ما يزال الله يتيح لهم مددا من أنفسهم ما يشد به ظهورهم ويقصم به عدوهم ثم تتابعت قبائل اليمن وكان أكثر من شهد فتح الشام أهل اليمن واستوطنها بعضهم اهمن فتوح الشام للشيخ ابى اسماعيل محمد ابن عبد الله الازدى البصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثامن
(فى بعوث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى اليمن)
مبتدأ بخالد بن ألوليد رضى الله عنه لانه أول من دخل اليمن من بعوثه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه الى همدان فى جمع من الصحابة رضى الله عنهم ـ قلت
72
#يحيى_عمر_اليافعي
شل صوت الدان
لماذا افتتن بالأعيان الحمراء؟
*واعيان حمراء بيلحظني بهن يبلي
*وتكحل أعيان حمراء مشرعه بالدم
*يا من لك اعيان حمراء تلمعي
*وأعيان حمراء كما جمر اللهب
*واعيان حمراء شبيه النار ذي تقتل
* والموت بأعيانه الدّعْج النعُوس
يا غارة الله منها لحظة اعيونه
اذا حزر طار من طرفه شرار اسهام
رد السَّبَل لا تخليهن مُباح
لمع النظر برق يلمع بالخصيب
من يوم شفته بعيني طفأ المصباح
حمراء سكارى فواتر لُعَّسي
هام يحيى عمر بالأعيان الحمراء وأسرته بلمعانها وحرارتها التي كان وقعها عليه كالسهام أو كجمر اللهب. فمن أين جاء هذا التشبيه ؟ الذي يخالف ما ألفناه لدى غيره من الشعراء الذين تأسرهم أكثر العيون السود، الكحيلة، أو الدَّعجاء (الدَّعج هو شدَّة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها ؛ وقيل شدَّة سوادها مع سعتها). أو الحوراء وهي التي يشتد بياضها ويشتد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها. قال تعالى:" وحُورٌ عِينٌ كأمثال اللؤلؤ المكنون ". أو قول بشار بن برد:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
لكن شاعرنا يحيى عمر اختار الأعيان الحمراء دون غيرها.. فلماذا هذا الاختيار لديه ؟. هذا السؤال حاول الإجابة عليه أكثر من واحد لكثرة ورود هذا التشبيه في أشعاره وقد احتار المفسرون واختلفوا فيما ذهبوا إليه، فمنهم من يرى أن المقصود بها العيون العسلية لجمالها الأخَّاذ، أو ربما أن هذا الوصف مرتبط بالنقوش الحمراء الدائرية التي كانت النساء في يافع يتزيَّن بها( ). ويربط البعض هذا الوصف بنساء طائفة من الهنود هن أجمل نساء الهند ولهن عيون مشربة بحمرة خفيفة ساحرة هي أقرب أن تكون وردية ويحطنها بمساحيق حمراء حول العينين وفي الوجنتين( ).
والحقيقة أن يحيى عمر لم ينفرد وحده في هذا الوصف، سواء في يافع أو في الهند، حتى نسلم بصحة هذه التفسيرات. فمن الواضح أن هناك من سبقه في هذا الوصف كالعلامة أبوبكر العيدروس (توفي نهاية القرن التاسع الهجري) الذي يقول:
ذا بطرفك زهر نرجس
ماء ونار قد تجانس
أو عسى هي حُمرة العين
ألَّف الله بين ضدين
كما نجد مثل ذلك الوصف يتكرر أيضاً لدى شاعر آخر هو الشاعر عبدالله بن علوي الحداد الملقب بـ"خُو علوي" (توفي 1157هـ) يقول:
يقول "خُوعلوي" رعا الله زمان
عذبتني يا نصلة الهندوان
يا من جبينه مثل نشو المزان
والعجز مركب شحنته من عُمان
قد مَرَّ يا واشم كحيله
يا زهر مثمر وسط خيله
وأعيان لـه حمراء كحيله
والنوخذه شيخ القبيله( )
شل صوت الدان
لماذا افتتن بالأعيان الحمراء؟
*واعيان حمراء بيلحظني بهن يبلي
*وتكحل أعيان حمراء مشرعه بالدم
*يا من لك اعيان حمراء تلمعي
*وأعيان حمراء كما جمر اللهب
*واعيان حمراء شبيه النار ذي تقتل
