اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
348 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_اليمن_المطاع

جماعة من الأشراف ، وذكروا له ما ظهر بصعدة من الاستهتار بشرب الخمرة وسألوه النّهوض إليها لإزالة المنكر ، فلم يجد الإمام بدّا من المسارعة والمسير اليها ، ولما دخلها أمر بإحضار من ثبت انه شرب وإقامة الحد عليه ، فأحضروا ، وأمر بجلدهم واغلظ لهم في الكلام ، وأمر بهدم كنيسة كانت لليهود هنالك ، ثم خرج إلى الجبجب ، فأقام فيه أيّاما ، ثم سار إلى مسلت ، ووقع الخوض في الصّلح بينه وبين حاتم بن أحمد فالتقيا الى بيت الجالد ، وتقرر الصّلح على منع الخطبة للباطنية بصنعاء وإظهار مذهب الهادي عليه السلام ، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، فقبل حاتم ذلك ، ونفذ شروط الصلح ، وعاد الإمام إلى الجوف ، ثم سار منه إلى الجبجب ، وأقام فيه ، ودخلت سنة ٥٤٨ والامور ساكنة.
تظاهر يام بمذهب الباطنية ومسير الإمام لحربهم
ودخلت سنة ٥٤٩ فيها بلغ الإمام ان قوما من يام بالخانق (١) أظهروا مذهب الباطنية وارتكبوا المنكرات جهارية ، وتركوا صوم رمضان ، وأحيوا ليلة الإفاضة ، وجاءت إمرأة منهم تشكو إلى الإمام ، أن ولدها غشيها ، في تلك الليلة فغضب الإمام لذلك ، ونهض إلى بلاد بني شريف (٢) وسنحان ، ودعاهم الى قتال يام فأجابوه وانضمت إليه أيضا قبائل من نهد وخثعم وتثليث ، وبني عبيدة ، وسار بالجميع الى وادعة ، فوافاهم وقد لزموا جنبتي وادي غيل جلاجل ، فقابلهم جند الإمام ، وعظم النزال واشتد الصدام ، وانهزمت يام ووادعة بعد أن قتل منهم مقتلة عظيمة ، وغنم أصحاب الإمام ما وجدوه ، وأقاموا ثلاثة أيام يهدمون منازل المفسدين ، حتى أجلوهم عنها إلى نجران ، واقفرت بلادهم ، وخلت عن أهلها ، وهي مسير ثلاثة أيام ، وفي هذه الوقعة يقول الإمام عليه السلام :
______
(١) سبق ذكره.
(٢) بنو شريف من قبائل خولان من بلاد صعدة.
جل 
من ذي الجلال بفتح غيل جلاجل 
كم منّة منه عليّ ونعمة
وسعادة تترى وفضل فاضل 
كفرت به يام ووادعة معا
وتجبّروا وتمسكوا بالباطل 
وأتوا من الفحشاء كل كبيرة
فعلا وقولا فوق قول القائل 
إلى آخرها : وبعدها رجع إلى الجبجب ، ومكث إلى آخر شهر شعبان من السّنة ، وطلع مغرب بلاد خولان ، فصام هنالك رمضان ، وبلغه أن الشريف قاسم بن غانم بجبل العرو (١) طلع من تهامة لخلاف نشب بينه وبين أخيه وهاس بن غانم فواجهه الإمام إلى هنالك ، وأكرمه فطلب الشّريف من الإمام النصرة على أخيه ، فرحّب به الإمام ، وسار به إلى صعدة ثم انتقل به إلى الجوف ، وكان ما سيأتي.
قال في انباء الزمن (٢) : وفيها كانت قصّة أهل المعلّق وهي قرية ما بين الكدرا والمهجم ، وهي ان الله تعالى أرسل عليهم سحابة سوداء مظلمة أتتهم من جهة اليمن ، فيها رجف شديد وبرق ونار تلتهب ، فلما رأوا ذلك زالت عقولهم ، والتجأ بعضهم إلى المساجد فغشيهم الأمر ، واحتملت الريح أكثر القرية من أصلها بمن فيها من الناس والدّواب حتى القتهم في محل نازح عن القرية بنحو خمسة أميال ، فوجدوا حيث ألقتهم الريح صرعى ولبعضهم انين ، ولم يلبثوا ان هلكوا.
