اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
348 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
من التقريع والتنديد ، وطلب من همدان الجوار والحمايد من غوائل الأعداء ، والحفظ والمتعة إلى أن يتسنّى له الخروج من بينهم ، والتحول عن أرضهم ، ولم يهمل الدّاعي يوسف بل كتب اليه وعاتبه ولاطفه ولقبه بالإمام ، وذكره بسالف العهد ، فأجاب عليه الدّاعي يوسف بكتاب جارح اطال فيه العتب والملام (١) (ورب ملوم لا ذنب له : ومظلوم خيّب الدهر أمله)
خروج الامام القاسم من صنعاء وانتشار دعاية الزيدي
لما تحقق الإمام اضطراب أمر الجهة الشّمالية بادر بالخروج من صنعاء ، وأقام بريدة ، لتدبير أمر بقيّة البلاد ، فوصل اليه رجل من بكيل بكتاب من الزّيدي أرسله إلى البكيلي ، وإلى أصحابه وفيه شكوى حارّة من الإمام ، وانه غدر به ، ورجع عن امر الله ووالى أعداء الله ، واختار ابن أبي الفتوح عليه وركن إلى الظلمة وسألهم النصرة على الإمام والمعذرة له في المخالفة عليه ، ووعدهم ومنّاهم ، ولم يقتصر على بكيل وحدها ، بل أذاع هذه الرسائل بين كافة القبائل ونشر دعايته في عرض البلاد وطولها ، فاضطر الامام الى الرد على دعاية الزيدي ، والإشتغال بالمعارك القلمية ، وسرد الأدلّة والبراهين على خطأ الزيدي وغيره من المشاغبين ، ولكن الزّيدي لم يقف عند تلك الغاية ، وانما جنح إليها لتخدير العقول شأن الصائد الماهر (لا يحكم اشباكه الا اذا عكّر صفو الغدير).
وذلك لئلّا تثور عليه رجالات اليمن لمجاذبته الإمام ، فقد هجم على صنعاء ، وأسر الأمير جعفر بن الامام وحبسه في قلعة بني شهاب وحبس معه عامل القلعة من قبل الإمام.
______
(١) انظر هذه الرسائل في اللآلى المضيئة.
ولما علم الإمام بما فعله الزّيدي استصرخ القبائل واستثار همهم والهب حماستهم ، فلم يجبه إلّا القليل الشاذ الذي لا غنى فيه ولا منعة ، فمال إلى السّكون وانتظار العواقب ، وكتب إلى وادعة وبكيل يسألهم الإستقامة وكرم الجوار له ولذويه ، حتى يحكم الله بينه وبين خصومه وهو خير الحاكمين.
من كان ذا عضد يدرك ظلامته 
ان الذليل الذي ليست له عضد
تنبو يداه إذا ما قلّ ناصره 
وتأنف الضيم ان اثرى له عضد
فأسعفته بكيل ووادعة بما رام ، وكان قد اقترح عليهم عدة منازل في بطون متفرقة ، منها منزل في آل الدّعام ، ومنزل في بني سلمان ومنزل في بلاد سفيان ، ومنزل في بني معمر ، ومنزل في بني عبد بن الهرا ثم من بلاد وادعة ، وآخر في بلد بني ربيعة وبني حريم ، فبادروا بالتّلبية واوسعوا له في بلدانهم ما أراد.
اطلاق الزيدي جعفر بن الإمام وطلبه الصلح
ودخلت سنة ٣٩٢ فيها نهض الإمام من ريدة ، فسلك طريق المشرق ونزل بمدر ، ثم سار إلى ورور واطلق الزيدي ولده وابن عمه ، وكتب إليه يسأله الصلح وتسكين الفتنة فقال الامام اما انا فقدومي انصارى ونكث أهل بيعتي ، وهو يعلم ذلك منهم فليس بمحتاج إلى صلحي إلّا ليستقيم له أمر الرّعايا في اليمن بإسمي ، ولو لا الضّرورة إلى صلحه لما رأيت ذلك ولا استحللته فالله المستعان على ما تدعو إليه الضرورة والإمتحان ، ورد الجواب بالإيجاب.
من تضجر البلوى فغاية جهده 
رجعي إلى الأقدار واستسلام 
فطلب الزيدي لقياه والإتّفاق به في ريدة فكره الإمام الإتّفاق بها ورسم له موضع اللقاء بأعلا الصّيد ، فكان اتفاقهما هنالك ، وذلك في صفر من العام المذكور ، وقد وصل الزّيدي في جند عظيم ، وأبهة كبيرة وعلى رأسه
ظلل سود من الخزّ ، وأمامه الجباجب (١) والصنوج والطبول تقدمه الرايات الصفر ، وكان الإمام في قلة من الجنود فخاف الغدر ، وأرسل إليه أن يقف مكانه ويلقاه منفردا إن أراد الصّلاح والسّلامة فامتثل الزّيدي إشارته وجاءه على فرس ليس معه إلا خادم ورجل من همدان ، واعتذر للإمام وأظهر النّدم على ما فرط منه ، وعرض على الإمام الدخول معه فاحترز منه وقال له لا أفعل معك في هذه اللقيا غير الصّلح حتى ننظر في الأمور بعد ، وتمّ الإتفاق على عدم الشقاق وسارا معا إلى ريدة وافترقا منها ، فسار الزيدي إلى اليمن ورجع الإمام إلى ورور ، ثم سار منها الى وادعة فأقام في بلد بني ربيعة ، وعمر بها دارا لبعض أهله وترك الزّعامة ، وتخلّى عن متاعبها وتربّص بالظالمين ، وجعل الخيار في الطّاعة إلى الرعايا ، فمن أراد منهم برضا وطواعية والاه ودفع إليه زكاته وسلم ذلك لسعاته ، ومن كره ذلك لم يسأله شيئا ، وما برح يرجو ويأمل مواتات الأيام ومساعدة الأقدار وإبتسام الحظّ بالإنتصار على الشرفاء بني المختار ، لبغيهم عليه ، وإقدامهم على نهب حصنه وهدمه ، وكفراتهم إحسانه :
وظلم ذوي القربا أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهنّد
وكانت بعض قبائل خولان تعده المأزرة (٢) فتحرّك من همدان ونزل على بطون بكيل ووادعة فالتف حوله منهم عسكر لا يصل بهم وحدهم شيئا من بني المختار ، واعوانهم أهل صعدة ، فجعل طريقه ناحية بني شاكر شرقي صعدة ، حتى وصل بمن اجتمع معه بلد بني مالك بالحقل ونزل على المدلهم بن الفحيش رئيس بني سعد ، وكان قد خالف عليه وانضم إلى بني المختار ، فلم يحصل له ما أمّل لا من المدلّهم ولا من خولان :
______
(١) الطبل والضخم من الأبواق ميل واحد ، جبجبه وجبجاب.
(٢) الموازرة.
209
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نشر_المحاسن_اليمانية

