اليمن_تاريخ_وثقافة
10.8K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
وكان يكفي وجود الرطوبة في النباتات المتوفرة في كل مرحلة.
وعلى الرغم من الصبر وغير ذلك من الصفات المدهشة التي يتمتع بها الجمل ، إلا أنه قليل الذكاء ولا يبدو قادرا على إقامة صلة قوية بسيّده إلا إذا كانا قد ألفا السفر معا منذ أمد بعيد. وفي الرحلات الصحراوية الطويلة ، يبدو الجمل مدركا كل الإدراك بأن سلامته تكمن في البقاء قريبا من القافلة ، إذ لو تأخر إلى الخلف ، فإنه لن يتوقف عن بذل المحاولات الشاقة للحاق بها. ويصف أحد الرحالة واسمه (علي بك) (١) الجمل بأنه حيوان هادئ ومسالم. ويقول : «إن الجمال تأكل طعامها على نحو منتظم فلا تأكل إلا قليلا كل مرة ، وإذا ما ترك أحد الجمال رفاقه ، فإن رفيقه يظهر أمامه ليؤنبه برفق مما يجعله يشعر بالخطأ ويعود إلى بقية الجمال». لكنني أقول العكس وهو أن الجمال هي أكثر الحيوانات المشاكسة على وجه الأرض. فبعد انقضاء رحلة نهار شاقة ، وإنزال الحمل من على ظهر الجمال ، فإن الحادي يضطر باستمرار إلى الحيلولة دون الشجار فيما بينها. والتأنيب الرقيق ليس سوى عضات قاسية وتمزيق آذان بعضهم بعضا.
يقدر (فولني) (٢) خطوات جمال سوريا بثلاثة آلاف وستمائة ياردة في الساعة. أما القبطان (بيرنز) ، الذي كرس الكثير من الاهتمام لهذا الموضوع ، فقد وجد الشيء نفسه تقريبا في (تركستان). أما في (عمان) فقد تأكد لي أن المعدل العام للقوافل المسافرة أكبر بكثير ، واتبعت في ذلك الطريقة التالية : بوساطة ساعة جيدة لاحظت بدقة مرات عديدة بأن الوقت الذي تشغله في قطع مسافة بين منطقتين أحدهما في الشمال والأخرى في الجنوب ، بعد تثبيت خطوط العرض فإن النتيجة تتراوح بين ميلين جغرافيين ونصف إلى ميلين وثلاثة أرباع في الساعة. وهذا هو نفس ما توصل إليه (بركهاردت). إلا أن خطوة الجمل العماني الاعتيادية عند ما يركب البدوي على ظهره في رحلة صحراوية ، تكون خطوة سريعة وقوية وتصل إلى ستة أو ثمانية أميال في الساعة وتستمر الجمال في السير على هذا النحو ما بين
______
(*) علي بك العباسي رحالة أسباني اسمه دو منغو باديا إيليليخ أسم وجاء إلى مكة حاجا سنة ١٨٠٦ وسمي نفسه الحاج علي بك العباسي ونشر رحلاته في باريس عام ١٨١٤ وتوفي أثناء رحلة ثانية له إلى مكة في موضع يبعد نحو ١٢٠ ميلا عن دمشق وذلك عام ١٨١٨.
(**) Volney رحالة فرنسي (١٧٥٧ ـ ١٨٢٠) له كتاب «رحلة إلى سورية ومصر».
عشرين إلى أربع وعشرين ساعة متعاقبة. لكن هذه السرعة تزداد حسب مقتضيات الضرورة لتصل إلى ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر ميلا في الساعة. وتعد أنثى الجمل أسرع من الذكر ، لكن البدو يفضلون ، على الرغم من ذلك الذكر بسبب معنوياته العالية. أما حمل الجمل فيختلف اختلافا بينا. ففي مصر ، وعند ما يكون الجمل مزودا بغذاء جيد ، فإنه يستطيع أن ينقل حمولة يصل وزنها ألف رطل. إلا أن الحمولة الاعتيادية في رحلة القافلة تتراوح بين مائتين وخمسين إلى خمسمائة رطل. والمعروف أن الجمل يسير سيرا أخرق ، وهو في سيره وخببه السريع وعدوه عنيف وغير مريح.
ويقوم البدو بتزيين رقاب هذه الحيوانات بشريط من قماش أو جلد معلقة به قطع صغيرة من المحار على شكل هلال. ويضيف الشيوخ إلى هذه القطع بعض الزينة المصنوعة من الفضة ، وبهذا فإنها تظل حتى يومنا هذا جائزة ثمينة لمن يريد سرقتها. وثمة إيضاح في الكتاب المقدس (سفر القضاة ، ٢٠ : ٣ ، ٢٦) حيث يرد ذكر زينة الجمال في معرض الحديث عن المجوهرات وغيرها من المواد الثمينة. وتثبت قطع المحار بخيط شبه دائري ومن هنا جاءت العبارة «زينة تشبه القمر».
ولا يتعرض الجمل إلا لبعض الأمراض القليلة. ففي المناطق الرطبة تتصدع أقدامه وتنتشر عليها التقيحات وإذا أصابها العفن فتكون الإصابة قاتلة. وقد قضى المئات من الجمال عند ما بقي الحجاج القادمون من الشام في خيامهم قرب حلب وغيرها من المدن الكبيرة. وأفضل علاج لذلك هو الزيت. ويقال أن تورم الغدد في الرقبة والذي يؤدي إلى موت الجمل في غضون ثلاثة أو أربعة أيام ـ وإصابة القولون من الأمراض التي تنتشر في الربيع والخريف من كل عام. ويفيد الكي في علاج كل هذه الأمراض.
وعند ما يرفض أحد الجمال النهوض وهو في رحلة ، فإن العرب عموما يتركونه ليواجه مصيره. وقلما ينهض الجمل ثانية على قدميه ، لكن هناك حالات نهضت بها الإبل وواصلت الرحلة لعدة أيام. وقد مررت بمثل هذه الجمال التي تركت وشأنها ولا حظت نظراتها الحزينة وهي صامتة تراقب القافلة وهي تتوارى عن الأنظار. عند ما يلام العربي بسبب لا إنسانيته ، لأنه لا يضع حدا لمعاناة الحيوان ، فإنه يرد بأن القانون يحرم قتل الحيوان
164
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#عدن_سقوط_الستار
مذكرات ضابط بريطاني في عدن

