حكاية اغنية
سرى الليل وانايم
كلمات الشاعر عوض عبدالله بن سبيتي
غناء فرقة الانشاد العدنية
الشاعر ابن السبتي من مواليد مدينة الديس الشرقية لعام 1880م وتوفى بها عام 1964 حسب بعض الروا يات المختلفة في وفاته.
تعتبر الديس الشرقية نافذة الفن المشقاصي لالحانه وشروحاته ومساجلات الشعراء فهي جواز مرور للشهرة.مثلها ومثل نوافذ المرور لبعض العواصم العربية كالقاهرة وبيروت.فقد انجبت الديس الكثير من المشهورين من الادباء والعلماء والشعراء والفنانين ومنهم الشاعر عوض بن السبتي واول ظهور له على الساحة الفنية بقصيدته الغنائية التي يقول فيها
لارعى الله ليالي وايام مرت ولاشي حكومة
والحكم يمشي على الراضي وعاالمغصوب
،،،،،،،،،،،،،،
آه ياما بحالي من صاحبي ماعرف لي يرومه
قدها فضيلة علي دايم ونا متعوب
،،،،،،،،
حطيط الذبالي لي شل عقلي وغلط قسومه
ورجعت من غير حس ياذا العذب مسلوب
،،،،،،،،،
مايرحم لحالي الجسم ضاني وكثرة همومه
والعين عاالخد دايم دمعها مسكوب
بسقيك حالي صافي من التو مروق بيومه
وانت ماتعرف كلامي يومنا مغلوب
،،،،،،،،،
بعير الكلالي مرصون في الحلب قد دخلت نجومه
وانت قبض بالفدامة شو الجمل شلهوب
،،،،،،،،،
بلحنها الشرحي المنقول من الحان الهبيش والذي ادخل عليه الفنان محمد جمعة خان هندسته حين غناه بطريقة الطرب. هذا اللحن اثار قريحة الشاعر حسين المحضار لينقلة من شاعر هبيش الى ملحن وشاعر طرب باول اغنية له طربية،،يارسولي توجه بالسلامه،، الرواية المتواترة،
الحكاية
كتب الاستاذ البا حث الدكتور عبد الباسط الغرابي في مجلة خلفة شهر نوفمبر2011 موضوع بعنوان المساجلة السلطانية بقولة
على لحن رقصة الركلة في لحج وضواحيها وخاصة سكان المناطق الساحلية وعلى فواح روائح الفل والكادي والياسمين من بستان الحسبني.وزقزقة البلابل والعصافير وتغريد القمري والخضير.وصوت المغني يسجع بلحن الرقصة يدخل الشاعر عوض بن سبيتي المشهور بموهبته الفذه وموهبته المتميزة وكلماته الرصينة ليقول بيته المشهور والذي اصبح مطلع لكثير من قصائد الشعراء اللاحقين حيث يقول
سرى الليل وانايم على البحر ماشي
فائدة في منام الليل حل السرية
رجع المغني وصدح بصوته والناس منبهرة والشعراء المتواجدون لم يتكلم منهم احد وكأنهم اقتنعوا بأن هذا البيت
يستحق ان يرقص عليه الراقصون حتى يترسخ في وجدان الحاضرين ومع استئناف الراقصون فجأة يظهر موكب السلطان العبدلي سلطان لحج
عبد الكريم فضل العبدلي في موكبه احس الحاضرون بوجود السلطان توقف الجميع تقديراً لمقامه وحضرة سموه الا ان السلطان المتواضع طلب منهم الاستمرار في رقصهم حتى عاد المغني يشدو بصوته ببيت ابن سبيتي ،،سرى الليل،، اثار هذا البيت شاعرية السلطان فقال البيت التالي
ملكت السماء والارض ماهي لحد
واستغفر الله لايكتب علي خطية
فعاد ابن سبيتي للمدارة مجاوبا السلطان بقوله
سماها وكرسيها لخلاقها والارض لك
حكمها والناس تحتك رعية
فأجابه السلطان بعزة السلاطين بقوله
انا بومحمد ماتوطي لحد
الا المقادير جابتني لبوكم هدية
وعلى اثر البيت الاخير غادر السلطان المدارة متوجها للحج ولم يعلم الشاعر بن سبيتي ولا السلطان العبدلي ان هذه الابيات سوف تخلد بلحنها وتتناقلها حناجر كبار الفنانين في الجزيرة والخليج باشعار مختلفة لشعراء مختلفين ولاننسى دور الشاعر احمد بومهدي بالاضافات الجميلة بقوله
سرى الليل ورامي شباك الهوى
والبحر كله دواء وانت حياتك عطية
شرفته من الطاقة حرقت الكبد
وانت دواء للكبود يابو الخدود الندية
انا لي سنه صابر ولاشفت شي
والحر يعزف علي والرطل يرجع وقيه
وهكذا انشدتها فرقة الانشاد العدنية ولاقت اعجاب الكثير من السامعين والمشاهدين في مسارح تلك الايام والليالي الجميلة وزمان يافن
،،، ،،،،،،،
سرى الليل وانايم
كلمات الشاعر عوض عبدالله بن سبيتي
غناء فرقة الانشاد العدنية
الشاعر ابن السبتي من مواليد مدينة الديس الشرقية لعام 1880م وتوفى بها عام 1964 حسب بعض الروا يات المختلفة في وفاته.