قصر القشيب (١٠٣). ومنها قصر العنقاء (١٠٤). ومنها موكل (١٠٥) قصر في المشرق
______
(١٠٣) القشيب : في الأصل (العشب) والتصحيح من (الإكليل ٨ / ٥٥) إذ يقول : وكان بمأرب قصر سلحين والهجر والقشيب ، وقصور من بمأرب اليوم من مبانيهم : الهجر والقشيب ، قال علقمة : والذي بنى القشيب : القشيب بن ذي يزن جذيمة حزفر من ملوك حمير ، فسمي به على حد الاختصار ، يراد موضع القشيب ، وقال الهمداني :
بل أين من قيّلهم لمن ذكر
أهل القشيب ذي النهى والحجر
وأهل صرواح وظهر وهكر
بددهم ريب الزمان عن قدر
وقال علقمة بن ذي جدن في (الإكليل ٨ / ٢٩٥) :
يابنة القيل قيل ذي فائش الفارس 
غضّي الكلام ويحك غضّي 
لو رأيت القشيب بعد بهاء
حاويا هد بعضه فوق بعض 
(١٠٤) العنقاء : أكمة فوق جبيل مشرف يظنه ياقوت في (معجم البلدان ٤ / ١٦٢) في البحرين ، ولكن الغنقاء هنا قصر لعله قصر الملك الحارثة العنقاء ، أو قصر أبيه الملك ثعلبة العنقاء جد الأنصار ، وهو ابن عمرو (الملقب بمزيقياء أو البهلول) ابن عامر (الملقب ماء السماء) ابن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة البهلول ابن مازن بن الأزد من قحطان ، وعمرو هذا ملك جاهلي يماني من التبابعة قيل : هو أعظم ملك بمأرب. كان له تحت السد من الحدائق ما لا يحاط به ، وكانت الجارية تمشي من بيتها وعلى رأسها مكتل فيمتلئ فاكهة من غير أن تمس شيئا منها ، وكانت له ولآبائه من قبله بادية كهلان (باليمن) تشاركهم حمير ، ثم استقلوا بالملك من بعد حمير (الإكليل ٨ / ٢٦٩ و٢٨٤) و (الجمهرة ٣١٠ ـ ٣١١) و (الأعلام ٥ / ٨٠).
(١٠٥) موكل : موضع باليمن ذكره لبيد فقال يصف الليالي :
وغلبن أبرهة الذي ألفينه 
قد كان خلّد فوق غرفة موكل 
(معجم البلدان ٥ / ٢٢٧).
وموكل في (الإكليل ٨ / ١٠٦) قصر ببلد عنس بن مذحج على جبل أسود ، وهو قصر أسود وما يصلاه من يمانية أفيق مصنعة فيها قصور ، وفي قلته أبراج قصر أبيض في جبل حصين.
بناه أبرهة ذو المنار بن الحارث الرائش (١٠٦). ومنها براقش (١٠٧) ومعين (١٠٨)
______
(١٠٦) أبرهة (ذوالمنار) بن الحارث الرائش بن شدد بن الملطاط بن عمرو (ذي أبين) من حمير : من تبابعة اليمن ، جاهلي كان مع أبيه في بعض حروبه بالعراق ، ومات أبوه فيها ، فولي الملك بعده و (أبرهة) بالحبشية (وجه أبيض) وقيل : سماه أبوه على اسم إبراهيم الخليل ، غزا وفتح كأسلافه ، ومات بغمدان ، وقال مؤرخوه : لقب بذي المنار لأنه جعل في الطريق أعلاما يهتدى بها (الأعلام ١ / ٨٢) و (جمهرة الأنساب ٤١٠) و (الحور العين ٢٠) و (التيجان ١٢٦).
(١٠٧) في الأصل : براقين ، وهو تحريف. وفي معجم البلدان ١ / ٣٦٤ : براقش ومعين حصنان باليمن ، كان بعض التبابعة أمر ببناء سلحين فبني في ثمانين عاما ، وبني براقش ومعين بغسالة أيدي صنّاع سلحين ، قال : ولا ترى لسلحين أثرا ، وهاتان قائمتان ، وقال الجعدي :
تستنّ بالضّر ومن براقش ، أو
هيلان ، أو يانع من العتم 
يصف بقرأ تستنّ بالشوك ، والضر وشجر يستاك به ، والعتم : شجر الزيتون.
(١٠٨) معين : اسم حصن باليمن ، ومعين مدينة باليمن ، قال عمرو بن معد يكرب :
ينادي من براقش أو معين 
فأسمع فاتلأبّ بنا مليع 
(معجم البلدان ١ / ٣٦٤ و٥ / ١٦٠)
قصران مقتبلان بالجوف (١٠٩). ومنها تلفم (١١٠) قصر همدان بريدة (١١١). ومنها
______
(١٠٩) الجوف : الوادي واسم واد بأرض عاد ، فيه ماء وشجر ، وهو أيضا موضع بأرض مراد ، وهو في أرض سبأ ، وهو كذلك جوف المحورة ببلاد همدان ، وهو شرق صنعاء الشمالي ، وبراقش وهيلان مدينتان عاديتان باليمن خربتا ، أما براقش ومعين فهما بلدتان أثريتان في الجوف بينهما نحو اثني عشر كيلومترا تقريبا ، فأما براقش فتقع على رأس ربوة ترابية وقد تعرضت للخراب أواخر القرن السادس وأوائل السابع ، وقد سكنت حتى عهد قريب ، وأقيم بها مبان من أنقاض المباني القديمة ، وما يزال معظم سورها قائما وكانت تسمى (يثيل).
وأما معين وكانت تدعى قرنا وفتقع في الشرق الجنوبي من الحزم ، مركز الجوف ، على مسافة خمسة كيلومترات ، وما يزال بعض مبانيها قائما بارزا على وجه الأرض ، وكانت حاضرة الدولة المعينية ، ثم إن براقش ومعين بأسفل جوف أرحب في أصل جبل هيلان. (تاج العروس «برقش وجوف») و (معجم البلدان ٢ / ١٨٨) و (البلدان اليمانية ٣٨ و٢٦١) و (معالم الآثار اليمنية ٥٤ ـ ٥٧).
(١١٠) تلفم : في الأصل ومعجم البلدان (تلقم) وما أثبته من (الجزء الثامن من الإكليل والبلدان اليمانية ٥٦ ومعجم البلدان ٣ / ١١٢) وهو جبل باليمن فيه ريدة والبئر المعطلة والقصر المشيد وقال علقمة ذو جدن :
وذا القوة المشهور من رأس تلفم 
أزلن ، وكان الليث حامي الحقائق 
