اليمن_تاريخ_وثقافة
10.8K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
عدن وبريطانيا والعمليات البحرية :وألأتراك في اليمن
عدن وبريطانيا والعمليات البحرية

« نجمي عبدالمجيد:

بعد دخول بريطانيا إلى عدن في 19يناير 1839م سعت إلى رسم حدود نفوذها بالعمق الجغرافي لهذه المدينة، حيث حددت المسافات الحدودية بين عدن وولاية اليمن نهائية في عام 1905م، وكانت القوات التركية قد فشلت من عام 1907م حتى عام 1918م في ضرب ثورة السيد محمد الإدريسي، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) كانت القوات البحرية التركية تفرض إدارتها على طول المسافة من الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر كله، من العقبة حتى الشيخ سعيد، من غير عسير التي كان يسيطر عليها رجال قبائل من أتباع الإدريسي.

وعندما أعلنت دول الوفاق الثلاثي (أي الحلفاء) الحرب ضد تركيا، كان لابد لها من التحرك في المياه البحرية الممتدة من عدن إلى ولاية اليمن، وكانت تعد الممر الهام الرابط بين الهند وأستراليا والعالم العربي بمكان الحرب الرئيس في فرنسا، وقد عقدت بريطانيا معاهدتين مع الإدريسي في الأعوام 1915-1917م، تنص بموجبها «أن يهاجم الأتراك، وأن يسعى إلى طردهم من مواقعهم في اليمن، وأن يبذل كل قوته في مطاردة الفرق التركية في اتجاه اليمن»، كما تعهدت بريطانيا بأن تعمل على حماية إقليم السيد الإدريسي من محاولة هجوم على ساحل البحر من أي تحرش يتعرض له، وقدمت وعدا بمواصلة الحرب حتى النهاية، أما في المعاهدة الثانية فقد تعهد الإدريسي بطلب دعم ومساعدة حكومة بريطانيا إذا تعرضت جزر فرسان أو المواقع الموجودة على ساحله البحري للهجوم أو تم تهديدها من الخارج.

وكانت بريطانيا قد عقدت اتفاقا بتاريخ 19 فبراير عام 1915م مع شيخ ماوية محمد ناصر مقبل، من أجل محاربة الأتراك وطردهم من مناطق العدين وإب والمخا وقعطبة وكل لواء تعز، ولكنه فشل في ذلك الأمر، وفي شهر نوفمبر عام 1914م كانت القوات البريطانية الموجودة في عدن لاتساعد على وقف تقدم الفرقة التركية 39 إلى داخل محمية عدن، حيث وصلت إلى منطقة الشيخ عثمان التي تبعد عن عدن مسافة 7 أميال، فأرسل السير (جورج ينجها سنبد) إلى عدن، واستطاع بحملة عسكرية إخراج الأتراك إلى لحج، وظلوا بها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

كانت لعدن مكانتها وأهميتها في إدارة وحماية الطرق البحرية بواسطة السفن الحربية البريطانية، وكانت السفن ترسل عدة رسائل إلى المقيم السياسي في عدن الذي كان يشغل هذا المنصب (بريجيدير جنرال سي. إتش . يو. برايس) (1915 - 1916م)، وهذه إحدى الرسائل:

(215)

(كتاب)

من قائد البارجة (نورثبروك) الكابتن (إل . إن. تورين) إلى المقيم السياسي - عدن.

الرقم 106-2

التاريخ : البارجة (نورثبروك) في 29 حزيران / يونيو 1916م

«سيدي،

أتشرف أن أبعث إليكم المراسلات المرفقة طيا التي دارت بيني وبين الإدريسي بين 18-27 حزيران/ يونيو 1916م.

القسم الأول من المراسلات تركز بشكل صرف على حث الإدريسي على الإقدام على تحرك هجومي فوري ضد الأتراك.

القسم الأخير منها يركز على المعلومات التي وصلت من المقيم السياسي في عدن، وإنني في موقع يؤهلني للقول فيما يتعلق بالكتاب الأخير إنه لا أحد سوى الإدريسي وسيد مصطفى من اطلع على الكتاب أو الرد عليه.

أستميحكم أن أضيف التعليقات الأخيرة.

لاشك في أن الإدريسي ينظر إلى القنفذة والمناطق المحيطة كملك له الحق فيه، وأنه على الرغم من استعداده للتصرف بصورة ودية إزاء الشريف فيما يتعلق بهجومهما المزدوج ضد الأتراك، فإنني أعتقد أن علاقاتهما مشكوك فيها جدا.

لو وجد الشريف أن شن هجوم عام على الأتراك يخوله شن هجوم مستقل على القنفدة، فمن المحتمل أن ينشأ بين الشريف والإدريسي موقف خطير إلى أبعد حد.

يرحب الإدريسي بتعاون قبيلتي (حاشد وبكيل) إذا كان مدعوما من الحكومة البريطانية.

وبالنسبة للهجوم على أبها يقترح الإدريسي فرض حصار محلي في وقت قصير، وأنه لن يسمح بدفعه على الإسراع بشن هجومه على اللحَيَّة، رغم أنه يصرح أنه سيهاجمها بالتأكيد في وقت لاحق.

وهو مقتنع بأن الموقف الحالي هو موقف عدائي، وليس هناك ما يدعو إلى أن يبقي قواته في الجنوب لهذا السبب.

ويصرح أيضا أن الإمام لن يكون أبدا صديقا له، لأنه يذهب دوما إلى الطرف الذي يدر عليه مزيدا من المال.

إنني لا أعتقد أن هناك تصادما بين الإمام والإدريسي يوشك أن يقع، بل ليس محتملا أيضا.

وأخيرا أود للمرة الثانية لفت الانتباه إلى الخدمات الثمينة التي قدمها لي (اللفتنانت نولدر) من البحرية الملكية، الذي ساعدني كمترجم خصوصي عند التعامل في أمور ذات طابع سري.

وإن نصائحه في كل المناسبات كانت جيدة ومباشرة، وله الفضل إلى حد كبير في قيام العلاقات الودية الموجودة بيننا وبين الإدريسي عبر السيد مصطفى.

ملاحظات اللفتنانت نولدر مرفقة طيا.

أتشرف، إلخ..

(موقع) إل .إن . تورين كوماندر قائد البارجة».