تعتبر الديس الشرقية نافذة الفن المشقاصي لالحانه وشروحاته ومساجلات الشعراء فهي جواز مرور للشهرة.مثلها ومثل نوافذ المرور لبعض العواصم العربية كالقاهرة وبيروت.فقد انجبت الديس الكثير من المشهورين من الادباء والعلماء والشعراء والفنانين ومنهم الشاعر عوض بن السبتي واول ظهور له على الساحة الفنية بقصيدته الغنائية التي يقول فيها
لارعى الله ليالي وايام مرت ولاشي حكومة
والحكم يمشي على الراضي وعاالمغصوب
،،،،،،،،،،،،،،
آه ياما بحالي من صاحبي ماعرف لي يرومه
قدها فضيلة علي دايم ونا متعوب
،،،،،،،،
حطيط الذبالي لي شل عقلي وغلط قسومه
ورجعت من غير حس ياذا العذب مسلوب
،،،،،،،،،
مايرحم لحالي الجسم ضاني وكثرة همومه
والعين عاالخد دايم دمعها مسكوب
بسقيك حالي صافي من التو مروق بيومه
وانت ماتعرف كلامي يومنا مغلوب
،،،،،،،،،
بعير الكلالي مرصون في الحلب قد دخلت نجومه
وانت قبض بالفدامة شو الجمل شلهوب
،،،،،،،،،
بلحنها الشرحي المنقول من الحان الهبيش والذي ادخل عليه الفنان محمد جمعة خان هندسته حين غناه بطريقة الطرب. هذا اللحن اثار قريحة الشاعر حسين المحضار لينقلة من شاعر هبيش الى ملحن وشاعر طرب باول اغنية له طربية،،يارسولي توجه بالسلامه،، الرواية المتواترة،
الحكاية
كتب الاستاذ البا حث الدكتور عبد الباسط الغرابي في مجلة خلفة شهر نوفمبر2011 موضوع بعنوان المساجلة السلطانية بقولة
على لحن رقصة الركلة في لحج وضواحيها وخاصة سكان المناطق الساحلية وعلى فواح روائح الفل والكادي والياسمين من بستان الحسبني.وزقزقة البلابل والعصافير وتغريد القمري والخضير.وصوت المغني يسجع بلحن الرقصة يدخل الشاعر عوض بن سبيتي المشهور بموهبته الفذه وموهبته المتميزة وكلماته الرصينة ليقول بيته المشهور والذي اصبح مطلع لكثير من قصائد الشعراء اللاحقين حيث يقول
سرى الليل وانايم على البحر ماشي
فائدة في منام الليل حل السرية
رجع المغني وصدح بصوته والناس منبهرة والشعراء المتواجدون لم يتكلم منهم احد وكأنهم اقتنعوا بأن هذا البيت
يستحق ان يرقص عليه الراقصون حتى يترسخ في وجدان الحاضرين ومع استئناف الراقصون فجأة يظهر موكب السلطان العبدلي سلطان لحج
عبد الكريم فضل العبدلي في موكبه احس الحاضرون بوجود السلطان توقف الجميع تقديراً لمقامه وحضرة سموه الا ان السلطان المتواضع طلب منهم الاستمرار في رقصهم حتى عاد المغني يشدو بصوته ببيت ابن سبيتي ،،سرى الليل،، اثار هذا البيت شاعرية السلطان فقال البيت التالي
ملكت السماء والارض ماهي لحد
واستغفر الله لايكتب علي خطية
فعاد ابن سبيتي للمدارة مجاوبا السلطان بقوله
سماها وكرسيها لخلاقها والارض لك
حكمها والناس تحتك رعية
فأجابه السلطان بعزة السلاطين بقوله
انا بومحمد ماتوطي لحد
الا المقادير جابتني لبوكم هدية
وعلى اثر البيت الاخير غادر السلطان المدارة متوجها للحج ولم يعلم الشاعر بن سبيتي ولا السلطان العبدلي ان هذه الابيات سوف تخلد بلحنها وتتناقلها حناجر كبار الفنانين في الجزيرة والخليج باشعار مختلفة لشعراء مختلفين ولاننسى دور الشاعر احمد بومهدي بالاضافات الجميلة بقوله
سرى الليل ورامي شباك الهوى
والبحر كله دواء وانت حياتك عطية
شرفته من الطاقة حرقت الكبد
وانت دواء للكبود يابو الخدود الندية
انا لي سنه صابر ولاشفت شي
والحر يعزف علي والرطل يرجع وقيه
وهكذا انشدتها فرقة الانشاد العدنية ولاقت اعجاب الكثير من السامعين والمشاهدين في مسارح تلك الايام والليالي الجميلة وزمان يافن
،،، ،،،،،،،
سرى الليل
الكلمات: هذه الأغنية أبياتها من أقوال عدة شعراء بنوا جميعهم على لحن (سرى الليل) هم: السلطان عبدالله عثمان الفضلي ، عبدالله هادي سبيت ومهدي عبيد محلتي
اللحن: هذا اللحن في الأصل أبيني وعليه بنى الشعراء: عبدالله هادي سبيت ومهدي عبيد محلتي ومحمد سعد عبدالله كل قصيدة مستقلة سوف نستعرضها في قابل الأيام إن شاء الله.