وتلفم في البلدان اليمانية حصن تقع في سفحه الشرقي ريدة البون في الشمال من صنعاء على مسافة سبعين كيلومترا (معجم البلدان ٢ / ٤٣) و (البلدان اليمانية ٥٦).
(١١١) ريدة : مدينة باليمن على مسيرة يوم من صنعاء ، ذات عيون وكروم ، وقال الهمداني : ثم بعد صنعاء من قرى همدان في نجد بلد ريدة ، وبها البئر المعطلة والقصر المشيد وهو تلفم (معجم البلدان ٣ / ١١٢).
هكر (١١٢) والأهجر (١١٣) قصران في أرض عنس (١١٤) أيضا. ومنها دورم (١١٥)
______
(١١٢) هكر : قرية معروفة في جبل زبيد وبها آثار عجيبة (معالم الآثار اليمنية ٨٣) وهي بفتح الهاء وسكون الكاف وقيل بكسرها ، وعن الثقة بفتح الهاء وكسر الكاف : مدينة لمالك بن سقار من مذحج ، وهو حصن باليمن من أعمال ذمار (معجم البلدان ٥ / ٤٠٩) وهي قرية أثرية تاريخية تقوم على أنقاضها قرية حديثة تحمل الاسم نفسه وهي من مخلاف عنس وأعمال ذمار (البلدان اليمانية ٢٩١).
(١١٣) الأهجر : هي بلاد تحت جبل كوكبان من جهة الجنوب ، وموقع الأهجر كالجفنة محيطة بها الجبال والغيول محفوفة بالزراعة (معالم الآثار اليمنية ٧٥).
(١١٤) في الأصل (عبس) وهو تحريف. والتصحيح من (معالم الآثار اليمنية ٨٢) ، وهو مخلاف في اليمن ، ينسب إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، رهط الأسود العنسي الذي تنبأ في أيام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (معجم البلدان ٤ / ١٦١) ، وكان مخلاف عنس يطلق على كثير من مخاليف ذمار المعروفة اليوم ، ولكنه يطلق حاليا على مخلاف (عنس السلامة) ويقع في مشرق ذمار على مسافة خمسة عشر كيلومترا أو أكثر ، وينسب أليه العلماء بنو العنسي الساكنون في ذمار وغيرها
(البلدان اليمانية ٢٠٠).
(١١٥) دورم : حصن في وادي ضهر على بعد ١٥ كم من صنعاء ، وهي في مقدمة جبل قرية طيبة المشهورة المطلة على وادي ضهر المعروف ، وهو وادي قريب من صنعاء منسوب إلى ضهر بن سعد ، وفيه قلعة تسمى حصن دورم ، كان فيها قصور الملوك وهي الآن خراب ، وتنسب أيضا إلى ضهر بن سعد بن عرينة بن ذي يقدم ، وأهل اليمن يقولون : خرج من ضهر سبعة من الفراعنة (الإكليل ٢ / ٥١ و٨ / ٧٤) و (تاريخ مدينة صنعاء ٢٣٨ ـ ٢٤٣ و٦٢٧) و (معالم الآثار اليمنية ٣٠).
لضهر (١١٦) [بن سعد] [والقليس] لأبرهة بن الصباح (١١٧). ومنها أعماد لشبام ذي أقيان (١١٨) وهو من ولد سبأ الأصغر.
______
(١١٦) لضهر بن سعد : في الأصل : (لضهر أبرهة بن الصباح) وفي ذلك تحريف وإسقاط لكلام ومزج بين قصرين معا باسم قصر واحد لشخص واحد ، وما أثبته هو الصحيح ، وقد تداركته من المصادر المتنوعة.
وقصر دورم ليس (لضهر أبرهة بن الصباح) ، وإنما هو لضهر بن سعد بن عرينة بن ذي يقدم ، وقد ذكره الهمداني في (الإكليل ١٠ / ٦١) قال : ضهر ، واد وقلعة ومصنعة منسوب كل ذلك إلى ضهر بن سعد ، وهو على بعد ساعتين من صنعاء أو أقل ، سيرا على القدم. (معالم الآثار اليمنية ٣٠).
وهو يقع في مخلاف ماذن المعروف اليوم بهمدان كما في (البلدان اليمانية ٣٩٠؟؟؟).
(١١٧) والقليس لأبرهة بن الصباح : في الأصل (دورم لضهر أبرهة بن الصباح) كما بينت في تعليقي السابق قبل هذا ، وفيه إسقاط من الناسخ لاسم صاحب قصر دورم ، ولاسم القصر (القليس) ، وجعل قصر دورم خطأ لأبرهة بن الصباح ، وإنما دورم لضهر بن سعد ، والقليس لأبرهة بن الصباح كما أثبت.
والقليس اسم للكنيسة التي بناها أبرهة بن الصباح الأشرم الحبشي ، وما يزال موضعها في صنعاء معروفا في حي القطيع شرق شمال باب اليمن. وذلك لما ملك أبرهة اليمن وأراد أن يصرف لها حج العرب ، وسيّر للكعبة جيشا ومعه الفيل ، فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن الكريم ، وهو غير أبرهة بن الصباح الحميري الذي هو من ملوك اليمن في الجاهلية ، وقد ولي بعد حسان بن عمرو ، واستمر ٧٣ سنة ، وكان عالما جوادا ، وكان ملك تهامة ، وهو من ولد ذي أصبح ، واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث (العقد الفريد ٣ / ٣٧٠) و (الأعلام ١ / ٨٢ عن التيجان ٣٠٠) و (القاموس : بره) و (معالم الآثار اليمنية ٩٢) و (ابن الأثير ١ / ١٥٦) و (السيرة لابن كثير ١ / ٢٩) و (السيرة لابن هشام ١ / ٤٣) و (تفسير ابن كثير ٧ / ٣٦٩) و (معجم البلدان ٤ / ٣٩٤) و (البلدان اليمانية ٢٢٥).
(١١٨) شبام ذي أقيان : في الأصل (لسنام بذي شان) مصحفا محرفا كما أظن ، وفي الإكليل : ومن قصور اليمن شبام .... وسميت شبام بسكنى شبام أقيان ، وهو أقيان بن حمير ، ويقال : هو شبام بن عبد الله بن أسعد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وبها أعماد حجارة جاهلية تسمى (أعماد بسال) عليها عرش وليست أعماد مثل مأرب
94
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#صفة_جزيرة_العرب_الهمداني