تحركات البحرية الريطانية
بتاريخ 14 أغسطس 1914م غادر الطراد (بلاك برنس) قناة السويس نحو عدن لحماية ناقلات الجنود، وفي ثاني يوم استولى على السفينة إيستريا التي كانت حمولتها تصل إلى 4200 طن، والسفينة سود مارك، وهما من السفن الألمانية، وهي تابعة لخط هامبرج - أمريكا، وفي تاريخ 16 أغسطس من نفس العام صدرت له أوامر بعدم الإبحار إلى عدن، وكان السبب وجود قطعة بحرية تركية تحمل المدافع في منطقة السويس، وكانت في حالة اتصال مستمر مع إستانبول، وفي طريق العودة إلى السويس ومعه السفينتان المعاديتان، مر الطراد بلاك برنس بالطراد دوق أدنبرة، وكان قد استولى على السفينة آلتير التي تصل حمولتها إلى 3،200 طن، والتابعة لشركة آربو، وعند وصول الطراد بلاك برنس تلقى أوامر من إمارة البحرية البريطانية (الأدميرالية) بالسير نحو عدن، لأن القافلة البحرية القادمة من الهند بحاجة ماسة لحمايته، لذلك يجب أن لايكون بعيدا عن عدن، وفي شهر سبتمبر عام 1914م طرح المقيم السياسي البريطاني بريجيدير جنرال جاي.أيه.بل (1910 - 1914م) فكرة قصف الحديدة التي كانت تعتبر الميناء الرئيس لولاية اليمن، غير نائب الملك، ونظرا لدخول تركيا الحرب بتاريخ 31 أكتوبر 1914م، وكانت كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا قد أعلنت في 5 نوفمبر الحرب على تركيا كانت قد أغلقت قبل شهر الدردنيل والبوسفور أمام الملاحة الغربية، وكان الألمان يدربون الجيش التركي منذ أواخر عام 1913م.

ذكر في عدة برقيات بتاريخ 7 نوفمبر 1914م أن عملية فرض الحصار على الحديدة لقطع إمدادات الغذاء عن القوات التركية هو أفضل من عملية القصف.

بتاريخ 17 فبراير 1915م وضعت قضية احتلال جزر البحر الأحمر في دائرة الدراسة، حين أبلغ المقيم السياسي البريطاني في عدن حكومة الهند بوصول برقيات ورسائل بريدية ومبالغ من المال إلى القيادة التركية في اليمن، وقد أرسلت في زوارق صغيرة عبر البحر من جدة إلى اليمن، وحول ذلك كتب المقيم «إن مما له أهمية قصوى» أن تتم عملية قطع لهذه الاتصالات، كما أقترح إرسال قوة بشكل سريع عددها 200 جندي على متن السفينة آمبرس أوف راشيا، والسفينة منتو لاحتلال كمران التي سوف تستخدم منذ ذلك الوقت كقاعدة عسكرية بحرية في المستقبل، ولم يصدر أي اعتراض من إمارة البحر (الأدميرالية) على هذه العملية، أما القائد البحري في قيادة بورسعيد فقد رأى أن فائدة كمران تكون باعتبارها قاعدة بحرية للسفن الصغيرة، وحينها وضعت وزارة الهند مقترحا لإبلاغ حكومة الهند بأن 200 رجل يعدون كفاية، وأنه إذا كان من الممكن الاستغناء عنهم وأخذ غيرهم من عدن، فيجب على حكومة الهند أن تبلغ المقيم السياسي في عدن بأن يتقدم بحملة كمران، وعلى موجب ذلك تم إبلاغ نائب الملك (جورج الخامس) ملك بريطانيا، وإمبراطورالهند 1910-1936م، وبعد مرور ستة أيام من ذلك التاريخ طرح نائب الملك رده في 4 أسباب على وزارة الهند، يوضح لماذا كانت عملية كمران أمرا غير مرغوب فيه؟، وقد شرحت بالنقاط التالية:

1- ليس من المحتمل أن يذعن العرب المحليون للاحتلال.

2- مثل هذه العمليات قد تزعج الإدريسي، وتثير عداوة رعاياه.

3- قدم نائب الملك ثاني الحجج التي كانت قد وضعت من قبل منذ أكتوبر الماضي، وهي أن احتلال كمران قد يساء فهمه من جانب المسلمين.

4- كانت هناك عدة اعتراضات على نقل قوات من عدن.

بتاريخ 3 مارس أبلغ المقيم السياسي البريطاني في عدن بناء على ذلك بأنه لايمكن التصديق على مقترحه، لأن الظرف لم يكن مناسبا لقيام عملية حربية ضد كمران، غير أنه أصرّعلى أن تستخدم هذه الجزيرة كقاعدة لمراقبة الممرات الخفية عبر البحرالأحمر، وقد وصلت إلى عدن أخبار تذكر بأن جماعات تغادر مصوع إلى شبه الجزيرة العربية، وكانت وجهة نظر المقيم أنه من الضروري أن تحتل بريطانيا كمران، وتجعل منها قاعدة لمراقبة الموانئ المجاورة والتابعة للأتراك، وكرر طلبه في 7 مارس بالسماح له بإرسال 200 جندي إلى الجزيرة، أما وزارة الهند فقد شاركت المقيم السياسي البريطاني في عدن تلك المخاوف، وأرسلت برقية مرة ثانية لنائب الملك أنه إذا وجد 200 جندي كفاية، فيجب عليه أن يأمر المقيم البريطاني في عدن بالاستيلاء على كمران، وفي برقية ثانية أرسلت في نفس اليوم أبدت وزارة الهند مساندتها لحجج المقيم، وأخبرت نائب الملك بأنها «مكتفية بقبول رأي المقيم»، أما مسألة رضى العرب أو عدم رضاهم لاحتلال الجزيرة فقضية أخرى، ولكن الأهم هو منع الألمان من العبور إلى شبه الجزيرة العربية.

ولكن نائب الملك كرر اعتراضه على تلك العملية، واقترح أن ميناء بورسودان يمتلك القدرة على تقديم تسهيلات أفضل للسيطرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر، وقبل هذا الرأي في لندن، وأبلغ المقيم في عدن للمرة الثانية بأنه لايجب أن يتخذ أي إجراء ضد جزر البحر الأحمر، وأنه «من غير المرغوب فيه القيام بأي عمليات عسكرية ذات طابع محدود، قد تدفع العرب إلى الانضمام بنشاط فعال إلى الأتراك»، ولكن جاء اشتراك إيطاليا في هذه الحرب بتاريخ 23 مايو 1915م، عندما
أعلنت الحرب على النمسا بعد شهر من توقيعها معاهدة لندن السرية، وكانت إيطاليا قد أعلنت حيادها في بداية الحرب، ومن هذا الفعل تصاعد القلق لدى وزارة الخارجية البريطانية، وبدخول إيطاليا الحرب قد تجد أي ذريعة لاحتلال جزيرة فرسان وجزر أخرى في البحر الأحمر، وذلك سوف يخلق عدة تعقيدات في الجزيرة العربية، وكذلك في علاقات حكومة بريطانيا مع حكام هذه المناطق العرب، لذلك يكون من الأفضل إحباط العمل الإيطالي من خلال احتلال سريع من جانب البحرية البريطانية لهذه الجزر، بالرغم من الرفض السابق، وبناء على هذا الوضع طلب من وزير الخارجية البريطاني (تشمبرلن) أن يطرح وجهة نظره حول مقترح بإرسال قوات فورية من عدن لاحتلال جزر فرسان وكمران وجبل زقر، وعندها ردت وزارة الهند إلى نائب الملك المقترحات والآراء التي وصلتها من وزارة الخارجية، وطلب منه معرفة رأيه في هذا الجانب.