غناء: فضل محمد اللحجي وعبود زين
هذه قصيدة محلتية تجد فيها المحبوبة قد طوقت بقلادتها عنق أبي رضوان ولم يلق منها فكاك ؛ فذهب يشكو ويئنّ ويرجّع صدى أنينه (بحر الوزف) ... وسرى مطارية فقم وبئر حيدرة يردّون الصوت بعده من على ظهور مطاياهم ــــــ الليلة سقينا وبا نزحي وعيدكم وهطي محلتي:
سرى الليـل وا نـــايـم على البحر * ماشي فايده في منــام الليل حِـلّ السريّه
سرى الليل يا مولى الذهب والرشوش*لا شدّت الخيل شدّوا المُهرة العولقية
يا ابن النـــــــاس حبّيتـك وحبيتني * يا ليتني ملك لك وانته تقــــــع مُلك ليّه
أنا بو محمد ما انطرف شي لِحَـــْد * مَــلّا المقـــــــادير جـــابتني لبوكم هديّه
تشحرني من الطاقة حَرَقتْ الكِبِــدْ * وانت دواء للكبـد يا بو الخــــــدود النديّة
أنا لي سنة صــابر ولا شفت شي * والخَرْج يحـزِف علي جنبي ورطـلي وقيه
أنــا والنبـي مظلـوم وانت السبب * وليه يا صـاحبي دايـــــــــــم تركّـب أذيّه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: الرشوش: عقد من ذهب تعلقه المرأة في أبين على صدرها بأطرافه قطع رهيفة مستديرة، ويُدعى عند نساء لحج (الرَّشحَة). تقع: تكون. ما انطرف شي لحد: لا يقدر أحد على الإمساك بي لأني حذر دوماً. مَلاّ المقادير: ليس سو الأقدار ساقتنا إليكم هديّة واصلة. جابتني: جاءت بي. تشحرني: تنظرني ، ترمقني. الطاقة: النافذة. الخرج يعزف عليّ: أي أن صرفياتي في ازدياد لكأن الرطل صار عندي بقيمة وقيّة. تركّب: تعمد إلى ؛ تفعل أذية. وكلّه شغل صنعاء هدية: كل ما تنتجه وتشتغله مدينة صنعاء يصلح لتقديمه كهدايا؛ وصنعاء مدينة العنب والزبيب.
الكلمات: هذه الأغنية أبياتها من أقوال عدة شعراء بنوا جميعهم على لحن (سرى الليل) هم: السلطان عبدالله عثمان الفضلي ، عبدالله هادي سبيت ومهدي عبيد محلتي
اللحن: هذا اللحن في الأصل أبيني وعليه بنى الشعراء: عبدالله هادي سبيت ومهدي عبيد محلتي ومحمد سعد عبدالله كل قصيدة مستقلة سوف نستعرضها في قابل الأيام إن شاء الله.
غناء: فضل محمد اللحجي وعبود زين
هذه قصيدة محلتية تجد فيها المحبوبة قد طوقت بقلادتها عنق أبي رضوان ولم يلق منها فكاك ؛ فذهب يشكو ويئنّ ويرجّع صدى أنينه (بحر الوزف) ... وسرى مطارية فقم وبئر حيدرة يردّون الصوت بعده من على ظهور مطاياهم ــــــ الليلة سقينا وبا نزحي وعيدكم وهطي محلتي:
سرى الليـل وا نـــايـم على البحر * ماشي فايده في منــام الليل حِـلّ السريّه
سرى الليل يا مولى الذهب والرشوش*لا شدّت الخيل شدّوا المُهرة العولقية
يا ابن النـــــــاس حبّيتـك وحبيتني * يا ليتني ملك لك وانته تقــــــع مُلك ليّه
أنا بو محمد ما انطرف شي لِحَـــْد * مَــلّا المقـــــــادير جـــابتني لبوكم هديّه
تشحرني من الطاقة حَرَقتْ الكِبِــدْ * وانت دواء للكبـد يا بو الخــــــدود النديّة
أنا لي سنة صــابر ولا شفت شي * والخَرْج يحـزِف علي جنبي ورطـلي وقيه
أنــا والنبـي مظلـوم وانت السبب * وليه يا صـاحبي دايـــــــــــم تركّـب أذيّه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: الرشوش: عقد من ذهب تعلقه المرأة في أبين على صدرها بأطرافه قطع رهيفة مستديرة، ويُدعى عند نساء لحج (الرَّشحَة). تقع: تكون. ما انطرف شي لحد: لا يقدر أحد على الإمساك بي لأني حذر دوماً. مَلاّ المقادير: ليس سو الأقدار ساقتنا إليكم هديّة واصلة. جابتني: جاءت بي. تشحرني: تنظرني ، ترمقني. الطاقة: النافذة. الخرج يعزف عليّ: أي أن صرفياتي في ازدياد لكأن الرطل صار عندي بقيمة وقيّة. تركّب: تعمد إلى ؛ تفعل أذية. وكلّه شغل صنعاء هدية: كل ما تنتجه وتشتغله مدينة صنعاء يصلح لتقديمه كهدايا؛ وصنعاء مدينة العنب والزبيب.
هاتوا برهانكم ودحيفكم.. وأرونا كيف ترقصون عليه
-----------------------------
غلام علي *
-----------
كتب الاستاذ الباحث الدكتور عبد الباسط الغرابي، في مجلة(خلفة) شهر نوفمبر2011، موضوعا بعنوان (المساجلة السلطانية)، ومما قال فيه:
(على لحن رقصة الركلة في لحج وضواحيها وخاصة سكان المناطق الساحلية، وعلى فواح روائح الفل والكادي والياسمين من بستان الحسبني، وزقزقة البلابل والعصافير وتغريد القمري والخضير، وصوت المغني يسجع بلحن الرقصة، يدخل الشاعر عوض بن سبيتي المشهور بموهبته الفذة وموهبته المتميزة وكلماته الرصينة ليقول بيته المشهور والذي اصبح مطلعا لكثير من قصائد الشعراء اللاحقين حيث يقول:
سرى الليل وانايم على البحر ماشي
فائدة في منام الليل حل السرية
رجع المغني وصدح بصوته، والناس منبهرة والشعراء المتواجدون لم يتكلم منهم احد، وكأنهم اقتنعوا بأن هذا البيت
يستحق ان يرقص عليه الراقصون حتى يترسخ في وجدان الحاضرين، ومع استئناف الراقصون، فجأة يظهر موكب السلطان العبدلي سلطان لحج عبد الكريم فضل العبدلي، في موكب، احس الحاضرون بوجود السلطان، توقف الجميع تقديراً لمقامه وحضرة سموه، الا ان السلطان المتواضع طلب منهم الاستمرار في رقصهم، حتى عاد المغني يشدو بصوته ببيت ابن سبيتي (سرى الليل).. اثار هذا البيت شاعرية السلطان فقال البيت التالي:
ملكت السماء والارض ماهي لحد
واستغفر الله لايكتب علي خطية
فعاد ابن سبيتي للمدارة مجاوبا السلطان بقوله:
سماها وكرسيها لخلاقها والارض لك
حكمها والناس تحتك رعية
فأجابه السلطان بعزة السلاطين بقوله:
انا بومحمد ماتوطى لحد
الا المقادير جابتني لبوكم هدية).
