أبرز قادة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل 8 إعداد د . محمد مسعود سميح
(1) عبدالقوي حسن مكاوي ج ..
بعد اقالة رئيس الوزراء عبدالقوي مكاوي اتخذت السلطات البريطانية في عدن قرارا بإيقاف العمل بدستور عدن ..
وفي الفترة منذ سبتمبر 1956م تولى المندوب السامي السير ريتشارد ترنبول مقاليد السلطة في عدن ( الاستقلال الضائع ص 188) فقد ظلت عدن تحكم في ظل حالة الطواريء وكانت الأوضاع غير مستقرة والعمل الفدائي لم يتوقف ..
وبالرغم من أن عبدالقوي مكاوي كانت إقامته في القاهرة الا أنه كان يتنقل منها إلى اليمن وبالذات تعز ..
كان عام 1967م هو عام الأحداث الحزينة في عدن ..
وفي هذا العام بدأ يسود التوتر والاضطراب في كل أرجاء عدن .. وهو ( أي عام 1967م ) تعتبر بحسب ماقررته بريطانيا آخر عام لللتواجد الإستعماري البريطاني في عدن فقد قررت بريطانيا رسميا أنه ستنسحب من عدن يناير1968م ..
و وقد شهدت عدن مأساة مروعة في بداية عام 1967 تمثل بتفجير منزل عبدالقوي مكاوي في 27فبراير1967م ..
وفي نهاية شهدت أحداث مروعة أخرى تمثل بالحرب الأهلية( 2 _7نوفمبر 1967 م ) ..
إهتزت عدن وكل الجنوب لحادثة تفجير منزل عبدالقوي مكاوي رئيس الوزراء الذي إقالته بريطانيا سبتمبر1965م ..
وقد أدت تلك الحادثة آلة مقتل 3من أبناء عبدالقوي مكاوي .. وبالرغم من أن الجبهة القومية نفت الاتهامات التي ةجهت إليها بتدبير ذلك الحادث الاجرامي المؤلم .. إلا أن هناك من أشهر السياسيين المدنيين المعاصرين للحادث ذكروا أن الجبهة القومية متورطة في تنفيذ ذلك الحادث ومنهم الوالد محمدحسن عوبلي في كتابه ( اغتيال بريطانيا لجنوب اليمن ) ..
وكذلك الوالد عبد حسين ادهل
والذي قال عن ذلك الحادث المروع :
_ كان الأستاذ عبدالقوي مكاوي مقيما في تعز يومذاك ( 22فبراير1967م ) عندما اغتالت الجبهة القومية أولاده الثلاثة أمام منزلهم في المنصورة ضاحية عدن بزرع لغم في ساحة ملعبهم في حديقة المنزل وأدى إلى استشهادهم مع شرطي الحراسة ( الاستقلال الضائع ص188 ) ..
حقيقة ..
كانت بريطانيا في عام 1967م وتحديدا منذ تعيينها همفري تريفليان مندوبا ساميا جديدا لعدن مايو1967م قد قررت تسليم السلطة للجبهة القومية بعد جلائها من عدن .. لذلك بدأت التفاوض معها سريا من أجل تحقيق ذلك الهدف متجاهلة جبهة التحرير ولم تلتفت إليها كونه ( أي جبهة التحرير ) لايمكن أن تحقق لبريطانيا ما ت يده وتضمن لها تحقيق مصالحه ولو كانت علىحساب عدن والجنوب وكذلك لارتباط جبهة التحرير وصلتها بالقيادة المصرية وتحرك أمينها العام عبدالقوي مكاوي والذي تعده بريطانيا عدوا لها ..
كانت كل الحوداث التي تشهدها عدن خلال عام 1967م والتي ولاشك ينفذها عملاء واذناب بريطانيا تصب نتائجها في خانة المصلحة البريطانية والتي كانت تسعى بكل ما أوتيت من مكر وغدر من أجل تاجيج الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية وزرع عوامل الحقد والبغض والكراهية بينهما .. وتدبير الاساليب الاجرامية التي تؤدي إلى توسيع الشقاق والاختلاف والتنازع بين الجبهتين سبيلا لتحقيق ما تهدف إليه بريطانيا من إشعال الحرب ( الأهلية ) والتي تخطط بريطانيا عبرها ( أي الحرب الأهلية ) إلى إقصاء واستئصال جبهة التحرير من معقلها الرئيسي في عدن من أجل تسليمها للجبهة القومية .. ثم بعد ذلك تقوم بالتعاون معها من أجل الاستقلال وتسلم مقاليد السلطة بصورة منفردها كممثل شرعي وحيد في عدن وفي الجنوب ..
(1) عبدالقوي حسن مكاوي ج ..
بعد اقالة رئيس الوزراء عبدالقوي مكاوي اتخذت السلطات البريطانية في عدن قرارا بإيقاف العمل بدستور عدن ..
وفي الفترة منذ سبتمبر 1956م تولى المندوب السامي السير ريتشارد ترنبول مقاليد السلطة في عدن ( الاستقلال الضائع ص 188) فقد ظلت عدن تحكم في ظل حالة الطواريء وكانت الأوضاع غير مستقرة والعمل الفدائي لم يتوقف ..
وبالرغم من أن عبدالقوي مكاوي كانت إقامته في القاهرة الا أنه كان يتنقل منها إلى اليمن وبالذات تعز ..
كان عام 1967م هو عام الأحداث الحزينة في عدن ..
وفي هذا العام بدأ يسود التوتر والاضطراب في كل أرجاء عدن .. وهو ( أي عام 1967م ) تعتبر بحسب ماقررته بريطانيا آخر عام لللتواجد الإستعماري البريطاني في عدن فقد قررت بريطانيا رسميا أنه ستنسحب من عدن يناير1968م ..
و وقد شهدت عدن مأساة مروعة في بداية عام 1967 تمثل بتفجير منزل عبدالقوي مكاوي في 27فبراير1967م ..
وفي نهاية شهدت أحداث مروعة أخرى تمثل بالحرب الأهلية( 2 _7نوفمبر 1967 م ) ..
إهتزت عدن وكل الجنوب لحادثة تفجير منزل عبدالقوي مكاوي رئيس الوزراء الذي إقالته بريطانيا سبتمبر1965م ..