* والموت بأعيانه الدّعْج النعُوس
يا غارة الله منها لحظة اعيونه
اذا حزر طار من طرفه شرار اسهام
رد السَّبَل لا تخليهن مُباح
لمع النظر برق يلمع بالخصيب
من يوم شفته بعيني طفأ المصباح
حمراء سكارى فواتر لُعَّسي
هام يحيى عمر بالأعيان الحمراء وأسرته بلمعانها وحرارتها التي كان وقعها عليه كالسهام أو كجمر اللهب. فمن أين جاء هذا التشبيه ؟ الذي يخالف ما ألفناه لدى غيره من الشعراء الذين تأسرهم أكثر العيون السود، الكحيلة، أو الدَّعجاء (الدَّعج هو شدَّة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها ؛ وقيل شدَّة سوادها مع سعتها). أو الحوراء وهي التي يشتد بياضها ويشتد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها. قال تعالى:" وحُورٌ عِينٌ كأمثال اللؤلؤ المكنون ". أو قول بشار بن برد:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
لكن شاعرنا يحيى عمر اختار الأعيان الحمراء دون غيرها.. فلماذا هذا الاختيار لديه ؟. هذا السؤال حاول الإجابة عليه أكثر من واحد لكثرة ورود هذا التشبيه في أشعاره وقد احتار المفسرون واختلفوا فيما ذهبوا إليه، فمنهم من يرى أن المقصود بها العيون العسلية لجمالها الأخَّاذ، أو ربما أن هذا الوصف مرتبط بالنقوش الحمراء الدائرية التي كانت النساء في يافع يتزيَّن بها( ). ويربط البعض هذا الوصف بنساء طائفة من الهنود هن أجمل نساء الهند ولهن عيون مشربة بحمرة خفيفة ساحرة هي أقرب أن تكون وردية ويحطنها بمساحيق حمراء حول العينين وفي الوجنتين( ).
والحقيقة أن يحيى عمر لم ينفرد وحده في هذا الوصف، سواء في يافع أو في الهند، حتى نسلم بصحة هذه التفسيرات. فمن الواضح أن هناك من سبقه في هذا الوصف كالعلامة أبوبكر العيدروس (توفي نهاية القرن التاسع الهجري) الذي يقول:
ذا بطرفك زهر نرجس
ماء ونار قد تجانس
أو عسى هي حُمرة العين
ألَّف الله بين ضدين
كما نجد مثل ذلك الوصف يتكرر أيضاً لدى شاعر آخر هو الشاعر عبدالله بن علوي الحداد الملقب بـ"خُو علوي" (توفي 1157هـ) يقول:
يقول "خُوعلوي" رعا الله زمان
عذبتني يا نصلة الهندوان
يا من جبينه مثل نشو المزان
والعجز مركب شحنته من عُمان
قد مَرَّ يا واشم كحيله
يا زهر مثمر وسط خيله
وأعيان لـه حمراء كحيله
والنوخذه شيخ القبيله( )
وهذا هو الشاعر الشهير المرحوم أحمد بن ناصر بن هرهره، الملقب "بن زامل" يقول:
وأعيان له حمراء زواكي زاكية جُوف الغُدَر
ومبسم أحمر ذي تغطيه الزبيبه لا كَبَر
وسار على هذا المنوال في وصف العين الشاعر المرحوم حسين صالح الحِمْيَري, ففي قصيدة له يقول:
جبينه المزن لَبْيَضْ ذي في المزن رفَّين
وأعيان حمراء حرسها الله رمتني بسهمين
حمراء شحاطر من الدم النحير ابيفيضين
يشتاف به لمعتين
أصوابها يقتلين
تقول ذه زهرتين
لقد أجاب الحِمْيَري عن ذلك السؤال الذي حيَّر الكثيرين، وأفصح هنا بجلاء عن كنه العين الحمراء, التي تغزل بها مثله مثل يحيى عمر وشعراء آخرين. إنهما العينان المشربتان بحمرة الدم (حمراء شحاطر من الدم) وكأنهما زهرتين جميلتين. وهكذا نقف على حقيقة افتتان يحيى عمر وغيره من الشعراء بالأعيان الحمراء، بأسرارها العجيبة وإشاراتها المحددة، لأن حُمرة العين هي من علامات الجمال كما يقول عبدالله البردوني، وربما كان هناك نزوع فطري إلى جماليات الحمرة، وأغلب الذين أجادوا وصفها والوصف بها، هم أصحاب المزاج الأريحي( ).