قبل وصول رد نائب الملك أبرق المقيم السياسي البريطاني في عدن إلى كل من حكومة الهند ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الهندي قائلا: «من الناحية السياسية فإن النتيجة الحسنة فقط هي التي سوف تترتب على الاستيلاء على كمران، سواء باعتبارها قاعدة للسيطرة على ميناء الحديدة أم من أجل حركة سفر الحجاج، أما بالنسبة لجزر فرسان فإنها الآن في أيدي الإدريسي، وسوف يكون من الممكن الاستيلاء عليها، وتفسير عملنا للإدريسي بأنه إجراء مؤقت، ولكن يفضل أن يكون ذلك بعد أخذ كمران حتى يعلم الإيطاليون أن جزر فرسان في يد حاكم يتمتع بحمايتنا». وقد أضاف على ذلك بأنه يمكن من وجهة نظره السيطرة على جزيرة جبل زقر، ويمكن تجهيز قوات لهذا الغرض من عدن.

وكان رد نائب الملك على هذه الخطة في 30 مايو: «إننا نعتبر أنه من الأمور البالغة الأهمية ألا يسمح لإيطاليا بالحصول على موطئ قدم على الساحل الشرقي للبحر الأحمر أو الجزر»، ولكنه يطرح رؤية كمقترح من منطلق تبادل وجهات النظر مع إيطاليا حول قضية الجزر وساحل البحر الأحمر قائلا: «لكي نتجنب من جانبنا ضرورة القيام بأي عمل لاتتطلبه بصورة مؤكدة مقتضيات حربنا مع تركيا، وإذا لم يقابل مثل هذا التبادل للآراء بالموافقة»، وكان اقتراحه أن يظل الإدريسي متحفظا على جزيرة فرسان التي استولى عليها بعد انسحاب الترك منها، أما بالنسبة لكمران فقد ظل غير مقتنع من احتلالها ولكنه اعترف: «إن الظروف المتغيرة قد تحتم هذا.. والرغبة في تسهيل الحج يمكن أن تكون ستارا لاحتلال مؤقت»، وعندها أقرّ بمسألة احتلال مشروط أو مؤقت على حد سواء لجزيرة جبل زقر طالما أن خطة الاحتلال سوف تشمل أيضا جزيرة حنيش الكبرى وغيرها من جزر الأرخبيل.

بتاريخ 4 يونيو 1915م أرسلت وزارة الهند برقية إلى نائب الملك تؤكد فيها أن الحكومة البريطانية تخشى أي إجراءات محتملة تصدر عن الجانب الإيطالي، وتعد المقترح معه غير مجدٍ، لذلك ترى وزارة الهند من الأفضل الاعتراف باحتلال الإدريسي لجزيرة فرسان، وفي نفس الوقت يجب تنفيذ عملية احتلال جزر كمران وزقر وغيرهما، ومن هذا الموقف لم يعد عند نائب الملك من حل أو خيار إلا إصدار التعليمات إلى القائد العام في عدن ليتحرك بسرعة لاحتلال جزر البحر الأحمر.

على ضوء ذلك اتخذت كافة التجهيزات في عدن لتحرك هذه الحملة البحرية، وفي الساعة الرابعة مساء من تاريخ 7 يونيو عام 1915م صعدت القوات البحرية البريطانية إلى ظهر السفينة الحربية آمبرس أوف رشيا، وبعد ساعتين أبحرت السفينة وكان عليها من المعدات والجنود:

1- شعبة من 15 مدفعا ميدانيا.

2- فصيلتان من كتيبة بريكنوشير الأولى من رجال حدود جنوبي ويلز.

3- شعبتان من مدافع 450 الآلية من كتيبة بريكنوشير.

4- ثلاث سرايا من لواء المشاة 109.

5- شعبتان من مدافع 450 الآلية من لواء المشاة 109 وبعض الأطباء.

وفي تاريخ 8 يونيو 1915م وصلت السفينة إلى جزيرة حنيش الكبرى وهبط منها ضابط هندي و45 رجلا من لواء 109 مع رجال من سلاح المدفعية الميكانيكية رقم 450، ومجموعة أخرى من المشاة، وفي نفس اليوم هبط عدد مماثل من القوات على جزيرة زقر، حيث تم رفع العلم البريطاني في مكان جعله يبدو بشكل واضح، وفي تاريخ 9 يونيو 1915م أنزلت تلك السفينة الحربية البريطانية عددا من القوات المسلحة تحت قيادة الميجور فيلوز من لواء المشاة رقم 109 إلى جزيرة كمران، وقد شغل منصب الضابط السياسي في الجزيرة بعد الاحتلال مساعد الجراح (ج.أ. ريتشاردسون) الذي كان في السابق نائب قنصل في الحديدة وكمران مع مسئولية إضافية عن البوليس والخزانة والجمارك، كما تقدمت السفينة إلى الصليف في محاولة لإطلاق سراح 6 من السجناء الإنجليز كانوا قد احتجزوا عند الأتراك، وبعد غياب دام يومين عادت السفينة آمبرس أوف راشيا إلى كمران لإنزال ما بقي على ظهرها من جنود وإمدادات تصلح لمدة شهر واحد، وتولى الميجور فيلوز قيادة الإدارة العسكرية بشكل مؤقت في الجزيرة بوصفه الرئيس السياسي والقائد العسكري، وعبر هذه الصلاحية أرسل هيئة محطة الحجر الصحي التركية إلى عدن.
بعد هذه الأحداث توسعت التحركات البحرية البريطانية منطلقة من عدن (القاعدة العسكرية) نحو الجزر والمناطق، مثل العمل الذي تم ضد قرية الشيخ سعيد القريبة من جزيرة ميون، التي تحتل موقعا هاما على مسافة 2 ميل من البر العربي، عند مدخل البحر الأحمر، واحتلال ميون يجعل منها قاعدة هامة لأي دولة راغبة في مراقبة السفن الداخلة إلى البحر الأحمر أو الخارجة منه، وقد كانت قرية الشيخ سعيد محطة للبرق، وعلى مسافة 3 أميال يقع حصن التربة الذي يمتلك القدرة وقت الحرب- إذا سلِّح بشكل جيد- على السيطرة على الممر المائي بين ميون وبين الساحل، وبعد دخول تركيا الحرب أرسلت قوات من العرب والأتراك إلى الشيخ سعيد، وأحدث هذا العمل قلقا عند الإنجليز، وبينما ظلت لندن منشغلة بمسألة الجزر في البحر الأحمر انتهز نائب الملك الفرصة بنقل الجنود من الهند إلى مصر، وأمر بعمل فوري ضد المواقع التركية في الشيخ سعيد، وبتاريخ 5 نوفمبر 1914م اقترح أن تقوم السفن التي تحرس الجنود بقصف وتدمير المدافع في الشيخ سعيد، ويقوم فوج من المشاة بإنزال إلى البر لنسف المباني وتخريب مصادر المياه.