وقد أدت تلك الحادثة آلة مقتل 3من أبناء عبدالقوي مكاوي .. وبالرغم من أن الجبهة القومية نفت الاتهامات التي ةجهت إليها بتدبير ذلك الحادث الاجرامي المؤلم .. إلا أن هناك من أشهر السياسيين المدنيين المعاصرين للحادث ذكروا أن الجبهة القومية متورطة في تنفيذ ذلك الحادث ومنهم الوالد محمدحسن عوبلي في كتابه ( اغتيال بريطانيا لجنوب اليمن ) ..
وكذلك الوالد عبد حسين ادهل
والذي قال عن ذلك الحادث المروع :
_ كان الأستاذ عبدالقوي مكاوي مقيما في تعز يومذاك ( 22فبراير1967م ) عندما اغتالت الجبهة القومية أولاده الثلاثة أمام منزلهم في المنصورة ضاحية عدن بزرع لغم في ساحة ملعبهم في حديقة المنزل وأدى إلى استشهادهم مع شرطي الحراسة ( الاستقلال الضائع ص188 ) ..
حقيقة ..
كانت بريطانيا في عام 1967م وتحديدا منذ تعيينها همفري تريفليان مندوبا ساميا جديدا لعدن مايو1967م قد قررت تسليم السلطة للجبهة القومية بعد جلائها من عدن .. لذلك بدأت التفاوض معها سريا من أجل تحقيق ذلك الهدف متجاهلة جبهة التحرير ولم تلتفت إليها كونه ( أي جبهة التحرير ) لايمكن أن تحقق لبريطانيا ما ت يده وتضمن لها تحقيق مصالحه ولو كانت علىحساب عدن والجنوب وكذلك لارتباط جبهة التحرير وصلتها بالقيادة المصرية وتحرك أمينها العام عبدالقوي مكاوي والذي تعده بريطانيا عدوا لها ..
كانت كل الحوداث التي تشهدها عدن خلال عام 1967م والتي ولاشك ينفذها عملاء واذناب بريطانيا تصب نتائجها في خانة المصلحة البريطانية والتي كانت تسعى بكل ما أوتيت من مكر وغدر من أجل تاجيج الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية وزرع عوامل الحقد والبغض والكراهية بينهما .. وتدبير الاساليب الاجرامية التي تؤدي إلى توسيع الشقاق والاختلاف والتنازع بين الجبهتين سبيلا لتحقيق ما تهدف إليه بريطانيا من إشعال الحرب ( الأهلية ) والتي تخطط بريطانيا عبرها ( أي الحرب الأهلية ) إلى إقصاء واستئصال جبهة التحرير من معقلها الرئيسي في عدن من أجل تسليمها للجبهة القومية .. ثم بعد ذلك تقوم بالتعاون معها من أجل الاستقلال وتسلم مقاليد السلطة بصورة منفردها كممثل شرعي وحيد في عدن وفي الجنوب ..
#بلدان_اليمن_وقبائلها_الأكوع
قلت منقل بقلان هو نقيل السّود كانت منه الطريق قديما قبل إصلاح طريق بوعان ومناخة.
ومن مخاليف هذه الناحية مخلاف دايان ومخلاف الحدب ومخلاف الثلث ومخلاف بني قيس ومخلاف الراعي وهو مخلاف الأسد ، ومخلاف جنب والبروية وبنو سوار وسمي مخلاف الراعي باسم راع بن سيار بن معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة من بكيل.
ومن قرى هذه الناحية وقش كانت هجرة فيها علماء.
قال في معجم البلدان : وقش بالتحريك بلد باليمن قرب صنعاء وهجرة وقش موضع فيه كالخانقاه يسكنه العباد وأهل العلم. وفي اليمن عدة مواضع يقال لها هجرة كذا. انتهى.
ومن قرى هذه الناحية بيت حنبص وبيت ردم ومتنه ومحيب ومسيب وبوعان : سوق مشهور ، وبيت عذران ، وداعر ، ومصنعة ريشان ، وأكمة الجبارنة ويازل وغير ذلك.
ومن حصونها ظفار في بني شهاب ويعرف سابقا بقرن عنبر (١) ، وعيبان : من جبالها المشهورة وهو مسامت لنقم في جهة الغرب يفصل بينه وبين نقم حقل صنعاء قال الحاج أحمد بن عيسى الرداعي في صفة صنعاء من ارجوزة الحج.
ما بين سفحي نقم النقام
وبين عيبان المعين النامي
وفي بعض النسخ المعين السامي.
قال الهمداني وهما جبلا صنعاء ، وحصن العروس حكى ابن مخرمة في تاريخ عدن أن السلطان طغتكين بن أيوب تقدم الى حصن العروس في سنة ٥٨٥ فقاتل أصحابه وضيق عليهم ثم نزلت إليه امرأة وإستأذنت عليه فدخلت وتحت ثيابها مولود فلما دخلت عليه قالت إنّا سمّينا هذا المولود باسمك ونحب أن تهب لنا هذا الحصن فكتب لهم بالحصن ولعن من تعرض لهم في شيء من عمله ثم نهض ـ انتهى.
______
(١) المسموع أنها قرن عنتر.
قلت منقل بقلان هو نقيل السّود كانت منه الطريق قديما قبل إصلاح طريق بوعان ومناخة.
ومن مخاليف هذه الناحية مخلاف دايان ومخلاف الحدب ومخلاف الثلث ومخلاف بني قيس ومخلاف الراعي وهو مخلاف الأسد ، ومخلاف جنب والبروية وبنو سوار وسمي مخلاف الراعي باسم راع بن سيار بن معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة من بكيل.
ومن قرى هذه الناحية وقش كانت هجرة فيها علماء.
قال في معجم البلدان : وقش بالتحريك بلد باليمن قرب صنعاء وهجرة وقش موضع فيه كالخانقاه يسكنه العباد وأهل العلم. وفي اليمن عدة مواضع يقال لها هجرة كذا. انتهى.
ومن قرى هذه الناحية بيت حنبص وبيت ردم ومتنه ومحيب ومسيب وبوعان : سوق مشهور ، وبيت عذران ، وداعر ، ومصنعة ريشان ، وأكمة الجبارنة ويازل وغير ذلك.
ومن حصونها ظفار في بني شهاب ويعرف سابقا بقرن عنبر (١) ، وعيبان : من جبالها المشهورة وهو مسامت لنقم في جهة الغرب يفصل بينه وبين نقم حقل صنعاء قال الحاج أحمد بن عيسى الرداعي في صفة صنعاء من ارجوزة الحج.
ما بين سفحي نقم النقام
وبين عيبان المعين النامي
وفي بعض النسخ المعين السامي.