ولا صلة لحمرة عين المرأة التي تغزل بها يحيى عمر وغيره بالوصف المألوف للرجل "أحمر عين" لأن هذه كناية عن الرجل الشجاع والذكي بغض النظر إن كانت عيناه حمراء أو غير ذلك. وهكذا، نجد أن القصائد الغزلية هي الطاغية في أشعار يحيى عمر التي لا تخلو من عواطفه الصادقة ومشاعره الرقيقة تجاه المرأة وإبراز مفاتنها التي يعرج على ذكرها بالتفصيل الدقيق، وقد هام العرب بذلك عبر الأزمان، والفرق هو في أهمية هذا العضو أو ذاك لدى هذا الشاعر أو ذاك.
وأعيان له حمراء زواكي زاكية جُوف الغُدَر
ومبسم أحمر ذي تغطيه الزبيبه لا كَبَر
وسار على هذا المنوال في وصف العين الشاعر المرحوم حسين صالح الحِمْيَري, ففي قصيدة له يقول:
جبينه المزن لَبْيَضْ ذي في المزن رفَّين
وأعيان حمراء حرسها الله رمتني بسهمين
حمراء شحاطر من الدم النحير ابيفيضين
يشتاف به لمعتين
أصوابها يقتلين
تقول ذه زهرتين
لقد أجاب الحِمْيَري عن ذلك السؤال الذي حيَّر الكثيرين، وأفصح هنا بجلاء عن كنه العين الحمراء, التي تغزل بها مثله مثل يحيى عمر وشعراء آخرين. إنهما العينان المشربتان بحمرة الدم (حمراء شحاطر من الدم) وكأنهما زهرتين جميلتين. وهكذا نقف على حقيقة افتتان يحيى عمر وغيره من الشعراء بالأعيان الحمراء، بأسرارها العجيبة وإشاراتها المحددة، لأن حُمرة العين هي من علامات الجمال كما يقول عبدالله البردوني، وربما كان هناك نزوع فطري إلى جماليات الحمرة، وأغلب الذين أجادوا وصفها والوصف بها، هم أصحاب المزاج الأريحي( ).
ولا صلة لحمرة عين المرأة التي تغزل بها يحيى عمر وغيره بالوصف المألوف للرجل "أحمر عين" لأن هذه كناية عن الرجل الشجاع والذكي بغض النظر إن كانت عيناه حمراء أو غير ذلك. وهكذا، نجد أن القصائد الغزلية هي الطاغية في أشعار يحيى عمر التي لا تخلو من عواطفه الصادقة ومشاعره الرقيقة تجاه المرأة وإبراز مفاتنها التي يعرج على ذكرها بالتفصيل الدقيق، وقد هام العرب بذلك عبر الأزمان، والفرق هو في أهمية هذا العضو أو ذاك لدى هذا الشاعر أو ذاك.
جامع حيس الكبير "الجامع المظفري" شاهد على عراقة مدينة تاريخية..
جهود الإنقاذ
حيس، هيفاء #حمنة
"حيس" مدينة التاريخ والأدب والفن والصناعة والزراعة تأثرت كغيرها من المدن بالتاريخ والحضارة لقربها من مدينة زبيد التاريخية مدينة العلم والعلماء. وارتباطها بالمدن والعواصم التاريخية كمدينة تعز وغيرها من المدن، وكانت من المناطق المهمة لالتقاء واستراحة القوافل التجارية القادمة من المناطق الجبلية إلى مدينة المخا وميناء غليفقة الساحلية.