ماهذا التناقض يادكتور؟ حاولت مراراً ان استسيغها وامررها، ولكنني لم استطع، فلا يعقل ان يأتي السلطان العبدلي، وبعزة السلاطين وجلال قدرهم، وقد ركبه الشطط والنزق، ويخاطب شعبه باللهجة الابينية بقوله: انا بومحمد مانطرف شي لحد الا الاقدار ساقتني لبوكم لقمة سايغة وحطبا للمكريب.
ماله وكيف؟ ولما وين؟ شو ذا الهرج؟ شو هذا التناقض الفاضح يادكتور؟
وقد استوقفتني فيما استوقفتني في مقالكم، واستفزتني امور عدة ومنها:
اولا: آخر ما كنا نتوقعه ان يأتي الطعن والتزوير من الاهل وذوي القربى، وشر البلية ما يضحك، وان لم تستحِ فافعل ماتشتهي.
وعلى ذلك يمكنني القول، من واقع عشناه ونعيشه، ان فن الدحيف وبالأخص (سرى الليل وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه)، هو تراث دحيفي شقري /ابيني، ومتوارث ابا عن جد، منذ مئات السنين، وهي مسألة مفروغ منها ولا تحتاج الى جدال او اثبات، ومهما كانت الاجتهادات والحرفنة في التزوير، لم ولن تستطيعوا، وكيفما كانت المحاولة في ان تلبسها لباسا عبدليا وتلحجنها او تخلجنها او تحضرمها ..تكشفك انفاسها الشقراوية بعبقها ورائحتها الذخنية الخلابة، وببريقها الساحر والأخاذ ، بلهجتها الأبينية وما وراء الكلمات من معاني البيان والتبيان،
ويكفي التهريج والتخريف، عاد الجنان يبا عقل ..والسرقة بحاجة للاحتراف.
وعلى ذلك يمكنني القول:
ان السلطان العبدلي علي عبدالكريم فضل، لم يكن شاعرا في يوم من الايام، ولا يوجد لديه ولد يحمل اسم (محمد)، وهذا البيت الشعري الاثري، هو للسيد احمد القميشي من شقره، وولده هو الاستاذ محمد احمد القميشي لايزال حيا يرزق وشاهدا على ما اقول..وقد جاء جوابا على السلطان الفضلي عبدالله عثمان في احدى المساجلات الشعرية، بينهما في شقره، عام 1957 عندما قال السلطان الفضلي :
ريت خوتي بجنبي يوم قدني ولد
لكن خوتي عصوني اليوم معهم عطيه
هكذا يازمان الجور كلك نكد
تحكم على الزين بالشبعه وبطنه خليه
فكان جواب السيد القميشي:
انا بومحمد مانطرف شي لحد
الا المقادير جابتني اليكم هديه
وفيما يلي نموذج آخر من (سرى الليل وانايم على البحر) :
السلطان عبدالقادر بن احمد حسين الفضلي:
حلمته عشاء انه بجنبي رقد
وقمت ون الوقى والارض منه خليه
ملكت السماء والارض ماهيه لحد
واستغفر الله لايكتب عليه خطيه
احمد امبارك :
سماها وكرسيها لواحد احد
والارض لك حكمها والناس تحتك رعيه
نموذج ثالث للدحيف الشقري
-------------------------
احمد امبارك :
من سمعني قرحت بالصوت بايقول سالي
آح في آح ياذا العرب
حنيت من ضيق حالي
سار عنتر وسار الجيد زيد الهلالي
وسارت الناس من بعدهم ماعاد حد ببالي
السلطان القادري:
ونعمين في عنتر وزيد الهلالي
قلنا وش جرى منهم فصح كلامك قبالي
هم خذوا ارض حد اوسكتوا بحر مالي
او السماء يوم زل ونته معاهم جيت في جنب عالي
ذي ذكرته نا تحسيته وهوه من رجالي
وعادني شيز الهرج ياذي ماتهم التوالي
ثانيا: وقد كما افادنا رئيس جمعية تراث الدحيف الشاعر المتألق ايهاب باضاوي : ان الدحيف يأتي على ثلاثة اصوات اي (البحر ..الوزن والمقياس الموسيقي) والمتعارف عليه: 1- الصوت الطويل 2- الصوت القصير 3- الصوت المتوسط.