ثم من بعد مأرب اودية لطاف الى الجوف ، مشاربها من شرفات ذي جرة ومن شرقي مخلاف خولآن العالية ، منها العوهل الأعلى والعوهل الأسفل وحمض (١) ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعب يسيمون النعم (٢) ، ثم أودية الرّضراض وحريب نهم ومشاربها من جبال السرّ ، صرع وسامك (٣) ومساقط بلد عذر مطرة (٤) وبلديام وهيلان (٥) وتحت سامك الرّضراض (٦) واليه ينسب معدن الرّضراض وثمّ قرية المعدن معدن الفضة وهو معدن لا نظير له في الغزر وخرّب بعد قتل محمد بن يعفر (٧) وذلك انه كان حدّا بين نهم من همدان ومرهبة (٨) ومراد وبلحارث وخولان العالية.
ثمّ الجوف
وهو منفهق من الأرض بين جبل نهم الشمالي الذي فيه أنف اللّوذ وأوبن
______
(١) جبل العوهل الأعلى والعوهل الأسفل : يحملان هذا الاسم الى هذه الغاية وهما فوق جبل عبضة وبين جبل كبلين والمشنة من بني سهام الخولانين ، وحمض : بفتح الحاء المهملة والميم آخره ضاد معجمة : يحمل اسمه من بلدنهم.
(٢) النعم : بالكسر ، وبنو الحارث بن كعب هم بنو علة بن جلد بن مذحج وهم رأس مذحج وهامتها أرباب نجران وكعبتها ـ راجع التاريخ والأنساب ـ والنعم هي الإبل والبقر والغنم ويسمون يرعون السائمة.
(٣) الرضراض : بفتح الراء آخره ضاد معجمة : وهو في الأصل الحجارة والصخور المتناثرة وهذا من ذاك ، وحريب : بالحاء المهملة وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة ، ونهم : بكسر النون وسكون الهاء آخره ميم : قبيلة من بكيل نسبت الى نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن حاشد بن حيران بن نوف بن همدان ولها بقية ، ونهم : بضم النون وفتح الهاء ثم ميم : بطن من حجور ثم من حاشد ولها بقية في مواطنها من حجور وحريب هذه هي التي تسمى حريب القرامش اعلاه الخولان ويسمى حريب خولان وأسفله لنهم ويسمى حريب نهم والرضراض هناك ، وجبال السر : مشهورة والسر هو الكتمان ضد العلانية ويأتي ذكر السر للمؤلف ، وصرع : بضم الصاد المهملة وفتح الراء آخره عين مهملة ؛ وفي «ل» و «ب» بالضاد المعجمة خطأ ، وصرع يقع في أعلى السر من شرقية الجنوبي ، وحريب هذه وغيرها شرق السر وسامك.
(٤) عذر : سبق ضبطه وهي قبيلة من حاشد ويأتي ذكرها للمؤلف ، ومطرة : بفتحات آخره هاء : وهي بين نهم وأرحب ، ولمطرة ذكر في التاريخ لتعرضها للأحداث ، وفي «معجم ما استعجم» ـ ١٢٣٩ مطرة : بفتح اوله وكسر ثانيه بعده راء مهملة على وزن فعلة : بلد في ديار همدان من اليمن ويسكنه بنو سلامان بن أصبى بن عذر بن همدان.
(٥) يام : قبيلة من حاشد يأتي ذكرها ولا وجود لها اليوم في هذا الحيّز وإنما يوجد جبلها الذي يدعى جبل يام ، وهيلان : بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون : جبل عال منيف يمتد حتى قرب مأرب وعداده من بني جبر خولان العالية شرقي شمال صرواح بمسافة ساعة وتسكنه قبيلة جهم واشتهر بإنتاج البلس الطيب والأعناب.
(٦) سامك هذا هو غير سامك ذي جرة بلاد الروس الواقع على طريق صنعاء ـ ذمار ، والآتي ذكره وقرية المعدن خراب لا تعرف اليوم ، وانظر وصف معدن الرضراض في كتاب «الجوهرتين» ومجلة «العرب» السنة ص ٨٤٠.
(٧) قتل محمد بن يعفر الحوالي سنة سبعين ومائتين ـ راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١٨٢ ـ و «قرة العيون» والتاريخ.
(٨) مرهبة : بضم الميم والناس يكسرونها : نسبت الى مرهبة بن الدعام ، راجع «الاكليل» العاشر.
الجنوبي (١) الموصل بهيلان من بعد ... (٢) وهينا وسعة ما بين الجبلين مرحلة في اسفل الجوف ، وطوله إلى أصحر واشراف خبش (٣) مرحلة ونصف ، ويفضي إليه اربعة أودية كبار.
فاولها الخارد (٤) مخرجه مما بين جنوبه ومغربه ، ومساقي الخارد من فروع مختلفة فأولها من مخلاف خولان في شرقي صنعاء فيصب اليه غيمان وما أقبل من عصفان وثربان وظبوة (٥) وحزيز وإلى حزيز ينسب ثابت الحزيزي (٦) وقد روى عن عبد الله بن عمر (٧) ، وكان ابو سلمة فقيه أهل صنعاء (٨) يقول : انا ممن ادركته دعوة النبي
______
(١) أنف اللوذ وأوبن : جبلان يحملان اسمهما الى هذه الغاية ، وفي جبل أنف المنفذ الطبيعي للجوف اللوحة التاريخية المزبورة بالقلم المسند التي تشير الى ابرام اتفاقية بين دولتي سبا ومعين ، ذكرها علماء الآثار.
(٢) هنا وفي الأصول كلها بياض وهينى بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت ثم نون والف مقصورة من جبال نهم الدنيا وفيه غيل وزروع.
(٣) أصحر بفتح الهمزة واسكان الصاد المهملة ثم حاء وراء يحتفظ باسمه وكثيرا ما تتنازع فيه شاكر وسفيان من اجل المراعي والاحتطاب وخبش بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة آخره شين معجمة واد مشهور معروف من أعالي أزحب. وخبش بكسر الخاء والباء ويقال وادي خبش من مخلاف عتمة.