ومازالت مصادر التاريخ تقدم الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع الذي قدمنا منه بعض الأحداث.

المراجع:

1- العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن إبان الحكم التركي 1914 - 1919م

تأليف: جون بولدري

ترجمة وتقديم دكتور سيد مصطفى سالم، المطبعة الفنية القاهرة.

2- الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية (نجد والحجاز)

المجلد الثاني 1916م.
Hosted By MakeSolution.co

***
صلات وثيقة بين حضرموت والحجاز منذ القدم شملت جميع جوانب الحياة ومن أهمها الروابط الدينية لقدسية الحرمين الشريفين وقبلة عموم المسلمين وتوائم البيئة الفكرية و الثقافية وخلفياتها المشتركة التي كرست وحدة العقيدة ووحدة الثقافة و المصير.

ذلك أهم ما أكده عليه المؤرخ والأديب جعفر بن محمد السقاف في محاضرة حول (شخصيات حجازية عرفتهم حضرموت) في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون ضمن فعالياته الأسبوعية.
وأشار السقاف إلى عمق الروابط الفريدة في مختلف العصور بين حضرموت والحجاز تجاوزت ما يسمى في اصطلاح ما يعرف اليوم بالمواطنة, ملفتاً إلى أنه في الحجاز تولى الكثير من أبناء حضرموت التدريس والإفتاء والإمامة في الحرمين الشريفين و منهم شيوخ القراء ناهيك عن الرتب السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي كان لهم وبها الدور الأبرز والمشهور في خدمة عموم المسلمين وخدمة تلك البقاع الطاهرة وأهلها بقت مآثر ذلك ماثلة إلى يومنا هذا.

واضاف "وقد كان أوج ذلك أبان حكم الأشراف وقبل توغل الاستعمار البريطاني في المنطقة الذي فرق الوطن الواحد وأحدث أنظمة الحدود والهويات ووضع المعوقات المحكمة للحد من ذلك وللتضييق على الثائر الداعي إلى الله حسين بن عبدالله الدباغ ورفاقه الذين فروا إلى حضرموت في أوائل خمسينيات القرن الميلادي المنصرم طلباً للنجاة والأمان وممارسة حرية الرأي والفكر حيث وجدوا في حضرموت كل ذلك وقد انخرطوا في عموم جوانب الحياة إلا أن الفكر و السياسة كان أبرزها".

وتابع "حيث توج الدباغ كزعيم وطني امتلك قوة عسكرية يخشاها ويخشاه الإنجليز وبعض حكام عصره وقد آثر ورفاقه الفارين معه طاهر بن مسعود الدباغ وعثمان عرب وعبدالرؤوف الصبان وأحمد عبدالله عيشان وعبدالعزيز الطيار وهم الواردة أسمائهم في خطاب تعميمي سري صادر من السفارة البريطانية بجدة بتاريخ 19 مارس 1933 ـ يحث على تعقبهم و رصد الجوائز والمكافئات السخية وتجنيد الاستخبارات والمرتزقة للقبض عليهم أو تصفيتهم في أي موضع وبأي صورة", مشيراً على ان حسين الدباغ قد فر كغيره من أبناء الحجاز إلى حضرموت عندما ضمها عبدالعزيز آل سعود خشية منه,

واستأثرت حضرموت على وجه الخصوص عن عدن ويافع وغيرها باهتمام الدباغ ورفاقه فأولوها محبة خاصة بإيثار فأثروا في جوانب من الحياة التعليمية والثقافية والإدارية و وطوروا العديد من المرافق والمؤسسات الحكومية والعسكرية وقد أسس الدباغ مدارس في بعض المدن والقرى في حضرموت وعدن ويافع وسماء كل منها مدرسة الفلاح تيمناً بمدرسة الفلاح الأم في الحجاز.