الجامع المظفري أو ما يسمى بالجامع الكبير يعود تأسيس بنائه إلى منتصف القرن السابع الهجري، وهو أحد أشهر المعالم الإسلامية للملك المظفر الرسولي يوسف بن عمر بن علي بن رسول التي حافظت على مكوناتها الأصلية من مبانٍ ونقوش وزخارف إسلامية.
- تأسيسه
يوجد نقش كتابي في الجانب الشرقي المطل على الصحن يشير بأنه تم الانتهاء من عمارة هذا المسجد سنة 682 للهجرة في حين أن هناك مصادر تاريخية تحدثت أن بدء نواة إنشاء هذا الجامع كان في سنة 667 للهجرة وكان هذا البناء الأول للجامع وأن تاريخ 682 للهجرة هو اكتمال الجامع بشكله الحالي.
- يتكون الجامع من بيت الصلاة وجناح شرقي وجناح غربي ومؤخر ومطاهير وبركة ماء وبئر ومئذنة صغيرة تعلو المدخل الجنوبي.
ويعد جامع حيس من الجوامع المميزة، يتكون سقفه من جملونات مرتفعة في الأصل، إلا أنه حدث في فترات لاحقة استبدال مكان الأقبية التي سقطت بقباب في الجانب الشرقي والغربي من بيت الصلاة وكذا الرواق والجزء الغربي من المؤخر. إضافة إلى أن الزخارف الملونة تنتشر في الرواق الأول والثاني لبيت الصلاة والمدخل الرئيسي والجنوبي والجزء الأوسط من المؤخر.
حالة الجامع قبل تدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية في أعمال الترميم
كان في حالة يرثى لها وعرضه للانهيار وذلك بتشقق الأسطح العليا مما سبب دخول المياه إلى داخل الجامع والتسرب في الجدران. وكذلك تلف واستملاح الاجزاء السفلى من معظم الجدران وتشققات في البعض مع مرور السايلة للماء امام بوابته الجنوبية.
تدخل الصندوق الاجتماعي بأعمال الترميم وباشراف من استشاري المشروع اخصائي الآثار والترميم، عصام حسن عوض حمنه في عام 2007 وحتى العام 2011م.. حيث نفذت فيه أعمال الإنقاذ والترميم عبر مرحلتين الأولى انقاذية من العام (2007 _2009) والثانية أعمال الترميم (2010 _ 2011م) بدعم وتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية.
علما بأن ترميمات المباني الأثرية الهامة تأخذ وقتا طويلا لدقة العمل وخطورة الإسراع فيه الذي قد يدمر الأثر.
فمثلا (المدرسة العامرية برداع محافظة البيضاء أخذت أعمال الترميم فيها ما يقارب خمس عشرة سنة).
الأعمال المنفذة:
1- أعمال الترميم
في البدء نفذت أعمال التسوير للجامع بسور من الياجور حيث انه كان لا يوجد سور يحمي ساحة الجامع الخارجية ويمنع مرور سائلة المياه إلى قرب باب الجامع فتم تسويره بسور من كرسي حجري وبناء من الياجور ومونة النورة الحجري بارتفاع لا يشوه منظر الواجهة.
وقد نفذت فيه أعمال معالجة الأسطح من اعلى والتي كانت تُسرب المياه إلى أسفل. وفلس ومعالجة الجدران الداخلية والخارجية إضافة إلى أعمال التدعيمات بالحجر الجعم ومونة النورة الحجري حول جدران الجامع من الخارج. ومعالحة الشقوق في جملوناته من الداخل.
2 - أعمال تنظيف واظهار الزخارف الملونة والنقوش
إلى جانب أعمال الترميمات نُفذت فيه أعمال تنظيف وإظهار النقوش والزخارف الملونة البديعة في الجمال.
وبحسب باحثين أجانب فإنها من النقوش النادرة والقديمة استخدمت فيها الألوان الطبيعية بطريقة رائعة وهي أقدم من زخارف المدرسة الأشرفية بتعز والتي تعود للملك الأشرف بن الملك المظفر مؤسس جامع حيس المظفري.