وفيها أيضا سقطت حجر من السماء فوقعت في الصّلاحفة قريب من ذي جبلة ، وحصلت رجفة شديدة تزلزلت منها تلك الجهة بأهلها ، وفيها أيضا حصلت زلزلة عظيمة من صنعاء إلى عدن ، هلك فيها عدد كثير من النّاس ،
______
(١) العرو جبل بالغرب من صعدة بمسافة ٣٧ ك. م.
(٢) غاية الأماني ص ٣٠٨ والعسجد ص ١٣١ وفيه المغلف. وكذا في قرة العيون ج ١ ص ٣٦٢ قال في الهامش لا تزال معروفة إلى اليوم وتقع في الجهة الواقعة على شط نهر سردد على طريق المسافرين من الجبال الشمالية وتبعد عن الحديدة بمسافة يوم كامل.
وانهدم كثير من القرى والحصون فسبحان المخوف بالآيات.
وفي الخزرجي (١) قال : وفي سنة ٥٤٩ سقطت حجر من السماء فوقعت في الصلاحفة موضع قريب من ذي جبلة ، ووقعت رجفة شديدة تزلزلت منها الأرض بأهلها ، وذلك في يوم الجمعة السادس من شهر ربيع الأول من السنة ، وانشقت السماء وسط النهار وظهر نجم وبعده دخان في المخلاف الأخضر (٢) ، وحصلت بعد ذلك زلزلة شديدة في اليمن من صنعاء إلى عدن هلك فيها عدد لا يحصى من النّاس ، وانهدم كثير من الحصون والقرى والمساكن ، وذكر أسماء الحصون والقرى والمساكن وعدد النفوس التي تلفت في هذا الزّلزال ، نرجو الله ان يعاملنا بلطفه ، وهو أرحم الرّاحمين.
وقال في المستبصر (٣) ما لفظه : ذكر المغلف والأسيخلة هما قريتان من أعمال الحبشة (٤) إحداهما المغلف والثانية الأسيخلة فبينما القوم فيما هم عليه من أحوالهم ، الرجال تحرث والنساء تغزل والحمير تتناهق ، والكلاب تتنابح إذ ارتفعوا عن أعين الخلق إلى يوم القيامة ولم يدر أحد ما أصابهم ، ولا ما فعل الله بهم ، ولا ما كان منهم وذلك سنة ٥٦٤ فبقوا مثلا إلى يوم الدين ، فيقال طار بك برق المغلف ، والاسيخلة ، وخسف بقرية العمالق من أعمال الأشعوب يماني صنعاء فأصبح الصباح ، ولم توجد عن القرية وأهلها ودوابهم من خبر سنة ٤٦٥ فاعتبروا يا أولي الأبصار انتهى.
وفيها تجهز الإمام من الجوف لحرب اسعد بن حسين صاحب شوابة وكان قد نكث بيعة الإمام واستدعى بقوم من همدان ، وجمع معهم من سفيان
______
(١) العسجد ص ١٣٢ وقرة العيون ج ١ ص ٣٦٢.
(٢) يعني إب ونواحيها.
(٣) المستبصر لابن المجاور.
(٤) في هذه الرواية خلط ـ كعادة ابن المجاور ـ بين الخيال والواقع وفي هذا الخبر تتبادر إلى ذهنه مواضع يمنية فنظنها في الحبشة وكذا في تحديد التاريخ وقد أوردها المؤلف من باب التشابه بين الحادثتين.