ولفت السقاف إلى أسر الدباغ في دوعن من قبل الإنجليز وتسليمه محفورا إلى ابن سعود حيث أكرمه و انطوت صفحات حياته في جازان عام 1962م, ووصف بعض الحقب التاريخية وأحداثها واهتمام شريف مكة وأميرها بحضرموت وإيفاد مندوبه السيد محمد بن علوي السقاف عام 1335 بغرض الإصلاح والتواصل مع سلاطين حضرموت, ولم يغفل عن الشيخ سعيد جان والشنقيطي والسنوسي وحسن شيبي الذي لا زالت بصماته الفنية ماثلة في قصور آل الكاف بحضرموت.
ووصف السقاف علاقته المباشرة والوثيقة بكل هؤلاء ومدى الحفاوة التي لقوها أثناء وجودهم بحضرموت الأمر الذي حقق لهم استقرار أسري وذرية, وخلص المحاضر إلى الدور الهام لحكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية للنظر بعين الاعتبار في كل شأن يخدم رعاياهما.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
وأما البلاد اليافعية فإن كان مرادهم أنها لا ترجع إلا مع اجتماع الكلمة في اليمن لواحد، فنعم، لكن عيال المهدي غير محمد قد جعلهم ابن المتوكل أنصاره وأعضاده، وهم كما بلغ بواطنهم غير راضية بقتال صنوهم، فربما يختل مع ذلك أمرهم، ولا يتم النصح في قتاله ولا هو أن استولى عليه قهراً تم له النصح فيما قد خرج من البلاد المشرقية له، فالأمور منثورة، والله أعلم لمن تكون الغلبة.
ولعل هؤلاء كان السبب لهم في الاختلاف القياس على من مضى كالإمام المتوكل وصنوه أحمد بن القاسم فإنه جرى بينهما ما جرى وهما أخوان رحمان محرمان مما كان لا يظن أن يقع بينهما محجمة دم لقرابتهما وكبر سنهما، فلما وقع ذلك الاختلاف والاشتجار حتى أدى إلى الحرب والنزال ولم يسلِّم صنوه أحمد لأخيه إلا بالغلبة، ولكنه لما انحسم بسرعة لم يحصل بسببه من القبائل ما حصل في هذا الزمان الآخر[40/ب]. وكان اتفاق هذا في الزمن الآخر في سنين قاحطة وأسعار مرتفعة لم يكن مثلها مما سبق فيما كان جرى في الأيام الماضية، ولعل لهذا أسباباً وهو ما كثر في هذا الزمان من الجور من الولاة والزيادات في المطالب من غير مبالاة. ويقال: إنه ولىَّ أنو شروان عاملاً فأنفذ العامل إليه زيادة على الخراج ثلاثة آلاف درهم، فأمر أنو شروان بإعادة الزيادة إلى أصحابها وأمر بصلب العامل. وكل سلطان أخذ من الرعية شيئاً بالجور والغصب، وخزنه في خزائنه كان مثله كمثل رجل عمل أساس حائط ولم يصبر عليه حتى يجف، ثم أوقع البنيان عليه وهو رطب، فلم يبق الأساس ولا الحائط. وينبغي للسلطان أن يأخذ الذي يأخذه من الرعية بقدر وأن يهب ما يهبه بقدر؛ لأن لكل واحدٍ من هذين الأمرين حداً، ذكر هذا القضاعي في منهج السلوك، وقال أيضاً في التوراة: كل ظلم علمه السلطان من عماله فسكت عنه كان ذلك الظلم منسوباً إليه، وأُخذ به وعوقب عليه، وقال ازدشير : إذا كان الملك عاجزاً عن إصلاح
خواصه ومنعهم عن الظلم، فكيف يقدر على رد القوم إلى الصلاح، وقال الأحنف ابن قيس : شيئان لا تتم معهما حيلة إذا أقبل الأمر فليس للإدبار فيه حيلة، وإذا أدبر فليس للإقبال فيه حيلة، انتهى ما ذكره القضاعي، والله أعلم.
ولما اشتد الضرر لكثير من أهل مدينة تعز من أهل السوق والسماسر والجبارين خرجوا من تعز بأهلهم، وتركوا أعمالهم؛ لأنه صار أصحاب علي بن المتوكل يتدينون منهم، ولا يسلمون لهم القيمة بل يمطلونهم .
وفي نصف هذا الشهر دخل حسين بن أحمد بن الحسن من الغراس إلى صنعاء، وعرض عليه محمد بن المتوكل العزم إلى اليمن الأسفل، فأجاب بأن قد أرسل صنوه إسحاق ومن معه من العسكر، وعليه أعمال في بيوت والده بالغراس وحصن ذمرمر.
وفي هذه الأيام تلاحقت الكتب من حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم من دمت يطلب جوامك العسكر، وأنه قد هرب جماعة لما تراخى عليهم العدد مع غلاء الأسعار، ومحمد بن المهدي صاحب المنصورة ما زالت المكاتبة بينه وبين صاحب صنعاء وهو يذكر فيه الشروط إن تمت سلَّم لمحمد صاحب صنعاء وإلا فهو باق على ما هو فيه لإزالتها. وهي: عزل علي بن المتوكل، وعزل السيد حسن الجرموزي والي المخا، ومنع ولاة بيت المال عن قبض محصولات الأوقاف، فلم يدخل له محمد صاحب صنعاء في شيء من هذا، وقال: إنما يكون مثل ذلك من بعد التسليم لنا، فتمانعوا، وما زالت الكتب دوارة، والرسل متلاحقة من صاحب صنعاء في الدعاء له وهو لا يجيب إلا بتمام الشروط أولاً، ثم كان آخر الجوابات منه أن قال: إذا قد بنيتم على عدم فعل شيء مما شرط عليكم كنتم على حالكم في البلاد التي قد أجابتكم ونحن على حالنا في البلاد التي تحت أيدينا[41/ب] ولنا النظر من بعد على ما اقتضاه نظرنا. فتغير محمد صاحب صنعاء من هذا الجواب الآخر، وطلب القضاة وغيرهم من الأعيان، وطلب مشورتهم، وكيف يكون الأمر في ذلك؟ فاختلفوا، فمنهم من أشار عليه بالتجهيز والمناجزة والمحاربة، ومنهم من لم يجب بنفي ولا إثبات، ومنهم من قال: يجعل له بلاده جميعاً التي كانت معه من أول وما زاد إليها من بلاد زبيد وبيت الفقيه ابن عجيل التي قد أثبت يده عليها وجميع بلاد المشرق، ويكون عهدتها عليه فيها، وهي بلاد يافع وبلاد ابن شعفل مع عدن، وهذا كله غير مطابق لمقصوده، فإن هذه البلاد قد صارت تحت يده من غير حاجة له إلى ولايته، وأما يافع فأهله قد تغلبوا عليه، ولا يد لأحد غيرههم عليه.
وفي هذه الأيام زاد محمد بن أحمد بن الحسن في رتب بلاده مثل بيت الفقيه ابن عجيل جعل فيه من الخيل والعسكر قريب ثلاثة آلاف فأكثر، وهرب إليه من أصحاب حسين بن محمد من دمت جماعة من العسكر، وما زال أمره يقوى، ورتب بلاد الدمنة لما بلغه تحرك حسين بن محمد بن أحمد بخروجه من دمت إلى بلاد الجند. وإسحاق بن المهدي[42/أ] صار في ذي أشْرَق بمن معه وصاروا متراكزين ومتقابلين، كل منهم يراعي الفتح من جانبه، مع أن أصحاب إسحاق بن المهدي من أصحاب والده قلوبهم مع محمد صاحب المنصورة، لإحسان والده عليهم، وكونه من عساكرهم وجميع أولاده، وإنما أعمالهم مع هذا توجيهات. ولذلك صرح لمحمد بن المتوكل مشائخ الرحبة وهمدان بأنهم معه إذا كان المراد دخول بلاد يافع، وإن كان مراده قصد محمد صاحب المنصورة فلا يمكنهم حربه، فإنهم أصحاب والده. وهم معهم، مع أن هذه الساعة شاقة على الناس، فبقي محمد هذه الأيام مضطرب أحواله، وكان قد كتب إلى صنوه حسن صاحب اللحية أنه يجمع العسكر معه، وكتب إلى حراز ينضمون إليه ويقصدون بيت الفقيه، فامتنع أكثر أهل حراز وهم الشافعية، مع أن قد صار في بيت الفقيه قوة، يقال: قريب مائتين من الخيل، ومن العسكر قدر ألف نفر[42/ب].
وفي هذه الأيام كان قد أرسل قاسم صاحب شهارة كاتبه وصهره السيد أحمد الشرفي إلى عند محمد بن المتوكل من أجل بلاد تهامة وزبيد التي كان جعلها إليه حال اتفاقهم بخمر، فلما بلغ القاسم أن محمد صاحب المنصورة رتبها بالعساكر علم تعذرها، فأرسل إلى السيد بعوده، وأنه قد استخار الله في طلبها.
وفي هذه المدة بأول شهر صفر وصل الشيخ ابن شعفل إلى حضرة محمد بن المهدي إلى المنصورة، لما رأى أصحاب حسين بن محمد بن أحمد قد أرادوا التوجه إلى بلاده، وقال لمحمد بن المهدي هو من أعوانه وأنصاره هو وجميع قبائله، فأمر أصحابه بحفظ أطراف بلادهم، واتفق حال خروج حسين بن محمد بن أحمد من دمت يوم الإثنين تاسع عشر شهر محرم، والطالع الحوت مع الذنب.
وفي هذه الأيام ذكر لي بعض خواص محمد بن المتوكل أن محمداً أودعه ما يكون الرأي في هذا الأمر، وأنه في حيرة في النظر، وأن محمد بن المهدي قال: لا يسلم الأمر إلا بتمام الشروط التي شرطها، وأن ابن المتوكل قال: يصلح ذلك لكن بعد تقديم تسليمه أولاً، فأجبت أن الرأي في هذا أحد أمرين، إما الدخول فيما شرطه أو تركه في بلاده على حاله، وأنه لا بد له من تلك البلاد التي ثبتت يده، سواء وقع بينهم المعاملة[43/أ] أم لا، فما ذاك الفائدة، بل إن سلَّم له فلا بد له من زيادة عليها.
وقد قال النجري في معياره وابن عبد السلام في قواعده: أن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة، ثم إنهم أرحام وأقارب، فلا يكون هذا قطيعة فيما بينهم ، وقد نهى الله عنه ومع تباعد الديار ولم يفت شيء غير مجرد اللقب، والنظر في المصالح والمفاسد مقدم خصوصاً مع تباعد الديار. فقال هذا الواصل المستمد للرأي: لكن علي بن المتوكل لا يقدر على عزله صنوه إلا بفتنة، فأجبت عليه أنه إذا كان هكذا وجب عليه أن يتبرأ من أفعاله، إلا إذا دخل في أوامره، فإنه بالإجماع جارت سيرته باليمن، وجار أصحابه ولم يكن له كلمة نافذة على أصحابه، ولا رفع بشيء مما شكاهم إليه أهل بلاده ، فإنه إن لم يفعل ذلك كان مشاركاً في إثمه. ثم إنه يحتاج إلى التنبيه في أمور في بلاده العليا، منها: خراب كثير من أوقاف مساجدها وإهمالها وتصرف غير مستقيم فيها وجمع بعض محصولها لغير مصرفها وتضييق سكك صنعاء بإدخال مفاسحها للوقف وهو لا يجوز وليس للوقف استحقاقها بالإجماع، كما ذكره السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم وافتقاد مكاييل صنعاء، فإنه صار صانعها يزيد فيها في كل وقت مما يمحق أسعارها ويغيرها ويؤدي إلى الحرام المجمع لمن اقترض بالمكيال الأول وقضاه [43/ب]بالثاني بعد الزيادة فيه مما هو ربا حرام فيها، وأنه يفتقد تقارير الناس وإمرارهم على عوائدهم، وتنزيل الناس منازلهم، ورفع المظالم منهم لكي يحصل من الله الرحمة لهم، ففي الحديث: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ))، وفي حديث آخر: ((لا توكي فيوكى عليك ))، ويقول تعالى: {إنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىَ يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ } .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_اليمن_المطاع