وقد أظهرت أعمال التنظيف على أيدي خبراء من الهيئة العامة للآثار وذلك بإزالة طبقات النورة التي كانت تغطي النقوش والزخارف. تميزت رسومات المسجد وزخارفه بالدقة والتنوع والألقاب السلطانية والآيات القرآنية، حيث اظهرت ما يحتويه الجامع من نقوش وزخارف ودلائل تاريخية أهمها نقش أعلى باب درج المئذنة كُتب فيه: (أمر بعمارة هذه الدار السعيدة ودار المضيف والمسجد المبارك السلطان يوسف بن عمر بن رسول) ومن هذا النص نستدل على ان هذا المبنى هو الجزء المتبقي للمجمع العام المشتمل على الدار السعيدة ودار المضيف. وهي التي عثر على بقايا اساساتها في الجانب الشرقي خلال أعمال الحفريات الأثرية.
وما يميز جامع حيس ما اشتمله على نقش كتابي بشكل دائري في المقدم بيت الصلاة حيث اشتمل النص الكتابي على القاب السلطان منها (أوحد ملوك الزمن وارث ملك اسعد الكامل _ سلطان بلاد اليمن والحرمين الشريفين).
جهود الإنقاذ
حيس، هيفاء #حمنة
"حيس" مدينة التاريخ والأدب والفن والصناعة والزراعة تأثرت كغيرها من المدن بالتاريخ والحضارة لقربها من مدينة زبيد التاريخية مدينة العلم والعلماء. وارتباطها بالمدن والعواصم التاريخية كمدينة تعز وغيرها من المدن، وكانت من المناطق المهمة لالتقاء واستراحة القوافل التجارية القادمة من المناطق الجبلية إلى مدينة المخا وميناء غليفقة الساحلية.
الجامع المظفري أو ما يسمى بالجامع الكبير يعود تأسيس بنائه إلى منتصف القرن السابع الهجري، وهو أحد أشهر المعالم الإسلامية للملك المظفر الرسولي يوسف بن عمر بن علي بن رسول التي حافظت على مكوناتها الأصلية من مبانٍ ونقوش وزخارف إسلامية.
- تأسيسه
يوجد نقش كتابي في الجانب الشرقي المطل على الصحن يشير بأنه تم الانتهاء من عمارة هذا المسجد سنة 682 للهجرة في حين أن هناك مصادر تاريخية تحدثت أن بدء نواة إنشاء هذا الجامع كان في سنة 667 للهجرة وكان هذا البناء الأول للجامع وأن تاريخ 682 للهجرة هو اكتمال الجامع بشكله الحالي.
- يتكون الجامع من بيت الصلاة وجناح شرقي وجناح غربي ومؤخر ومطاهير وبركة ماء وبئر ومئذنة صغيرة تعلو المدخل الجنوبي.
ويعد جامع حيس من الجوامع المميزة، يتكون سقفه من جملونات مرتفعة في الأصل، إلا أنه حدث في فترات لاحقة استبدال مكان الأقبية التي سقطت بقباب في الجانب الشرقي والغربي من بيت الصلاة وكذا الرواق والجزء الغربي من المؤخر. إضافة إلى أن الزخارف الملونة تنتشر في الرواق الأول والثاني لبيت الصلاة والمدخل الرئيسي والجنوبي والجزء الأوسط من المؤخر.
حالة الجامع قبل تدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية في أعمال الترميم
كان في حالة يرثى لها وعرضه للانهيار وذلك بتشقق الأسطح العليا مما سبب دخول المياه إلى داخل الجامع والتسرب في الجدران. وكذلك تلف واستملاح الاجزاء السفلى من معظم الجدران وتشققات في البعض مع مرور السايلة للماء امام بوابته الجنوبية.
تدخل الصندوق الاجتماعي بأعمال الترميم وباشراف من استشاري المشروع اخصائي الآثار والترميم، عصام حسن عوض حمنه في عام 2007 وحتى العام 2011م.. حيث نفذت فيه أعمال الإنقاذ والترميم عبر مرحلتين الأولى انقاذية من العام (2007 _2009) والثانية أعمال الترميم (2010 _ 2011م) بدعم وتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية.
علما بأن ترميمات المباني الأثرية الهامة تأخذ وقتا طويلا لدقة العمل وخطورة الإسراع فيه الذي قد يدمر الأثر.