قال الهمداني وهما جبلا صنعاء ، وحصن العروس حكى ابن مخرمة في تاريخ عدن أن السلطان طغتكين بن أيوب تقدم الى حصن العروس في سنة ٥٨٥ فقاتل أصحابه وضيق عليهم ثم نزلت إليه امرأة وإستأذنت عليه فدخلت وتحت ثيابها مولود فلما دخلت عليه قالت إنّا سمّينا هذا المولود باسمك ونحب أن تهب لنا هذا الحصن فكتب لهم بالحصن ولعن من تعرض لهم في شيء من عمله ثم نهض ـ انتهى.
______
(١) المسموع أنها قرن عنتر.
يتصل بناحية البستان من جهة الشرق حقل صنعاء وناحية سنحان ، ومن جهة الشمال ناحية همدان ومن جهة الغرب ناحية الحيمتين من أعمال حراز ، ومن جهة الجنوب بلاد الروس من نواحي صنعاء وبلاد آنس.
مياه ناحية البستان تسيل الى ثلاث جهات : الشمال الشرقي الى حقل صنعاء والرحبة ثم إلى الجوف ، والشمال الغربي إلى وادي سردد ثم إلى تهامة ثم إلى البحر الأحمر ، والجنوب الشرقي والجنوب الغربي إلى وادي سهام فتهامة فالبحر الأحمر ، وفي هذه الناحية حقل سهمان في سفح جبل حضور والطريق من صنعاء إلى جهة حراز من هذا الحقل وفيه مزارع كثيرة.
ومزارع ناحية البستان الذرة والبر والشعير والعدس والقلّا والبن ونحو ذلك وعسلها مشهور بالحسن وصفه الهمداني في صفة الجزيرة قال : كانوا يحرونه على الشمس ثم يفرغونه في القصب اليراع ويختمونه ويضعونه في مكان بارد حتى يجمد ثم يرسلونه إلى الحجاز والعراق فإذا قرب الطعام أخذت تلك القصبة فضربت بها الأرض فتنفلق عن قصبة من العسل الأبيض فتقطع بالسكاكين وتؤكل. قال وقد ذكره امرؤ القيس فقال :
كأن المسك والكافور في الراح اليماني
على أنيابها وهنا من الشهد الحضوري
انتهى ما ذكره الهمداني.
وسيأتي في حضور نقل كلام آخر للهمداني أنظر حضور.
وأخبرني القاضي العلّامة عبد الله بن الحسين العمري أن ناحية البستان سبعة مخاليف فمخلاف الراعي ثلث مخلاف وهو المعروف بمخلاف الأسد ومخلاف جنب ثلثا مخلاف وهو المعروف بمخلاف عياش ، وبنو شهاب الأعلى مخلاف الاربع وبنو شهاب الأسفل مخلاف ، وحازة بني شهاب ربع مخلاف وتعرف الآن بحازة صنعاء وحازة جبل حضور ربع مخلاف والجبل وبيت معدن ربع مخلاف وجميع ما تقدم يعرف ببلاد حضور قديما
مياه ناحية البستان تسيل الى ثلاث جهات : الشمال الشرقي الى حقل صنعاء والرحبة ثم إلى الجوف ، والشمال الغربي إلى وادي سردد ثم إلى تهامة ثم إلى البحر الأحمر ، والجنوب الشرقي والجنوب الغربي إلى وادي سهام فتهامة فالبحر الأحمر ، وفي هذه الناحية حقل سهمان في سفح جبل حضور والطريق من صنعاء إلى جهة حراز من هذا الحقل وفيه مزارع كثيرة.
ومزارع ناحية البستان الذرة والبر والشعير والعدس والقلّا والبن ونحو ذلك وعسلها مشهور بالحسن وصفه الهمداني في صفة الجزيرة قال : كانوا يحرونه على الشمس ثم يفرغونه في القصب اليراع ويختمونه ويضعونه في مكان بارد حتى يجمد ثم يرسلونه إلى الحجاز والعراق فإذا قرب الطعام أخذت تلك القصبة فضربت بها الأرض فتنفلق عن قصبة من العسل الأبيض فتقطع بالسكاكين وتؤكل. قال وقد ذكره امرؤ القيس فقال :
كأن المسك والكافور في الراح اليماني
على أنيابها وهنا من الشهد الحضوري
انتهى ما ذكره الهمداني.
وسيأتي في حضور نقل كلام آخر للهمداني أنظر حضور.
وأخبرني القاضي العلّامة عبد الله بن الحسين العمري أن ناحية البستان سبعة مخاليف فمخلاف الراعي ثلث مخلاف وهو المعروف بمخلاف الأسد ومخلاف جنب ثلثا مخلاف وهو المعروف بمخلاف عياش ، وبنو شهاب الأعلى مخلاف الاربع وبنو شهاب الأسفل مخلاف ، وحازة بني شهاب ربع مخلاف وتعرف الآن بحازة صنعاء وحازة جبل حضور ربع مخلاف والجبل وبيت معدن ربع مخلاف وجميع ما تقدم يعرف ببلاد حضور قديما
وما عداه يعرف ببني مطر وهو مخلاف البروية نصف مخلاف ، وبنو سوار ربع مخلاف وبقلان ربع مخلاف وبنو قيس مخلاف والحدب والثلث مخلاف ودايان نصف مخلاف.
ويقال إن السبب في تسمية هذه الناحية بناحية البستان أنها كانت بنظر بعض أولاد الحسين بن القاسم بن محمد الذين سكنوا البستان المعروف بين صنعاء وبير العزب ويعرفون ببيت البستان فنسبت الناحية إليهم والله أعلم.
(حرف الباء مع الشين وما إليهما)
بنو البشاري : من بيوت العلم وهم في الأصل من بني العنسي وعزلة البشاري من بني حبش وأعمال الطويلة.
البشارية : من الأشراف آل الحازمي في جهة صبيا من تهامة.
حجور البشري : من بلاد حجور.
(حرف الباء مع الضاد وما إليهما)
بضعة : قرية من ناحية المخادر وأعمال إب.
(حرف الباء مع الطاء وما إليهما)
البطنة : بلد معروف من بلاد حاشد فيها قرى ومزارع وأرض خصبة من قراها قفلة عذر ودنّان.
(حرف الباء مع العين وما إليهما)
البعادن : عزلة من ناحية شلف من بلاد العدين.
البعجا : من قبايل تهامة في وادي مور وأعمال اللّحيّة.
بعدان : مخلاف مشهور من بلاد إبّ وقد مرّ.
