هذا النقش هو عبارة قانون إلزامي لكل إنسان يحج في معبد أوام
وهذا ما جاء في النص :
[1] ذت/أل/سَن/أخذ/وهأبين/كل/أنسم/بن
[2] مسبأ/أوم/بين/حرونم/وأوم/وفرم/و
[3] أتيم/حجن/وقه/إلمقهو/بعل/أوم/بم
[4] سألهو/ملكن/وأدمهو/سبأ/وفيشن .
المفهوم العام للنص كما يلي :
هكذا لا يجوز أخذ وإهداء كل إنسان من أملاك المعبد أوام كهدايا بين معبد حروان ومعبد أوام حين يأتي لأداء الحج ، أمر بذلك إلمقه سيد أوام بما أوحى به للملك وأتباعه سبأ وفيشان . #اليمن
✍️ #علي_ناصر_صوال
الصورة من صفحة القيل الرائع
ابوالمقداد الاسعدي
منقول من صفحة قصر غمدان 𐩤𐩮𐩧 𐩽 𐩶𐩣𐩵𐩱𐩬
وهذا ما جاء في النص :
[1] ذت/أل/سَن/أخذ/وهأبين/كل/أنسم/بن
[2] مسبأ/أوم/بين/حرونم/وأوم/وفرم/و
[3] أتيم/حجن/وقه/إلمقهو/بعل/أوم/بم
[4] سألهو/ملكن/وأدمهو/سبأ/وفيشن .
المفهوم العام للنص كما يلي :
هكذا لا يجوز أخذ وإهداء كل إنسان من أملاك المعبد أوام كهدايا بين معبد حروان ومعبد أوام حين يأتي لأداء الحج ، أمر بذلك إلمقه سيد أوام بما أوحى به للملك وأتباعه سبأ وفيشان . #اليمن
✍️ #علي_ناصر_صوال
الصورة من صفحة القيل الرائع
ابوالمقداد الاسعدي
منقول من صفحة قصر غمدان 𐩤𐩮𐩧 𐩽 𐩶𐩣𐩵𐩱𐩬
#نوفمبر_المجيد
الصراع البريطاني العثماني على البحر الأحمر والمقاومة اليمنية
أنس القاضي
مع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وجدت الجزيرة العربية نفسها في موضع التجاذب بين قوتين استعماريتين، أولاهما القوة العثمانية المتواجدة في بعض مناطق الجزيرة العربية، وأما الأخرى فهي القوة البريطانية المتمركزة في عدن.
حرص البريطانيون بعد احتلالهم لمدينة عدن، على تدعيم سيطرتهم على محيطها، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي، فأصبحت مستعمرة عدن قاعدة للتوسع والانطلاق لبسط النفوذ الاستعماري البريطاني في جنوب الجزيرة العربية وحوض البحر الأحمر، فيما ظلت منطقة الحجاز وتهامة اليمنية خاضعة للإدارة المصرية تحت السيادة العثمانية.
سيطر العثمانيون على تهامة اليمنية والحجاز، بعد إحباط محمد علي باشا التحركات الوهابية في الجزيرة العربية وإسقاط الدولة السعودية الثانية، وهكذا اصبح للمصريين حق السيادة على البحر الأحمر لصالح السلطة العثمانية، وعلى الرُغم من ان السلطة البريطانية لم تعترف لمحمد علي باشا بأي حق في منطقة عدن التي كانت تابعة لسُلطان لحج، فقد رأى المقيم السياسي البريطاني في عدن الكابتن هينز ان يبعث رسالة إلى ابراهيم باشا قائد القوات المصرية العثمانية في اليمن، ويُحيطه علماً بأن عدن أصبحت ملكا للبريطانيين، وكان المقصود من هذه الرسالة التي بعث بها المقيم السياسي البريطاني تحذير القوات المصرية العثمانية من الاقتراب من عدن.
في مؤتمر لندن عام 1840م تغير موقف السياسة الدولية من محمد علي باشا، فأخذت بريطانيا على عاتقها تنفيذ قرار المؤتمر القاضي بإزاحة الوجود المصري من الجزيرة العربية، وفُسِحَ بذلك المجال واسعاً أمام بريطانيا للتوسع جنوب الجزيرة العربية، وعقب انسحاب قوات محمد علي باشا، سلمَ منطقة تهامة اليمنية إلى الشريف حُسين ليحكمها ممثلاً عن الامبراطورية العثمانية، لكن إمام اليمن الذي خاض مقاومة ضد العثمانيين تمسك بموقف رفض تسلَّيم تهامة إلى الشريف حسين باعتباره الحاكم الشرعي الوحيد للأراضي اليمنية، والأحق بتهامة.
اتبع البريطانيون منذ سيطرتهم على عدن مبدأ عدم التدخل في الصراع بين القبائل اليمنية في الجنوب، إلا بالقدر الذي يتفق مع المصالح البريطانية، كما ركزت بريطانيا على عقد معاهدات الولاء والصداقة المصحوبة بالمشاهرات المالية التي تُصرف لشيوخ القبائل وزعمائها.
قاوم السُلطان محسن فضل العبدلي الوجود البريطاني في عدن التي كانت خاضعة لسلطنته، وحاول العبدلي توحيد القبائل المجاورة من أجل طرد الانجليز من عدن وكان له دور مشهود في مقاومة الاحتلال، وبعد وفاة السلطان محسن في عام 1847م خلفه في الحكم ابنه احمد بن محسن العبدلي، الذي آثر السلام مع الانجليز وأصبح موالياً لهم ولم يستمر حكمه أكثر من عامين.
بعد وفاة السلطان أحمد بن محسن العبدلي الموالي للانجليز سنة 1849م خلفه في حكم لحج اخوه علي محسن العبدلي، وكان علي محسن العبدلي في بداية الأمر صاحب موقف معاد لبريطانيا يُظهر الود لعدن فيما يُثير السلطنات المجاورة له ضد السلطة الاستعمارية في عدن، وقد عانت الادارة الاستعمارية البريطانية في عدن من مشاكل كثيرة، وفي نهاية المطاف توصل البريطانيون إلى عقد اتفاقية مُلزمة مع علي محسن العبدلي وأصبح مواليا للاستعمار.
رغم توقيع سلطان لحج علي محسن العبدلي اتفاقية مع الادارة الاستعمارية البريطانية في عدن لكن المقاومة اليمنية لم تهدأ في المناطق الجنوبية القريبة من عدن بعد توقيع هذه المعاهدة، وتعددت الصدامات بين القبائل اليمنية الجنوبية وبين الادارة الاستعمارية البريطانية، وقد شهد عام 1850م نشاطاً ثورياً مكثفاً قامت به القبائل اليمنية الجنوبية ضد السُلطة الاستعمارية البريطانية في عدن، ولم تنجح هذه المحاولات الثورية في طرد بريطانيا لانعدام التنسيق والوحدة بين أطرافها كما كان من أسباب فشلها تعمق السياسة الاستعمارية “فرق تسد”، والتي عممتها بريطانيا في اوساط السلطنات والقبائل اليمنية في جنوب الوطن.
تولى “كولجان” منصب المقيم السياسي في عدن عام 1854م واستمرت علاقته مع سلطان لحج علي محسن العبدلي، بينما ساءت العلاقة البريطانية مع قبائل “الفضلي” و”العقربي”، وقد دأبت هاتان القبيلتان على مواجهة الوجود البريطاني، وأخذت هذه المقاومة شكل التقطع للقوافل البريطانية والتجارة المرتبطة بها وسلب المؤن الذاهبة إلى عدن، ونظراً لعدم مقدرة المقيم السياسي البريطاني كولجان على تحمل نفقات الحرب على قبيلة العبدلي وقبيلة العقربي، توجهت بريطانيا إلى إقامة علاقات مع القبائل الاخرى المحيطة بعدن مثل “العوالق العليا” و”العوالق السُفلى”، وقد ضَمِنت بريطانيا بذلك عدم انضمام العوالق الى قبيلة الفضلي في مواجهة بريطانيا ومواجهة سُلطان لحج العميل لبريطانيا، كما قامت بريطانيا بعدة عمليات عسكرية على بعض القبائل الآخرى لإجبارها على اتخاذ موقف موال للسلطة الاستعمارية في عدن.
الصراع البريطاني العثماني على البحر الأحمر والمقاومة اليمنية
أنس القاضي
مع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وجدت الجزيرة العربية نفسها في موضع التجاذب بين قوتين استعماريتين، أولاهما القوة العثمانية المتواجدة في بعض مناطق الجزيرة العربية، وأما الأخرى فهي القوة البريطانية المتمركزة في عدن.
حرص البريطانيون بعد احتلالهم لمدينة عدن، على تدعيم سيطرتهم على محيطها، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي، فأصبحت مستعمرة عدن قاعدة للتوسع والانطلاق لبسط النفوذ الاستعماري البريطاني في جنوب الجزيرة العربية وحوض البحر الأحمر، فيما ظلت منطقة الحجاز وتهامة اليمنية خاضعة للإدارة المصرية تحت السيادة العثمانية.
سيطر العثمانيون على تهامة اليمنية والحجاز، بعد إحباط محمد علي باشا التحركات الوهابية في الجزيرة العربية وإسقاط الدولة السعودية الثانية، وهكذا اصبح للمصريين حق السيادة على البحر الأحمر لصالح السلطة العثمانية، وعلى الرُغم من ان السلطة البريطانية لم تعترف لمحمد علي باشا بأي حق في منطقة عدن التي كانت تابعة لسُلطان لحج، فقد رأى المقيم السياسي البريطاني في عدن الكابتن هينز ان يبعث رسالة إلى ابراهيم باشا قائد القوات المصرية العثمانية في اليمن، ويُحيطه علماً بأن عدن أصبحت ملكا للبريطانيين، وكان المقصود من هذه الرسالة التي بعث بها المقيم السياسي البريطاني تحذير القوات المصرية العثمانية من الاقتراب من عدن.
في مؤتمر لندن عام 1840م تغير موقف السياسة الدولية من محمد علي باشا، فأخذت بريطانيا على عاتقها تنفيذ قرار المؤتمر القاضي بإزاحة الوجود المصري من الجزيرة العربية، وفُسِحَ بذلك المجال واسعاً أمام بريطانيا للتوسع جنوب الجزيرة العربية، وعقب انسحاب قوات محمد علي باشا، سلمَ منطقة تهامة اليمنية إلى الشريف حُسين ليحكمها ممثلاً عن الامبراطورية العثمانية، لكن إمام اليمن الذي خاض مقاومة ضد العثمانيين تمسك بموقف رفض تسلَّيم تهامة إلى الشريف حسين باعتباره الحاكم الشرعي الوحيد للأراضي اليمنية، والأحق بتهامة.
اتبع البريطانيون منذ سيطرتهم على عدن مبدأ عدم التدخل في الصراع بين القبائل اليمنية في الجنوب، إلا بالقدر الذي يتفق مع المصالح البريطانية، كما ركزت بريطانيا على عقد معاهدات الولاء والصداقة المصحوبة بالمشاهرات المالية التي تُصرف لشيوخ القبائل وزعمائها.
قاوم السُلطان محسن فضل العبدلي الوجود البريطاني في عدن التي كانت خاضعة لسلطنته، وحاول العبدلي توحيد القبائل المجاورة من أجل طرد الانجليز من عدن وكان له دور مشهود في مقاومة الاحتلال، وبعد وفاة السلطان محسن في عام 1847م خلفه في الحكم ابنه احمد بن محسن العبدلي، الذي آثر السلام مع الانجليز وأصبح موالياً لهم ولم يستمر حكمه أكثر من عامين.
بعد وفاة السلطان أحمد بن محسن العبدلي الموالي للانجليز سنة 1849م خلفه في حكم لحج اخوه علي محسن العبدلي، وكان علي محسن العبدلي في بداية الأمر صاحب موقف معاد لبريطانيا يُظهر الود لعدن فيما يُثير السلطنات المجاورة له ضد السلطة الاستعمارية في عدن، وقد عانت الادارة الاستعمارية البريطانية في عدن من مشاكل كثيرة، وفي نهاية المطاف توصل البريطانيون إلى عقد اتفاقية مُلزمة مع علي محسن العبدلي وأصبح مواليا للاستعمار.
رغم توقيع سلطان لحج علي محسن العبدلي اتفاقية مع الادارة الاستعمارية البريطانية في عدن لكن المقاومة اليمنية لم تهدأ في المناطق الجنوبية القريبة من عدن بعد توقيع هذه المعاهدة، وتعددت الصدامات بين القبائل اليمنية الجنوبية وبين الادارة الاستعمارية البريطانية، وقد شهد عام 1850م نشاطاً ثورياً مكثفاً قامت به القبائل اليمنية الجنوبية ضد السُلطة الاستعمارية البريطانية في عدن، ولم تنجح هذه المحاولات الثورية في طرد بريطانيا لانعدام التنسيق والوحدة بين أطرافها كما كان من أسباب فشلها تعمق السياسة الاستعمارية “فرق تسد”، والتي عممتها بريطانيا في اوساط السلطنات والقبائل اليمنية في جنوب الوطن.
تولى “كولجان” منصب المقيم السياسي في عدن عام 1854م واستمرت علاقته مع سلطان لحج علي محسن العبدلي، بينما ساءت العلاقة البريطانية مع قبائل “الفضلي” و”العقربي”، وقد دأبت هاتان القبيلتان على مواجهة الوجود البريطاني، وأخذت هذه المقاومة شكل التقطع للقوافل البريطانية والتجارة المرتبطة بها وسلب المؤن الذاهبة إلى عدن، ونظراً لعدم مقدرة المقيم السياسي البريطاني كولجان على تحمل نفقات الحرب على قبيلة العبدلي وقبيلة العقربي، توجهت بريطانيا إلى إقامة علاقات مع القبائل الاخرى المحيطة بعدن مثل “العوالق العليا” و”العوالق السُفلى”، وقد ضَمِنت بريطانيا بذلك عدم انضمام العوالق الى قبيلة الفضلي في مواجهة بريطانيا ومواجهة سُلطان لحج العميل لبريطانيا، كما قامت بريطانيا بعدة عمليات عسكرية على بعض القبائل الآخرى لإجبارها على اتخاذ موقف موال للسلطة الاستعمارية في عدن.
ومع مجيء العام 1869م كانت بريطانيا قد استطاعت ان تخمد مقاومة قبائل العقربي والفضلي، وشراء شبه جزيرة عدن الصغرى من قبيلة العقارب فسيطرت على شبه جزيرة عدن الصغرى وعدن الكبرى، وضمنت استقرار القبائل المجاورة بعقد العديد من المعاهدات مع زعماء القبائل واعطائهم رواتب شهرية، وهكذا أصبحت السلطة الاستعمارية البريطانية في عدن مسيطرة على عدن وبالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الاحمر.
المراجع:
الصراع الدولي في البحر الاحمر تأليف آمال ابراهيم محمد
عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر للدكتور فاروق عثمان أباظة
المراجع:
الصراع الدولي في البحر الاحمر تأليف آمال ابراهيم محمد
عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر للدكتور فاروق عثمان أباظة
#نوفمبر_المجيد
العلاقة بين العــوالق وبريطانيا في ضوء معاهدات والتزامات
وسندات متعلقة بالهند والبلاد المجاورة لها " جنوب اليمن "
أفراح الحميقاني
الملخص:
العوالق بفتح العين وكسر اللام جمع أو حلف قبلي يعود ظهور هذه التسمية بالتقريب إلى القرن الثالث عشر الهجري نسبة إلى سلاطين المنطقة إذا جاز التعبير آنذاك، وهم آل العولقي، وتمتد بلاد العوالق من سواحل البحر العربي جنوباً إلى حدود بيحان شمالاً، ومن حدود الواحدي شرقاً إلى حدود بلاد الفضلي والعواذل غرباً، وقد اختلف المؤرخون في نسب العوالق وتعددت الآراء في ذلك، ويسكن في بلاد العوالق ثلاث قبائل هي : القبائل العليا التي تتكون من بطن آل معن وينقسمون إلى آل علي وآل محمد وبدورهما ينقسمون إلى أفخاذ وكل فخد يكون قبيلة، وبطن المحاجر الذي ينقسم إلى سبعة أفخاذ، وقبيلة باكازم تتفرع إلى ستة أفخاذ، وقد تأسست سلطنة العوالق العليا ومشيخة العوالق العليا في محافظة شبوة ( باستثناء سلطنة العوالق السفلى التي تقع في محافظة أبين ) وتبلغ مساحة محافظة شبوة حوالي 42584كم2، وأهم أوديتها هي: وادي بيحان ووادي عمد ووادي حجر، كما تتمركز المرتفعات في الأجزاء الغربية والجنوبية من المحافظة على حدود محافظة أبين ويطلق عليها (كور العوالق) وهي سلسلة جبلية متصلة بسلسلة جبال العوالق السفلى الواقعة في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من محافظة أبين، وتمتد شمالاً وتحديداً في مديريات الحطيب، ونصاب، والأجزاء الجنوبية لمديريات مرخة، وأهم تلك الجبال، هي: جبال المحاجر وجبال آل علي وجبال أمزمل وغيرها، وتنقسم العوالق إلى ثلاث كيانات هي:
سلطنة العوالق العليا وعاصمتها يشبم ومن ثم نصاب، وقد تأسست هذه السلطنة في القرن السابع عشر الميلادي، ومؤسسها هو السلطان منصر العولقي الذي قاد ثورة قبائل العوالق ضد حكم الآئمة الزيدية في جنوب اليمن، وسلطنة العوالق السفلى التي انفصلت عن سلطنة العوالق العليا في القرن الثامن عشر الميلادي، وكان عاصمتها أحور في محافظة أبين، كما انشق آل فريد عن سلطة العوالق العليا، وأسسوا مشيخة العوالق العليا في اواخر القرن التاسع عشر، وعاصمتها الصعيد بدعم من القوات البريطانية في عدن.
بالنسبة لعلاقة سلطنة العوالق بالسلطنات والمشيخات الأخرى في جنوب اليمن: فقد كان العوالق يفرضون على جيرانهم الحقوق التقليدية التي تعتمد على قوة العوالق وضعف جيرانهم وهذه الحقوق تتلخص في الحق التاريخي للعوالق في تلك الاراضي حيث كانت تؤدي إلى فرض جزية معينة تدفع للعوالق، فمثلاً كانت دثينة تدفع جزية مقدارها خمسة ريالات عن كل فدان من أراضيها لمشيخة العوالق العليا في الصعيد، وسلطنة العوالق العليا في نصاب، وكذلك بلاد الفضلي والعبدلي ملزمة بتأدية اتاوات وعند الامتناع عن دفعها يؤدي ذلك إلى نشوب الحروب بينهم وبين العوالق، فمثلاً كانت علاقة العوالق مع السلطنة الفضلية في الغالب يسودها الصراعات والخلافات بسبب الحدود بين السلطنتين، فقد حاول العوالق مهاجمة أراضي السلطان الفضلي عدة مرات، ولكنهم تكبدوا خسائر فادحة وانتهت هذه المحاولات بتوقيع اتفاقية عام 1888م، تنازلت بموجبها سلطنة العوالق عن المطالبة في بعض اراضي السلطنة الفضلية، وبالنسبة لسلطنة الواحدي كان الخلاف أيضاً على مناطق الحدود والجمارك بينهما، اما بالنسبة لعلاقتهم مع السلطنة العبدلية، فقد نجحت بريطانيا في إضعاف مطالبة العوالق بالحقوق التقليدية في السلطنة العبدلية من خلال توقيع الشيخ رويس بن فريد سلطان العوالق العليا اتفاقية تم بموجبها التنازل عن الحقوق الشرعية في المطالبة بالأراضي العبدلية وذلك في عام 1888م.
اما علاقة سلطنة العوالق بالسلطات البريطانية في عدن فقد اتبعت بريطانيا في علاقتها مع العوالق أـسلوب كسب الولاءات واحتواء المشايخ من خلال الترحيب بهم أثناء زيارتهم لعدن، وتسليمهم مرتبات شهرية وهبات مالية، ودعمهم بالمال والسلاح، كما لجأت بريطانيا إلى زعزعة الصفوف العولقية من خلال زرع الأحقاد بين العوالق، وذلك من خلال منح بعض السلاطين الهدايا والأموال أثناء زيارتهم لعدن، ومنعها عن آخرين، كما أنها نجحت في تقسيم العوالق إلى ثلاث كيانات رئيسة هي سلطنتين عليا وسفلى ومشيخة، وبالنسبة لعلاقة العوالق مع القوات البريطانية، فقد كانت علاقة مد وجزر، فعلى الرغم من توقيع البعض اتفاقيات مع بريطانيا، لكن بالمقابل قام العوالق في السلطنة العليا بمقاومة السلطات البريطانية في المنطقة مثل ما قامت به قبائل الربيز في كور العوالق، وكذلك في وادي حطيب التي رفضت الحماية البريطانية عام 1954م، مما دفع سلاح الجو البريطاني بقصف عشوائي على منطقة وادي حطيب وأسفر عن ضحايا بشرية من الأطفال والنساء، الأمر الذي زاد من حدة المقاومة ضد البريطانيين مما دفعهم إلى الانسحاب من المنطقة في عام 1955م.
العلاقة بين العــوالق وبريطانيا في ضوء معاهدات والتزامات
وسندات متعلقة بالهند والبلاد المجاورة لها " جنوب اليمن "
أفراح الحميقاني
الملخص:
العوالق بفتح العين وكسر اللام جمع أو حلف قبلي يعود ظهور هذه التسمية بالتقريب إلى القرن الثالث عشر الهجري نسبة إلى سلاطين المنطقة إذا جاز التعبير آنذاك، وهم آل العولقي، وتمتد بلاد العوالق من سواحل البحر العربي جنوباً إلى حدود بيحان شمالاً، ومن حدود الواحدي شرقاً إلى حدود بلاد الفضلي والعواذل غرباً، وقد اختلف المؤرخون في نسب العوالق وتعددت الآراء في ذلك، ويسكن في بلاد العوالق ثلاث قبائل هي : القبائل العليا التي تتكون من بطن آل معن وينقسمون إلى آل علي وآل محمد وبدورهما ينقسمون إلى أفخاذ وكل فخد يكون قبيلة، وبطن المحاجر الذي ينقسم إلى سبعة أفخاذ، وقبيلة باكازم تتفرع إلى ستة أفخاذ، وقد تأسست سلطنة العوالق العليا ومشيخة العوالق العليا في محافظة شبوة ( باستثناء سلطنة العوالق السفلى التي تقع في محافظة أبين ) وتبلغ مساحة محافظة شبوة حوالي 42584كم2، وأهم أوديتها هي: وادي بيحان ووادي عمد ووادي حجر، كما تتمركز المرتفعات في الأجزاء الغربية والجنوبية من المحافظة على حدود محافظة أبين ويطلق عليها (كور العوالق) وهي سلسلة جبلية متصلة بسلسلة جبال العوالق السفلى الواقعة في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من محافظة أبين، وتمتد شمالاً وتحديداً في مديريات الحطيب، ونصاب، والأجزاء الجنوبية لمديريات مرخة، وأهم تلك الجبال، هي: جبال المحاجر وجبال آل علي وجبال أمزمل وغيرها، وتنقسم العوالق إلى ثلاث كيانات هي:
سلطنة العوالق العليا وعاصمتها يشبم ومن ثم نصاب، وقد تأسست هذه السلطنة في القرن السابع عشر الميلادي، ومؤسسها هو السلطان منصر العولقي الذي قاد ثورة قبائل العوالق ضد حكم الآئمة الزيدية في جنوب اليمن، وسلطنة العوالق السفلى التي انفصلت عن سلطنة العوالق العليا في القرن الثامن عشر الميلادي، وكان عاصمتها أحور في محافظة أبين، كما انشق آل فريد عن سلطة العوالق العليا، وأسسوا مشيخة العوالق العليا في اواخر القرن التاسع عشر، وعاصمتها الصعيد بدعم من القوات البريطانية في عدن.