-----------------------------
غلام علي *
-----------
كتب الاستاذ الباحث الدكتور عبد الباسط الغرابي، في مجلة(خلفة) شهر نوفمبر2011، موضوعا بعنوان (المساجلة السلطانية)، ومما قال فيه:
(على لحن رقصة الركلة في لحج وضواحيها وخاصة سكان المناطق الساحلية، وعلى فواح روائح الفل والكادي والياسمين من بستان الحسبني، وزقزقة البلابل والعصافير وتغريد القمري والخضير، وصوت المغني يسجع بلحن الرقصة، يدخل الشاعر عوض بن سبيتي المشهور بموهبته الفذة وموهبته المتميزة وكلماته الرصينة ليقول بيته المشهور والذي اصبح مطلعا لكثير من قصائد الشعراء اللاحقين حيث يقول:
سرى الليل وانايم على البحر ماشي
فائدة في منام الليل حل السرية
رجع المغني وصدح بصوته، والناس منبهرة والشعراء المتواجدون لم يتكلم منهم احد، وكأنهم اقتنعوا بأن هذا البيت
يستحق ان يرقص عليه الراقصون حتى يترسخ في وجدان الحاضرين، ومع استئناف الراقصون، فجأة يظهر موكب السلطان العبدلي سلطان لحج عبد الكريم فضل العبدلي، في موكب، احس الحاضرون بوجود السلطان، توقف الجميع تقديراً لمقامه وحضرة سموه، الا ان السلطان المتواضع طلب منهم الاستمرار في رقصهم، حتى عاد المغني يشدو بصوته ببيت ابن سبيتي (سرى الليل).. اثار هذا البيت شاعرية السلطان فقال البيت التالي:
ملكت السماء والارض ماهي لحد
واستغفر الله لايكتب علي خطية
فعاد ابن سبيتي للمدارة مجاوبا السلطان بقوله:
سماها وكرسيها لخلاقها والارض لك
حكمها والناس تحتك رعية
فأجابه السلطان بعزة السلاطين بقوله:
انا بومحمد ماتوطى لحد
الا المقادير جابتني لبوكم هدية).
ماهذا التناقض يادكتور؟ حاولت مراراً ان استسيغها وامررها، ولكنني لم استطع، فلا يعقل ان يأتي السلطان العبدلي، وبعزة السلاطين وجلال قدرهم، وقد ركبه الشطط والنزق، ويخاطب شعبه باللهجة الابينية بقوله: انا بومحمد مانطرف شي لحد الا الاقدار ساقتني لبوكم لقمة سايغة وحطبا للمكريب.
ماله وكيف؟ ولما وين؟ شو ذا الهرج؟ شو هذا التناقض الفاضح يادكتور؟
وقد استوقفتني فيما استوقفتني في مقالكم، واستفزتني امور عدة ومنها:
اولا: آخر ما كنا نتوقعه ان يأتي الطعن والتزوير من الاهل وذوي القربى، وشر البلية ما يضحك، وان لم تستحِ فافعل ماتشتهي.
وعلى ذلك يمكنني القول، من واقع عشناه ونعيشه، ان فن الدحيف وبالأخص (سرى الليل وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه)، هو تراث دحيفي شقري /ابيني، ومتوارث ابا عن جد، منذ مئات السنين، وهي مسألة مفروغ منها ولا تحتاج الى جدال او اثبات، ومهما كانت الاجتهادات والحرفنة في التزوير، لم ولن تستطيعوا، وكيفما كانت المحاولة في ان تلبسها لباسا عبدليا وتلحجنها او تخلجنها او تحضرمها ..تكشفك انفاسها الشقراوية بعبقها ورائحتها الذخنية الخلابة، وببريقها الساحر والأخاذ ، بلهجتها الأبينية وما وراء الكلمات من معاني البيان والتبيان،
ويكفي التهريج والتخريف، عاد الجنان يبا عقل ..والسرقة بحاجة للاحتراف.
وعلى ذلك يمكنني القول:
ان السلطان العبدلي علي عبدالكريم فضل، لم يكن شاعرا في يوم من الايام، ولا يوجد لديه ولد يحمل اسم (محمد)، وهذا البيت الشعري الاثري، هو للسيد احمد القميشي من شقره، وولده هو الاستاذ محمد احمد القميشي لايزال حيا يرزق وشاهدا على ما اقول..وقد جاء جوابا على السلطان الفضلي عبدالله عثمان في احدى المساجلات الشعرية، بينهما في شقره، عام 1957 عندما قال السلطان الفضلي :
ريت خوتي بجنبي يوم قدني ولد
لكن خوتي عصوني اليوم معهم عطيه
هكذا يازمان الجور كلك نكد
تحكم على الزين بالشبعه وبطنه خليه
فكان جواب السيد القميشي:
انا بومحمد مانطرف شي لحد
الا المقادير جابتني اليكم هديه
وفيما يلي نموذج آخر من (سرى الليل وانايم على البحر) :
السلطان عبدالقادر بن احمد حسين الفضلي:
حلمته عشاء انه بجنبي رقد
وقمت ون الوقى والارض منه خليه
ملكت السماء والارض ماهيه لحد
واستغفر الله لايكتب عليه خطيه
احمد امبارك :
سماها وكرسيها لواحد احد
والارض لك حكمها والناس تحتك رعيه
نموذج ثالث للدحيف الشقري
-------------------------
احمد امبارك :
من سمعني قرحت بالصوت بايقول سالي
آح في آح ياذا العرب
حنيت من ضيق حالي
سار عنتر وسار الجيد زيد الهلالي
وسارت الناس من بعدهم ماعاد حد ببالي
السلطان القادري:
ونعمين في عنتر وزيد الهلالي
قلنا وش جرى منهم فصح كلامك قبالي
هم خذوا ارض حد اوسكتوا بحر مالي
او السماء يوم زل ونته معاهم جيت في جنب عالي
ذي ذكرته نا تحسيته وهوه من رجالي
وعادني شيز الهرج ياذي ماتهم التوالي
ثانيا: وقد كما افادنا رئيس جمعية تراث الدحيف الشاعر المتألق ايهاب باضاوي : ان الدحيف يأتي على ثلاثة اصوات اي (البحر ..الوزن والمقياس الموسيقي) والمتعارف عليه: 1- الصوت الطويل 2- الصوت القصير 3- الصوت المتوسط.