بعلان : قرية من حقل يحصب من بلاد يريم
124
ويقال إن السبب في تسمية هذه الناحية بناحية البستان أنها كانت بنظر بعض أولاد الحسين بن القاسم بن محمد الذين سكنوا البستان المعروف بين صنعاء وبير العزب ويعرفون ببيت البستان فنسبت الناحية إليهم والله أعلم.
(حرف الباء مع الشين وما إليهما)
بنو البشاري : من بيوت العلم وهم في الأصل من بني العنسي وعزلة البشاري من بني حبش وأعمال الطويلة.
البشارية : من الأشراف آل الحازمي في جهة صبيا من تهامة.
حجور البشري : من بلاد حجور.
(حرف الباء مع الضاد وما إليهما)
بضعة : قرية من ناحية المخادر وأعمال إب.
(حرف الباء مع الطاء وما إليهما)
البطنة : بلد معروف من بلاد حاشد فيها قرى ومزارع وأرض خصبة من قراها قفلة عذر ودنّان.
(حرف الباء مع العين وما إليهما)
البعادن : عزلة من ناحية شلف من بلاد العدين.
البعجا : من قبايل تهامة في وادي مور وأعمال اللّحيّة.
بعدان : مخلاف مشهور من بلاد إبّ وقد مرّ.
بعلان : قرية من حقل يحصب من بلاد يريم
124
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
وأما ما ذكره في العطاء وتحيير الناس في الأبواب، فهو لو ولِّي ما هُمْ فيه لكان فعله كفعلهم أو أعظم منهم، لأن رضاء الناس وكفايتهم جميعهم غاية لا تدرك، ولا يكفي الخلق إلا خالقهم ضرورة. ولذلك لما أراد سليمان عليه السلام وقد ملك الأرض كلها أن تكون الأرزاق على يده وقد جمع جمعاً كثيراً فجاء حيوان واحد وهو التنين من حوت البحر لرزقه، فاستوعب جميع ما قد جمعه من الطعام، فعند ذلك اعتذر سليمان عليه السلام إليه، وعلم أن الرزق لا يقوم به إلا الله تعالى. إلا أن العمال ينبغي منهم الزهد في بيوت الأموال والتوقف على قدر عمالتهم لا غير ذلك. وكذلك يتوجه على السائلين أن لا يستكثروا من السؤال خصوصاً الأغنياء منهم، لكن هذا محال فإنه لا يتم ذلك منهم لما في الحديث الصحيح عنه÷: ((لو أعطي أحدكم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)) .
[126/ب] وأنت أيها السيد ادعيت كمالك، فذا شيء ما علم، فإن قراءتك إنما كانت في الفرائض والمترب وعلم الغبار والقسمة، وهذا إنما هو باب من أبواب الفقه. وأما سائر علوم الإجتهاد مثل أصول الفقه وأصول الدين وعلم المعاني والبيان والتفسير فليس لك في ذلك ما يعتمد عليه أصلاً، ولا الحديث والأسانيد ورجال الحديث والجرح والتعديل وما هو صحيح من السنة وما هو ضعيف أصلاً. ولم تسمع شيئاً من كتب الحديث المسندة المعتمدة إلا مختصر جامع الأصول ، وليس ذلك بمفيد؛ لأن الرجال ما عرفتهم ولا ما تكلم فيه بالضعف والصحة والحسن وهو من شرط الأئمة ثم الاجتهاد وهو الاستنباط. وإنما غاية ما عندك التقليد، وإمامة المقلد لا تصح، كما سلمنا، فأين استحضار مسائل الفقه ومعرفة الخلاف ومعرفة أدلة المسائل وكيفية معرفة الترجيح فيها والمراجعة؟ هذا على سبيل المجاراة على فرد دعواه، وأما إن كنت تريد مجرد الدعوى المتعارف بها من غير مراعاة الشروط كما قد فعله غيرك فذا يرجع إلى باب الملك والسلطنة، وهو إنما يكون بالغلبة لا بالاختيار، فلا عند كافة العلماء. وأما قوله أنه لا يصلح أحد من آل القاسم لها فما يغلب إلا الله، فلو بحث السيد لوجد من هو متبحر في العلم، فهذه دعوى نفي والشهادة على ذلك لا تصح كما هو مقرر في كتب الفقه[127/أ] لكن منهم من زهد فيها واتبع قوله تعالى: {إنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَالجِبَالِ فَأبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَا وأشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً جَهُولاً} .
وأما ما ذكره في العطاء وتحيير الناس في الأبواب، فهو لو ولِّي ما هُمْ فيه لكان فعله كفعلهم أو أعظم منهم، لأن رضاء الناس وكفايتهم جميعهم غاية لا تدرك، ولا يكفي الخلق إلا خالقهم ضرورة. ولذلك لما أراد سليمان عليه السلام وقد ملك الأرض كلها أن تكون الأرزاق على يده وقد جمع جمعاً كثيراً فجاء حيوان واحد وهو التنين من حوت البحر لرزقه، فاستوعب جميع ما قد جمعه من الطعام، فعند ذلك اعتذر سليمان عليه السلام إليه، وعلم أن الرزق لا يقوم به إلا الله تعالى. إلا أن العمال ينبغي منهم الزهد في بيوت الأموال والتوقف على قدر عمالتهم لا غير ذلك. وكذلك يتوجه على السائلين أن لا يستكثروا من السؤال خصوصاً الأغنياء منهم، لكن هذا محال فإنه لا يتم ذلك منهم لما في الحديث الصحيح عنه÷: ((لو أعطي أحدكم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)) .