خيلا ورجلا وتحصّن بهم في حصنه وكان منيعا فحاصره الإمام وضيّق عليه وما زال أصحابه يتقرّبون من درب حصن أسعد حتى أقتحموه فاستسلم من فيه ، وطلبوا الأمان فأمّنهم الإمام واخرجهم بنفوسهم لا غير ، وأمر بأخذ ما كان في الدرب من أثاث وبقر وطعام ، وغير ذلك ثم أمر بهدم الدّرب وإحراقه ، فلما نظر أسعد ما حلّ بالدّرب ، ومن فيه طلب الأمان والذّمة لوصوله إلى الامام فأمنه ، فلمّا مثل بين يديه حلف له يمينا على عدم العود ، وكان قد سبق منه مثل ذلك ، فقال الإمام : لقد استبطأت انتقام الله لهذا على الإيمان التي يحلفها ويفجر فيها ، وعاد الإمام إلى الجوف ، وأقام فيه إلى سنة ٥٥٥ وفيها نهض لحرب الشريف وهاس بن غانم ، فانتقل إلى الجبجب ومعه الشريف قاسم بن غانم ، وطلب قبائل يام ووادعة ، وهمدان ونجران ، فلما وصلوا ، وهمّ أن يتقدم ، قالوا له : ان الطريق على خولان ، فإن نهضت خولان نهضنا ، وكان الشّريف وهاس قد أرسل بمال لخولان فتقاعدوا عن نصرة الإمام ، وتعذّر عزم تلك القبائل معه لإمتناع خولان فتحوّل الإمام إلى بلاد عنز (١) وخثعم ، فمرض هنالك ، واعتذر للأمير قاسم بما كان ، ورجع إلى الجبجب مريضا ، وبلغه ان جماعة من صعدة تظاهروا بشرب الخمر ، فأمر من يأتي بهم إليه فأمتنعوا ، وأظهروا الفساد فقصدهم الإمام ولما أظهروا المقاومة والإمتناع ، حاصرهم حتى ضاقت بهم الأقوات ونفد ما معهم ، فخرجوا إليه مستسلمين ، وسلّموه مفاتيح دروبهم ، وطلبوا منه العفو فعفا عنهم ، وكانت مدة الحصار سبعة أشهر.
ودخلت سنة ٥٥١ فيها قتل القائد سرور صاحب زبيد بمسجده أثناء صلاة العصر ، وبقتله ختمت دولة العبيد ، وكان الذي قتله رجل من أصحاب علي بن مهدي وإليه ينسب مسجد سرور بمدينة زبيد ، وكانت ولايته الوزارة سنة ٥٣١ وقد ترجمه الخزرجي واطال في الثناء عليه ، قال الجندي : وقد
______
(١) عنز : سبق ذكرها وفي صفة جزيرة العرب ص ٢٣٠ بالقرب من بيشة وجرش.
335
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#صفة_جزيرة_العرب_الهمداني

بعد هذه المدة فتجده جامدا فأسخنته فتظهر فيه رائحة يومه ، وهذا لا يكون إلا بصنعاء (١) ، وقد خبر بذلك جماعة ، منهم إبراهيم بن الصّلت طبخ قدرا له وكان عزبا (٢) ، فلما كملت وكلت نارها عزم على الغداء فهو كذلك حتى أتاه رسول ابي يعفر إبراهيم بن محمد بن يعفر ، فاتبعه من ساعته إلى شبام فلما وصله أمره بالمضي إلى مكة وكان أحد الطرادين وأمر له بناقة وزاد ، ودفع إليه كتبا يوصلها بوالي مكة فمضى إلى مكة وأقام حتى خرج جوابه وعاد إلى شبام ، فأوصل جوابه ثم صرف إلى منزله. قال : فدخلت وأنا جائع فنظرت إلى ذلك القدر على الأثافي وإلى ذلك الخبز قد يبس في منديل. قال فكسرت من الخبز شيئا في قصعة وأحررت ذلك القدر ونكبته (٣) على ذلك الخبز حتى تشرّبه فكان كقدر أسخنته يوم ثالث ، وذلك بعد شهر وكسر. وكان الحاج يأكلون سفرهم طرية الخبز ويابسة غير متغيرة من صنعاء إلى كتنة ، وإلى أبعد (٤) وكنت أنظر إلى التجار إذا حملناهم إلى مكة من صعدة يأكلون سفرهم طرية إلى نصف الطريق ويابسة تدق وتطرأ إلى مكة ، وكنا نحن نستعمل في أسفارنا خبز الملة والسمن واللحم والكشك والمهّاد (٥) ، ونرى أن خبز السفرة إذا فتّ من وعثاء السفر (٦) ، وقال لي أبي رحمه‌الله تعالى : سألني رجل ببغداد بماذا تأدمون في أسفاركم؟ قلت : بالسمن ، قال : أبا السمن؟ قال قلت : وما للسمن؟ قال هو ضرب من السمّ ، قال قلت : أما والله لو ذقت البرطي منه ، والمغربي والكليبي والجنيبي (٧) لعلمت أن دهن اللوز معه
______
(١) بل وفي ذمار ونحوها ولقد اخبرني من اثق به من أخل ذمار انه أبقى قلية عيد الاضحى بودكها إلى شهر رجب ثم فتح عليها فلم يتغير منها شيء والقلية هي من لحوم الاضحية التي سمنت وعلفت سنة وتطبخ وحشوها العقاقير ثم تنزل من على النار ولا يمسها يد وتترك الى ما يشاء وقد تفتح في اول السنة محرم. ولا يزالون ينتفعون بلحمها وودكها مدة على حسب الحاجة وهذه القاعدة سارية الى يوم الناس هذا وكل ذلك راجع الى جفاف البلاد ويبوستها.