وقد شهد الدحيف تطوراً وازهارا على يد مؤسسه العملاق عبدالقادر بن احمد حسين الفضلي في مرحلته الاولى 1929.
المرحله الثانية من (سرى وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه) وكانت بين الشاعر محمد باشعيب وآخرين.
المرحلة الثالثة من (سرى الليل وانايم) وكانت بين العملاق السلطان عبدالله عثمان الفضلي، والسيد القميشي، وصولاً الى عميد الدحيف ابي بكر باسحيم .
كما يوجد في ارشيف الدحيف قصائد معتقة منذ مئات السنين، تثبت بالدليل القاطع شقراويتها والتي تمتهنها شقره وتستنشقها ليل نهار وابا عن جد، ومنها قصيدة الشاعر ابوبكر دوعن المرقشي عام1877 ايام حكم السلطان احمد حسين الفضلي والد العملاق السلطان (القادري).
مما يعني وبالعربي الفصيح ان الدحيف موجود في شقره، يا دكتورنا الغرابي، وقبل ان يخلق جدك السابع والسلطان العبدلي والشاعر السبيتي، ونحن لسنا من هرجيسا حتى تأتي وتقوم بتحريف وتزوير تراث آبائنا واجدادنا يادكتورنا المبجل.
ثالثا:
- مانطرف شي لحد ،
ماشي فايده في منام الليل حل السريه،
ذي ذكرته نا تحسبته ، ياذي ماتهم التوالي ، لا يكتب عليه خطيه.. هي ابينية الماركة والتسجيل وبامتياز ، شقرية المنشأ والصناعة والهوى والهوية ومنها:
شي عيشه؟
شي صرفه؟
شي بايقع ولا تسهان؟
وكذلك تلحقها ( ام الحميرية) :
حبيبي لادنى امليل
تمسي حالتيحاله
الا قله يجيني يجي لهله وجهاله
كما يوسف ليعقوب
حبيبي خير محبوب
مع امنود لا غدر امليل ، شع امهراء كمل ، امهراء هوه.
الا لا غيبك واناصر
كن امبيت با يوكلني
غرتني ثياب امسهره
وخليتك تغيب مني
دمعي كل ليله ساكب
حين ابكي وساعه غني
هذا من قفا اهل المهجر
ذي بدلاتهم غرتني
* باحث موسيقي/ مدير ادارة الفنون الأسبق بمحافظة ابين
المرحله الثانية من (سرى وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه) وكانت بين الشاعر محمد باشعيب وآخرين.
المرحلة الثالثة من (سرى الليل وانايم) وكانت بين العملاق السلطان عبدالله عثمان الفضلي، والسيد القميشي، وصولاً الى عميد الدحيف ابي بكر باسحيم .
كما يوجد في ارشيف الدحيف قصائد معتقة منذ مئات السنين، تثبت بالدليل القاطع شقراويتها والتي تمتهنها شقره وتستنشقها ليل نهار وابا عن جد، ومنها قصيدة الشاعر ابوبكر دوعن المرقشي عام1877 ايام حكم السلطان احمد حسين الفضلي والد العملاق السلطان (القادري).
مما يعني وبالعربي الفصيح ان الدحيف موجود في شقره، يا دكتورنا الغرابي، وقبل ان يخلق جدك السابع والسلطان العبدلي والشاعر السبيتي، ونحن لسنا من هرجيسا حتى تأتي وتقوم بتحريف وتزوير تراث آبائنا واجدادنا يادكتورنا المبجل.
ثالثا:
- مانطرف شي لحد ،
ماشي فايده في منام الليل حل السريه،
ذي ذكرته نا تحسبته ، ياذي ماتهم التوالي ، لا يكتب عليه خطيه.. هي ابينية الماركة والتسجيل وبامتياز ، شقرية المنشأ والصناعة والهوى والهوية ومنها:
شي عيشه؟
شي صرفه؟
شي بايقع ولا تسهان؟
وكذلك تلحقها ( ام الحميرية) :
حبيبي لادنى امليل
تمسي حالتيحاله
الا قله يجيني يجي لهله وجهاله
كما يوسف ليعقوب
حبيبي خير محبوب
مع امنود لا غدر امليل ، شع امهراء كمل ، امهراء هوه.
الا لا غيبك واناصر
كن امبيت با يوكلني
غرتني ثياب امسهره
وخليتك تغيب مني
دمعي كل ليله ساكب
حين ابكي وساعه غني
هذا من قفا اهل المهجر
ذي بدلاتهم غرتني
* باحث موسيقي/ مدير ادارة الفنون الأسبق بمحافظة ابين
علي المقري...
محمد عبده وتحريف الأغنية اليمنية "الجريئة"
ساهم الفنان السعودي الكبير محمد عبده في انتشار الأغنية اليمنية على نطاق واسع خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك من خلال التوزيع الموسيقي الحديث للأغاني وبثها عبر قنوات إعلامية شهيرة. وأدت صلته الحميمة بالفنانين اليمنيين إلى اكتساب خبرة بتاريخ وتنوع هذه الأغنية في مختلف مستوياتها.
مع هذا، بدا الفنان محمد عبده مقيداً بالشروط الاجتماعية الدينية التي عاش ويعيش فيها فأعطى لنفسه الحق في القيام بتحريف بعض كلمات الأغاني اليمنية التي لا تناسب واقعه المحافظ خصيصا مع ازدياد ما سمي بـ"الصحوة الإسلامية" في السعودية، وقد تبعه في ذلك الكثيرون من الفنانين وأبرزهم أبو بكر سالم بلفقيه في تعامله مع الأغاني الصنعانية...