[126/ب] وأنت أيها السيد ادعيت كمالك، فذا شيء ما علم، فإن قراءتك إنما كانت في الفرائض والمترب وعلم الغبار والقسمة، وهذا إنما هو باب من أبواب الفقه. وأما سائر علوم الإجتهاد مثل أصول الفقه وأصول الدين وعلم المعاني والبيان والتفسير فليس لك في ذلك ما يعتمد عليه أصلاً، ولا الحديث والأسانيد ورجال الحديث والجرح والتعديل وما هو صحيح من السنة وما هو ضعيف أصلاً. ولم تسمع شيئاً من كتب الحديث المسندة المعتمدة إلا مختصر جامع الأصول ، وليس ذلك بمفيد؛ لأن الرجال ما عرفتهم ولا ما تكلم فيه بالضعف والصحة والحسن وهو من شرط الأئمة ثم الاجتهاد وهو الاستنباط. وإنما غاية ما عندك التقليد، وإمامة المقلد لا تصح، كما سلمنا، فأين استحضار مسائل الفقه ومعرفة الخلاف ومعرفة أدلة المسائل وكيفية معرفة الترجيح فيها والمراجعة؟ هذا على سبيل المجاراة على فرد دعواه، وأما إن كنت تريد مجرد الدعوى المتعارف بها من غير مراعاة الشروط كما قد فعله غيرك فذا يرجع إلى باب الملك والسلطنة، وهو إنما يكون بالغلبة لا بالاختيار، فلا عند كافة العلماء. وأما قوله أنه لا يصلح أحد من آل القاسم لها فما يغلب إلا الله، فلو بحث السيد لوجد من هو متبحر في العلم، فهذه دعوى نفي والشهادة على ذلك لا تصح كما هو مقرر في كتب الفقه[127/أ] لكن منهم من زهد فيها واتبع قوله تعالى: {إنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَالجِبَالِ فَأبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَا وأشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً جَهُولاً} .
ومنهم من عنده من العلم مثلك، وهو إنما يريد الاجتماع في الكلمة لئلا يحصل منازعة ومشاققة ومقاطعة أرحام، وصلاح الإسلام بتسكين الدهماء، وهم الآن وإن كان بعضهم من القاصرين فليس له أهلية، ولعله يرجع عن ذلك، أو يكون من الملك والتغلب وله حكم آخر. فإن الملك لله يؤتيه من يشاء، كما قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} .
وأما قولك:أنك الكامل والأحق بها، فإن كان للهوى فهو كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فوافق قلباً فارغاً فتمكنا
وللعُجْب بالعمل دخل في المحرم، فإن من عجب بعمله هلك، كما في الحديث عنه÷ أنه قال÷: ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أعظم من ذلك العجب العجب))، رواه البزار، وذكره صاحب البيان في الفقه أول كتابه، والمهدي في تكملته أو لمحبة الملك والدنيا دخل تحت الحسد، وهو محرم كما قال تعالى: {قَالُوا أنَّا يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} .
وفي (المطالب العالية) لابن حجر قال مُسَدَّد: حدثنا عبد الله بن داواد عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبد الله بن كريز قال: قال عمر بن الخطاب: ((إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه ، ومن قال: أنا عالم فهو جاهل، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار)) ، وقال عمر: سمعت رسول الله÷ [127/ب] يقول: ((من زعم أنه في الجنة فهو في النار )) .
فالسعي بالإصلاح بين المسلمين هو الواجب، كما ذكره الله تعالى حكاية عن النبي شعيب أنه قال: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} . وقال حاكيا عن نوح عليه السلام: {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ الله يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} والله أعلم.
وفي عاشر شهر جمادى الأخرى وصلت أخبار اليمن الأسفل بأن محمد صاحب المنصورة قام بالمملكة، واستولى على المخا وتعز ولم يكن له من قبل، كما استولى على زبيد وبيت الفقيه بعد موت أحمد بن الحسن وغلب عليه في دولة المؤيد ودعا الناس إلى إجابته، فأجابته بلاده، فصارت البلاد اليمنية هكذا بعضهم ممن توقف وحفظ بلاده وهم العقال، وبعضهم دعا الناس إلى المملكة العامة والسلطنة كصاحب عمران وكوكبان ، وصاحب المنصورة ولم يجبهم إلا بلادهم، ومنهم من لم يجبه إلا أهل حضرته وما قاربه من بلاده.
هذا ما جرى معهم، والله أعلم كيف يكون منتهى عملهم، وبعث بكتبه إلى سائر قبائل اليمن الأعلى، وغالبهم التوقف على من اجتمع عليه العلماء والأعيان والعقلاء.
وجاء خبر صاحب صعدة بأنه أيضاً أظهر دعواه للمملكة.
هذا على ناقوسه .... وذا على جبل يصيح
كل يصحح دينه .... ياليت شعري ما الصحيح
ووصل رسول صاحب المنصورة محمد كاني التركي وأصحبه بدراهم إلى حسين بن المتوكل كثيرة، قيل: سبعة آلاف، ويطلب منه الإجابة، واشتغلوا بطلب الملك، وما اعتبروا بمن مضى، وما قد جرى، وأن الملك لا ينفع. ولقد وصف من حَضَرَ موْت المؤيد بالمعرة بوادي النائجة مما فيه عبرة، وهو أنة لما وصل إلى الحمام مات[128/أ] فيه وذاق الحِمَامَ، وأن مرضه كان هو الورام الشديد في وجهه ويديه ورجليه، حتى صار كالمنتفخ، وأنه لما قضى الله عليه الموت والأجل المحتوم وساقته الحفرة إلى ذلك الموضع باختياره، وما ناله في الطريق والجبال من آلامه، مع الألم الذي مسه؛ طلب له الكفن فلم يوجد في محله، وإنما كفنوه في بقايا ثياب، ثم طلبوا له نعشاً فلم يوجد له، فكأنهم حملوه فوق عيدان إلى قريب قرية هنالك لعلها الحيرة، وطلبوا منهم قعادة . فأعطوهم قعادة بالكرى فلما وضعوه عليها جاءت قصيرة بقت أرجله معلقة عليها، وحملوه كذلك، فاتفق نزول مطر غزير، فنزل سيل في شعبة على الطريق، فوضعوه فيها، وبقي السيل والمطر يمر من تحته وفوقه حتى أضحى، ثم أطلعه الحمالون على مشقة في العقبة إلى الجبل، فكان ذلك عبرة لمن اعتبر، وتذكرة لمن ادَّكر، فأين كان الملك الذي كان؟ ثم لم توجد له الأكفان ولا ما يحمل عليه من العيدان، فسبحان القادر على كل شيء، الذي كتب الموت على العباد والحيوان، وساوى بين الملوك فيه والمساكين والفقراء والغربان، من الماضين واللاحقين إلى آخر الزمان.
وأما قولك:أنك الكامل والأحق بها، فإن كان للهوى فهو كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فوافق قلباً فارغاً فتمكنا
وللعُجْب بالعمل دخل في المحرم، فإن من عجب بعمله هلك، كما في الحديث عنه÷ أنه قال÷: ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أعظم من ذلك العجب العجب))، رواه البزار، وذكره صاحب البيان في الفقه أول كتابه، والمهدي في تكملته أو لمحبة الملك والدنيا دخل تحت الحسد، وهو محرم كما قال تعالى: {قَالُوا أنَّا يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} .
وفي (المطالب العالية) لابن حجر قال مُسَدَّد: حدثنا عبد الله بن داواد عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبد الله بن كريز قال: قال عمر بن الخطاب: ((إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه ، ومن قال: أنا عالم فهو جاهل، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار)) ، وقال عمر: سمعت رسول الله÷ [127/ب] يقول: ((من زعم أنه في الجنة فهو في النار )) .
فالسعي بالإصلاح بين المسلمين هو الواجب، كما ذكره الله تعالى حكاية عن النبي شعيب أنه قال: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} . وقال حاكيا عن نوح عليه السلام: {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ الله يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} والله أعلم.
وفي عاشر شهر جمادى الأخرى وصلت أخبار اليمن الأسفل بأن محمد صاحب المنصورة قام بالمملكة، واستولى على المخا وتعز ولم يكن له من قبل، كما استولى على زبيد وبيت الفقيه بعد موت أحمد بن الحسن وغلب عليه في دولة المؤيد ودعا الناس إلى إجابته، فأجابته بلاده، فصارت البلاد اليمنية هكذا بعضهم ممن توقف وحفظ بلاده وهم العقال، وبعضهم دعا الناس إلى المملكة العامة والسلطنة كصاحب عمران وكوكبان ، وصاحب المنصورة ولم يجبهم إلا بلادهم، ومنهم من لم يجبه إلا أهل حضرته وما قاربه من بلاده.
هذا ما جرى معهم، والله أعلم كيف يكون منتهى عملهم، وبعث بكتبه إلى سائر قبائل اليمن الأعلى، وغالبهم التوقف على من اجتمع عليه العلماء والأعيان والعقلاء.
وجاء خبر صاحب صعدة بأنه أيضاً أظهر دعواه للمملكة.
هذا على ناقوسه .... وذا على جبل يصيح
كل يصحح دينه .... ياليت شعري ما الصحيح
ووصل رسول صاحب المنصورة محمد كاني التركي وأصحبه بدراهم إلى حسين بن المتوكل كثيرة، قيل: سبعة آلاف، ويطلب منه الإجابة، واشتغلوا بطلب الملك، وما اعتبروا بمن مضى، وما قد جرى، وأن الملك لا ينفع. ولقد وصف من حَضَرَ موْت المؤيد بالمعرة بوادي النائجة مما فيه عبرة، وهو أنة لما وصل إلى الحمام مات[128/أ] فيه وذاق الحِمَامَ، وأن مرضه كان هو الورام الشديد في وجهه ويديه ورجليه، حتى صار كالمنتفخ، وأنه لما قضى الله عليه الموت والأجل المحتوم وساقته الحفرة إلى ذلك الموضع باختياره، وما ناله في الطريق والجبال من آلامه، مع الألم الذي مسه؛ طلب له الكفن فلم يوجد في محله، وإنما كفنوه في بقايا ثياب، ثم طلبوا له نعشاً فلم يوجد له، فكأنهم حملوه فوق عيدان إلى قريب قرية هنالك لعلها الحيرة، وطلبوا منهم قعادة . فأعطوهم قعادة بالكرى فلما وضعوه عليها جاءت قصيرة بقت أرجله معلقة عليها، وحملوه كذلك، فاتفق نزول مطر غزير، فنزل سيل في شعبة على الطريق، فوضعوه فيها، وبقي السيل والمطر يمر من تحته وفوقه حتى أضحى، ثم أطلعه الحمالون على مشقة في العقبة إلى الجبل، فكان ذلك عبرة لمن اعتبر، وتذكرة لمن ادَّكر، فأين كان الملك الذي كان؟ ثم لم توجد له الأكفان ولا ما يحمل عليه من العيدان، فسبحان القادر على كل شيء، الذي كتب الموت على العباد والحيوان، وساوى بين الملوك فيه والمساكين والفقراء والغربان، من الماضين واللاحقين إلى آخر الزمان.
#رحلات_في_الجزيرة_العربية_د.
أستطيع التفكير بالعودة إلا إذا أعطاني رسالة إلى الأمام توضح موقفه الحالي. واستفسرت منه أن كان حقا قد أرسل رسالة شفوية تطلب مني مغادرة البلدة ، فأنكر ذلك لكنه كرر ذلك بصورة غير مباشرة بعد عشرة دقائق وانصرف. إننا لم نألف منه عروض المساعدة والتجهيزات أو توفير محلات الإقامة التي كنا نألفها من شيوخ عمان الآخرين ، إذ كان هدفه يتمثل في إخراجنا من بلدته بأسرع ما يستطيع. وكل ما سمعته وشاهدته أعطاني سببا واهيا لأن أؤخر إرغامه في هذا الصدد. كان الوهابيون قد أخذوا يحتشدون بأعداد غفيرة من حولنا وبدوا في انتظار أي مبرر للبدء بالشجار. في مثل هذه الحالات الطارئة لا أتبنى إلا خطة واحدة وهي أن أبعد أي قطعة سلاح عن متناول الأشخاص الذين يرافقونني. كنا أنا و (وايتلوك) مسلحين وكنا ندرك كل الإدراك العواقب التي قد تنجم نتيجة الاستخدام المتسرع للأسلحة. كان عدد الرجال قليلا عموما ، ولم تكن ثيابهم بأكثر من وزرة ملفوفة على وسطهم. كانت ملامحهم دكناء وشعرهم طويل. ولم أدرك إلا بعد وقت ليس بالقصير أن هؤلاء ليسوا سوى مجموعة تابعة ل (سعد بن مطلق) الذي ذكرت أفعاله المتوقعة ومن ثم هزيمته في التفاصيل التي أوردتها عن (بدية). لهذا السبب كانت وضعيتنا محفوفة بالمخاطر والفرصة الوحيدة في هربنا تتمثل في الاعتماد على ثباتنا وسلوكنا لأنهم كانوا آنذاك يتقدمون للهجوم على أجزاء من مقاطعة الشيخ وكان هو أملنا الوحيد بالنجاة.