انكر (١) : انتهى. وذكر في حوادث سنة ٥٣٦ بيعته الاولى وأنه قصد مدينة الكدرا (٢) بمن بايعه ، وبها إذ ذاك القائد إسحاق بن مرزوق السحرتي فدحره عنها وأرجعه إلى الجبال فأقام بها ثم كتب إلى الحرّة علم يسألها الذّمة والعفو له ولأصحابه ، ففعلت على كره من أعيان دولتها وفقهاء بلادها ، وعاد إلى مزاولة أعمال الزراعة بوادي زبيدة مدة سنين حتى ماتت علم النجاحية سنة ٥٤٥.
وذكر الجندي والخزرجي وغيرهما خبر ثورته الأولى ومبايعته سنة ٣٨ ثم عودته إلى الجبال ، ومكث الى سنة ٥٤١ وكاتب الحرّة علم يسألها الذمّة ففعلت وعاد الى وطنه وأقام يستغل املاكه فلما ماتت الحرة في التاريخ المتقدم ، بايعه أصحابه البيعة الثانية بقرية القضيب من أوطان زبيد سنة ٥٤٦ ولما انتظمت له البيعة ، قام فيهم خطيبا ، فقال في خطبته : والله ما جعل الله فناء الحبشة إلّا بي وبكم ، وعمّا قليل ان شاء الله سوف تعلمون والله العظيم ربّ موسى وهارون وإبراهيم اني عليهم ريح عاد وصيحة ثمود ، واني احدثكم فلا أكذبكم ، واعدكم فلا أخلفكم ، ولئن كنتم أصبحتم قليلا لتكثرن ، أو وضعاء لتشرفن ، أو أذلّاء لتعزّن حتى تصيروا مثلا في العرب والعجم (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(٣) فالاناة الاناة فوحق الله العظيم على كل مؤمن موحد لأخدمنكم بنات الحبشة واخواتهم ولأخولنكم اموالهم واولادهم (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)(٤) الآية
______
(١) يعني صاحب انباء الزمن المؤرخ يحيى بن الحسين المتوفي سنة ١٠٩٩. انظر هذا النصر في مختصر الكتاب المذكور المسمى غاية الأماني ص ٢٩٩.
(٢) الكدرا : مدينة خربة قديمة تقع في وادي سهام بين المراوعة والمنصورية.
(٣) الآية ٣١ سورة النجم.
(٤) الآية ٥٥ سورة النور. ـ عزلة الداشر والشرف وحصن قوارير اسما حصون ومحلات معروفة بوصاب السافل إلى الآن.
ثم قصد الجبال بجمع سمّاهم المهاجرين ، وأقام بموضع يقال له الداشر (١) ، ثم ارتفع عنه إلى حصن يقال له الشرف لبطن من خولان حالفهم وسماهم الأنصار ، ثم ساء ظنه بجميع عسكره فاحتجب عنهم وجعل للمهاجرين نقيبا وللأنصار كذلك وسمّاهما شيخي الاسلام ، فكان لا يدخل عليه غيرهما واستمر يوالي المغار على جهات زبيد ، حتى دمّر القرى ، وعطل المزارع ، واهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد ، ولقد كان هذا الرجل نسيج وحده في طغيان جمع بين القسوة والنّزوة والزهد والشدّة ، والشجاعة والضراعة ، كان حنفي المذهب ، ولكنه يكفّر بالمعاصي ويقتل مرتكبيها ويستبيح قتل مخالفيه ، وسبي ذراريهم فخرب البلاد ، وأهلك العباد ، كان سيىء الظن بأصحابه ، عظيم الإعتماد عليهم في تنفيذ دعوته ، شديد الوطأة عليهم أيضا ، وقد استطاع بمكره وذكاء فطنته ، أن يستولي على قلوب أتباعه ، وكانت قبيلة عك دعامة نهضته ، وأصل مادته استعملهم لتدعيم سلطته ففتكوا بقومه وقبيلته من حمير واستطالوا عليهم بسلطانه. حتى أذلّوا نخوتهم ، وارغموا معاطسهم ، وأخرجوهم من ديارهم ، وقد أشار إلى هذه الأحداث الشيخ العلامة البليغ أحمد بن خمر طاش الشراحي الرعيني الحميري الوصابي في مقصورته (٢) التي ذكر فيها ابن مهدي وأحداثه ، وما فعلته عك بحمير من التشريد والتطريد ، وسرد فيها ما كان لملوك حمير من الغلب والملك ، ومن والاهم من سادات العرب وأول هذه المقصورة :
تأدب القلب تباريح الجوى 
وعاده عائد شوق قد ثوى 
______
(١) تعرف بالخمر طاشية نسبة إلى مؤلفها وهي في مفاخر قحطان ونبذ من التاريخ والوعظ شرحها في القرن السابع الأديب سليمان بن موسى بن الجون الأشعري المتوفي سنة ٦٥٢ في كتاب مستقل اسماه «الرياض الادبية في شرح الخرطاشية» منه نسخة خطية في مكتبة لندن.
(١) تعرف بالخمر طاشية نسبة إلى مؤلفها وهي في مفاخر قحطان ونبذ من التاريخ والوعظ شرحها في القرن السابع الأديب سليمان بن موسى بن الجون الأشعري المتوفي سنة ٦٥٢ في كتاب مستقل اسماه «الرياض الادبية في شرح الخرطاشية» منه نسخة خطية في مكتبة لندن.
ومنها في ذكر الدّيار التي كانت لحمير أيّام علي بن مهدي ، فساروا عنها وتفرّقوا تحت كل كوكب ، من جراء ما لحقهم من إرهاق عك وطغيانهم : (١)
عفّى المسيل فالنخيل فالصوى 
الى النقيل فالمقيل فالملا
فالسفح من سرول فاعراض من 
باله عني بالغ فالدوح الغضا
فملتقى البطنان من بطينة
فملتقى الأجراع من رعى اللوا
فالنهج من قولس فالمسقط من 
حصن قوارير فاكناف الحما
الى ان قال :
الملك القائم من فرع سبا
والقتل والتطريد في آل سبا
إلى آخرها وهي طويلة وفيما سيأتي حركة بن مهدي
بقية اخبار الامام المتوكل بصنعا
كان دخول الامام صنعاء آخر العام المنصرم ، وما كاد يستقرّ بها ، حتى وفد بنو الزّواحي ، وكان اليهم أمر كوكبان فأذعنوا واطاعوا ورهنوا بعض أولادهم على تسليم الحصن فأبى الشريف على ربحي إلّا حربهم وحصارهم ، وأعانه على هذا العزم قوم من صنعاء وزعموا ان أهل كوكبان ان على مخلصين فلا بد من معالجة الشر بالشرّ كما يداوي شارب الخمر بالخمر ، ونهض الشريف بجموعه لحصار كوكبان ، وقد نهاه الإمام عن حربهم إكتفأ بطاعتهم وانقيادهم ، فلم ينته الشريف ، وأقام محاصرا الكوكبان ، ولما وقع القتال على الباب الذي من جهة الضلع (٢) من ناحية المغرب ، كان الجند الواقف بازاء هذه الجهة من قيلاب (٣) من ناحية مسور ،
______
(١) من مناهل لعسان (صفة جزيرة العرب ص ٢١٠).
(٢) الضلع : جبل متصل بشبام كوكبان.
(٣) قيلاب : عزله بالشمال من مسور
327
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فيما حصل من الاختلاف والتنازع بين العلماء في تكفير المعاهدين الذين
______
(٣٠) أجاجها في الأصل : (أجابها) وهو تحريف ، والأجاج : تلهب النار.
(٣١) سخائم : الكلمة غير واضحة في الأصل ولعلها (سخائم) جمع السخمة والسخام : وهو السواد أو الفحم.
(٣٢) قرضان : في (معجم البلدان ٤ / ٣٢٥) : قرظان من حصون زبيد باليمن. وفي (البلدان اليمانية ٢١٩) : قرضان : غير معروفة.