فمثلا (المدرسة العامرية برداع محافظة البيضاء أخذت أعمال الترميم فيها ما يقارب خمس عشرة سنة).
الأعمال المنفذة:
1- أعمال الترميم
في البدء نفذت أعمال التسوير للجامع بسور من الياجور حيث انه كان لا يوجد سور يحمي ساحة الجامع الخارجية ويمنع مرور سائلة المياه إلى قرب باب الجامع فتم تسويره بسور من كرسي حجري وبناء من الياجور ومونة النورة الحجري بارتفاع لا يشوه منظر الواجهة.
وقد نفذت فيه أعمال معالجة الأسطح من اعلى والتي كانت تُسرب المياه إلى أسفل. وفلس ومعالجة الجدران الداخلية والخارجية إضافة إلى أعمال التدعيمات بالحجر الجعم ومونة النورة الحجري حول جدران الجامع من الخارج. ومعالحة الشقوق في جملوناته من الداخل.
2 - أعمال تنظيف واظهار الزخارف الملونة والنقوش
إلى جانب أعمال الترميمات نُفذت فيه أعمال تنظيف وإظهار النقوش والزخارف الملونة البديعة في الجمال.
وبحسب باحثين أجانب فإنها من النقوش النادرة والقديمة استخدمت فيها الألوان الطبيعية بطريقة رائعة وهي أقدم من زخارف المدرسة الأشرفية بتعز والتي تعود للملك الأشرف بن الملك المظفر مؤسس جامع حيس المظفري.
وقد أظهرت أعمال التنظيف على أيدي خبراء من الهيئة العامة للآثار وذلك بإزالة طبقات النورة التي كانت تغطي النقوش والزخارف. تميزت رسومات المسجد وزخارفه بالدقة والتنوع والألقاب السلطانية والآيات القرآنية، حيث اظهرت ما يحتويه الجامع من نقوش وزخارف ودلائل تاريخية أهمها نقش أعلى باب درج المئذنة كُتب فيه: (أمر بعمارة هذه الدار السعيدة ودار المضيف والمسجد المبارك السلطان يوسف بن عمر بن رسول) ومن هذا النص نستدل على ان هذا المبنى هو الجزء المتبقي للمجمع العام المشتمل على الدار السعيدة ودار المضيف. وهي التي عثر على بقايا اساساتها في الجانب الشرقي خلال أعمال الحفريات الأثرية.
وما يميز جامع حيس ما اشتمله على نقش كتابي بشكل دائري في المقدم بيت الصلاة حيث اشتمل النص الكتابي على القاب السلطان منها (أوحد ملوك الزمن وارث ملك اسعد الكامل _ سلطان بلاد اليمن والحرمين الشريفين).
3 - أعمال الحفريات الأثرية
تمت أعمال الحفريات على أيدي اخصائيين من الهيئة العامة للآثار بطريقة منهجية وعلمية في مناطق مختلفة حول الجامع من الخارج. ابرزها التي في الجانب الشرقي كشفت عن بقايا جدران واساسات للدار السعيدة ودار المضيف وكسر فخارية ولقى أثرية تعود للدولة الرسولية وعصور مختلفة.
وقد انتهت أعمال المرحلتين التي اخرجت واظهرت ما يحويه الجامع من تراث ومعلومات وفن حضاري يضاهي اكبر المعالم التاريخية عالميا.
وقد بذلت فيه جهود كبيرة من فريق أعمال الترميم والتنقيب والنقوش للحفاظ على الجامع وإظهار ما اختزنه من تراث فريد، حيث دللت النقوش والحفريات على اهمية المبنى كونه اشتمل سابقا على مجمع اداري ودار للحكم ودار للمضيف. وهذا يعد بحد ذاته دليلا ملموسا على اهمية مدينة حيس تاريخيا لاحتوائها على معلم كبير كهذا المعلم.
وقد قدمت دراسة للمرحلة الثالثة ترميم متكامل مع الإضاءة ورصف الساحة الخارجية للجامع إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية اعدها استشاري المشروع في حينه، وكانت هناك موافقة على التمويل ولكن بسبب الأحداث في عام 2011-2012 توقفت جميع التمويلات.