(٤) الخارد : بالخاء المعجمة آخره دال مهملة : يحمل اسمه ومشهور ويسمى غيل الخارد وهو من أوائل ديار أرحب ، وهو نهر عظيم منهمر.
(٥) غيمان : بالغين المعجمة آخره نون : أحد محافد اليمن المشهورة والآثار المعمورة بالعجائب ولا تزال تنتظر اليوم الموعود حين تتاح لها البحث والتنقيب على أيدي أبنائها الخلص ولا يزال فيها أهل وسكن ، وعصفان : بفتح العين وسكون الصاد المهملتين آخره. نون ، وثربان : بالمثلثة وآخره نون : من أودية مسور خولان العالية ذات الأعناب الطيبة ، وظبوة : بفتح الظاء المشالة وسكون الموحدة ثم واو وهاء : بلدة وواد من ظاهر ذي جرت بلاد سنحان ومنها بنبع غيل البرمكي وكثيرا ما تكون مصدرا للأحداث حتى عصرنا هذا ، ففي سنة ٢٨٩ ه‍ كانت معركة عنيفة بين العلوي يحيى بن حسين الهادي وبين ملك اليمن أسعد بن أبي يعفر الحوالي أسفرت عن عدد من القتلى ، وفي سنة ٢٩٣ ه‍ كانت موقعة هائلة بين أسعد المذكور وبين علي بن الفضل كان ضحيتها أربعمائة قتيل من أصحاب ابن الفضل ـ راجع التاريخ.
(٦) حزيز : بكسر الحاء المهملة وسكون الزاي وفتح الياء المثناة ثم زاي أخرى : قرية عامرة على قارعة المحجة من صنعاء ـ ذمار في جنوب صنعاء بنصف مرحلة وهي من الأماكن التي تخلق المشاكل على نفسها ، وعلى نفسها جنت براقش ، وفي أوائل عصرنا غدر الأعراب بأيعاد الامام يحيى حميد الدين بفرقة من الأتراك في سواد حزيز ، وفي المكان نفسه قتل الامام المذكور وذلك يوم الثلاثاء ٧ شهر ربيع الآخر سنة ١٣٦٧ ه‍ / ١٩٤٨ م ـ راجع تاريخنا. وثابت الحزيزي : هو ابن عبد الله ، ترجم له الحافظ ابن حجر ولم يزد على ما ذكره المؤلف نقلا عنه.
(٧) عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي الصحابي المشهور ، وفي «ل» و «ب» : ابن عمرو ، ويؤيد ما في أصلنا ما في «التهذيب» و «الميزان» وكتاب «النسبة».
(٨) أبو سلمة : فقيه صنعاء وهو قاضي صنعاء يحيى بن عبد الله بن اسماعيل بن كليب الحميري له ترجمة ضافية اختصرنا منها في «الاكليل» ج ٢ ـ ١٥ ، ويبدو أنه عمّر طويلا فوفاته سنة ٣٤١ ه‍ ، ولا تعرف وفاة ثابت بن عبد الله الحزيزي الا انه يظهر من هذه الرواية انه عمر طويلا وأما عبد الله بن عمر فإن وفاته سنة ٧٢ ه‍ عن ست وثمانين سنة.
صفة جزيرة العرب 
مقدمة الكتاب
رأيت ثابتا الحزيزي ورأى ثابت عبد الله بن عمر صاحب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، وما أقبل من عدورد (١) ، وهو واد يصب مع سامك ودبرة ووعلان وخدار الى الحقلين والسهلين ونواحي بقلان واعشار (٢) وما اقبل من اشراف نقيل السّود فبيت بوس فجبل عيبان (٣) وجبل نقم وما بينهما من حقل صنعاء وشعوب ، ووادي سعوان (٤) ووادي السرّ ، ومطرة وفيها اودية كثيرة فجبل ذباب فزجان فشبام القصّة (٥) تمرّ مياه
______
(١) عدورد : بكسر العين المهملة وتشديد الدال ، ورد : بكسر الراء وتشديد الدال وهي مزارع وربوات وشعاب شمال ظبرخيرة وينسب اليه ماجل عد ورد الواقع على قارعة الطريق منها فما أقبل منه شمالا فيصب في وادي حزيز فصنعاء فالخارد وما أقبل غربا وجنوبا فالى سهام.
(٢) هذه الأماكن كلها تنزل في سهام ، وسامك : بفتح السين آخره كاف : بلد وواد على معابر المحجة من صعاء ذمار ، ودبرة : بفتح الدال وسكون الباء الموحدة ثم راء وهاء : واد وقرية خربة جنوب شرقي «ظبرخبرة» وإليها ينسب اسحاق بن إبراهيم الدبري المحدث ، ووعلان : بضم الواو آخره نون : وهو عدة قرى وواد فيه غيول وأبيار ويقع أعلى وادي سامك وهي المحطة الأولى للمسافرين من صنعاء على الجمال وغيرها ، وخدار : بكسر الخاء المعجمة وآخره راء : بلد يقع على ربوة وواد فيه ماء على النواضح وسيح جار.
(٣) سلف الكلام على نقيل السود ، فالغربي يهريق الى سهام ، والشرقي منه يصب في قاع صنعاء. وبيت بوس : بفتح الباء الموحدة وسكون الواو آخره سين معجمة : نسب الى القيل ذي بواس بن شرحبيل بن بريل وهو قرية وحصن عامر وواد فيه بعض الفواكه ويقع في الغرب الجنوبي من صنعاء بمسافة ساعتين وفيه حبس أمير اليمن علي بن الحسين جفتم القادم من العراق سنة ٢٩٠ ه‍ ، وفيه حبس المرتضى محمد بن الهادي سنة ٢٩٠ أيضا وقال قصيدة منها :
يا بيت بوس حبسنا في حواك على 
خذلان أمتنا من بعد ميثاق 
وفيه مات الملك المكرم احمد بن علي الصليحي ٤٨٠ ه‍ ودفن بها على إحدى الروايات وفيه مات المؤرخ ادريس بن علي بن عبد الله الحمزي سنة ٧١٤ ه‍ ونسب اليها أبو القاسم بن سلامة الحوالي الحميري البوسي ناظم البوسية وغيرها والحسن بن عبد الأعلى بن ابراهيم البوسي الا بناوي يروى عن عبد الرزاق روى عنه الطبراني وغيره.
وعيبان ونقم جبلا صنعاء فنقم من الشرق وعيبان من غرب صنعاء وكان يستخرج من نقم الحديد وافضل سيوف اليمن في الجاهلية ما كان من حديد نقم.
(٤) شعوب بفتح أوله وآخره باء موحدة وقد تضم الشين ، وهو ضاحية صنعاء الشمالية وكانت عامرة بالبساتين والفواكه المثمرة وهي اليوم مزارع وحروث وفيها قرى وحلل وآبار غزيرة ماؤها ، وبه سمي باب شعوب احد ابواب صنعاء الشمالية وانظر «معجم البلدان». وهي اليوم عمران وبنايات وسوار صنعاء القديمة.
وسعوان بفتح السين المهملة آخره نون : واد خصب فيه قرى ويقع شرقي شعوب بمسافة ميل وكان في اعلاه سد حميري ودعوته في خولان ثم في بني حشيش. وسعوان أيضا بليدة من عزلة دلال من مخلاف بعدان.
(٥) جبل ذباب : مشهور وهو بفتح الذال المعجمة آخره موحدة ، وهو جبل متسع أعلاه في وادي السر بشمال وفيه منجم الفحم الحجري ، وذباب : بضم الذال : موضع على البحر الأحمر من بني مجيد بين المخا وباب المندب.
وشبام القصة : فتح القاف والصاد المهملة المشددة آخره هاء : وهو ما يسمى شبام الغراس وشبام سخيم وهو أحد المحافد التي لها ذكر بعيد في المساند الحميرية ـ راجع الجزء الثامن من «الاكليل» ، والقصة الجص : الكلس الجبس.
صفة جزيرة العرب 
مقدمة الكتاب
هذه المواضع الى خطم الغراب ووادي شرع من اسفل الصمع وحدقان (١) ويلقى هذه الأودية سيل مخلاف مأذن من حضور المعلل وحقل سهمان (٢) ويعموم (٣) وبيت نعامة وبيت حنبص (٤) ومحيب ومسيب (٥) وحاز وبيت قرن وبيت رفح والبادات (٦) وريعان فوادي ضهر فعلمان فرحابة (٧) ، فالرّحبة إلى حدقان وخطم
______
(١) خطم الغراب : بفتح الخاء المعجمة وضمها : وهو ما يسمى اليوم دقم الغراب من أوائل بلد أرحب ، ووادي شرع : بفتحتين : واد خصب من أرحب وهو يخالط مطرة من الغرب والعامة تنطق به شراع بزيادة ألف بين العين والراء ، والصمع : بفتح الصاد المهملة والميم آخره عين مهملة : وهو حصن أثري وهو من آخر قاع الرحبة وأوائل أرحب. والصمع أيضا حصن من صعدة في جنوبها ، والصمع أيضا في برع. والصمع في وائلة يأتي ذكره للمؤلف ، وحدقان : ويقال له قصر حدقان وهو هيكل من الهياكل اليمنية التي فيه آثار ضخمة بالقلم الحميري يتضمن قوانين وشرائع قامت على العدل والنظام مما يستدل على عراقة الحضارة اليمنية.
(٢) مخلاف مأذن : بفتح الميم وكسر الذال آخره نون : نسب الى القيل ذي مأذن ـ راجع «الاكليل ج ٢ ـ ٣٥٤ ـ» ويأتي ذكره للمؤلف ، والمعلل : بفتح الميم وسكون العين المهملة ثم لامين أولاهما مفتوحة : يأتي ذكره للمؤلف : وسهمان : سلف ذكره.
(٣) يعموم : بالياء المثناة من تحت وآخره ميم : جبل وحرون شرقي بيت نعامة وغربي عيبان وأما يعمون آخره نون فبلدة عامت في الجوف قرب الحزم وهي التي ذكرها ياقوت. قال فروة المرادي يخاطب الأجدع بن مالك الهمداني :
دعوا الجوف إلا أن يكون لأمّكم 
به عقر في سالف الدهر أو مهر
وحلوا بيعمون فإن أباكم 
بها ، وحليفاه المذلة والفقر
ويظهر أن يعمون التي ذكرها ياقوت من بلد همدان بينما يعموم التي ذكرها المؤلف من بلد حمير وبينهما بون شاسع ، ولا معنى لاتيان المياه من الجوف الى الجوف.
(٤) بيت نعامة : بفتحات : آخره هاء وقد تضم النون : وهي قرية كبيرة مربعة الشكل ذات سور تقع في ظاهر جبل عيبان من الغرب ترى للمسافرين عن طريق الحديدة ـ وصنعاء ، ونسب اليها البحر النعامي من أعيان القرن الخامس الهجري صاحب النظومة التي أثبتناها في مقدمة «تفسير الدامغة» ومنهم ابراهيم بن يزيد النعامي ، محدث. وبيت حنبص : بفتح الحاء وسكون النون وفتح الباء الموحدة وصاد مهملة آخره : وهي بلدة كبيرة مسورة ذات مرافق وتقع في سفح جبل عيبان من الجنوب الغربي منه ، وهذه الأماكن : المعلل وسهمان وبيت نعامة وبيت حنبص تنصبّ أولا إلى سهمان ثم إلى ريعان ثم الى ضهر ثم الرحبة فالخارد إلا بيت نعامة فإنه يصب الى ريعان ، ونسب الى بيت حنبص شيخ حميز أستاذ الهمداني أبي نصر اليهري «راجع الاكليل ج ١ وج ٢ ـ ١٩٠ ، وج ١ ـ ٩» ورسمت في معجم ما استعجم بالضاد آخر الحروف وهو غلط او سبق قلم.
(٥) محيب ومسيب بفتح أوائلهما والموحدة آخرهما وهما قريتان مقتبلتان متلازمتان أحداهما بالأخرى من حضور ثم من مخلاف عياش وفي محيب ومسيب قتل الزعيم عيى بن معان اليافعي وكان خير يافع قتله ابن ذي الطوق القرمطي سنة ٢٩٤ ه‍ ومحيب أيضا بليدة نزهة ذات نهر من مخلاف بعدان ثم من عزلة الحرث ، ومسيب بلد بحضرموت.
(٦) حاز من محافد اليمن المذكورة ويأتي ذكرها للمؤلف وهي بالحاء المهملة آخرها زاي.
(٧) ريعان بفتح الراء فتكون الياء المثناة من تحت آخره نون : بلدة وواد في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة خمسة اميال تقريبا واليه ينسب سد ريعان الشهير ومنه ينبع غيل لؤلوة وعلمان بضم العين واللام آخره نون وقد تسكن اللام مع ضم العين وقد تفتح العين وتضم اللام : بلدة واموال اسفل وادي ضهر ورحابة بضم الراء آخره باء موحدة وهاء قرب قرية حاز معروفة وعلمان المصانع وعلمان في الاهنوم.
157
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#وجوه_سبتمبرية

الشيخ مطيع عبد الله #دماج

(1909-1971). مناضل وثوري
. يعتبر من أوائل الثائرين ضد حكم الأئمة في اليمن، وأحد رواد التنوير.

الشيخ المناضل/ مطيع عبد الله دمّاج
أحد كبار مشايخ اليمن (قبيلة بكيل)، وأول محافظ جمهوري لـمحافظة إب، وعضو مجلس الرئاسة (1962).

وهو والد الروائي اليمني الكبير زيد مطيع دماج.

ولد مطيع دماج في قرية رقاد، عزلة النقيلين، محافظة إب عام 1327هـ، الموافق 1909م. وهو ينتمي إلى أسرة مشيخية معروفة تنتمي إلى قبيلة ذو محمد، بكيل.

تلقى دراسته الأولى في معلامة (كتّاب) القرية. أُخذ وهو صغير السن للمشاركة مع والده النقيب عبد الله بن ناجي دماج في حرب (الزرانيق) وحرب البيضاء، وهو ما كان له الأثر الكبير في تكوين وعيه الوطني المناهض لحكم الإمامة الظالم.

عندما أصبح شاباً قرر أن يتعلم أصول الفقه واللغة بعد أن أدرك قصور أفراد أسرته في هذا المجال، وهو ما جعلهم عرضة للاستغلال من قبل الذين كانوا يديرون شؤون الحكم وينفذون إرادة الإمام باسم الشريعة الإسلامية. فذهب إلى مدينة «جبلة» ليلتحق بالمدرسة العلمية في «الجامع الكبير»، ودرس هناك أصول الدين واللغة، وعلم العروض، والجبر والمنطق. وكان لأستاذه «علي بن محمد الغشم» تأثير كبيرفي نمو معارفه، والوصول إلى يقين أن الحكم الإمامي كان سبب موت نبوغ الشعب اليمني وتخلفه عن بقية الأمم.

بداياته الأولى

في عام 1939م، عُين مديراً لبلدية السياني، التي كانت تعتبر في ذلك الوقت من المراكز التجارية المهمة. ومن خلال منصبه تعزز تواصله مع الأحرار الذين كانوا قد بداءو نشاطهم، ومنهم القاضي محمد الأكوع[]، والشيخ حسن الدعيس وآخرون.

في عام 1942م، تم توكيله من قبل أبناء إب وتعز في ما تم فرضه عليهم من ولي العهد وأميرلواء تعز آنذاك الإمام أحمد، من ضرائب وأوقاف، عُرفت بـ«الوقف الغساني»، وقد أستحكم الشيخ مطيع على الإمام مستشهداً بالأية القرأنية ﴿وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا﴾، فما كان من ولي العهد إلا أن أمر بحبسه في سجن «الشبكة» بتعز، وقضى في السجن شهرين. على إثر ذلك توالت البرقيات من إب وتعز المؤيدة للشيخ مطيع إلى الإمام يحي في صنعاء، مطالبة بالإفراج عنه وبرد ظلم ولي العهد أحمد، وهو ما تم لاحقاً.

نضاله

هروبه إلى عدن

بعد خروجه من السجن عينه ولي العهد إميراً لقضاء الحجرية لجمع غلول المحاصيل الزراعية، وكان هذا محاولة من ولي العهد لإذلاله، فقد كان ذلك العام عام جدب وقحط. عندما شاهد مطيع دماج فقر الناس هناك وحالتهم المعدمة، أدرك أهمية انتهاج حل سياسي ضد استمرار النظام الإمامي في ممارساته الظالمة، وإبقاء الشعب اليمني على ما هو عليه من بؤس وفقر وتخلف، فقرر الهروب إلى عدن.

في 14 مايو 1944م وصل الشيخ مطيع دماج إلى عدن، مشياً على الأقدام وكان يرافقه الاستاذ الشاعر عقيل عثمان عقيل ليكونا من طلائع الثوار اليمنيين الذين انتقلوا إلى عدن.

في عدن استقبله الأستاذ محمد علي لقمان، صاحب صحيفة «فتاة الجزيرة». وبعد أسبوعين لحق بهما الشيخ عبد الله بن حسن أبوراس. في 4 يونيو 1944م وصل إلى عدن كل من الأستاذ محمد محمود الزبيري وأحمد محمد النعمان، وتوالى وصول بقية الأحرار إلى عدن، منهم: علي ناصر العنسي، وزيد الموشكي، ومحمد بن ناجي القوسي، والشيخ جميزة، والشيخ عبد الباقي الحمادي، وأحمد بن محمد الباشا وآخرين.

انتقام الإمام منه

على إثر هروبه إلى عدن قام الأمام بالانتقام من أسرته، فتم احتلال منازل آل دماج في النقيلين، وتمت مصادرة ممتلكاتهم، وزج ببعض أخوته وأبناء عمومته في السجون، كما أوخذ العديد من شباب الأسرة رهائن، وكان منهم ابن أخيه أحمد قاسم دماج.

نشاطه السياسي في عدن

بدأ في عدن ينشر مقالاته السياسية في صحيفة «فتاة الجزيرة»، منتقداً الأوضاع المتردية التي يعيشها اليمنيون، والممارسات الظالمة والمتخلفة للإمام يحي. وقد كان أول من كتب باسمه الصريح، فقد كانت مثل هذه المقالات عادة ما تُكتب بأسماء مستعارة خشية انتقام الإمام يحي الذي كان على تواصل مع حكومة الاحتلال البريطاني آنذاك.[]

عن وصول الشيخ مطيع دماج إلى عدن، كتب محمد علي لقمان: "هذا يوم ستذكره فتاة الجزيرة بخير كثير لأنه مطلع شعور اليمن بضرورة السير في موكب الحضارة الإنسانية. وصل في ذلك اليوم المطيع دماج وكان الوقت حوالي الظهر، إلى بيتي في حافة حسين، ولم أسمع به من قبل ولم أعرفه ولم يأت إلي بتوصية من صديق.

وكان يلبس سترة بيضاء قصيرة وإزاراً يمانياً إلى الركبتين، وعلى رأسه عمامة ويرتدي حذاءً من الجلد كالتي يلبسها البدوي عادة في الصحراء. وعندما وصل كان متحمساً، كثير الألم، بل كانت كلماته عنيفة حزينة.

قال: جئنا إلى فتاة الجزيرة.. نحن شعب مظلوم ونحن شعب ما لنا حق ولا حرية.

وبهرتني صراحة الشكوى!!.. وسيعذرني القارئ إذا علم أنني استمعت إليه دون أن أبدي رأياً.

وهل تستطيع أيها الأخ أن تشرح لنا هذه المظالم؟
بلى! كل يماني على وجه الأرض يستطيع ذلك. ما أسهل شرح الظلم في اليمن. إنني ضيق بالحالة التي وصلنا إليها في اليمن. إن الذي أغراني بالسفر هو ما قرأته في صحيفتكم عن اليمن!!.

وأخذ المطيع دماج يشرح سوء الحال في اليمن.. وسألته إن كان يستطيع أن يكتب هذه الآلام باسمه الصريح. وكان الإيجاب من المطيع دماج.

وظهرت فتاة الجزيرة تحوي مقالاً للمطيع دماج... لم يكن هذا المقال سهلاً للقارئ. إن الذي يعرف اليمن يدرك مدى هذا التصريح في جريدة سيارة باسم صريح لصاحبه أهل وأقارب في اليمن نفسه".

في نفس العام انعقد أول مؤتمر شعبي للأحرار في منزل الحاج محمد سلام حاجب بالتواهي، حضره أحمد نعمان، والزبيري، والشيخ مطيع دماج، والشيخ القوسي، والشيخ محمد حسن أبو رأس، وزيد الموشكي، وعقيل عثمان، والسيد الشامي، وعبد الله ناجي الأغبري والأستاذ محمد علي لقمان وآخرون. وقد كان المؤتمر سرياً إذ لم يستطع رجاله المجاهرة بالعمل خوفاً من حكومة عدن التي اشترطت عليهم عدم التدخل في الأمور السياسية، وفي هذا المؤتمر تأسس «حزب الأحرار اليمني».

واصل الشيخ مطيع دماج نشر مقالاته في «فتاة الجزيرة» وصحف أخرى، ممارساً نشاطه النضالي ومعززاً تواصله مع بقية الأحرار سواء في اليمن أو في المهجر.

في 9 سبتمبر 1946م، عاد الشيخ مطيع دماج من عدن، مع عدد كبير من الأحرار اليمنيين، بعد أن أدركوا أنه من الخطأ إخلاء شمال اليمن من الأحرار، واتفاقهم على عودة من يمكنهم العودة بعد مفاوضات عديدة مع ولي العهد أحمد. وكان قد سبقة في العودة زيد الموشكي وأحمد بن محمد الشامي.


مرحلة ما قبل 26 سبتمبر

عمل الشيخ مطيع دماج خلال هذه الفترة نائباً للإمام في الوازعية وموزع، وهي الفترة التي شهدت تطورات كبيرة في مسار الحركة الوطنية، وخاصة ثورة 1948 وانقلاب 1955. وخلال هذه الفترة توسعت علاقة الشيخ مطيع دماج مع بقية الثوار في مختلف مناطق اليمن.

في عام 1958م شُكلت اللجنة التأسيسية للأحرار في تعز، والتي شملت في عضويتها عدداً من الأحرار منهم: الشيخ مطيع دماج، عبد الغني مطهر، الشيخ قاسم حسن أبو رأس، الشيخ زيد مهفل، الشيخ إبراهيم حاميم، الشيخ ناشر عبد الرحمن العريقي، الشيخ حسين بن ناصر مبخوت، الملازم محمد مفرح، عبد القادر الخطري، علي حمود الحرازي، رائد أحمد الجرموزي، الشاويش حمود سلامة، وعبد الله ناجي وآخرون.

عن هذه الفترة، كتب زيد مطيع دماج تفاصيل ذكرياته كطفل يرافق والده في تعز قبل أن يرحل إلى مصر للدراسة، وهي التفاصيل المذكورة في كتابه «الأنبهار والدهشة».

26 سبتمبر 1962

في صباح يوم الثورة 26 سبتمبر 1962، تولى الشيخ مطيع دماج مهمة الاستيلاء على مدينة إب مع لفيف من المناضلين، وقد ألتف حوله الوطنيون من عسكريين شباب ومشائخ، وكان في مقدمتهم الشيخ عبد العزيز الحبيشي، عبد الحفيظ بهران، عبد الله الوصابي، محمد الربادي، أحمد قاسم دماج وأحمد منصور أبو أصبع وآخرون. وفي نفس اليوم تم له السيطرة على المحافظة بعد أن قاد مجاميع شعبية جماهيرية دون أي دعم من قطاعات الجيش. في 2 أكتوبر 1962، صدر القرار الجمهوري بتعينه أميراً للواء إب، لكنه اعترض على هذه التسمية، وبعد تواصله مع مجلس قيادة الثورة في صنعاء تم في اليوم التالي تعديل القرار وتعينه محافظاً لمحافظة إب، ليكون بذلك أول محافظ للمحافظة.

في 31 أكتوبر 1962م، عين عضواً في مجلس الرئاسة، لكن الشيخ مطيع دماج لم يمكث في موقعه الإداري طويلاً، فقد كانت الثورة ما تزال تواجه تهديداً كبيراً من القوى الملكية، وهكذا تولى في عام 1964م قيادة الحملة العسكرية إلى «برط» التي كانت محاصرة من قبل قوات الملكيين بقيادة الحسن بن يحيي، وقد تم الانتصار للجمهوريين وطرد الملكين من «برط» عام 1964م. في عام 1965م تم تعينه وزيراً لشؤون القبائل.

دوره في الكفاح المسلح وتحرير الجنوب

كان للشيخ مطيع دماج دور فاعل في دعم ثورة أكتوبر والكفاح المسلح في جنوب اليمن، وتوفير الاسلحة وجمع التبرعات. وقد كانت بيوته وبيوت أسرته في «النقيلين» ملجأً آمناً لبعض أبرز قيادات ثورة أكتوبر والكفاح المسلح في الجنوب. كما كان على رأس المساهمين في التحضير لمؤتمر الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني الذي أنعقد في مدينة جبلة في أبريل 1966، حتى أنه يعد أحد الآباء الروحيين للشباب للقوميين واليساريين في تلك المرحلة.[]

حصار السبعين ومرحلة (ريدة)

لعب دوراً بارزاً في «حصار السبعين» عام 1967م، حيث ساهم مع العديد من المناضلين في فك الحصار على صنعاء من جهة جبل «يسلح».

بعد انتهاء الحصار، واحتجاجاً على ما آلت إليه الأوضاع في صنعاء وعلى إدارة الفريق العمري وما صاحبها من اعتقال لعدد من المناضلين والناشطين السياسيين، أمثال الجناحي وعبد الغني مطهر، انتقل الشيخ مطيع دماج إلى مدينة (ريدة).