في الجوف لهبته يثور أجاجها (٣٠) 
نارا بغير سخائم (٣١) ودخان 
لكن جرابك ربما أوعيت فيه 
الخبز أو شيئا من التمران 
أو ثمّ بعض النّاس يعطيك العشا
فيكون قوتك في النّهار الثاني 
وفراق مكة والعبادة هاهنا
نقص وبيع الربح بالخسران 
بلد بها ظهر النبيّ محمد
زين الأنام وصفوة المنّان 
سبعون ألف يحجّها في عامها
بزيادة من غير لا نقصان 
فعل العبادة ثمّ أفضل لا هنا
في قوّر المذكور أو قرضان (٣٢)
والفرش ردّ جميعها واغرم إذا
نقصت بفعلك قيمة النّقصان 
والسّمن ليس بأكله بأس ولا
يخفى عليك مسامع السّمنان 
وكذا اللحوم جميعها حسن وقد
قالوا : السمينة أفضل اللّحمان 
بضحية والشحم يذهب ما بقي 
من علّة في باطن الإنسان 
وكذلك اللبن الحليب أتى به 
نصّ الحديث ومحكم القرآن 
فدع المحال وكلّ تلبيس وكل 
ما شئت من لحم ومن ألبان 
وارفق بنفسك يا أخي والطف بها
واسلك طريق شريعة العدنان 
والرزق يحصل في أقلّ من الذي 
أتعبت فيه النفس من ألوان 
والله أسأله لنا ولك الرضى 
والفوز بالجنات والغفران 
ثم الصلاة على النبي وآله 
والتابعين لتلك بالإحسان 
القصة الثالثة [في الخلاف الحاصل في تكفير المعاهدين الإسماعيلية] :
فيما حصل من الاختلاف والتنازع بين العلماء في تكفير المعاهدين الذين
______
(٣٠) أجاجها في الأصل : (أجابها) وهو تحريف ، والأجاج : تلهب النار.
(٣١) سخائم : الكلمة غير واضحة في الأصل ولعلها (سخائم) جمع السخمة والسخام : وهو السواد أو الفحم.
(٣٢) قرضان : في (معجم البلدان ٤ / ٣٢٥) : قرظان من حصون زبيد باليمن. وفي (البلدان اليمانية ٢١٩) : قرضان : غير معروفة.