بالنسبة لعلاقة سلطنة العوالق بالسلطنات والمشيخات الأخرى في جنوب اليمن: فقد كان العوالق يفرضون على جيرانهم الحقوق التقليدية التي تعتمد على قوة العوالق وضعف جيرانهم وهذه الحقوق تتلخص في الحق التاريخي للعوالق في تلك الاراضي حيث كانت تؤدي إلى فرض جزية معينة تدفع للعوالق، فمثلاً كانت دثينة تدفع جزية مقدارها خمسة ريالات عن كل فدان من أراضيها لمشيخة العوالق العليا في الصعيد، وسلطنة العوالق العليا في نصاب، وكذلك بلاد الفضلي والعبدلي ملزمة بتأدية اتاوات وعند الامتناع عن دفعها يؤدي ذلك إلى نشوب الحروب بينهم وبين العوالق، فمثلاً كانت علاقة العوالق مع السلطنة الفضلية في الغالب يسودها الصراعات والخلافات بسبب الحدود بين السلطنتين، فقد حاول العوالق مهاجمة أراضي السلطان الفضلي عدة مرات، ولكنهم تكبدوا خسائر فادحة وانتهت هذه المحاولات بتوقيع اتفاقية عام 1888م، تنازلت بموجبها سلطنة العوالق عن المطالبة في بعض اراضي السلطنة الفضلية، وبالنسبة لسلطنة الواحدي كان الخلاف أيضاً على مناطق الحدود والجمارك بينهما، اما بالنسبة لعلاقتهم مع السلطنة العبدلية، فقد نجحت بريطانيا في إضعاف مطالبة العوالق بالحقوق التقليدية في السلطنة العبدلية من خلال توقيع الشيخ رويس بن فريد سلطان العوالق العليا اتفاقية تم بموجبها التنازل عن الحقوق الشرعية في المطالبة بالأراضي العبدلية وذلك في عام 1888م.
اما علاقة سلطنة العوالق بالسلطات البريطانية في عدن فقد اتبعت بريطانيا في علاقتها مع العوالق أـسلوب كسب الولاءات واحتواء المشايخ من خلال الترحيب بهم أثناء زيارتهم لعدن، وتسليمهم مرتبات شهرية وهبات مالية، ودعمهم بالمال والسلاح، كما لجأت بريطانيا إلى زعزعة الصفوف العولقية من خلال زرع الأحقاد بين العوالق، وذلك من خلال منح بعض السلاطين الهدايا والأموال أثناء زيارتهم لعدن، ومنعها عن آخرين، كما أنها نجحت في تقسيم العوالق إلى ثلاث كيانات رئيسة هي سلطنتين عليا وسفلى ومشيخة، وبالنسبة لعلاقة العوالق مع القوات البريطانية، فقد كانت علاقة مد وجزر، فعلى الرغم من توقيع البعض اتفاقيات مع بريطانيا، لكن بالمقابل قام العوالق في السلطنة العليا بمقاومة السلطات البريطانية في المنطقة مثل ما قامت به قبائل الربيز في كور العوالق، وكذلك في وادي حطيب التي رفضت الحماية البريطانية عام 1954م، مما دفع سلاح الجو البريطاني بقصف عشوائي على منطقة وادي حطيب وأسفر عن ضحايا بشرية من الأطفال والنساء، الأمر الذي زاد من حدة المقاومة ضد البريطانيين مما دفعهم إلى الانسحاب من المنطقة في عام 1955م.
وفي عام 1959م وجه البريطانيون حملة عسكرية برية ضد قبائل آل الربيز، وظل السلطان عوض بن صالح لمدة (20) عام رافضاً توقيع أي معاهدة مع بريطانيا، أو الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي، إلا أن السلطنة العولقية العليا دخلت في اتحاد إمارات الجنوب العربي في 13 يناير 1965م، عند تعيين الأمير صالح بن عبدالله العولقي نائبا لها وهو الابن الأكبر للسلطان، كما قاوم العوالق في السلطنة السفلى أيضاً البريطانيين حيث عارضت قبائل باكازم الوجود البريطاني في أراضيها ومنعت قبائل آل منصور وآل باعزب قافلة بريطانية من المرور بأراضيها عام 1936م. وفي 1949-1951م أعلن آل باعزب الثورة ومهاجمة المراكز البريطانية في المنطقة، وقد استمرت المقاومة من قبل العوالق طوال فترة الوجود البريطاني في أراضيهم والجنوب العربي عامة، ورسموا العديد من المواقف البطولية التي تشهد على بسالتهم وشجاعتهم وصلابة بأسهم.
لقد لعب العوالق دوراً هاماً في تاريخ اليمن المعاصر، وكان لسلاطينها وأهلها العديد من المواقف البطولية في مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، وأدوا العديد من الأدوار التاريخية والنضالية في تاريخ شبوة خاصة، وجنوب اليمن عامة.
وعقدت بريطانيا مع سلطنة العوالق العديد من الاتفاقيات، حددناها وأوردناها بالنص التي وقعت به وهي كالآتي: اتفاقية رقم (33) لعام 1903م، الخاصة بالحماية والصداقة مع الشيخ محسن بن فريد بن ناصر البسلمي العولقي شيخ مشيخة العوالق العليا، والميجور جنرال بلهام جيمس ميتلاند (سي. بي.) المقيم السياسي في عدن، والاتفاقية رقم (34) لعام 1904م، مع سلطان العوالق العليا صالح بن عبدالله بن عوض و الميجور جنرال بلهام جيمس ميتلاند (سي . بي) الخاصة بالحماية والصداقة ، الاتفاقية رقم (35) لعام 1855م، مع مشائخ العولقي لتحريم تجارة الرقيق والبريجادير دبليو.أم. كجلان، حاكم عدن البريطاني، والاتفاقية رقم (36) لعام 1888م، الخاصة بمعاهدة حماية مع العوالق السفلى والبريجادير جنرال آدم جورج فوريس هج (سي .بي)، المقيم السياسي في عدن، وقد لجأت بريطانيا لعقد هذه الاتفاقيات للأسباب الآتية:
عقدت بريطانيا اتفاقيات حماية وصداقة مع السلطنات والمشيخات في جنوب اليمن بما فيها العوالق.
( السلطنة العليا والسفلى والمشيخة )، حفاظاً على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الجنوب العربي، وللحد من قيام أي حركة وطنية موحدة ضدها في المنطقة، لقد اتخذت بريطانيا سياسة فرق تسد بين السلطنات والمشيخات وبما فيها العوالق، وكانت لا تتدخل لإنهاء النزاع بينهم الذي قد يصل في كثير من الأحيان إلى حد الاقتتال كما حدث في عام 1962م، بين سلطنة العوالق العليا وسلطنة الواحدي، إلا في حالة وجود تهديد لمصالحها في المنطقة ففي هذه الحالة تتدخل فقط.
2- كما لجأت بريطانيا إلى عقد اتفاقيات الصداقة والتجارة مع العوالق؛ لتأمين مرور تجاراتها وقواتها في أراضي العوالق بأمان ودون أي ضرر قد يقع عليها، وكانت تدفع راتباً شهرياً لسلاطين العوالق وأمرائها في المشيخة، مقابل التزاماهم بتلك الاتفاقيات، كما اتخذت موقفاً احترازياَ من سلاطين العوالق، لما تعرفه من صفات الشجاعة عنهم وخوفاً من نكثهم لتعهداتهم، حين أجبرت إقامه أحد أفراد أسرتهم بعدن قد يكون أحدا من أبناء السلاطين أو إخوته بصورة دائمة، بحجة مناقشة أمور السلطنة بينهم وبين الحكومة البريطانية في عدن، لقد اتخذت بريطانيا من أسلوب الرهائن أسلوباً في تعاملها مع السلاطين لضمان ولائهم لها.
3- اتفاقية الحماية، لجأت بريطانيا لهذه الاتفاقية حتى لاتدع للسلطنة العولقية أي مجال لعقد علاقات خارجية مع أي دول أخرى، قد تشكل تهديداً للتواجد البريطاني في منطقة الجنوب العربي، ولتأمين حدودها في عدن من ناحية اليمن (الشمالي) والسعودية.