(٢) انظر «أحسن التقاسيم» : ٥٥.
(٣) نكسه وكفأة.
(٤) وهذا يؤيد ما قلته ان الخاصة هذه لا تنفرد بها صنعاء بل الجهة الشمالية والشرقية ولا زال الحجاج الذي عرفناهم قبل أربعين عاما والتي كانت رواحلهم ارجلهم والحمير والبغال والابل يعتمدون في اسفارهم على ما ذكره المؤلف أما اليوم عصر البخار والسرعة فقد بطل كل شيء.
(٥) الكشك بالكسر ضبط بالشكل لا بالحرف وكذا القاموس : طعام يتخذ من نقع البرغل باللبن بعد اختماره فيفت ويطبخ قلت : ولعله الذي يسمى المطيط ، والمهادة الشيء المنبسط المسهد والذي لين وهو الممهود معروف.
(٦) خبر أنّ محذوف ولعل هنا سقطا.
(٧) السم بالفتح والضم معروف والبرطي نسبة الى جبل برط والمغربي نسبة الى مغرب حمير ، والكليبي بضم الكاف نسبة لآل كليب من صحار والجنبي نسبة إلى جنب هران أو الى جنب خشعم أو غيرهما وفي اصلنا الجبني بضم الجيم وفتح الباء الموحدة نسبة إلى جبن بضم الجيم أيضا مقاطعة من جنوب رداع لا يزال سمنها يعبق ريحا طيبة ويشم من مسافة وكذلك العودي والرعيني ، وقوله ان دهن اللوز معه وضر الوضر الوسخ
وضرّ ، ولذلك لا يعمل أهل اليمن حلاواهم إلا به ، لأنه أطيب وأجود من الشيرق المقشر (١) ومن دهن الجوز واللوز ، ولطيبه يشربه الناس شربا ، ويكون له رائحة شهية تدعو النفس معها إلى شربه والاستكثار من التأدم به ، وله لطف ، فلا يكاد يجمد لرقته ولطفه وخفته ، والسمن مما يبين به اليمن (٢). وتجد ذلك كذلك في لطافة لحوم الضأن ولحوم البقر ، فأما الجنديّ منها فربما بلغ الثور منها ثلاثين دينارا مطوقا فإنه أطيب من لحم الحمل الشهري في سائر البلاد لرقته ، ولطفه ، ودسمه ، ولا يكون له رائحة (٣) ، ولأهل صنعاء الرقاق (٤) الذي ليس هو في بلد رقة وسعة وبياضا لمؤاتاة متانة البر. وإبرار اليمن العربي التليد ، والنسول برّ العلس ، وهو ألطفها خبزا وأخفها خفة (٥). والرغيف بصنعاء لا ينكسر ، ولكنه ينعطف ويندرج طومارا وكسره السفار قطعا ، والخبز بها ضروب كثيرة ، ولمضائرهم فضل لحال اللبن ، واللبن الرائب بصنعاء ، وبلد همدان ومشرق خولان وحزيز وجهران اثخن من الزبد في غير اليمن مع الغذاء واللذة والطيب ، وزبدها بمنزلة الجبن الرطب في غيرها وأشد وتحمل القطعة ، فلا يعلق بيدك منها كثير شيء ، ولهم مع ذلك ألوان الطعام والحلاوى والشربة التي تؤثر على غايات ألوان كتب المطابخ ، ولهم مثل ألوان السمائد وألوان البقط والكشك السري وألوان الحلبة ، ومعقدات الأترج والقرع والجزر وقديد الخوخ والرانج والليّ (٦) ، وغير ذلك مما إذا سمع به الجاهل ازدراه ، وإذا شرع فيه قضم على طيبه بعض أنامله ، وبه الشهد الحضوري (٧) الماذي الجامد الذي يقطع بالسكاكين ، وقد ذكره امرؤ القيس بقوله :
______
(١) الشيرق بالشين آخره قاف كذا في الأصول كلها وهو الشيرج بكسر المعجمة آخره جيم وهو دهن السمسم الجلجلال.
(٢) هكذا أوصاف السمن اليمني كما وصفه المؤلف ولهذا تقول الاغراب السمن سم العلل وهم غالطون فرغم أوصافه التي تفتح النفس لشربه مجردا فانه يضر بالكبد لا سيما من كان مريضا بها وقوله يبين به اليمن أي يتميز.
(٣) هو كذلك لهذه الغاية.
(٤) الرقاق لغة جارية لا سيما في الكلاع وفي الجهات الاخرى الخير وهو غير الملوج.
(٥) هذه اسماء ابرار اليمن معروفة لهذه الغاية ومنها الميساني وياتي ذكره ويرادفه الوسني ومنه الحوروري العنسي نسبة الى قرية حورور من عنس.
(٦) هم كذا إلى اليوم والرانج في القاموس بكسر النون تمر املس والجوز الهندي واللي الدعبب يأتي ذكره للمؤلف.
(٧) نسبة إلى حضور الصقع المذكور ايضا.
كافو
ر بالراح اليماني 
على أنيابها وهنا
مع الشهد الحضوري 
ويهدى إلى العراق ومكة وسائر البلدان في القصب ، وصفة عمله أن يحر في الشمس ويصير في عقود قصب اليراع ، وأقيمت تلك القصبة أياما في بيت بارد حتى يعود إلى جموده ، ثم ختمت أفواه القصب بالقصّة ، وحمل ، فإذا أراد تقديمه على الموائد ضرب بالقصبة الأرض فانفلقت عن قصبة عسل قائمة ، فقطعت بالسكين على طيفورية أو رغيف. وباليمن من غرائب الحبوب ، ثم من البر العربي الذي ليس بحنطة ، فإذا ملك عجينة ، ثم أردت قطع شيء منه تبع القطعة تابعة منه تطول كتابعة القبيط (١) والميساني والنسول والهلباء لا يكون الا بنجران ، ومنه الأدرع الأملس والأحمر الأحرش ، واللوبياء ، والعتر ، والأقطن والطهف (٢) ، والوان الذرة البيضاء والصفراء والحمراء ، والغبراء ، والسمسم الذي لا يلحق به لاحق خاصة المأربي والجوفي كثير الضياء صاف طيب ، وقد يزرع بها الحمص والباقلي والكمون وغير ذلك (٣).
ومن عجائب اليمن أن أكثر زروعها أعقار ، فلذلك متن عجينها ، ولان خبزها وهو ان تشرب الجربة في آخر تموز وأول آب ، ثم تحرث بأيلول إذا حمّت (٤) أي شربت ماءها وجف وجهها ، ثم تحرث في تشرين كرة أخرى ، ثم في تشرين الآخر كرة ثالثة ، ثم بذرت في كانون الأول فأقام فيها الزرع إلى ايار وصرب ولم يصبه ماء (٥) ، فأما القرارة بالهجيرة فإنه يصرم بها متعجلا بنيسان وآخر آذار ، فتكون الجربة بها كثير من حمّها فتحرث وتبذر فيها ثانية ، فتأتي بطعام معجل لحرارة الزمان يصرم بحزيران. وأما مأرب والجوف وبيحان ، فإن الودن وهو الجربة
______
(١) القبيط بضم القاف وتشديد الباء الموحدة مكسورة نوع من الحلويات وكل هذه النعوت لا تزال كما ذكر المؤلف.