سوف أكتفي هنا، لمناسبة يوم الأغنية اليمنية، بالإشارة إلى ما قام به في أغنية "سرى الليل"، وهي تنسب لعدد من الشعراء أولهم الشاعر عوض عبدالله بن سبيتي المولود في الديس الشرقية في حضرموت عام 1880.
وما سنجده أن الفنان محمد عبده قام بحذف أو تعديل العبارات والكلمات التي وضعتها هنا بين قوسين، مع ملاحظة أن الشاعر كان ينطلق من موقع إيماني، وهو ما نجده في قوله: (أستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة).
*سرى الليل*
سرى الَّليل وانايم على البحر ماشي فايدة في منامِ الَّليلة حل السَّرية
سرى الَّليل وارامي شباك الهوى والبحر كلَّه نوى وإنتَ حياتك شجية
(ملكتَ السماء والأرض ما هي لحد واستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة)
سرينا وشرَّعنا غوابيرنا والعشق ما هو لنا لأهل القلوب السلية
سرى الَّليل وامولد الذهب والرِّشوش لا شدَّوا الخيل يشد المُهرة العولقية
أنا (اسمي) محمد ما (أمتلكش) لحد إلاَّ المقادير جابتني لأبوكم هدية
سماها وكرسيها لخلاّقها و(الأرض لك ملكها) والنَّاس (عندك) رعيّة
يا ابن النَّاس حبيتك وحبيت أنا. يا ليتني ملك لك وإلا تصير ملك ليه
نظرني من الطَّاقه وحرق لي الكبد.. وإنتَ الدواء لِلكبد يا أبو الخدود الندية
أنا يا حبيب مظلوم وإنتَ السَّبب.. أهو ليه ياصاحبي دايم تِنكد علَّيه
ونلاحظ لدى السماع أن محمد عبده قام بحذف هذا البيت:
(ملكتَ السماء والأرض ما هي لحد واستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة)
وحوّل قوله (سماها وكرسيها لخلاّقها والأرض لك ملكها) إلى (والأرض له ملكها)... إلخ
وهناك الكثير من الفنانين قاموا بأداء الأغنية إلا أنهم لم يقوموا بتغير أو حذف بعض الأبيات منها وإن حصل فإن ذلك لم يمس بجوهر الأغنية كما هو لدى طلاح مداح وفيصل علوي وشروق وغيرهم.
وهي مناسبة للتذكير بالانحرافات الأولى لتشويه الأغنية اليمنية المفعمة بالحرّية.
محمد عبده وتحريف الأغنية اليمنية "الجريئة"
ساهم الفنان السعودي الكبير محمد عبده في انتشار الأغنية اليمنية على نطاق واسع خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك من خلال التوزيع الموسيقي الحديث للأغاني وبثها عبر قنوات إعلامية شهيرة. وأدت صلته الحميمة بالفنانين اليمنيين إلى اكتساب خبرة بتاريخ وتنوع هذه الأغنية في مختلف مستوياتها.
مع هذا، بدا الفنان محمد عبده مقيداً بالشروط الاجتماعية الدينية التي عاش ويعيش فيها فأعطى لنفسه الحق في القيام بتحريف بعض كلمات الأغاني اليمنية التي لا تناسب واقعه المحافظ خصيصا مع ازدياد ما سمي بـ"الصحوة الإسلامية" في السعودية، وقد تبعه في ذلك الكثيرون من الفنانين وأبرزهم أبو بكر سالم بلفقيه في تعامله مع الأغاني الصنعانية...
سوف أكتفي هنا، لمناسبة يوم الأغنية اليمنية، بالإشارة إلى ما قام به في أغنية "سرى الليل"، وهي تنسب لعدد من الشعراء أولهم الشاعر عوض عبدالله بن سبيتي المولود في الديس الشرقية في حضرموت عام 1880.
وما سنجده أن الفنان محمد عبده قام بحذف أو تعديل العبارات والكلمات التي وضعتها هنا بين قوسين، مع ملاحظة أن الشاعر كان ينطلق من موقع إيماني، وهو ما نجده في قوله: (أستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة).
*سرى الليل*
سرى الَّليل وانايم على البحر ماشي فايدة في منامِ الَّليلة حل السَّرية
سرى الَّليل وارامي شباك الهوى والبحر كلَّه نوى وإنتَ حياتك شجية
(ملكتَ السماء والأرض ما هي لحد واستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة)
سرينا وشرَّعنا غوابيرنا والعشق ما هو لنا لأهل القلوب السلية
سرى الَّليل وامولد الذهب والرِّشوش لا شدَّوا الخيل يشد المُهرة العولقية
أنا (اسمي) محمد ما (أمتلكش) لحد إلاَّ المقادير جابتني لأبوكم هدية
سماها وكرسيها لخلاّقها و(الأرض لك ملكها) والنَّاس (عندك) رعيّة
يا ابن النَّاس حبيتك وحبيت أنا. يا ليتني ملك لك وإلا تصير ملك ليه
نظرني من الطَّاقه وحرق لي الكبد.. وإنتَ الدواء لِلكبد يا أبو الخدود الندية
أنا يا حبيب مظلوم وإنتَ السَّبب.. أهو ليه ياصاحبي دايم تِنكد علَّيه
ونلاحظ لدى السماع أن محمد عبده قام بحذف هذا البيت:
(ملكتَ السماء والأرض ما هي لحد واستغفر الله لا يكتب علينا خطيئة)
وحوّل قوله (سماها وكرسيها لخلاّقها والأرض لك ملكها) إلى (والأرض له ملكها)... إلخ
وهناك الكثير من الفنانين قاموا بأداء الأغنية إلا أنهم لم يقوموا بتغير أو حذف بعض الأبيات منها وإن حصل فإن ذلك لم يمس بجوهر الأغنية كما هو لدى طلاح مداح وفيصل علوي وشروق وغيرهم.