وكان لعقد هذه الاتفاقيات نتائج على العوالق منها:
1- خدمت هذه الاتفاقيات بدرجة رئيسية الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب العربي بشكل عام، وأسهمت بشكل يسير في تطور العوالق من خلال التعرف على النظم الإدارية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي ينتهجها البريطانيون في المنطقة، ومع ذلك كان لها جانب سلبي على العوالق العولقية ( العليا – السفلى – المشيخة ) في سحب استقلاليتهم وتبعيتهم بشكل عام ومباشر للاحتلال البريطاني في عدن من خلال اتفاقية الحماية.
2- حرمان العوالق من مورد اقتصادي مهم وهو الضرائب والعشور ( الجمارك) على البضائع المارة بأراضيها.
3- وجود بعض أبناء أو أقرباء سلاطين العوالق في مدينة عدن وعدهم رهائن لبريطانيا كي تضمن تنفيذ الاتفاقيات، الامر الذي شكل عامل ضغط نفسي ضد السلاطين والمشائخ من العوالق.
لقد لعب العوالق دوراً هاماً في تاريخ اليمن المعاصر، وكان لسلاطينها وأهلها العديد من المواقف البطولية في مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، وأدوا العديد من الأدوار التاريخية والنضالية في تاريخ شبوة خاصة، وجنوب اليمن عامة.
وعقدت بريطانيا مع سلطنة العوالق العديد من الاتفاقيات، حددناها وأوردناها بالنص التي وقعت به وهي كالآتي: اتفاقية رقم (33) لعام 1903م، الخاصة بالحماية والصداقة مع الشيخ محسن بن فريد بن ناصر البسلمي العولقي شيخ مشيخة العوالق العليا، والميجور جنرال بلهام جيمس ميتلاند (سي. بي.) المقيم السياسي في عدن، والاتفاقية رقم (34) لعام 1904م، مع سلطان العوالق العليا صالح بن عبدالله بن عوض و الميجور جنرال بلهام جيمس ميتلاند (سي . بي) الخاصة بالحماية والصداقة ، الاتفاقية رقم (35) لعام 1855م، مع مشائخ العولقي لتحريم تجارة الرقيق والبريجادير دبليو.أم. كجلان، حاكم عدن البريطاني، والاتفاقية رقم (36) لعام 1888م، الخاصة بمعاهدة حماية مع العوالق السفلى والبريجادير جنرال آدم جورج فوريس هج (سي .بي)، المقيم السياسي في عدن، وقد لجأت بريطانيا لعقد هذه الاتفاقيات للأسباب الآتية:
عقدت بريطانيا اتفاقيات حماية وصداقة مع السلطنات والمشيخات في جنوب اليمن بما فيها العوالق.
( السلطنة العليا والسفلى والمشيخة )، حفاظاً على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الجنوب العربي، وللحد من قيام أي حركة وطنية موحدة ضدها في المنطقة، لقد اتخذت بريطانيا سياسة فرق تسد بين السلطنات والمشيخات وبما فيها العوالق، وكانت لا تتدخل لإنهاء النزاع بينهم الذي قد يصل في كثير من الأحيان إلى حد الاقتتال كما حدث في عام 1962م، بين سلطنة العوالق العليا وسلطنة الواحدي، إلا في حالة وجود تهديد لمصالحها في المنطقة ففي هذه الحالة تتدخل فقط.
2- كما لجأت بريطانيا إلى عقد اتفاقيات الصداقة والتجارة مع العوالق؛ لتأمين مرور تجاراتها وقواتها في أراضي العوالق بأمان ودون أي ضرر قد يقع عليها، وكانت تدفع راتباً شهرياً لسلاطين العوالق وأمرائها في المشيخة، مقابل التزاماهم بتلك الاتفاقيات، كما اتخذت موقفاً احترازياَ من سلاطين العوالق، لما تعرفه من صفات الشجاعة عنهم وخوفاً من نكثهم لتعهداتهم، حين أجبرت إقامه أحد أفراد أسرتهم بعدن قد يكون أحدا من أبناء السلاطين أو إخوته بصورة دائمة، بحجة مناقشة أمور السلطنة بينهم وبين الحكومة البريطانية في عدن، لقد اتخذت بريطانيا من أسلوب الرهائن أسلوباً في تعاملها مع السلاطين لضمان ولائهم لها.
3- اتفاقية الحماية، لجأت بريطانيا لهذه الاتفاقية حتى لاتدع للسلطنة العولقية أي مجال لعقد علاقات خارجية مع أي دول أخرى، قد تشكل تهديداً للتواجد البريطاني في منطقة الجنوب العربي، ولتأمين حدودها في عدن من ناحية اليمن (الشمالي) والسعودية.
وكان لعقد هذه الاتفاقيات نتائج على العوالق منها:
1- خدمت هذه الاتفاقيات بدرجة رئيسية الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب العربي بشكل عام، وأسهمت بشكل يسير في تطور العوالق من خلال التعرف على النظم الإدارية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي ينتهجها البريطانيون في المنطقة، ومع ذلك كان لها جانب سلبي على العوالق العولقية ( العليا – السفلى – المشيخة ) في سحب استقلاليتهم وتبعيتهم بشكل عام ومباشر للاحتلال البريطاني في عدن من خلال اتفاقية الحماية.
2- حرمان العوالق من مورد اقتصادي مهم وهو الضرائب والعشور ( الجمارك) على البضائع المارة بأراضيها.
3- وجود بعض أبناء أو أقرباء سلاطين العوالق في مدينة عدن وعدهم رهائن لبريطانيا كي تضمن تنفيذ الاتفاقيات، الامر الذي شكل عامل ضغط نفسي ضد السلاطين والمشائخ من العوالق.
لذلك وقع اختيارنا لعنوان البحث وهو العلاقة بين العوالق وبريطانيا في ضوء مجموعة معاهدات والتزامات وسندات متعلقة بالهند والبلاد المجاورة لها " جنوب اليمن " وركزنا حديثنا عن العوالق في المدة التي تم فيها توقيع الاتفاقيات بينهم وبين السلطات البريطانية، وهي المدة التي انتقلت فيها العوالق إلى الوصاية البريطانية المباشرة،، وقد قمنا بتقسيم البحث على عددٍ من المحاور وهي كالآتي:
المحور الأول: نبذة تاريخية موجزة عن العوالق وعلاقتهم بالسلطنات والمشيخات في جنوب اليمن وعلاقتهم بالسلطات البريطانية في عدن.
المحور الثاني: الاتفاقيات المبرمة بين السلطات البريطانية و سلطنة العـــوالق.
المحور الثالث: أسباب ونتائج الاتفاقيات المبرمة مع سلطنة العوالق.
المحور الأول: نبذة تاريخية موجزة عن العوالق وعلاقتهم بالسلطنات والمشيخات في جنوب اليمن وعلاقتهم بالسلطات البريطانية في عدن.
المحور الثاني: الاتفاقيات المبرمة بين السلطات البريطانية و سلطنة العـــوالق.
المحور الثالث: أسباب ونتائج الاتفاقيات المبرمة مع سلطنة العوالق.
#بلدان_اليمن_وقبائلها_الأكوع
قال الهمداني حمّامه يريد حمام سليمان بن داود عليهماالسلام وخوى أي امتد في الأبواع ، ومنه خوى للصلاة أي تفتح وخوى البعير أي تفتح باركا وجبل الأسي من بلاد ذمار .. انتهى!
ذو حدب ثم المعشى الثاني
يكلى ومعداها على سيّان
وقد قضت من أبؤر الخولاني
أو طارها عن مشرع ريان
قد حفّ بالخوخ وبالرمان
وهمها بالسير ذي الأدغان
صنعاء أعني جنة الجنان
بحيث شيد القصر من غمدان
أرض التقى والبر والاحسان
بها مقيلي وبها اخواني
قال الهمداني قال أبؤر وهو يريد بئر الخولاني لأن الموضع يسمى بهذا الاسم وكذلك تقول العرب أخذنا طريق الشقرات وهي شقرة واحدة.