(٢) العتر بفتح العين والتاء المثناة من فوق زرع معروف يشبه ما يسمونه بالبساليا والطهف بفتح الطاء والفاء وقد تسكن آخره فاء نبت وزرع يزرع في مأرب وتهامة غب نزول السيول تكون الجربة ملآنة بالماء فيلقى عليها هذا الحب ما يجف الماء الا ونبت وأتى بأكله والطهف أصغر حبا من الدخن.
(٣) كل هذا معروف والذرة هى عدة أصناف ، والحمص كالحميص وهو يشبه العتر.
(٤) في الاصول كلها جمت بالجيم والمشهور عندنا معاشر اليمنيين والمتداول : حمّت بكسر الحاء المهملة اذا جف الماء منها وصلحت ان تحرث هكذا المعروف عندنا ولهذا صححنا الكلمة بالحاء المهملة فصاحب البيت أدرى بالذي فيه وكذا ما بعد كلمة حمت صححنا ذلك.
(٥) لا تزال هذه العادة مستمرة الى التاريخ واكثر ما يكون في نجد اليمن ، راجع تفسير الدامغة.
317
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
معبد بيت عثتر (بنات عاد) الأثري في مدينة #الجوف

هو أحد المعابد الأثرية القديمة في محافظة الجوف، يعود بناؤه إلى عهد الملك (سمه يفع لبأن) ملك مملكة نشن، والنقوش التي تم العثور عليها داخل المعبد تذكره باسم (بيت عثتر) ومن المعروف أن كلمة (بيت) في اللغة اليمنية القديمة تعنى “قصر” إلا أن المعبد يعتبر بيت للإله حسب اعتقاد اليمن القديم.

وقد أطلقت تسمية محلية على المعبد (معبد بنات عاد) وذلك لوجود زخارف تمثل نساء واقفات تزين بعض الأعمدة في المدخل وعلى الأعمدة التي تحيط بالفناء.

يقع المعبد على بعد 350م شرق سور مدينة قرناو عاصمة مملكة معين، وتعتبر ظاهرة بناء المعابد خارج المدن في الجوف ظاهرة مميزة، وربما كان بناؤه خارج المدينة لكي يستقبل الوفود القادمة فتتعبد وتتقرب قبل أن تدخل أو عند الخروج حيث تودع الوفود أيضاً ويكون التعبد والتقرب هو آخر أو خاتمة المطاف بعد قضاء الحاجة التي وفد القادم من أجلها، وكانت تُقدم إلى المعبد الهدايا والنذور ويتوسلون عثتر كي يمنُ عليهم بالعافية والخير والبركة.

ويوجد بالمعبد سرداب كبير تحت الأرض يربطه بمدينة قرناو، ويتكون معبد بيت عثتر من أربعة أعمدة خلفية وعمودين أماميين ارتفاعهما يقارب (5) أمتار، ويغطي سقفه العديد من الأعمدة الأفقية (المرادم) كتبت على عموده الثاني كتابةً واضحة بالأحرف المسندية، ولعل ما يجذب نحو هذا البناء الشامخ المتعانقة أعمدته بالسماء هو دقة هذا البناء العجيب، أو بالأحرى الأعجوبة المعمارية التي لم يتبق منها سوى تلك الأعمدة وبعض أركان السور المحيط به، أحجاره متناثرة هنا وهناك مشذبة ومتقنة، يوجد بين ثنايا هذا المعبد نقوش أثرية نصفها ظاهر والنصف الآخر مطمورٌ تحت الأرض.

بالإضافى للكتابات بخط المسند يحتوي المعبد على رسومات جميلة لفتياتٍ واقفاتٍ على منصات مزخرفة زخرفة مدهشة، تحتها مباشرةً رسوم لحيوان الوعل - رمز الحضارة اليمنية - مشكلةً بذلك صفاً واحداً، يليهما للأسفل نقوشاتٍ جميلة ومسطرة تسطيراً عمودياً.