أن ألتقي بها ، حيث عملت مع الشرطة في مقرهم خارج الهلال ،
جبل شمسان
في يوم الجمعة بعد عودته من محادثات لندن في أغسطس ، قرر الذهاب لإحدى زحافات الجبال المعتادة في الصباح الباكر. كما كانت عادتنا ، في حوالي الساعة الخامسة صباحًا ، انطلقت أنا وسعادة ADC جيريمي رولينز ، متخفيًا في سيارتي ، ومررتنا بسيارتي مروراً برأس بورادلي وجولد موهور إلى خليج كونكويست إلى سفح أحد المسارات المؤدية إلى شمسان. . في الجزء السفلي من الجبل ، نضع مسدساتنا في جيوب سراويلنا القصيرة ، ولا نحمل أي شيء آخر انطلقنا سريعًا على منحدر حاد يتسلق الحمم البركانية والصخر الزيتي.
عند الوصول إلى حافة الحفرة البركانية القديمة ، اتخذنا مسارًا ضيقًا ، ربما كان يستخدمه الماعز فقط ، نركض إلى اليمين أسفل قمة الجبل. لقد كان طريقًا جديدًا لنا وأشد قسوة وأبطأ مما كان متوقعًا. في بعض الأحيان كان المسار يتسلق صعودا بشكل حاد. في أوقات أخرى انخفض بشكل حاد. الآراء كانت رائعة؛ إلى الجنوب يمكننا أن ننظر لأميال عديدة في البحر ، وتحت أقدامنا يمكننا أن نرى كل ستيمر بوينت والميناء مليء بالسفن. إلى الشمال وجدنا أنفسنا عالياً فوق كريتر حيث كان الدخان يتصاعد من باحات المنازل الصغيرة حيث أضاءت النيران لتناول الإفطار.
 متباطئًا للقطع الصعبة ، بينما كان جيريمي يتسابق أمامنا مثل ماعز جبلي. حيث كنت أنا وأنا نلتف بعناية حول عقبة ، كان جيريمي يقيدها بلا مبالاة. لذا انتقلنا من قمة إلى أخرى حتى وصلنا إلى نهاية المسار عند الساعة السابعة والنصف تقريبًا. عادة ما كنا نقدر أن نعود إلى المنزل في الثامنة أو نحو ذلك للاستحمام قبل الإفطار. لكن في ذلك اليوم ذهبنا إلى أبعد من المعتاد ، حيث أقنعنا جيريمي أن نلقي نظرة حول الزاوية التالية ، ثم نذهب على طول التلال التالية ، حتى ، في النهاية ، قرر حتى هو العودة إلى الوراء.
كان جيريمي مصممًا على إيجاد طريق أسفل الجانب الشمالي من الجبل إلى كريتر وتركنا لنعود إلى المنزل بمفرده. استدرت أنا والسير ريتشارد وبدأنا رحلة العودة الطويلة على طول الطريق المؤدي إلى التلال ثم النزول إلى القاع. في هذه المرحلة وجدت رعبي أنني لا أستطيع الاستمرار. لم أستطع ببساطة إقناع أطرافي بالاستجابة للتعليمات المعتادة التي أعطيتها لهم. كنت عالقا.
كانت الشمس لا تزال تحت الأفق وكان جزء كبير من مسيرتنا في هواء الصباح الباكر البارد مع نسيم منعش يهب من البحر. على الرغم من النضارة اللطيفة ، وجدت أنني لا أستطيع الحركة. لذلك أخذ مفتاح سيارتي ، من أجل قيادة سيارتي إلى المنزل ، وطلب من فريق RAF Mountain Rescue أن يأخذني بينما كنت مستريحًا في الظل. ذهب بعيدًا ، ووجدت نفسي وحدي على الجبل الضخم بساقي لا تستجيب ، مع شروق الشمس ببطء.
كانت الشمس لا تزال ضعيفة لمدة ساعة ، وكنت أرتاح ، على أمل جمع القوة ، لكنني ما زلت لا أستطيع أن أجعل جسدي يعمل بشكل صحيح. لم يكن بإمكاني فعل أكثر من الحافة والخلط نحو مساحة مسطحة حيث اعتقدت أن طائرة هليكوبتر يمكن أن تهبط. انزلقت وانزلقت وكشطت فوق الصخور السائبة مع فترات راحة متكررة حيثما كان الظل من صخرة عمودية يوفر الراحة. في وقت قريب ، كانت الشمس عبارة عن دائرة مشتعلة من الحرارة الشديدة في السماء فوقي. لقد فاتني الطريق مرتين ، وفي المرة الثانية تدافعت على نتوء صخري لأجده على عمق ثلاثين قدمًا. بدلاً من استعادة خطواتي ، جربت قطعًا قصيرًا وانتهى بي الأمر على ارتفاع اثني عشر قدمًا عموديًا فوق الممر الوعرة دون أي مجال للأسفل ولا قوة للعودة للأعلى والدوران مرة أخرى. بعد مداولات طويلة ، انزلقت ببطء وبشكل مؤلم على وجه الصخرة الخشنة لاستعادتها.
بعد ساعتين ظهرت سيارة لاند روفر في أسفل الوادي حيث بدأنا التسلق ، واعتقدت أن رجال الإنقاذ قد وصلوا. لاحظت بفزع أن ركاب السيارة لم يحاولوا تسلق التل ، لكن سرعان ما عادوا بعيدًا عن الأنظار. بعد ذلك قررت أن الإنقاذ سيأتي في المسار وليس من الجو ، ضغطت إلى ما وراء القمة الجنوبية لشمسان في النصف الثاني من مسار الماعز على طول قمة الجبل. كنت في وهج الشمس طوال الطريق ، لكنني تقدمت ببطء إلى الأمام حتى وصلت إلى قمة التلال على رأس منحدر شديد الانحدار اعتقدت أنه يقع خلفني. هناك استلقيت في بقعة صغيرة من الظل في انتظار الإنقاذ - متعب وعطش وكره الشمس.
بعد الظهر بقليل حلقت طائرة هليكوبتر. جاهدت على قدمي ولوح بي. أحدثت الآلة ضوضاء مخيفة ، وحلقت على ارتفاع عشرين قدمًا فوق الأرض ، وظهر أحد أفراد الطاقم قوي البنية من الباب المفتوح ونزل ببطء في حبال على سلك ووقف بجانبي. دون أن ينبس ببنت شفة ، وضع حمالة أخرى حول خصري ، وأشار إلي أن أمسك الحبل فوق رأسي ، وشد ساقيه حول ساقي وأعطى إشارة لنا بأن ننقلهما على متن المركب. بعد ما بدا لساعات من التعلق في الفضاء ، على بعد أميال من عدن ، دفعونا عبر الباب. أعطاني جيريمي تلويحًا مبتهجًا من مقعد مساعد الطيار ، وهكذا بدأت رحلتي الأولى في طائرة هليكوبتر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جبلة التاريخية... من يوقظ الملكة النائمة؟
تعاني بقايا الشخصية اليمنية الشهيرة إهمالاً يكاد يمحو آثارها
محمد الخطيب 