أعلن (علي) الذي يملك فكرة رهيبة عن معارفنا الجدد بأنه لا يستطيع النوم وأن الوهابيين كانوا يحومون من حول الخيمة وأننا إما سنتعرض إلى السرقة أو القتل حتما قبل بزوغ الفجر. وهنا انتابت مترجمي الفارسي المتين البنية الذي تبلغ قامته ستة أقدام ، نوبة من الخوف. ثمة سبب لمخاوفه ، لأن الوهابيين يكرهون الفرس باعتبارهم من شيعة الأمام علي أكثر مما يكرهون أي طائفة أخرى من المسلمين. وعند ما عاد الشيخ وقدم لي رسالته إلى الإمام ، أدركت أن من العبث الذي لا طائل من تحته محاولة بذل أي جهد آخر لثنيه عن قراره. لهذا السبب لم أقم بالمحاولة. وفي هذه الأثناء ، انتشرت الأخبار في كل مكان بأن إنكليزيين قد توقفا في البلدة ومعهما صندوق مليء بالدولارات ، إلا أنه لا يحتوي في الواقع إلا على بضعة ثياب نحملها معنا. واجتمع الوهابيون وغيرهم من القبائل للمداولة في الموضوع في حين أخذت بقية فئات المجتمع الدنيا تخلق الفوضى والضوضاء. لقد كان
أستطيع التفكير بالعودة إلا إذا أعطاني رسالة إلى الأمام توضح موقفه الحالي. واستفسرت منه أن كان حقا قد أرسل رسالة شفوية تطلب مني مغادرة البلدة ، فأنكر ذلك لكنه كرر ذلك بصورة غير مباشرة بعد عشرة دقائق وانصرف. إننا لم نألف منه عروض المساعدة والتجهيزات أو توفير محلات الإقامة التي كنا نألفها من شيوخ عمان الآخرين ، إذ كان هدفه يتمثل في إخراجنا من بلدته بأسرع ما يستطيع. وكل ما سمعته وشاهدته أعطاني سببا واهيا لأن أؤخر إرغامه في هذا الصدد. كان الوهابيون قد أخذوا يحتشدون بأعداد غفيرة من حولنا وبدوا في انتظار أي مبرر للبدء بالشجار. في مثل هذه الحالات الطارئة لا أتبنى إلا خطة واحدة وهي أن أبعد أي قطعة سلاح عن متناول الأشخاص الذين يرافقونني. كنا أنا و (وايتلوك) مسلحين وكنا ندرك كل الإدراك العواقب التي قد تنجم نتيجة الاستخدام المتسرع للأسلحة. كان عدد الرجال قليلا عموما ، ولم تكن ثيابهم بأكثر من وزرة ملفوفة على وسطهم. كانت ملامحهم دكناء وشعرهم طويل. ولم أدرك إلا بعد وقت ليس بالقصير أن هؤلاء ليسوا سوى مجموعة تابعة ل (سعد بن مطلق) الذي ذكرت أفعاله المتوقعة ومن ثم هزيمته في التفاصيل التي أوردتها عن (بدية). لهذا السبب كانت وضعيتنا محفوفة بالمخاطر والفرصة الوحيدة في هربنا تتمثل في الاعتماد على ثباتنا وسلوكنا لأنهم كانوا آنذاك يتقدمون للهجوم على أجزاء من مقاطعة الشيخ وكان هو أملنا الوحيد بالنجاة.
أعلن (علي) الذي يملك فكرة رهيبة عن معارفنا الجدد بأنه لا يستطيع النوم وأن الوهابيين كانوا يحومون من حول الخيمة وأننا إما سنتعرض إلى السرقة أو القتل حتما قبل بزوغ الفجر. وهنا انتابت مترجمي الفارسي المتين البنية الذي تبلغ قامته ستة أقدام ، نوبة من الخوف. ثمة سبب لمخاوفه ، لأن الوهابيين يكرهون الفرس باعتبارهم من شيعة الأمام علي أكثر مما يكرهون أي طائفة أخرى من المسلمين. وعند ما عاد الشيخ وقدم لي رسالته إلى الإمام ، أدركت أن من العبث الذي لا طائل من تحته محاولة بذل أي جهد آخر لثنيه عن قراره. لهذا السبب لم أقم بالمحاولة. وفي هذه الأثناء ، انتشرت الأخبار في كل مكان بأن إنكليزيين قد توقفا في البلدة ومعهما صندوق مليء بالدولارات ، إلا أنه لا يحتوي في الواقع إلا على بضعة ثياب نحملها معنا. واجتمع الوهابيون وغيرهم من القبائل للمداولة في الموضوع في حين أخذت بقية فئات المجتمع الدنيا تخلق الفوضى والضوضاء. لقد كان
الشيخ أما يفتقر إلى التأثير أو أنه كان خائفا من ممارسته ومن الواضح أن أتباعه كانوا يرغبون في الإسهام في السلب والنهب. لقد آن الأوان للقيام بعمل ما.
ناديت على (علي) وطلبت منه ألا يقوم بأي ضوضاء ولا أي فوضى وأن يجمع الإبل دون تأخير. في هذه الأثناء كنا قد قوّضنا الخيمة بينما كان الحشد يزداد عددا كل دقيقة. كانت الإبل على استعداد فما كان منا إلا أن اعتلينا ظهورها. كان حادي الإبل يريد الآن تقديم مسوغ لهم كي ننطلق ، فلحقوا بنا وهم يحدثون مختلف الأصوات ، لكننا تمكنا أخيرا من الاندفاع إلى الأمام بينما ظلوا هم يرموننا ببعض الحجارة. وصلنا ضواحي البلدة دون حدوث أي إزعاج. لقد كنت أسمع دوما عن السلوك غير اللائق لسكان هذه المنطقة. وكان العرب الذين يعيشون على مقربة من المكان يقولون بأن المرء إذا أراد الدخول إلى (عبري) فإن عليه أن يكون مدججا بالسلاح أو أن يكون شحاذا يرتدي وزرة تلف وسطه ، ومصنوعة من نوعية غير جيدة. وهكذا ، تنتهي للمرة الثانية آمالنا في الوصول إلى (الدرعية) من هذا المكان. إلا أنني على الرغم من ذلك لم أشعر باليأس ، بل عقدت العزم على التقدم إلى الأمام صوب (السيب) وحط الرحال فيها والسعي من ميناء (شناص) إلى التوجه إلى (البريمي). كانت لدي رسائل موجهة إلى زعيم الوهابيين ، ولو كان في مستطاعي الوصول إليه لما بات لدي شك في مواصلة رحلتي بأمان إلى المدينة الأولى.