وفي هذا القدر كفاية من الأرجوزة وسنذكر منها ما نحتاج إليه في محله كما قدمنا فهي طويلة عدة أبياتها ستماية بيت وخمسة وثلاثون بيتا ذكر فيها جملة مواضع في طريق مكة. قال الهمداني : والحاج أحمد بن عيسى من خولان العالية سكن رداع. ومن أقسام مخلاف حمير المذكور سابقا خمس بني السهاقي وخمس بني فضل وخمس الحبس وخمس الوسط وحزيم غشيم والسلف ، وشيخ مخلاف حمير أحمد صالح غشيم ومن قبائل بلاد آنس : بيت المقداد وبيت غيلان وبيت السنحاني. ومن علماء آنس السابقين بيت
قال الهمداني حمّامه يريد حمام سليمان بن داود عليهماالسلام وخوى أي امتد في الأبواع ، ومنه خوى للصلاة أي تفتح وخوى البعير أي تفتح باركا وجبل الأسي من بلاد ذمار .. انتهى!
ذو حدب ثم المعشى الثاني
يكلى ومعداها على سيّان
وقد قضت من أبؤر الخولاني
أو طارها عن مشرع ريان
قد حفّ بالخوخ وبالرمان
وهمها بالسير ذي الأدغان
صنعاء أعني جنة الجنان
بحيث شيد القصر من غمدان
أرض التقى والبر والاحسان
بها مقيلي وبها اخواني
قال الهمداني قال أبؤر وهو يريد بئر الخولاني لأن الموضع يسمى بهذا الاسم وكذلك تقول العرب أخذنا طريق الشقرات وهي شقرة واحدة.
وفي هذا القدر كفاية من الأرجوزة وسنذكر منها ما نحتاج إليه في محله كما قدمنا فهي طويلة عدة أبياتها ستماية بيت وخمسة وثلاثون بيتا ذكر فيها جملة مواضع في طريق مكة. قال الهمداني : والحاج أحمد بن عيسى من خولان العالية سكن رداع. ومن أقسام مخلاف حمير المذكور سابقا خمس بني السهاقي وخمس بني فضل وخمس الحبس وخمس الوسط وحزيم غشيم والسلف ، وشيخ مخلاف حمير أحمد صالح غشيم ومن قبائل بلاد آنس : بيت المقداد وبيت غيلان وبيت السنحاني. ومن علماء آنس السابقين بيت
معرّف وبيت الأعقم والقاضي ابراهيم حثيث المقبور في قبة حثيث (١) رأس نقيل المصنعة وفي ضوران اليوم طائفة من الأشراف من ذرية المتوكل اسماعيل ومنهم بيت زبارة وبيت مغل وغيرهم ..
(حرف الهمزة مع الباء وما إليهما)
الابارة : عزلة من ناحية كسمة وأعمال ريمة.
إبّ : بكسر الهمزة وبالباء الموحدة مدينة مشهورة في الجنوب الغربي من صنعاء على مسافة ست مراحل يفصل بينها وبين قضاء آنس الذي تقدم قضاء ذمار وقضاء يريم. وفي إبّ مركز القضاء الذي يشمل مخلاف الشوافي ومخلاف بعدان وناحية جبلة وناحية المخادر وناحية حبيش.
إبّ من أجمل مدن اليمن ذات أرض خصبة وهواء معتدل ترتفع عن سطح البحر نحو ألفي متر تقريبا. وموقع إبّ في رأس ربوة متصلة بمساقط جبال بعدان من غربي بعدان ، ويتصل بإب من غربيها مخلاف الشوافي ، ومن جهة الجنوب ناحية ذي جبلة ، ومن جهة الشمال ناحية المخادر. وهي تمتد الى جهة الشمال الشرقي يقابلها من الشمال الغربي ناحية حبيش ، يفصل بين إبّ وحبيش مخلاف السحول من ناحية المخادر. وفي إبّ جامع ومساجد كثيرة وحمام ، وفيها عين جارية تأتي من جبل بعدان تعرف بالمشنة لها ساقية توصلها إلى إب وإلى مساجدها وحمامها. وحول إبّ عيون جارية يسقى بها بعض الأراضي التي يزرع فيها القضب وهو القتّ أو البرسيم ويزرع عليها البقول والبن ونحو ذلك. أمّا معظم بلاد إبّ فتزرع على ماء المطر وتكتفي به ، وأكثر مزارعها الذرة ما خلا جبال بعدان وجبال المخادر وجبال حبيش وجبال مخلاف الشوافي وجبال ناحية جبلة ففيها مزارع الذرة والبر والشعير والعدس والقلا والحلبة ونحو ذلك. وفي ناحية المخادر وناحية حبيش أودية تزرع البن والقات. أما البقاع المنخفضة كمخلاف السحول وناحية جبلة وباب ميتم من بعدان ونحو ذلك ممّا يساويها مثل شرقي مخلاف
______
(١) ابراهيم حثيث من قرية ذي العليب من جهران وقد توفي بذمار سنة ١٠٤١ والذي قبر في قبة حثيث هو محمد بن يحيى حثيث من أعيان المائة الثامنة وهو من تلاميذ ابراهيم بن أحمد الكينعي.
(حرف الهمزة مع الباء وما إليهما)
الابارة : عزلة من ناحية كسمة وأعمال ريمة.
إبّ : بكسر الهمزة وبالباء الموحدة مدينة مشهورة في الجنوب الغربي من صنعاء على مسافة ست مراحل يفصل بينها وبين قضاء آنس الذي تقدم قضاء ذمار وقضاء يريم. وفي إبّ مركز القضاء الذي يشمل مخلاف الشوافي ومخلاف بعدان وناحية جبلة وناحية المخادر وناحية حبيش.
إبّ من أجمل مدن اليمن ذات أرض خصبة وهواء معتدل ترتفع عن سطح البحر نحو ألفي متر تقريبا. وموقع إبّ في رأس ربوة متصلة بمساقط جبال بعدان من غربي بعدان ، ويتصل بإب من غربيها مخلاف الشوافي ، ومن جهة الجنوب ناحية ذي جبلة ، ومن جهة الشمال ناحية المخادر. وهي تمتد الى جهة الشمال الشرقي يقابلها من الشمال الغربي ناحية حبيش ، يفصل بين إبّ وحبيش مخلاف السحول من ناحية المخادر. وفي إبّ جامع ومساجد كثيرة وحمام ، وفيها عين جارية تأتي من جبل بعدان تعرف بالمشنة لها ساقية توصلها إلى إب وإلى مساجدها وحمامها. وحول إبّ عيون جارية يسقى بها بعض الأراضي التي يزرع فيها القضب وهو القتّ أو البرسيم ويزرع عليها البقول والبن ونحو ذلك. أمّا معظم بلاد إبّ فتزرع على ماء المطر وتكتفي به ، وأكثر مزارعها الذرة ما خلا جبال بعدان وجبال المخادر وجبال حبيش وجبال مخلاف الشوافي وجبال ناحية جبلة ففيها مزارع الذرة والبر والشعير والعدس والقلا والحلبة ونحو ذلك. وفي ناحية المخادر وناحية حبيش أودية تزرع البن والقات. أما البقاع المنخفضة كمخلاف السحول وناحية جبلة وباب ميتم من بعدان ونحو ذلك ممّا يساويها مثل شرقي مخلاف
______
(١) ابراهيم حثيث من قرية ذي العليب من جهران وقد توفي بذمار سنة ١٠٤١ والذي قبر في قبة حثيث هو محمد بن يحيى حثيث من أعيان المائة الثامنة وهو من تلاميذ ابراهيم بن أحمد الكينعي.
الشوافي والحوجين من إبّ فجلّ مزارعها الذرة. ومياه قضاء إبّ تسيل الى ناحيتين أمّا ناحية المخادر وناحية حبيش والجانب الشمالي من بعدان ومخلاف الشوافي والحوج الشمالي من إبّ فجميع ما ذكر تسيل الى زبيد عن طريق وادي زبيد النافذ بين ناحية حبيش من يمانيه (١) وناحية وصاب من شماليه فينفذ الى زبيد ثم يصب في البحر الأحمر من ساحل زبيد .. وأما ناحية جبلة والجانب اليماني من مخلاف الشوافي وبعدان والحوج اليماني من إبّ فجميعها تسيل في باب ميتم وتنفذ الى وادي لحج وتصب في البحر الهندي من ساحل عدن.