يقال لهم الإسماعيلية ، وهم فرقة من الباطنية ، وسبب ذلك : انه كان في وصاب الأعلى منهم طائفة ؛ جماعة في بلد نعمان ، وجماعة في بلد المحاربة (٣٣) ، وجماعة في بلد يسمى القشيب (٣٤) ، وهو حصن في بلد خولان (٣٥) ، ينسبون أنفسهم إلى
______
(٣٣) المحاربة : بطن من بني مهدي من جذام من القحطانية (معجم البلدان ٣ / ١٠٤٤).
(٣٤) القشيب : حصن في خولان أو قصر في مأرب بناه القشيب بن ذي يزن جذيمة حزفر من ملوك حمير ، فسمي به على حد الاختصار يراد به موضع القشيب ، وقال الهمداني :
بل أين من قيلهم لمن ذكر : 
أهل القشيب ذي النهى والحجر
وقال علقمة بن ذي جدن :
لو رأيت القشيب بعد بهاء
خاويا هدّ بعضه فوق بعضه 
كما قال علقمة بن مرثد بن غلس بن ذي جدن :
أقفر من أهله القشيب 
وبان عن أهله الحبيب 
والقشيب أيضا تسمى به مواضع تزرع (الإكليل ٨ / ٥٥ ، ٥٦) و (معجم البلدان ٤ / ٣٥٢) ، والقشيب أيضا هو سلحين ، التل المهدوم الذي تقوم عليه مدينة مأرب القديمة ويسمى القشيب كما في (البلدان اليمانية ١٤٢ ، ٢٢١).
(٣٥) خولان : مخلاف من مخاليف اليمن منسوب إلى خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ ، فتح هذا المخلاف في سنة ثلاث أو أربع عشرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأميره يعلى بن منية ، وقتل وسبى.
وفي خولان كانت النار التي تعبدها اليمن ، ويجوز أن يكون خولان فعلان من الخول وهو الأتباع (معجم البلدان ٢ / ٤٠٧).
وقال محقق البلدان اليمانية القاضي إسماعيل بن علي الأكوع : خولان ، المراد بها : خولان بن عمر ، من أعمال صعدة ، ومركزها ساقين ، وهي غير خولان العالية (خولان الطيال) المجاورة لصنعاء ، وهما ينتسبان إلى أصل واحد (البلدان اليمانية ١٠٤). ولكن المقصود هنا هو خولان العالية (الطيال).
الإسماعيلية ، وتواصلوا بهم إلى ذمرمر (٣٦) وإلى غراس (٣٧) وإلى شبام (٣٨) وهو موضع من بلد حراز (٣٩) ، ولهم عقائد فاسدات ، وتأليفات مخالفات ، يبغضون من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة
______
(٣٦) ذمرمر : من حصون صنعاء في اليمن ، وهي ذي مرمر الحصن المشهور على مسافة عشرين كيلومترا تقريبا ، كان عامرا إلى نحو مئة سنة وقد لحقه الخراب ، ولم يبق إلا الأطلال. (معجم البلدان ٣ / ٧) و (البلدان اليمانية ١١٤).
(٣٧) الغراس في جبل ذمرمر : وفيها معدن ذهب وفضة ، وفي شبام الغراس معادن الفضة والحديد والرخام والجص والمرمر. (معالم الآثار اليمنية ١٢٠).
(٣٨) شبام حراز : هو غربي صنعاء نحو الجنوب ، بينهما مسيرة يومين ، وهو جبل شاهق في حراز جنوبي مناخة. (معجم البلدان ٣ / ٣١٨) و (البلدان اليمانية ١٥٠).
(٣٩) حراز : في الأصل (حران) ، ويقابلها في الهامش : (بلد حراز بالزاي لا بالنون). وحراز مخلاف باليمن قرب زبيد ، سمي باسم بطن من حمير ، وهو حراز ، ويكنى أبا مرثد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
وحراز وهوزن معا قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي ، وهي سبعة أسباع ، أي سبعة بلاد : حراز وهوزن وكرار ، وإليها تنسب البقر الكرارية ، وصعفان ومسار ولهاب ومجيّح وشبام ، ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن ، وهما ابنا الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ويتصل بنسب مقرى ، وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان وعك ، هذا في (معجم البلدان ٢ / ٢٣٤ و٥ / ٦٩) ، أما محقق البلدان اليمانية فيتابع ياقوت فيقول : «حراز : ناحية كبيرة مركزها [حراز نفسها] ، ويتبعها صعفان ومركزها متوح ، ويقع حراز إلى الغرب من صنعاء على مسافة نيف وستين كيلومترا تقريبا ، وليس قريبا من زبيد كما ذكر ياقوت ، فبينهما نحو مئتي كيلومتر».
وقد وصف الهمداني حراز بقوله : «مخلاف حراز وهوزن ، وهو سبعة أسباع ، أي سبعة بلاد : حراز المستحرزة وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية ، وصعفان ومسار ولهاب ومجيّح وشبام ، ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن ، وهما بطنان من حمير الكبرى.
وحراز اليوم يتكون من مخلاف بني إسماعيل ، ومخلاف الثّلث ، ومخلاف لهاب ، ومخلاف بني مقاتل ، ومخلاف مسار ، ومخلاف هوزن ثم ناحية صعفان». (البلدان اليمانية ٨٤).
أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ، ويسبونهم وينكرون الشريعة ، وما فيها من الواجبات والمستحبات ، والفرق بين الحلال والحرام ، والوعد والوعيد ، والحشر والنشور ، والحساب والميزان ، والجنة والنار ، ويفسرون القرآن بخلاف تفسيره ، ويقولون : إن الدنيا لا تنتهي إلى حد ولا بعدها آخرة ، بل تدور كما تدور الأيام من الأحد إلى السبت ثم تبتدئ من الأحد الثاني دورا ثانيا وهكذا إلى ما لا نهاية له ، ولكنهم يسرون هذه العقائد ويخفونها ، ويظهرون أنهم من جملة المسلمين في جميع أحكام الدنيا والدين.
فظهر رجل صوفي أصله من ريمة (٤٠) يسمى الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم (٤١) ، صاحب رياضات ومجاهدات وأعمال صالحات ، محبوب عند الناس ، مشهور ، مطاع الرأي في جميع الأمور ، وكان قد حصل في قلوب أهل وصاب ما حصل من أقوالهم المنكرات وعقائدهم الفاسدات ، فلما وصل الشيخ المذكور
______
(٤٠) ريمة : ناحية باليمن ، وريمة : بفتح الراء ، ريمة الأشابط ، مخلاف باليمن كبير ، وريمة أيضا من حصون صنعاء لبني زبيد غير الأول. هذا في (معجم البلدان ٣ / ١١٥) فماذا عنها في (البلدان اليمانية) حيث يقول :
«ريمة بفتح الراء وريمة بكسرها ، كلاهما اسم لناحية ريمة ، التي كانت تعرف أيضا بجبلان ريمة ، وهي ناحية واسعة تتكون من القضاء ، وناحية الجعفرية ، وناحية كسمة ، وناحية السلفية ، وناحية بلاد الطعام ، وكل ناحية تتكون من عدد من العزل (جمع عزلة) ، وكل عزلة تحتوي على عدد من القرى ، وتقع بين وادي سهام شمالا ، ووادي رمع جنوبا ، وهي أكثر مناطق اليمن رخاء وأوسعها زراعة وأكثرها عطاء ، ومركزها الجبي ، ويقع في رأس جبل من جبالها الشاهقة المطلة على تهامة ، وهناك ريمة حميد وتقع في الربع الغربي من سنحان وأعمال صنعاء ، ونسي ياقوت ريمة المناخي من مخلاف جعفر وأعمال إب». (البلدان اليمانية ١٢٧).
(٤١) الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم : هو أبو محمد المازني البعيني ، ظهر في حدود الثلاثين والثماني مئة ، له أحوال خارقة بحيث اعتقده أهل وصاب ، والناس فيه فريقان ، مات بعد انحطاط أمره في سنة ٨٣٦ أو قريبا منها ، ذكره العفيف. (الضوء اللامع لأهل القرن السابع للسخاوي ٤ / ٤٤).
245
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM