السيد عبد القادر بن عبد الله – وزير الأوقاف
القاضي محمد محمود الزبيري – وزير المعارف
السيد أحمد بن أحمد المطاع – وزير التجارة والصناعة
الأستاذ أحمد محمد نعمان – وزير الزراعة
السيد حسين بن علي الويسي – وزير المواصلات
السيد علي بن إبراهيم – وزير الأشغال
الأمير علي بن يحيى – وزير دولة
القاضي عبد الله بن عبد الآله الأغبري – وزير دولة ،
الشيخ علي بن محسن – وزير دولة.
القاضي محمد محمود الزبيري – وزير المعارف
السيد أحمد بن أحمد المطاع – وزير التجارة والصناعة
الأستاذ أحمد محمد نعمان – وزير الزراعة
السيد حسين بن علي الويسي – وزير المواصلات
السيد علي بن إبراهيم – وزير الأشغال
الأمير علي بن يحيى – وزير دولة
القاضي عبد الله بن عبد الآله الأغبري – وزير دولة ،
الشيخ علي بن محسن – وزير دولة.
المعرفة
أحمد محمد نعمان
أحمد محمد نعمان (26 أبريل 1909-1996) ولد في قرية ذو لقيان عزلة ذبحان قضاء الحجرية لواء تعز. كان رئيس وزراء الجمهورية العربية اليمنية لمرتين، رئاسته الأولى كانت في عهد الرئيس عبد الله السلال، منذ 20 أب
#بهجة_الزمن_تاريخ_اليمن
ومهما يكن الأمر فقد اجتمعت في ضوران لدى الإمام قدر اثني عشر ألفاً من الجنود والقادة، وحثهم الإمام على الجهاد، وما صدر من أهل المشرق من الخلاف، ومنع الحقوق الواجبة، وأسند قيادة الجيش إلى الحسين بن أحمد بن الحسن، الذي تقدم إلى رداع، ثم إلى الزهراء، وكتب إلى يافع، يطلب منهم إعلان الطاعة للإمام والدولة، فأجابوا بأنهم مصرون على الحرب، وانضم إليهم قبائل المناطق المجاورة، فاجتمعت يافع جميعاً، وبلاد ابن شعفل، والحواشب، وأكثر بلاد الرصاص، والحميقاني، وبلاد دثينة، حتى كانوا أكثر من عشرين ألف. واستعدت جميعها لمواجهة جيش الدولة القاسمية في جبل (العر)، وهو من الجبال المنيعة في يافع.
وتقدم الحسين بن أحمد بن الحسن إلى العر في ربيع الأول سنة (1094ه/ مارس1683م) وحدثت معركة حاسمة، لن ندخل في تفاصيلها، هُزم فيها جيش الدولة القاسمية، وتكبد الكثير من الخسائر، وكان من بين القتلى أحمد بن محمد بن الحسين بن القاسم، ولم يسعهم في آخر الأمر إلا أن يخوضوا في الصلح مع ابن العفيف، الذي وافق على أن يعودوا بلادهم، بشرط ترك أسلحتهم، فاقترح عليه الحسين بن المهدي أحمد بن الحسن أن يسلموا عوضاً عنها أموالاً، وسلم له أربعة عشر ألفاً، فأعطاهم ابن العفيف الأمان.
وكان للهزيمة التي منيت بها قوات الدولة القاسمية في يافع أثر في تغير الأوضاع، وقلب الموازين، حيث أصبحت الدولة القاسمية تخشى مواجهة تلك القبائل خوفاً من الهزيمة، وتدهور موقفها أمام القبائل الأخرى. كما أنها شجعت قبائل المناطق الأخرى على إعلان استقلالها عن الدولة القاسمية، والاستعداد للمواجهة-كما سنرى لاحقاً-لذلك نجد الإمام المؤيد محمد بن المتوكل يحاول استمالة تلك المناطق بالطرق السلمية، وإظهار النية الحسنة للدولة، فأرسل الرسائل إلى ابن العفيف والرصَّاص يطلب منهما الاتفاق بالطرق السلمية. وأن هذه المناطق لا بد أن تبقى تابعة للدولة القاسمية ومطيعة لها.
ولعله كان من الأفضل للإمام المؤيد في ظل هذه الظروف التي جعلته غير متمكن من السيطرة على ولاته ومشائخ تلك المناطق أن يعطيهم حكماً ذاتياً مع اعترافهم السابق بالدولة القاسمية، إلا أنه ربما كان يرى بأن ذلك سيقلل من هيبته وهيبة دولته، خاصة أن تلك المناطق كانت في عهد الإمامين المتوكل والمهدي أحمد بن الحسن تابعة للدولة، أو أنه نتيجة للضغوط من الحسين بن الحسن والي تلك المنطقة لإعادتها تحت سيطرة الدولة، أو أنه خشي أن يكون ذلك حافزاً لخروج المناطق الأخرى عن سيطرة الدولة.
ومهما كان الأمر فإنه بعد استمرار المراسلات بين الدولة ومشائخ تلك المناطق تم الاتفاق إلى أن يصل إلى قعطبة عدد من مشائخ يافع لمقابلة علي بن المتوكل، وعقد الصلح بين الطرفين. وكان وصولهم في منتصف شهر شعبان سنة (1094ه/ أوائل أغسطس1683م). وقد اشترطوا أن البلاد لابن العفيف، وأنه لا يدخل بلادهم أحد من الولاة، على أن يسلموا الواجبات التي عليهم، ويرسلونها إلى الدولة من دون ولاة ولا واسطة عليهم، واشترط عليهم علي بن المتوكل إصلاح الطرق، وسكون ثائرة الفتنة، وأنه لا بد من ضمانات لتنفيذ ما توصلوا إليه.
وأرسل ابن العفيف إلى الإمام الشيخ عبد الغفور شيبان لإكمال الاتفاق معه في ضوران، ثم أرسل ابن العفيف إلى الإمام ثلاثة من الخيول، وثلاثة ألف درهم، مقابل زكاة الفطر في بلاده، وإذا أخذنا بالظاهر فإن ابن العفيف قد وافق على طاعته للإمام، وأنه سيرسل ما عليه من واجبات للدولة القاسمية، ولكن كذبت الأحداث بعد ذلك، ولم يرسل شيئاً من المطالب المفروضة عليه، لذلك نجد المؤيد يقرر إعادة الكرة لدخول يافع، ولعله قد اتخذ من زواج ابن العفيف شيخ يافع من زوجة مسمار الأهنومي، الذي كان والياً عليها مبرراً لدخوله إليها، وقال: هذا منكر يجب النهي عنه، وكتب إلى الولاة يطلب منهم الاستعداد بالمال والرجال لحرب قبائل ابن العفيف ومن تحالف معها، غير أن حماسه لم يلبث أن يقل.
ومهما يكن الأمر فقد اجتمعت في ضوران لدى الإمام قدر اثني عشر ألفاً من الجنود والقادة، وحثهم الإمام على الجهاد، وما صدر من أهل المشرق من الخلاف، ومنع الحقوق الواجبة، وأسند قيادة الجيش إلى الحسين بن أحمد بن الحسن، الذي تقدم إلى رداع، ثم إلى الزهراء، وكتب إلى يافع، يطلب منهم إعلان الطاعة للإمام والدولة، فأجابوا بأنهم مصرون على الحرب، وانضم إليهم قبائل المناطق المجاورة، فاجتمعت يافع جميعاً، وبلاد ابن شعفل، والحواشب، وأكثر بلاد الرصاص، والحميقاني، وبلاد دثينة، حتى كانوا أكثر من عشرين ألف. واستعدت جميعها لمواجهة جيش الدولة القاسمية في جبل (العر)، وهو من الجبال المنيعة في يافع.
وتقدم الحسين بن أحمد بن الحسن إلى العر في ربيع الأول سنة (1094ه/ مارس1683م) وحدثت معركة حاسمة، لن ندخل في تفاصيلها، هُزم فيها جيش الدولة القاسمية، وتكبد الكثير من الخسائر، وكان من بين القتلى أحمد بن محمد بن الحسين بن القاسم، ولم يسعهم في آخر الأمر إلا أن يخوضوا في الصلح مع ابن العفيف، الذي وافق على أن يعودوا بلادهم، بشرط ترك أسلحتهم، فاقترح عليه الحسين بن المهدي أحمد بن الحسن أن يسلموا عوضاً عنها أموالاً، وسلم له أربعة عشر ألفاً، فأعطاهم ابن العفيف الأمان.
وكان للهزيمة التي منيت بها قوات الدولة القاسمية في يافع أثر في تغير الأوضاع، وقلب الموازين، حيث أصبحت الدولة القاسمية تخشى مواجهة تلك القبائل خوفاً من الهزيمة، وتدهور موقفها أمام القبائل الأخرى. كما أنها شجعت قبائل المناطق الأخرى على إعلان استقلالها عن الدولة القاسمية، والاستعداد للمواجهة-كما سنرى لاحقاً-لذلك نجد الإمام المؤيد محمد بن المتوكل يحاول استمالة تلك المناطق بالطرق السلمية، وإظهار النية الحسنة للدولة، فأرسل الرسائل إلى ابن العفيف والرصَّاص يطلب منهما الاتفاق بالطرق السلمية. وأن هذه المناطق لا بد أن تبقى تابعة للدولة القاسمية ومطيعة لها.
ولعله كان من الأفضل للإمام المؤيد في ظل هذه الظروف التي جعلته غير متمكن من السيطرة على ولاته ومشائخ تلك المناطق أن يعطيهم حكماً ذاتياً مع اعترافهم السابق بالدولة القاسمية، إلا أنه ربما كان يرى بأن ذلك سيقلل من هيبته وهيبة دولته، خاصة أن تلك المناطق كانت في عهد الإمامين المتوكل والمهدي أحمد بن الحسن تابعة للدولة، أو أنه نتيجة للضغوط من الحسين بن الحسن والي تلك المنطقة لإعادتها تحت سيطرة الدولة، أو أنه خشي أن يكون ذلك حافزاً لخروج المناطق الأخرى عن سيطرة الدولة.
ومهما كان الأمر فإنه بعد استمرار المراسلات بين الدولة ومشائخ تلك المناطق تم الاتفاق إلى أن يصل إلى قعطبة عدد من مشائخ يافع لمقابلة علي بن المتوكل، وعقد الصلح بين الطرفين. وكان وصولهم في منتصف شهر شعبان سنة (1094ه/ أوائل أغسطس1683م). وقد اشترطوا أن البلاد لابن العفيف، وأنه لا يدخل بلادهم أحد من الولاة، على أن يسلموا الواجبات التي عليهم، ويرسلونها إلى الدولة من دون ولاة ولا واسطة عليهم، واشترط عليهم علي بن المتوكل إصلاح الطرق، وسكون ثائرة الفتنة، وأنه لا بد من ضمانات لتنفيذ ما توصلوا إليه.
وأرسل ابن العفيف إلى الإمام الشيخ عبد الغفور شيبان لإكمال الاتفاق معه في ضوران، ثم أرسل ابن العفيف إلى الإمام ثلاثة من الخيول، وثلاثة ألف درهم، مقابل زكاة الفطر في بلاده، وإذا أخذنا بالظاهر فإن ابن العفيف قد وافق على طاعته للإمام، وأنه سيرسل ما عليه من واجبات للدولة القاسمية، ولكن كذبت الأحداث بعد ذلك، ولم يرسل شيئاً من المطالب المفروضة عليه، لذلك نجد المؤيد يقرر إعادة الكرة لدخول يافع، ولعله قد اتخذ من زواج ابن العفيف شيخ يافع من زوجة مسمار الأهنومي، الذي كان والياً عليها مبرراً لدخوله إليها، وقال: هذا منكر يجب النهي عنه، وكتب إلى الولاة يطلب منهم الاستعداد بالمال والرجال لحرب قبائل ابن العفيف ومن تحالف معها، غير أن حماسه لم يلبث أن يقل.
وعلى الرغم من أن المؤرخ يحيى بن الحسين انتقد الإمام المؤيد بأنه لم يتخذ قراراً حاسماً في شأن يافع فيقول: "لا هو الذي تغافل عنها إلى طرف، ولا هو الذي قصدها وأجد في الإقدام والبذل للخزائن وتحريض الرجال، عرف الطرق التي يصلح منها المداخل" . غير أنه من المرجح أن سبب عدم اتخاذه قراراً حاسماً وتردده، هو ما كانت تعانيه دولته من خلل وتراكمات أثرت على تنفيذ تلك القرارات، وقد أشار المؤرخ يحيى بن الحسين نفسه إلى شيء من ذلك الخلل بقوله: "وبني عمه في طرفي نقيض، والناس أقرب إلى الملل من دخول المشرق" . هذا إلى جانب أن علي بن المتوكل كان معارضاً لحرب يافع، فأرسل إلى أخيه المؤيد رسالة طويلة يحذره من مغبة الحرب ضد يافع، وأنها ستكون خاسرة والرأي سد هذا الباب، والانشغال بما هو أهم، ومتى وجد القدرة والقوة على محاربتهم وكان هناك سبب واضح فليكن، ثم تقدم إليه في ضوران وذكَّره ما تم بينه وبينهم من اتفاق، وأن المؤيد وقع على ذلك الاتفاق بنفسه.
وكان المؤيد على ما يبدو محتاراً في أمر يافع، فإن أرسل إليها القوات فهو يخشى الهزيمة والخسارة، وإن تركها ستتمادى ويكون ذلك سبباً في تمرد المناطق الأخرى، غير أن الكثير ممن كان يستشيرهم كانوا يشيرون عليه بترك الدخول إلى يافع، ومن هؤلاء المؤرخ يحيى بن الحسين، الذي أرسل إليه رسالة ينصحه بشأن يافع، مما جاء فيها: "إن الأولى ترك يافع والإعراض عنه؛ لأن أعماله تحتاج إلى مصابرة، وخزائن قارونية، وعساكر خاقانية" . ثم سرد ما جرى في يافع من أحداث منذ بداية التاريخ الحديث، وأنهم كانوا يرفضون السيطرة عليهم وأخضاعهم منذ أيام الإمام شرف الدين حتى هذه الفترة.
وأمام تلك التناقضات والاختلافات حول دخول يافع مرة أخرى أو عدم الدخول لم يتمكن الإمام المؤيد من الإعداد لحملة عسكرية قادرة على الدخول إلى يافع، وإخضاعها لسلطة الدولة، لذلك لا بد أن يتراجع عن التفكير في توجيه قوة عسكرية إلى هناك.
وفي الحقيقة إن الضعف الذي أصاب مركز الدولة كان سبباً في زيادة قوة المناطق المتمردة، وعلى رأسها يافع التي بدأت تعتدي على بعض المناطق التابعة للدولة القاسمية، فاستولت على سوق بقار في حدود الدمنة وقعطبة، كما تحالفت مع ابن شعفل، وأمنوا طريقهم إلى جهات عدن.
وعلى كلٍ فإن الإنقسامات والنزاع بين بعض مراكز القوى والإمام من جهة، وبين بعض مراكز القوى مع البعض الآخر، والاختلالات التي حدثت نتيجة لذلك كان له تأثير سلبي على الإمام المؤيد. وكان خلافه مع أخيه علي بن المتوكل بسبب يافع مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، فلم يكن منه إلا أن عقد العزم على التنازل عن الإمامة في (1096هـ/1685م)، غير أن وفاة علي بن المتوكل المفاجئ كان سبباً في تأجيل استقالته تلك. ولم يلبث أن توفي بعد أخيه علي في جمادى الآخرة سنة (1097ه/إبريل1686م).
ولا نستطيع أن ننكر أنه برغم الخلاف الذي حدث بين الأخوين، إلا أن علياً كان عوناً لأخيه الإمام المؤيد منذ إعلان إمامته، حيث تنازل له عن الإمامة، وكان سنداً له ضد باقي مراكز القوى من آل القاسم، وليس أدل على ذلك إلا ما ذكره ابن عامر، حيث يقول: "والإمام المؤيد كان يعهده لمهماته، ولما توفي رَكَّ جانب الإمام، لا سيما من صولة بني عمه أينما كانوا" .
ومهما يكن الأمر فإن سلطة الدولة القاسمية وهيبتها في كثير من المناطق اليمنية قد ضعفت، ففي شوال سنة (1093ه/ أكتوبر1682م) استولى علي بن بدر الكثيري صاحب حضرموت على بندر الشحر، وطرد عنه الوالي، وفي أول شهر القعدة سنة (1093ه/ أواخر أكتوبر1682م) نهبت القبائل أبين، وتصرفوا فيه بالنهي والأمر، وانقطعت طريق عدن، وامتنعت العدين عن تسليم ما عليها من مطالب للدولة لما قد نالها من الجور منذ عهد الإمام المتوكل، ولم تتمكن من عمل شيء بسبب قوة الدولة واجتماع الكلمة، ولكن عندما رأت في هذه المدة أن الدولة قد تفرقت آراؤها واختلفت أنظارها تمردت ورفضت الانصياع لأوامرها، وقامت بقتل عشرة من جند الدولة، وخاف منهم والي العدين عبدالله بن يحيى بن محمد بن الحسن، ولم يعد يطالبهم دفع ما عليهم من واجبات للدولة.
أما المناطق الشمالية فقد استمرت القبائل في عمليات الغزو وتعرضت الطرق هناك لأعمال السلب والنهب أكثر من ذي قبل، خاصة من قبائل دهمة التي استغلت هذه الظروف.
وكان أكثر تلك التمردات تأثيراً على استقرار الدولة بعد هزيمتها في يافع هي تلك الثورة التي شهدتها الحجرية، فاشتدت الحرب بينهم وبين صاحب المنصورة محمد بن أحمد بن الحسن ثلاثة أيام خارج المنصورة، هُزم فيها الأخير ونهبوا خيامه ومحطته، وعاد إلى المنصورة مهزوماً، وقد قُتل عدد من جنوده، وفي خلال تلك الحرب التي جرت كانت الحجرية قد طردت عمال صاحب المنصورة، وقتلوا بعض جنوده، ثم استولوا على الدمنة والجند والزيلعي، وقد امتد التمرد عليه من باب عدن من الصبيحة والحواشب إلى باب تعز، وكان المحرض لهم رجل صوفي يقال له علي بن حسين الرجبي، فأرسل إليه صاحب المنصورة الجنود، غير أنهم لم يتمكنوا من عمل شيء، وقتل
وكان المؤيد على ما يبدو محتاراً في أمر يافع، فإن أرسل إليها القوات فهو يخشى الهزيمة والخسارة، وإن تركها ستتمادى ويكون ذلك سبباً في تمرد المناطق الأخرى، غير أن الكثير ممن كان يستشيرهم كانوا يشيرون عليه بترك الدخول إلى يافع، ومن هؤلاء المؤرخ يحيى بن الحسين، الذي أرسل إليه رسالة ينصحه بشأن يافع، مما جاء فيها: "إن الأولى ترك يافع والإعراض عنه؛ لأن أعماله تحتاج إلى مصابرة، وخزائن قارونية، وعساكر خاقانية" . ثم سرد ما جرى في يافع من أحداث منذ بداية التاريخ الحديث، وأنهم كانوا يرفضون السيطرة عليهم وأخضاعهم منذ أيام الإمام شرف الدين حتى هذه الفترة.
وأمام تلك التناقضات والاختلافات حول دخول يافع مرة أخرى أو عدم الدخول لم يتمكن الإمام المؤيد من الإعداد لحملة عسكرية قادرة على الدخول إلى يافع، وإخضاعها لسلطة الدولة، لذلك لا بد أن يتراجع عن التفكير في توجيه قوة عسكرية إلى هناك.
وفي الحقيقة إن الضعف الذي أصاب مركز الدولة كان سبباً في زيادة قوة المناطق المتمردة، وعلى رأسها يافع التي بدأت تعتدي على بعض المناطق التابعة للدولة القاسمية، فاستولت على سوق بقار في حدود الدمنة وقعطبة، كما تحالفت مع ابن شعفل، وأمنوا طريقهم إلى جهات عدن.
وعلى كلٍ فإن الإنقسامات والنزاع بين بعض مراكز القوى والإمام من جهة، وبين بعض مراكز القوى مع البعض الآخر، والاختلالات التي حدثت نتيجة لذلك كان له تأثير سلبي على الإمام المؤيد. وكان خلافه مع أخيه علي بن المتوكل بسبب يافع مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، فلم يكن منه إلا أن عقد العزم على التنازل عن الإمامة في (1096هـ/1685م)، غير أن وفاة علي بن المتوكل المفاجئ كان سبباً في تأجيل استقالته تلك. ولم يلبث أن توفي بعد أخيه علي في جمادى الآخرة سنة (1097ه/إبريل1686م).
ولا نستطيع أن ننكر أنه برغم الخلاف الذي حدث بين الأخوين، إلا أن علياً كان عوناً لأخيه الإمام المؤيد منذ إعلان إمامته، حيث تنازل له عن الإمامة، وكان سنداً له ضد باقي مراكز القوى من آل القاسم، وليس أدل على ذلك إلا ما ذكره ابن عامر، حيث يقول: "والإمام المؤيد كان يعهده لمهماته، ولما توفي رَكَّ جانب الإمام، لا سيما من صولة بني عمه أينما كانوا" .
ومهما يكن الأمر فإن سلطة الدولة القاسمية وهيبتها في كثير من المناطق اليمنية قد ضعفت، ففي شوال سنة (1093ه/ أكتوبر1682م) استولى علي بن بدر الكثيري صاحب حضرموت على بندر الشحر، وطرد عنه الوالي، وفي أول شهر القعدة سنة (1093ه/ أواخر أكتوبر1682م) نهبت القبائل أبين، وتصرفوا فيه بالنهي والأمر، وانقطعت طريق عدن، وامتنعت العدين عن تسليم ما عليها من مطالب للدولة لما قد نالها من الجور منذ عهد الإمام المتوكل، ولم تتمكن من عمل شيء بسبب قوة الدولة واجتماع الكلمة، ولكن عندما رأت في هذه المدة أن الدولة قد تفرقت آراؤها واختلفت أنظارها تمردت ورفضت الانصياع لأوامرها، وقامت بقتل عشرة من جند الدولة، وخاف منهم والي العدين عبدالله بن يحيى بن محمد بن الحسن، ولم يعد يطالبهم دفع ما عليهم من واجبات للدولة.
أما المناطق الشمالية فقد استمرت القبائل في عمليات الغزو وتعرضت الطرق هناك لأعمال السلب والنهب أكثر من ذي قبل، خاصة من قبائل دهمة التي استغلت هذه الظروف.
وكان أكثر تلك التمردات تأثيراً على استقرار الدولة بعد هزيمتها في يافع هي تلك الثورة التي شهدتها الحجرية، فاشتدت الحرب بينهم وبين صاحب المنصورة محمد بن أحمد بن الحسن ثلاثة أيام خارج المنصورة، هُزم فيها الأخير ونهبوا خيامه ومحطته، وعاد إلى المنصورة مهزوماً، وقد قُتل عدد من جنوده، وفي خلال تلك الحرب التي جرت كانت الحجرية قد طردت عمال صاحب المنصورة، وقتلوا بعض جنوده، ثم استولوا على الدمنة والجند والزيلعي، وقد امتد التمرد عليه من باب عدن من الصبيحة والحواشب إلى باب تعز، وكان المحرض لهم رجل صوفي يقال له علي بن حسين الرجبي، فأرسل إليه صاحب المنصورة الجنود، غير أنهم لم يتمكنوا من عمل شيء، وقتل
#تاريخ_اليمن_أحمد_المطاع
الضحاك الهمداني ، إلى أصحابه من همدان ، وأهل عذر والأهنوم ، وظليمة ، وحجور ، لغمز قناتهم ومعرفة ما هم عليه فرجع ابو جعفر واخبره بتنكرهم ، فتحرك الإمام لمناجزتهم وسار إلى حجور ، ونزل بالبطنة فألقاه أهل عذر ، ثم تقدّم إلى السويق بجنود كثيرة وقابلته القرامطة فهزمهم وخضعت ظليمة والأهنوم ، وكان بين هاتين القبيلتين احقاد وحروب ، فأصلح الإمام بينهم واستأمن إليه من كان قرمطيا ، ثم سار إلى اثافت وأقام بها أياما وعاد إلى صعدة واستعمل على اثافت الحسن بن احمد البعداني.
وكان الإمام الناصر ، قد أرسل بكتب دعوته إلى كثير من بلدان اليمن ، ولما وصلت دعوته إلى بلاد حجة ، لم يقبلوا عليها ، ومزقها بعضهم فداهمتهم القرامطة ، ومزّقتهم كل ممزق ، وكان وصول القرامطة باستدعاء من أهل قدم لينصروهم على بني أعشب ، فهرعت القرامطة من جبل مسور ، ودخلوا حجة وقتلوا رئيسها عبد الله بن بديل الحجوري ، ونهبوها وعادوا أدراجهم بعد ان استعملوا رجلا منهم على حجة ، ولم يلبث أهل قدم أن تورطوا في خلاف جديد مع أهل بجير (١) فعاودوا الاستنجاد بالقرامطة فأنجدوهم ، ونشبت المعركة على حصن مدرج من بلاد الجبر ، فهزمت القرامطة أول الأمر ، ثم أعادت الكرة وعطفت على أهل الجبر فهزموهم ونهبوا بلادهم ، واخربوها ، وذبحوا الأطفال ، فاستنجدوا بالإمام الناصر وطلبوا منه العفو عما سبق فأنجدهم ، وكتب إلى أبي جعفر ابن الضحاك وأمره بالمسير معهم.
هلاك الطاغية علي بن الفضل القرمطي
وفيها هلك ابن فضل القرمطي مسموما وكان الذي سمه رجل غريب قدم من بغداد ، وقيل من الحجاز ، وكان جراحيا (٢) ماهرا اتصل بأسعد بن
______
(١) الحبر مقاطعة في مخلاف الشرف مربوطة بلواء حجة.
(٢) كذا في الأصل ولعله جرائحيا.
الضحاك الهمداني ، إلى أصحابه من همدان ، وأهل عذر والأهنوم ، وظليمة ، وحجور ، لغمز قناتهم ومعرفة ما هم عليه فرجع ابو جعفر واخبره بتنكرهم ، فتحرك الإمام لمناجزتهم وسار إلى حجور ، ونزل بالبطنة فألقاه أهل عذر ، ثم تقدّم إلى السويق بجنود كثيرة وقابلته القرامطة فهزمهم وخضعت ظليمة والأهنوم ، وكان بين هاتين القبيلتين احقاد وحروب ، فأصلح الإمام بينهم واستأمن إليه من كان قرمطيا ، ثم سار إلى اثافت وأقام بها أياما وعاد إلى صعدة واستعمل على اثافت الحسن بن احمد البعداني.
وكان الإمام الناصر ، قد أرسل بكتب دعوته إلى كثير من بلدان اليمن ، ولما وصلت دعوته إلى بلاد حجة ، لم يقبلوا عليها ، ومزقها بعضهم فداهمتهم القرامطة ، ومزّقتهم كل ممزق ، وكان وصول القرامطة باستدعاء من أهل قدم لينصروهم على بني أعشب ، فهرعت القرامطة من جبل مسور ، ودخلوا حجة وقتلوا رئيسها عبد الله بن بديل الحجوري ، ونهبوها وعادوا أدراجهم بعد ان استعملوا رجلا منهم على حجة ، ولم يلبث أهل قدم أن تورطوا في خلاف جديد مع أهل بجير (١) فعاودوا الاستنجاد بالقرامطة فأنجدوهم ، ونشبت المعركة على حصن مدرج من بلاد الجبر ، فهزمت القرامطة أول الأمر ، ثم أعادت الكرة وعطفت على أهل الجبر فهزموهم ونهبوا بلادهم ، واخربوها ، وذبحوا الأطفال ، فاستنجدوا بالإمام الناصر وطلبوا منه العفو عما سبق فأنجدهم ، وكتب إلى أبي جعفر ابن الضحاك وأمره بالمسير معهم.
هلاك الطاغية علي بن الفضل القرمطي
وفيها هلك ابن فضل القرمطي مسموما وكان الذي سمه رجل غريب قدم من بغداد ، وقيل من الحجاز ، وكان جراحيا (٢) ماهرا اتصل بأسعد بن
______
(١) الحبر مقاطعة في مخلاف الشرف مربوطة بلواء حجة.
(٢) كذا في الأصل ولعله جرائحيا.
أبي يعفر ، فرأى من خوفه وقلقه من الطّاغية المذكور ، ما حفزه على المغامرة بنفسه ، والتطويح بها في سبيل انقاذ المسلمين من كبول طغيان ابن فضل باغتياله ، ولما صمم على ما أعتزمه أخبر أسعد بذلك العزم فرغبه أسعد ووعده المشاطرة فيما يملك ، فرحل الشريف إلى المذخيرة واختلط برجال الدولة ، ووضع لهم الأشربة ، وركب الأدوية ، ووصف لهم العقاقير ونحوها مما (١) تستدعيه حالة الترف ورغد العيش طبعا ، ومكث يعاني هذه الصنعة بمهارة فائقة ، حتى نال شهرة عند رجال الدّولة ورفع خبره إلى الطاغية ، وكان قد اضطر إلى الفصد فطلبه ليقوم بعملية الفصد فافترص فرصة الاتصال بفريسته ودسّ له السّم في مشرطه ، وما هو إلّا ان فرغ من مهمته حتى ادرك الطاغية سرّ عمله ، وأحسّ بمفعول السم يجري لطرد روحه الشريرة من جسده الخبيث ، جريان النار في يابس الهشيم فأمر بطلب الشريف فأسرعت الجنود في البحث عنه ، وكان قد بارح تلك القرية الظالم أهلها ، فأسرعوا في طلبه في الجهات الأربع ، وأدركه بعضهم بوادي السحول (٢) ، فحاولوا القبض عليه فدافع عن نفسه حتى قتل رحمه الله وشالت نعامة (٣) الطاغية ، عقيب ذلك منتصف ربيع الآخر سنة ٣٠٣ ودفن بالمذيخرة.
ونقل الزحيف عن كتاب كشف الأسرار وهتك الاستار عن محجوب الكفار للسيد يحيى بن القاسم (٤) الحمزي إن سبب موته كان على يد السيد الشهيد
______
(١) في الأصل منما.
(٢) وله مشهد هناك يعرف بغرمات اسم الرجل.
(٣) يقال في المثل سالت نعامتهم : اي تفرقوا وذهبوا لأن النعامة موصوفة بالخفة وسرعة الذهاب والهرب ومنه قول صخر الفي :
دعاه صاحباه حين شاك
نعامتهم وقد صفر القلوب
(٤) كذا ينسب المؤلف رحمه الله كتاب كشف الأسرار الى يحيى بن القاسم الحمزي المتوفي سنة ٦٦٦ (ترجمته في مطلع البدور) والمعروف ان هذا الكتاب من تأليف الفقيه محمد بن لمك الحمادي المتوفي نحو سنة ٤٧٠ وهو في كشف فصائح الباطنية وقد طبع عدة مرات. ولعل الذي أوقعه في هذا السهو مصدره الذي ينقل عنه وهو كتاب مآثر الأبرار للزحيف.
ونقل الزحيف عن كتاب كشف الأسرار وهتك الاستار عن محجوب الكفار للسيد يحيى بن القاسم (٤) الحمزي إن سبب موته كان على يد السيد الشهيد
______
(١) في الأصل منما.
(٢) وله مشهد هناك يعرف بغرمات اسم الرجل.
(٣) يقال في المثل سالت نعامتهم : اي تفرقوا وذهبوا لأن النعامة موصوفة بالخفة وسرعة الذهاب والهرب ومنه قول صخر الفي :
دعاه صاحباه حين شاك
نعامتهم وقد صفر القلوب
(٤) كذا ينسب المؤلف رحمه الله كتاب كشف الأسرار الى يحيى بن القاسم الحمزي المتوفي سنة ٦٦٦ (ترجمته في مطلع البدور) والمعروف ان هذا الكتاب من تأليف الفقيه محمد بن لمك الحمادي المتوفي نحو سنة ٤٧٠ وهو في كشف فصائح الباطنية وقد طبع عدة مرات. ولعل الذي أوقعه في هذا السهو مصدره الذي ينقل عنه وهو كتاب مآثر الأبرار للزحيف.
علي بن محمد الحسني رحمه الله ، فإنه باع نفسه من الله لما رأى أفعال عدو الله فأعمل الحيلة وتهيأ بهيئة طبيب عارف ، وأوهمه أن به علّة ان لم يفعل فيها ما يأمره هلك فأمره بفصد عزفين في رجله وفصده بمبضع مسموم بسم قاتل. فما مضى عليه إلّا القليل حتى بلغ الألم شغاف قلبه ، وهرب السيد بعد فصده حتى بلغ نقيل صيد فقتل هناك شهيدا ثم مات ابن فضل عقيب ذلك يوم الأربعاء للنصف من ربيع الآخر سنة ٣٠٣ انتهى.
وفي تتمة سيرة الإمام الهادي عليه السلام ، ما لفظه : وأصاب ابن فضل لعنه الله مرض في بدنه فتفجر من اسفل بطنه ، وأماته الله على اسوأ حال لعنه الله. ولم يذكر ما أشار إليه غيره من مؤرخي اليمن (١) ، ان قتله بالسم على يد الشريف ، وقد أشار إلى ذلك أبو الحسن علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح في رسالته التي كتبها إلى أبي العلاء المعري وضمنها عيوب الملاحدة ومذامهم جاء فيها : والصناديقي (٢) في اليمن ، فكانت جيوشه بالمذيخرة وسفهنة (٣) وخوطب بالربوبية (٤) ، وكوتب بها فكانت له دار إفاضة ، يجمع إليها نساء البلدة كلها ، ويدخل الرجال عليهن ليلا قال من يوثق بخبره : دخلت إليها لأنظر ، فسمعت امرأة تقول : يا بني فقال يا أمه نريد أن نمضي أمر وليّ الله فينا ، وكان يقول إذا فعلتم هذا لم يتميّز مال من مال ، ولا ولد من ولد ، فتكونون كنفس (٥) واحدة فغزاه الحسني من صنعاء
______
(١) راجع تاريخ عمارة والجندي والخزرجي وقرة العيون وأنباء الزمن (ص).
(٢) تسمية ابن فضل بالصناديقي لم نجده في غير رسالة ابن القارح (ص).
(٣) سفهنة قرية من أعمال الجند وهي سهفنة بتقديم الفاء الموحدة على الهاء لا كما رسمها ابن القارح ، وتعرف الآن بالسفنة باسقاط الهاء الأولى (ص).
(٤) قال الخزرجي ان الطاغية كان يكتب عنوان كتابه إذا كتبه من باسط الأرض وداحيها ومزلزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده فلان انتهى. ولكن رواية الثقة التي استند إليها ابن القارح عن الذي دخل دار الافاضة وسمع الخطاب الذي دار بين الولد وأمه يخالف ما ذكره فتأمل (ص).
(٥) هذه عين الاشتراكية الشيوعية الروسية الآن (ص).
وفي تتمة سيرة الإمام الهادي عليه السلام ، ما لفظه : وأصاب ابن فضل لعنه الله مرض في بدنه فتفجر من اسفل بطنه ، وأماته الله على اسوأ حال لعنه الله. ولم يذكر ما أشار إليه غيره من مؤرخي اليمن (١) ، ان قتله بالسم على يد الشريف ، وقد أشار إلى ذلك أبو الحسن علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح في رسالته التي كتبها إلى أبي العلاء المعري وضمنها عيوب الملاحدة ومذامهم جاء فيها : والصناديقي (٢) في اليمن ، فكانت جيوشه بالمذيخرة وسفهنة (٣) وخوطب بالربوبية (٤) ، وكوتب بها فكانت له دار إفاضة ، يجمع إليها نساء البلدة كلها ، ويدخل الرجال عليهن ليلا قال من يوثق بخبره : دخلت إليها لأنظر ، فسمعت امرأة تقول : يا بني فقال يا أمه نريد أن نمضي أمر وليّ الله فينا ، وكان يقول إذا فعلتم هذا لم يتميّز مال من مال ، ولا ولد من ولد ، فتكونون كنفس (٥) واحدة فغزاه الحسني من صنعاء
______
(١) راجع تاريخ عمارة والجندي والخزرجي وقرة العيون وأنباء الزمن (ص).
(٢) تسمية ابن فضل بالصناديقي لم نجده في غير رسالة ابن القارح (ص).
(٣) سفهنة قرية من أعمال الجند وهي سهفنة بتقديم الفاء الموحدة على الهاء لا كما رسمها ابن القارح ، وتعرف الآن بالسفنة باسقاط الهاء الأولى (ص).
(٤) قال الخزرجي ان الطاغية كان يكتب عنوان كتابه إذا كتبه من باسط الأرض وداحيها ومزلزل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده فلان انتهى. ولكن رواية الثقة التي استند إليها ابن القارح عن الذي دخل دار الافاضة وسمع الخطاب الذي دار بين الولد وأمه يخالف ما ذكره فتأمل (ص).
(٥) هذه عين الاشتراكية الشيوعية الروسية الآن (ص).
فهزمه ، وتحصّن منه في حصن هناك ، فانفذ إليه الحسني طبيبا بمبضغ مسموم ، ففصده به فقتله انتهى.
ولقد غلط ابن القارح كما ترى ، فظن الحسني ملك صنعاء وانه لمّا عجز عن القرمطي دسّ إليه السّم بواسطة الطّبيب ، ولما كانت هذه الرسالة قد طبعت ونشرت ، وهي مشهورة اضطررنا إلى الإشارة إليها صونا للحقيقة التأريخية من التشويه.
وقال الأستاذ المعاصر عبد الله بن علي القصيمي في كتابه «الصراع بين الاسلام والوثنية» : ان هلاك الطاغية المذكور كان بصنعاء والصحيح ما قدمناه.
استئصال القرامطة وخراب المذيخرة
لما هلك الطاغية وبلغ أسعد بن أبي يعفر بادر بالنّهوض من صنعاء وجمع الجموع لاستئصال شافة القرامطة ، وقطع دابرهم ، وكان قد انتصب بعد الطاغية ولده الفأفأ ، فأساء السيرة في أصحاب والده ، وقتل منهم كثيرا ، وما عثم أسعد بن أبي يعفر أن أناخ بجموعه على جبل ثومان ، وقد وافته القبائل اليمنية من كل صوب وحدب فشنّ بهم الغارات على مخلاف جعفر ، وأغار على الحصون ، وكلما خرج عليهم عسكر من المذيخرة كسرهم المسلمون حتى وهنت قوة القرامطة ، وغارت عزائمهم ، وأسعد يشدّد عليهم الحصار ويبالغ في التضييق إلى أن عجزوا عن المقاومة ، ودخل اسعد المذيخرة قهرا بالسيف يوم الخميس ، لسبع ليال بقين من رجب سنة ٣٠٤ فكانت مدة الحصار والمنازلة سنة كاملة ، قال الجندي (١) : (قيل انه لم ينزع اسعد فيها درعه ، ولم يزل متقلدا لسيفه ، وانقطعت دولة القرامطة من مخلاف جعفر ولم تزل المذيخرة خرابا الى عصرنا).
______
(١) السلوك ج ١ ص ٢٤٥.
154
ولقد غلط ابن القارح كما ترى ، فظن الحسني ملك صنعاء وانه لمّا عجز عن القرمطي دسّ إليه السّم بواسطة الطّبيب ، ولما كانت هذه الرسالة قد طبعت ونشرت ، وهي مشهورة اضطررنا إلى الإشارة إليها صونا للحقيقة التأريخية من التشويه.
وقال الأستاذ المعاصر عبد الله بن علي القصيمي في كتابه «الصراع بين الاسلام والوثنية» : ان هلاك الطاغية المذكور كان بصنعاء والصحيح ما قدمناه.
استئصال القرامطة وخراب المذيخرة
لما هلك الطاغية وبلغ أسعد بن أبي يعفر بادر بالنّهوض من صنعاء وجمع الجموع لاستئصال شافة القرامطة ، وقطع دابرهم ، وكان قد انتصب بعد الطاغية ولده الفأفأ ، فأساء السيرة في أصحاب والده ، وقتل منهم كثيرا ، وما عثم أسعد بن أبي يعفر أن أناخ بجموعه على جبل ثومان ، وقد وافته القبائل اليمنية من كل صوب وحدب فشنّ بهم الغارات على مخلاف جعفر ، وأغار على الحصون ، وكلما خرج عليهم عسكر من المذيخرة كسرهم المسلمون حتى وهنت قوة القرامطة ، وغارت عزائمهم ، وأسعد يشدّد عليهم الحصار ويبالغ في التضييق إلى أن عجزوا عن المقاومة ، ودخل اسعد المذيخرة قهرا بالسيف يوم الخميس ، لسبع ليال بقين من رجب سنة ٣٠٤ فكانت مدة الحصار والمنازلة سنة كاملة ، قال الجندي (١) : (قيل انه لم ينزع اسعد فيها درعه ، ولم يزل متقلدا لسيفه ، وانقطعت دولة القرامطة من مخلاف جعفر ولم تزل المذيخرة خرابا الى عصرنا).
______
(١) السلوك ج ١ ص ٢٤٥.
154
#نشر_المحاسن_اليمانية
وحزن ابن الديبع لمقتلهما حزنا شديدا ، ولا سيما أن من أمر بمطاردتهما وقتلهما هو الأمير الكردي الذي كان ظلوما غشوما سفاكا للدماء ، كرديا محبوبا من السلطان الغوري ، مكروها من أمراء الجراكسة الذين يعدونه دخيلا فيهم ، فأبعده السلطان الغوري بهذه الحملة عنهم حماية له منهم ، ورفعا لمنزلته إذا انتصر في حملته تلك.
وكذلك فإن الكردي لم يطلب المال من السلطان عامر للاستعانة به ضد الكفار ، وهو في طريقه إلى الحرب ، بل حين العودة منها ، وهذا ما عدّه عامر ابتزازا واستغلالا يأباه ، ولولا أن جنود عامر لم يألفوا البنادق النارية الحربية الجديدة لسحق حسين الكردي ومن معه في اليمن.
وقد روى ابن الديبع أخبار عامر وأخيه عبد الملك في كتابيه (بغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد) و (قرة العيون بأخبار اليمن الميمون) ، وتأثر جدا لنهايتيهما ورثاهما بقوله :
أخلاي ، ضاع الدين من بعد عامر
وبعد أخيه أعدل الناس بالناس
فمذ فقدا ، والله ، والله ، إننا
من الأمن والإيناس في غاية الياس
ودخل الجراكسة صنعاء سنة (٩٢٣ ه ـ ١٥١٧ م) ففعلوا أفاعيل منكرة.
ـ ب ـ
ولم يكن بنو طاهر وحدهم في اليمن ، فقد كان فيه عدة أمراء ، يحكم كل منهم جزءا منه صغيرا أو كبيرا.
وكان من الذين أدركه ابن الديبع منهم :
١ ـ المتوكل على الله (... ـ ٨٧٩ ه) ـ (... ـ ١٤٧٤ م) :
وهو المطهر بن محمد بن سليمان يحيى بن حمزة ، أبو محمد ، الملقب بالمتوكل على الله ، من أئمة الزيدية باليمن ، دعا إلى نفسه سنة (٨٤٠ ه) ، وقاومه الناصر الزيدي أحمد بن محمد المطهر بن يحيى من أئمة الزيدية باليمن أيضا ، المتوفى عام ٨٦٧ ه.
وما زالت صنعاء بينهما ، يملكها أحدهما وينتزعها منه الآخر إلى أن أسره الناصر
وحزن ابن الديبع لمقتلهما حزنا شديدا ، ولا سيما أن من أمر بمطاردتهما وقتلهما هو الأمير الكردي الذي كان ظلوما غشوما سفاكا للدماء ، كرديا محبوبا من السلطان الغوري ، مكروها من أمراء الجراكسة الذين يعدونه دخيلا فيهم ، فأبعده السلطان الغوري بهذه الحملة عنهم حماية له منهم ، ورفعا لمنزلته إذا انتصر في حملته تلك.
وكذلك فإن الكردي لم يطلب المال من السلطان عامر للاستعانة به ضد الكفار ، وهو في طريقه إلى الحرب ، بل حين العودة منها ، وهذا ما عدّه عامر ابتزازا واستغلالا يأباه ، ولولا أن جنود عامر لم يألفوا البنادق النارية الحربية الجديدة لسحق حسين الكردي ومن معه في اليمن.
وقد روى ابن الديبع أخبار عامر وأخيه عبد الملك في كتابيه (بغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد) و (قرة العيون بأخبار اليمن الميمون) ، وتأثر جدا لنهايتيهما ورثاهما بقوله :
أخلاي ، ضاع الدين من بعد عامر
وبعد أخيه أعدل الناس بالناس
فمذ فقدا ، والله ، والله ، إننا
من الأمن والإيناس في غاية الياس
ودخل الجراكسة صنعاء سنة (٩٢٣ ه ـ ١٥١٧ م) ففعلوا أفاعيل منكرة.
ـ ب ـ
ولم يكن بنو طاهر وحدهم في اليمن ، فقد كان فيه عدة أمراء ، يحكم كل منهم جزءا منه صغيرا أو كبيرا.
وكان من الذين أدركه ابن الديبع منهم :
١ ـ المتوكل على الله (... ـ ٨٧٩ ه) ـ (... ـ ١٤٧٤ م) :
وهو المطهر بن محمد بن سليمان يحيى بن حمزة ، أبو محمد ، الملقب بالمتوكل على الله ، من أئمة الزيدية باليمن ، دعا إلى نفسه سنة (٨٤٠ ه) ، وقاومه الناصر الزيدي أحمد بن محمد المطهر بن يحيى من أئمة الزيدية باليمن أيضا ، المتوفى عام ٨٦٧ ه.
وما زالت صنعاء بينهما ، يملكها أحدهما وينتزعها منه الآخر إلى أن أسره الناصر
فحبسه في حصن الربعة ، وفرّ من محبسه بعد مدة ، وتغلب على الناصر ، واعتقله سنة (٨٦٦ ه) وحبسه في كوكبان حتى مات في حبسه عام (٨٦٧ ه) ونقل إلى صنعاء.
وحسنت حال المتوكل بعدئذ واستقر ، إلى أن توفي بذمار (٤).
وقام من بعده :
٢ ـ الهادي إلى الحق (٨٤٥ ـ ٩٠٠ ه) ـ (١٤٤٢ ـ ١٤٩٥ م) :
وهو عز الدين بن الحسن بن علي المؤيد من أئمة الزيدية وعلمائهم باليمن ، ولد ونشأ في أعلى فللة ، وانتقل إلى صعدة ، ثم إلى تهامة ، وبرع فى علوم الدين ، ودعا إلى نفسه ، وتلقب بالهادي إلى الحق كجده ، فبايعه أهل فللة سنة ٨٧٩ ه ، وأطاعته بلاد السودة وكحلان والشرفين والبلاد الشامية في اليمن. واستمرت إمامته إلى أن توفي بصنعاء. وكان قد أنشأ عدة مساجد ، وصنف كتبا منها المعراج في شرح المنهاج للعرشي ، والفتاوي وهو مجلد ضخم يعتمد عليه في مذهب الإمام زيد (٥).
وقام من بعده ابنه :
٣ ـ الناصر الزيدي (٨٦٢ ـ ٩٢٩ ه) ـ (١٤٥٨ ـ ١٥٢٣ م) :
وهو الحسن بن عز الدين الناصر للدين ، فكان من أئمة الزيدية باليمن ، دعا لنفسه في حصن كحلان ، بعد وفاة والده سنة (٩٠٠ ه ـ ١٤٩٥ م) ، وخطب له بمدينة صعدة ، وناوأه خصوم له ، فلفقوا عليه قصة أوجبت حكم القضاء بفسخ إمامته ، فمال عنه الناس ، واستمر في قلة منهم ، وتوفي في مدينة فللة شمالي صنعاء ، وكان فقيها فاضلا ، له (القسطاس المقبول في شرح معيار العقول في الأصول) و (رسائل فيها أدب وبلاغة) (٦).
وفي خلال ذلك قام :
______
(٤) الأعلام ١ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ و٧ / ٢٥٤
(٥) الأعلام ٤ / ٢٢٩
(٦) الأعلام ٢ / ١٩٩ ، وقد ورد خبره في بلوغ المرام في شرح مسك الختام ص ٤١٢ أنه تولى سنة ٨٨٣ ه وتوفي سنة ٩٢٩ ه.
وحسنت حال المتوكل بعدئذ واستقر ، إلى أن توفي بذمار (٤).
وقام من بعده :
٢ ـ الهادي إلى الحق (٨٤٥ ـ ٩٠٠ ه) ـ (١٤٤٢ ـ ١٤٩٥ م) :
وهو عز الدين بن الحسن بن علي المؤيد من أئمة الزيدية وعلمائهم باليمن ، ولد ونشأ في أعلى فللة ، وانتقل إلى صعدة ، ثم إلى تهامة ، وبرع فى علوم الدين ، ودعا إلى نفسه ، وتلقب بالهادي إلى الحق كجده ، فبايعه أهل فللة سنة ٨٧٩ ه ، وأطاعته بلاد السودة وكحلان والشرفين والبلاد الشامية في اليمن. واستمرت إمامته إلى أن توفي بصنعاء. وكان قد أنشأ عدة مساجد ، وصنف كتبا منها المعراج في شرح المنهاج للعرشي ، والفتاوي وهو مجلد ضخم يعتمد عليه في مذهب الإمام زيد (٥).
وقام من بعده ابنه :
٣ ـ الناصر الزيدي (٨٦٢ ـ ٩٢٩ ه) ـ (١٤٥٨ ـ ١٥٢٣ م) :
وهو الحسن بن عز الدين الناصر للدين ، فكان من أئمة الزيدية باليمن ، دعا لنفسه في حصن كحلان ، بعد وفاة والده سنة (٩٠٠ ه ـ ١٤٩٥ م) ، وخطب له بمدينة صعدة ، وناوأه خصوم له ، فلفقوا عليه قصة أوجبت حكم القضاء بفسخ إمامته ، فمال عنه الناس ، واستمر في قلة منهم ، وتوفي في مدينة فللة شمالي صنعاء ، وكان فقيها فاضلا ، له (القسطاس المقبول في شرح معيار العقول في الأصول) و (رسائل فيها أدب وبلاغة) (٦).
وفي خلال ذلك قام :
______
(٤) الأعلام ١ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ و٧ / ٢٥٤
(٥) الأعلام ٤ / ٢٢٩
(٦) الأعلام ٢ / ١٩٩ ، وقد ورد خبره في بلوغ المرام في شرح مسك الختام ص ٤١٢ أنه تولى سنة ٨٨٣ ه وتوفي سنة ٩٢٩ ه.
٤ ـ محمد بن الناصر (... ـ ٩٠٨ ه) (... ـ ١٥٠٣ م) :
وهو محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن الإمام المطهر بن يحيى الحسني ، أمير يماني من أهل العلم بالحديث ، له كتاب فيه ، وتولى مدينة صنعاء وبلادها أربعين سنة ، وكان حسن السيرة محبوبا ، وفي أيامه أغار السلطان عامر بن عبد الوهاب على صنعاء ، وجرت بينهما حروب ، ومات بصنعاء (٧).
وفي الوقت نفسه ظهر :
٥ ـ المهدي العلوي (... ـ ٩٤٣ ه) (... ـ ١٥٣٦ م) :
وهو أحمد بن يحيى بن الفضل ، من سلالة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحسني العلوي ، شمس الدين ، إمام زيدي من كبار القائمين في اليمن ، كان آباؤه يتوارثون الإمامة خفية في عهد الدولة الرسولية ، ولما ظهر ضعف الرسوليين جهر المهدي أحمد بن يحيى بدعوته ، فالتف حوله خلق كثير ، وجعل جبال صنعاء قاعدة لملكه واستمر إلى أن توفي عام (٩٤٣ ه ـ ١٥٣٦ م) (٨).
وقام من بعده ابنه :
٦ ـ المتوكل الزيدي (٨٧٧ ـ ٩٦٥ ه) ـ (١٤٧٣ ـ ١٥٥٨ م) :
وهو يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى الحسني العلوي ، المتوكل على الله من أئمة الزيدية في اليمن ، ومن فقهائهم وشعرائهم ، بويع له بالإمامة في جبال صنعاء بعد وفاة أبيه سنة (٩٤٣ ه ـ ١٥٣٦ م) ، وعظم أمره ، فكانت له وقائع مع الترك ، وأطاعته قبائل كثيرة ، وشجر خلاف بينه وبين ابنه المطهر (محمد بن يحيى) أدى إلى استيلاء الأتراك على كثير من جهات اليمن ، ثم اتفقا على أن يحتفظ الأب بالإمامة ، ويتولى الابن سياسة البلاد فولي الأعمال وقاد الجيش ، وضربت السكة باسم
______
(٧) الأعلام ٧ / ١٢١
(٨) الأعلام ١ / ٢٧٠
وهو محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن الإمام المطهر بن يحيى الحسني ، أمير يماني من أهل العلم بالحديث ، له كتاب فيه ، وتولى مدينة صنعاء وبلادها أربعين سنة ، وكان حسن السيرة محبوبا ، وفي أيامه أغار السلطان عامر بن عبد الوهاب على صنعاء ، وجرت بينهما حروب ، ومات بصنعاء (٧).
وفي الوقت نفسه ظهر :
٥ ـ المهدي العلوي (... ـ ٩٤٣ ه) (... ـ ١٥٣٦ م) :
وهو أحمد بن يحيى بن الفضل ، من سلالة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحسني العلوي ، شمس الدين ، إمام زيدي من كبار القائمين في اليمن ، كان آباؤه يتوارثون الإمامة خفية في عهد الدولة الرسولية ، ولما ظهر ضعف الرسوليين جهر المهدي أحمد بن يحيى بدعوته ، فالتف حوله خلق كثير ، وجعل جبال صنعاء قاعدة لملكه واستمر إلى أن توفي عام (٩٤٣ ه ـ ١٥٣٦ م) (٨).
وقام من بعده ابنه :
٦ ـ المتوكل الزيدي (٨٧٧ ـ ٩٦٥ ه) ـ (١٤٧٣ ـ ١٥٥٨ م) :
وهو يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى الحسني العلوي ، المتوكل على الله من أئمة الزيدية في اليمن ، ومن فقهائهم وشعرائهم ، بويع له بالإمامة في جبال صنعاء بعد وفاة أبيه سنة (٩٤٣ ه ـ ١٥٣٦ م) ، وعظم أمره ، فكانت له وقائع مع الترك ، وأطاعته قبائل كثيرة ، وشجر خلاف بينه وبين ابنه المطهر (محمد بن يحيى) أدى إلى استيلاء الأتراك على كثير من جهات اليمن ، ثم اتفقا على أن يحتفظ الأب بالإمامة ، ويتولى الابن سياسة البلاد فولي الأعمال وقاد الجيش ، وضربت السكة باسم
______
(٧) الأعلام ٧ / ١٢١
(٨) الأعلام ١ / ٢٧٠
المطهر في حياة أبيه ، واستقر المتوكل في كوكبان ، ثم انتقل إلى ظفير حجة وفقد بصره ، وتوفي بالظفير عام (٩٦٥ ه ـ ١٥٥٨ م) (٩).
وقام من بعده ابنه هذا الإمام :
٧ ـ المطهر فخر الدين محمد بن يحيى الملقب بالناصر (٩٠٨ ـ ٩٨٠ ه) ـ (١٥٠٣ ـ ١٥٧٢ م) :
بويع له في جبل صنعاء بعد وفاة والده ، وعظم أمره ، فملك ملكا واسعا في أعالي اليمن ، وحاربه الأتراك العثمانيون حروبا طويلة ، انتهت بالصلح معه ، على أن تبقى له صعدة وكوكبان وأعمالها.
واستمر في ذلك إلى أن توفي عام (٩٨٠ ه ـ ١٥٧٢ م) (١٠) فخلفه أبناؤه من بعده في مقاومة العثمانيين.
ـ ج ـ
ثم إن ابن الديبع قد عاصر من العثمانيين :
١ ـ السلطان الغازي محمد الثاني ـ الفاتح ـ (٨٣٣ ـ ٨٨٦ ه) ـ (١٤٢٩ ـ ١٤٨١ م) :
وهو سابع سلاطين بني عثمان الذي افتتح القسطنطينية في ٢٠ جمادى الأولى سنة ٨٥٧ ه الموافق ل ٢٩ أيار ١٤٥٣ م أي قبل ولادة ابن الديبع بتسع سنوات تقريبا ، وبذلك حقق نبوءة النبي العربي الكريم سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم فيما رواه عنه أحمد في مسنده إذ يقول :
عن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش» (١١).
______
(٩) الأعلام ٨ / ١٥٠ ، والعقيق اليماني وفيه أن دعوته كانت بعد وفاة المنصور بالله محمد بن علي الوشلي سنة ٩١١ ه وسماه يحيى بن شرف الدين بن شمس الدين.
(١٠) الأعلام ٧ / ١٤١ والمدارس الإسلامية في اليمن ٢٧٩ ـ ٢٨٠
(١١) مسند أحمد ٤ / ٣٣٥
وقام من بعده ابنه هذا الإمام :
٧ ـ المطهر فخر الدين محمد بن يحيى الملقب بالناصر (٩٠٨ ـ ٩٨٠ ه) ـ (١٥٠٣ ـ ١٥٧٢ م) :
بويع له في جبل صنعاء بعد وفاة والده ، وعظم أمره ، فملك ملكا واسعا في أعالي اليمن ، وحاربه الأتراك العثمانيون حروبا طويلة ، انتهت بالصلح معه ، على أن تبقى له صعدة وكوكبان وأعمالها.
واستمر في ذلك إلى أن توفي عام (٩٨٠ ه ـ ١٥٧٢ م) (١٠) فخلفه أبناؤه من بعده في مقاومة العثمانيين.
ـ ج ـ
ثم إن ابن الديبع قد عاصر من العثمانيين :
١ ـ السلطان الغازي محمد الثاني ـ الفاتح ـ (٨٣٣ ـ ٨٨٦ ه) ـ (١٤٢٩ ـ ١٤٨١ م) :
وهو سابع سلاطين بني عثمان الذي افتتح القسطنطينية في ٢٠ جمادى الأولى سنة ٨٥٧ ه الموافق ل ٢٩ أيار ١٤٥٣ م أي قبل ولادة ابن الديبع بتسع سنوات تقريبا ، وبذلك حقق نبوءة النبي العربي الكريم سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم فيما رواه عنه أحمد في مسنده إذ يقول :
عن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش» (١١).
______
(٩) الأعلام ٨ / ١٥٠ ، والعقيق اليماني وفيه أن دعوته كانت بعد وفاة المنصور بالله محمد بن علي الوشلي سنة ٩١١ ه وسماه يحيى بن شرف الدين بن شمس الدين.
(١٠) الأعلام ٧ / ١٤١ والمدارس الإسلامية في اليمن ٢٧٩ ـ ٢٨٠
(١١) مسند أحمد ٤ / ٣٣٥
وكذلك ورد : «عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : بينما نحن حول رسول الله صلىاللهعليهوسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أي المدينتين تفتح أولا ، القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مدينة هرقل تفتح أولا ، يعني قسطنطينية» (١٢).
وقد فتحت القسطنطينية وتحققت فيها نبوءة الصادق المصدوق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا بدّ أن تتحقق في رومية بقية النبوءة. ولكنا لا نزال ننتظر صحوة المسلمين وعودتهم إلى كتاب الله وسنته ، لتتحقق على أيديهم تمام النبوءة بفتح رومية ، فيعود العدل والسلام إلى أرجاء عالمنا المضطرب المليء بالمظالم والحقد.
وقد حوّل السلطان محمد الفاتح اسم القسطنطينية إلى (إسلامبول) أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام ، وهي ما تسمى (الآستانة) أو (إستانبول).
وحفظ التاريخ للرجل موقفه هذا في الدفاع عن الإسلام وانتصاره على الروم ، الذي جاء بعد سنتين من تولّيه سدة الحكم سنة (٨٥٥ ه ـ ١٤٥١ م) وهو ابن اثنين وعشرين عاما ، يضج عزما وشبابا.
وظن ملك الروم قسطنطين التاسع أن باستطاعته التحكم بأمر هذا الشاب وفرض الهيمنة عليه ، فأرسل إليه يتهدده ، ويطالبه بمضاعفة مبلغ الجزية السنوية التي كانت تدفع له ، فكان الردّ عليه بفتح القسطنطينية ، أبلغ ردّ وأقواه.
وخلف السلطان محمدا الفاتح من بعده السلطان بايزيد الثاني (١٣).
٢ ـ السلطان بايزيد الثاني (... ـ ٩١٨ ه) ـ (... ـ ١٥١٢ م) :
وقد أدرك ابن الديبع فترة حكمه كلها التي استمرت بين عامي (٨٨٦ ـ ٩١٨ ه) ـ (١٤٨١ ـ ١٥١٢ م) ، وهو ثامن سلاطين بني عثمان الذين حكموا قبله حسب الترتيب التالي :
١ ـ عثمان الأول (٦٧٩ ـ ٧٢٥ ه) ـ (١٢٨١ ـ ١٣٢٤ م).
٢ ـ أورخان (٧٢٥ ـ ٧٦١ ه) ـ (١٣٢٤ ـ ١٣٦٠ م).
______
(١٢) مسند أحمد ٤ / ١٧٦
(١٣) رجال ومواقف تحت راية الإسلام لبسام العسلي ص ٢٦٩ ـ ٢٧٣ ، دار الفكر بدمشق ١٤٠٣ ه ـ ١٩٨٣ م. ويراجع في أزمنة حكم سلاطين بني عثمان قبل السلطان بايزيد الثاني (الأطلس التاريخي لشوقي أبي خليل ص ٦٧).
15
وقد فتحت القسطنطينية وتحققت فيها نبوءة الصادق المصدوق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا بدّ أن تتحقق في رومية بقية النبوءة. ولكنا لا نزال ننتظر صحوة المسلمين وعودتهم إلى كتاب الله وسنته ، لتتحقق على أيديهم تمام النبوءة بفتح رومية ، فيعود العدل والسلام إلى أرجاء عالمنا المضطرب المليء بالمظالم والحقد.
وقد حوّل السلطان محمد الفاتح اسم القسطنطينية إلى (إسلامبول) أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام ، وهي ما تسمى (الآستانة) أو (إستانبول).
وحفظ التاريخ للرجل موقفه هذا في الدفاع عن الإسلام وانتصاره على الروم ، الذي جاء بعد سنتين من تولّيه سدة الحكم سنة (٨٥٥ ه ـ ١٤٥١ م) وهو ابن اثنين وعشرين عاما ، يضج عزما وشبابا.
وظن ملك الروم قسطنطين التاسع أن باستطاعته التحكم بأمر هذا الشاب وفرض الهيمنة عليه ، فأرسل إليه يتهدده ، ويطالبه بمضاعفة مبلغ الجزية السنوية التي كانت تدفع له ، فكان الردّ عليه بفتح القسطنطينية ، أبلغ ردّ وأقواه.
وخلف السلطان محمدا الفاتح من بعده السلطان بايزيد الثاني (١٣).
٢ ـ السلطان بايزيد الثاني (... ـ ٩١٨ ه) ـ (... ـ ١٥١٢ م) :
وقد أدرك ابن الديبع فترة حكمه كلها التي استمرت بين عامي (٨٨٦ ـ ٩١٨ ه) ـ (١٤٨١ ـ ١٥١٢ م) ، وهو ثامن سلاطين بني عثمان الذين حكموا قبله حسب الترتيب التالي :
١ ـ عثمان الأول (٦٧٩ ـ ٧٢٥ ه) ـ (١٢٨١ ـ ١٣٢٤ م).
٢ ـ أورخان (٧٢٥ ـ ٧٦١ ه) ـ (١٣٢٤ ـ ١٣٦٠ م).
______
(١٢) مسند أحمد ٤ / ١٧٦
(١٣) رجال ومواقف تحت راية الإسلام لبسام العسلي ص ٢٦٩ ـ ٢٧٣ ، دار الفكر بدمشق ١٤٠٣ ه ـ ١٩٨٣ م. ويراجع في أزمنة حكم سلاطين بني عثمان قبل السلطان بايزيد الثاني (الأطلس التاريخي لشوقي أبي خليل ص ٦٧).
15