تعد (عبري) واحدة من أشد المدن ازدحاما بالسكان في عمان. القليل من سكانها ، ممن ينتمون إلى قبيلة (Yaknah) ، يمارسون الأعمال التجارية بمختلف أنواعها ، ويقتصرون في مقايضتهم على ضروريات الحياة ويعيشون على ما تنتجه بساتين النخيل وحقول الذرة التي يملكونها. أن الأعمال الزراعية في أجزاء أخرى من العالم تتصف بأنها تضفي طبيعة إنسانية على سلوك الناس وتلين عريكتهم. أما في هذه الأماكن ، فإنها لا تحدث مثل هذا الأثر ، حيث أن المزارع يسعى من خلال التظاهر بالعنف بقمع أو كبت كل المشاعر الرقيقة. أنني أتخيل أنهم اضطروا إلى ذلك بسبب رغبة ـ عند اجتماعهم بجيرانهم من البدو ـ في التعويض عن النظرة الدونية التي ينظر بها أولئك الجيران إلى كل من يمتهن مهنة أقل مدعاة للهدوء والسلامة من مهنتهم.
ناديت على (علي) وطلبت منه ألا يقوم بأي ضوضاء ولا أي فوضى وأن يجمع الإبل دون تأخير. في هذه الأثناء كنا قد قوّضنا الخيمة بينما كان الحشد يزداد عددا كل دقيقة. كانت الإبل على استعداد فما كان منا إلا أن اعتلينا ظهورها. كان حادي الإبل يريد الآن تقديم مسوغ لهم كي ننطلق ، فلحقوا بنا وهم يحدثون مختلف الأصوات ، لكننا تمكنا أخيرا من الاندفاع إلى الأمام بينما ظلوا هم يرموننا ببعض الحجارة. وصلنا ضواحي البلدة دون حدوث أي إزعاج. لقد كنت أسمع دوما عن السلوك غير اللائق لسكان هذه المنطقة. وكان العرب الذين يعيشون على مقربة من المكان يقولون بأن المرء إذا أراد الدخول إلى (عبري) فإن عليه أن يكون مدججا بالسلاح أو أن يكون شحاذا يرتدي وزرة تلف وسطه ، ومصنوعة من نوعية غير جيدة. وهكذا ، تنتهي للمرة الثانية آمالنا في الوصول إلى (الدرعية) من هذا المكان. إلا أنني على الرغم من ذلك لم أشعر باليأس ، بل عقدت العزم على التقدم إلى الأمام صوب (السيب) وحط الرحال فيها والسعي من ميناء (شناص) إلى التوجه إلى (البريمي). كانت لدي رسائل موجهة إلى زعيم الوهابيين ، ولو كان في مستطاعي الوصول إليه لما بات لدي شك في مواصلة رحلتي بأمان إلى المدينة الأولى.
تعد (عبري) واحدة من أشد المدن ازدحاما بالسكان في عمان. القليل من سكانها ، ممن ينتمون إلى قبيلة (Yaknah) ، يمارسون الأعمال التجارية بمختلف أنواعها ، ويقتصرون في مقايضتهم على ضروريات الحياة ويعيشون على ما تنتجه بساتين النخيل وحقول الذرة التي يملكونها. أن الأعمال الزراعية في أجزاء أخرى من العالم تتصف بأنها تضفي طبيعة إنسانية على سلوك الناس وتلين عريكتهم. أما في هذه الأماكن ، فإنها لا تحدث مثل هذا الأثر ، حيث أن المزارع يسعى من خلال التظاهر بالعنف بقمع أو كبت كل المشاعر الرقيقة. أنني أتخيل أنهم اضطروا إلى ذلك بسبب رغبة ـ عند اجتماعهم بجيرانهم من البدو ـ في التعويض عن النظرة الدونية التي ينظر بها أولئك الجيران إلى كل من يمتهن مهنة أقل مدعاة للهدوء والسلامة من مهنتهم.
وتعد النيلة والتمور والسكر من أهم صادراتهم ، أما الرز والتوابل والقماش القطني الأبيض الذي يرسل لغرض صبغه باللون الأزرق فهي أهم الواردات. مررنا بالعديد من المناطق المزروعة بالشعير ، وعند هبوط الظلام توقفنا قرب مخيمنا القديم في قرية (Ayal).
بخلاف توقعات (علي) ، أمضينا الليلة ولم ينقص منا إلا بعض الحاجيات التافهة التي نستحق أن نفقدها لأنها تركت خارج الخيمة.
الرابع عشر من مارس / آذار : ظلت القرية برمتها تقريبا تحرسنا الليلة الماضية بناء على تحريض من (علي). ذبحت ثلاثة أو أربعة أغنام لهم. غير أن بندقية وسيفا وبعض الحاجيات الأخرى سرقت منا أما لأنهم كانوا تواقين جدا للعشاء أو لسبب أخر. من خلال أسلوب سفرنا الحالي لم يكن في وسعنا الاستغناء عن هذه الحاجيات ، لهذا السبب طرحت المشكلة على الشيخ فطرحها بدوره على وجهاء البلدة. وبعد جلبة شديدة وجدال حاد ، تقرر إعادة الحاجيات.
عند ما حلّت المشكلة ولتحويل العار والعقوبة الناجمة عن ذلك فيما بعد عن السارق الذي أعتقد لأسباب أفترضها بأنه من أقرباء الشيخ ، فإن هذا أصدر تعليماته بأن المواد المسروقة ينبغي وضعها في غضون نصف ساعة في مكان غامض من البستان. وهناك تم العثور على الحاجيات في الوقت المحدد.
124
بخلاف توقعات (علي) ، أمضينا الليلة ولم ينقص منا إلا بعض الحاجيات التافهة التي نستحق أن نفقدها لأنها تركت خارج الخيمة.
الرابع عشر من مارس / آذار : ظلت القرية برمتها تقريبا تحرسنا الليلة الماضية بناء على تحريض من (علي). ذبحت ثلاثة أو أربعة أغنام لهم. غير أن بندقية وسيفا وبعض الحاجيات الأخرى سرقت منا أما لأنهم كانوا تواقين جدا للعشاء أو لسبب أخر. من خلال أسلوب سفرنا الحالي لم يكن في وسعنا الاستغناء عن هذه الحاجيات ، لهذا السبب طرحت المشكلة على الشيخ فطرحها بدوره على وجهاء البلدة. وبعد جلبة شديدة وجدال حاد ، تقرر إعادة الحاجيات.
عند ما حلّت المشكلة ولتحويل العار والعقوبة الناجمة عن ذلك فيما بعد عن السارق الذي أعتقد لأسباب أفترضها بأنه من أقرباء الشيخ ، فإن هذا أصدر تعليماته بأن المواد المسروقة ينبغي وضعها في غضون نصف ساعة في مكان غامض من البستان. وهناك تم العثور على الحاجيات في الوقت المحدد.
124