التاريخ يجر أعلامه معه، وأينما ذهب الملوك رافقهم تاريخهم، وما نستعرضه في هذه القصة قد يكون الشيء الأبرز الذي تبقى في مدينة جبلة التاريخية، لأنها من بقايا الملوك وأعلامهم، آثار وشواهد وبقايا أطلال تحكي عن سيرة الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، التي حكمت اليمن في القرن الحادي عشر الميلادي بين 1108-1141م، لمدة 56 سنة، وهي الفترة التي أصبحت فيها الملكة أروى عنواناً لمرحلة سياسية ودينية وحضارية هي الأهم والأكثر ازدهاراً في عهد الدولة الصليحية، مما جعلها أعظم ملكة حكمت اليمن في العصر الإسلامي.
شقيقة القمر "جبلة" التاريخية
حينما اقتربنا من مدينة جبلة التاريخية، سبقنا الخيال يرسم صورة ترسبت في الوجدان من مطالعات في التاريخ والتراث اليمني. غلالة من البهاء والرونق تلقي بظلها على المكان، تاريخ عريق ما زالت بعض شواهده تضيء حتى هذه اللحظة، مدينة جميلة لا تزال تختزل في جنبات بنايات عتيقة فناً ومعماراً تمثل مراحل مزدهرة من تاريخ اليمن