حتى نفس مدينة إبّ ما انحدر من أزقتها جنوبا فالى البحر الهندي وما انصب شمالا فالى البحر الأحمر .. يتصل ببعدان من شرقيه ناحية النادرة ويتصل بناحية المخادر من شرقيها وشماليها قضاء يريم ، ويتصل بناحية حبيش ومخلاف الشوافي وناحية ذي جبلة من جهة الغرب قضاء العدين ويتصل بناحية جبلة من جهة جنوب وشرق ناحية ذي السفال. قال في معجم البلدان : أبّ بالفتح والتشديد كذا قال أبو سعيد ، والأب : الزرع في قوله تعالى وفاكهة وأبا ؛ وهي بليدة باليمن ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي وقال ابن سلفة إبّ بكسر الهمزة قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سمعت عمر بن عبد الخالق الإبيّ يقول : بناتي كلهن حضن لتسع سنين قال : وإبّ مكسور الهمزة من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقول أهل اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح. انتهى كلام ياقوت.
قلت والصحيح أنها بكسر الهمزة وما حكاه من أنها من قرى ذي جبلة فذلك فيما سبق ، أما اليوم فقد صارت ذي جبلة من أعمال إبّ كما أسلفناه .. قال في شرح القاموس وينسب إلى إبّ الفقيه المحدّث أبو العباس أحمد بن سليمن بن أحمد بن صبرة الحميري مات سنة ٧٢٨ وليّ قضاء إبّ ترجمه الجندي انتهى .. قلت : ومن مشاهير فضلاء إب الفقيه العلّامة سيف السنّة أحمد بن محمد بن عبد الله بن مسعود بن سلمة البريهي
______
(١) يمانيه : جنوبيه.
حتى نفس مدينة إبّ ما انحدر من أزقتها جنوبا فالى البحر الهندي وما انصب شمالا فالى البحر الأحمر .. يتصل ببعدان من شرقيه ناحية النادرة ويتصل بناحية المخادر من شرقيها وشماليها قضاء يريم ، ويتصل بناحية حبيش ومخلاف الشوافي وناحية ذي جبلة من جهة الغرب قضاء العدين ويتصل بناحية جبلة من جهة جنوب وشرق ناحية ذي السفال. قال في معجم البلدان : أبّ بالفتح والتشديد كذا قال أبو سعيد ، والأب : الزرع في قوله تعالى وفاكهة وأبا ؛ وهي بليدة باليمن ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي وقال ابن سلفة إبّ بكسر الهمزة قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سمعت عمر بن عبد الخالق الإبيّ يقول : بناتي كلهن حضن لتسع سنين قال : وإبّ مكسور الهمزة من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقول أهل اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح. انتهى كلام ياقوت.
قلت والصحيح أنها بكسر الهمزة وما حكاه من أنها من قرى ذي جبلة فذلك فيما سبق ، أما اليوم فقد صارت ذي جبلة من أعمال إبّ كما أسلفناه .. قال في شرح القاموس وينسب إلى إبّ الفقيه المحدّث أبو العباس أحمد بن سليمن بن أحمد بن صبرة الحميري مات سنة ٧٢٨ وليّ قضاء إبّ ترجمه الجندي انتهى .. قلت : ومن مشاهير فضلاء إب الفقيه العلّامة سيف السنّة أحمد بن محمد بن عبد الله بن مسعود بن سلمة البريهي
______
(١) يمانيه : جنوبيه.
ثم السكسكي المتوفى سنة ٥٨٦ ترجمه الجندي وغيره ، وقبره في إب مشهور.
والشيخ أبو الخطاب عمر بن عبد الرحمن بن حسان القدسي والده قدسي وامه عسقلانية توفي سنة ٦٨٨ في إب ، وخلف بنتا واحدة تزوجها الشيخ عيسى بن محمد بن عمران الصوفي انتهى من تاريخ الأهدل قلت ولم يزل في إبّ وبلادها علماء وأدباء وشعراء وفضلاء وفي كتب التراجم والتواريخ ذكر عدد كثير منهم من نسب الى إب ، ومنهم من نسب إلى بلد من أعمالها مثل ذي جبلة وبعدان ونحو ذلك .. وفي إب وبلادها من بيوت العلم من الأشراف أولاد علي بن المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم بن محمد في إب وجبلة توفي علي بن المتوكل في إب سنة ١٠٩٦.
وفي جبلة من ولد إبراهيم بن محمد بن إسحق بن المهدي بن أحمد بن الحسن الامام القاسم جماعة. وفي إبّ أولاد اسماعيل بن محمد بن الحسن بن الامام القاسم والسادة بيت الغرباني من ذرية الامام القاسم بن علي العياني في إب والملحمة من أعمال إب ، والسادة بيت سفيان وبيت شيخ من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب والفقهاء بنو المجاهد وبنو العنسي وبنو الحداد وبنو المفتي وهم في الأصل من بيت الحبيشي أهل وصاب وبيت البريهي وبيت صبرة وبيت الشويطر وبيت الصباحي وبيت الصنعاني وبنو النزيلي وبيت أبا سلامة وغيرهم من فقهاء إبّ وأعمالها. ويسكن في إب وبلادها كثير من قبايل المشرق من بطون همدان وخولان وغيرهم كآل أبي لحوم من قبايل نهم في ناحية المخادر والشوافي والثماثمة من سفيان وبنو الوادعي من حاشد وآل الرصاص وآل عنان وغيرهم من قبائل حاشد في ناحية المخادر وآل دماج والبرابرة وآل دمينة وغيرهم. من قبائل ذو محمد بن غيلان في جبلة ومخلاف الشوافي والحوجين في إبّ وفي السحول من ناحية المخادر ، ومن قبائل خولان العالية آل راجح وبنو الصوفي وآل أبو حليقة وبنو السعيدي وغيرهم في بعدان وحبيش ، ومن قبائل ذو حسين نفر يسير من آل فلاح والشوف في بعدان.
مساحة قضاء إبّ بما إليه من النواحي مسافة يومين (للماشي ، نحو ستين كيلومترا (١) من الجنوب إلى الشمال ومثلها من الشرق إلى الغرب ، وقد
______
(١) زيادة من أخي المؤلف.
33
والشيخ أبو الخطاب عمر بن عبد الرحمن بن حسان القدسي والده قدسي وامه عسقلانية توفي سنة ٦٨٨ في إب ، وخلف بنتا واحدة تزوجها الشيخ عيسى بن محمد بن عمران الصوفي انتهى من تاريخ الأهدل قلت ولم يزل في إبّ وبلادها علماء وأدباء وشعراء وفضلاء وفي كتب التراجم والتواريخ ذكر عدد كثير منهم من نسب الى إب ، ومنهم من نسب إلى بلد من أعمالها مثل ذي جبلة وبعدان ونحو ذلك .. وفي إب وبلادها من بيوت العلم من الأشراف أولاد علي بن المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم بن محمد في إب وجبلة توفي علي بن المتوكل في إب سنة ١٠٩٦.