وهي مناسبة للتذكير بالانحرافات الأولى لتشويه الأغنية اليمنية المفعمة بالحرّية.
إضافة إلى قيام محمد عبده بتحريف كلمات بعض الأغاني اليمنية متصالحاً بذلك مع المد المحافظ، سأشير هنا أيضاً إلى ما قام به فنانون يمنيون من تحريف أو تجاوز لبعض أبيات الأغاني الشهيرة بسبب جرأتها أو خضوعاً لثقافة المستمعين التي صار يهيمن عليها الخطاب الإسلامي المتشدد والرافض لأجواء الفن المتمرد.
كانت أم كلثوم تختار أبياتاً محددة من القصائد التي تقدم إليها، أو تختارها، من أجل التلحين والغناء وأشهرها قصائد أحمد شوقي التي انتقت بعض أبياتها للغناء مثل سلوا قلبي، سلوا كؤوس الطلاء ووُلد الهدى، وذلك من خلال معايير فنية تستهدف تكثيف الشعر والمعنى.
إلاّ أن الأمر مختلف، في حال الفنانين اليمنيين، إذ نجد أنهم يتعاملون مع أغنيات صارت ملحنة وشهيرة ولهذا فإن أي اجتزاء أو تحريف لكلماتها يعبر عن رؤية الفنان ومفهومه للفن.
سأورد هنا مثالين على التعامل مع أغنيتين للشاعر القاضي عبد الرحمن بن يحيى الانسي (1754 - 1835)، الأغنية الأولى هي "أحبة ربى صنعاء" والتي غناها الكثير من الفنانين، حيث تعامل معظمهم مع أبياتها الأخيرة بنوع من الحذر وأشهرهم الفنان أبو بكر سالم بلفقيه الذي اكتفي بالوصول إلى البيت القائل:
"وقصدِه برشفة من معتّق زلالكم
فجودوا وقولوا له إذا قد شرب يهنا"
فيما لم يغن أبيات سبق وأن غناها كثيرون، تقول:
"وفكّوا له الأزرار وحلوا دلالكم
وخلّوه يلمس جنّة الخلد باليمنى
ويقبض زكاة الحب من عين مالكم
فمن يلمس النهدين قد فاز واستغنى"
وهي أبيات غنى معظمها بتلاعب فني الفنان محمد حمود الحارثي، كما غناها كاملة الفنان فؤاد الكبسي وقبلهما وبعدهما الكثيرون.
وهناك أغنية "لله مــا يـحــويه هـذا المقـــــــام" للشاعر نفسه، والتي رأينا أن بعض الفنانين صاروا يتجاوزون بعض أبياتها خضوعاً لموجة الذوق المحافظ الذي صار مكرسا في الحياة الاجتماعية، وبالذات تلك الأبيات التي تقول:
"فـفـض عـن دن السـلاف اللثـــام
وأسـقـني خـامس وسـادس
مـا يشــرح الارواح غيـر المُـدام
فلا تكـن للكـاس حــــابس"
ونجدها كاملة بصوتي محمد مرشد ناجي والحارثي وغيرهما من الفنانين المتميزين.
كانت أم كلثوم تختار أبياتاً محددة من القصائد التي تقدم إليها، أو تختارها، من أجل التلحين والغناء وأشهرها قصائد أحمد شوقي التي انتقت بعض أبياتها للغناء مثل سلوا قلبي، سلوا كؤوس الطلاء ووُلد الهدى، وذلك من خلال معايير فنية تستهدف تكثيف الشعر والمعنى.
إلاّ أن الأمر مختلف، في حال الفنانين اليمنيين، إذ نجد أنهم يتعاملون مع أغنيات صارت ملحنة وشهيرة ولهذا فإن أي اجتزاء أو تحريف لكلماتها يعبر عن رؤية الفنان ومفهومه للفن.
سأورد هنا مثالين على التعامل مع أغنيتين للشاعر القاضي عبد الرحمن بن يحيى الانسي (1754 - 1835)، الأغنية الأولى هي "أحبة ربى صنعاء" والتي غناها الكثير من الفنانين، حيث تعامل معظمهم مع أبياتها الأخيرة بنوع من الحذر وأشهرهم الفنان أبو بكر سالم بلفقيه الذي اكتفي بالوصول إلى البيت القائل:
"وقصدِه برشفة من معتّق زلالكم
فجودوا وقولوا له إذا قد شرب يهنا"
فيما لم يغن أبيات سبق وأن غناها كثيرون، تقول:
"وفكّوا له الأزرار وحلوا دلالكم
وخلّوه يلمس جنّة الخلد باليمنى
ويقبض زكاة الحب من عين مالكم
فمن يلمس النهدين قد فاز واستغنى"
وهي أبيات غنى معظمها بتلاعب فني الفنان محمد حمود الحارثي، كما غناها كاملة الفنان فؤاد الكبسي وقبلهما وبعدهما الكثيرون.
وهناك أغنية "لله مــا يـحــويه هـذا المقـــــــام" للشاعر نفسه، والتي رأينا أن بعض الفنانين صاروا يتجاوزون بعض أبياتها خضوعاً لموجة الذوق المحافظ الذي صار مكرسا في الحياة الاجتماعية، وبالذات تلك الأبيات التي تقول:
"فـفـض عـن دن السـلاف اللثـــام
وأسـقـني خـامس وسـادس
مـا يشــرح الارواح غيـر المُـدام
فلا تكـن للكـاس حــــابس"
ونجدها كاملة بصوتي محمد مرشد ناجي والحارثي وغيرهما من الفنانين المتميزين.