تبعد هذه النقطة ستة كيلومترات عن مركز محافظة إب اليمنية، وتكمن أهمية المدينة تاريخياً أنها كانت عاصمة القرار السياسي للدولة الصليحية 1141م (532هـ)، يصفها المحبون بشقيقة القمر، وتحمل اسم مدينة النهرين، لوقوعها بين نهرين كانا يصبان من جبل التعكر وجبل وراف.
إهمال كبير
مأساة جبلة التاريخية ليست طارئة كما قد يصورها البعض، بل هي معاناة ترافق المدينة منذ عقود، وهي اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الاهتمام من قبل الجميع.
يقول محمد الدلالي وهو باحث تاريخي يسكن مدينة جبلة، إن "المدينة التاريخية تتعرض للإهمال الكبير من قبل الجميع، وأصبحت المباني التاريخية الموجودة فيها مهددة بالسقوط والانهيار، وقد سقط منزلان تاريخيان أحدهما في العام الماضي 2021 يعود لأكثر من 500 عام، والآخر في هذا العام 2022".
 
وأضاف "هناك إهمال لقصر السيدة أروى والجامع الكبير، والسواقي والطرق الموجودة داخل المدينة"، مؤكداً أن المدينة مهددة بالتلاشي على هذه الوتيرة.
الملكة أروى بنت أحمد الصليحي 
تعتبر أروى بنت أحمد الصليحي من النساء القلائل اللاتي بلغن منصباً رفيعاً وقيادياً في العصر الإسلامي، بل وجمعت بين القيادة الدينية والسياسية، مما جعل منها الشخصية الأكثر دبلوماسية وحضوراً في عهد المملكة الصليحية التي اتخذت من مدينة جبلة التاريخية عاصمة لها.
ولدت الملكة أروى عام 1049م (440هـ)، وتزوجت أحمد الصليحي وأنجبت منه أربعة أولاد.

وقد سميت أروى لأنها قامت ببناء الساقيتين في جبلة، وجامع الجند في تعز وأروت أهلها بالماء كما يقول كثير من المؤرخين.
بدأت نشاطها السياسي منذ عهد علي الصليحي، إذ كانت أشبه ما تكون بالمستشارة، ولما مات الملك ورث العرش زوجها، وبعد رحيل الزوج الذي شاركته نصف الحكم أثناء حياته نالت النصف الآخر بعد مماته في 1093م.
أمر طبيعي
يرى الدكتور علي البكالي وهو كاتب وباحث تاريخي في وزارة الثقافة اليمنية أن وصول أروى الصليحي إلى سدة الحكم أمر طبيعي، لأن اليمن شهد وصول عدد من النساء إلى مستوى الملوكية العليا.
وأضاف "اليمن كان دولة (ديمقراطية) في التاريخ القديم، وفي الألف الثالث قبل الميلاد عرف اليمن مجلسين: مجلس الأذواء، ومجلس الأقيال، ولا يعتبر الملك تبعاً حتى يبايعه المجلسان. وقد وصلت مجموعة من الملكات إلى مستوى الملوكية العلياء التبعية كالملكة بلقيس، والملكة شمس، والملكة نادلين، وليس بعد ذلك مستغرباً ومستنكراً أن تصل الملكة أروى إلى سدة الحكم".
الخطة التنموية 
في سيادة الدولة الصليحية كانت أروى الملكة خير من مثلت تلك السيادة واقعاً عملياً مشهوداً، فالخطة التنموية الإنسانية التي تبنتها جعلت المجتمع اليمني أكثر إنتاجاً على كل المستويات الاقتصادية والعلمية والفكرية والتنموية والمعيشية، مقارنة بفترة سبقتها.