وفي جبلة من ولد إبراهيم بن محمد بن إسحق بن المهدي بن أحمد بن الحسن الامام القاسم جماعة. وفي إبّ أولاد اسماعيل بن محمد بن الحسن بن الامام القاسم والسادة بيت الغرباني من ذرية الامام القاسم بن علي العياني في إب والملحمة من أعمال إب ، والسادة بيت سفيان وبيت شيخ من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب والفقهاء بنو المجاهد وبنو العنسي وبنو الحداد وبنو المفتي وهم في الأصل من بيت الحبيشي أهل وصاب وبيت البريهي وبيت صبرة وبيت الشويطر وبيت الصباحي وبيت الصنعاني وبنو النزيلي وبيت أبا سلامة وغيرهم من فقهاء إبّ وأعمالها. ويسكن في إب وبلادها كثير من قبايل المشرق من بطون همدان وخولان وغيرهم كآل أبي لحوم من قبايل نهم في ناحية المخادر والشوافي والثماثمة من سفيان وبنو الوادعي من حاشد وآل الرصاص وآل عنان وغيرهم من قبائل حاشد في ناحية المخادر وآل دماج والبرابرة وآل دمينة وغيرهم. من قبائل ذو محمد بن غيلان في جبلة ومخلاف الشوافي والحوجين في إبّ وفي السحول من ناحية المخادر ، ومن قبائل خولان العالية آل راجح وبنو الصوفي وآل أبو حليقة وبنو السعيدي وغيرهم في بعدان وحبيش ، ومن قبائل ذو حسين نفر يسير من آل فلاح والشوف في بعدان.
مساحة قضاء إبّ بما إليه من النواحي مسافة يومين (للماشي ، نحو ستين كيلومترا (١) من الجنوب إلى الشمال ومثلها من الشرق إلى الغرب ، وقد
______
(١) زيادة من أخي المؤلف.
33
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
وانتهب الناس محطة الرحبي وخيامه ووطاقه، وقتل من أصحاب الدولة قدر خمسة عشر نفراً منهم ياقوت إسماعيل وغيره، وهذا الوطاق هو الذي كان انتهبه في الحرب الأول على المنصورة، كما سبق. ومحمد بن أحمد في المنصورة كان في حالة ركيكة من المحاصرة، فتنفس بذلك، وبات أحمد بن المؤيد عنده تلك الليلة، ولم يلبث فيها إلا يوم واحد، وخرج عنها إلى مكان يسمى القَدَسْ بيوت المشائخ بني مغلس، ثم تقدموا إلى بيوت الرجبي أخربوها وقطعوا أشجارها ورجعوا إلى قَدَسْ، ثم واجه إلى أحمد بعض بلاد الحجرية كالمقاطرة وأهل الأعروق والركب وبلاد اليوسفي . وتخلف عن المواجهة بلاد الأحمدي وأصحابه وغيرهم، ثم تقدم أصحاب أحمد بن المؤيد إلى بلاد الأحمدي أخربوا بيوت الشيخ وأصحابه واحرقوها بالنار، وطمعوا ما وجدوا من الغنم والبقر والإبل والأثاث، ثم رجعوا إلى قدس.
ثم لما كان إلى ثالث وعشرين شهر جمادى الأخرى خرج صاحب المنصورة بنفسه من بلده إلى بلاد ابن أنعم ، طمع أصحابه منها طماعات كثيرة، وقبضوا عشرة أنفار أسرى، وقتل خمسة منهم ثم رجع المنصورة. وأحمد بن المؤيد سكن في قدس ثم كان إلى آخر شهر جمادى الأخرى عادت الحجرية في الخلاف أجمع كالخلاف أول مرة من جبل صبر إلى البحر. وحازوا المنصورة ثانياً[77/أ] وخالفوا ما بينه وبين ابن المؤيد أحمد بن محمد بن القاسم. وكان قد تقالل عسكره لما سار بعضم بالأطماع من عنده ورجعوا بلادهم، وبعضهم سار مغاضباً من العسكر، لما أراد ابن المؤيد أن يقطع جامكية شهر في مقابل ما صار معهم من الأطماع، فقالوا: هذا لا يمكن ولا يعرف مع عسكر كل دولة أن يحسب عليهم الطمع، ثم إن بعض العسكر ما صار إليه شيء من الطمع، وبعضهم بعد خروجه من الدمنة مرضوا، فانتهز قبائل الحجرية الفرصة وخالفوا ثانياً. وكان ذلك أيضاً بسبب أن أحمد بن المؤيد أرسل بجماعة من المشائخ الذين قبض عليهم إلى عند صاحب المنصورة، فلما وصلوا إليه قتل بعضهم، وقَتْل الأسير حرام لا يجوز، مع أنه روى أن قد كان أمَّنهم أحمد بن المؤيد.
وعلى الجملة إن سيرة صاحب المنصورة عجيبة في ذلك، ولقد روى راوي أنه في الخلاف الأول وحوزته ومضايقته لما كان أهم بالخروج من المنصورة، إذا لم تحصل له الغارة من المؤيد محمد بن المتوكل أدخل جواريه في دار من دور المنصورة، وجعل تحته باروداً وقصباً، وقال: إذا دخل قبائل الحجرية[77/ب] عليه أحرق البارود ليهلك الجواري، لئلا تأسرهم قبائل الحجرية، فلما ظهر الخبر عند الجواري مات منهن من مات، لهذا الأمر العظيم.
وانتهب الناس محطة الرحبي وخيامه ووطاقه، وقتل من أصحاب الدولة قدر خمسة عشر نفراً منهم ياقوت إسماعيل وغيره، وهذا الوطاق هو الذي كان انتهبه في الحرب الأول على المنصورة، كما سبق. ومحمد بن أحمد في المنصورة كان في حالة ركيكة من المحاصرة، فتنفس بذلك، وبات أحمد بن المؤيد عنده تلك الليلة، ولم يلبث فيها إلا يوم واحد، وخرج عنها إلى مكان يسمى القَدَسْ بيوت المشائخ بني مغلس، ثم تقدموا إلى بيوت الرجبي أخربوها وقطعوا أشجارها ورجعوا إلى قَدَسْ، ثم واجه إلى أحمد بعض بلاد الحجرية كالمقاطرة وأهل الأعروق والركب وبلاد اليوسفي . وتخلف عن المواجهة بلاد الأحمدي وأصحابه وغيرهم، ثم تقدم أصحاب أحمد بن المؤيد إلى بلاد الأحمدي أخربوا بيوت الشيخ وأصحابه واحرقوها بالنار، وطمعوا ما وجدوا من الغنم والبقر والإبل والأثاث، ثم رجعوا إلى قدس.
ثم لما كان إلى ثالث وعشرين شهر جمادى الأخرى خرج صاحب المنصورة بنفسه من بلده إلى بلاد ابن أنعم ، طمع أصحابه منها طماعات كثيرة، وقبضوا عشرة أنفار أسرى، وقتل خمسة منهم ثم رجع المنصورة. وأحمد بن المؤيد سكن في قدس ثم كان إلى آخر شهر جمادى الأخرى عادت الحجرية في الخلاف أجمع كالخلاف أول مرة من جبل صبر إلى البحر. وحازوا المنصورة ثانياً[77/أ] وخالفوا ما بينه وبين ابن المؤيد أحمد بن محمد بن القاسم. وكان قد تقالل عسكره لما سار بعضم بالأطماع من عنده ورجعوا بلادهم، وبعضهم سار مغاضباً من العسكر، لما أراد ابن المؤيد أن يقطع جامكية شهر في مقابل ما صار معهم من الأطماع، فقالوا: هذا لا يمكن ولا يعرف مع عسكر كل دولة أن يحسب عليهم الطمع، ثم إن بعض العسكر ما صار إليه شيء من الطمع، وبعضهم بعد خروجه من الدمنة مرضوا، فانتهز قبائل الحجرية الفرصة وخالفوا ثانياً. وكان ذلك أيضاً بسبب أن أحمد بن المؤيد أرسل بجماعة من المشائخ الذين قبض عليهم إلى عند صاحب المنصورة، فلما وصلوا إليه قتل بعضهم، وقَتْل الأسير حرام لا يجوز، مع أنه روى أن قد كان أمَّنهم أحمد بن المؤيد.
وعلى الجملة إن سيرة صاحب المنصورة عجيبة في ذلك، ولقد روى راوي أنه في الخلاف الأول وحوزته ومضايقته لما كان أهم بالخروج من المنصورة، إذا لم تحصل له الغارة من المؤيد محمد بن المتوكل أدخل جواريه في دار من دور المنصورة، وجعل تحته باروداً وقصباً، وقال: إذا دخل قبائل الحجرية[77/ب] عليه أحرق البارود ليهلك الجواري، لئلا تأسرهم قبائل الحجرية، فلما ظهر الخبر عند الجواري مات منهن من مات، لهذا الأمر العظيم.