إذ أسهمت في تعزيز معالم النهضة العلمية في اليمن، وقامت بإنشاء كثير من معاهد العلم والمدارس، وأقرت الرواتب المجزية للعلماء والمدرسين، كما قامت ببناء جامع الملكة أروى المعروف حالياً بجامع جبلة، وتوسيع جزء من الجامع الكبير بصنعاء، ناهيك برصفها عدداً من الطرق ووقفها عدداً من الأراضي الزراعية، وعمل كثير من السواقي، وشهد اليمن في عهدها ثورة زراعية وتجارية.
عيون وآثار 
من الماضي إلى الحاضر، ومن التاريخ الحافل إلى الوضع الراهن، تجولت "اندبندنت عربية" في مدينة جبلة التاريخية، وتوقفت عند كل أثر له دلالة تاريخية أو ارتبط وجوده بحياة السيدة أروى.
وابتدأت الرحلة من جامع الملكة أروى الذي بني قبل 1200 عام وله مئذنتان إحداهما بيضاء عمرها 1000 عام والأخرى حمراء عمرها 500 عام، ومحراب عمره 1000 عام أيضاً تم إعادة ترميمه وزخرفته بالنقوش الهندية.
وأيضاً ما تبقى من "قصر السلطنة" الذي تهدم بسبب الإهمال ومرور الزمن، ويتكون من أربعة طوابق وفيه 365 غرفة.
وبجواره أقيم متحف الملكة أروى التاريخي، ويتكون من خمسة طوابق، ويضم أجزاء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمنها، وقد أنشئ قبل 35 عاماً بمجهود ذاتي.
هذه المدينة التاريخية بجوانبها التي استعرضناها وجوانب أكثر تظل أمثولة غافية تستيقظ عند مجيء من يستجليها لتحكي عن جذور حضارة إنسانية عريقة. تنام على سفح جبل في مدينة اللواء الأخضر بمحافظة إب، وينام التاريخ معها على هيئة إهمال متعمد، وتاريخ يكاد أن يندثر، فمن يوقظ الملكة النائمة؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مدينة #جبلة التاريخية

ما مصَّر ما بغداد ما طبرية *** بمدينة قد حفها نهران
خددٌ لها شام وحَبَّ مشرق *** والتعكر العالي المنيف يماني


لم يزل هاجس الحنين لجمال وعذوبة وصفاء مدينة إب و جبلة الغناء يحرك أشجان الذكريات الجميلة، ويلهم الخيال أجمل صور الفتنة والسحر، وعبق التاريخ، والأصالة وكل من ترعرع في حضنها الرؤوم وتربى بين مروجها، وأزهارها، وينابيعها، وشلالاتها، وتجول في أسواقها، وحواريها، واستمع بالدف
جبلة.. أجمل مدن اليمن وأطيبها هواءً.. نسمة السحر، وشقيقة القمر:إرتبط إسمها بالدولة الصليحية وأول من بناها الأمير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458م
جامع الملكة أروى والنفق الأرضي السري والسوق القديم أهم المعالم التاريخية لمدينة جبلة

> سميت جبلة باسم يهودي يصنع الفخار واصبحت عاصمة للدولة الصليحية، تعتبر مدينة جبلة «بكسر الجيم» من أجمل المدن اليمنية واطيبها هواءً بل هي نسمة السحر وشقيقة القمر. وربة الحسن والاحسان والعلم والعرفان وملهمة الأدباء والكُتاب الذين تغزلوا بجمال طبيعتها الخلابة ورقة هوائها وعذوبة مائها كقول أحدهم مامصر مابغداد ماطبرية بمدينة قد حفها نهران وتعرف مدينة جبلة بذي جبلة.. وهي بلدة عامرة ومدينة مشهورة.

تقع جنوب غرب مدينة إب على بعد حوالى(7) كيلومترات تقريباً.. وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالى(1350) متراً.. على هضبة مسطحة في السفح الشمالي من جبل التعكر الشهير. كما تطل على وادي ضيق متخذة شكل نصف دائري بمحاذاة الوادي. وكان يطلق عليها في القدم اسم مدينة النهرين لانها تقع وسط نهرين كبيرين .. مياههما دائمة الجريان على مدار العام.

ارتبط تاريخ مدينة جبلة بالدولة الصليحية التي حكمت اليمن من عام 438 -532 هجرية 1047- 1138 ميلادية . وأول من ابتنى مدينة جبلة هو الامير الكبير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458 هجرية 1066 ميلادية وسماها جبلة . نسبة الى اسم أحد الصناع الحرفيين والذي كان من اليهود يبيع الفخار فيها قبل أن تعمر . وتقع مدينة جبلة الى الجنوب من مدينة إب وتبعد عنها (6) كيلومترات وهي عاصمة الملكة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي التي انتقلت اليها من صنعاء في العام 854 هـ وبقيت فيها حتى وفاتها في العام 532هـ حيث تم دفنها في الجامع الذي قامت هي ببنائه.

وصفها
يصل امتداد مدينة جبلة في الطول الى حوالى (900) متر، وأما عرضها فيبدو ضيقاً. ويعلق نيبور على ذلك بقوله ولذا فإنني أشك في أن يبلغ عدد منازلها ستمائة منزل.. وطرق المدينة مرصوفة وبيوتها عالية ومبنية بالحجارة كما هو الحال بالنسبة لجميع البيوت في المنطقة الجبلية ويبدو منظرها جميلاً.. وبالقرب من المدينة يسكن اليهود في قرية منفصلة. وتتميز مدينة جبلة بطابع معماري مماثل للطابع المعماري السائد بمدنية إب القديمة..

كما اشتهرت كمركز علمي وفكري لقرون عدةٍ مثل مدن صنعاء وزبيد وتريم وصعدة وذمار وغيرها. والكثير من الاراضي الخصبة من حولها موقوفة لصالح المشتغلين بالعلم من أساتذة وطلاب.. ومازالت أحدى مدارس مدينة جبلة قائمة وهي من ملحقات جامع الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد. وضريحها مازال قائماً في جامعها..

عاصمة الدولة الصليحية

يقال بأن المكرم احمد بن علي الصليحي كان يرغب بالسكن في مدينة صنعاء إلا أن زوجته السيدة الحرة أروى بنت أحمد أمرته أن يحشر الناس الى الميدان فحشرهم وقالت له أشرف عليهم.. وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره إلا على برق السيوف ولمع البيض والأسنة.. ثم انتقل المكرم مع زوجته الى مدينة جبلة وأمرته بأن يجمع الناس ويحشرهم الى ميدان جبلة فحشرهم فقالت له أشرف عليهم وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره ألا على رجل يجر خروفاً وآخر يحمل ظرفاً فيه سمن أو عسل. وآخر يخرز نعلاً.. فقالت له العيش بين هؤلاء أصلح.. فانتقل المكرم بعد ذلك الى مدينة جبلة وأختط فيها دار العز واتخذها عاصمة للدولة الصليحية منذ ذلك التاريخ.

أهم مزاراتها السياحية :
توجد في مدينة جبلة عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية التي تشكل جزءاً هاماً من المنتج السياحي الثقافي والطبيعي وأهمها جامع الملكة أروى، والقصر، والنفق الارضي السري الذي كان يربط بين القصر وحصن التعكر، والسواقي القديمة، والسوق القديم.. وجميعها تعود الى عهد الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد وان كان معظمها قد تحول الى اطلال إلاّ أنها شواهد بازرة لعصر تاريخي هام في حياة اليمن.
لابد من استغلاله سياحياً وعلى أن يقترن ذلك بجهود وأنشطة الحفاظ عليها وترميمها. ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مدينة جبلة هي دار العز وتسمى كذلك دار السلطنة وقيل إنها كانت مكونة من (360) غرفة- أي على عدد أيام السنة - وقد اتخذته السيدة أروى مقراً لحكمها ومازالت بقايا هذا الدار قائمة حتى الآن.

مكتبة جامع السيدة :